رسالة طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه »

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

رسالة طرق حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه »

المؤلف:

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي


المحقق: السيّد عبد العزيز الطباطبائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-7990-06-5
الصفحات: ١٦٠

قال : تذكر رجلا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم من المهاجرين ، ولا أقدر أن اغيّر ، وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [ حين أراد المسير ] إلى تبوك أو غيره وخلفه عليّ ، فقال : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي.

وقال : لأدفعنّ الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فاستشرف لها أصحابه ، فدفعها إلى عليّ.

وكان عليّ في غزاة ، فأتى بريدة فقال : يا رسول الله إنّ عليا فعل كذا وكذا! فقال : يا بريدة أحق ما تقول أم من موجدة؟ قال : من موجدة! قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

ص ٤٨ ط بيروت ج ١١ هذا اسناد صالح ، رواه في الخصائص.

٥٧ ـ ويروى عن الحكم بن عتيبة ، عن مصعب ، عن أبيه ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه ، الحديث.

__________________

معاوية سبّ عليا وشتمه ولعنه كما هو صريح روايات اخرى ولم يستطع سعد أن يغير فبكى.

وقد ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنّ سباب المؤمن فسق وقتاله كفر. ثم في أمير المؤمنين عليه‌السلام خاصة ورد النص عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن سبّه سبّه وحربه حربه صلّى الله عليه وسلّم ، وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّ بغض علي علامة النفاق. وقد اجتمعت هذه الخلال كلّها في عدو الله ورسوله وعدوّ الإسلام وابن عدوّه ، فقد كان فيه بغض عليّ عليه‌السلام أشدّ ما يكون وقاتله وسبّه ولعنه وأمر بسبّه ولعنه ، وقد انتقى لذلك على شاكلته من المنافقين وأعداء الإسلام ، فنصبهم ولاة البلاد وأمرهم بلعن أمير المؤمنين عليه‌السلام على المنابر ، وأن يأمروا الناس بذلك!

٦١

٥٨ ـ ويروى عن حصين بن مخارق ، عن أبي حيّان التيمي ، عن مجمع بن يعقوب التيمي ، عن مصعب بن سعد.

٥٩ ـ ويروى عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن ربيعة الجرشي أنّ سعدا ، الخبر.

٦٠ ـ ويروى عن موسى الجهني ، عن مصعب ، نحوه.

٦١ ـ قال محمّد بن جرير الطبري في المجلد الثاني من كتاب غدير خمّ له ، وأظنّه بمثل جمع هذا الكتاب نسب إلى التشيع! فقال :

حدّثني محمّد بن حميد الرازي ، ثنا زافر بن سليمان ، ثنا إسرائيل ، عن عبد الله ابن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة قال :

قلت لسعد : هل شهدت لعليّ منقبة؟! قال : شهدت له أربع مناقب ، لأن تكون لي إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ـ وذكر الراية ، وبعثه ببراءة ، وسد الأبواب غير بابه ـ قال :

ورأيت يوم غدير خمّ أخذ بيد عليّ فرفعها حتى نظرنا إلى بياض إبطهما فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

والخامسة ، خلفه في غزاة تبوك ، فقالت قريش : استثقله! فجاء فقال : إنّي خارج معك! زعمت قريش انّك استثقلتني! فقال : هل منكم من أحد إلاّ له حامّة من أهله؟ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

قلت : ابن حميد واه ، وزافر مختلف فيه ، والحديث له علّة!

__________________

٥٨ ـ في الاصل : أبي حنّان ، والصحيح ما أثبتناه وهو يحيى بن سعيد بن حيّان ابو حيّان التيمي الكوفي من تيم الرباب من رجال الصحاح الستة كلّها توفي ١٤٥ راجع تهذيب التهذيب ١١ / ٢١٤.

٦٢

٦٢ ـ قال ابن جرير : ثنا سليمان بن عبد الجبار ، ثنا علي بن قادم ، أنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن مالك قال : لقيت سعدا ، فذكر نحوا منه. ابن شريك وإن كان من جند المختار فقد تاب ، وثّقه أحمد [ و] ابن معين.

العباس

لم يصح

٦٣ ـ حسين بن حسن الأشقر ، عن منصور بن أبي الأسود ، عن الأجلح ، عن أبي الضحى ، عن العباس بن عبد المطلب [ قال ] قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

هذا منقطع ، والأشقر قال البخاري : فيه نظر!

