السّجود

الشيخ داود سلمان الربيعي

السّجود

المؤلف:

الشيخ داود سلمان الربيعي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-8629-80-3
الصفحات: ١١٣
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

يعني بروكه (١).

سجود الإمام السجاد عليه‌السلام :

روىٰ جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه‌السلام قال : « إنّ علي بن الحسين ماذكر لله عزَّ وجلَّ نعمة عليه إلاّ سجد ، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها سجدة إلاّ سجد ، ولا دفع الله عنه شرا يخشاه أو كيد كائد إلاّ سجد ، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلاّ سجد ، ولا وفق لاصلاح بين اثنين إلاّ سجد ، وكان كثير السجود ، في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك » (٢).

وعن الإمام الباقر عليه‌السلام : « كان أبي في موضع سجوده آثار نابتة فكان يقطعها في السنة مرتين، في كلِّ مرة خمس ثفنات، فسمي ذو الثفنات (٣) ».

وعن الفضل بن يسار عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « كان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا قام إلىٰ الصلاة تغير لونه ، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتىٰ يرفض (٤) عرقاً. ثم يرفع رأسه من السجدة الاُولىٰ ويقول : اللهمَّ أعفُ عني واغفر لي ، واجبرني ، واهدني ( إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) (٥).

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٢١ ـ ٣٢٢ / ٢ باب السجود والتسبيح والدعاء.

(٢) مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب ٤ : ١٨٠ ـ ١٨١ ، دار الأضواء ، بيروت ١٤١٢ ه‍ ط ٢.

(٣) المصدر السابق. والثفنة : الجزء الذي يصيب الأرض من الجسم فيغلظ ، والجمع ثفنات. وانظر : مستدرك الوسائل ٤ : ٤٦٦ / ٥١٧٧ باب ١٧.

(٤) يرفض : يسيل ويتفرق ويتتابع سيلانه. لسان العرب ٧ : ١٥٦ مادة رفض.

(٥) مستدرك الوسائل ٤ : ٤٤٧ / ٥١٣٠. وراجع فلاح السائل / ابن طاووس : ١٣٣ ـ ١٣٤ والآية من سورة القصص : ٢٨ / ٢٤.

٤١

وعن سعيد بن كلثوم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد  فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام فاطراه ومدحه بما هو أهله ـ وأخذ يصف الإمام علي وعبادته ، فقال : « .. وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليهما‌السلام ، ولقد دخل أبو جعفر ـ ابنه ـ عليهما‌السلام عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة مالم يبلغه أحد ، فرآه قد اصفر لونه من السهر ورمصت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود ، وورمت ساقاه من القيام في الصلاة ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيت رحمة له وإذا هو يفكر فالتفت إليَّ بعد هنيهة من دخولي فقال : يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأعطيته فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثم تركها من يده تضجراً وقال : من يقوىٰ علىٰ عبادة علي عليه‌السلام » (١).

سجود الإمام الباقر عليه‌السلام :

عن أبي عبيدة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وهو ساجد : « اسألك بحق حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ بدّلت سيئاتي حسنات وحاسبتني حساباً يسيراً ـ ثم قال في الثانية ـ أسألك بحق حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ كفيتني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة ـ ثم قال في الثالثة ـ اسألك بحق حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل ، وقبلت من عملي

__________________

(١) الإرشاد / الشيخ المفيد ٢ : ١٤١ ـ ١٤٢ باب ذكر أخبار علي بن الحسين ، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ١٤١٣ ه‍ ـ ط ١. والمستدرك / النوري ٤ : ٤٦٦ / ٥١٧٨ باب ١٧. وكتاب الإمام زين العابدين / عبدالرزاق المقرم : ٣٣٠.

٤٢

اليسير ـ ثم قال في الرابعة ـ اسألك بحق حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما ادخلتني الجنة ، وجعلتني من سكانها ، ولما نجيتني من سفعات النار برحمتك (١) ».

