الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

علي موسى الكعبي

الدعاء حقيقته وآدابه وآثاره

المؤلف:

علي موسى الكعبي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-8629-83-8
الصفحات: ١١٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

الأرض ، فقرّر لآناء الليل والنهار ولكلِّ يوم من أيام الاسبوع وللشهور والسنين أدعية خاصة ، وجعل كذلك لكلِّ حالة من حالات الانسان ولكل فعل يريد الاقدام عليه ولجميع مطالبه الدنيوية والاخروية وظائف من الدعاء والذكر.

ويأتي في مقدمة ذلك اقتران الدعاء بسائر العبادات والطاعات التي يتقرب بها العبد إلىٰ خالقه تعالىٰ بشكل لا يقبل الانفصال ، ففي الصلاة والصيام والحج دعوات قررتها الشريعة المقدسة في أوقات معينة.

ومن موارد الدعاء في الصلاة تأكد استحبابه في الركعة الثانية من كل فريضة أو نافلة وفي السجود وفي أدبار الصلوات.

القنوت :

القنوت شرعاً : الذكر في حال مخصوص ، وهو مستحبّ في كلِّ صلاة مرّة واحدة ، فرضاً كانت أو نفلاً ، أداءً أو قضاءً ، عند علمائنا أجمع ، ومحلّه بعد القراءة قبل الركوع (١).

قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : « القنوت في كلِّ صلاة في الركعة الثانية قبل الركوع » (٢).

ومما ورد في فضل القنوت قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أطولكم قنوتاً في دار الدنيا ، أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف » (٣).

__________________________

(١) جواهر الكلام ١٠ : ٣٥٣.

(٢) الكافي ٣ : ٣٤٠ / ٧. والتهذيب ٢ : ٨٩ / ٣٣٠.

(٣) ثواب الأعمال : ٣٣. وأمالي الصدوق : ٤١١.

٢١

ويجوز الدعاء في القنوت بكل ما جرىٰ علىٰ اللسان ، لما روي عن إسماعيل بن الفضل ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن القنوت وما يقال فيه ، فقال عليه‌السلام : « ما قضىٰ الله علىٰ لسانك ، ولا أعلم فيه شيئاً مؤقتا » (١).

ويستحب الدعاء بالمأثور لتجاوز الخطأ واللحن الشائع علىٰ الألسن في هذا الزمان ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « يجزيك في القنوت : اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا ، وعافنا وأعفُ عنا في الدنيا والآخرة ، إنّك علىٰ كلِّ شيءٍ قدير » (٢).

الدعاء في السجود :

إنّ الدعاء هو الاقبال إلىٰ الله تعالىٰ والانقطاع إليه ليتحقق القرب من منازل الرحمة الالهية ، والسجود باعتباره روح العبادة حيث تتجلّىٰ فيه منتهىٰ العبودية والخضوع للواحد الأحد ، يحقّق الغرض المراد من الدعاء ، وهو القرب من رحاب الخالق جلَّ وعلا ، فعلىٰ العبد أن ينتهز فرصة القرب ليسأل من خزائن رحمة ربه وذخائر مغفرته.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « عليك بالدعاء وأنت ساجد ، فإنّ أقرب ما يكون العبد إلىٰ الله وهو ساجد » (٣).

وعنه عليه‌السلام : « إنّ العبد إذا سجد فقال : يا ربِّ يا ربِّ حتىٰ ينقطع نفسه ، قال له الربّ : لبيك ما حاجتك ؟ » (٤).

__________________________

(١) الكافي ٣ : ٣٤٠ / ٨. والتهذيب ٢ : ٣١٤ / ١٢٨١.

(٢) الكافي ٣ : ٣٤٠ / ١٢. والتهذيب ٢ : ٨٧ / ٣٢٢.

(٣) الكافي ٣ : ٣٢٤ / ١١.

(٤) بحار الأنوار ٨٦ : ٢٠٥ / ١٩.

٢٢

ويستحب أن يدعو العبد بالمأثور أثناء السجود ، فعن جميل بن دراج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه قال : « أقرب ما يكون العبد من ربِّه إذا دعا ربه وهو ساجد ، فأي شيء تقول إذا سجدت ؟ ».

