مودّة أهل البيت وفضائلهم في الكتاب والسنّة

السيد تقي يوسف الحكيم

مودّة أهل البيت وفضائلهم في الكتاب والسنّة

المؤلف:

السيد تقي يوسف الحكيم


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-8629-78-1
الصفحات: ١٤٠

فقال حسان :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخمٍّ وأسمع بالرسول مناديا

يقول فمن مولاكم ووليكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

إنّك مولانا وأنت ولينا

ولن تجدن منّا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فانني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهمَّ والِ وليّه

وكن للذي عادى عليّا معاديا(١)

ومن قصيدة لأمير المؤمنين علي عليه‌السلام مطلعها :

محمد النبي أخي وصنوي

وحمزة سيد الشهداء عمّي

إلى أن يقول عليه‌السلام :

فأوجب لي الولاء معا عليكم

رسول اللّه يوم غدير خمِّ

فويلٌ ثم ويل ثم ويلٌ

لمن يلقى الإله غدا بظلمي (٢)

__________________

١) الارشاد / الشيخ المفيد ١ : ١٧٧ ، مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم ط١. والفصول المختارة / الشيخ المفيد : ٢٠٩ و ٢٣٥ ، مكتبة الداوري ـ قم ط٤. والامالي / الصدوق : ٤٦٠ / ٣ المجلس ٨٤. والمناقب / الخوارزمي : ٨٠. ومقتل الإمام الحسين عليه‌السلام له أيضا ٢ : ٤٧. وتذكرة الخواص / ابن الجوزي : ٣٣. والمناقب / ابن شهر آشوب ٣ : ٢٧. وكنز الفوائد / الكراجكي ١ : ٢٦٨ ، دار الأضواء ـ بيروت. وكشف الغمة / الاربلي ١ : ٣١٩. واعلام الورى / الطبرسي ١ : ٢٦٢. والطرائف / ابن طاووس : ١٤٦. وكفاية الطالب : ٦٤. وفرائد السمطين ١ : ٧٣ ـ ٧٤. وأخرجها العلاّمة الأميني في الغدير ٢ : ٣٤ من ٣٨ طريقا.

٢) كنز الفوائد / الكراجكي ١ : ٢٦٦. وتذكرة الخواص / ابن الجوزي : ١٠٢. والاحتجاج /

١٠١

٢ ـ قوله تعالى : ( يَا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبِّكَ وإن لم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ واللّه يَعصِمُكَ مِن النَّاسِ ) (١) وهذه الآية ، نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام وبنفس المناسبة التي نزلت فيها الآية الاُولى ، فقد روى الواحدي بالاسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه (٢).

وروى السيوطي والشوكاني عن ابن مسعود أنّه قال : كنا نقرأ على عهد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( يَا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إليكَ مِن رَّبِّكَ ) أنّ عليا مولى المؤمنين ( وإن لم تَفعل فما بَلغتَ رِسَالَتَهُ ) (٣).

٣ ـ قوله تعالى : ( إنّما وَليُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ) (٤) ، هذه الآية نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام أيضا ، فقد أكدت أكثر كتب التفسير على نزول هذه الآية في الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته (٥) ، ومعنى الولي في هذه الآية لايكاد ينصرف عن المعنى المتبادر وهو مالك

__________________

الطبرسي : ١٨٠. والفصول المهمة / ابن الصباغ : ٣٢. وروضة الواعظين : ٨٧. وكنز العمال ١٣ : ١١٢. ومختصر تاريخ دمشق / ابن منظور ١٨ : ٧٧. وأخرجها العلاّمة الأميني في الغدير ٢ : ٢٥ من ٣٧ طريقا.

١) سورة المائدة : ٥ / ٦٧.

٢) أسباب النزول : ١١٥.

٣) الدر المنثور ٢ : ٢٩٨. وفتح القدير / الشوكاني ٢ : ٦٠.

٤) سورة المائدة : ٥ / ٥٥.

٥) أسباب النزول / الواحدي ٣ : ١١٤. ولباب النقول في أسباب النزول / السيوطي : ٨١. وتفسير أبي السعود ٣ : ٥٢. والكشاف / الزمخشري ١ : ٦٤٩. ومعالم التنزيل / البغوي ٢ : ٢٧٢. وجامع الاصول / الجزري ٨ : ٦٦٤ / ٦٥١٥ وسائر مصنفات المناقب والتفاسير.

١٠٢

الأمر والأولى بالتصرف ، أي من له صلاحية الولاية على أمور الناس والأولى بها منهم ، وهو الإمام ، وهي نصّ صريح على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنشأ حسّان بن ثابت في هذا المعنى قائلاً :

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكل بطيء في الهدى ومسارعِ

أيذهب مدحي والمحبين ضائعا

وما المدح في جنب الاله بضائعِ

فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكعٌ

فدتك نفوس القوم يا خير راكعِ

فأنزل فيك اللّه خير ولاية

وبيَّنها في محكمات الشرائعِ(١)

٤ ـ قوله تعالى : ( وَأنذِر عَشِيرَتَكَ الأقرَبِينَ ) (٢).