الحسين

ما صح عنه

٦٤ ـ ابن عقدة الحافظ في « جمع طرق هذا الحديث » قال : ثنا الفضيل بن يوسف الجعفي ، نا سعيد بن عثمان ، حدّثني محمد بن [ عليّ بن ] الحسين ، ثنا أبي ، عن أبيه * انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر يوم غدير خمّ بدوحات فقممن ، ثم

__________________

(*) في المخطوط : عن جدّه وهو غلط ، فمحمّد بن عليّ بن الحسين هو الامام الباقر حفيد

٦٣

حمد الله وأثنى عليه ، ثم أخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، الحديث.

هذا إسناد مظلم غير صحيح.

زيد

بن أرقم ثابت عنه

٦٥ ـ أبو عوانة ، عن الأعمش ، ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : لمّا رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع ، ونزل غدير خمّ ، أمر بدوحات فقممن ، ثم قال :

كأنّي دعيت فأجبت ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

ثم قال : إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن ، ثم أخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

فقلت لزيد بن أرقم : سمعته من رسول الله؟! فقال : ما كان في الدوحات أحد الاّ رآه بعينيه وسمعه باذنيه.

هذا إسناد قوي ، أخرجه س *.

__________________

الحسين عليه‌السلام ، والحديث حديث الحسين عليه‌السلام رواه الباقر عن أبيه عليّ زين العابدين عن أبيه الحسين عليهم‌السلام.

(*) س اي النسائي ، أخرجه في سننه ، قال ابن كثير ٥ / ٢٠٩ : وقد روى النسائي في سننه ، عن محمّد بن المثنّى ، عن يحيى بن حمّاد ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ... وقال : قال

٦٤

__________________

شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح.

وكرّره ابن كثير في ٥ / ٢١٢ وقال : وقد تقدّم.

وأخرجه النسائي في خصائص عليّ ٧٩ ، وفي فضائل الصحابة ٤٥ ، عن محمّد بن المثنّى ... وخرجه محقّقه على مصادر منها المختارة للضياء المقدسي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ١٥٥٥ : حدّثنا ابو مسعود الرازي ، حدّثنا زيد بن عوف ، حدّثنا أبو عوانة ... وفيه : أحدهما أكبر من الآخر ، وفيه : ما كان في الركاب [ أحد ] إلاّ قد سمعه باذنيه ورآه بعينيه ، قال الأعمش : فحدّثنا عطية ، عن أبي سعيد بمثله.

وأخرجه ابن أبي عاصم أيضا برقم ١٣٦٥ ، عن أبي موسى ، عن يحيى بن حمّاد موجزا!

وأخرجه البلاذري ٤٨ والبزّار ( كشف الأستار ٢٥٣٩ ) بإسنادهما ، عن أبي عوانة.

وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وأورده الذهبي في تلخيص المستدرك ساكتا عليه.

وأخرجه الطبراني في الكبير ٤٩٦٩ بإسناده ، عن ابي عوانة وسعيد بن عبد الكريم ابن سليط الحنفي ، عن الأعمش باختلاف يسير ، وبرقم ٤٩٧٠ بطريقين ، عن شريك ، عن الأعمش ...

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ بإسنادين ، عن أبي عوانة ... وفي آخره : وذكر الحديث بطوله. ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله!

٦٥

٦٦ ـ غندر ، ثنا شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، وعوف الأعرابيّ ، عن ميمون ، عن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ألستم تعلمون [ أنّي ] أولى بكم بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه؟ فإني من كنت مولاه فهذا مولاه ، وأخذ بيد عليّ.

زاد شعبة ، عن ميمون قال : فحدّثني بعض القوم ، عن زيد أنّ رسول الله

__________________

٦٦ ـ غندر هو محمد بن جعفر المدني البصري المتوفى ١٩٣ ثقة عند الجميع من رجال الصحاح الستة كلها ، والحديث أورده المؤلف في تاريخ الاسلام في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ٢ / ١٩٥ وفي طبعة دار الكتاب العربي ص ٦٢٩ وفيه : « وقال غندر حدثنا شعبة ، عن ميمون ابي عبد الله ، عن زيد بن ارقم ان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح ».

واخرجه احمد في المسند ٤ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣ عن غندر ، عن شعبة ، عن ميمون ... باختلاف في اللفظ.