قلت : علّمني ـ جعلت فداك ـ ما أقول ؟

قال عليه‌السلام : « قل : يا رب الأرباب ، ويا ملك الملوك ، ويا سيد السادات ، ويا جبار الجبابرة ، ويا إله الآلهة ، صلِّ علىٰ محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا.

ثمّ قل : فإنّي عبدك ، ناصيتي بيدك ، ثم ادع بما شئت وسله ، فانه جواد ولا يتعاظمه شيء » (١).

وعنه عليه‌السلام : « أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا وضع وجهه للسجود يقول : اللهمَّ مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجىٰ عندي من عملي ، فاغفر لي ذنوبي يا حياً لا يموت » (٢).

وسنأتي علىٰ الموارد الاُخرىٰ من مظاهر العبادة التي تقترن بالدعاء في الفصل الثالث عند ذكر تأثير عامل الزمان والمكان في استجابة الدعاء.

__________________________

(١) الكافي ٣ : ٣٢٣ / ٧.

(٢) سنن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ٣٣٧ / ٣٩٢.

٢٣
٢٤



الفصل الثاني

آداب الدعاء وشروطه

لقد حدّدت النصوص الإسلامية آداباً للدعاء وقررت شروطاً ، لا بدّ للداعي أن يراعيها كي يتقرّب إلىٰ خزائن رحمة الله تعالىٰ وذخائر لطفه ، ويتحقّق مطلوبه من الدعاء ، وإذا أهملها الداعي فلا تتحقّق له الاستجابة المرجوة من الدعاء ولا تحصل له نورانية القلب وتهذيب النفس وسمو الروح المطلوبة في الدعاء.

وفيما يلي أهم هذه الشروط والآداب :

١ ـ الطهارة :

من آداب الدعاء أن يكون الداعي علىٰ وضوء ، سيّما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة ، فقد روىٰ مسمع عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « يا مسمع ، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ، فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما ؟ أما سمعت الله يقول : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) ؟ » (١).

__________________________

(١) تفسير العياشي ١ : ٤٣ / ١٣٩.

٢٥

٢ ـ الصدقة وشمّ الطيب والرواح إلىٰ المسجد :

روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « كان أبي إذا طلب الحاجة... قدّم شيئاً فتصدق به ، وشمّ شيئاً من طيب ، وراح إلىٰ المسجد.. » (١).

٣ ـ الصلاة :

ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء ، للرواية المتقدمة في الطهارة ، ولما روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلىٰ ركعتين ، فأتمّ ركوعهما وسجودهما ، ثم سلّم وأثنىٰ علىٰ الله عزَّ وجلّ وعلىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمَّ سأل حاجته ، فقد طلب الخير في مظانّه ، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب » (٢).

٤ ـ البسملة :

ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه بالبسملة ، لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا يُرَدُّ دعاءٌ أوّله بسم الله الرحمن الرحيم » (٣).

٥ ـ الثناء علىٰ الله تعالىٰ :

الثناء علىٰ الله سبحانه اعترافٌ بالوحدانية ، وتحقيقٌ للانقطاع التامّ إلىٰ الله تعالىٰ دون ما سواه ، فينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربّه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء ، يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام : « الحمدُ لله الذي جعل

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٧ / ٧.

(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٤ / ٢٠.

(٣) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٣.

٢٦

الحمد مفتاحاً لذكره ، وسببا للمزيد من فضله.. » (١).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن علىٰ ربِه وليمدحه » (٢).

وقد أعدّ الله تعالىٰ لمن يمدحه ويمجده علىٰ حسن آلائه جزيل الثواب بما يفوق رغبة السائلين ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من تشاغل بالثناء علىٰ الله ، أعطاه الله فوق رغبة السائلين » (٣).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ العبد لتكون له الحاجة إلىٰ الله فيبدأ بالثناء علىٰ الله والصلاة علىٰ محمد وآله حتى ينسىٰ حاجته ، فيقضيها من غير أن يسأله إياها » (٤).

أما ما يجزي من الثناء علىٰ الله سبحانه قبل الشروع بالدعاء ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه سئل عن ذلك فقال : « تقول : اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، وأنت العزيز الكريم » (٥).

