الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

السيّد علي الحسيني الميلاني

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٧

قلت : المعنى إنه بينّ كل شيء من أمور الدين حيث كان نصاً على بعضها ، وإحالة على السنّة حيث أمر باتّباع رسول الله عليه وسلّم وطاعته ، وقال ( وما ينطق عن الهوى ) وحثاً على الاجماع في قوله ( يتبع غير سبيل المؤمنين ) وقد رضي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأُمته اتّباع أصحابه والاقتداء بآثاره في قوله : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وقد اجتهدوا وقاسوا ووطئوا طريق القياس والاجتهاد ، فكانت السنة والاجماع والقياس مستندة إلى تبيين الكتاب ، فمن ثمّ كان تبياناً لكلّ شيء (١).

وقوله : وقد رضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ إلى قوله ـ اهتديتم ، لم يقل ذلك رسول الله صلّى اله عليه وسلّم وهو حديث موضوع لا يصح بوجه عن رسول الله.

قال الحافظ أبو محمد بن أحمد بن حزم في رسالته ( إبطال الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد ) ما نصه : وهذا خبر مكذوب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مما في أيدي العامة ترويه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : إنما مثل أصحابي كمثل النجوم ـ أو كالنجوم ـ بأيّها اقتدوا اهتدوا.

وهذا كلام لم يصح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، رواه عبدالرحيم بن زيد العمّي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبدالرحيم ، لأن أهل العلم سكتوا عن الرواية لحديثه. والكلام أيضاً منكر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يثبت ، والنبي صلّى الله عليه وسلّم لا يبيح الاختلاف من بعده من أصحابه. هذا نص كلام البزار.

قال ابن معين : عبدالرحيم بن زيد كذّاب ليس بشيء ، وقال البخاري هو متروك.

__________________

(١) هذا كلام الزمخشري في الكشاف ٢/٦٢٨.

٤٨١

رواه أيضاً حمزة الجزري. وحمزة هذا ساقط متروك » (١).

ترجمة أبي حيان

يوجد الثناء البالغ عليه في : الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٤/٣٠٢ وفوات الوفيات ٢/٥٥٥ وبغية الوعاة ١/٢٨٠ ـ ٢٨١ والبدر الطالع ٢/٢٨٨ وطبقات القراء ٢/٢٨٥ ونفح الطيب ٣/٢٨٩ وشذرات الذهب ٦/١٤٥ ـ ١٤٦ والنجوم الزاهرة ١٠/١١١ وغيرها.

قال ابن العماد :

« الامام أثير الدين أبو حيان نحوي عصره ولغويّه ومفسّره ومحدّثه ومقريه ومؤرّخه وأديبه.

أكبّ على طلب الحديث وأتقنه وشرع فيه وفي التفسير والعربية والقراءات والأدب والتاريخ ، واشتهر اسمه وطار صيته وأخذ عنه أكابر عصره وتقدّموا في حياته.

قال الصفدي : لم أره قط إلاّ يسبّح أو يشتغل أو يكتب أو ينظر في كتاب ، وكان ثبتاً قيّماً ، عارفاً باللغة ، وأمّا النحو والتصريف فهو الامام المطلق فيهما ، خدم هذا الفن أكثر عمره ، حتى صار لا يدركه أحد في أقطار الأرض فيها ، وله اليد الطولى في التفسير والحديث وتراجم الناس ومعرفة طبقاتهم خصوصاً المغاربة.

وقال الأدفوي : كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة ».

١٣ ـ شمس الدين الذهبي (٧٤٨)

وقدح الحافظ الذهبي في حديث النجوم في مواضع عديدة من ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ).

__________________

(١) البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ٥/٥٢٧ ـ ٥٢٨.

٤٨٢

منها : عند ترجمة جعفر بن عبدالواحد الهاشمي القاضي ، فإنه قال بعد أن نقل كلمات العلماء فيه :

« ومن بلاياه : عن وهب بن جرير عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : أصحابي كالنجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى » (١).

ومنها : عند ترجمة زيد العمّي حيث قال بعد إيراد الحديث : « فهذا باطل » (٢).

