توضيح المراد - ج ١

السيد هاشم الحسيني الطهراني

توضيح المراد - ج ١

المؤلف:

السيد هاشم الحسيني الطهراني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
المطبعة: المصطفوي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٠٢

اقول : فى اطلاق كلامه وعدم تقييد الاداء بشيء دليل على انه لا يؤدى عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا من الامور الا امير المؤمنين عليه‌السلام ، وفى ذلك دلالة على نفى الخلافة عن غيره مطلقا ،

قول الشارح : اما المقدمة الثانية فقد مرت ـ وهى كل من لم يكن عارفا بالاحكام لا يجوز نصبه للامامة ، وهذه الكبرى ما مرت بعينها فيما تقدم ، لكنها تستفاد من المسألة الثانية والثالثة.

قول الشارح : قطع سارقا الخ ـ راجع سابع الغدير ص ١٢٩.

قول الشارح : واحرق الفجاءة الخ ـ اسمه اياس بن عبد الله بن عبد باليل ابن عميرة بن خفاف من بنى سليم ، راجع فى قصته سابع الغدير ص ١٥٦.

قول الشارح : لا يعذب بالنار الا رب النار ـ هذا حديث مروى بطرق الفريقين ، ان قلت : كيف ذلك وقد نقل ان امير المؤمنين عليه‌السلام احرق عبد الله بن سبا واصحابه ، وأيضا احد الحدود المخير فيها فى اللواط الاحراق بالنار ، قلت : اما قتل عبد الله بن سبا واصحابه كان بالتدخين لا بالاحراق ، راجع سابع الغدير ص ١٥٦ ، واما حد اللواط فهو خاص وذاك عام ، ولا يخرج من العام الا بما ثبت من الخاص ، واما المحارب فحكمه فى كتاب الله ان لم يتب هو القتل باحد الوجوه الثلاثة او النفى من الارض ، فاحراقه اجتهاد شهوى غضبى قبال نص الكتاب.

قول الشارح : وسئل عن الكلالة الخ ـ راجع سابع الغدير ص ١٠٤.

قول الشارح : وسالته جدة الخ ـ راجع سابع الغدير ص ١٢٠.

قول الشارح : المغيرة بن شعبة ـ ازنى ثقيف واكذب الامة ، كان يعادى امير المؤمنين عليه‌السلام ويناله ، وقصة زناه بام جميل وحيلة عمر فى درء الحد عنه معروفة ، راجع سادس الغدير ص ١٣٧ ـ ١٤٤.

قول الشارح : محمد بن سلمة ـ كذا فى النسخ ، والصحيح مسلمة ، وهو

٧٢١

محمد بن مسلمة بن خالد بن مجدعة الانصارى الاوسى ، كذا فى الانساب للبلاذرى ص ٣٧٦ ، وضبطه فى ص ٣١٥ : محمد بن مسلمة بن سلمة الانصارى ، آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين ابى عبيدة الجراح.

قول الشارح : واضطرب فى كثير الخ ـ راجع سابع الغدير.

قول الشارح : وقتل خالد بن الوليد الخ ـ هو ابو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى ، أمه لبابة الصغرى وهى العصماء بنت الحارث بن حزن بن بجير اخت ميمونة ، فهو ابن خالة عبد الله بن عباس ، ويقال : ان لبابة الصغرى غير العصماء كذا فى الانساب للبلاذرى ، ولقبه ابو بكر سيف الله ، وكان شديد العداوة لامير المؤمنين عليه‌السلام ، له وقائع منكرة فى زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعده ، منها المذكورة فى الكتاب ، مات سنة احدى وعشرين ودفن فى حمص ، وكان لخالد ابنان : مهاجر وكان مع امير المؤمنين عليه‌السلام ومحبا له ، وعبد الرحمن وكان مع معاوية ، وفى قصة قتله مالك بن نويرة راجع سابع الغدير ص ١٥٨ ـ ١٦٩.

قول المصنف : وقد نهى الله تعالى الخ ـ بقوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ ) الآية ، واطلاق النهى يشمل ما بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واحترامه فى الحالتين واجب ، وكان دفنه فيه بوصيته ، راجع سابع الغدير ص ٢٤٩.

قول الشارح : وبعث الى بيت الخ ـ راجع سابع الغدير ص ٧٧ ـ ٨١

قول الشارح : وكان معه الزبير ـ هو الزبير بن العوام بن خويلد بن اسد القرشى ، كنيته ابو عبد الله ، وأمه صفية بنت عبد المطلب ، فهو ابن عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن اخى خديجة الكبرى ، قتله عمرو بن جرموز غدرا بوادى السباع.

قول الشارح : وامر عمر الخ ـ هو ابو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن فرط بن رزاخ بن عدى بن كعب بن لوى القرشى ،

٧٢٢

قال الشارح العلامة فى نهج الحق : وقد روى ابو المنذر هشام بن محمد السائب الكلبى وهو من رجال السنة فى كتاب المثالث قال : كانت صهاك امة حبشية لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب ، انتهى ، وراجع ثامن البحار فقد ذكر فى نسب الرجل عجيبات.

قول الشارح : بامرأة قد زنت الخ ـ راجع للقصة سادس الغدير ، ط ٢ ، ص ١١٠.

قول الشارح : بامرأة مجنونة الخ ـ راجع لقصتها سادس الغدير ، ط ٢ ، ص ١٠١.

قول الشارح : والله ما مات الخ ـ روى البلاذرى فى الانساب عن عائشة فى حديث وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى ان قالت : قال عمر : ما مات رسول الله ، ولا يموت حتى يؤمر بقتال المنافقين ، الى ان قالت : وجاء ابو بكر فقال : ما لرسول الله ، قلت غشى عليه منذ ساعة ، فكشف عن وجهه ووضع فمه بين عينيه ووضع يده على صدغيه ، ثم قال : وا نبياه ، وا خليلاه ، وا صفياه ، صدق الله ورسوله ، قال الله عز وجل : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ، وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ ، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ ، وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) ، قال عمر : أفي كتاب الله هذا يا أبا بكر؟! قال : نعم ، ثم قال عمر : هذا صاحب رسول الله فى الغار وثانى اثنين ، فبايعوه ، فحينئذ بايعوه ، انتهى ، وراجع لمصادر اخرى لما قال عمر سابع الغدير ، ط ٢ ، ذيل ص ٧٤.