٦ ـ الدعاء بالاسماء الحسنىٰ :

وعلى الداعي أن يدعو الله تعالىٰ بأسمائه الحسنىٰ ، لقوله تعالىٰ :

__________________________

(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٥٧.

(٢) الكافي ٢ : ٣٥٢ / ٦.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١٩٠.

(٤) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٢.

(٥) الكافي ٢ : ٣٦٥ / ٦.

٢٧

( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ) (١) ، وقوله تعالىٰ : ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ) (٢).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لله عزَّ وجلّ تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استُجيب له » (٣).

واعلم أن بعض أهل العلم يقول : ينبغي للداعي إذا مجّد الله سبحانه وأثنىٰ عليه أن يذكر من أسماء الله الحسنىٰ ما يناسب مطلوبه ، فإذا كان مطلوبه الرزق يقول : يا رزاق ، يا وهاب ، يا جواد ، يا مغني ، يا منعم ، يا مفضل ، يا معطي ، يا كريم ، يا واسع ، يا مسبب الأسباب ، يا منان ، يا رزاق من يشاء بغير حساب.

وإن كان مطلوبه المغفرة والتوبة ، يقول : يا تواب ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا رؤوف ، يا عطوف ، يا صبور ، يا شكور ، يا عفو ، يا غفور ، يا فتاح ، ياذا المجد والسماح ، يا محسن ، يا مجمل ، يا منعم.

وإن كان مطلوبه الانتقام من العدو يقول : يا عزيز ، يا جبار ، يا قهار ، يا منتقم ، ياذا البطش الشديد ، يا فعال لما يريد ، يا قاصم المردة ، يا طالب ، يا غالب ، يا مهلك ، يا مدرك ، يا من لا يعجزه شيء.

ولو كان مطلوبه العلم يقول : يا عالم ، يا فتاح ، يا هادي ، يا مرشد ، يا معز ، يا رافع ، وما أشبه ذلك (٤).

__________________________

(١) سورة الاعراف : ٧ / ١٨٠.

(٢) سورة الاسراء : ١٧ / ١١٠.

(٣) التوحيد : ١٩٥ / ٩.

(٤) عدة الداعي : ١٩٩.

٢٨

وقد ورد في الروايات عن أهل البيت عليهم‌السلام تأكيد كثير علىٰ الدعاء بالأسماء الحسنىٰ ، وأنّ الله تعالىٰ يستجيب لعبده المؤمن إذا دعاه باسمائه الحسنىٰ خصوصاً في حال السجود.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « من قال : يا الله يا الله عشر مرات قيل له : لبيك ما حاجتك ؟ » (١).

وعنه عليه‌السلام قال : « إذا قال العبد وهو ساجد : يا الله يا رباه يا سيداه ، ثلاث مرات ، أجابه تبارك وتعالى : لبيك عبدي ، سل حاجتك » (٢).

وقال عليه‌السلام : « كان أبي إذا لجّت به الحاجة يسجد من غير صلاة ولا ركوع ثم يقول : يا أرحم الراحمين ، سبع مرات ، ثم يسأل حاجته ، ثم قال : ما قالها أحد سبع مرات إلّا قال الله تعالىٰ : ها أنا أرحم الراحمين ، سل حاجتك » (٣).

٧ ـ الصلاة علىٰ النبي وآله :

لا بدّ للداعي أن يصلي علىٰ محمد وآله بعد الحمد والثناء علىٰ الله سبحانه ، وهي تؤكد الولاء لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأهل بيته المعصومين الذي هو في امتداد الولاء لله تعالىٰ ، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا يزال الدعاء محجوباً حتىٰ يصلىٰ عليَّ وعلىٰ

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٧٧ / ١.

(٢) أمالي الصدوق : ٣٣٥ / ٦.

(٣) وسائل الشيعة ٧ : ٨٨ / ١٦.

٢٩

أهل بيتي » (١).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « كل دعاء محجوب حتىٰ يصلىٰ علىٰ محمد وآل محمد » رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات (٢).

