الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

علي موسى الكعبي

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

المؤلف:

علي موسى الكعبي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-8629-83-8
الصفحات: ١١٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

واللسان ، جاء في وصية النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : « لا يقبل الله دعاء قلبٍ ساهٍ » (١).

وعن الإمام أميرالمؤمين عليه‌السلام : « لا يقبل الله عزَّ وجل دعاء قلبٍ لاهٍ » (٢).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاسٍ » (٣).

١٧ ـ البكاء والتباكي :

خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلىٰ البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأنَّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلىٰ بارئه ، والدمعة سفير رقّة القلب الذي يؤذن بالاخلاص والقرب من رحاب الله تعالىٰ.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام لأبي بصير : « إنّ خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومجّده واثني عليه كما هو أهله ، وصلِّ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسل حاجتك ، وتباك ولو مثل رأس الذباب ، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ » (٤).

وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أنصاف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده تقرّبهم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها.

__________________________

(١) الفقيه ٤ : ٢٦٥.

(٢) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٢.

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٤.

(٤) الكافي ٢ : ٣٥٠ / ١٠.

٤١

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا أحبّ الله عبدا نصب في قلبه نائحةً من الحزن ، فإنّ الله لا يدخل النار من بكىٰ من خشية الله حتىٰ يعود اللبن إلىٰ الضرع » (١).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالىٰ ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ، ولو أنّ عبداً بكىٰ في أُمة لرحم الله تعالىٰ ذكره تلك الاُمّة لبكاء ذلك العبد » (٢).

وإذا كان البكاء يفتح القلب علىٰ الله تعالىٰ ، فإنّ جمود العين يعبّر عن قساوة القلب التي تطرد العبد من رحمة الله ولطفه وتؤدي إلىٰ الشقاء.

وكان فيما أوصىٰ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام علي عليه‌السلام : « يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحبّ البقاء » (٣).

واعلم أنّ البكاء إلىٰ الله سبحانه فرقاً من الذنوب وصفٌ محبوب لكنّه غير مجدٍ مع عدم الاقلاع عنها والنوبة منها.

قال سيد العابدين الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام : « وليس الخوف من بكىٰ وجرت دموعه ما لم يكن له ورع يحجره عن معاصي الله ، وإنّما ذلك خوف كاذب » (٤).

وإذا تهيأت للدعاء ولم تساعدك العينان علىٰ البكاء ، فاحمل نفسك علىٰ البكاء وتشبّه بالباكين ، متذكراً الذنوب العظام ومنازل مشهد اليوم

__________________________

(١) عدة الداعي : ١٦٨.

(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٣٦.

(٣) بحار الانوار ٩٣ : ٣٣٠ / ٩.

(٤) عدة الداعي : ١٧٦.

٤٢

العظيم ، يوم تُبلىٰ السرائر ، وتظهر فيه الضمائر ، وتنكشف فيه العورات ، عندها يحصل لك باعث الخشية وداعية البكاء الحقيقي والرقة وإخلاص القلب.

وقد ورد في الحديث ما يدلُّ علىٰ استحباب التباكي ولو بتذكّر من مات من الأولاد والأقارب والأحبّة ، فعن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : أدعو فاشتهي البكاء ولا يجيئني ، وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرقّ وأبكي ، فهل يجوز ذلك ؟

فقال عليه‌السلام : « نعم ، فتذكّرهم ، فإذا رققت فابكِ ، وادع ربك تبارك وتعالىٰ » (١).

١٨ ـ العموم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يخصّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، وهو من أهم آداب الدعاء ، لأنّه يدلّ علىٰ التضامن ونشر المودة والمحبة بين المؤمنين ، وازالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم ، وذلك من منازل الرحمة الالهية ، ومن أقوىٰ الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا دعا أحدكم فليعمّ ، فإنّه أوجب للدعاء » (٢).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا قال الرجل : اللهمّ اغفر للمؤمنين

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٥٠ / ٧.