جاء في كتب التفسير والسيرة في سبب نزول هذه الآية : أن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا بني عبد المطلب وأولم لهم ، ثم توجه اليهم قائلاً : « يا بني عبد المطلب ، واللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الامر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ » فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال علي عليه‌السلام أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برقبته ، ثم قال : « إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فأسمعوا له وأطيعوا » (٣).

__________________

١) الغدير / العلاّمة الأميني ٢ : ٥٢. كما ذُكرت الأبيات في فرائد السمطين ١ : ١٨٩ ـ ١٩٠. والمناقب / الخوارزمي ١٨٦. وتذكرة الخواص / ابن الجوزي : ١٥. وكفاية الطالب : ٢٢٨ وبألفاظ اُخرى.

٢) سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٤.

٣) تاريخ الطبري ٢ : ٢١٧. والسيرة الحلبية / علي بن ابراهيم الحلبي الشافعي ١ : ٢٨٦ ، دار إحياء

١٠٣

والآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام كثيرة ، لايسعنا الاحاطة بها في هذا المختصر ، ومن أراد المزيد فليرجع الى الكتب المصنّفة في هذا الموضوع (١).

المبحث الثاني

فضائل أهل البيت عليهم‌السلام في السُنّة المطهّرة

لم يرد في السنة المباركة في فضل أحدٍ مثلما ورد في أهل البيت عليهم‌السلام من الأحاديث الصحيحة والمتواترة التي تصرّح بخصائص تفردوا بها وفضائل لا يشاركهم فيها أحد ، فهم سفن النجاة وأزمّة الحق وألسنة الصدق وأمان الاُمّة والعروة الوثقى ودعائم الدين وأبواب العلم .. الى آخر الصفات التي تصرّح بها الأحاديث النبوية.

ولم يكن تأكيد الرسول الاكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على تلك الخصائص والصفات منطلقا من بواعث ذاتية أو عاطفية ، بل انه يعبّر عن تأصيل المبدأ القيادي للاُمّة بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذلك يتضح من جملة الظواهر المستمدّة من النصوص الحديثية ، كالتأكيد على حالة الاقتران بين الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين أهل البيت عليهم‌السلام ، والاقتران بين الكتاب الكريم وأهل البيت عليهم‌السلام ، ولزوم التمسك بهم والاقتداء بنهجهم ، وتأكيد الحبّ والموالاة لهم ، وبيان

__________________

التراث العربي ـ المكتبة الإسلامية ـ بيروت. ومعالم التنزيل / البغوي ٤ : ٢٧٨. وشرح ابن أبي الحديد ١٣ : ٢١٠. وكنز العمال ١٣ : ١٣١ / ٣٦٤٦٩.

١) راجع شواهد التنزيل / الحاكم الحسكاني ، وتفسير الحبري ، وخصائص الوحي المبين / ابن البطريق.

١٠٤

الموقع المتميز لهم دون سائر أفراد الامة ، كما هو واضح في حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث الكساء والمنزلة وغيرها ..

وفيما يلي نورد طائفة من هذه الأحاديث المتفق عليها عند الفريقين :

١ ـ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّي تارك فيكم الثقلين ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما » (١).

٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق » (٢).

٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « النجوم أمان لأهل الارض من الغرق ، وأهل بيتي أمان

__________________

١) اُخرج هذا الحديث بهذا اللفظ وبألفاظ اُخرى متواترة معنى في صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨ و ٥ : ٦٦٣ / ٣٧٨٦ و ٣٧٨٨. والمستدرك / الحاكم ٣ : ١٤٨. ومسند أحمد ٣ : ١٤ و ١٧ و ٢٦ و ٥٩ ، ٤ : ٣٧١ ، ٥ : ١٨٢ و ١٨٩. وفي فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٢ : ٦٠٣ / ١٠٣٥. والخصائص / النسائي : ٢١. ومصابيح السُنّة ٤ : ١٨٥ / ٤٨٠٠ و ١٩٠ / ٤٨١٦. ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٣ ـ ١٦٤. والجامع الصغير / السيوطي ١ : ٢٤٤ / ١٦٠٨. والصواعق المحرقة / ابن حجر : ٧٥ و ٨٩. والخصائص الكبرى / السيوطي ٢ : ٢٦٦. وتفسير الدر المنثور / السيوطي ٢ : ٦٠. وتفسير الرازي ٨ : ١٦٣. وحلية الأولياء ١ : ٣٥٥. وسنن البيهقي ٢ : ١٤٨ و ٧ : ٣٠. وأُسد الغابة ٢ : ١٣. وتاريخ بغداد ٨ : ٤٤٢. والمعجم الكبير / الطبراني ٣ : ٢٠١ / ٣٠٥٢ وغيرها كثير.

