رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

الشيخ محمّد تقي التستري

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

المؤلف:

الشيخ محمّد تقي التستري


المحقق: مؤسّسة النشر الإسلامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٢٣

ثمان عشرة.

وقال الكليني والنوبختي والشيخان والفضل بن دكين وابن سنان ـ على رواية ابن الخشّاب ـ سنة أربع عشرة (١) ورواه الأوّل عن أبي بصير عن الصادق عليه‌السلام. وعليه المعوّل.

وأمّا وفاة الصادق عليه‌السلام

فقال الكليني والشيخان والنوبختي : انّه في شوّال (٢).

وقال في الإعلام في النصف من رجب (٣). ولا عبرة به وإن قال به الميبدي في فواتحه (٤) مثل ما في الجنّات : من كونه في ٢٥ شوّال (٥) لعدم الوقوف على مستند له.

وأمّا سنته : فاتّفقت الخاصّة والعامّة أنّ سنة ثمان وأربعين ومائة (٦).

وأمّا وفاة الكاظم عليه‌السلام

فلا خلاف أنّه في رجب ، لكن قال الكليني في سادسه (٧).

وقال في التهذيب : لستّ بقين منه (٨).

وروى العيون بإسناده خبرا عن غياث بن اسيد عن جماعة من مشايخ أهل المدينة أنّه مضى في خامسه (٩) وآخر بإسناده الصحيح عن سليمان بن حفص

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٦٩ ، فرق الشيعة : ٦١ ، الإرشاد : ٢٦٢ ، التهذيب ٦ : ٧٧ ، وعن الفضل بن دكين وابن سنان في كشف الغمّة ٢ : ١٢٠ و ١٣٦.

(٢) الكافي ١ : ٤٧٢ ، الإرشاد : ٢٧١ ، التهذيب ٦ : ٧٨.

(٣) إعلام الورى : ٢٦٦.

(٤) شرح ديوان الإمام عليّ عليه‌السلام : ١٢٣ س ٧.

(٥) يعني جنّات الخلود ، تاريخ فارسيّ حاو لتواريخ المعصومين عليهم‌السلام وغيرهم.

(٦) الكافي ١ : ٤٧٢ ، الإرشاد : ٢٧١ ، الفصول المهمّة : ٢٣٠ ، كفاية الطالب : ٤٥٦.

(٧) الكافي ١ : ٤٧٦.

(٨) التهذيب ٦ : ٨١.

(٩) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٩٩ ، الباب ٨ ، ح ٤.

٤١

لخمس ليال بقين منه (١). وبه قال الشيخان في المسارّ والمصباح (٢).

وأمّا سنته : فلا خلاف في أنّه سنة ثلاث وثمانين ومائة. ورواه الكليني عن أبي بصير (٣) والعيون في الخبرين المتقدّمين. ونقله عيون المعجزات عن كتاب وصايا عليّ بن محمّد بن زياد الصيمري (٤) وأنّه روي من جهات صحيحة.

هذا وروى الكليني وفاته عليه‌السلام عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير (٥). والظاهر زيادة « عن ابن مسكان عن أبي بصير » لموتهما في زمن الكاظم عليه‌السلام صرّح بالأوّل النجاشي (٦) وبالثاني هو والشيخ (٧) ورواه كشف الغمّة (٨).

وأمّا وفاة الرضا عليه‌السلام

فاختلف في شهره وسنته ، حتّى صرّح الكليني بالاختلاف (٩) ولم يتعرّض الشيخ لشهره (١٠) فكأنّه توقّف.

وقال الكليني والمفيد في الإرشاد : في صفر (١١) ولم يعيّنا يومه. ونقله العيون عن السلامي في كتابه الّذي صنّفه في أخبار خراسان (١٢).

وقال النوبختي : في آخره (١٣).

وعن الكفعمي في سابع عشره (١٤).

وقال المفيد في المسارّ : في اليوم الثالث والعشرين (١٥).

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٠٤ ، الباب ٨ ، ح ٧.

(٢) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٩ ، مصباح المتهجّد : ٨١٢.