واخرجه النسائي في خصائص علي عليه‌السلام ٨٤ ، عن قتيبة بن سعيد ، عن ابن ابي عدى ، عن عوف ... وفيه : قالوا : بلى نحن نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال : فاني من كنت مولاه ...

وأورد ابن كثير ٥ / ٢١٢ هذا الحديث والحديث التالي عن احمد وقال : هذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن ، وقد صحح الترمذي بهذا السند حديثا في الريث.

__________________

وأورده المؤلف ( الذهبي ) في تلخيص المستدرك ووافق الحاكم فسكت عليه.

وقال أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد ٢ / ١٩٢ : ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ مطولا بأسانيد تنتهي إلى يحيى بن حمّاد ... وصحّحه على شرط الشيخين ، ولم يتعقّبه الذهبي بإقرار ولا إنكار ، خلافا لعادته ، إذ لم يستطع أن يجد علّة في إسناده.

٦٦

صلّى الله عليه وسلّم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

هذا حديث حسن.

٦٧ ـ رواه ابو عوانة ، عن مغيرة ، عن أبي عبيدة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد نحوه.

٦٨ ـ ثنا أبو إسرائيل الملائي ، ثنا الحكم بن عتيبة ، عن أبي سلمة ، عن زيد ابن أرقم بنحوه هذه رواية عبيد بن اسحاق الضبي ، عن الملائي.

٦٩ ـ وقال عبد العزيز بن محمّد الأزدي ، انا أبو إسرائيل ، عن الحكم ، عن

__________________

٦٧ ـ أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣٧٢ وفي فضائل الصحابة ١٠١٧ وفي مناقب عليّ ١٣٩ ، عن عفّان ، عن أبي عوانة.

وأورده المؤلف في تاريخ الاسلام ٢ / ١٩٥ طبعة القدسي وص ٦٢٩ طبعة دار الكتاب العربي وقال : هذا حديث صحيح.

وأخرجه البزّار في مسنده ق ١١٧ ب عن إبراهيم بن هاني ، عن عفّان ... كشف الأستار ٢٥٣٧ ولفظه : نزلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بواد يقال له وادي خمّ ، فأذن بالصلاة فصلى بهجير ثم خطبنا وظلل على رسول الله بثوب على شجرة من الشمس فقال : ألستم تعلمون أو تشهدون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فإنّ عليّا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

ثم قال البزار : قلت : روى الترمذي [٣٧١٣] من هذا كله : من كنت مولاه فعليّ مولاه!

وأورده ابن حجر في زوائد مسند البزّار ص ٢٦٥ وقال : روى الترمذي بعضه!

وأخرجه الطبراني في الكبير ٥٠٩٢ عن زكريا بن حمدويه ، عن عفان.

٦٩ ـ أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٧٠ ، عن أسود بن عامر ، عن أبي إسرائيل بهذا الإسناد ،

٦٧

أبي سليمان المؤذن ، قال : قال زيد بن أرقم.

المؤذن مجهول ، والملائي واه ، ومر غير حديث في ترجمة علي.

٧٠ ـ ثنا محمّد بن الوليد البسري ، ثنا غندر ، ثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل

__________________

ولفظه قال : استشهد عليّ الناس ، فقال : أنشد الله رجلا سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟

قال : فقام ستة عشر رجلا فشهدوا.

وأخرجه أبو بكر الشافعي في الجزء الثاني من الفوائد الغيلانيات : حدّثنا محمّد بن سليمان بن الحارث ، نا عبيد الله بن موسى ، نا أبو إسرائيل ... وفيه : فشهدوا وكنت فيهم. وأورده عنه ابن كثير ٧ / ٣٤٦.

وأخرجه أبو القاسم هبة الله بن الحصين في الجزء الثاني من أماليه ، عن ابن غيلان ، عن أبي بكر الشافعي ... ثم قال : هذا حديث صحيح المتن وإسناده عال.

وأخرجه ابن المغازلي ٣٣ بإسناده ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن أبي إسرائيل ... وفيه : وكنت أنا ممن كتم فذهب بصري.

٧٠ ـ أخرجه القاضي المحاملي في أماليه ج ١ ق ٧٥ / أ ، عن محمّد بن الوليد البسري بالإسناد واللفظ.

وفيه : قال سعيد بن جبير : وأنا قد سمعت مثل هذا ، عن ابن عباس.

وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٩٥٩ وفي مناقب عليّ ٨٢ ، عن محمّد بن جعفر وهو غندر ... وفيهما.

