السيد تقي يوسف الحكيم
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-8629-78-1
الصفحات: ١٤٠
السُنّة والجماعة » (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أحبنا للّه أسكنه اللّه في ظلٍّ ظليل يوم القيامة يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه ، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه اللّه عنّا الجنّة (٢) ».
وعن حذيفة قال : رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد الحسين بن علي فقال : « أيُّها الناس ، جدّ الحسين أكرم على اللّه من جدّ يوسف بن يعقوب ، وإنّ الحسين في الجنة ، وأباه في الجنة ، وأُمّه في الجنة ، وأخاه في الجنة ، ومحبهم في الجنة ، ومحب محبهم في الجنة » (٣).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « واللّه لا يموت عبدٌ يحبّ اللّه ورسوله ويتولى الأئمة فتمسّه النار » (٤).
١٤ ـ الحشر مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله عليهمالسلام :
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ومن أحبّهم من أُمتي كهاتين » يعني السبّابتين (٥).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ بيد الحسن والحسين ، فقال : من أحبني وأحبّ هذين وأباهما وأُمهما ، كان معي في
__________________
١) الكشاف / الزمخشري ٤ : ٢٢٠ ـ ٢٢١. ومصادر أُخرى ذكرناها في الفقرة (١٠).
٢) الفصول المهمة : ٢٠٣. ونور الأبصار : ١٥٤.
٣) مقتل الحسين عليهالسلام / الخوارزمي ١ : ٦٧.
٤) رجال النجاشي ١ : ١٣٨ ، دار الاضواء ـ بيروت ط١. وشرح الأخبار ٣ : ٤٦٣ / ١٣٥٥.
٥) مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الأصفهاني : ٧٦ ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ط٢. وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٤٥. وذخائر العقبى : ١٨. والغارات ٢ : ٥٨٦.
درجتي يوم القيامة » (١).
وقال عليهالسلام : « من أحبّنا كان معنا يوم القيامة ، ولو أن رجلاً أحبّ حجرا لحشره اللّه معه » (٢).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « من أحبّنا ، لم يحبّنا لقرابة بيننا وبينه ، ولا لمعروف أسديناه إليه ، إنّما أحبنا للّه ولرسوله ، فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين » وقرن بين سبّابتيه (٣).
١٥ ـ خير الدنيا والآخرة :
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من رزقه اللّه حب الأئمة من أهل بيتي ، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكّنّ أحدٌ أنه في الجنة ، فإنّ في حبّ أهل بيتي عشرين خصلة ، عشر منها في الدنيا ، وعشر منها في الآخرة.
أما التي في الدنيا : فالزهد ، والحرص على العمل ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، والنشاط في قيام الليل ، واليأس ممّا في أيدي الناس ، والحفظ لأمر اللّه ونهيه عزَّ وجل ، والتاسعة بغض الدنيا ، والعاشرة السخاء.
وأما التي في الآخرة : فلا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويعطى
__________________
١) مسند أحمد ١ : ٧٧. وسنن الترمذي ٥ : ٦٤١ / ٣٧٧٣. وفضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٢ : ٦٩٤ / ١١٨٥. وتاريخ بغداد ١٣ : ٢٨٧. ومناقب الخوارزمي : ١٣٨ / ١٥٦. وأمالي الصدوق : ١٩٠ / ١١. وبشارة المصطفى : ٣٢.
٢) أمالي الصدوق : ١٧٤ / ٩. وروضة الواعظين : ٤٥٧. ومشكاة الأنوار في غرر الأخبار / الطبرسي : ٨٤ ـ المكتبة الحيدرية ط٢.
٣) أعلام الدين : ٤٦٠.
كتابه بيمينه ، وتكتب له براءة من النار ، ويبيَضّ وجهه ، ويكسى حلل من حلل الجنّة ، ويُشفّع في مائة من أهل بيته ، وينظر اللّه عزَّ وجلّ إليه بالرحمة ، ويُتَوّج من تيجان الجنة ، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحبي أهل بيتي » (١).