وروى اسحاق بن عمار قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : « اني كنت أُمهّد لأبي فراشه فانتظره حتىٰ يأتي فإذا أوىٰ إلىٰ فراشه ونام قمت إلىٰ فراشي ، وانه أبطأ عليَّ ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه وذلك بعدما هدأ الناس ، فإذا هو في المسجد ساجد وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول : سبحانك اللهمَّ أنت ربي حقاً حقاً سجدت لك يا ربِّ تعبّداً ورقاً ، اللهمَّ إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي ، اللهمَّ قني عذابك يوم تبعث عبادك وتب علي إنّك أنت التواب الرحيم » (١).

سجود الإمام الصادق عليه‌السلام :

روى الكليني عن الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إذا سجدت فكبّر وقل : اللهمَّ لك سجدت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، وعليك توكلت ، وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره ، الحمدُ لله ربِّ العالمين تبارك الله أحسن الخالقين ، ثم قل : سبحان ربي الأعلىٰ وبحمده ، ثلاث مرات فإذا رفعت رأسك فقل بين السجدتين : اللهمَّ اغفر لي وارحمني واجرني وادفع عني ، إنّي لما أنزلت إليَّ من خير فقير. تبارك الله رب

__________________

(١) فلاح السائل / ابن طاووس : ٢٤٣ ـ ٢٤٤. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٤٨ / ٥١٣٠. وسفعته النار والسموم : إذا نفحته نفحاً يسيراً فغيرت لون البشرة. ومنه الدعاء : أعوذ بك من سفعات النار ـ مجمع البحرين ٤ : ٣٤٥ مادة سفع.

(٢) الكافي ٣ : ٣٢٣ / ٩ باب السجود والتسبيح والدعاء.

٤٣

العالمين » (١).

عن الحسن بن زياد قال : سمعتُ أبا عبدالله عليه‌السلام يقول وهو ساجد : « اللهم اني اسألك الراحة عند الموت ، والراحة عند الحساب ـ قال اسماعيل في حديثه ـ والأمن عند الحساب » (٢).

عن سعيد بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول وهو ساجد : « سجد وجهي اللئيم ، لوجه ربي الكريم » (٣).

عن مفضّل بن عمر قال : أتينا باب أبي عبدالله عليه‌السلام ونحن نريد الأذن عليه فسمعناه يتكلّم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنّه بالسريانية. ثم بكىٰ فبكينا لبكائه ، ثم خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت : أصلحك الله أتيناك نريد الأذن عليك فسمعناك تتكلم بكلام ليس بالعربية فتوهمنا أنّه بالسريانية ثم بكيت فبكينا لبكائك ، فقال عليه‌السلام : « نعم ذكرت إلياس النبيّ وكان من عبّاد أنبياء بني إسرائيل ، فقلت كما كان يقول في سجوده » ثم اندفع فيه (٤) بالسريانية فلا والله ما رأينا قسا ولا جاثليقاً (٥) أفصح لهجة منه به ، ثم فسّره لنا بالعربية فقال عليه‌السلام : « كان يقول في سجوده : أتراك

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٢١ / ١ باب السجود والتسبيح والدعاء.

(٢) مستدرك الوسائل ٤ : ٤٦٣ / ٥١٦٧.

(٣) مستدرك الوسائل ٤ : ٤٦٣ / ٥١٦٨.

(٤) اندفع فيه : أي شرع فيه.

(٥) القس : رئيس النصارىٰ في العلم كالقسيس. والجاثليق : يكون فوقه ويطلق علىٰ قاضيهم.

٤٤

معذّبي وقد أظمأت لك هواجري (١) ، أتراك معذّبي وقد عفّرت لك في التراب وجهي ، أتراك معذّبي وقد اجتنبت لك المعاصي ، أتراك معذّبي وقد أسهرت لك ليلي ، قال عليه‌السلام : فأوحىٰ الله إليه : أن ارفع رأسك فإنّي غير معذّبك ، قال : إن قلت : لا أُعذّبك ثم عذّبتني ماذا ؟ ألست عبدك وأنت ربي ؟ قال : فأوحىٰ الله إليه : أن ارفع رأسك ، فإنّي غير معذّبك ، إنّي إذا وعدت وعدا وفيت به » (٢).