اقول : استفهام عمر يدل على جهله بما فى كتاب الله رأسا ، لا انه غافل ناس غير متدبر للآيات ، ومن العجب العجاب قول هذا الجاهل بكتاب الله جهلا يقبح بصبيان الكتاتيب : حسبنا كتاب الله.

قول الشارح : حتى يقطع ايدى الخ ـ وفى رواية البلاذرى : حتى يؤمر بقتال المنافقين ، ان قلت : هذا يدل على ان عمر لم ينكر موته صلى‌الله‌عليه‌وآله مطلقا ،

٧٢٣

بل انكره فى ذلك اليوم قبل ان يؤمر بقتال المنافقين ، وما قرأ عليه ابو بكر من الآيات يصلح لمن ينكر موته مطلقا ، فاللازم على ابى بكر ان يقول له ما يدرأ زعمه ذلك ، قلت : هذا يدل على ان الامر كان مدبرا موطأ بينهما قبل ذاك فان أبا بكر لم يقرأ الآيات عن الفكرة فيما قال عمر بالصياح فى السرب خارج بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سالاّ صارمه ، متوعدا بالقتل كل قائل بموت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قائلا : لا اسمع رجلا يقول : مات رسول الله إلا ضربته بسيفى.

قول المصنف : كل الناس افقه الخ ـ راجع سادس الغدير ، ط ٢ ، ص ٩٥ وص ١٠٤ ،

قول المصنف : واعطى ازواج الخ ـ راجع فى ذلك ثامن البحار طبع الكمبانى ص ٣٠٣.

قول الشارح : عائشة وحفصة ـ بنت ابى بكر وبنت عمر من ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانتا تؤذيانه كثيرا كابويهما ، وفيهما نزل قوله تعالى : ( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) الآية ، وفتنة عائشة فى حرب البصرة وغير ذلك معروفة.

قول المصنف : وقضى فى الحد الخ ـ اى حد شرب الخمر.

قول الشارح : وروى تسعين الخ ـ وأيضا رواياتهم التى ذكر فى الغدير تدل على ان ذلك كان اربعين فى زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان على ذلك ابو بكر ايام إمارته ، وغيّرها عمر الى ثمانين فى مواضع ، وفى موضع اكتفى بستين ، واقام الحد على ابنه عبد الرحمن بن عمر ثانية فى المدينة بعد ان ضربه الحد عمرو بن العاص فى مصر ، وحبسه عمر ثم مرض فمات ، راجع سادس الغدير ، ط ٢ ، ص ١٢٣ وص ١٧١ وص ٣١٦.

قول المصنف : ومنع المتعتين ـ متعة النساء ومتعة الحج ، راجع فى ذلك سادس الغدير ، ط ٢ ، ص ١٩٨ ـ ٢٣٩ ، وثالثه ص ٣٢٩ ـ ٣٣٣.

قول المصنف : وحكم فى الشورى الخ ـ اصحاب الشورى ستة : امير المؤمنين

٧٢٤

عليه‌السلام ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، زبير بن العوام ، عبد الرحمن بن عوف ، سعد بن ابى وقاص ، والقصة مذكورة فى كتب الفريقين ، ومناشدة امير المؤمنين عليه‌السلام واحتجاجه عليهم يوم الشورى لحقّه بالكتاب وبما سمعوا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله موجودة فيها ، راجع اوّل الغدير ، ط ٢ ، ص ١٥٩ ، وثامن البحار طبع الكمبانى ص ٣٠٦ ـ ٣١٠ وص ٣٤٤ ـ ٣٦٠.

قول الشارح : ثم انه طعن فى كل الخ ـ النقل هنا مختلف ، وانا اذكر ما ذكره الشارح العلامة فى نهج الحق ، قال رحمه‌الله : وروى الجمهور ان عمر لما نظر إليهم قال : قد جاءنى كل واحد منهم يهز عفريته ، يرجو ان يكون خليفة ، اما انت يا طلحة افلست القائل : ان قبض النبي لننكحن ازواجه من بعده فما جعل الله محمدا احق ببنات عمنا منا فانزل الله فيك : وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ، واما انت يا زبير فو الله ما لان قلبك يوما ولا ليلة وما زلت جلفا جافيا مؤمن الرضا كافر الغضب يوما شيطان ويوم رحمان شحيح ، واما انت يا عثمان لروثة خير منك ولان وليتها لتحملن بنى ابى معيط على رقاب الناس ولان فعلتها لتقتلن ثلاث مرات ، واما انت يا عبد الرحمن فانك رجل عاجز تحب قومك جميعا ، واما انت يا سعد فصاحب عصبية وفتنة ومقنب وقتال لا تقوم بقرية لو حملت امرها ، واما انت يا على فو الله لو وزن ايمانك بايمان اهل الارض لرجحهم ، فقام على موليا يخرج ، فقال عمر : والله انى لا علم مكان الرجل لو وليتموه امركم حملكم على المحجة البيضاء ، قالوا : من هو؟ قال : هذا المولى عنكم ، ان ولوها الاجلح سلك بكم الطريق المستقيم ، قالوا : فما يمنعك من ذلك؟ قال : ليس الى ذلك سبيل ، قال له ابنه عبد الله : فما يمنعك منه؟ قال : اكره ان اتحملها حيا وميتا ، وفى رواية : لا اجمع لبنى هاشم بين النبوة والخلافة ، انتهى ، وفى رواية : وما يمنعنى منه الا حرصه على هذا الامر ، وفى اخرى : يمنعنى دعابته ، فتامل واضحك او ابك.