وواضح من هذا الحديث ومما تقدم من أحاديث هذا الفصل أنّ حبّ أهل البيت عليهمالسلام يعني حبّ خصال الخير ومكارم الأخلاق التي ندب إليها اللّه تعالى ورسوله الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم كالزهد ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، وقيام الليل ، وغيرها ممّا يؤدي بالعبد إلى منازل الأخيار والفوز بالرضوان.
ومن هنا يتضح أيضا أن إيجاب حبّهم عليهمالسلام يعني إيجاب التمسّك بهم كقادة رساليين يمثلون إرادة الحق وسُنّة سيد المرسلين صلىاللهعليهوآلهوسلم لإقامة دعائم الدين وتهذيب النفوس لتبلغ منازل الكمال التي أرادها اللّه تعالى لها.
وكذلك وجوب محبة شيعتهم والتبري من أعدائهم ؛ لأنّ مجرد حبّهم عليهمالسلام دون العمل بما يقتضيه ذلك الحبّ لا يغني عن صاحبه شيئا ولا يوصله إلى نيل المعطيات التي أشرنا إليها في هذا الفصل.
ولهذا ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنّك لا تجد أحدا يقول : أنا أبغض محمدا وآل محمد ؛ ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتوالونا وتتبرأون من أعدائنا » (٢).
__________________
١) الخصال : ٥١٥ / ١. وروضة الواعظين : ٢٩٨.
٢) معاني الأخبار : ٣٦٥ / ١. وصفات الشيعة : ٩ / ١٧.
وجاء عن الإمام أبي الحسن الكاظم عليهالسلام أنّه قال : « من عادى شيعتنا فقد عادانا ، ومن والاهم فقد والانا ؛ لأنّهم منّا ، خلقوا من طينتنا ، من أحبّهم فهو منّا ، ومن أبغضهم فليس منّا ... » (١).
__________________
١) صفات الشيعة : ٣ ـ ٤ / ٥.
الفصل الخامس
أهل البيت عليهم السلام بين الغلو والبغض
مما لاشك فيه أن خصال الخير والمكارم تقع بين محذورين أو قل بين رذيلتين ، فالشجاعة تقع بين التهور والجبن ، والكرم يقع بين البخل والاسراف ، والاعتدال في حبّ أهل البيت عليهمالسلام يقع بين الغلو والبغض ، وقد نبّه النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الهداة عليهمالسلام على هلاك الغالين والمبغضين ونجاة المعتدلين في حبهم عليهمالسلام.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « قال لي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : فيك مثلٌ من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمّه ، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به ».
ثم قال عليهالسلام : « يهلك فيَّ رجلان : محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيَّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني » (١).
__________________
١) مسند أحمد ١ : ١٦٠. والصواعق المحرقة : ١٢٣. ومسند أبي يعلى ١ : ٤٠٦ / ٥٣٤. وترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام من تاريخ مدينة دمشق ٢ : ٢٣٧ / ٧٤٢. وأمالي الطوسي ٢٥٦ / ٤٦٢. والسُنّة / ابن أبي عاصم : ٤٧٠ / ١٠٠٤ ، المكتب الإسلامي ـ بيروت ط٢.
وعليه فلابدّ من بيان منازل حبهم عليهمالسلام ليتسنى لنا الامساك بالنمط الأوسط والنمرقة الوسطى التي بها يلحق التالي وإليها يرجع الغالي.
الغلوّ :
الغلوّ في اللغة : هو مجاوزة الحدّ والخروج عن القصد (١) ، قال تعالى : ( يا أهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا في دِينِكُم وَلا تَقُولُوا عَلى اللّه إلاّ الحَقَّ إنَّما المسِيحُ عِيسَى ابنُ مَريمَ رَسُولُ اللّه وكلِمَتُهُ ألقاهآ إلى مَريَمَ ورُوحٌ مِّنهُ فامِنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيرا لَّكُم إنَّما اللّه إلهٌ واحِدٌ سُبحَانَهُ أن يَكونَ لَهُ وَلَدٌ ) (٢).
قال الشيخ المفيد رضياللهعنه : فنهى عن تجاوز الحدّ في المسيح ، وحذّر من الخروج عن القصد في القول ، وجعل ما ادّعته النصارى فيه غلوّا لتعدّيه الحدّ (٣).