من وصاياه عليه‌السلام لأصحابه ، ما رواه اسماعيل بن عمّار قال : قال أبو عبدالله ـ الصادق ـ عليه‌السلام : « اُوصيك بتقوىٰ الله والورع ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الجوار ، وكثرة السجود ، فبذلك أمرنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (٣).

سجود الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام :

عرف الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام بالعبد الصالح وحليف السجدة الطويلة ، ومن شدة حبّه للعبادة كان يدعو الله سبحانه بأن يفرغه للعبادة ، وبعد أن سجنه الطاغية هارون حسداً وظلماً ، شكر الله وكظم غيضه.

روي أنّه عليه‌السلام كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقّب حتىٰ تطلع الشمس ثم يخر ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد

__________________

(١) الهاجرة : نصف النهار حين يستكن الناس في بيوتهم كأنّهم قد تهاجروا من شدة الحر.

(٢) اُصول الكافي ١ : ٢٢٧ ـ ٢٢٨ / ٢ باب ٣٤ كتاب الحجة.

(٣) مشكاة الأنوار / الطبرسي : ٦٦.

٤٥

حتىٰ يتعالىٰ النهار (١).

روىٰ أبو العباس الخزري عن الثوباني انه قال : كانت لأبي الحسن موسىٰ بن جعفر عليه‌السلام بضع عشرة سنة في كلِّ يوم سجدة بعد انقضاض الشمس إلىٰ وقت الزوال ، فكان هارون ربما صعد سطحاً يشرف منه علىٰ الحبس الذي حبس فيه أبو الحسن عليه‌السلام فكان يرىٰ أبا الحسن عليه‌السلام ساجداً ، فقال للربيع : يا ربيع ماذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟

فقال : يا أمير المؤمنين ماذاك بثوب وإنّما هو موسىٰ بن جعفر عليه‌السلام له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلىٰ وقت الزوال ، قال الربيع : قال لي هارون : أما انّ هذا من رهبان بني هاشم ، قلت : فمالك قد ضيّقت عليه في الحبس ؟

قال : هيهات لابدّ من ذلك (٢).

وكان عليه‌السلام كثير البكاء في حال السجود من خشية الله حتىٰ تخضل لحيته بالدموع (٣).

روىٰ زياد بن مروان : كان أبو الحسن الإمام الكاظم عليه‌السلام يقول في سجوده : « أعوذ بك من نار حرّها لا يطفأ ، وأعوذ بك من نار جديدها لا يبلىٰ ، وأعوذ بك من نار عطشانها لا يروىٰ ، وأعوذ بك من نار مسلوبها

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه / الصدوق ١ : ٢١٨ / ٩٧٠ باب ٤٧.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٧٧ ـ ٧٨ / ١٤ باب ٧.

(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى / الطبرسي ٢ : ٢٥ تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لاحياء التراث ١٤١٧ ه‍ ط ١.

٤٦

لا يكسىٰ » (١).

وروىٰ محمد بن سليمان عن أبيه قال : خرجت مع أبي الحسن موسىٰ ابن جعفر عليه‌السلام إلىٰ بعض أمواله فقام إلىٰ صلاة الظهر فلمّا فرغ خرّ ساجداً فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه : « ربي عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني ، وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لأكمهتني ، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لاصممتني ، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني ، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني ، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني ، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني ».

ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول : « العفو العفو » ثم ألصق خده الأيمن بالأرض وسمعته يقول بصوت حزين : « بؤتُ إليك بذنبي ، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي » ثلاث مرات ثم ألصق خده الأيسر بالأرض فسمعته يقول : « إرحم من أساء واقترف واستكان واعترف » ثلاث مرات ثم رفع رأسه (١).

سجود الإمام الرضا عليه‌السلام :

عن إبراهيم بن عبدالحميد قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول في سجوده : « يامن علا فلا شيء فوقه ، ويا من دنا فلا شيء دونه ، اغفر لي

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٢٨ / ٢٢ باب السجود والتسبيح والدعاء.

(٢) التهذيب ٢ : ١١١ ـ ١١٢ / ٤١٨ باب ٨ كتاب الصلاة.

٤٧

ولاصحابي » (١).