فقال سعيد بن جبير : وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس ، قال محمّد ، أظنّه قال فكتمه! وقال محقّق فضائل الصحابة : إسناده صحيح.

أقول : قال محمّد أي غندر ، والضمير في أظنّه وقال يرجع إلى شعبة وفي فكتمه إلى زيد بن أرقم ، وأبو سريحة بفتح السين حذيفة بن اسيد الغفاري.

٦٨

سمع أبا الطفيل يحدّث ، عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم ـ شك شعبة ـ قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

٧١ ـ ثنا حسان بن إبراهيم الكرمانيّ ، ثنا محمّد بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي الطفيل سمع زيد بن أرقم مرفوعا مثله مطولا.

__________________

وأخرجه الترمذي ، عن محمّد بن جعفر ( غندر ) بالإسناد واللفظ برقم ٣٧١٣ وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقد روى شعبة هذا الحديث ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم.

٧١ ـ المستدرك ٣ / ١٠٩ ـ ١١٠ وأخرج قبله الحديث الذي تقدّم برقم ٦٥ وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! شاهده حديث سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما حدّثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا : أنبأ محمّد بن أيّوب ، ثنا الأزرق بن عليّ ، ثنا حسّان بن إبراهيم الكرمانيّ ... ولفظه :

نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس ، دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشية فصلى ، ثم قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ ، فقال ما شاء الله أن يقول ، ثم قال :

أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال :

أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ـ ثلاث مرات ـ قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين. انتهى.

أقول : وأورده الذهبي في تلخيصه ثم قال : قلت : لم يخرجا لمحمّد ، وقد وهّاه السعدي!

٦٩

أخرجه الحاكم في مستدركه ، لكن محمّدا ضعيف.

٧٢ ـ ابن جرير ، ثنا محمّد بن خلف ، حدّثني عبد الرحمن بن صالح ، ثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، ثنا أبو إسحاق ، عن البرّاء وزيد بن أرقم قالا : كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خمّ ، ونحن نرفع غصن الشجرة ، عن رأسه ، فقال :

إنّ الصدقة لا تحلّ لي ولا لأهل بيتي ، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، الحديث إلى أن قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

موسى متروك.

٧٣ ـ ثنا أبو نعيم ، ثنا كامل أبو العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى ابن جعدة ، عن زيد بن أرقم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعليّ يوم غدير خمّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

__________________

٧٣ ـ أخرجه الطبري ، عن أحمد بن حازم ، عن أبي نعيم ... كما في تاريخ ابن كثير ٥ / ٢١٢.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ١٣٦٤ ، عن ابن أبي شيبة ، عن أبي نعيم الفضل ابن دكين بالإسناد واللفظ ، وليس فيه يحيى بن جعدة بل يرويه حبيب ، عن زيد مباشرة ، وقد تقدّم برقم ٦٥ من رواية حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد ابن أرقم. وهذا أيضا أخرجه ابن أبي عاصم برقم ١٣٦٥.

والحديث أورده المؤلف في تاريخ الاسلام في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧ من طبعة القدسي وص ٦٣٢ من طبعة دار الكتاب العربي.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ٢٤٤ في ترجمة كامل بن العلاء الكوفي ، نا عبيد العطّار ، نا كامل قال : أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلّم : ما بعث الله نبيا إلاّ عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله! رواه إلى هنا إيعازا إلى حديثه هذا وحذف الباقي!

٧٠

هذا إسناد حسن قويّ ، فإنّ كاملا وثّقه ابن معين ، وقال النسائي : ليس بقويّ.

٧٤ ـ ثنا عمّار بن خالد ، ثنا إسحاق الأزرق ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ،

__________________

٧٤ ـ في المخطوطة : عمّار بن رجاء ، وأخرجه الطبراني في الكبير ٥٠٧١ حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عمّار بن خالد ...

وهو الصحيح : وهو عمّار بن خالد بن يزيد أبو الفضل التمّار الواسطي المتوفى ٢٦٠ من شيوخ النسائي وابن ماجة ، ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب ٧ / ٣٩٩ وقال : روى عن ... وإسحاق بن يوسف الأزرق ... وعنه النسائي وابن ماجة ... ومحمّد بن جرير الطبري ... قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي بواسط وكان ثقة صدوقا ... وذكره ابن حبّان في الثقات ...

وأخرجه الطبراني أيضا في الكبير ٥٠٦٩ بإسناد آخر ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ...

وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣٦٨ وفي فضائل الصحابة ٩٩٢ وفي مناقب عليّ ١١٦ ، عن ابن نمير ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ... وفيه مقدمة وهي : أتيت زيد بن أرقم فقلت له : إن ختنا لي حدّثني عنك بحديث في شأن عليّ يوم غدير خمّ ، فانا أحبّ أن أسمعه منك ، فقال : إنّكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم! فقلت له : ليس عليك منّي بأس!

قال : نعم ، كنّا بالجحفة ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد عليّ فقال : أيها الناس ...

وأخرجه الطبري ، وأخرجه من طريقه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار في الطيوريّات ( انتخاب الحافظ السلفي ) في الجزء الخامس ق ٨٧ ب : أخبرنا أحمد بن محمّد بن مقسم المقري ، نا محمّد بن جرير الطبري ، نا محمّد بن عبيد المحاربي ، نا

٧١

عن عطية العوفي سمع زيد بن أرقم يقول : خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال :

يا أيها الناس ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟. قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه.

عطية ضعيف ، ومرّ لزيد في ترجمة عليّ.

__________________

عبد الرحمن بن محمّد بن عبيد الله العزرمي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ... من قوله :

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذ بعضد عليّ رضي‌الله‌عنه يوم غدير خمّ بأرض الجحفة ثم قال : يا أيها الناس ...

وعطية بن سعد العوفي من رجال البخاري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة. وإنّما ضعّفوه لحبّه عليّا ، كتب الحجاج الى محمّد بن القاسم أن يعرضه على سب عليّ! فإن لم يفعل فاضربه اربعمائة سوط واحلق لحيته! فاستدعاه فأبى أن يسب فأمضى حكم الحجاج فيه ( تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٦ ) ولو كان ممن يسبّ عليّا لكان من أوثق الناس عند هؤلاء! وعلى فرض ضعفه فله متابعون كثيرون منهم : أبو الطفيل وأبو ليلى الكندي وأبو هارون العبدي وميمون أبو عبد الله وثوير بن أبي فاخته وأبو الضحى وأنيسة بنت زيد بن أرقم.

راجع كنموذج لما ذكرنا المعجم الكبير للطبراني ج ٥ ، الارقام ٥٠٦٦ ، ٥٠٦٨ ، ٥٠٩٢ ، ٥١٢٨ ، ٤٩٨٣ ، ٥٠٩٦.

وقوله : مرّ لزيد في ترجمة عليّ عليه‌السلام هو ما تقدم برقم من رواية الطبري بإسناده ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم.

٧٢

بريدة

صح عنه

٧٥ ـ شهاب بن عباد وعبد الرزّاق بن همام ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن بريدة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت وليّه فعليّ وليّه.

هذا غريب عن سفيان بن عيينة! رواه [ ابن ] جرير ، عن إبراهيم بن أحمد الهمداني ، عن شهاب.

٧٦ ـ ورواه الطبراني ، عن أحمد بن إسماعيل الأصبهاني العابد ، عن أحمد ابن الفرات ، عن عبد الرزّاق.

٧٧ ـ ثنا أبو معاوية ووكيع ، ثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن

__________________

٧٥ ـ وأخرجه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ٢٣ ، حدّثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا العباس بن علي النسائي ، ثنا محمّد بن خلف ، ثنا حسين الأشقر ، ثنا ابن عيينة ... ولفظه : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

٧٦ ـ الطبراني في المعجم الصغير ١ / ٧١ ، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان ١ / ١٢٦ ، عن الطبراني بهذا الإسناد.

٧٧ ـ أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٥٨ و ٣٦١ وفي فضائل الصحابة ٩٤٧ وفي مناقب

٧٣

بريدة ، عن أبيه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت وليّه فعليّ وليّه.

٧٨ ـ ثنا أبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ، ثنا عبد الملك بن أبي غنيّة ، ثنا

__________________

علي عليه‌السلام ٧٠ وابن أبي شيبة ٢١١٤ ، عن وكيع ، به وابن أبي عاصم ١٣٥٤ ، عن ابن أبي شيبة ...

وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٥٠ ، عن أبي معاوية بهذا الإسناد ولفظ أطول وفيه : من كنت وليّه فعليّ وليّه.

وأخرجه النسائي في خصائص عليّ عليه‌السلام ٨٠ ، عن محمّد بن العلاء ، عن أبي معاوية ، وقال محقّقه : إسناده صحيح.