٢) المستدرك / الحاكم ٢ : ٣٤٣ وصححه على شرط مسلم و ٣ : ١٥١. والخصائص الكبرى / السيوطي ٢ : ٢٦٦. والجامع الصغير / السيوطي ٢ : ٥٣٣ / ٨١٦٢. وروح المعاني / الآلوسي ٢٥ : ٣٢. وتفسير ابن كثير ٤ : ١٢٣. وتاريخ بغداد ١٢ : ٩١. وحلية الأولياء ٤ : ٣٠٦. والصواعق المحرقة : ١٨٤ و ٢٣٤. ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٨. وذخائر العقبى : ١٢٠. وكفاية الطالب : ٣٧٨. ونور الأبصار : ١٠٤ وغيرها.

١٠٥

لأمتي من الاختلاف ، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا ، فصاروا حزب إبليس » (١).

٤ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام : « أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم » (٢).

وفي لفظ آخر : « أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم (٣) ».

٥ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد جلس مع علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام : « اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، اللهمّ عادِ من عاداهم ووالِ من والاهم » (٤).

٦ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني

__________________

١) مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٩ وصححه. والخصائص الكبرى / السيوطي ٢ : ٢٦٦. وفضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٣ : ٦٧١ / ١١٤٥. والصواعق المحرقة : ١١١ و ١٤٠. وذخائر العقبى : ١٧. وكنز العمال ١٢ : ٩٦ / ٣٤١٥٥ و ١٠١ / ٣٤١٨٨ و ١٠٢ / ٣٤١٨٩. والجامع الصغير / السيوطي ٢ : ٦٨٠ / ٩٣١٣. ومجمع الزوائد ٩ : ١٧٤. وفيض القدير ٦ : ٢٩٧ وغيرها.

٢) سنن الترمذي ٥ : ٦٩٩ / ٣٨٧٠. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٤٩. وسنن ابن ماجة ١ : ٥٢ / ١٤٥. ومسند أحمد ٢ : ٤٤٢. وأُسد الغابة ٧ : ٢٢٥. ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٩. ومصابيح السُنّة ٤ : ١٩٠. والصواعق المحرقة : ١٨٧. والرياض النضرة ٣ : ١٥٤. وشواهد التنزيل ٢ : ٢٧. ومناقب الخوارزمي : ٩١. والمعجم الكبير / الطبرانى ٣ : ٣٠ / ٢٦١٩. وكنز العمال ٦ : ٢١٦. وصحيح ابن حبان ٧ : ١٠٢ وغيرها.

٣) مسند أحمد ٢ : ٤٤٢. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٦١. وتاريخ بغداد ٧ : ١٣٧. والمعجم الكبير / الطبراني ٣ : ٣١ / ٢٦٢١. والبداية والنهاية ٨ : ٣٦. وسير أعلام النبلاء ٢ : ١٢٢ و ١٢٥. وتأريخ الإسلام ٣ : ٤٥ وغيرها.

٤) التاريخ الكبير / البخاري ٢ : ٦٩ ـ ٧٠. ومسند أبي يعلى ١٢ : ٣٨٣ / ٦٩٥١. ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٦ ـ ١٦٧ وقال : اسناده جيد.

١٠٦

اسرائيل ، من دخله غُفِر له » (١).

٧ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد » (٢).

٨ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم موصيا : « أنشدكم اللّه في أهل بيتي » (٣).

٩ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند اللّه عهدا » (٤).

١٠ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أحبّ أن يُبارك له في أجله وأن يمتّعه اللّه بما خوله ، فليخلفني في أهلي خلافة حسنة » (٥).

١١ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اخلفوني في أهل بيتي » (٦).

١٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « استوصوا بأهل بيتي خيرا ، فأني اُخاصمكم عنهم غدا ، ومن أكن خصمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار » (٧).

__________________

١) المعجم الأوسط / الطبراني ٦ : ١٤٧ / ٥٨٧٠. والمعجم الصغير له أيضا ٢ : ٢٢. والصواعق المحرقة / ابن حجر : ١٥٢. وكفاية الطالب : ٣٧٨. ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٨ وغيرها.

٢) فردوس الديلمي ٤ : ٢٨٣ / ٦٨٣٨. وذخائر العقبى : ١٧. وكنز العمال ٦ : ٢١٨. وكنوز الحقائق / عبدالرؤوف المناوي : ١٥٣ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت. وفرائد السمطين ١ : ٤٥.