وعن أبي الحسن الصائغ عن عمه قال : ... فلمّا صار إلىٰ قرية سمعت الرضا عليه‌السلام يقول في سجوده : « لك الحمد إن أطعتك ، ولا حجة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ، ولا عذر لي إن أسأت ، ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم ، اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات » (٢).

سجود الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام :

قال محمد الشاكري يصف الإمام العسكري عليه‌السلام : ( ... كان عليه‌السلام أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ، ... كان يجلس في المحراب ويسجد ، فأنام وأنتبه ، وانام وهو ساجد ... ) (٣).

__________________

(١) التوحيد / الشيخ الصدوق : ٦٧ / ٢١ باب ٢ تحقيق السيد هاشم الحسيني الطهراني ، مكتبة الصدوق ـ طهران ١٣٩٨ ه‍. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٥٠ ـ ٤٥١ / ٥١٣٣.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٠٥ / ٥ باب ٤٧ دلالات الرضا عليه‌السلام.

(٣) كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢١٥ ـ ٢١٧ / ١٧٩ تحقيق الشيخ عبدالله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح ، مؤسسة المعارف الإسلامية ١٤١٧ ه‍ ط ٢. ومستدرك الوسائل ٤ : ٤٧٣ / ٥١٩٧ باب ١٨.

٤٨



الفصل الثاني

أنواع السجود



نبيّن في هذا الفصل أنواع السجود وبعض الأحكام المتعلقة بها والتي تعتبر من مواضع الابتلاء التي كثيراً ما يحتاجها المكلف في سجود الصلاة وغيره.

المبحث الأول

أنواع السجودات وأعدادها

السجود علىٰ ضربين : واجب ، ومندوب.

فالواجب أربعة أشياء :

الأول : سجود الصلاة ، والذي يعتبر جزءا منها بل ركناً من أركانها الأساسية فلا يجوز تركه بأي شكل كان سواء كانت الصلاة واجبة أو مندوبة ؛ لأنّه لا تتم الصلاة إلاّ بوجوده واتيانه وفق ما جاء في الشرع

٤٩

المقدس.

الثاني : سجود قضاء مافاته من سجدات الصلاة ناسياً. في حالة نسيان المصلي لبعض السجدات بحيث فات محلّها ولا يمكن تداركها في الصلاة ، فيجب قضاؤها بعد الصلاة مباشرة وبدون أن تكون فاصلة بين الصلاة وبين أدائها.

الثالث : سجود السهو في الصلاة : وهو عبارة عن أداء سجدتي السهو لجبران ما سها به المصلي أثناء صلاته وسنبيّن تفصيل ذلك.

مواضع سجود السهو :

تجب سجدتي السهو في ستة مواضع وهي :

١ ـ إذا تكلّم في الصلاة ناسياً ( سهواً ) أو الظن بأن صلاته قد تمت.

عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا عبدالله الصادق عليه‌السلام عن الرجل يتكلم ناسياً في الصلاة يقول : أقيموا صفوفكم ، فقال عليه‌السلام : « يتم صلاته ثم يسجد سجدتين ، فقلت : سجدتي السهو قبل التسليم هما أو بعده ؟

قال عليه‌السلام : بعده » (١).

٢ ـ إذا ترك سجدة واحدة ولم يتذكر حتىٰ يركع أو يتشهّد ويسلّم في

__________________

(١) الاستبصار / الطوسي ١ : ٣٧٨ / ١ باب ٢٢١ من تكلم في الصلاة ساهياً أو عامداً.

٥٠

الثانية : قضىٰ السجدة المنسية بعد التسليم ويسجد سجدتي السهو (١).

٣ ـ إذا ترك التشهّد الأول ولم يتذكر حتىٰ ركع في الثالثة ، قضىٰ التشهّد المنسي بعد التسليم وسجد سجدتي السهو.

عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله الصادق عليه‌السلام عن رجل نسي أن يجلس في الركعتين الأوليتين ؟

فقال عليه‌السلام : « إذا ذكر قبل أن يركع فليجلس ، وإن لم يذكر حتىٰ يركع فليتم الصلاة حتىٰ إذا فرغ وسلّم فليسجد سجدتي السهو » (٢).

٤ ـ إذا سلّم في غير موضعه ، كما لو سلّم في الركعة الثانية من الصلاة الرباعية سهواً : أتم صلاته ثم يسجد سجدتي السهو (٣).