والغلوّ في الاصطلاح : هو مجاوزة الحدّ المعقول والمفروض في العقائد الدينية والواجبات الشرعية.
والغالي عند الشيعة الإمامية : من يقول في أهل البيت عليهمالسلام ما لا يقولون في أنفسهم كما يدّعون فيهم النبوة والاُلوهية (٤).
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « لعن اللّه من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، لعن اللّه من أزالنا عن العبودية للّه الذي خلقنا ، وإليه مآبنا ومعادنا ، وبيده
__________________
١) لسان العرب ١٥ : ٢ ـ غلا ـ. ومختار الصحاح : ٤٨٠.
٢) سورة النساء : ٤ / ١٧١.
٣) تصحيح الاعتقاد / المفيد : ١٠٩ ، سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد ، دار المفيد ـ بيروت ط٢.
٤) مجمع البحرين / فخر الدين الطريحي ـ غلو ـ ٢ : ١٣٣٢ ، مؤسسة البعثة ـ قم ط١.
نواصينا » (١).
أسباب نشوء الغلوّ :
الغلوّ ظاهرة غير طبيعية تنمُّ عن الانحطاط الفكري والفساد العقيدي ، ومردّ هذا الفساد إلى عدم فهم الدين والابتعاد عن حقيقة العبودية للّه والانبهار بكرامات المخلوق دون معجزات الخالق.
وقد نشأ الغلو لأسباب عديدة ، منها الرواسب والآثار الفكرية المتسربة من الأديان السابقة ، وقد أشار الكتاب الكريم إلى وجود هذا الانحراف عند أهل الكتاب كما مرَّ في الآية المتقدّمة وفي قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللّه هُوَ المسِيحُ ابنُ مَريَمَ ) (٢).
ومنها أسباب سياسية تهدف إلى التسلط على رقاب الناس وطلب الرئاسة والزعامة ، أو إلى الحط من مكانة الأشخاص الذين يغالون فيهم وتشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم وتكفيرهم ، أو إلى اتهام إحدى الفرق بتأليه البشر لافساد عقيدتها وتشويه مبادئها وابعاد الناس عنها.
قال الإمام الرضا عليهالسلام : « إنّ مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا ، وجعلوها على ثلاثة أقسام : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ، وقد قال اللّه عزَّ وجلَّ :
__________________
١) بحار الانوار / المجلسي ٢٥ : ٢٩٧ / ٥٩ عن رجال الكشي ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ط٢.
٢) سورة المائدة : ٥ / ١٧.
( ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّه فَيَسُبُّوا اللّه عَدَوا بِغيرِ عِلمٍ ) (١).
ومنها المصالح المادية والأطماع الشخصية الهادفة إلى ابتزاز أموال الناس وأكلها بالباطل ، ومنها النزوات الفردية الدنيئة الناشئة من الشذوذ الخلقي والعقد النفسية التي دعت أصحابها إلى التمرد على شرعة الخالق العزيز ، فأباحوا المحرمات واستخفوا بالعبادات وركنوا إلى اللهو والدعة ، ولجميع الأسباب التي ذكرناها وبشكل عام يمكن القول إن الغلو بمظاهره المختلفة ظاهرة طارئة نشأت بدعم منظّم من قبل أعداء الإسلام الذين عجزوا عن مواجهته في مواطن الوغى وساحات القتال ، فظلّوا يكيدون له ويتربصون به الدوائر ، ليسلبوا مبادئ الإسلام من نفوس أبنائه ، ويشوهوا أساسياته وضرورياته ومعتقداته ، ولم يتم لهم مرادهم ، فقد قطع الأئمة الهداة عليهمالسلام الطريق أمام هذا الداء الوبيء وحاربوه بكل ما أُتيح لهم من عناصر القوة والامكان.