ترجمة الذهبي

ترجم له في كافة المراجع الرجالية بالاطراء البالغ والثناء العظيم كالدرر الكامنة ٣/٣٣٦ ـ ٣٣٨ وطبقات الشافعية ٥/٢١٦ وفوات الوفيات ٢/٣٧٠ ـ ٣٧٢ والبدر الطالع ٢/١١٠ ـ ١١٢ والوافي بالوفيات ٢/١٦٣ ـ ١٦٨ وشذرات الذهب ٦/١٥٣ والنجوم الزاهرة ١٠/١٨٢ وطبقات القراء ٢/٧١ وغيرها.

قال ابن تغرى بردى :

« الشيخ الامام الحافظ المؤرخ صاحب التصانيف المفيدة شمس الدين أبو عبدالله الذهبي الشافعي ـ رحمه‌الله تعالى ـ أحد الحفاظ المشهورة.

سمع الكثير ، ورحل البلاد ، وكتب وألّف ، وصنّف وأرّخ ، وصحّح وبرع في الحديث وعلومه ، وحصّل الأصول وانتقى ، وقرأ القراءات السبّع على جماعة من مشايخ القرءات ».

١٤ ـ تاج الدين ابن مكتوم (٧٤٩)

لقد قدح تاج الدين ابن مكتوم القيسي في حديث النجوم ، إذ استشهد

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١/٤١٣.

(٢) ميزان الاعتدال ٢/١٠٢.

٤٨٣

بكلام شيخه أبي حيّان الآنف الذكر ناقلاً نصّه عن ( البحر المحيط ) في كتابه ( الدر اللقيط من البحر المحيط ) (١).

ترجمة ابن مكتوم

أثنى عليه كلّ من ترجم له ، راجع : الدرر الكامنة ١/١٧٤ وحسن المحاضرة ١/٤٧ وطبقات القرّاء ١/٧٠ والجواهر المضيّة في طبقات الحنفيّة ١/٧٥ وغيرها.

قال السيوطي :

« أحمد بن عبدالقادر بن أحمد بن مكتوم تاج الدين أبو محمد القيسي ، جمع الفقه والنحو واللغة ، وصنّف تاريخ النحاة ، والدرّ اللقيط من البحر المحيط.

ولد في ذي الحجة سنة ٦٨٢ ، ومات سنة ٧٤٩ ».

١٥ ـ ابن قيم الجوزية (٧٥١)

وقدح شمس الدين ابن القيم في حديث النجوم ، حيث قال في ردّ المقلّدين وأدلتهم :

« الوجه الخامس والأربعون : قولهم : يكفي في صحّة التقليلد الحديث المشهور : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.

جوابه من وجوه :

أحدها : إنّ هذا الحديث قد روي من طريق الأعمش عن أبي سفيان بن جابر ، ومن حديث سعيد بن المسيب عن ابن عمر ، ومن طريق حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر.

ولا يثبت شيء منها.

__________________

(١) الدر اللقيط من البحر المحيط : المطبوع على هامش البحر المحيط ٥/٥٢٧.

٤٨٤

قال ابن عبدالبر : حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد : إن أبا عبدالله بن مفرح حدّثهم ثنا محمد بن أيوب الصّموت قال : قال لنا البزار : وأمّا ما يروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم فهذا الكلام لا يصح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم » (١).

ترجمة ابن القيم

له تراجم ضافية في كثير من الكتب أمثال : الدرر الكامنة ٣/٤٠٠ ـ ٤٠٣ والبدر الطالع ٢/١٤٣ ـ ١٤٦ والوافي بالوفيات ٢/٢٧٠ ـ ٢٧٢ وبغيه الوعاة ١/٦٢ ـ ٦٣ وتاريخ ابن كثير ١٤/٢٣٤ وغيرها.

قال ابن كثير في حوادث سنة ٧٥١ :

« وفي ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقت أذان العشاء توفي صاحبنا الشيخ الامام العلاّمة شمس الدين إمام الجوزية وابن قيّمها.

سمع الحديث واشتغل بالعلم وبرع في علوم متعددة لا سيّما علم التفسير والحديث والأصلين ، وكان حسن القراءة والخلق ، كثير التودّد ، لا يحسد أحداً ولا يؤذيه ولا يستغيبه ولا يحقد على أحد ».