٥ ـ إذا شكّ بين الأربع والخمس وهو جالس : تشهّد وسلّم وسجد سجدتي السهو.

روى عبيدالله بن علي الحلبي عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « إذا لم تدرِ أربعا صليت أم خمسا أم نقصت أم زدت فتشهّد وسلّم واسجد سجدتي السهو بغير ركوع ولا قراءة وتشهّد فيهما تشهّدا خفيفاً » (٤).

__________________

(١) راجع : المسائل المنتخبة / السيد السيستاني : ١٥١ / ٣٤٦ باب قضاء الاجزاء المنسية.

(٢) الاستبصار / الطوسي ١ : ٣٦٢ / ١ و ٢ باب ٢١٢ من نسي التشهد الأول حتىٰ ركع الثالثة. وراجع : تهذيب الأحكام / الطوسي ٢ : ٣٤٤ / ١٧ و ١٨ و ١٩ باب ١٦ أحكام السهو.

(٣) راجع : المسائل المنتخبة / السيستاني : ١٥٣ / ٢ سجود السهو.

(٤) الاستبصار / الطوسي ١: ٣٨٠ / ١ باب ٢٢٢ التسبيح والتشهّد في سجدتي السهو.

٥١

٦ ـ في كلِّ زيادة أو نقصان تحدث في الصلاة عدا الواجبات الركنية بعد اليقين بها.

روىٰ سفيان بن السمط عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « تسجد سجدتي السهو في كلِّ زيادة تدخل عليك أو نقصان » (١).

وفي رواية اُخرىٰ فيها تفصيل لعبارة كل زيادة ونقصان الواردة في الفقرة السادسة.

عن عمار بن موسىٰ الساباطي قال : سألت أبا عبدالله الصادق عليه‌السلام عن السهو ، ما يجب فيه سجدتا السهو ؟

فقال عليه‌السلام : « إذا أردت أن تقعد فقمت ، وإذا أردت أن تقوم فقعدت ، وإذا أردت أن تقرأ فسبّحت ، وإذا أردت أن تسبّح فقرأت ، فعليك سجدتا السهو وليس في شيء مما يتم به الصلاة سهو » (٢).

وهناك مواضع اُخرىٰ تجب فيها سجدتي السهو مع أعمال اُخرىٰ كصلاة الاحتياط من قيام أو جلوس وغيرها فمن أراد الوقوف علىٰ تفاصيلها مراجعة الرسائل العملية باب شكوك الصلاة.

صفة سجود السهو :

تجب المبادرة إلىٰ أداء سجدتي السهو في حال وجوبهما بعد

__________________

(١) الاستبصار / الطوسي ١ : ٣٦١ / ٢ باب ٢١٠ وجوب سجدتي السهو علىٰ من ترك سجدة واحدة ولم يذكرها إلاّ بعد الركوع.

(٢) تهذيب الأحكام / الطوسي ٢ : ٣٥٣ ـ ٣٥٤ / ٥٤ باب ١٦ أحكام السهو. وراجع : المسائل المنتخبة / السيستاني : ١٥٣ / ٣٥١.

٥٢

الانصراف من الصلاة أي بعد التسليم مباشرة وقبل صدور ما ينافيها من الأقوال والأفعال ومن تعمد تأخيرها عُدَّ عاصياً. فقد روى عبدالله بن ميمون القداح عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عن الإمام علي عليهم‌السلام أنّه قال : « سجدتا السهو بعد التسليم وقبل الكلام » (١).

وأما لو نسي أداءها فيجب عليه السجود متى ذكرها ـ وإن مضت أيام ، ولا يجب إعادة الصلاة ـ ، لرواية عمار بن موسىٰ الساباطي عن الإمام الصادق عليه‌السلام وهو يسأل عن الرجل إذا سها في صلاة فينسىٰ أن يسجد سجدتي السهو ؟

قال عليه‌السلام : « يسجدها متىٰ ذكر » (٢).