٣) المعجم الكبير ٥ : ١٨٣ / ٥٠٢٧. وكنز العمال ١٣ : ٦٤٠ / ٣٧٦١٩. وإحقاق الحق / نور اللّه الحسيني التستري ٩ : ٤٣٤.

٤) ذخائر العقبى : ١٨. وينابيع المودة ٢ : ١١٤ / ٣٢٣. وإحقاق الحق ٩ : ٤١٨.

٥) كنز العمال ١٢ : ٩٩ / ٣٤١٧١.

٦) الصواعق المحرقة : ١٥٠. والجامع الصغير ١ : ٥٠ / ٣٠٢. ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٣. وينابيع المودة ١ : ١٢٦ / ٦٢.

٧) الصواعق المحرقة : ١٥٠ ، ذخائر العقبى : ١٨٠.

١٠٧

فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام :

اختصّ أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بفضائل لا تدانى ومنزلة لا تضاهى ، فهو أخو رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأول من آمن به وصدّقه ، وأحبّ الناس إلى اللّه تعالى وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو وصيّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووارثه وصفيه ووزيره وباب مدينة العلم وولي كلّ مؤمن بعده.

وفضائله المبيّنة عن منزلته السامية عند اللّه تعالى كثيرة تفوق حدّ الإحصاء ، أفردها كثير من العلماء والمحدثين بالتصنيف والتأليف (١).

روى الحاكم باسناده عن أحمد بن حنبل ، قال : ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الفضائل أكثر ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢). ورواه ابن عساكر (٣) ، وابن حجر ، وقال الأخير : وكذا قال النسائي وغير واحد (٤).

وقال ابن أبي الحديد : اعلم أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام لو فخر بنفسه ، وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه اللّه تعالى إياها واختصّه بها ، وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة ، لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرسول الصادق صلوات اللّه عليه في أمره (٥).

__________________

١) كالسيد الرضي في الخصائص. وابن المغازلي في المناقب. والخوارزمي في المناقب وغيرهم.

٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٧.

٣) ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ مدينة دمشق ٣ : ٨٣ / ١١٧. وطبقات الحنابلة / أبو يعلى ١ : ٣١٩ ، دار المعرفة ـ بيروت. والاستيعاب ٣ : ٥١.

٤) تهذيب التهذيب ٧ : ٣٣٩.

٥) شرح ابن أبي الحديد ٩ : ١٦٦.

١٠٨

وفيما يلي بعض تلك الفضائل التي اختص بها أمير المؤمنين عليه‌السلام من بين أفراد الاُمّة :

١ ـ إنّه أحبّ الخلق إلى اللّه تعالى ، وذلك في حديث الطائر المشهور المتواتر ، وقد أوردناه في المبحث الثاني من الفصل الثاني صفحة (٦٢) مع مصاره ، فراجع.

٢ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخاطبا أمير المؤمنين علي عليه‌السلام : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي » (١).

والظاهر من القرآن الكريم ان هارون كان وزير موسى عليه‌السلام وخليفته في قومه (٢) ، وكذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فهو نصّ صريح في خلافته عليه‌السلام.

٣ ـ ولعلّ حديث الراية في يوم خيبر ومجيئه بالفتح والظفر ، هو أربى فضائله عليه‌السلام ، وقد مرّ نصّه في المبحث الثاني من الفصل الثاني صفحة (٦٣) مع جملة من مصادره ، فراجع.

٤ ـ وفي تبليغ سورة براءة ، بعث رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر إلى أهل مكة ، فسار بها ثلاثا ، ثم قال لعلي عليه‌السلام : « الحقه ، فردّ علي أبا بكر ، وبلّغها أنت » ففعل وأخذها منه وسار إلى مكة ، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلاً : يا رسول اللّه ، أحدث فيَّ شيء؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا ، ولكن أُمرت أن لا يبلّغها

__________________

١) صحيح البخاري ٥ : ٨٩ / ٢٠٢. وصحيح مسلم ٤ : ١٨٧٠ / ٢٤٠٤. وسنن الترمذي ٥ : ٦٤٠ / ٣٧٣٠. والمستدرك للحاكم ٢ : ٣٣٧. ومسند أحمد ١ : ١٧٣ و ١٧٥ و ١٨٢ و ١٨٤. ومصابيح السُنّة ٤ : ١٧٠ / ٤٧٦٢. وجامع الاُصول ٨ : ٦٤٩ / ٦٤٨٩ و ٦٤٩٠ و ٦٤٩١ ولا يكاد يخلو منه مصدر من مصادر الحديث.

٢) راجع : سورة طه : ٢٠ / ٢٩ ـ ٣٢. وسورة الفرقان : ٢٥ / ٣٥. وسورة الأعراف : ٧ / ١٤٢.