١٦ ـ الزين العراقي (٨٠٦)

قال الحافظ الزين العراقي ما نصّه :

« حديث أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم : رواه الدار قطني في ( الفضائل ) وابن عبدالبر في ( العلم ) من طريقه من حديث جابر وقال : هذا إسناد لا تقوم به حجّة ، لأن الحارث بن غصين مجهول.

ورواه عبد بن حميد في ( مسنده ) من رواية عبدالرحيم بن زيد العمّي عن

__________________

(١) إعلام الموقعين ٢/٢٢٣.

٤٨٥

أبيه عن ابن المسيب عن ابن عمر. قال البزار : منكر لا يصح.

ورواه ابن عدي في ( الكامل ) من رواية حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن نافع عن ابن عمر بلفظ : فأيهم أخذتم بقوله ـ بدل اقتديتم ـ وإسناده ضعيف من أجل حمزة فقد أتّهم بالكذب.

ورواه البيهقي في ( المدخل ) من حديث عمر ومن حديث ابن عباس بنحوه ، ومن وجه آخر مرسلاً وقال : متنه مشهور وأسانيده ضعيفة لم يثبت في هذا إسناد.

قال البيهقي : ويؤدّي بعض معناه حديث أبي موسى : النجوم أمنة لأهل السماء ـ وفيه ـ : أصحابي أمنة لأُمتي الحديث. رواه مسلم » (١).

ترجمة الزين العراقي

تجد ترجمته في كافة المعاجم مع الثناء البالغ عليه ، أنظر منها : طبقات القراء ١/٣٨٢ والضوء اللاّمع ٤/١٧١ ـ ١٧٨ والبدر الطالع ١/٣٥٤ و ٣٥٦ وشذرات الذهب ٧/٥٥ ـ ٥٦.

قال ابن العماد في حواديث سنة ٨٠٦ :

« وفيها : الحافظ زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي الشافعي ، حافظ العصر ... ».

١٧ ـ ابن حجر العسقلاني (٨٥٢)

قال الحافظ شهاب الدين ابن الحجر العسقلاني ما نصه :

« حديث أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.

__________________

(١) تخريج أحاديث المنهاج ، عنه في عبقات الأنوار. وسيأتي تضعيفه لما أسنده البيهقي في المدخل من حديث ابن عباس المشتمل على حديث الاختلاف.

٤٨٦

الدار قطني في ( المؤتلف ) من رواية سلام بن سليم عن الحارث ابن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً ، وسلام ضعيف.

وأخرجه في ( غرائب مالك ) من طريق حميد بن زيد عن مالك عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جابر في أثناء حديث وفيه : فبأيّ قول أصحابي أخذتم اهتديتم ، إنما مثل أصحابي مثل النجوم من أخذ بنجم منها اهتدى ، وقال : لا يثبت عن مالك ، ورواته دون مالك مجهولون.

ورواه عبد بن حميد والدار قطني في ( الفضائل ) من حديث حمزة الجزري عن نافع عن ابن حمزة. وحمزة اتهموه بالوضع.

ورواه القضاعي في ( مسند شهاب ) من حديث أبي هريرة ، وفيه جعفر بن عبدالواحد الهاشمي ، وقد كذّبوه.

ورواه ابن طاهر من رواية بشر بن الحسن عن الزبيري عدي عن أنس ، وبشر كان متهماً أيضاً.

وأخرجه البيهقي في ( المدخل ) من رواية جويبر عن الضحاك عن ابن عباس. وجويبر متروك ، ومن رواية جويبر عن جوّاب بن عبيدالله مرفوعاً. وهو مرسل.

قال البيهقي : هذا المتن مشهور وأسانيده كلّها ضعيفة.

وروى في ( المدخل ) أيضاً عن ابن عمر : سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى إليّ يا محمّد أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ بشيء ممّا هو عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى. وفي اسناده عبدالرحيم بن زيد العمّي. وهو متروك » (١).

__________________

(١) الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف المطبوع بهامش الكتاب ، ٢/٦٢٨.

٤٨٧

ترجمة ابن حجر

ترجم له بكل تكريم وتعظيم في : حسن المحاضرة ١/٣٦٣ ـ ٣١٦٦ والبدر الطالع ١/٨٧ ـ ٩٢ والضوء اللامع ٢/٣٦ ـ ٤٠ وشذرات الذهب ٨/٢٧٠ ـ ٢٧٣ وغيرها.