(٢) الكافي ٢ : ٣٥٤ / ١.

٤٣

والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم وجميع الأموات ؛ ردّ الله عليه بعدد ما مضىٰ ومن بقي من كل إنسان دعوة » (١).

وقال عليه‌السلام : « دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرُّ الرزق ويدفع المكروه » (٢).

١٩ ـ التضرُّع ومدّ اليدين :

ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، قال تعالىٰ : ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً ) (٣) ، وقد ذمّ الله تعالىٰ الذين لا يتضرعون إليه ، قال تعالىٰ : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) (٤).

عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزَّ وجل : ( فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) فقال عليه‌السلام : « الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما » (٥).

وعن الإمام الحسين عليه‌السلام قال : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرفع يديه إذ ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين » (٦).

وروي أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتضرّع عند الدعاء حتىٰ يكاد يسقط رداؤه (٧).

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٩١ / ٢٤.

(٢) الكافي ٢ : ٣٦٨ / ٢. وأمالي الصدوق : ٣٦٩ / ١.

(٣) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠٥.

(٤) سورة المؤمنين : ٢٣ / ٧٦.

(٥) الكافي ٢ : ٣٤٨ / ٢ ، ٣٤٩ / ٦.

(٦) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٣٩ / ٩.

(٧) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٣٩ / ١٠.

٤٤

والتضرُّع من أسباب استجابة الدعاء ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردّهما خائبتين » (١).

والعلّة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى.

وقد سأل أبو قُرّة الإمام الرضا عليه‌السلام : ما بالكم إذا دعوتم رفعتم أيديكم إلىٰ السماء ؟

فقال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : « إنّ الله استعبد خلقه بضروب من العبادة... واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرُّع ببسط الأيدي ورفعهما إلىٰ السماء لحال الاستكانة وعلامة العبودية والتذلل له » (٢).

ولليدين وظائف وهيئات في الدعاء تتغير حسب حال الداعي في الرغبة والرهبة والتضرُّع والتبتُّل والابتهال ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « الرغبة : تبسط يديك وتظهر باطنهما ، والرهبة : بسط يديك وتظهر ظهرهما ، والتضرُّع : تحرّك السبابة اليمنىٰ يميناً وشمالاً ، والتبتّل : تحرّك السبابة اليسرىٰ ترفعها في السماء رسلاً وتضعها ، والابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلىٰ السماء ، والابتهال حين ترىٰ أسباب البكاء » (٣).

ويكره أن يرفع الداعي بصره إلىٰ السماء ، لما روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : « مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ رجل وهو رافع بصره

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٦٥ / ١١.

(٢) الاحتجاج : ٤٠٧.

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٨ / ٤.

٤٥

إلىٰ السماء يدعو ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : غضّ بصرك ، فانك لن تراه » (١).

٢٠ ـ الأسرار بالدعاء :

ويستحب أن يدعو الإنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، قال تعالىٰ : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) (٢).

قال الإمام الرضا عليه‌السلام : « دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية ».

وفي رواية اُخرىٰ : « دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها » (٣).

٢١ ـ التلبّث بالدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسّلاً ، ذلك لأنّ العجلة تنافي حالة الاقبال والتوجه إلىٰ الله تعالىٰ ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة ، كما أن العجلة قد تؤدي إلىٰ ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ رجلاً دخل المسجد فصلىٰ ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجلّ ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عجّل العبد ربّه ، وجاء آخر فصلىٰ ركعتين ثم أثنىٰ علىٰ الله عزَّ وجل وصلىٰ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٧ / ٤.

(٢) سورة الاعراف : ٧ / ٥٥.

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٥ ـ ٣٤٦ / ١.

٤٦

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سل تعط » (١).

وقال عليه‌السلام : « إنّ العبد إذا عجّل فقام لحاجته ، يقول الله تبارك وتعالىٰ : أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج » (٢).

وقال عليه‌السلام : « إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله تبارك وتعالىٰ في حاجته مالم يستعجل » (٣).