وأخرجه الروياني في مسنده ج ١٧ ق ١٥ / أ ، عن عمرو بن عليّ ، عن أبي معاوية ... من كنت وليّه فإنّ عليّا وليّه.

وأخرجه البزّار في مسنده ، عن محمّد بن المثنّى ، عن أبي معاوية ( كشف الأستار ٢٥٣٥ ).

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ٦٩٣٠ بإسناده : عن أبي معاوية ـ وقال محققه : إسناده صحيح على شرط مسلم ـ و ٦٩٣١ ، وأخرجه الحسن بن عرفة العبدي ، عن الأعمش. أورده ابن كثير ٧ / ٣٤٣ قال : والمحفوظ في هذا رواية أحمد ، عن وكيع ... من كنت مولاه فعليّ وليّه ، ورواه أحمد أيضا والحسن بن عرفة ، عن الأعمش به ، ورواه النسائي ، عن أبى كريب ، عن أبي معاوية به.

وأورده المؤلف في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ الإسلام ص ٦٢٩.

٧٨ ـ أخرجه ابن أبي شيبة ١٢١٨١ ، وأحمد في المسند ٥ / ٣٤٧ ، وفي فضائل الصحابة ٩٨٩ ، وفي مناقب عليّ ١١٣ ، عن الفضل بن دكين وهو أبو نعيم هذا باختلاف يسير.

وأخرجه النسائي في خصائص علي عليه‌السلام ٨٢ ، وفي فضائل الصحابة ٤٢ ، عن أبي داود ، عن أبي نعيم.

٧٤

الحكم بن عتيبة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

عن بريدة قال : خرجت مع عليّ إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة! فقدمت على النبي صلّى الله عليه وسلّم فذكرت [ عليّا ] فتنقصته! فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتغير وجهه وقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

__________________

وأخرجه البزّار في مسنده ( كشف الاستار ٢٥٣٣ ) والنسائي في الخصائص ٨١ كلاهما ، عن محمّد بن المثنّى ، عن أبي أحمد ، عن عبد الملك بن أبي غنية ...

وأخرجه البزّار بإسناد آخر ، عن سعيد بن جبير ( كشف الاستار ٢٥٣٤ ).

وأخرجه البلاذري ٤٩ ، عن الحسين بن علي العجلي ، عن أبي نعيم ، ورواه أبو نعيم الأصفهاني في ذكر أخبار أصبهان ٢ / ١٢٩ بإسناده ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين بلفظ موجز.

وأخرجه ابن الأعرابي في معجم شيوخه ق ٢١٦ ب بإسناد آخر ، عن سعيد بن جبير.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١١٠ وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه وأورده الذهبي في تلخيصه ووافقه عليه.

وأورده ابن كثير ٥ / ٢٠٩ ، عن أحمد والنسائي وقال : هذا إسناد جيّد قويّ ، رجاله كلّهم ثقات ، وكرّره في ٧ / ٣٤٣ قائلا : قال الحاكم وغير واحد ، عن سعيد بن جبير ...

وأخرجه ابو بشر سمويه في الجزء الثالث من فوائده ، والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية تحت عنوان من حديث أبي محمد الجوهري ج ٣ ق ١٩ بإسناده ، عن سعيد ابن جبير.

وأورده البوصيري في إتحاف السادة ق ٥٦ قال : رواه أبو بكر ابن أبي شيبة والبزّار والنسائي في الكبرى والحاكم وصحّحه ، وابن المغازلي ٣٦ بإسناده ، عن أبي نعيم.

٧٥

٧٩ ـ ورواه معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه عن بريدة.

٨٠ ـ ويروى عن الأجلح ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه.

٨١ ـ ويروى عن صالح بن ميثم ، عن بريدة.

ولفظ محمّد بن فضيل ، عن الأجلح ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع خالد ، وبعث مع عليّ جيشا آخر ، وقال : إن التقيتما فعليّ على الناس ، فذكر الحديث ، وفيه : عليّ وليّكم بعدي.

وهو حديث ثابت عن بريدة.