قول الشارح : عن اخيه عثمان ـ بالاخوة التى جعلت بين الصحابة لا بالنسب فان عثمان هو ابن عفان بن ابى العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى الاموى

٧٢٥

وأمه اروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، وكنيته ابو عبد الله ، قتله المسلمون يوم الغدير من سنة خمس وثلاثين من الهجرة فى المدينة ، ودفن فيها ، وعبد الرحمن هو ابن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى ، وكان اسمه فى الجاهلية عبد عمرو ، وقيل : عبد الكعبة ، فسماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عبد الرحمن ، ويقال له الزهرى ، وكنيته ابو محمد ، وكان صهر عثمان ، وهو ختنه لان أمّ كلثوم اخت عثمان لامه كانت تحت عبد الرحمن ، توفى سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وخمسين سنة.

قول الشارح : ابن عمه ـ كذا فى بعض النسخ ، والصحيح وابن عمه عطفا على اخيه ، اى لا يعدل عبد الرحمن بالامامة عن اخيه عثمان وعن ابن عمه ، وعبارة الشارح فى نهج الحق هكذا : لعلمه بان عليا وعثمان لا يجتمعان وان عبد الرحمن لا يكاد يعدل بالامر عن ختنه وابن عمه ، والمراد بابن عمه سعد بن ابى وقاص الزهرى احد الستة فانه سعد بن مالك بن اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن مالك ، وابو وقاص هو مالك بن اهيب ، ويعرف بالزهرى كعبد الرحمن ، توفى سنة خمسين من الهجرة ، وروى ان معاوية لعنه الله دس إليه سما فقتله لانه كان يخاف منه المخالفة على اخذ العهد لابنه يزيد.

قول الشارح : فلا تسلط آل ابى معيط الخ ـ ليس هذا تحدسا وتفرسا من عمر ، بل سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك ، وابو معيط هو ابان بن ابى عمرو بن امية ، ابن عم حكم بن ابى العاص بن امية.

قول الشارح : كلف باقاربه ـ على وزان كتف ، اى شديد الحب لهم ، وما احسن ما قال السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوى رحمه‌الله فى كتابه « النص والاجتهاد » : وكان عثمان وصولا لارحامه ( آل ابى العاص ) ولوعا بحبهم وايثارهم ، حتى لم تأخذه فى سبيلهم لو مات اللائمين ولا ثورات الثائرين ، وقد استباح فى صلتهم مخالفة كثير من ادلة الكتاب الحكيم والسنن المقدسة والسيرة التى كانت مستمرة من قبله.

قول الشارح : واستعمل الوليد الخ ـ على الكوفة قبل سعيد بن العاص ، وهو

٧٢٦

الوليد بن عقبة بن ابى معيط بن ابى عمرو بن امية ، راجع فى عرفان الخبيث ثامن الغدير ، ط ٢ ، ص ١٢٠ ـ ١٢٥ وص ٢٧١ ـ ٢٧٦.

قول الشارح : واستعمل سعيد الخ ـ على الكوفة بعد عزل الوليد بن عقبة ، وهو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن امية ، راجع ثامن الغدير ص ٢٦٩ ـ ٢٧١.

قول الشارح : وولى عبد الله بن ابى سرح الخ ـ هو ابو يحيى عبد الله بن سعد بن ابى سرح بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، ليس من بنى امية ، لكنه اخبث منهم واشر ، كان اخا لعثمان بن عفان من الرضاع ، راجع فى عرفانه ثامن الغدير ص ٢٧٩ ـ ٢٨١.

قول الشارح : وامره بقتل محمد بن ابى بكر ـ راجع فى ذلك تاسع الغدير ص ١٧٩ ـ ١٨١ ، ومحمد بن ابى بكر أمه اسماء بنت عميس اخت ميمونة زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كانت اسماء احب النساء واقربها الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وهى من المهاجرات مع زوجها جعفر بن ابى طالب سلام الله عليهما الى الحبشة ، فلما قتل جعفر سلام الله عليه تزوجها ابو بكر بن ابى قحافة ، فولدت له محمدا ، ثم مات ابو بكر عنها ، فتزوجها امير المؤمنين عليه‌السلام فولدت له يحيى ، ولاسماء فضائل كثيرة مذكورة فى مظانها ، ومحمد بعد موت ابيه كان صغيرا تربى عند امير المؤمنين عليه‌السلام وكان من المحبين له شديدا ومن الناقمين على ابيه ، كان نجابته من قبل أمه وتربية امير المؤمنين عليه‌السلام ، ولد محمد بالبيداء فى حجة الوداع ، وقتل بمصر سنة ثمان وثلاثين ، قتله معاوية بن خديج عطشانا ، ثم وضعه فى جوف جيفة حمار ثم احرقه بالنار ، سلام الله عليه ولعنة الله على قاتله ، فلما وصل خبره الى امير المؤمنين عليه‌السلام حزن حزنا شديدا وقال فيما قال : وهذه مصر قد انفتحت وقتل معاوية بن خديج محمد بن ابى بكر ، فيا لها من مصيبة ما اعظمها مصيبتى بمحمد ، فو الله ما كان الا كبعض بنيّ ، وفى بعض الروايات : وقيل لعلى عليه‌السلام : لقد جزعت على محمد بن ابى بكر جزعا شديدا

٧٢٧

يا امير المؤمنين ، فقال : ما يمنعنى انه كان لى ربيبا وكان لبنىّ اخا وكنت له والدا اعده ولدا.

قول الشارح : وولى معاوية الشام الخ ـ لعنه الله ، هو ابن ابى سفيان بن حرب بن امية بن عبد شمس ، واسم ابى سفيان صخر ، وابو سفيان ابن عم حكم بن ابى العاص كأبي معيط ، وأمّ معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة آكلة الاكباد ، توفى سنة ستين بالشام عليه وعلى من وافقه لعائن الله ، وخباثة الرجل وشقاوته لا يسعها البيان ، والفتن والمفاسد التى وقعت منه فوق الاحصاء ، راجع عاشر الغدير وحادى عشره.