مقولات الغلاة وفرقهم :
أهمّ مقولات الغلاة هو القول بأُلوهية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام وبكونهم شركاء للّه سبحانه في الربوبية ، وكونهم يرزقون ويخلقون ، وأن اللّه تعالى حلّ فيهم أو اتحد بهم ، وانهم يعلمون الغيب من غير وحي أو إلهام ، والاعتقاد بكونهم من القدم مع نفي الحدوث عنهم ، والقول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات والعبادات ، ولا تكليف مع تلك المعرفة ، والقول بأنّ اللّه فوض إليهم أمر العباد بالتفويض المطلق على جهة
__________________
١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٣٧ / ٦٣. وبشارة المصطفى : ٢٢١ والآية من سورة الانعام : ٦ / ١٠٨.
الاستقلال ، والقول بأن الأئمة عليهمالسلام أنبياء ، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، وإنكار موتهم وشهادتهم بمعنى أنهم لم يُقتلوا بل شبّه لقاتليهم ، وتفضيل الأئمة عليهمالسلام على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في العلم أو الشجاعة وغيرها من مكارم الاخلاق ، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة التي تنقص من عظمة الخالق وقدرته وشأنه وإنزال المخلوق بمنزلته تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا ، أو تلك التي تفرّط في حق الأئمة عليهمالسلام وتنزلهم في غير المنزلة التي جعلها اللّه لهم والرتبة التي خصّهم بها.
وفِرق الغلاة كثيرة نشأت في أدوار مختلفة ، منهم البيانية والخطابية والشعيرية والمغيرية والبائية والغرابية والعليائية والمخمسة والبزيعية والمنصورية (١) ، وغيرهم من فرق الضلال التي انقرضت جميعا والحمد للّه.
ومن يدين ولو ببعض معتقداتهم فهو كافر ملعون خارج عن الإسلام بنصّ الكتاب الكريم والسُنّة المطهّرة وإجماع الطائفة المحقّة الاثني عشرية على ما سيأتي بيانه.
موقف أهل البيت عليهمالسلام من الغلاة :
وقف أهل البيت عليهمالسلام موقفا صريحا مضادا لحركة الغلو ، فاجتهدوا في محاربته ، وبذلوا كل ما بوسعهم للقضاء على الغلو والغلاة والحيلولة دون انتشاره ، وبينوا أن الغلو كفر وشرك وخروج عن الإسلام ، ولعنوا الغلاة وتبرّءوا منهم ، وقطع الطريق أمامهم وكشفوا عن تمويهاتهم وأكاذيبهم ،
__________________
١) راجع ، الفرق بين الفرق / البغدادي. والمقالات والفرق / الأشعري. وفرق الشيعة / النوبختي. والملل والنحل / الشهرستاني. وموسوعة الفرق الإسلامية / محمد جواد مشكور.
وحذّروا شيعتهم منهم ، وفيما يلي طائفة من الاخبار الواردة في هذا الشأن.
١ ـ قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين » (١).
٢ ـ وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « بني الكفر على أربع دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة » (٢).
٣ ـ وقال عليهالسلام : « إياكم والغلو فينا ، قولوا : عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم » (٣).
٤ ـ وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « قل للغالية توبوا إلى اللّه ، فانكم فسّاق كفار مشركون » (٤).
٥ ـ وقال عليهالسلام : « لعن اللّه عبداللّه بن سبأ ، إنّه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان واللّه أمير المؤمنين عليهالسلام عبدا للّه طائعا ، الويل لمن كذب علينا ، وإنّ قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى اللّه منهم ، نبرأ إلى اللّه منهم » (٥).
٦ ـ وعنه عليهالسلام وقد سأله سدير : إنّ قوما يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك
__________________
١) الطبقات الكبرى / ابن سعد ٢ : ١٨٠ ـ ١٨١. والسنن الكبرى / البيهقي ٥ : ١٢٧.
٢) اُصول الكافي ٢ : ٣٩١ / ١.
٣) الخصال : ٦١٤ / ١٠. وتحف العقول عن آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم / ابن شعبة الحراني : ١٠٤ ، المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ط٥. وغرر الحكم : ٢٧٤٠.
٤) رجال الكشي : ٢٩٧ / ٥٢٧.
٥) رجال الكشي : ١٠٦ / ١٧٠ ـ ١٧٤.