٢٢ ـ عدم القنوط :

وعلىٰ الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الاجابة فيترك الدعاء ، لأنّ ذلك من الآفات التي تمنع ترتّب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلمّا استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.

عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ».

قلتُ : كيف يستعجل ؟

قال عليه‌السلام : يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرىٰ الاجابة » (٤).

وعليه يجب علىٰ الداعي أن يفوّض أمره إلىٰ الله ، واثقاً بربه ، راضياً بقضائه سبحانه ، وأن يحمل تأخر الاجابة علىٰ المصلحة والخيرة التي

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٥٢ / ٦.

(٢) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٢.

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ١.

(٤) الكافي ٢ : ٣٥٥ / ٨.

٤٧

حباها إياه مولاه ، وأن يبسط يد الرجاء معاوداً الدعاء لما فيه من الأجر الكريم والثواب الجزيل.

جاء في وصية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام لابنه الإمام الحسن عليه‌السلام : « فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإنّ العطية علىٰ قدر النية ، وربما أُخرت عنك الاجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأُوتيت خيرا منه عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته » (١).

٢٣ ـ الالحاح بالدعاء :

وعلىٰ الداعي أن يواظب علىٰ الدعاء والمسألة في حال الإجابة وعدمها ؛ لأنّ ترك الدعاء مع الاجابة من الجفاء الذي ذمّه تعالىٰ في محكم كتابه بقوله : ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ ) (٢).

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لرجل يعظه : « لا تكن ممن... إنّ أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً » (٣).

أما في حال تأخر الاجابة فيجب معاودة الدعاء وملازمة المسألة ، لفضيلة الدعاء في كونه مخّ العبادة ، ولأنّه سلاح المؤمن الذي يقيه شر أعدائه من الشيطان وحب الدنيا وهوىٰ النفس والنفس الامارة ، ولربما كان تأخير الاجابة لمصالح لا يعلمها إلّا من يعلم السرّ وأخفىٰ ، فيكون

__________________________

(١) نهج البلاغة ، الكتاب (٣١).

(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٨.

(٣) نهج البلاغة ، الحكمة (١٥٠).

٤٨

الدعاء خيراً للعبد في الآجلة ، أو يدفع عنه بلاءً مقدراً لا يعلمه في العاجلة ، ولعلّ تأخير الاجابة لمنزلته عند الله سبحانه ، فهو يحب سماع صوته والاكثار من دعائه ، فعليه أن لا يترك ما يحبه الله سبحانه.

روي عن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال : « إنّ المؤمن يسأل الله عزَّ وجلّ حاجة فيؤخر عنه تعجيل اجابته حبّا لصوته واستماع نحيبه » (١).

وعليه يجب الالحاح بالدعاء في جميع الأحوال ، ولما في ذلك من الرحمة والمغفرة واستجابة الدعوات.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجلَّ حاجةً فألحّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب » (٢).

وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام أنّه قال : « والله لا يلحُّ عبد مؤمن علىٰ الله عزَّ وجلّ في حاجته إلّا قضاها له » (٣).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ عزَّ وجلّ كره إلحاح الناس بعضهم علىٰ بعض في المسألة ، وأحبّ ذلك لنفسه ، إنّ الله عزَّ وجل يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده » (٤).

٢٤ ـ التقدّم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء علىٰ نحو دعائه في

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٥٤ / ١. وقرب الاسناد : ١٧١.

(٢) الكافي ٢ : ٣٤٥ / ٦.

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٥ / ٣.

(٤) الكافي ٢ : ٣٤٥ / ٤.

٤٩

الشدة ، لما في ذلك من الثقة بالله والانقطاع إليه ، ولفضله في دفع البلاء واستجابة الدعاء عند الشدة.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « من سرّه أن يستجاب له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء » (١).