قال السيوطي :

« إمام الحفّاظ في زمانه ، قاضي القضاء ، إنتهت إليه الرّحلة والرياسة في الحديث في الدنيا باسرها ، فلم يكن في عصره حافظ سواه.

وألّف كتباً كثيرة كشرح البخاري ، وتعليق التعليق ، وتهذيب التهذيب ، وتقريب التهذيب ، ولسان الميزان ، والاصابة في الصحابة ، نكت ابن الصلاح ، ورجال الأربعة وشرحها ، والألقاب ... ».

١٨ ـ ابن الهمام (٨٦١)

لقد صرّح ابن الهمام ـ وهو من أكابر أئمة الحنفية ـ بأنّ حديث النجوم لم يعرف (١).

ترجمة ابن الهمام

ترجم له مع التجليل والاحترام في البدر الطالع ١/٢٠١ ـ ٢٠٢ وحسن المحاضرة ١/٤٧٤ وبغية الوعاة ١/١٦٦ ـ ١٦٩ وهدية العارفين ٢/٢٠١ والتيسير في شرح التحرير ١/٣ ـ ٤ وشذرات الذهب ٧/٢٩٨ وغيرها.

قال ابن العماد في حوادث سنة ٨٦١ :

« وفيها : كمال الدين محمد بن عبدالواحد بن عبدالحميد بن مسعود

__________________

(١) التحرير بشرح أمير بادشاه الحسيني ٣/٢٤٣ ، في مبحث الاجماع.

٤٨٨

السيواسي ثم الاسكندري المعروف بابن الهمام الحنفي الامام العلاّمة.

قال في بغية الوعاة : كان علاّمة في الفقه والأصول والنحو والتصريف والمعاني والبيان والتصوف والموسيقي وغيرها ، محققاً جدلياً نظّاراً ، وكان يقول : لا أقلّد في المقولات أحداً ... ».

١٩ ـ ابن أمير الحاج (٨٧٩)

لقد أوضح ابن أمير الحاج وهن حديث النجوم حيث قال :

« ( وبمعارضته ) أي : وأجيب أيضاً بمعارضة كل منهما ( بأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وخذوا شطر دينكم عن الحميراء ) أي عائشة وإنْ خالف قول الشيخين او الأربعة ( إلاّ أنّ الأول ) أي : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديم ( لم يعرف ) بناء على قول ابن حزم في رسالته الكبرى : مكذوب موضوع باطل ، وإلاّ فله طرق من رواية عمر وابنه وجابر وابن عباس وأنس بألفاظ مختلفة أقربها إلى اللفظ المذكور ما أخرج ابن عدي في ( الكامل ) وابن عبد البر في ( بيان العلم ) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها ، فأيّهم أخذتم بقوله اهتديتم. وما أخرج الدار قطني وابن عبدالبر عن جابر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أصحابي في أمتي مثل النجوم فبأيّهم اقتديتم اهتديتم.

نعم لم يصح منها شيء ، ومن ثمة قال أحمد : حديث لا يصح ، والبزار : لا يصح هذا الكلام عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.

إلاّ أن البيهقي. قال في كتاب ( الاعتقاد ) رويناه في حديث موصول بإسناد غير قوي ، وفي حديث آخر منقطع ، والحديث الصحيح يؤدي بعض معناه وهو حديث أبي موسى المرفوع ... » (١).

__________________

(١) التقرير والتحبير في شرح التحرير ، وانظر التيسير في شرح التحرير ٣/٢٤٣ ـ ٢٤٤

٤٨٩

ترجمة أمير الحاج

ترجم له كبار العلماء بكل إطراء ، راجع : الضوء اللامع ٩/٢١٠ وشذرات الذهب ٦/٣٢٨ والبدر الطالع ٢/٢٥٤ وغيرها.

قال ابن العماد :

« شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن الحسن المعروف بابن أمير الحاج الحلبي الحنفي عالم الحنفية بحلب وصدرهم.

