رسالة طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه »

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

رسالة طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه »

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي


المحقق: السيّد عبد العزيز الطباطبائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-7990-06-5
الصفحات: ١٦٠

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

مقدّمة الإعداد :

الحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

لقد شغف المحقّق العلاّمة السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره بإحياء التراث الإسلامي العظيم بحثا عن نفائس المخطوطات وملاحقة لأمّهات المكتبات ولصغارها وراء ذلك ، يحفظ الأصول ، ويستثير الكمائن ، ويستخرج الكنوز والدفائن ...

فقد خلّف رضوان الله عليه جهدا كبيرا في مجال اختصاصه ، ألّف الكثير ، وحقّق وعلّق الغفير ، عرّف بعضها هو رحمه‌الله في ترجمة نفسه من كتابه « الغدير في التراث الاسلامي ».

وتراثه قدس‌سره عامة جمع بين صفتين هما الكثرة والجودة ، وعند تمام طبع آثاره تتبيّن لنا جلية قيمة ذلك التراث.

وبعد رحيل العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره ـ وبرحيله فقد التراث وأرباب العلم والتحقيق الملجأ والمنبع الأصيل الّذي كانوا يقصدونه عند ما تعييهم السبل ـ صارت مكتبته رضوان الله عليه مؤسّسة تعني بإحياء آثاره وتستقبل الباحثين

٣

والمحقّقين للاستفادة منها كما كانت في حياته.

فقد أخذت المكتبة على عاتقها السير بجد لإعداد وتحقيق المخزون العلمي للمحقّق العلامة الطباطبائي رحمه‌الله ، وقد أصدرت من ذلك كتاب « فهرست كتب الشيعة وأصولهم » لشيخ الطائفة الطوسي بتحقيق العلاّمة الطباطبائي ، ويرجى لها دوام التوفيق لإكمال العمل الذي بدأت به.

ولفقيدنا الراحل قدس‌سره عدّة أعمال تتعلّق بواقعة الغدير جعلت المكتبة من أوّليات اهتماماتها تهيئة أعماله العلميّة المتعلّقة بهذه الواقعة المشهودة ، ويمكن التعريف بها باختصار كما يلي :

١ ـ كتاب « على ضفاف الغدير » : وهو استدراك يخص الجزء الأوّل من الموسوعة الخالدة « الغدير في الكتاب والسنة والأدب » لشيخه العلاّمة الأميني رضوان الله عليه ؛ تجمّع لديه من رحلات عديدة وجولات طويلة بين الكتب والمكتبات ؛ قال رحمه‌الله : « فكلّما وجدت من صحابي أو تابعي أو أحد ممّن بعدهما من طبقات الرواة من العلماء ممّا لم أجده في ( الغدير ) كتبته على وفق نهج شيخنا رحمه‌الله من ترجمة موجزة وتوثيق وغير ذلك ، ورتّبته حسب الوفيات ».

٢ ـ كتاب « الغدير في التراث الإسلامي » : استقصى فيه أسماء من ألّف حول حديث الغدير كتابا أو رسالة ، وأسماء مؤلّفاتهم ، ويسيرا من تراجمهم ، ووصفا لكتبهم ، والدلالة على مكان المخطوط منها.

وقد نشر لأوّل مرّة في مجلّة « تراثنا » في العدد ٢١ الصادر في ذي الحجة سنة ١٤١٠ ، وقد طبع مرارا في لبنان وايران ، وللمؤلّف عليه إضافات واستدراك ، سينشر في حينه ان شاء الله.

٣ ـ « الحاشية على كتاب الغدير » : مجموعة تعليقات هامة على كتاب « الغدير » لشيخه الأميني رحمه‌الله ؛ قال قدس‌سره : « كانت لي تعليقات على كتاب الغدير لشيخنا الحجة العلاّمة الأميني رحمه‌الله ضمّنتها كتابي ( على ضفاف الغدير ) واعتبرتها

٤

القسم الثاني منه ، ثمّ لمّا عزموا على تحقيق كتاب الغدير ونشره محقّقا ، وشكّلوا لجنة لتحقيقه ، وطلبوا منّي الإشراف على تحقيقه وتوجيههم ومساندتهم ، نقلت تعليقاتي مع تعليقات مستجدّة كثيرة على هوامش هذه الطبعة ، وزدت على مصادر روايات الصحابة لحديث الغدير مصادر كثيرة ممّا طبع مؤخّرا من المصادر المهمّة كالسنن الكبير للنسائي ، ومعاجم الطبراني ، ومسند أبي يعلى والبزّار والشاشي ، ومصنّف عبد الرزاق وابن أبي شيبة ، والسنة لابن أبي عاصم ، وما شاكل ذلك ، ونسأل الله التوفيق والقبول ، انّه سميع مجيب ».