علينا قرآنا ( وَهُوَ الَّذِي في السَّماءِ إلَهٌ وفي الأرضِ إلَهٌ ) (١)؟ فقال عليهالسلام : « ياسدير ، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء ، وبريء اللّه منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، واللّه لا يجمعني اللّه وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم » (٢).
٧ ـ وقال عليهالسلام : « احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فان الغلاة شرّ خلق اللّه ، يصغّرون عظمة اللّه ويدّعون الربوبية لعباد اللّه ، واللّه إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا (٣) ».
موقف أعلام الإمامية من الغلاة :
وقف أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام من أعلام الفرقة المحقّة موقفا واضحا وصريحا من حركة الغلو والغلاة ، يستند إلى الاخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، فأجمعوا على البراءة من مقولاتهم الفاسدة ولعنوهم وبينوا كذبهم وافتراءاتهم في العديد من كتب العقائد والكلام ، واليك نماذج من أقوالهم.
قال الشيخ الصدوق رضياللهعنه : (اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار باللّه تعالى ، وأنهم شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ، ومن جميع أهل البدع والأهواء والمضلّة) (٤).
وقال الشيخ المفيد رضياللهعنه : (والغلاة من المتظاهرين بالإسلام ، هم الذين
__________________
١) سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٤.
٢) اُصول الكافي ١ : ٢٦٩ / ٦.
٣) أمالي الطوسي : ٦٥٠ / ١٣٤٩.
٤) اعتقادات الصدوق : ٩٧ / ٣٧ ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ـ قم ط١.
نسبوا أمير المؤمنين والأئمة من ذريته عليهمالسلام إلى الأُلوهية والنبوة ... وهم ضلاّل كفّار ، حكم فيهم أمير المؤمنين عليهالسلام بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت الأئمة عليهمالسلام عليهم بالاكفار والخروج عن الإسلام) (١).
وقال الشيخ المظفر رضياللهعنه : (لا نعتقد في أئمتنا عليهمالسلام ما يعتقده الغلاة والحلوليين « كَبُرت كَلِمةً تَخرُجُ مِن أفوَاهِهِم » بل عقيدتنا الخاصة أنّهم بشر مثلنا ، لهم ما لنا ، وعليهم ما علينا ، وإنّما هم عباد مكرمون ، اختصّهم اللّه تعالى بكرامته ، وحباهم بولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفّة وجميع الاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، لا يدانيهم أحدٌ من البشر فيما اختصوا به.
قال إمامنا الصادق عليهالسلام : « ما جاءكم عنّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا ، وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا » (٢).
وقال الشيخ كاشف الغطاء في معرض حديثه عن الغلاة ومقالاتهم : (أما الشيعة الإمامية وأئمتهم عليهمالسلام فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم ... ويبرأون من تلك المقالات ، ويعدونها من أشنع الكفر والضلالات ، وليس دينهم إلاّ التوحيد المحض ، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق ..) (٣).
__________________
١) تصحيح الاعتقاد : ١٣١ فصل في الغلو والتفويض.
٢) عقائد الإمامية / الشيخ المظفر : ٣٢٦ / ٢٨ عقيدتنا في الأئمة عليهمالسلام ، مؤسسة الإمام علي عليهالسلام ـ قم ط١.
٣) أصل الشيعة وأصولها / الشيخ كاشف الغطاء : ١٧٣ ـ ١٧٧ ، مؤسسة الإمام علي عليهالسلام ـ قم ط١.
بغض أهل البيت عليهمالسلام :
إلى جانب الغلو في النبي والأئمة عليهمالسلام فان البعض يقصّر في حقهم وينتقص من قدرهم ويحط من مكانتهم الحقّة عند اللّه تعالى ومنزلتهم ودورهم في تبليغ الرسالة والحفاظ عليها وتنفيذ أحكامها ، منكرين ما ينسب إليهم من معاجز وكرامات ذهبت بها الركبان وشهد لها الموالف والمخالف ، فجعلوهم كسائر الناس ، والأنكى من ذلك أن البعض من الناصبة قد يصل إلى حد البغض المقيت والحقد الدفين لكلِّ ما يمت إلى أهل البيت عليهمالسلام من عقائد ومكارم وفضائل ولكلِّ من يدين بحبهم ويقتدي بهم كقادة رساليين انتجبهم اللّه تعالى لتبليغ دينه واتمام رسالته.