كان إماماً عالماً مصنّفاً ، صنّف التصانيف الفاخرة الشهيرة وأخذ عنه الأكابر ، وافتخروا بالانتساب إليه ، وتوفي بحلب في رجب عن بضع وخمسين سنة ».

٢٠ ـ السخاوي (٩٠٢)

وقال السخاوي الحافظ حول هذا الحديث ما نصه :

« حديث اختلاف أمتي رحمة. البيهقي في ( المدخل ) من حديث سليمان بن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مهما أوتيتم من كتاب الله فالعلم به لا عذر لأحدٍ في تركه ، فإنْ لم يكن في كتاب الله فبسنة مني ماضية ، فإنْ لم تكن سنة مني فما قال أصحابي ، إنّ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيّما أخذتم به اهتديتم واختلاف أمتي رحمة.

ومن هذا الوجه أخرج الطبراني والديلمي في مسنده بلفظ سواء. وجويبر ضعيف ، والضحاك عن ابن عباس منقطع » (١).

__________________

(١) المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ٢٦/٢٧.

٤٩٠

ترجمة السخاوي

تجد ترجمته في أكثر الكتب الرجالية والتاريخية أمثال : شذرات الذهب ٨/١٥ ـ ١٧ ومفاكهة الخلاّن ١/١٧٨ والضوء اللامع ٨/٢ ـ ٣٢ والبدر الطالع ٢/١٨٤ والنور السافر ص١٦ وغيرها.

قال ابن العماد في حوادث سنة ٩٠٢.

« وفيها : الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي.

برع في الفقه والعربية والقراءات والحديث والتاريخ ، وشارك في الفرائض والحساب والتفسير وأصول الفقه والميقات وغيرها.

وأما مقروءاته ومسموعاته فكثيره جداً لا تكاد تحصر.

وأخذ عن جماعة لا يحصون يزيدون على أربعمائة نفس ، وأذن له غير واحد بالافتاء والتدريس والاملاء ، وسمع الكثير على شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وانتهى إليه علم الجرح والتعديل ، حتى قيل : لم يكن بعد الذهبي أحد سلك مسلكه ».

٢١ ـ ابن أبي شريف (٩٠٦)

وقد قدح ابن أبي شريف الشافعي في حديث النجوم ناقلاً عن شيخه ابن حجر العسقلاني ، كما ستعرف ذلك من كلام المناوي إن شاء الله تعالى.

ترجمة ابن أبي شريف

تجد ترجمته الضافية في : الضوء اللامع ٩/٦٤ ـ ٦٧ والبدر الطالع ٢/٢٤٣ ، ٢٤٤ والأنس الجليل ٢/٢٨٨ ومفاكهة الخلاّن ١/١٢٦ ، ١٧٥ ، ٢١١ وشذرات الذهب ٨/٢٩ وغيرها.

٤٩١

قال ابن العماد :

« كمال الدين أبو المعالي محمد بن الأمير ناصر الدين محمد ابن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي الشافي المري سبط الشهاب العميري المالكي الشهير بابن عوجان.

الشيخ الامام شيخ الاسلام ملك العلماء الأعلام ».

٢٢ ـ جلال الدين السيوطي (٩١١)

وأخرجه الحافظ جلال الدين السيوطي في ( الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ) واضعاً عليه الحرف « ض » وهو رمز الضعف (١).

ترجمة السيوطي

وتوجد ترجمته الضافية في حسن المحاضرة ١/٣٣٥ ، ٣٤٤ والبدر الطالع ١/٣٢٨ ، ٣٣٥ وشذرات الذهب ٨/٥١ ، ٥٥ ومفاكهة الخلاّن ١/٢٩٤ ، وغيرها.

قال ابن العماد في حوادث سنة ٩١١ :

« وفيها : الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي ، المسند المحقّق المدقق صاحب المؤلّفات الفائقة النافعة.

قال تلميذه الداودي : كان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه ... »

٢٣ ـ علي المتقي (٩٧٥)

وقدح الشيخ علي المتقي الهندي في حديث النجوم في ( كنز العمال ) و ( منتخب كنز العمال ) (٢) حيث نقل فيهما تضعيف الحافظ السيوطي.

__________________

(١) الجامع الصغير بشرح المناوي ٤/٧٦.