وكان من دعاء الإمام السجاد عليه‌السلام : « ولا تجعلني ممّن يبطره الرخاء ، ويصرعه البلاء ، فلا يدعوك إلّا عند حلول نازلة ، ولا يذكرك إلّا عند وقوع جائحة ، فيضرع لك خدّه ، وترفع بالمسألة إليك يده » (٢).

٢٥ ـ التختم بالعقيق والفيروزج :

ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، لقول الإمام الصادق عليه‌السلام : « ما رفعت كفّ إلىٰ الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفّ فيها عقيق » (٣).

ولقوله عليه‌السلام : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عزَّ وجلّ : إنّي لأستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردّها خائبة » (٤).

٢٦ ـ الآداب المتأخرة عن الدعاء :

وهناك جملة آداب متأخرة عن الدعاء ، أكدت عليها النصوص الإسلامية ، وفيما يلي أهمها :

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٣ / ٤.

(٢) بحار الأنوار ٩٤ : ١٣٠.

(٣) عدة الداعي : ١٢٩.

(٤) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٢١.

٥٠

أ ـ أن يقول الداعي ما شاء الله لا قوة إلّا بالله :

يستحب أن يقال بعد الدعاء : ( ما شاء الله ، لا قوة إلّا بالله ) وفي هذه الكلمة فضل عظيم لما تنطوي عليه من إقرار العبد بالمشيئة المطلقة وانقطاعه عن جميع الأسباب وتعلّقه بحول الله وقوته.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا دعا الرجل فقال بعدما دعا : ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلّا بالله ، قال الله عزَّ وجل : استبسل عبدي واستسلم لأمري ، اقضوا حاجته » (١).

وعنه عليه‌السلام : « ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول : ما شاء الله لا قوة إلّا بالله ، إلّا أُجيب صاحبه » (٢).

ب ـ الصلاة علىٰ النبي وآله :

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « من كانت له إلىٰ الله عزَّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة علىٰ محمد وآله ، ثمّ يسأل حاجته ، ثمّ يختم بالصلاة علىٰ محمد وآل محمد ، فإنّ الله عزَّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط » (٣).

جـ ـ مسح الوجه والرأس باليدين :

ومن الآداب المتأخرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « ما أبرز عبد يده إلىٰ الله العزيز الجبار إلّا

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٧٨ / ١.

(٢) أمالي الصدوق : ١٦٦ / ٦.

(٣) الكافي ٢ : ٣٥٨ / ١٦.

٥١

استحيا الله عزَّ وجل أن يردّها صفراً حتىٰ يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يردّ يده حتىٰ يمسح علىٰ وجهه ورأسه » (١).

وفي دعائهم عليهم‌السلام : « ولم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك ، ولا خائبة من نحل هباتك » (٢).

د ـ ويستحب أن يقول الداعي في حال استجابة دعائه : الحمدُ الذي بعزته تتمّ الصالحات (٣) ، وأن يصلي صلاة الشكر (٤) ، وإذا أبطأت عليه الإجابة فليقل : الحمدُ لله علىٰ كلِّ حال ، وأن لا يسأم من الدعاء (٥).

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٢ / ٢. والفقيه ١ : ٢١٣ / ٩٥٣.

(٢) عدة الداعي : ٢١٠.

(٣) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٧٠ / ٩.

(٤) بحار الأنوار ٩٥ : ٤٥١ ، وفيه تفصيل لصلاة الشكر وما يقال فيها من ثناء ودعاء.

(٥) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٧٠ / ٩.

٥٢



الفصل الثالث

استجابة الدعاء

ليس ثمة لذة أعظم من لذة المؤمن وسعادته حينما يرىٰ آثار عمله وإيمانه المترتّبة في استجابة دعائه ، ذلك لأنّه يحسّ بأنّه موضع لطف بارئه تعالىٰ وعنايته ، وأنّه في ارتباط مباشر مع خالقه ، تلك سعادة ليس فوقها سعادة : « وأنلني حسن النظر في ما شكوت ، وأذقني حلاوة الصنع في ما سألت » (١).