وبغضهم عليهمالسلام عصيان لأمر اللّه تعالى ولأمر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم القاضي بمحبتهم والتمسك بحبلهم والاقتداء بهديهم ، وهو بغض للّه تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم مشيرا إلى أهل البيت عليهمالسلام : « من أبغضهم فقد أبغضني » (١) ، وقال الإمام الهادي عليهالسلام : « من أبغضكم فقد أبغض اللّه (٢) ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سبّ عليا فقد سبّني ، ومن سبني فقد سبّ اللّه » (٣).
وبغضهم عليهمالسلام من علامات النفاق والشقاء ورداءة الولادة ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أبغضنا أهل البيت فهو منافق » (٤).
__________________
١) ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من تاريخ مدينة دمشق : ٩١ / ١٢٦.
٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٧٩ زيارة الجامعة.
٣) المستدرك / الحاكم ٣ : ١٢١. وكنز العمال ٦ : ٤٠١. ومسند أحمد ٦ : ٣٢٣. وخصائص النسائي : ٢٤.
٤) فضائل الصحابة ٢ : ٦٦١ / ١١٢٦. والدر المنثور ٦ : ٧. وكشف الغمة ١ : ٤٧. وذخائر العقبى : ١٨.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يبغضنا إلاّ منافق شقي » (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يبغضهم إلاّ شقي الجَدّ رديء الولادة » (٢).
آثار بغضهم عليهمالسلام :
إذا كانت مودة أهل البيت عليهمالسلام تضمن للمرء سعادة الدارين ، فإن بغضهم ونصب العداء لهم يوجب الخروج عن الملّة ودخول النار وغضب الجبّار والشقاء الأبدي كما هو مدلول الأحاديث الصحيحة الآتية :
١ ـ قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « والذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلاّ أدخله اللّه النار » (٣).
٢ ـ وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صنفان من أُمتي لا نصيب لهما في الإسلام : الناصب لأهل بيتي حربا ، وغالٍ في الدين مارقٌ منه » (٤).
٣ ـ وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم مشيرا إلى الحسن والحسين عليهماالسلام : « من أبغضهما فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه ، ومن أبغض اللّه أدخله النار » (٥).
__________________
١) ذخائر العقبى : ١٨. وينابيع المودة ٢ : ١٣٤ / ٣٨١. والصواعق المحرقة : ٢٣٠.
٢) الرياض النضرة ٢ : ١٨٩. وأرجح المطالب : ٣٠٩. ومناقب العشرة : ١٨٩.
٣) المستدرك / الحاكم ٣ : ١٦٢ / ٤٧١٧ وصححه. والدر المنثور ٦ : ٧. والصواعق المحرقة : ١٤٣. والخصائص الكبرى ٢ : ٢٦٦. وسير أعلام النبلاء ٢ : ١٢٣ وغيرها.
٤) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٥٨ / ١٠ كتاب النكاح ، باب ما أحلَّ اللّه عزّ وجلَّ من النكاح وما حرّم منه.
٥) مسند أحمد ٢ : ٢٨٨. والمستدرك / الحاكم ٣ : ١٦٦. وسنن الترمذي ٢ : ٢٤ و ٣٠٧. والمعجم الكبير ٣ : ٥٠ / ٢٦٥٥. وكنز العمال ١٣ : ١٠٥. ومجمع الزوائد ٩ : ١٨١. وذخائر العقبى : ١٢٣. وتاريخ بغداد ١ : ١٤١.
٤ ـ وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أبغضهم أبغضه اللّه » (١).
٥ ـ وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه يوم القيامة يهوديا » قال جابر بن عبداللّه الانصاري : فقلت : يا رسول اللّه ، وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وان صام وصلّى وزعم أنه مسلم » (٢).
٦ ـ وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « لمبغضينا أفواج من سخط اللّه (٣) ».