(٢) كنز العمال ٦/١٣٣ ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد.

٤٩٢

ترجمة المتقي

ترجم له بكل تفخيم وتعظيم في النور السافر ٣١٥ ـ ٣١٩ وسبحة المرجان ٣٤ وشذرات الذهب ٨/٣٧٩ وأبجد العلوم ٨٩٥ وغيرها.

قال ابن العماد :

« علي المتقي بن حسام الدين الهندي ثم المكي ، كان من العلماء العالمين وعباد الله الصالحين ، على جانب عظيم من الورع والتقى والاجتهاد في العبادة ورفض السوى ، وله مصنفات عديدة ومقامات كثيرة ، وتوفي بمكة المشرفة بعد مجاورته بها مدّةً طويلة ».

٢٤ ـ علي القاري (١٠١٤)

وقال الشيخ علي القاري المكي ما نصّه :

« قال ابن الديبع : إعلم أن حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، أخرجه ابن ماجة ، كذا ذكره الجلال السيوطي في ( تخريج أحاديث الشفاء ) ولم أجده في سنن ابن ماجة بعد البحث عنه.

وقد ذكره ابن حجر العسقلاني في ( تخريج أحاديث الرافعي ) في باب أدب القضاء ، وأطال الكلام عليه وذكر أنّه ضعيف واه ، بل ذكر عن ابن حزم : إنه موضوع باطل.

لكن ذكر عن البيهقي أنه قال : إن حديث مسلم يؤدّي بعض معناه ـ يعني قوله صلّى الله عليه وسلّم : النجوم أمنة للسماء .. الحديث ـ قال ابن حجر : صدق البيهقي هو يؤدّي صحة التشبيه للصحابة بالنجوم ، أما في الاقتداء فلا يظهر ، نعم يمكن أن يتلمح ذلك من معنى الاهتداء بالنجوم.

قلت : الظاهر إن الاهتداء فرع الاقتداء.

قال : وظاهر الحديث إنما هو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض الصحابة

٤٩٣

من طمس السنن وظهور البدع وفشو الجور في أقطار الأرض. انتهى.

وتكلّم على هذا الحديث ابن السبكي في ( شرح ابن الحاجب ) الأصلي في الكلام على عدالة الصحابة ولم يعزه لابن ماجة ، وذكره في ( جامع الأصول ) ولفظه عن ابن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : سألت ربي ... الحديث إلى قوله : اهتديتم ، وكتب بعده : أخرجه. فهو من الأحاديث التي ذكره رزين في ( تجريد الأصول ) ولم يقف عليها ابن الأثير في الأصول المذكورة ، وذكره صاحب ( المشكاة ) وقال : أخرجه رزين » (١).

ترجمة القاري

توجد ترجمة القاري في : خلاصة الأثر ٣/١٨٥ والبدر الطالع ١/٣٥٥ ـ ٤٤٦ وكشف الظنون ٢/١٧٠٠ وغيرها.

قال المحبي :

« علي بن محمد سلطان الهروي المعروف بالقاري الحنفي نزيل مكة وأحد صدور العلم ، فرد عصره ، الباهر السمت في التحقيق وتنقيح العبارات ، وشهرته كافية عن الاطراء في وصفه.

إشتهر ذكره ، وطار صيته ، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة التأدية ، المحتوية على الفوائد الجليلة.

منها شرحه على المشكاة في مجلدات ، وهو أكبرها وأجلّها ».

٢٥ ـ المناوي (١٠٢٩)

وقال المناوي بشرح الحديث : ( سألت ربي فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي ... ) ما نصه :

__________________

(١) المرقاة في شرح المشكاة ٥/٥٢٣. كما اعترف بضعفه في شرح الشفاء وأورده أيضا في الموضوعات.

٤٩٤

« السجزي في كتاب ( الابانة عن أصول الديانة ) وابن عساكر في ( التاريخ ) عن عمر بن الخطاب.

قال ابن الجوزي في ( العلل ) : هذا لا يصح.

وفي ( الميزان ) : هذا الحديث باطل. إنتهى.

وقال ابن حجر في ( تخريج المختصر ) : حديث غريب سئل عنه البزار فقال : لا يصح هذا الكلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. انتهى.