٤ ـ « من فيض الغدير » : اقتصر فيه على ذكر حديث الغدير بالأسانيد العالية الصحيحة ، ورتّبه على أسماء الرواة.

٥ ـ تحقيق رسالة « طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه » للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي ، وهي الرسالة التي بين يدي القارئ العزيز ، وستجد وصفا لها في مقدّمة المحقّق.

وقد اختارت مكتبة المحقّق الطباطبائي قدس‌سره هذا الكتاب الخامس من آثاره حول « الغدير » لنشره احتفاء بمناسبة معرض الكتاب الدولي في طهران لهذا العام.

ويجدر بنا أن نذكر أنّ كلّ ما طبع أو سيطبع من تراث المحقّق الطباطبائي قدس‌سره لن يكون بالصورة التي يطمح بها لو كان بين ظهرانينا ، حيث كان قد رسم لجميع كتبه خططا في كيفية تحقيقها ونشرها بالوجه التام الكامل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

مكتبة المحقّق الطباطبائي قدس‌سره

جعفر الطباطبائي

٥

٦

مقدمة المحقق

قال المحقق الطباطبائي قدس‌سره في كتابه الغدير في التراث الإسلامي ص ١١٥ :

طرق حديث من كنت مولاه

للذهبي ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشافعي الدمشقي ( ٦٧٣ ـ ٧٤٨ ه‍ ).

ذكره هو في تذكرة الحفّاظ ـ في ترجمة الحاكم النيسابوري ـ ص ١٠٤٣ قال : « وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جدّا ، قد أفردتها بمصنّف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، وأما حديث من كنت مولاه ، فله طرق جيّدة ، وقد أفردت ذلك أيضا ».

وقال أيضا في سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٩ : « وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء ، وطرق حديث من كنت مولاه ، وهو أصحّ منهما ما أخرجه مسلم عن عليّ قال : إنّه لعهد النبيّ الامّيّ إليّ أنّه لا يحبّك الاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ».

وقد ترجم للذهبى صديقنا الدكتور بشّار عواد معروف البغدادي ترجمة حافلة في ١٤٠ صفحة ، طبعت في مقدمة سير أعلام النبلاء ، وذكر له في الصفحة ٧٥ هذا الكتاب برقم ٤ من قائمة مؤلفاته ، كما ذكر له برقم ٥ « الكلام على حديث الطير » وذكر له برقم ١١٥ كتابه « فتح المطالب في فضائل علي بن أبي طالب عليه‌السلام » ذكره هو في تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام قال :

٧

« ومناقب هذا الإمام جمّة أفردتها في مجلّد سمّيته فتح المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب » وذكره تلميذه الصفدي في ترجمته في نكت الهميان ص ٣٤٣ وقال : « وقرأته عليه من اوّله إلى آخره ».

وأمّا مصادر ترجمة المؤلف فقد كفانا الدكتور صلاح الدين المنجّد مئونتها حيث ذكرها في ترجمته في كتابه أعلام التاريخ والجغرافيا عند العرب ٣ / ٩٩ فما بعدها ، كما وذكر مؤلّفات الذهبي التاريخية والرجالية ومخطوطاتها في معجم المؤرّخين الدمشقيّين ١٥٩ ـ ١٧٥.

وأمّا رسالته هذه ( طرق حديث من كنت مولاه ) فقد عثرنا على مخطوطة له في المكتبة المركزية لجامعة طهران كتبت في القرن الثاني عشر ، ضمن المجموعة رقم ١٠٨٠ ، من الورقة ٢١١ ـ ٢٢٣ ب ، ذكرت في فهرسها ٣ / ٥٢٣ ، وقد حقّقته وأعددته للنشر.

٨

٩

١٠

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ربّ تمّم بالخير

الحمد لله حق الحمد ومنتهى الحمد كما ينبغي لعظمته ، وصلى الله على محمد صفوته من بريّته ، وعلى آله وذريّته أجمعين.

حديث من كنت مولاه فعلي مولاه

مما تواتر ، وأفاد القطع بأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قاله * ، رواه الجمّ الغفير والعدد الكثير من طرق صحيحة ، وحسنة ، وضعيفة ، ومطّرحة ، وأنا أسوقها :

__________________

(*) حكى ابن كثير في تاريخه ٥ / ٢١٤ عن الذهبي أنه قال : وصدر الحديث متواتر ، أتيقن أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاله ، وأما : اللهم وال من والاه ، فزيادة قوية الإسناد.