قول المصنف : وآثر اهله بالاموال وحمى لنفسه ـ المراد باهله بنو امية ، قال امير المؤمنين عليه‌السلام فى الخطبة الشقشقية : الى ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو ابيه يخضمون مال الله خضمة الا بل نبتة الربيع الى ان انتكث عليه فتله واجهز عليه عمله وكبت به بطنته الخ ، انظر ثامن الغدير ط ٢ ص ٢٣٤ الى ص ٢٨٧.

قول الشارح : مروان ـ هو ابن عم عثمان ، مروان بن الحكم بن ابى العاص ابن امية ، اختاره الناس للخلافة بعد هلاك يزيد بن معاوية واعتزال معاوية بن يزيد عن الخلافة ، لعنهم الله ، وكان شديد العداوة لرسول الله واهل بيته صلوات الله عليهم.

قال السيد الرضى سلام الله عليه فى النهج : قالوا : اخذ مروان بن الحكم اسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن والحسين عليهما‌السلام الى امير المؤمنين عليه‌السلام فكلماه فيه ، فخلى سبيله ، فقالا له : يبايعك يا امير المؤمنين ، فقال عليه‌السلام : اولم يبايعنى قبل قتل عثمان ، لا حاجة لى فى بيعته ، انها كف يهودية ، لو بايعنى بكفه لغدر بسبته ، اما ان له إمرة كلعقة الكلب انفه ، وهو ابو الاكبش الاربعة ، وستلقى الامة منهم ومن ولده يوما احمر.

قول الشارح : ومن قبله الخ ـ اى الّذي كان اميرا قبله وهو ابو بكر وعمر ، لكن مر فى مطاعن عمرانه كان يعطى ازواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بيت المال حتى

٧٢٨

كان يعطى عائشة وحفصة عشرة آلاف درهم كل سنة واخذ من بيت المال ثمانين الف درهم.

قول الشارح : حمى الحمى لنفسه الخ ـ اصل الباب منه بمعنى المنع ، والحمى بكسر الاول وفتح الثانى ما حمى من شيء ، يقال : حمى السلطان وهو الاراضى التى يخصها لنفسه للرعى او الصيد او غيرهما يمنع غيره ان يدخلها الا باذنه.

وفى الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا حمى الا لله ورسوله ، وهو رد لما كان يصنع الملوك فى الجاهلية من احمائهم ارضا لا يقربها احد ولا ينتفع بها غيرهم ، وعثمان احيا سنة الجاهلية فى ذلك.

قول الشارح : فضرب ابن مسعود الخ ـ هو ابو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل ، وأمه أمّ عبد بنت ودّ من هذيل ، كان حليفا لبنى زهرة ، وهو من الاثنى عشر الذين انكروا على ابى بكر فى المسجد خلافته ، كان رجلا نحيفا قصيرا شديد الادمة ، مات فى اثر الضرب بامر عثمان وهو بين الستين والسبعين ، ودفن فى البقيع رحمه‌الله ، وفى نهج الحق للشارح انه ضربه مرتين : مرة على دفنه لابى ذر سلام الله عليه ، واخرى على امتناعه من اتيان مصحفه ، راجع تاسع الغدير ، ط ٢ ، ص ٣ ـ ١٤

قول الشارح : وضرب عمار الخ ـ هو ابو اليقظان عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن ادد بن زيد العنسى ، أمه سمية من بنى مخزوم ، وكان عمار من حلفائهم ؛ قتل يوم الصفين بين يدى امير المؤمنين عليه‌السلام وله اكثر من تسعين سنة ، راجع تاسع الغدير ؛ ص ١٥ ـ ٣٠.

قول الشارح : واستحضر أبا ذر الخ ـ هو ابو ذر جندب بن جنادة الغفارى سماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عبد الله ، راجع فى شرح احواله وما جرى بينه وبين عثمان وبينه وبين معاوية ثامن الغدير ، ط ٢ ، ص ٢٩٢ ـ آخر الجزء.

قول المصنف : عن ابن عمر ـ هو عبيد الله بن عمر لا عبد الله ، راجع فى القصة

٧٢٩

ثامن الغدير ، ط ٢ ، ص ١٣٢ ـ ١٤٣.

قول المصنف : والحد عن الوليد ـ هو الوليد بن عقبة بن ابى معيط والى الكوفة من قبل عثمان ، راجع فى القصة ثامن الغدير ط ٢ ص ١٢٠ ـ ١٢٥ وص ٢٧١ ـ ٢٧٦.

قول المصنف : وخذلته الصحابة الخ ـ راجع تاسع الغدير ، ثم ان لهذه الثلاثة واضرابهم المعادين لعترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مطاعن اخرى كثيرة غير ما ذكر فى الكتاب ، راجع فيها اجزاء الغدير.

المسألة السابعة

( فى ان عليا افضل الصحابة )

انه عليه‌السلام معدن الفضائل ومبدؤها واصلها ، به قامت وإليه ترجع بعد ما منه ابتدئت ، فالمقايسة بينه وبينهم فيها جفاء وظلم فى حقه وجهل بمقامه صلوات الله وسلامه على ابن عمه وعليه وعلى آلهما الطاهرين.

قول الشارح : ابن عمر ـ هو عبد الله بن عمر ، احتذى مثال ابيه فى مخالفة الكتاب والسنة ، راجع عاشر الغدير ط ٢ ص ٦٣ ـ ٧٢.

قول الشارح : ابو هريرة ـ هو عمير بن عامر بن عبد الله بن ذى الشركى الدوسى ، مات سنة تسع وخمسين ، كذا فى الانساب للبلاذرى ، دخل فى الاسلام بعد الهجرة بسبع سنين.

وقال الفيروزآبادي فى القاموس : ابو هريرة كنية عبد الرحمن بن صخر ، صحابى ، كنى بها لانه راى النبي صلى الله عليه وسلم فى كمه هرة فقال : يا أبا هريرة فاشتهر به ، واختلف فى اسمه على نيف وثلاثين قولا ، انتهى.