١٠٩

إلاّ أنا أو رجل مني » وفي رواية : « لا يبلّغ عني إلاّ أنا ، أو رجل منّي » (١).

٥ ـ ودعا رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا عليه‌السلام يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما أنا انتجيته ، ولكنّ اللّه انتجاه » (٢).

٦ ـ وفي حديث سدّ الأبواب الشارعة في مسجد النبي ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « سدّوا الأبواب إلاّ باب علي » فتكلم الناس بذلك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أما بعد ، فإني اُمرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب علي ، وقال فيه قائلكم ، واللّه ما سددّته ولا فتحته ، ولكن اُمرت فاتّبعته » (٣).

٧ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب » (٤) ، وفي لفظ آخر « أنا دار الحكمة وعلي بابها » (٥).

__________________

١) مسند أحمد ١ : ٣ و ٣٣١ ، ٣ : ٢١٢ و ٢٨٣ ، ٤ : ١٦٤ و ١٦٥. وسنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧١٩. وجامع الاُصول ٨ : ٦٦٠ / ٦٥٠٨. ومجمع الزوائد ٩ : ١١٩. والصواعق المحرقة : ١٢٢. والجامع الصغير ٢ : ١٧٧ / ٥٥٩٥. والبداية والنهاية ٧ : ٣٧٠. وتفسير الطبري ١٠ : ٤٦ وغيرها.

٢) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٩ / ٣٧٢٦. ومصابيح السُنّة ٤ : ١٧٥ / ٤٧٧٣. وجامع الاصول ٩ : ٦٤٩٣. والرياض النضرة ٣ : ١٧٠. والبداية والنهاية ٧ : ٣٦٩ وغيرها كثير.

٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٤١ / ٢٧٣٢. ومسند أحمد ١ : ٣٣١. وفتح الباري ٧ : ١٣. والمستدرك ٣ : ١٢٥. ومجمع الزوائد ٩ : ١١٤. والرياض النضرة ٣ : ١٥٨. وجامع الاصول ٨ : ٦٥٩ / ٦٥٠٦. والبداية والنهاية ٧ : ٣٥٥ ، وجميع كتب المناقب.

٤) مستدرك الحاكم ٣ : ١٢٦ و ١٢٧ وصحّحه. وجامع الاصول ٨ : ٦٥٧ / ٦٥٠١. والبداية والنهاية ٧ : ٣٧٢. وتاريخ بغداد ١١ : ٤٩ ـ ٥٠ وأثبت صحته. والصواعق المحرقة : ١٢٢ وغيرها.

٥) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٧ / ٣٧٢٣. ومصابيح السُنّة ٤ : ١٧٤ / ٤٧٧٢. والجامع الصغير ١ : ٤١٥ / ٢٧٠٤. والبداية والنهاية ٧ : ٣٧٢. وحلية الأولياء ١ : ٦٤ وغيرها.

١١٠

٨ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ عليا مني وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي » (١).

٩ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لكل نبي وصيّ ووارث ، وإن عليا وصيي ووارثي » (٢).

١٠ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من آذى عليا فقد آذاني » (٣).

فهذه النصوص النبوية وغيرها الكثير ، دلائل بيّنة تحكي عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام على جميع أفراد الاُمّة ، وكونه المؤهل لتسنّم الدور القيادي في حياة الأمة وتحمّل أعباء الرسالة بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

__________________

١) مسند أحمد ٤ : ٤٣٩. وسنن الترمذي ٥ : ٦٣٢ / ٣٧١٢. وخصائص النسائي : ٦٣ و ٧٥. والمصنف / ابن أبي شيبة ٧ : ٥٠٤ / ٥٨ ، دار الفكر ـ بيروت ط١. والمعجم الكبير / الطبراني ١٨ : ١٢٨ / ٢٦٥. وجامع الاصول ٨ : ٦٥٢ / ٦٤٩٣.

٢) ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ ابن عساكر ٣ : ٥ / ١٠٣٠ و ١٠٣١. والرياض النضرة ٣ : ١٣٨. وذخائر العقبى : ٧١. ومناقب الخوارزمي : ٤٢. والفردوس / الديلمي ٣ : ٣٣٦ / ٥٠٠٩. ومناقب ابن المغازلي : ٢٠١ / ٢٣٨. وكفاية الطالب : ٢٦٠.

٣) مسند أحمد ٣ : ٤٨٣. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٢٢ وصحّحه. ودلائل النبوة / البيهقي ٥ : ٣٩٥. والجامع الصغير ٢ : ٥٤٧ / ٨٢٦٦. ومجمع الزوائد ٩ : ١٢٩. والبداية والنهاية ٧ : ٣٥٩. والرياض النضرة ٣ : ١٢١. والصواعق المحرقة : ١٢٣ وغيرها.