كيفية سجود السهو :

وسجدتا السهو بعد التسليم هي : أن يسجد الإنسان كسجوده في صلاته متفرّجاً معتمداً علىٰ سبعة أعظم ـ كما تبين فيما سلف ـ ومراعاة جميع ما يعتبر في سجود الصلاة من الطهارة والاستقبال والستر وغير ذلك ، ويجب الإتيان بالذكر الخاص في سجدتي السهو ، وقد اختلف العلماء في صيغة هذا الذكر لأجل اختلاف الروايات الواردة فيه والذي جاء في الرسالة العملية للسيد السيستاني هو أنْ يقول : ( باسم الله وبالله السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته ) (٣) وإن شاء قال : ( باسم الله وبالله اللهمَّ صلِّ علىٰ محمدٍ وآل محمدٍ الطاهرين ) فهو مخيّر في القولين

__________________

(١) الاستبصار / الطوسي ١ : ٣٨٠ / ١ باب ٢٢١ سجدتا السهو بعد التسليم وقبل الكلام.

(٢) تهذيب الأحكام / الطوسي ٢ : ٣٥٢ ـ ٣٥٤ / ٥٤ باب ١٦ أحكام السهو.

(٣) منهاج الصالحين / السيد السيستاني ١ : ٢٨٦ / ٨٨١ فصل في سجود السهو.

٥٣

أيّهما قال أصاب السُنّة ، ثمَّ يرفع رأسه فيجلس ، ثم يعود إلىٰ السجود فيقول ذلك مرة اُخرىٰ ، ثم يرفع رأسه ثمّ يجلس ويتشهد ويسلّم (١).

الرابع : سجود العزائم : ويسمىٰ عادة سجود التلاوة وهو سجود واجب كهيئة سجود الصلاة يؤدىٰ في أربعة مواضع من القرآن الكريم وهي :

١ ـ سورة السجدة الآية : ٥.

٢ ـ سورة فصلت الآية : ٣٧.

٣ ـ سورة النجم الآية : ٦٢.

٤ ـ سورة العلق الآية : ١٩.

حكم سجود التلاوة :

يجب علىٰ المستمع لها بل علىٰ السامع ـ عند الكثير من الفقهاء احتياطاً ـ أينما كان أن يسجد إذا لم يكن في حال الصلاة ، أو كان في حال يتعذر عليه أداء السجود المتعارف ، ان يومئ إلىٰ السجود.

قالوا : وليس في سجود التلاوة تكبيرة افتتاح ولا تشهّد ولا تسليم ، بل يستحب التكبير للرفع منه بعد أدائه.

وقالوا : ولا يشترط فيه الطهارة من الحدث ولا من الخبث ولا الاستقبال ولا طهارة محل السجود ولا الستر ولا صفات الساتر ، بل يصح حتىٰ علىٰ المغصوب ، إذا لم يكن السجود تصرفاً فيه.

__________________

(١) المقنعة / المفيد : ١٤٨ باب ١١ أحكام السهو في الصلاة.

٥٤

والسجود فيه علىٰ الأعضاء السبعة ، ووضع الجبهة علىٰ الأرض أو ما في حكمها. ويكفي فيه مسمىٰ السجود.

ويشترط فيه النية ، واباحة المكان. أما الذكر فلا يجب فيه ذكر خاص. ويستحب فيه الذكر الواجب في سجود الصلاة.

وجوب أداء السجدة فوري فلا يجوز التهاون بها وتأخيرها ، ويتكرر السجود مع تكرر السبب ، ويكفي في التعدد رفع الجبهة ثم وضعها من دون رفع بقية المساجد والجلوس (١).

المندوب من السجود خمس عشرة سجدة وهي :

١ ـ سجدة الفصل بين الأذان والإقامة.

٢ ـ سجدة الشكر ، وسيأتي تفصيل ما يتعلق بهذه السجدة في المبحث الثاني.

٣ ـ سجدة المتابعة للإمام ، ومعناها أنّه إذا رأىٰ الإمام رافعاً رأسه من الركوع أو السجود وأراد الدخول معه في الصلاة ، سجد ، فإذا رفع الإمام رأسه ، رفع هو رأسه وقام فاستقبل الصلاة.