وقال صاحب منتهى الارب : قال الحاكم ابو احمد : اصح شيء عندنا فى اسم

٧٣٠

ابى هريرة عبد الرحمن بن صخر ، وهو دوسى ، غلبت عليه كنيته ، فهو كمن لا اسم له ، انتهى.

والرجل من الكذابين الوضاعين الحاطمين لدينه طمعا فى دنيا كانت بيد معاوية بن ابى سفيان راجع فى شرح احواله الى ما صنف فى ترجمته آية الله المغفور له السيد شرف الدين الموسوى.

قول الشارح : الحسن البصرى ـ هو ابو سعيد الحسن بن ابى الحسن البصرى ، عنونه الكشى فى الزهاد الثمانية قائلا : والحسن كان يلقى كل اهل فرق بما يهوون ويتصنع للرئاسة وكان رئيس القدرية ، انتهى ، مات سنة مائة وعشر.

قول الشارح : عمرو بن عبيد ـ هو ابو مروان عمرو بن عبيد بن باب البصرى المعتزلى ، كان هو وواصل بن عطاء الغزال من اصحاب الحسن البصرى ، قررا قواعد الاعتزال واخذ منهما من ظهر بعدهما زائدا عليه ما اوحى إليهم شياطينهم ، وكان عمرو يختلف الى الباقر والصادق عليهما‌السلام ويسألهما ، ولهشام بن الحكم رضي‌الله‌عنه معه احتجاج ظريف فى الامامة فى مسجد البصرة ، رواه الكلينى رحمه الله تعالى فى الكافى باب الاضطرار الى الحجة ، فراجع ، ولد عمرو سنة ثمانين ومات سنة مائة واربع واربعين.

قول الشارح : ابى عثمان الجاحظ ـ اسمه عمرو بن بحر وهو من شيوخ المعتزلة ، قال فى سفينة البحار : الجاحظ هو ابو عثمان عمرو بن بحر البصرى اللغوى النحوى كان من غلمان النظام وكان مائلا الى النصب والعثمانية وله كتب منها العثمانية التى نقض عليها ابو جعفر الاسكافى والشيخ المفيد والسيد احمد بن طاوس ، وطال عمره واصابه الفالج فى آخر عمره ومات بالبصرة سنة ٢٥٥.

قول الشارح : المقداد ـ قال البلاذرى فى الانساب : ومن حلفاء بنى زهرة المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤى بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن ابى اهون بن قائش بن دريم بن القين بن اهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، يكنى أبا معبد ، وهو الّذي يقال له المقداد

٧٣١

ابن الاسود ، وكانت أمه عند الاسود بن عبد يغوث ، خلف عليها بعد ابيه عمرو وتبناه فنسب إليه ، توفى فى خلافة عثمان فى سنة ثلاث وثلاثين بالجرف على ثلاثة اميال من المدينة ، فحمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة ، وصلى عليه عثمان ، وكان يوم توفى ابن سبعين سنة او نحوها.

اقول : تزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وهو من الذين دار عليهم نشر الولاية العلوية فى الآفاق والاقطار بعد ما اراد المنافقون اطفاء نور الله بافواههم.

قول الشارح : سلمان ـ الفارسى المحمدى ، كنى أبا عبد الله ، كان يقول : انا سلمان بن الاسلام ، كان من اصطخر فارس ، وقيل من رامهرمز من كور الاهواز ، وقيل من اصفهان ، وهو من الاركان وافضلهم ، وفى الحديث العلوى : بح بح ، سلمان منا اهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم علم الاول وعلم الآخر ، وقال يوم السقيفة لابى بكر : كردى ونكردى وحق از امير ببردى ، وفى انساب البلاذرى : قال سلمان الفارسى حين بويع ابو بكر : كرداذ وناكرداذ اى عملتم وما عملتم ، لو بايعوا عليا لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ، مات بالمدائن فى خلافة عثمان ودفن بها وقبره مزار مشهور سلام الله عليه.

قول الشارح : جابر بن عبد الله ـ هو ابو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام بن كعب بن غنم الانصارى الخزرجى ، كان شديد الحب لاهل البيت عليهم‌السلام ، كف بصره فى آخر عمره ، مات سنة ثلاث وسبعين وقيل ثمان وسبعين بالمدينة ، وحديث لوح فاطمة عليها‌السلام عنه مشهور.

قول الشارح : حذيفة ـ هو ابو عبد الله حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة العبسى الانصارى ، وجروة يسمى باليمان فنسب إليه حذيفة ، مات بالمدائن بعد بيعة امير المؤمنين عليه‌السلام بأربعين يوما ، وقبره قريب من قبر سلمان رحمة الله عليهما.

٧٣٢

قول الشارح : عطاء ـ عطاء بن ابى رباح المكى بالباء الموحدة ، وعطاء بن السائب ، وعطاء بن يسار ، وعطاء بن ابى مروان ، وعطاء بن ابى سلمة تابعيون ، والظاهر ان المراد هنا هو الاول ، واسم ابى رباح اسلم ، وعطاء يعد من علماء التفسير المشهورين ، مات سنة مائة وخمس عشرة وهو ابن ثمان وثمانين.

قول الشارح : مجاهد ـ هو مجاهد بن جبر المكى ، تابعى ، كان مولى لقيس بن السائب المخزومى ، هو كالعطاء يعد من علماء التفسير ، يروى عن ابن عباس وابى هريرة ، مات سنة ١٠٣.

قول الشارح : سلمة بن كهيل ـ قال المغفور له السيد شرف الدين الموسوى فى المراجعات : سلمة بن كهيل بن حصين بن كادح بن اسد الحضرمى يكنى أبا يحيى ، عده من رجال الشيعة جماعة من علماء الجمهور كابن قتيبة فى المعارف والشهرستانى فى الملل والنحل الخ ، مات يوم عاشوراء سنة احدى وعشرين ومائة :

قول الشارح : اختيار البغداديين ـ اى معتزلة بغداد.