وقال عليه‌السلام : « إذا كانت لك إلىٰ الله سبحانه حاجة ، فابدأ بمسألة الصلاة علىٰ رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم سل حاجتك ، فإنّ الله أكرم من أن يُسأل حاجتين فيقي إحداهما ويمنع الاُخرىٰ » (٣).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « من دعا ولم يذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفرف الدعاء علىٰ رأسه ، فإذا ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفع الدعاء » (٤).

واعلم أن الصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّما تكون بعد الثناء ، لما روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة حتىٰ يبدأ بالثناء علىٰ الله عزَّ وجل والمدح له ، والصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم يسأل الله حوائجه » (٥).

أما في كيفية الصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد روي بالاسناد عن بريدة ، قال قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلّم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « قولوا : اللهمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك علىٰ

__________________________

(١) كفاية الأثر : ٣٩.

(٢) مجمع الزوائد ١٠ : ١٦٠.

(٣) نهج البلاغة : الحكمة ٣٦١.

(٤) الكافي ٢ : ٣٥٦ / ٢.

(٥) الكافي ٢ : ٣٥١ / ١.

٣٠

محمد وآل محمد كما جعلتها علىٰ آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد » (١).

ومن نماذج الصلاة علىٰ النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام في الدعاء ما روي بالاسناد عن حريز ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك ، كيف الصلاة علىٰ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

فقال : « قُلْ : اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين ألهمتهم علمك ، واستحفظتهم كتابك ، واسترعيتهم عبادك ، اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين أمرت بطاعتهم وأوجبت حبهم ومودتهم ، اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين جعلتهم ولاة أمرك بعد نبيك صلّىٰ الله عليه وعلىٰ أهل بيته » (٢).

ومن أدب الدعاء عند سيد الساجدين الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام أنّه يجعل الثناء والصلاة علىٰ النبي وآله مفتاحاً لأغلب فقرات الدعاء ، وهذا واضح لمن تأمّل الصحيفة السجادية ، وهو المراد بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا تجعلوني كقدح الراكب ، إن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء ، اجعلوني في أوّل الدعاء وآخره ووسطه » (٣).

ومن نماذج أدعية الإمام السجاد عليه‌السلام التي تبدأ بالثناء فالصلاة علىٰ النبي في جميع فقرات الدعاء ثم المسألة ، قوله عليه‌السلام : « يا من لا تنقضي عجائب عظمته صلِّ علىٰ محمد وآله واحجبنا عن الالحاد في عظمتك ، ويا

__________________________

(١) مجمع الزوائد ١٠ : ١٦٣.

(٢) بحار الأنوار ٩٤ : ٦٧ / ٥٥.

(٣) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٦.

٣١

من لا تنتهي مدة ملكه صلِّ علىٰ محمد وآله واعتق رقابنا من نقمتك ، ويا من لا تفنىٰ خزائن رحمته صلِّ علىٰ محمد وآله واجعل لنا نصيباً في رحمتك ، ويا من تنقطع دون رؤيته الأبصار صلِّ علىٰ محمد وآله وأدننا إلىٰ قربك » (١).

٨ ـ التوسل بمحمد وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

وينبغي للداعي أن يلج من الأبواب التي أمر الله تعالىٰ بها ، وأهل البيت عليهم‌السلام هم سفن النجاة لهذه الاُمّة ، فحريّ بمن دعا الله تعالىٰ أن يتوسل إلىٰ الله بهم ، ويسأله بحقهم ، ويقدمهم بين يدي حوائجه.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الأوصياء مني... بهم تُنصَر أُمّتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع الله عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم » (٢).

وقال الإمام أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : « من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك » (٣).

وعن داود الرقي ، قال : إني كنت أسمع أبا عبدالله عليه‌السلام أكثر ما يلحُّ به في الدعاء علىٰ الله بحق الخمسة ، يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام (٤).

ومن نماذج التوسل المروي عنهم عليهم‌السلام هو أن تقول : « اللهمَّ إني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد ، وأتقرب بهم إليك ، وأقدمهم بين يدي

__________________________

(١) الصحيفة السجادية : الدعاء (٥).

(٢) تفسير العياشي ١ : ١٤ / ٢.