١١

أبو بكر

ما صحّت عنه

١ ـ ابن عقدة الحافظ ثنا إبراهيم بن الوليد بن حماد ، ثنا أبي ، ثنا يحيى بن

__________________

١ ـ ابن عقدة هو الحافظ ابو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي ٢٤٩ ـ ٣٣٢ ، حافظ العراق المعروف ، أحفظ أهل زمانه.

ترجم له المؤلف ( الذهبي ) في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٤٠ ـ ٣٥٥ له كتاب في حديث الغدير رواه فيه عن مائة وخمس طرق يعرف بكتاب الولاية وكتاب الموالاة راجع مقالنا : ( الغدير في التراث الاسلامي ).

ابن اخت حميد الطويل هو حماد بن سلمة المحدّث المشهور ، وابن جدعان هو علي ابن زيد بن جدعان أبو الحسن التيمي البصري أصله من مكة توفي سنة ١٣١ ، من رجال مسلم والأربعة ، ترجم له الذهبي في الكاشف ٢ / ٢٨٥ وقال عنه أحد الحفّاظ وراجع ترجمته في تهذيب التهذيب ٧ / ٣٢٢ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٢٠٦.

وابن المسيّب هو سعيد بن المسيّب.

والحديث أخرجه العاصمي في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) ، والگنجي في كفاية الطالب ص ٦٢ ، كلاهما من طريق ابن عقدة.

١٢

يعلى ، عن حرب بن صبيح ، عن ابن أخت حميد الطويل ، عن ابن جدعان.

عن ابن المسيّب قال : قلت لسعد بن أبي وقّاص : إني أريد أن أسألك عن

__________________

وقول المؤلف : هذا حديث غريب! أيّ غرابة فيه؟ وأيّ جملة منه لم تثبت بعشرات الطرق ، أفمجرد التكلّم في رجل يسقط حديثه! ومن منهم سلم من التكلّم فيه؟ خذ مثلا عبد الرزاق والبخاري فمن دونهما.

وقد روى ابن المغازلي ٣٨ : حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني قدم علينا واسطا إملاء من كتابه لعشر بقين من شهر رمضان سنة ٤٣٤ ..

روى عنه بإسناده عن عميرة بن سعد حديث المناشدة الآتية برقم ٢٧ ثم قال : « قال ابو القاسم الفضل بن محمد : هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو مائة نفس ، منهم العشرة ، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة ... ».

فأبو بكر أحد العشرة الراوين لحديث الغدير.

وقال الجزري في أسنى المطالب ص ٣ : بعد ما روى حديث المناشدة الآتية برقم ستة : « هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن أمير المؤمنين علي ، وهو متواتر أيضا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير ... فقد ورد مرفوعا عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله ... ».

فعدّد ثلاثين صحابيا سبعة منهم من العشرة ثم قال : « وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ، وصحّ عن جماعة منهم ممن يحصل العلم بخبرهم. وثبت أيضا أن هذا القول كان منه صلّى الله عليه وسلم يوم غدير خم وذلك في خطبة خطبها النبي صلّى الله عليه وسلم في حقّه ذلك اليوم وهو الثامن عشر من ذي الحجّة سنة احدى عشرة ( كذا ) لما رجع صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع ... ».

١٣

شيء وإني أتهيّبك! قال : سل عمّا بدا لك ، فإنما أنا عمّك.

قلت : مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم [ فيكم ]؟ قال : نعم ؛ قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالظهيرة ، فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

هذا حديث غريب جدا ، لا يثبت! فيه جماعة متكلّم فيهم.

عمر

لم يصحّ عنه

٢ ـ ثنا ابن أبي داود ، وزكريّا الساجي ، قالا : ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، ثنا

__________________

٢ ـ في الأصل : عمران بن سليم ، وهو خطأ ، والصحيح باتّفاق المصادر ما أثبتناه. والحديث أخرجه أبو عثمان البحيري سعيد بن محمد النيسابوري المتوفى سنة ٤٥١ في الجزء الثاني من فوائده المخرجة من أصل مسموعاته ، الموجود في الظاهرية في المجموعة رقم ٧٤ رواية زاهر بن طاهر عنه ، أخرجه فيه بإسناده عن أحمد بن يحيى الصوفي بالإسناد واللفظ ، وفيه : قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

وأخرجه ابن المغازلي ٣١ بإسناده عن أحمد بن يحيى ، وأخرجه الحافظ ابن عساكر رقم ٥٧٨ عن زاهر بن طاهر عن البحيري.