٧ ـ وقال الإمام الباقر عليهالسلام : « جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول اللّه ، أكلّ من قال لا إله إلاّ اللّه مؤمن؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى » (٤).
الاعتدال في محبّة أهل البيت عليهمالسلام :
مما تقدم تبين لنا أن النجاة تتمثل في الاعتدال بحبهم عليهمالسلام ، فهو الحدّ الوسط الذي يقع بين الافراط والتفريط ، وهو الحبّ الذي أُمرنا به ، وعلينا أن ندين به ونلقى اللّه عليه ، وهو حبّ للّه وفي اللّه سبحانه.
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا علي ، ان فيك مثلاً من عيسى بن مريم ، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا » (٥).
__________________
١) كنز العمال ١٢ : ٩٨ / ٣٤١٦٨. وبشارة المصطفى : ٤٠.
٢) المعجم الاوسط / الطبراني ٤ : ٣٨٩ / ٤٠٠٢. وأمالي الصدوق : ٢٧٣ / ٢. وروضة الواعظين : ٢٩٧. ومجمع الزوائد ٩ : ١٧٢.
٣) تحف العقول : ١١٦. والخصال : ٦٢٧ / ١٠. وغرر الحكم : ٧٣٤٢.
٤) أمالي الصدوق : ٢٢١ / ١٧. وبشارة المصطفى : ١٢٠.
٥) أمالي الطوسي : ٣٤٥. وكشف الغمة ١ : ٣٢١. وتقدم في أول الفصل قريب منه ومن مصادر أُخرى.
وقال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : « أحبونا بحبّ الإسلام ، فان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لا ترفعوني فوق حقي ، فإنّ اللّه تعالى اتخذني عبدا قبل ان يتخذني رسولاً » (١).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « سيهلك فيَّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس فيَّ حالاً النمط الأوسط فالزموه » (٢).
وقال عليهالسلام : « يهلك فينا أهل البيت فريقان : محبّ مطري ، وباهت مفتري » (٣).
وقال الإمام الرضا عليهالسلام : « نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي » (٤).
اللهمَّ اجعلنا أنصار صدق لهم ، وأمتنا على محبّتهم ، واحشرنا على موالاتهم ، إنّك نعم المولى ونعم النصير.
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم
على محمد المصطفى
وآله الهداة الميامين
__________________
١) المعجم الكبير / الطبراني ٣ : ١٣٨ / ٢٨٨٩.
٢) نهج البلاغة : الخطبة (١٢٧).
٣) السُنة / ابن أبي عاصم : ٤٧٠ / ١٠٠٥.
٤) اُصول الكافي ١ : ١٠١ / ٣ باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى.
المحتويات
مقدِّمة المركز............................................................... ٥
المقدِّمة.................................................................... ٧
الفصل الأول
من هم أهل البيت؟ .........٩
المبحث الأول : أهل البيت في اللغة والاصطلاح................................. ٩
أولاً : أهل البيت في اللغة والعرف.......................................... ٩
ثانيا : أهل البيت في اصطلاح الكتاب والسُنّة............................... ١٢
المبحث الثاني : أهل البيت في آية التطهير...................................... ١٤
حديث الكساء بين الرواة والمصادر........................................ ١٦
رواة الحديث من الفريقين................................................. ١٦
مصادر حديث الكساء................................................... ١٨
صحة الحديث........................................................... ٢٢
التشكيك في مفهوم أهل البيت............................................ ٢٣
الفصل الثاني
حبّ أهل البيت عليهمالسلام في الكتاب والسُنّة .........٣٧
المبحث الأول : حبّ أهل البيت عليهمالسلام في القرآن الكريم........................ ٣٨
١ ـ قوله تعالى : « قُلْ لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى ».......... ٣٨
ماروي عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام في هذه الآية.............................. ٤٠
تأويلات اُخرى في الآية................................................... ٤٢
شبهات وردود............................................................. ٤٦
الاُولى : سورة الشورى مكية.............................................. ٤٦
الثانية : الآية لا تتناسب مع مقام النبوة ومنافية لبعض الآيات................. ٤٨
٢ ـ قوله تعالى : « إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا » ٥١
٣ ـ قوله تعالى : « من جاء بالحسنة فله خير منها » ....................... ٥٢
٤ ـ قوله تعالى : « الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر اللّه ألا بذكر اللّه تطمئن القلوب » ٥٢
المبحث الثاني : حبّ أهل البيت عليهمالسلام في السُنّة المطهّرة......................... ٥٣
الحث على محبتهم عليهمالسلام ................................................. ٥٤