(٣) أمالي الشيخ الطوسي ١ : ١٧٥.

(٤) الكافي ٢ : ٤٢٢ / ١١.

٣٢

حوائجي » (١).

وعن سماعة بن مهران ، قال : قال لي أبو الحسن عليه‌السلام : « إذا كان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل : اللهمَّ إني أسألك بحق محمد وعلي ، فانّ لهما عندك شأناً من الشأن ، وقدراً من القدر ، فبحقّ ذلك الشأن وبحقّ ذلك القدر أن تصلي علىٰ محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا » (٢).

٩ ـ الاقرار بالذنوب :

وعلىٰ الداعي أن يعترف بذنوبه مقراً مذعناً تائباً عمّا اقترفه من خطايا وما ارتكبه من ذنوب ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّما هي المدحة ، ثم الثناء ، ثم الإقرار بالذنب ، ثم المسألة ، إنّه والله ما خرج عبد من ذنب إلّا بالاقرار » (٣).

وكان من دعاء الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام المروي عن كميل بن زياد : « وقد أتيتك يا الهي بعد تقصيري وإسرافي علىٰ نفسي ، معتذراً نادماً ، منكسراً مستقيلاً ، مستغفراً منيباً ، مقراً مذعناً معترفاً ، لا أجد مفراً مما كان مني ، ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري ، غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك ، اللهمّ فاقبل عذري ، وارحم شدة ضري ، وفكني من شدِّ وثاقي » (٤).

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٤ : ٢٢ / ١٩.

(٢) وسائل الشيعة ٧ : ١٠٢ / ٩.

(٣) الكافي ٢ : ٣٥١ / ٣.

(٤) نهج السعادة : ١٥٤ ـ كتاب الدعاء.

٣٣

١٠ ـ المسألة :

وينبغي للداعي أن يذكر بعد الثناء علىٰ الله تعالىٰ والصلاة علىٰ النبي وآله والاقرار بالذنب ما يريد من خير الدنيا والآخرة ، وأن لا يستكثر مطلوبه ، لأنه يطلب من ربِّ السمٰوات والأرض الذي لا يعجزه شيء ، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء.

وعليه أيضاً أن لا يستصغر صغيرة لصغرها ، لما روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها ، إنّ صاحب الصغار هو صاحب الكبار » (١).

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « ليسأل أحدكم ربه حاجته كلّها حتىٰ يسأله شسع نعله إذا انقطع » (٢).

ويستحب للداعي إذا كان دعاؤه عبادة خالصة يتقرب بها إلىٰ مولاه أن يسأل ما يبقىٰ جماله من خير القضاء في الآجلة والعاجلة ، وأن تعكس مسألته حالة الافتقار إلىٰ الله تعالىٰ التي يتساوىٰ فيها جميع البشر.

جاء في وصية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام لولده الحسن عليه‌السلام : « فلتكن مسألتك فيما يبقىٰ لك جماله ، ويُنفىٰ عنك وباله ، فالمال لا يبقىٰ لك ولا تبقىٰ له » (٣).

وروي عن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال : « بكىٰ أبو ذر من خشية الله حتىٰ

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٣٩ / ٦.

(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٢٩٥ و ٣٠٠.

(٣) نهج البلاغة : الكتاب (٣١).

٣٤

اشتكىٰ بصره ، فقيل له : لو دعوت الله أن يشفي بصرك ؟ فقال : إنّي عن ذلك لمشغول ، وما هو من أكبر همّي. قالوا : وما يشغلك عنه ؟ قال : العظيمتان : الجنة والنار » (١).

وجاء في الحديث القدسي : « يا عبادي كلكم ضال إلّا من هديته ، فاسألوني الهدىٰ أُهدكم ، وكلكم فقير إلّا من أغنيته ، فاسألوني الغنىٰ أرزقكم ، وكلكم مذنب إلّا من عافيته ، فاسألوني المغفرة أغفر لكم » (٢).

ومن دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام : « ياذا الجلال والاكرام أسألك عملاً تُحبُّ به من عمل به ، ويقينا تنفع به من استيقن به حقَّ اليقين في نفاذ أمرك.

اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وآل محمد ، واقبض علىٰ الصدق نفسي ، واقطع من الدنيا حاجتي ، واجعل فيما عندك رغبتي شوقاً إلىٰ لقائك ، وهب لي صدق التوكل عليك » (٣).

١١ ـ معرفة الله وحسن الظنّ به سبحانه :

قال العلّامة الحلي رضي‌الله‌عنه : من شروط حسن الدعاء علم الداعي كون ما يطلبه بدعائه مقدوراً لمن يدعوه ، وهذا يتضمن أن من دعا الله تعالىٰ يجب أن يكون عارفاً به وبصفاته (٤).

فعلىٰ الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية ، وبأنّه سبحانه لا يمنع

__________________________

(١) بحار الأنوار ٢٢ : ٤٣١ / ٤٠.

(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٢٩٣ / ٢٠.

(٣) الصحيفة السجادية : الدعاء (٥٤).

(٤) منهاج اليقين : ٣٧٥.

٣٥

أحداً من فيض نعمته ، وأن باب رحمته لا يغلق أبداً.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « قال الله عزَّ وجلّ : من سألني وهو يعلم أني أضرُّ وأنفع استجبت له » (١).

وقيل للإمام الصادق عليه‌السلام : ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا. قال : « لأنكم تدعون من لا تعرفونه » (٢).

وفي قوله تعالى : ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) (٣) قال عليه‌السلام : « يعلمون أني أقدر علىٰ أن أعطيهم ما يسألون » (٤).

وحسن الظن بالله هو من شعب معرفته سبحانه ، فعلىٰ الداعي أن يحسن الظن باستجابة دعائه ، لو عدّه الصادق بقوله تعالىٰ : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٥) ، وقوله : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (٦) وأنّه لا يخلف الميعاد.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة » (٧).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا دعوت فأقبل بقلبك ، وظنّ حاجتك

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٥.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١١ : ٢٣٠. وبحار الأنوار ٩٣ : ٣٦٨ / ٤.

(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٨٦.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٨٣ / ١٩٦.

(٥) سورة غافر : ٤٠ / ٦٠.

(٦) سورة النمل : ٢٧ / ٦٢.

(٧) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٥ و ٣٢١.

٣٦

بالباب » (١).

ومن دعاء الإمام زين العبادين عليه‌السلام : « اللهمَّ قد أكدى الطلب وأعيت الحيل إلّا عندك ، وضاقت المذاهب وامتنعت المطالب وعسرت الرغائب وانقطعت الطرق إلّا إليك ، وتصرّمت الآمال وانقطع الرجاء إلّا منك ، وخابت الثقة وأخلف الظنَّ إلّا بك ، اللهمَّ إني أجد سبل المطالب إليك منهجة ، ومناهل الرجاء إليك مفتّحة ، وأعلم أنّك لمن دعاك لموضع إجابة ، وللصارخ إليك لمرصد إغاثة ، وأن القاصد لك لقريب المسافة منك.. » (٢).

١٢ ـ العمل بما تقتضيه المعرفة :

علىٰ الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه ، بأن يفي بعهد الله ويطيع أوامره ، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء.

عن جميل ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : قال له رجل : جعلت فداك ، إنّ الله يقول : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٣) وإنّا ندعو فلا يستجاب لنا ! قال عليه‌السلام : « لأنكم لا توفون بعهد الله ، لو وفيتم لوفىٰ الله لكم » (٤).

وعن أبي حمزة ، قال : إنّ الله أوحىٰ إلىٰ داود عليه‌السلام : « يا داود ، إنّه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلّا أعطيته قبل أن يسألني ، وأستجيب له

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٣.

(٢) بحار الأنوار ٩٥ : ٤٥٠ / ٣.

(٣) سورة غافر : ٤٠ / ٦٠.

(٤) تفسير القمي ١ : ٤٦ في تفسير قوله تعالىٰ : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) البقرة : ٢ / ٤٠.

٣٧

قبل أن يدعوني » (١).