١٤

إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي ، ثنا شاذان ، عن عمران بن مسلم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ؛

عن عمر ، مرفوعا : من كنت مولاه فعلي مولاه.

٣ ـ ثنا حسين بن حسن الأشقر ، ثنا حسين بن سلمان الكندي ، عن

__________________

وأخرج أبو بكر الشيرازي المتوفى سنة ٤٠٧ في كتاب الألقاب حديث الغدير بإسناده عن عمر ـ كما ذكره القرافي ـ.

قال القرافي في نفحات العبير الساري عند ما روى حديث الغدير عن أبي ايّوب الأنصاري وعدّد جملة من مصادر الحديث قال في الورقة ٧٦ / أ : « رواه ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير عن أبي ايّوب ، والامام أحمد والحاكم عن ابن عباس ، وابن أبي شيبة وأحمد عن ابن عباس عن بريدة ، وأحمد وابن ماجة عن البرّاء ، والطبراني في الكبير عن جرير وأبو نعيم عن جندع الأنصاري وابن قانع عن حبشي بن جنادة ، والترمذي ـ وقال : حسن غريب ـ والنسائي والطبراني في الكبير والضياء المقدسي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن أسيد الغفاري ، وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقّاص ، والشيرازي في الألقاب عن عمر ... ».

وقال شمس الدين الدمشقي في السيرة الشامية ج ٢ ق ٦٠٤ في كلامه على حديث الغدير ورواته من الصحابة ، بعد ان عدّد مصادر كثيرة قال : « والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة عن أبي أيوب وجماعة من الصحابة ، وابن ابي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص والشيرازي في الألقاب عن عمر ... ».

٣ ـ سالم هذا هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، يروي هذا الحديث عن أبيه عن جدّه عمر.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير رقم ١١٩١ : « قال لي عبيد حدثنا يونس [ بن بكير ] سمع إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عامر » وابن جرير الطبري في الجزء

١٥

إسماعيل بن نشيط ، [ عن جميل بن عامر ] ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ؛

حدّثني أبي : أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : يا علي قم ، فأخذ بيده فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

__________________

الأول من كتاب غدير خم ، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢١٣ وما بين المعقوفين منه.

وأخرج الحافظ ابو نعيم في ذكر أخبار اصبهان ٢ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩ من حديث جرير ابن عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر قال : كنت عند النبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

فقال أبو بكر لعمر : هذه والله الفضيلة!.

١٦

علي

متواتر عنه

٤ ـ علي بن بحر القطان ، ثنا سلمة الأبرش ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الجرّاح الكندي ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ؛

عن علي : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم غدير خمّ يقول : اللهم من كنت مولاه؟

قال : فقام اثنا عشر رجلا كلّهم من أهل بدر ، فمنهم زيد بن أرقم ، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

__________________

٤ ـ أورده المؤلف في تاريخ الإسلام ٣ / ٦٣٢ موجزا على عادته.

وأخرج نحوه الحافظ ابن عقدة في كتاب الموالاة : « حدّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي قال : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا سلمة بن الفضل وهارون بن المغيرة عن الجرّاح الكندي عن أبي إسحاق عن عبد خير قال : حضرنا عليّا أنشد الناس في الرحبة ... فقام اثنا عشر رجلا كلّهم من اهل بدر فيهم زيد بن أرقم فشهدوا ... ».

وأخرجه أبو طالب في أماليه عن الحسين بن هارون الضبي عن ابن عقدة ( تيسير المطالب ص ٤٨ ).

وأخرجه ابن المغازلي ٢٧ بإسناده عن سلمة بن الفضل الأبرش.

١٧

٥ ـ أبو سعيد الأشج ثنا العلاء بن سالم العطّار عن يزيد بن أبي زياد عن [ ابن ] أبي ليلى قال :

أنشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ، الحديث.

٦ ـ أخبرناه المسلم بن علان ـ كتابة ـ أنبأنا ابو اليمن الكندي ، أنبأنا

__________________

٥ ـ أخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار اصبهان ٢ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ بإسناده عن أبي سعيد الأشج.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر رقم ٥٠٦ بعدة أسانيد عن أبي سعيد الأشجّ ، ويأتي لفظ الحديث في الرقم الآتي.

٦ ـ الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٦ في ترجمة يحيى بن محمد الأخباري وفيه : « حدّثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج حدثنا العلاء بن سالم العطار ... » وما بين المعقوفين منه وفيه بدل يقول ذلك : « يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

وكذلك أخرجه الحافظ أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ بإسناده عن الأشجّ به.