قول الشارح : ان صح خبر الطائر الخ ـ رواه الفريقان بطرق كثيرة متواترة لا مجال معه للشك فيه من احد ، ومضمون الحديث انه كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله طائر مشوى فقال : اللهم ائتنى باحب خلقك أليك يأكل معى هذا الطير فجاء على عليه‌السلام فاكل معه ، والاحبية الى الله تستلزم الأفضلية.

قول الشارح : فى غزوة بدر الخ ـ نزلت فى قصة غزاة بدر آيات من سورة الانفال ابتدئت بقوله تعالى : ( كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ ) الخ ، وهى كانت فى السنة الثانية من الهجرة فى شهر رمضان ، وبدر بئر بين مكة والمدينة حفرها بدر بن قريش فسميت باسمه ، وقال البلاذرى فى الانساب : بدر ماء ليخلد بن النضر ، ويقال : رجل من جهينة ، واسم الوادى الّذي هو به يليل ، وبين بدر والمدينة ثمانية برد ، وكان عدد المسلمين بها ثلاثمائة وثلاثة عشر بلا عدة ، وعدد المشركين قريبا من الألف مع العدة ، ويقال لهذه الغزوة : غزوة بدر الاولى وغزوة بدر القتال ، ثم غزاة بدر الموعد كانت فى ذى القعدة سنة اربع.

٧٣٣

قول الشارح : الوليد بن عتبة ـ هو اخو هند أمّ معاوية بن ابى سفيان لعنهم الله.

قول الشارح : ثم ابن ربيعة ـ اى عتبة ، هو وشيبة اخوان ابنا ربيعة ، فالمقتول الوليد وابوه عتبة وعمه شيبة ، وربيعة هو ابن عبد شمس بن عبد مناف ، برز امير المؤمنين عليه‌السلام يوم بدر الى الوليد فقتله ، وبرز حمزة بن عبد المطلب الى شيبة فتصارعا بعد الضرب بالسيوف ، فجاء امير المؤمنين عليه‌السلام إليهما بعد قتل الوليد فقال لحمزة : يا عم اخفض راسك فضرب راس شيبة بالسيف فقتله ، وبرز عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب الى عتبة فشق قرنه بالسيف وهو قطع ساق عبيدة بالسيف ، فبينما هما فى ذلك اذ جاء امير المؤمنين عليه‌السلام فقتل عتبة.

قول الشارح : ثم العاص بن سعيد ـ وفى بعض المطبوعات سعد مكان سعيد خطاء ، وهو العاص بن سعيد بن العاص بن امية.

قول الشارح : حنظلة بن ابى سفيان ـ فى ذلك قال امير المؤمنين عليه‌السلام لمعاوية يوم الصفين : وعندى السيف الّذي اعضضته اخاك وخالك وجدك يوم بدر ، اى حنظلة والوليد وعتبة ، وكان لابى سفيان ابن آخر غيرهما مسمى بعمرو اسره امير المؤمنين عليه‌السلام يوم بدر.

قول الشارح : طعيمة بن عدى ـ طعيمة على بناء التصغير ، وفى بعض المطبوعات طعمة خطاء ، وهو طعيمة بن عدى بن نوفل بن عبد مناف.

قول الشارح : نوفل بن خويلد ـ هو نوفل بن خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصى ، وهو اخو خديجة سلام الله عليها زوجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قول الشارح : فى غزوة احد ـ احد جبل قريب من المدينة ، والغزوة وقعت فى شوال سنة ثلاث ، وقد ذكر الله عز وجل قصة غزاة احد وما يناسبها من المواعظ والانذارات والتبشيرات والتنبيهات فى سورة آل عمران من آية ١٢١ الى قريب من آخر السورة مبدوءة بقوله تعالى : ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ ) الخ ، وفيها اشارة الى نصر الله

٧٣٤

تعالى للمؤمنين فى غزوة بدر.

قول الشارح : بين اللواء والراية ـ الراية العلم الّذي نصب فى الحرب ليراه افراد الجيش حيث كانوا ويجتمعوا حوله ، وفى المغرب : الراية علم الجيش ، وتكنى أم الحرب ، وهى فوق اللواء اى اكبر منه ، والراية واحدة فى الجيش واللواء متعدد بحسب تعدد الاقوام ، كما نقل ان لواء المهاجرين كان مع الراية بيد امير المؤمنين عليه‌السلام ، ولواء الاوس بيد اسيد بن حضير ، ولواء الخزرج بيد سعد بن عبادة او الحباب بن المنذر.

قول الشارح : طلحة بن ابى طلحة ـ هو طلحة بن عبد الله ( ابى طلحة ) بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى بن كلاب بن مرة العبدرى ، قتل هو وابناؤه : مسافع والحارث وكلاب وجلاس ، واخواه : عثمان وابو سعد يوم احد.

قول الشارح : كبش الكتيبة ـ الكتيبة الجيش او قطعة منه ، والكبش يراد به السيد والامير.

قول الشارح : فحمل خالد بن الوليد الخ ـ رتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم احد الرماة وهم اربعون او خمسون وجعل عليهم عبد الله بن جبير ، وجعلهم على جبل احد واستقبل صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة وجعل احدا وراءه ، وقال للرماة : الزموا مكانكم وان رايتمونا قد هزمناهم فاقيموا ولا تبرحوا ، فلما غلب المسلمون ودخلوا عسكر المشركين واقبلوا يغنمون وينهبون اخلى الرماة مكانهم واقبلوا ينهبون ، فقال لهم عبد الله بن جبير : ما هذا؟ الم يأمركم رسول الله ان لا تبرحوا عن مكانكم ، فقال قائلهم : انما امرنا بالوقوف ما دامت الحرب ، فتركوا الجبل ، فلما راى المشركون ما فعلوا كرّوا على المسلمين فانحدر خالد بن الوليد من الجبل فى كتيبة ، وألحّ المشركون على المسلمين بالحرب واكثروا فيهم القتل ، فانهزم الناس عنه سوى على عليه‌السلام ، فوقع ما وقع.