أبو هريرة

له طرق

٨٢ ـ أبو يعلى الموصلي ، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، ثنا شريك ، عن أبي

__________________

٧٩ ـ عبد الرزّاق في المصنّف ١١ / ٢٢٥ رقم ٢٠٣٨٨ ، عن معمر ، وأحمد في فضائل الصحابة ١٠٠٧ ، وفي مناقب عليّ ١٢٩ ، عن عبد الرزّاق وفيها كلّها ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : لما بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم عليّا إلى اليمن ، خرج بريدة الأسلمي معه ، فعتب على عليّ في بعض الشيء! فشكاه بريدة إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وليس فيها : ( عن بريدة ). والطبراني في الأوسط ٣٤٨ بإسناده عن عبد الرزّاق.

٨٠ ـ وأخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣٥٦ ، عن ابن نمير ، عن أجلح الكندي ... وفيه : فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لا تقع في علي ، فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي.

٨٢ ـ هذا لفظ ابن أبي شيبة في المصنّف ١٢١٤١ نقل منه هذا المقدار وحذف الباقي! ففيه :

٧٦

__________________

فقال الشاب : أنا منك بريء ، أشهد أنّك قد عاديت من والاه ، وواليت من عاداه! قال : فحصبه الناس بالحصا!

حذف الذهبي هذا تحفظا على كرامة الذين عادوا من والى ووالوا من عادى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكلّهم إلى اليوم من هذا النمط! فكم ضعّفوا خلقا لا لذنب سوى أنّهم والوا أمير المؤمنين عليه‌السلام ووثّقوا خلقا عادوه وحاربوه.

وكنموذج لذلك راجع تهذيب التهذيب ٧ / ٤٥٠ ترجمة عمر بن سعد تجد فيه « وهو تابعي ثقة : وهو الذي قتل الحسين!! » والذهبي احد هؤلاء ، راجع ميزانه تجده خفف كفّة خلق لولائهم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ورجّح كفّة قوم عادوه وأبغضوه من شيعة آل أبي سفيان وأذنابهم!

وأما لفظ أبي يعلى في مسنده ١١ / ٣٠٧ رقم ٦٤٢٣ فليس فيه « فقال نعم » وإنما فيه « قال : أشهد أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

وأورده ابن كثير ٥ / ٢١٣ ، عن أبي يعلى ... ثم قال : ورواه ابن جرير [ الطبري ] ، عن أبي كريب ، عن شاذان ، عن شريك به.

تابعه إدريس الأودي ، عن أخيه أبي يزيد ـ واسمه داود بن يزيد ـ [ وهو الحديث الآتي برقم ٨٤ ] ثم قال : ورواه ابن جرير أيضا من حديث إدريس وداود ، عن أبيهما ، عن أبي هريرة ، فذكره. انتهى.

وأخرجه البزّار ، عن عليّ بن شبرمة ، عن شريك ، عن داود الأودي ، عن أبيه عن أبي هريرة وفيه : إنّ رجلا أتاه فقال : انشدك بالله إن سألتك عن حديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحدّثني به؟! انشدك بالله أسمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال :

٧٧

يزيد الأودي ـ واسمه داود بن يزيد ـ عن أبيه ، قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شاب فقال : انشدك بالله أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقال : نعم.

٨٣ ـ رواه محمّد بن خالد بن عبد الله الواسطي ـ أحد الهلكى ـ عن شريك ، عن داود ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، إلى : فعليّ مولاه ، ثم [ قال ] قال شريك : زاد الكذابون بالكوفة! : اللهم وال من والاه.

فهذا التفصيل والقول من شريك ليس بصحيح عنه ، ومحمّد بن خالد قد وهّاه جماعة ، وهو متّهم في هذا النقل ، فإنّ أبا بكر حافظ العراق قد رواه ، عن شريك سياقا واحدا.

وكذا رواه مسروق بن المرزبان وعليّ بن حكيم والأسود بن عامر ، عن

__________________

اللهم نعم. ( كشف الأستار ٢٥٣١ ).

وأخرجه ابن ابي شيبة في المصنف ١٢١٤١ ، والبزار في المسند ( كشف الأستار ٥٣١ ).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة امير المؤمنين عليه‌السلام بالأرقام ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، ٥٧٤.

واخرجه الحافظ الطبراني ، وعنه في مجمع الزوائد.

واخرجه المبارك بن عبد الجبار في الطيوريات ج ٩ ق ١٦٠ ب.

واخرجه الذهبي في كتاب الغدير ( جزء في حديث من كنت مولاه ) بالارقام ٨٢ ـ ٨٨ ، والبوصيري في اتحاف السادة ج ٣ ق ٥٦ / أ.

وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية ٣٩٥٨ ، وفي مختصر زوائد مسند البزار ١٩٠٣.