لخّصه الذهبي ، وأخرجه الخطيب أيضا في المتّفق والمفترق في الجزء ١٤ ق ٧ في ترجمة العلاء بن سالم.

وأخرجه شمس الدين الجزري في أسنى المطالب ص ٣ عن عمر بن الحسن المراغي عن يوسف بن يعقوب الشيباني عن أبي اليمن الكندي ... ثم قال :

« هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير المؤمنين علي وهو متواتر أيضا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير ... » ثم سمى نحوا من ثلاثين صحابيا ممن رووه ثم قال :

١٨

أبو منصور القزّاز ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ محمد بن عمر بن بكير ، أنبأ أبو عمر يحيى بن عمر الأخباري في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الضبعي ، ثنا الأشجّ ، عن العلاء بن سالم ، عن يزيد بن أبي زياد.

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى [ قال ] سمعت عليّا ـ بالرحبة ـ ينشد الناس من سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه )؟

فقام اثنا عشر بدريّا فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك.

٧ ـ عبد الله بن أحمد وأبو يعلى الموصلي قالا : ثنا القواريري عن يونس بن أرقم عن يزيد بن أبي زياد بهذا.

٨ ـ محمد بن الصباح الدولابي ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، عن يزيد بهذا.

__________________

« وصحّ عن جماعة ممن يحصل القطع بخبرهم ، ويثبت أيضا أنّ هذا القول كان منه صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم وذلك في خطبة خطبها النبي صلّى الله عليه وسلّم في حقّه ذلك اليوم وهو الثامن عشر من ذي الحجة ... ».

٧ ـ مسند أحمد ١ / ١١٩ ورقم ٩٦١ من رواية ابنه عبد الله ، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ، يونس بن أرقم الكندي البصري ، قال البخاري في الكبير ٤ / ٢ / ٤١٠ : كان يتشيع ، سمع يزيد بن أبي زياد ، معروف الحديث ، وهذا توثيق ، وذكره ابن حبّان في الثقات [ ٩ / ٢٩٠ ].

وهو في مسند أبي يعلى برقم ٥٦٧ وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٥. وقال : « رواه عبد الله وأبو يعلى ، ورجاله وثّقوا ».

٨ ـ وأخرجه أحمد بن حنبل ، ثنا محمد بن عبد الله الزبيري ، ثنا ربيع بن أبي صالح ، حدثني

١٩

فهذه طرق صالحة إلى يزيد ، وما هو بالقوي! رأيتهم يحسّنون حديثه ، وما

__________________

يزيد بن أبي زياد ... وفيه : « فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا ».

وأخرجه أبو علي الصواف في الجزء الثالث من فوائده عن عبد الله بن أحمد عن أبيه.

ويزيد بن أبي زياد أبو عبد الله القرشي الكوفي من رجال مسلم والأربعة والبخاري تعليقا ، وثّقه ابن سعد وابن شاهين ويعقوب بن سفيان وأحمد بن صالح المصري ، وعن أبي داود : لا أعلم احدا ترك حديثه.

ترجمته في طبقات ابن سعد ٦ / ٣٤٠ والمعرفة والتاريخ ٢ / ٨١ وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٢٩ وترجم له المؤلف في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٩ وتاريخ الاسلام ٥ / ٣١٣ والعبر ١ / ١٧٨ والكاشف ٦٤١١ وقال فيه : « شيعي ، عالم ، فهم ، صدوق ، ردىء الحفظ ، لم يترك ، مات ١٣٧ ».

وقد تابعه على حديثه هذا مسلم بن سالم فيما أخرجه المحاملي في الجزء الثاني من أماليه ق ٨٧ : حدثنا عبد الأعلى قال حدّثنا مالك بن إسماعيل ، عن جعفر بن زياد الأحمر ، عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ...

وأخرجه البزّار في مسنده ج ١ ق ٥٧ ب حدثني يوسف بن موسى قال : أنبأنا مالك ابن إسماعيل ... كشف الأستار ٢٥٤٣.

وتابعه أيضا سماك بن عبيد بن الوليد العنسي ، وهو الحديث الآتي رقم ٩ وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي وهو الآتي برقم ١٠ وأخرجه الحافظ الدارقطني ، عن عمرو بن عبد الله وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر ٥١٠.

وقال المؤلف في تاريخ الاسلام ٢ / ١٩٧ : « وروى يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن ابي ليلى أنه سمع عليا ينشد الناس ... وله طرق اخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدّق بعضها بعضا ».

٢٠