ولكي نعيش لحظات تلك البهجة ونذوق حلاوة السرور ، علينا أن نتعرف علىٰ العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء ، فقد يظنّ البعض أنّ السر في استجابة الدعاء يكمن في لفظ الدعاء مجرداً عن باقي العوامل الاُخرىٰ ، فكثيراً ما نجد بعض الناس يتناقلن قطعاً من الدعاء المأثور التي هي مظنّة الاجابة أو نصّ علىٰ أنها تحتوي علىٰ اسم الله الأعظم ، لكنهم يدعون بها فلا يستجاب لهم ، ذلك لأنّهم يأخذون لفظ الدعاء مجرداً عن الشروط والآداب التي يجب أن تقارن الداعي فيستجاب دعاؤه.

الدعاء سلاح المؤمن وجنّته الواقية وسهام الليل التي يسدّدها كيفما

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٥ : ٢٣٠ / ٢٧ من دعاء الإمام أبي الحسن الهادي عليه‌السلام.

٥٣

يشاء ، والسلاح بضاربه لا بحدّه وحسب ، فإذا كان الفارس قوياً شجاعاً ويمتلك الجرأة والاقدام وكان سلاحه تاماً لا عيب فيه ، استطاع النكاية في العدو ، وإلّا فقد تخلّف الأثر ، وكذلك يحصل الأثر من الدعاء ، فإذا راعي الداعي الآداب والشروط التي نصّت عليها الآيات القرآنية والسُنّة المباركة ، والتزم بالعوامل المؤثرة في استجابة الدعاء ، وانقطع إلىٰ ربّه تعالىٰ متخلياً عن جميع الأسباب الاُخرىٰ ، غير معوّل في تحصيل المطلوب علىٰ غير الله تعالىٰ ، ثم دعا الله تعالىٰ بلسانٍ يقرأ ما في صحيفة القلب ، فإنّ دعاءه مستجاب بإذن الله.

العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء :

فيما يلي نذكر أهم العوامل ذات الصلة في تحصيل أثر الدعاء :

١ ـ مراعاة الشروط والآداب الخاصة بالدعاء :

وقد ذكرناها في الفصل الثاني ، ونذكر هنا حديثا مهما عن الإمام الصادق عليه‌السلام يفيد التذكير بها.

عن عثمان بن عيسىٰ ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : قلت له : آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما ؟

فقال : « وما هما ؟ قال: قلت: قوله تعالىٰ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (١) ثم أدعو فلا أرىٰ الاجابة !

قال : فقال لي : أفترىٰ الله تعالىٰ أخلف وعده ؟ قال : قلت : لا.

__________________________

(١) سورة غافر : ٤٠ / ٦٠.

٥٤

قال : فمه ؟ قلت : لا أدري...

فقال : لكني أُخبرك إن شاء الله تعالىٰ ، أما إنّكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثمّ دعوتموه لأجابكم ، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم ، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم.

قال : قلت : وما جهة الدعاء ؟

قال : إذا أديت الفريضة مجّدت الله وعظّمته وتمدحه بكلّ ما تقدر عليه ، وتصلّي علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة ، وتصلّي علىٰ أئمة الهدىٰ عليهم‌السلام ، ثمّ تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أبلاك وأولاك ، وتذكر نعمه عندك وعليك ، وما صنع بك فتحمده وتشكره علىٰ ذلك ، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقرّ بها أو بما ذكرت منها ، وتجمل ما خفي عليك منها ، فتتوب إلىٰ الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألّا تعود ، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ، ويكون من قولك : « اللهمّ إني أعتذر إليك من ذنوبي ، واستغفرك وأتوب إليك ، فأعنّي علىٰ طاعتك ، ووفقني لما أوجبت عليَّ من كلِّ ما يرضيك ، فانّي لم أرَ أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلّا بنعمتك عليه قبل طاعتك ، فأنعم عليَّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة » ثمّ تسأل بعد ذلك حاجتك ، فإنّي أرجو أن لا يخيّبك إن شاء الله تعالىٰ... (١).