٧٨

شريك وقد تقدّم بأسانيد قوية ، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

وداود بن يزيد عن أبيه ، قد حسّن له الترمذي غير حديث ، وما هو بالقويّ.

٨٤ ـ ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، ثنا اصبغ بن الفرج ، ثنا عليّ بن عابس ، عن داود بن يزيد ، عن أبيه قال :

قدم علينا معاوية ، فنزل النخيلة ، فدخل أبو هريرة المسجد بالكوفة ، فكان يقصّ على الناس ويذكّرهم! فقام إليه شابّ فقال : يا أبا هريرة نشدتك بالله أنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعليّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : اللهم نعم.

علي هذا ضعيف من قبل حفظه.

٨٥ ـ ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا عكرمة بن ابراهيم ، حدّثني إدريس بن يزيد

__________________

٨٤ ـ علي بن عابس الأسدي من رجال الترمذي ، وقد تابعه شريك وغيره.

والذي يبدو أن معاوية كان قد أتى الكوفة وبعث جهاز إعلامه شيخ المضيرة يقوم في مسجد الكوفة يمجّده ويثني عليه ويحرّض الناس على إكرامه وتبجيله ، ولعله نال من أمير المؤمنين عليه‌السلام أيضا حسب الأوامر الصادرة مما أثار حفيظة هذا الشاب ، فقام إليه وجابهه بهذا الحجاج فأفحمه ، وإلاّ فمجرد القصص والتذكير لا ينتهي إلى مثل هذا ، لكن التاريخ يقصّ علينا الوقائع بصيغة محوّرة ممسوخة بحيث لا يشوه سمعة الحكّام ولا يضرّ بمصالحهم.

٨٥ ـ أخرجه الطبراني في الأوسط ١١١٥ ، عن أحمد بن عبد الرحمن الحراني ، عن النفيلي بهذا الإسناد وبلفظ : عن أبي هريرة أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وأخرجه البزّار بإسناده ، عن منصور بن أبي الأسود ، عن داود وإدريس ، عن

٧٩

الأودي ، أخبرني أبي قال : كنت جالسا عند ابي هريرة ، فجاء شاب فقال : أنشدك الله ، فذكر نحوه.

عكرمة ضعّفه النسائي وغيره. ولم يترك.

٨٦ ـ ثنا هيّاج بن بسطام ـ أحد المتروكين ـ عن يزيد بن كيسان ، عن أبي

__________________

أبيهما ، عن أبي هريرة.

ح ووجدت في كتابي : عن محمّد بن مسكين ، عن عبد الله بن يوسف ، ثنا عكرمة ابن ابراهيم ، عن إدريس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة. ( كشف الأستار ٢٥٣٢ ).

وأخرجه الطبري عن الأخوين قال ابن كثير ٥ / ٢١٣ ، ورواه ابن جرير أيضا من حديث إدريس وداود ، عن أبيهما ، عن أبي هريرة فذكره.

وأخرجه المبارك بن عبد الجبار في الطيوريّات ج ٩ ق ١٦٠ ب بإسناده ، عن أبي إدريس الأودي ، عن أخيه داود بن يزيد ، عن أبيهما ...

٨٦ ـ أخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة هيّاج بن بسطام ص ٢٥٩٣ ، وأخرجه الحافظ ابن عساكر ٥٧٠ من طريق ابن عدي ، وحذف منه وعاد من عاداه!

وأخرجه محمّد بن طلحة النعالي المتوفى ٤١٣ في جزء من حديثه الموجود في المجموع ٢١ من مجاميع الظاهرية في الورقة ١٢٨ ب ، قال : حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز ، ثنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان ، ثنا إسماعيل بن عيسى العطّار ، ثنا هيّاج بن بسطام باللفظ الموجود هنا في المتن.

وكان في المخطوط : هيّاج بن بسطام ـ أحد المتروكين ـ عن سفيان ، عن يزيد بن كيسان ، وليس في شيء من المصادر ( عن سفيان ) وإنّما يرويه هيّاج ، عن يزيد.

وفي ترجمة هيّاج من تهذيب التهذيب ١١ / ٨٨ روى ، عن حميد الطويل ... ويزيد ابن كيسان وجماعة ... فراجعه فقد وثّقه جماعة ، وراجع ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٨٠ ولذلك حذفنا كلمة عن سفيان ، فكأنّه سهو من النساخ ، فقد أورده الذهبي

٨٠