__________________

(١) راجع : منهاج الصالحين / السيد الخوئي ١ : ١٨٩ / ١٥٨ و ١٥٩ ط ٩. وجامع الأحكام الشرعية / السيد السبزواري : ٩٦ / ٨٣ و ٨٤ ، مؤسسة المنار ـ قم. والأحكام الواضحة / الشيخ فاضل اللنكراني : ١٨٤ / ٦٧٩ و ٦٨٠ ، قم ط ١. ومنهاج المؤمنين / المرعشي النجفي ١ : ١٧٤ / ٣٥ ـ ٤٠ ، نشر مكتبة آية الله العظمىٰ المرعشي ، قم ١٤٠٦ ه‍. ومنهاج الصالحين / السيد السيستاني ١ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣/ ٦٥٤ ـ ٦٥٦ نشر مكتب آية الله العظمىٰ السيد السيستاني ـ قم ١٤١٤ ه‍

٥٥

٤ ـ السجود لمن دخل المسجد الحرام إذا قرب من الحجر الأسود ، وسجدات التلاوة ما عدا العزائم الأربع وهي إحدىٰ عشر سجدة :

٥ ـ سجدة آخر سورة الأعراف ، وهي قوله تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ  ... يَسْجُدُونَ ) (١).

٦ ـ سجدة سورة الرعد وهي قوله تعالىٰ : ( وَللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) (٢).

٧ ـ سجدة سورة النحل وهي قوله تعالىٰ : ( وَللهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) (٣).

٨ ـ سجدة سورة بني اسرائيل ( الاسراء ) وهي قوله تعالىٰ : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ) (٤).

٩ ـ سجدة سورة مريم عليها‌السلام وهي قوله تعالىٰ : ( ... إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) (٥).

في سورة الحج سجدتان :

١٠ ـ السجدة الاُولىٰ من سورة الحج وهي قوله تعالىٰ : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ

__________________

(١) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠٦.

(٢) سورة الرعد : ١٣ / ١٥.

(٣) سورة النحل : ١٦ / ٤٢.

(٤) سورة الإسراء : ١٧ / ١٠٧.

(٥) سورة مريم : ١٩ / ٥٨.

٥٦

يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ... ) (١).

١١ ـ السجدة الثانية من سورة الحج وهي قوله تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٢).

١٢ ـ سجدة سورة الفرقان وهي قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ) (٣).

١٣ ـ سجدة سورة النمل وهي قوله تعالىٰ : ( أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٤).

١٤ ـ سجدة سورة ص وهي قوله تعالىٰ : ( ... وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) (٥).

١٥ ـ سجدة سورة الانشقاق وهي قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ) (٦).

مستحبات السجود :

يستحب في السجود عدة أُمور أهمها هي :

__________________

(١) سورة الحج : ٢٢ / ١٨.

(٢) سورة الحج : ٢٢ / ٧٧.

(٣) سورة الفرقان : ٢٥ / ٦٠.

(٤) سورة النمل : ٢٧ / ٢٥ ـ ٢٦.

(٥) سورة ص : ٣٨ / ٢٤.

(٦) سورة الانشقاق : ٨٤ / ٢١.

٥٧

١ ـ التكبير حال الانتصاب من الركوع قائماً أو قاعداً ورفع اليدين حال التكبير قبل الهوي إلىٰ السجود.

٢ ـ السبق باليدين إلىٰ الأرض للرجل ثم ركبتيه ، وللمرأة بالعكس تسبق بركبتيها إلىٰ الأرض ثم تضع يديها.

٣ ـ أن يسجد علىٰ الأرض بل التراب والأفضل منه التربة الحسينية.

٤ ـ استيعاب الجبهة علىٰ ما يصح السجود عليه.

٥ ـ الارغام بالأنف بالاضافة إلىٰ الجبهة.

٦ ـ بسط اليدين مضمومتي الأصابع حتىٰ الابهام حذاء الاذنين متوجهاً بهما إلىٰ القبلة.

٧ ـ شغل النظر إلىٰ طرف الأنف حال السجود.

٨ ـ الدعاء قبل الشروع في الذكر بان يقول : ( اللهمّ لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره والحمد لله رب العالمين تبارك الله أحسن الخالقين ).