قول الشارح : يوم الاحزاب ـ غزوة الاحزاب تسمى غزوة الخندق أيضا ، كانت فى ذى القعدة سنة خمس من الهجرة ، ذكرت هى وما يناسبها فى سورة الاحزاب.

٧٣٥

قول الشارح : عمرو بن عبد ود ـ بن ابى قيس من بنى عامر بن لوى.

قول الشارح : غزاة خيبر ـ وقعت فى سنة سبع فى شهر صفر ، وقيل فى ربيع الاول وقيل فى جمادى الاولى ، وعلى بعض الاقوال اشير فى سورة الفتح الى فتح خيبر بقوله تعالى : ( فَتْحاً مُبِيناً ) و ( فَتْحاً قَرِيباً ).

قول الشارح : غزاة حنين ـ لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة فى شهر رمضان سنة ثمان اقام بها الى يوم الفطر ، فخرج غازيا الى حنين وهو واد من اودية تهامة فى عشرة آلاف او اثنى عشر الفا ، فالتقى المسلمون والمشركون من هوازن وغيرهم ، فوقع القتال الخ.

قول الشارح : وتعجب ابو بكر الخ ـ فانزل الله تعالى : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ) الخ.

قول الشارح : من قلة ـ اى ليس المسلمون قلائل فلن يغلبوا.

قول الشارح : والعباس ـ عمّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قول الشارح : ابو سفيان بن الحارث الخ ـ ابو سفيان ونوفل وربيعة ابناء الحارث ، وهو الحارث بن عبد المطلب ، وعبد الله بن زبير هو عبد الله بن زبير بن عبد المطلب أيضا.

قول الشارح : ومصعب ـ كذا فى بعض المطبوعات ، والصحيح معتب ، وابو لهب ابن عبد المطلب اسمه عبد العزى.

قول الشارح : فخرج ابن جرول الخ ـ كان مقدم الجيش على جمل احمر بيده لواء اسود ، كلما يظفر بمسلم يقتله ويرفع اللواء ليراه المشركون ويتبعوه ، وكان يرتجز ويقول :

انا ابو جرول لا براح

حتى نبيح اليوم او نباح

فاعترضه امير المؤمنين عليه‌السلام فضرب جمله أولا فسقط ثم ضرب على رأسه فشقه نصفين ، وكان عليه‌السلام يرتجز ويقول :

قد علم القوم لدى الصباح

انى لدى الهيجاء ذو نصاح

٧٣٦

فانهزم المشركون فاجتمع الفارّون من المسلمين.

قول الشارح : كان شديد الذكاء الخ ـ الذكاء شدة قوة للنفس تتهيأ بها لاستنتاج العلوم وتعقل ما يرد عليها بسهولة ويقابله البلادة ، والحدس هو التفرس والتوسم ان فى ذلك لآيات للمتوسمين ، وقد عرف بانه بغتة حصول النتيجة من المقدمات الكامنة فى النفس من دون تمحل الاستحضار.

قول الشارح : وهذا برهان لمى ـ اذ يستدل بعلل العلم عليه ، وهذا البرهان مشتمل على مقدمات : كون المفيد فى غاية الكمال والعلم والفضل وغاية الحرص على الافادة والتعليم وغاية الحب للمستفيد وغاية الحب لان يحفظ ما يتعلم ، وكون المستفيد فى غاية الذكاء والحدس وغاية الملازمة للمفيد وغاية الحرص على التعلم ، وكان زمان استفادته زمان الصغر والشباب الّذي تكون النفس فيه اقوى وما يحصل فيها من العلوم والمعارف اثبت وامكن ، وكل هذه المقدمات ضرورية للناظر فى السير والتواريخ.

قول الشارح : الثانى ان الصحابة الخ ـ راجع فى المذكورات هنا وغيرها اجزاء الغدير.

قول الشارح : بعض اليهود لقيه الخ ـ ونظيره الحديث الخامس عشر من باب نفى المكان والزمان من توحيد الصدوق ، وحديث قدوم الجاثليق المدينة المشهور الّذي رواه سلمان رضوان الله عليه واورده الصدوق فى التوحيد مقطعا فى باب نفى الزمان والمكان وباب انه عز وجل لا يعرف الا به وباب معنى الرحمن على العرش استوى.

قول الشارح : وسئل عن الكلالة والأب الخ ـ المراد به ما فى قوله تعالى : ( وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) ، راجع سابع الغدير ط ٢ ص ١٠٣ و ١٠٤.

قول الشارح : عن قدامة ـ هو قدامة بن مظعون اخو عثمان بن مظعون ، وهو مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة ، جمح بن عمرو بن حصيص ، وقدامة خال حفصة بنت عمر ، وذكر القصة السيد شر الدين رحمه‌الله فى النص والاجتهاد عن تلخيص الذهبى ومستدرك الحاكم فى كتاب الحدود.

٧٣٧

قول الشارح : لما تلا عليه الخ ـ اى تلا قدامة على عمر ، لما اراد عمر ان يجلده لشربه قال : لم تجلدنى وبينى وبينك كتاب الله عز وجل؟ فقال عمر : فى اى كتاب الله انى لا اجلدك؟ فقال : ليس على الذين آمنوا الخ فغالطه ، فبقى عمر متحيرا الخ :

قول الشارح : امر عمر برجم مجنونة الخ ـ راجع سادس الغدير ط ٢ ص ١٠١.

قول الشارح : ولدت امرأة لستة اشهر الخ ـ راجع سادس الغدير ط ٢ ص ٩٣.

قول الشارح : وامر برجم حامل الخ ـ راجع سادس الغدير ط ٢ ص ١١٠.

قول الشارح : اقضاكم على ـ هذا وما يؤدى معناه مما يدل على انه عليه‌السلام اعلم الامة كثير لا يحصى ، راجع فى ذلك ثانى الغدير ط ٢ ص ٤٤ وثالثه ص ٩٥ ـ ١٠١ وسادسه ص ٦١ ـ ٨١ ، والبحار ابواب فضائله ، والجزء الاربعين.