١١١
١١٢

الفصل الرابع

معطيات حبّ أهل البيت عليهم السلام

حبّ أهل البيت عليهم‌السلام مبدأ رسالي يتضمن أبعادا مهمة وخطيرة ، لها آثارها في حياة الفرد المسلم وحياة المجتمع الإسلامي ، فحبهم لم يكن مجرد علاقة قلبية أو ارتباط عاطفي يشدّنا إلى أفراد معينين لأنهم قربى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعترته ، بل إنّه تعلّق بحبل اللّه الممدود من السماء إلى الأرض بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذي يتحقق من خلاله ارتباط حياة الفرد والمجتمع بتعاليم السماء وبإرادة الخالق العزيز ، ذلك لأنّهم عليهم‌السلام يمثّلون الثقل الالهي في الأرض وهم آيات اللّه والدّالون عليه وفيهم تتجسّد الصفات والكمالات التي يريدها اللّه تعالى.

فحبّهم يمثل في الواقع حبّ للّه وللقيم الربانية والكمالات الالهية ، وهو يسمو بالمؤمن في مدارج الوصول إلى الكمال الذي يريده اللّه سبحانه.

ومن جانب آخر فان حبّهم عليهم‌السلام يضمن سلامة الطريق المؤدي إلى الأهداف التي تريدها الرسالة الإسلامية ، ذلك لأنّهم النبع الصافي والمصدر الأمين لأحكام الرسالة ومفاهيمها والانفتاح على قيمها

١١٣

الاخلاقية وعطاءاتها التربوية ، وبذلك فان مودة أهل البيت عليهم‌السلام ضمان لصيانة الشريعة الإسلامية وخط الرسالة المحمدية وأفكارها وحفظ الاُمّة من الانحراف كي تسير في السبيل المستقيم الذي يؤمن لها الخير والكمال.

وفيما يلي أهم الآثار المترتبة على حبّ أهل البيت عليهم‌السلام عترة النبي المصطفى المعصومين (صلوات اللّه عليهم أجمعين) والمعطيات الدنيوية والأخروية لمودتهم وفقا لما جاء في النصوص الاسلامية :

١ ـ حبّ أهل البيت عليهم‌السلام حبّ للّه وفي اللّه :

إنّ حبّ أهل البيت عليهم‌السلام يجسّد حبّ اللّه تعالى وحبّ رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أجلى صوره ، وذلك غاية أمل المؤمنين ، قال تعالى : ( والَّذِينَ آمَنُوا أشدُّ حُبّا للّه ) (١) وقال تعالى : ( قُلْ إن كُنتُم تُحبُّونَ اللّه فاتَّبِعُوني يُحببكُمُ اللّه ) (٢).

وقد تقدم في الفصل الثاني ما يدلُّ على أنّ حبّهم عليهم‌السلام هو حبّ اللّه سبحانه ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

كما أن حبّهم عليهم‌السلام من أكبر المصاديق للحبّ في اللّه ؛ لأنّه حبٌّ يتوجه إلى أفراد يحبّهم اللّه ويندب إلى حبّهم ، وبغض أعدائهم يجسد البغض في اللّه ؛ لأنّه بغضٌ يتوجه إلى أفراد يبغضهم اللّه ويأمر ببغضهم ، وذلك حقيقة الإيمان وأوثق عراه ، قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أوثق عرى الإيمان الحبّ والبغض في اللّه » (٣).

__________________

١) سورة البقرة : ٢ / ١٦٥.

٢) سورة آل عمران : ٣ / ٣١.

٣) الكافي ٢ : ١٢٥ ـ ١٢٦ / ٦. وكنز العمال ١ : ٤٣ / ١٠٥ وبنحوه ٩ : ٦ / ٢٤٦٥٧.

١١٤

وعندما يكون حبّهم عليهم‌السلام للّه ننال به سعادة الدارين والقرب من منازل الصالحين ، قال الإمام الحسين عليه‌السلام : « من أحبّنا للدنيا ، فإنّ صاحب الدنيا يحبّه البر والفاجر ، ومن أحبنا للّه كنّا نحن وهو يوم القيامة كهاتين » وقرن بين سبابتيه (١).

٢ ـ معرفة الحق والسلامة من الانحراف :

لاريب أنّ الفرد المسلم بحاجة إلى المنهل الرائق والنبع الأصيل الذي يضمن له معرفة الحق من الباطل ويحقق له أقرب الطرق التي تؤمّن الوصول إلى خير الدنيا والآخرة ، وبما أن الإنسان يميل إلى الأخذ ممن أحب وممّن تعلق قلبه به ، فان من يهوى أهل البيت عليهم‌السلام سوف يأخذ العلم من أهله ، والدين من محله ، والتنزيل من مَنزِله ، والاعتقاد من أصله ، وبذلك تكون محبتهم عليهم‌السلام وقاءً وعاصما من الانحراف في تيارات الباطل والفرق الضالة ، وتكون فيصلاً للدين الحق عن تمويهات المبطلين وتشبيهات المغرضين.