٢ ـ فقدان موانع الاجابة :

ومن الشروط المهمة التي يجب أن يراعيها الداعي ، هو إزالة الحجب

__________________________

(١) بحار الانوار ٩٣ : ٣٢٠.

٥٥

والموانع التي تحول دون صعود الدعاء ، كاقتراف المعاصي وأكل الحرام والظلم وعقوق الوالدين وغيرها من الذنوب التي تحبس الدعاء ، ولا يتهيأ للداعي معها الاقبال علىٰ ربِّه ، والاقبال هو الشرط الأساس في استجابة الدعاء ، يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام : « خير الدعاء ما صدر عن صدر نقيّ وقلب تقيّ » (١).

وفيما يلي أهم الموانع التي تحبس الدعاء :

أ ـ اقتراف الذنوب والمعاصي :

قال الإمام أبو جعفر عليه‌السلام : « إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلىٰ أجل قريب ، أو إلىٰ وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك تعالىٰ للمك : لا تقض حاجته واحرمه إياها ، فإنّه تعرّض لسخطي ، واستوجب الحرمان مني » (٢).

ومن دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام : « اللهمّ إنّي أعوذ بك من ذنبٍ يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنبٍ يعجّل النقم ، وأعوذ بك من ذنبٍ يمنع الدعاء » (٣).

وعن الإمام زين العابدين عليه‌السلام : « والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، وخبث السريرة ، والنفاق ، وترك التصدق بالاجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتىٰ تذهب أوقاتها ، وترك التقرّب إلىٰ الله عزَّ وجل بالبرّ

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٠ / ٢.

(٢) الكافي ٢ : ٢٠٨ / ١٤.

(٣) بحار الأنوار ٩٤ : ٩٣ / ٩.

٥٦

والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول » (١).

ب ـ أكل الحرام :

ورد في الحديث القدسي : « فمنك الدعاء وعليَّ الإجابة ، فلا تُحجب عنّي دعوة إلّا دعوة آكل الحرام » (٢).

وروي أنّه قال رجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رسول الله أحبُّ أن يستجاب دعائي ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « طهّر مأكلك ، ولا تدخل بطنك الحرام » (٣).

وعن الإمام أبي عبدالله عليه‌السلام : « من سرّه أن تستجاب له دعوته ، فليطب مكسبه » (٤).

جـ ـ عقوق الوالدين وقطيعة الرحم :

قال الإمام زين العابدين عليه‌السلام : « والذنوب التي تردُّ الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين » (٥).

وعن الإمام أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال: « لاتملّ من الدعاء ، فإنّه من الله عزَّ وجلَّ بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم » (٦).

__________________________

(١) معاني الأخبار : ٢٧١.

(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٧٣.

(٣) عدة الداعي : ١٣٩.

(٤) الكافي ٢ : ٣٥٣ / ٩.

(٥) معاني الأخبار : ٢٧٠.

(٦) الكافي ٢ : ٣٥٤ / ١. وقرب الاسناد : ١٧١.

٥٧

٣ ـ ترصّد الأزمنة الخاصة :

لا بدّ للداعي أن يراعي اختيار الأوقات التي هي مظنّة الاجابة ، فمن تأمل النصوص الإسلامية يلاحظ أنّ الأوقات ليست كلّها سواء ، فمنها ما تفتح فيها أبواب السماء ولا يحجب فيها الدعاء ومنها ما تستنزل فيها الرحمة أكثر من غيرها ، وفيما يلي أهم الأوقات التي ترجىٰ فيها الاجابة :

أ ـ جوف الليل :

جعل الله تعالىٰ لساعات النصف الثاني من الليل من البركة والرحمة ما لم يجعله في الساعات الاُخرىٰ من الليل والنهار ، ففي هذا الوقت يستولي النوم علىٰ غالب الناس ، فيتمكن أولياء الله تعالىٰ من الاقبال عليه بالدعاء والذكر والانقطاع إليه بعيداً عن زحمة الحياة ومشاغلها ، فهذا الوقت إذن هو وقت الخلوة وفراغ القلب للعبادة والدعاء ، وهو يشتمل علىٰ مجاهدة النفس ومهاجرة الرقاد ومباعدة وثير المهاد والانقطاع إلىٰ الواحد الأحد.