١٣ ـ الاقبال علىٰ الله :

من أهم آداب الدعاء هو أن يقبل الداعي علىٰ الله سبحانه بقلبه وعواطفه ووجوده ، وأن لا يدعو بلسانه وقلبه مشغول بشؤون الدنيا ، فهناك اختلاف كبير بين مجرد قراءة الدعاء وبين الدعاء الحقيقي الذي ينضمّ فيه القلب بانسجام تامّ مع اللسان ، تهتزّ له الروح وتحصل فيه الحاجة في قلب الانسان ومشاعره.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن بالاجابة » (٢).

١٤ ـ الاضطرار إلىٰ الله سبحانه :

لابدّ للداعي أن يتوجه إلىٰ الله تعالىٰ توجّه المضطر الذي لا يرجو غيره ، وأن يرجع في كلِّ حوائجه إلىٰ ربه ، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضراُ ولا نفعاً ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ) (٣).

فإذا لجأ الداعي إلىٰ ربه بقلب سليم وكان دعاؤه حقيقياً صادقاً جاداً ، وكان مدعوّه ربه وحده لا شريك له ، تحقق الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقي إلىٰ الله تعالىٰ الذي هو شرط في قبول الدعاء ( أَمَّن يُجِيبُ

__________________________

(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٧٦.

(٢) الكافي ٢ : ٣٤٣ / ١.

(٣) سورة الاسراء : ١٧ / ٥٦.

٣٨

الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (١).

يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيته لولده الإمام الحسن عليه‌السلام : « وألجى ء نفسك في أمورك كلّها إلىٰ إلهك ، فإنّك تُلجئها إلىٰ كهفٍ حريز ومانع عزيز ، واخلص في المسألة لربك ، فإنّ بيده العطاء والحرمان » (٢).

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلّا أعطاه ، فلييأس من الناس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلّا عند الله ، فإذا علم الله عزَّ وجلّ ذلك من قبله لم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه » (٣).

وروي أن الله تعالىٰ أوحىٰ إلىٰ عيسىٰ عليه‌السلام : « ادعني دعاء الحزين الغريق الذي ليس له مغيث : يا عيسىٰ ، سلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الاجابة » (٤).

١٥ ـ تسمية الحوائج :

إنّ الله تعالىٰ محيط بعباده يعلم حالهم وحاجاتهم ، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد ، ولكنه سبحانه يحبُّ أن تُبَث إليه الحوائج وتُسمّىٰ بين يديه تعالىٰ ، وذلك كي يقبل الداعي إلىٰ ربّه محتاجاً إلىٰ كرمه فقيراً إلىٰ لطفه ومغفرته.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا

__________________________

(١) سورة النمل : ٢٧ / ٦٢.

(٢) نهج البلاغة : الكتاب (٣١).

(٣) الكافي ٢ : ١١٩ / ٢.

(٤) عدة الداعي : ١٣٤.

٣٩

دعاه ، لكنّه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمِّ حاجتك » (١).

١٦ ـ ترقيق القلب :

ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت والبرزخ ومنازل الآخرة وأهوال يوم المحشر ، وذلك لأنّ رقّة القلب سبب في الاخلاص المؤدي إلىٰ القرب من رحمة الله وفضله ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة » (٢).

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « بالاخلاص يكون الخلاص ، فإذا اشتدّ الفزع ، فإلىٰ الله المفزع » (٣).

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا رقّ أحدكم فليدع ، فإنّ القلب لا يرقّ حتىٰ يخلص » (٤).

وكلما رقّ قلب الداعي كلّما كان مهيئاً لاستقبال ذخائر الرحمة الإلهية وتحقق قصده في الاستجابة ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إذا اقشعر جلدك ، ودمعت عينك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك » (٥).

أما القلب القاسي بكثرة الذنوب والمعاصي ، والقلب اللاهي عن ذكر الله ، المتعلق بعرض الدنيا وزخرفها ، فكلاهما مطرودان عن رحاب الله تعالىٰ ورحمته ، ولا يستجاب لهما دعاء ، لأنّه ليس ثمّة انسجام بين القلب

__________________________

(١) الكافي ٢ : ٣٤٥ / ١.

(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٣.

(٣) الكافي ٢ : ٣٤٠ / ٢.

(٤) الكافي ٢ : ٣٤٦ / ٥.

(٥) الكافي ٢ : ٣٤٦ / ٨.

٤٠