قول الشارح : اصول النحاة الخ ـ قصة ابى الاسود الدؤلي رحمه الله تعالى فى ذلك معروفة.

قول الشارح : اصول المعارف الالهية الخ ـ يشهد بذلك خطبه عليه‌السلام وكلماته فى نهج البلاغة والكافى والبحار وغيرها من كتب العامة والخاصة.

قول الشارح : وعلم الاصول ـ الاعتقادية والفقهية.

قول الشارح : كقوله عليه‌السلام سلونى الخ ـ راجع فى ذلك سادس الغدير ط ٢ ص ١٩٣ ـ ١٩٥ ، وتوحيد الصدوق باب حديث ذعلب ، والجزء الحادى والاربعين من البحار

قول الشارح : واتفق المفسرون الخ ـ من العامة والخاصة ، وكذا المورخون والمحدثون الذين ذكروا القصة.

قول الشارح : هو واياهم ـ الواو للمعية.

قول الشارح : ويطعمون الطعام الخ ـ هذه وتاليتها كالتى قبلها نزلتا فيه عليه‌السلام ، راجع التفاسير ، وراجع فى سورة هل اتى ثالث الغدير ط ٢ ص ١٠٧ ـ ١١١

٧٣٨

والبحار ابواب الآيات النازلة فيه.

قول الشارح : فتصدق بدرهم الخ ـ اى فتصدق بدرهمين ليلا درهما سرا ودرهما علانية ، وكذا نهارا ،

قول الشارح : ان الدنيا كانت بيده ـ اما كناية عن إمارته الظاهرة او اشارة الى ما رواه الكلينى فى كتاب الحجة من الكافى باب ان الارض كلها للامام عليه‌السلام.

قول الشارح : المقدمة الاولى ـ والثانية غير مذكورة لظهورها كما يصرح به ، وهى كل من كان ازهد الناس فهو افضل من غيره ، واما قوله : فيكون افضل من غيره نتيجة المقدمتين ، ونظير هذا الحذف كثير فى هذا الكتاب.

قول الشارح : سيد الابدال ـ قال فى مجمع البحرين : فى الحديث ان جامعت ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فانه يرجى ان يكون الولد من الابدال ، الابدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، اذا مات واحد بدل الله مكانه آخر.

قول الشارح : عبيد الله بن ابى رافع ـ اسم ابى رافع اسلم او ابراهيم او غيرهما على الاختلاف وسيأتي ، وعبيد الله كان من خواص امير المؤمنين عليه‌السلام وكاتبه ، ثقة عند الفريقين.

قول الشارح : وطلق الدنيا ثلاثا ـ الكلام المعنون برقم ٧٧ فى الجزء الثالث من نهج البلاغة : ومن خبر ضرار بن حمزة الضابي عند دخوله على معاوية ومسألته له عن امير المؤمنين ، وقال : فاشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وهو قائم فى محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا يا دنيا ، أليك عنى ، ابى تعرضت؟! أم الى تشوقت؟! لا حان حينك ، هيهات غرّى غيرى ، لا حاجة لى فيك ، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، واملك حقير ، آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد.

٧٣٩

قول الشارح : فعفا عن مروان الخ ـ فى الخطبة السبعين من الجزء الاول من نهج البلاغة : قالوا : اخذ مروان بن الحكم اسيرا يوم الجمل ، فاستشفع الحسن والحسين عليهما‌السلام الى امير المؤمنين عليه‌السلام فكلماه فيه فخلى سبيله ، فقالا : يبايعك يا امير المؤمنين ، فقال عليه‌السلام : او لم يبايعنى قبل قتل عثمان ، لا حاجة لى فى بيعته ، انها كف يهودية ، لو بايعنى بكفه لغدر بسبته ، اما ان له إمرة كلعقة الكلب انفه ، وهو ابو الاكبش الاربعة ، وستلقى الامة منه ومن ولده يوما احمر.

قول الشارح : عبد الله بن الزبير ـ ولد بالمدينة سنة الاثنتين من الهجرة ، وأمه اسماء بنت ابى بكر بن ابى قحافة ، فتنته فى مكة مشهورة ، قتله الحجاج بن يوسف بمكة سنة ٧٣ وصلبه ، وقد اشار الى ذلك امير المؤمنين عليه‌السلام فى الاخبار الغيبة : خبّ ضبّ يروم امرا ولا يدركه ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا وهو بعد مصلوب قريش ، كان اللعين ابن الزبير يبغض بنى هاشم ويسب عليا عليه‌السلام ، وكان على عليه‌السلام يقول : ما زال الزبير منا حتى نشأ ابنه المشوم عبد الله.

قول الشارح : سعيد بن العاص ـ هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن امية من الشجرة الملعونة ، ولاّه عثمان الكوفة بعد الوليد بن عقبة ، قال : فى الاستيعاب : فرده اهل الكوفة وكتبوا الى عثمان : لا حاجة لنا فى سعيدك ولا وليدك ، راجع ثامن الغدير ط ٢ ص ٢٦٩ فى بعض منكرات الرجل.

قول الشارح : حتى نسبه عمرو الى الدعابة الخ ـ فى الجزء الاول من نهج البلاغة تحت رقم ٨٠ : ومن كلام له عليه‌السلام فى ذكر عمرو بن العاص : عجبا لابن النابغة يزعم لاهل الشام ان فىّ دعابة وانى امرؤ تلعابة ، اعافس وامارس ، لقد قال باطلا ونطق آثما الخ ، والرجل هو ابو محمد وابو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لوى القرشى ، وهو من الخبث بمكان ، راجع فى ترجمته ثانى الغدير ط ٢ ص ١١٣ ـ ١٧٦ ، وفى اكثر النسخ : حتى نسبه عمر الخ ، وذلك ما مر ذيل قول الشارح فى المسألة السادسة : ثم

٧٤٠