عن نوف البكالي ـ في حديث ـ قال : رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات ليلة وقد خرج من فراشه وقال لي : « يا نوف ، إنّ داود عليه‌السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنّها ساعة لا يدعو فيها عبدٌ إلّا استُجيب له » (١).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : « كان فيما ناجىٰ به موسىٰ بن عمران عليه‌السلام أن قال له : يا بن عمران ، كذب من زعم أنّه يحبّني فإذا جنّه الليل نام عني ، أليس كلّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه ؟ ها أنا يا بن عمران مطّلع علىٰ أحبّائي

__________________________

(١) نهج البلاغة ، الحكمة (١٠٤).

٥٨

إذا جنّهم الليل حوّلت أبصارهم في قلوبهم ، ومثلت عقوبتي بين أعينهم ، يخاطبوني عن المشاهدة ، ويكلموني عن الحضور.

يا بن عمران ، هب لي من قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، ومن عينيك الدموع ، وادعني في ظلم الليل ، فإنّك تجدني قريبا مجيباً » (١).

وعن عبدة السابوري ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ الناس يروون عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « إنّ في الليل لساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلّا استجيب له ؟ قال : نعم.

قلتُ : متىٰ هي ؟ قال : ما بين نصف الليل إلىٰ الثلث الباقي.

قلتُ : ليلة من الليالي أو كلّ ليلة ؟ فقال : كل ليلة (٢).

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « من قام من آخر الليل فتطهّر وصلّىٰ ركعتين وحمد الله وأثنىٰ عليه ، وصلّىٰ علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه ، إمّا أن يعطيه الذي يسأله بعينه ، وإمّا أن يدّخر له ما هو خير له منه » (٣).

ب ـ زوال الشمس :

عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس ، فإذا أراد ذلك قدّم شيئاً فتصدق به ، وشمّ شيئاً من طيب ،

__________________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٩٢ / ١.

(٢) التهذيب ٢ : ١١٨ / ٤٤٤. وأمالي الطوسي ١ : ١٤٨.

(٣) الكافي ٣ : ٤٦٨ / ٥.

٥٩

وراح إلىٰ المسجد ، ودعا في حاجته بما شاء الله » (١).

وعنه عليه‌السلام قال : « إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنان ، وقضيت الحوائج العظام ، فقيل له عليه‌السلام : من أي وقت ؟ قال عليه‌السلام : مقدار ما يصلي الرجل أربع ركعات مترسّلاً » (٢).

جـ ـ الوتر والسحر وما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس :

روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « خير وقت دعوتم الله عزَّ وجلّ فيه الأسحار ، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه‌السلام : ( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ) (٣) ، قال : أخّرهم إلىٰ السحر » (٤).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « أجيبوا داعي الله ، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلىٰ طلوع الشمس ، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، وهي الساعة التي يقسّم فيها الرزق بين عباده... توكّلوا علىٰ الله عند ركعتي الفجر إذا صليتموها ، ففيها تُعطوا الرغائب » (٥).

وقال الإمام أبو جعفر عليه‌السلام : « إنّ الله عزَّ وجل يحبُّ من عباده المؤمنين كلّ دعاءٍ ، فعليكم بالدعاء في السحر إلىٰ طلوع الشمس ، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الأرزاق ، وتقضىٰ فيها الحوائج العظام » (٦).

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٧ / ٧.

(٢) عدة الداعي : ٥٤.

(٣) سورة يوسف : ١٢ / ٩٨.

(٤) الكافي ٢ : ٣٤٦ / ٦.

(٥) الخصال : ٦١٥.

(٦) الكافي ٦ : ٣٤٧ / ٩.

٦٠