وقال الكمال ابن أبي شريف : كلام شيخنا ـ يعني ابن حجر ـ يقتضي أنه مضطرب. وأقول : ظاهر صنيع المصنف أن ابن عساكر خرّجه ساكتاً عليه ، والأمر بخلافه فإنّه تعقّبه بقوله : قال ابن سعد : زيد العمي أبو الحواري ، كان ضعيفاً في الحديث. وقال ابن عدي : عامة ما يرويه عنه ضعفاء » (١).

ترجمة المناوي

ترجم له مع الاطراء والاحترام في : خلاصة الأثر ٢/٤١٢ ـ ٤١٦ والبدر الطالع ١/٣٥٧ والأعلام ٨/٧٥ ـ ٧٦ وغيرها.

قال المحبي :

« عبدالرؤف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الملقّب بزين الدين الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي.

الامام الكبير الحجة الثبت القدوة ، صاحب التصانيف السائرة وأجل أهل عصره من غير ارتياب.

وكان إماماً فاضلاً زاهداً عابداً قانتاً الله خاشعاً له كثير النفع ، وكان متقرباً بحسن العمل مثابراً على التسبيح والأذكار صابراً صادقاً ، وكان يقتصر يومه وليلته على اكلة واحدة من الطعام.

__________________

(١) فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٤/٧٦.

٤٩٥

وقد جمع من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاصره ... ».

٢٦ ـ الشهاب الخفاجي (١٠٩٦)

وقد أذعن الشيخ شهاب الدين الخفاجي في ( شرح الشفاء ) بضعف حديث النجوم (١) ثم جعل يدافع عن القاضي عياض ، رداً على من اعترض عليه إخراجه هذا الحديث في ( الشفاء ) بصيغة الجزم وهو شارحه أبوذر الحلبي.

ترجمة الخفاجي

جاءت ترجمته الضافية في : خلاصة الأثر ١/٣٣١ ـ ٣٤٣ وريحانة الألباء ٢٧٢ ـ ٣٠٩ والأعلام ١/٢٢٧ ـ ٢٢٨ وغيرها من المصادر الرجالية.

قال المحبي :

« الشيخ احمد بن محمد بن عمر قاضي القضاة الملقّب بشهاب الدين الخفاجي المصري الحنفي صاحب التصانيف السائرة ، وأحد أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وبراعته ، وكان في عصره بدر سماء العلم ونير أفق النثر والنظم ، رأس المؤلفين ورئيس المصنفين ، سار ذكره سير المثل ، وطلعت أخباره طلوع الشهب في الفلك ، وكل من رأيناه أو سمعنا به ممن أدرك وقته معترفون له بالتفرد في التقرير والتحرير وحسن الانشاء ، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعى ذلك ، مع أن في الخلق من يدعي مال ليس فيه.

وتآليفه كثيرة وممتعة مقبولة ، وانتشرت في البلاد ... ».

__________________

(١) نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ٤/٤٢٣ ـ ٤٢٤.

٤٩٦

٢٧ ـ القاضي البهاري (١١١٩)

وقال القاضي محب الله البهاري عند نفي حجية إجماع الشيخين أو الخلفاء الأربعة:

« قالوا : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.

وعليكم سنتي ... الحديث.

قلنا : خطاب للمقلدين وبيان لأهلية الاتباع ، لأنّ المجتهدين كانوا يخالفونهم ، والمقلدين قد يقلّدون غيرهم.

أما المعارضة : بأصحابي كالنجوم. وخذوا شطر دينكم عن الحميراء كما في ( المختصر ) : فتدفع بأنهما ضعيفان » (١).

ترجمة البهاري

توجد ترجمته في : سبحة المرجان في علماء هندوستان ٧٦ ـ ٧٨ وأبجد العلوم ٩٠٥ وكشف الظنون ، وهدية العارفين ، وإيضاح المكنون ، والاعلام ٦/١٦٩.

قال الزركلي :

« محبّ الله بن عبد الشكور البهاري الهندي. قاض ، من الأعيان من أهل بهار ، وهي مدينة عظيمة شرقي بورب بالهند.

مولده في موضع يقال له كره بفتحتين ، ولّي قضاء لكنهو ، ثم قضاء حيدر آباد الدكن ، ثم ولّي صدارة ممالك الهند ، ولقّب بفاضل خان ، ولم يلبث أن توفي.