٣ ـ استكمال الدين :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « حبّ أهل بيتي وذريتي استكمال الدين » (٢).

٤ ـ طاعة اللّه تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

إنّ حبّ أهل البيت عليهم‌السلام والتمسك بولائهم هو أمر إلهي ورد في الكتاب الكريم وعلى لسان الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما تقدم في الفصل الثاني من

__________________

١) المعجم الكبير / الطبراني ٣ : ١٣٤ / ٢٨٨٠.

٢) أمالي الصدوق : ١٦١ / ١.

١١٥

هذا البحث ، وعليه فان محبتهم طاعة للّه تعالى وللرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( وَمَن يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ فَقد فَازَ فَوزَا عَظيما ) (١).

٥ ـ التمسّك بالعروة الوثقى :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخاطبا أمير المؤمنين علي عليه‌السلام : « يا علي ، من أحبكم وتمسك بكم ، فقد تمسك بالعروة الوثقى » (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أحبّ أن يتمسك بالعروة الوثقى ، فليتمسك بحبّ علي وأهل بيتي » (٣).

وقال أمير المؤمنين علي عليه‌السلام : « العروة الوثقى المودة لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (٤).

٦ ـ اطمئنان القلب وطهارته :

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا نزلت هذه الآية ( ألا بِذكرِ اللّه تَطمَئنُّ القُلوبُ ) (٥) قال : ذاك من أحبّ اللّه ورسوله ، وأحبّ أهل بيتي صادقا غير كاذب ، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ، ألا بذكر اللّه يتحابون (٦).

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام : « لا يحبّنا عبد ويتولانا حتى يطهّر اللّه قلبه ، ولا

__________________

١) سورة الاحزاب : ٣٣ / ٧١.

٢) كفاية الأثر : ٧١. وارشاد القلوب / الديلمي : ٤١٥ ، منشورات الشريف الرضي ـ قم ط٢.

٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٥٨ / ٢١٦. وينابيع المودة ٢ : ٢٦٨ / ٧٦١.

٤) ينابيع المودة ١ : ٣٣١ / ٢.

٥) سورة الرعد : ١٣ / ٢٨.

٦) كنز العمال ٢ : ٤٤٢ / ٤٤٤٨. والدر المنثور ٤ : ٦٤٢ عن ابن مردويه. والجعفريات : ٢٢٤.

١١٦

يطهّر اللّه قلب عبدٍ حتى يسلّم لنا ويكون سلما لنا ، فإذا كان سلما لنا سلّمه اللّه من شديد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر » (١).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « لا يحبّنا عبدٌ إلاّ كان معنا يوم القيامة ، فاستظلّ بظلّنا ، ورافقنا في منازلنا » (٢).

٧ ـ الحكمة :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أراد التوكل على اللّه فليحب أهل بيتي ، ... ومن أراد الحكمة فليحبّ أهل بيتي ، ... فواللّه ما أحبّهم أحدٌ إلاّ ربح الدنيا والآخرة » (٣).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « من أحبنا أهل البيت ، وحقّق حبنا في قلبه ، جرت ينابيع الحكمة على لسانه ، وجدّد الايمان في قلبه » (٤).

٨ ـ الاغتباط عند الموت :

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للحارث الأعور : « لينفعنّك حبنا عند ثلاث : عند نزول ملك الموت ، وعند مساءلتك في قبرك ، وعند موقفك بين يدي اللّه (٥) ».

__________________

١) الكافي ١ : ١٩٤ / ١ باب أنّ الأئمة عليهم‌السلام نور اللّه عزّ وجلّ.

٢) دعائم الإسلام / أبو حنيفة ١ : ٧٣ ، دار المعارف ـ القاهرة. وشرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار / أبو حنيفة ٣ : ٤٧١ / ١٣٦٧ ، مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم ط١.

٣) مقتل الحسين عليه‌السلام / الخوارزمي ١ : ٥٩ ، مكتبة المفيد ـ قم. والمناقب المائة : ١٠٦. وفرائد السمطين ٢ : ٢٩٤ / ٥٥١. وينابيع المودة ٢ : ٣٣٢ / ٩٦٩. وجامع الأخبار : ٦٢ / ٧٧.

٤) المحاسن / البرقي ١ : ١٣٤ / ١٦٧.

٥) أعلام الدين / الديلمي : ٤٦١.

١١٧

٩ ـ الشفاعة يوم القيامة :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « شفاعتي لاُمتي من أحب أهل بيتي ، وهم شيعتي » (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الزموا مودتنا أهل البيت ، فإنّه من لقي اللّه يوم القيامة وهو يودّنا دخل الجنة بشفاعتنا » (٢).