حبّهم حبّ اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم .......................................... ٥٤
حبّهم أساس الإسلام..................................................... ٥٥
حبّهم عبادة............................................................. ٥٦
حبّهم علامة الإيمان...................................................... ٥٦
حبّهم علامة طيب الولادة................................................ ٥٧
حبّهم مما يُسأل عنه يوم القيامة............................................. ٥٩
حبّ الإمام علي عليهالسلام ...................................................... ٦٠
فضل حبّه عليهالسلام ......................................................... ٦٠
لماذا نحب عليّا عليهالسلام ........................................................ ٦١
أولاً : حبّه أمر إلهي...................................................... ٦١
ثانيا : إنّ اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحبان أمير المؤمنين عليهالسلام........................ ٦٢
١ ـ حديث الطائر...................................................... ٦٢
٢ ـ حديث الراية....................................................... ٦٢
ثالثا : حبّه حبّ اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ........................................ ٦٣
رابعا : حبّه إيمان وبغضه نفاق................................................ ٦٤
حبّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام ................................................ ٦٧
حبّ السبطين الحسن والحسين عليهماالسلام ........................................ ٧٠
المبحث الثالث : حبّ أهل البيت عليهمالسلام في الشعر العربي........................ ٧٣
الفصل الثالث
فضائل أهل البيت عليهمالسلام في القرآن والسُنّة .........٩١
المبحث الأول : فضائل أهل البيت عليهمالسلام في القرآن الكريم...................... ٩٢
عليٌ في القرآن............................................................ ٩٨
المبحث الثاني : فضائل أهل البيت عليهمالسلام في السُنّة المطهّرة...................... ١٠٤
فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ............................................... ١٠٨
الفصل الرابع
معطيات حبّ أهل البيت عليهمالسلام .........١١٣
١ ـ حبّ أهل البيت عليهمالسلام حبّ للّه وفي اللّه .............................. ١١٤
٢ ـ معرفة الحق والسلامة من الانحراف.................................... ١١٥
٣ ـ استكمال الدين...................................................... ١١٥
٤ ـ طاعة اللّه تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ...................................... ١١٥
٥ ـ التمسك بالعروة الوثقى.............................................. ١١٦
٦ ـ اطمئنان القلب وطهارته............................................... ١١٦
٧ ـ الحكمة............................................................. ١١٧
٨ ـ الاغتباط عند الموت.................................................. ١١٧
٩ ـ الشفاعة يوم القيامة.................................................. ١١٨
١٠ ـ التوبة والمغفرة وقبول الأعمال....................................... ١١٨
١١ ـ نور يوم القيامة.................................................... ١١٩
١٢ ـ الأمن من أهوال القيامة............................................. ١١٩
١٣ ـ دخول الجنة والنجاة من النار........................................ ١٢٠
١٤ ـ الحشر مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله عليهمالسلام .................................. ١٢١
١٥ ـ خير الدنيا والآخرة................................................. ١٢٢
الفصل الخامس
أهل البيت عليهمالسلام بين الغلو والبغض .........١٢٥
الغلو..................................................................... ١٢٦
أسباب نشوء الغلو...................................................... ١٢٧
مقولات الغلاة وفرقهم.................................................. ١٢٨
موقف أهل البيت عليهمالسلام من الغلاة....................................... ١٢٩
موقف أعلام الإمامية من الغلاة.......................................... ١٣١
بغض أهل البيت عليهمالسلام ................................................... ١٣٣
آثار بغضهم........................................................... ١٣٤
الاعتدال في محبة أهل البيت عليهمالسلام ......................................... ١٣٥
المحتويات................................................................. ١٣٧