من كتبه : مسلم الثبوت في أصول الفقه ، والجوهر الفرد رسالة ، وسلّم العلوم في المنطق ».

__________________

(١) مسلم الثبوت بشرح الأنصاري ٢/٢٤١.

٤٩٧

٢٨ ـ القاضي الشوكاني (١٢٥٠)

وقال القاضي الشوكاني في مبحث الاجماع :

« وهكذا حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، يفيد حجية قول كلّ واحد منهم.

وفيه مقال معروف ، لأن في رجاله عبدالرحيم العمّي عن أبيه ، وهما ضعيفان جداً ، بل قال ابن معين : إن عبدالرحيم كذّاب ، وقال البخاري متروك ، وكذا قال أبو حاتم.

وله طريق أخرى فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : لا يساوي فلساً ، وقال ابن عدي : عامة مروياته موضوعة.

وروى أيضاً من طريق : جميل بن زيد ، وهو مجهول » (١).

ترجمة الشوكاني

ترجم له في : البدر الطالع ٢/٢١٤ ـ ٢٢٥ وأبجد العلوم ٨٧٧ والأعلام ٧/١٩٠ ـ ١٩١ وغيرها.

قال الزركلي :

« محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني :

فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن ، من أهل صنعاء ولد بهجره شوكان ( من بلاد خولان باليمن ) ونشأ بصنعاء ، وولّي قضاءها سنة ١٢٢٩ ومات حاكماً بها ، وكان يرى تحريم التقليد. له ١١٤ مؤلّفاً ... ».

__________________

(١) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ٨٣.

٤٩٨

٢٩ ـ صديق حسن خان (١٣٠٧)

واكتفى صديق حسن خان في مسألة عدالة الصحابة حيث ذكر هذا الحديث بالقول :

« وقوله : أصحابي كالنجوم ، على مقال فيه معروف » (١).

ترجمة الصديق حسن

توجد ترجمته في : الأعلام ٧/٣٦ ـ ٣٧ وأبجد العلوم ٩٣٩ وإيضاح المكنون ١/١٠ وغيرها.

قال الزركلي :

« محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القونجي أبو الطيب.

من رجال النهضة الاسلامية المجدّدين ، ولد ونشأ في قنوج بالهند ، وتعلّم في دهلي ، وسافر إلى بهوبال طلباً للمعيشة ففاز ثروة وافرة.

قال في ترجمة نفسه : ألقى عصا الترحال في محروسة بهوبال ، فأقام بها ، وتوطّن وتموّل واستوزر وناب وألّف وصنّف.

وتزوّج بملكة بهوبال ، ولقّب بنواب عالي الجاه أمير الملك بهادر.

له نيف وستّون مصنفاً بالعربية والفارسية والهندية ».

* * *

ويجب أن ننبه هنا على أن ذكر هؤلاء العلماء لم يكن على سبيل الحصر ، وإنما كان على سبيل التمثيل ، إذ أنّ هناك علماء كثيرين غيرهم يصرحون بضعف حديث

__________________

(١) حسن المأمول من علم الأصول ص ٥٦.

٤٩٩

النجوم منهم :

ابن الملقّن.

وابن تيمية.

والجلال المحلي.

وأبو نصر السجزي

وأبوذر الحلبي.

وأحمد بن قاسم العبادي.

والسبكي.

وابن امام الكاملية صاحب منهاج الأُصول.

والمولوي نظام الدين صاحب صبح صادق في شرح المنار.

وولده المولوي عبدالعلي بحر العلوم صاحب شرح مسلّم الثبوت.

ومن العلماء المتأخرين :

محمد ناصر الدين الألباني (١).

والسيد محمد بن عقيل العلوي.

بل يمكن أن نقول : إن رأي كافة العلماء ، من القدماء والمتأخرين ـ الذين يجوزون الخطأ على الصحابة ، ولا يذهبون إلى عدالتهم وعصمتهم أجمعين ، وقد تقدم ذكر بعضهم في « التمهيد » ...

* * *

__________________

(١) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

(٢) النصائح الكافية لمن يتولى معاوية.

٥٠٠