٩ ـ تكرار الذكر واختيار التسبيح والكبرىٰ منه وهو : ( سبحان ربي الأعلىٰ وبحمده ) والختم علىٰ الوتر ، تثليثها والأفضل تخميسها والأفضل تسبيعها.

١٠ ـ مساواة موضع الجبهة للموقف ، بل مساواة جميع المساجد.

١١ ـ الدعاء في السجود بما يريد من حاجات الدنيا والآخرة وخصوص طلب الرزق الحلال بان يقول : ( يا خير المسؤولين ويا خير

٥٨

المعطين ، ارزقني وارزق عيالي من فضلك فإنّك ذو الفضل العظيم ).

١٢ ـ التورك في الجلوس بين السجدتين وبعدهما وهو : ان يجلس علىٰ فخذه الأيسر جاعلاً ظهر القدم اليمنىٰ في بطن اليسرىٰ.

١٣ ـ أن يقول بين السجدتين : ( استغفر الله ربي واتوب إليه ).

١٤ ـ أن يكبّر بعد رفع الرأس من السجدة الاُولىٰ بعد الجلوس مطمئناً ويكبر للسجدة الثانية وهو جالس ، ويكبر بعد الرفع من الثانية كذلك ، ويرفع اليدين حال التكبيرات.

١٥ ـ وضع اليدين علىٰ الفخذين حال الجلوس مطمئناً اليمنىٰ علىٰ اليمنىٰ واليسرىٰ علىٰ اليسرىٰ.

١٦ ـ التجافي في حال السجود بمعنىٰ رفع البطن عن الأرض والتجنح ، بمعنىٰ تجافي الأعضاء حال السجود ، بأن يرفع الرجل مرفقيه عن الأرض مفرّجاً بين عضديه وجنبيه ومبعّداً يديه عن بدنه جاعلاً يديه كالجناحين.

والمرأة بالعكس ، فيستحب عدم تجافيها عن الأرض حال السجود بل تفترش ذراعيها وتلصق بطنها بالأرض وتضم أعضاءها.

١٧ ـ إطالة السجود والاكثار فيه من التسبيح والذكر.

١٨ ـ أن يصلي علىٰ محمد وآل محمد في السجدتين.

١٩ ـ أن يبسط يديه علىٰ الأرض معتمدا عليها للنهوض رافعاً ركبتيه قبل يديه.

والمرأة بالعكس : تبدأ برفع يديها قبل ركبتيها حال النهوض للقيام

٥٩

وتنهض وهي منتصبة الجسم.

٢٠ ـ أن يقول عند النهوض ( بحول الله وقوته أقوم وأقعد وأركع وأسجد ) (١).

الأماكن التي يستحب فيها السجود في الصلاة :

كما بيّنا آنفاً أنّ السجود لله تعالىٰ هو من أفضل صور العبادة فينبغي أن يكون في الأمكنة المحترمة وفي المواضع الطاهرة وقد ورد استحباب السجود والصلاة في بعض الأماكن المقدسة وأهمها هي :

١ ـ المسجد الحرام ، فقد ورد أن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة.

٢ ـ مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة.

٣ ـ مسجد الكوفة ، والصلاة فيه تعدل ألف صلاة.

٤ ـ المسجد الأقصىٰ ، الذي احتلته اليهود الصهاينة أعداء الله ، والصلاة فيه تعدل ألف صلاة.

٥ ـ المسجد الجامع للبلد ، والصلاة فيه تعدل مئة صلاة.

__________________

(١) راجع منهاج الصالحين / السيد الخوئي ١ : ١٨٦ ـ ١٨٨ / ١٥٦ و ١٥٧. وجامع الاحكام الشرعية / السيد السبزواري : ٩٥ / ٨٢. والاحكام الواضحة / فاضل اللنكراني : ١٨٢ ـ ١٨٣ / ٦٧٧. ومنهاج المؤمنين / المرعشي النجفي ١ : ١٧٣ ـ ١٧٤ / ٣٢. والعروة الوثقىٰ / السيد كاظم اليزدي ١ : ٥٠١ ـ ٥٠٣ فصل في مستحبات السجود ، كتاب الصلاة. ومنهاج الصالحين / السيد السيستاني ١ : ٢٢١ ـ ٢٢٢ / ٦٥٣.

٦٠