١٠ ـ التوبة والمغفرة وقبول الأعمال :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان » (٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « حبنا أهل البيت يكفّر الذنوب ويضاعف الحسنات » (٤).

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « من أحبّنا أهل البيت عظم إحسانه ، ورجح

__________________

١) تاريخ بغداد ٢ : ١٤٦. والجامع الصغير ٢ : ٤٩.

٢) المعجم الأوسط ٣ : ٢٦ / ٢٢٥١. ومجمع الزوائد ٩ : ١٧٢. وأمالي الشيخ المفيد : ١٣ / ١. وأمالي الشيخ الطوسي : ١٨٧ / ٣١٤. والمحاسن / البرقي ١ : ١٣٤ / ١٦٩. وبشارة المصطفى لشيعة المرتضى / أبو جعفر الطبري : ١٠٠ ، المطبعة الحيدرية ـ النجف ط٢. وارشاد القلوب : ٢٥٤.

٣) الكشاف / الزمخشري ٤ : ٢٢٠ ـ ٢٢١. والجامع لاحكام القرآن ١٦ : ٢٣. وتفسير الرازي ٢٧ : ١٦٥. وفرائد السمطين ٢ : ٢٥٥ / ٥٢٤. وينابيع المودة ٢ : ٣٣٣ / ٩٧٢. والعمدة / ابن البطريق : ٥٤ / ٥٢. وبشارة المصطفى : ١٩٧. وجامع الأخبار : ٤٧٣ / ١٣٣٥. والفصول المهمة : ١١٠.

٤) أمالي الشيخ الطوسي : ١٦٤ / ٢٧٤. وارشاد القلوب / الديلمي : ٢٥٣.

١١٨

ميزانه ، وقبل عمله ، وغفر زلله ، ومن أبغضنا لا ينفعه إسلامه » (١).

وقال الإمام الحسن عليه‌السلام : « إنّ حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر » (٢).

وقال الإمام الباقر عليه‌السلام : « بحبّنا تغفر لكم الذنوب » (٣).

١١ ـ نور يوم القيامة :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد (٤) ».

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أما واللّه لا يحبّ أهل بيتي عبدٌ إلاّ أعطاه اللّه عزَّ وجل نورا حتى يرد عليّ الحوض ، ولا يبغض أهل بيتي عبدٌ إلاّ احتجب اللّه عنه يوم القيامة » (٥).

١٢ ـ الأمن من أهوال القيامة :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط » (٦).

__________________

١) مشارق أنوار اليقين / البرسي : ٥١ ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

٢) الاختصاص / المفيد : ٨٢ ، مكتبة الزهراء عليها‌السلام ـ قم. ورجال الكشي / الطوسي : ١١١ ـ ١١٢ / ١٧٨ ، طبع مشهد.

٣) أمالي الطوسي : ٤٥٢ / ١٠١٠. وبشارة المصطفى : ٦٧.

٤) شواهد التنزيل ٢ : ٣١٠ / ٩٤٨.

٥) شواهد التنزيل ٢ : ٣١٠ / ٩٤٧.

٦) فضائل الشيعة / الصدوق : ٤٧ / ١ ، مؤسسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ قم ط١. وأعلام الدين : ٤٦٤. وبشارة المصطفى : ٣٧. ومائة منقبة : ٩٣. وارشاد القلوب : ٢٣٥. وفرائد السمطين ٢ : ٢٥٨ / ٥٢٦. ومقتل الحسين عليه‌السلام / الخوارزمي ١ : ٤٠. والمناقب له أيضا : ٧٣ / ٥١.

١١٩

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أحبنا أهل البيت حشره اللّه تعالى آمنا يوم القيامة » (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط » (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أثبتكم قدما على الصراط أشدّكم حُبا لأهل بيتي » (٣).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما أحبّنا أهل البيت أحدٌ فزلّت به قدم ، إلاّ ثبّتته قدمٌ أُخرى ، حتى ينجيه اللّه يوم القيامة » (٤).

١٣ ـ دخول الجنة والنجاة من النار :

قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا ومن مات على حبّ آل محمد بشّره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزفُّ إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد فتح له من قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات على

__________________

١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٥٩ / ٢٢٠.

٢) روضة الواعظين : ٢٧١. وأمالي الصدوق : ١٨ / ٣. والخصال : ٣٦٠ / ٤٩. وبشارة المصطفى : ١٧ ـ ١٨. وجامع الأخبار : ٥١٣ / ١٤٤١. وكفاية الأثر : ١٠٨.

٣) كنز العمال ١٢ : ٩٧ / ٣٤١٦٣. والصواعق المحرقة : ١٨٧.

٤) درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية / يحيى بن الحسين : ٥١ ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ط١.

١٢٠