(٣) الكافي ١ : ٤٨٦.

(٤) نقله عنهما في البحار ٤٨ : ٢٤٧.

(٥) الكافي ١ : ٤٨٦.

(٦) رجال النجاشي : ٢١٥ ، الرقم ٥٥٩.

(٧) رجال النجاشي : ٤٤١ ، الرقم ١١٨٧ ، رجال الطوسي : ٣٢١ ، الرقم ٤٧٩٢.

(٨) كشف الغمّة ٢ : ٢٤٩.

(٩) الكافي ١ : ٤٨٦.

(١٠) التهذيب ٦ : ٨٣.

(١١) الكافي ١ : ٤٨٦ ، الإرشاد : ٣٠٤.

(١٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٦٥ ، الباب ٤٠ ، ح ٢٨.

(١٣) فرق الشيعة : ٨٦.

(١٤) مصباح الكفعمي : ٥٢٣.

(١٥) لم نعثر عليه في المسارّ.

٤٢

وقال المسعودي في إثباته : في آخر ذي الحجّة (١).

وروى العيون خبرا عن إبراهيم بن العبّاس أنّه في رجب (٢).

وروى خبرا بإسناده عن عتّاب بن اسيد عن جماعة من أهل المدينة أنّه لتسع بقين من شهر رمضان (٣) ، وبه أفتى (٤) وقال : بعضهم في غرّته (٥).

وقال عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ـ على ما روى النجاشي عنه في أبيه ـ : يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلون من جمادى الاولى (٦).

وأمّا سنته : فقيل في اثنتين ومائتين ، قال به محمّد بن سنان ، كما رواه ابن الخشّاب عنه (٧) والكليني بإسناده عنه (٨). وبه قال المسعودي في إثباته (٩) والطائي المتقدّم.

وقال الكليني والشيخان والنوبختي : في سنة ثلاث ومائتين (١٠). ورواه العيون بإسناده عن إبراهيم بن العبّاس ، وبإسناده عن عتّاب بن اسيد عن جماعة من أهل المدينة ، وأبي عليّ السلامي في كتاب أخبار خراسان (١١).

وأمّا وفاة الجواد عليه‌السلام

فاختلف في شهره ، فقال الكليني وابن عيّاش والشيخ والنوبختي : في آخر ذي القعدة (١٢).

__________________

(١) إثبات الوصيّة : ١٨٢.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٤٥ ، الباب ٦٣ ، ح ٢.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٩ ، الباب ٣ ، ح ١.

(٤) أفتى به في العيون ٢ : ٢٤٥ ، الباب ٦٣ ، ح ٢.

(٥) الدرّ النظيم : ٦٩٣.

(٦) رجال النجاشي : ١٠٠ ، الرقم ، ٢٥٠.

(٧) روى عنه في كشف الغمّة ٢ : ٢٨٤. ولكن فيه : مائتي سنة وستّة.

(٨) الكافي ١ : ٤٩١.

(٩) إثبات الوصيّة : ١٨٢.

(١٠) الكافي ١ : ٤٨٦ ، الإرشاد : ٣٠٤ ، التهذيب ٦ : ٨٣ ، فرق الشيعة : ٨٦.

(١١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٦٥ ، الباب ٤٠ ، ح ٢٨.

(١٢) الكافي ١ : ٤٩٢ ، روى عنه في إعلام الورى : ٣٢٩ ، التهذيب ٦ : ٩٠ ، فرق الشيعة : ٩١.

٤٣

وقال المفيد في ذي القعدة (١).

وقال المسعودي في إثباته ومروجه لخمس : خلون من ذي الحجّة (٢). ونقله الكشف عن محمّد بن سعيد وعن ابن الخشّاب ، نقله عن رواية (٣) وبه قال في عيون المعجزات (٤).

وقال محمّد بن سنان ـ على رواية الحميري في دلائله والكافي وتاريخ بغداد وابن الخشّاب عنه : ـ لستّ خلون منه (٥).

ونقل الكشف عن الحافظ عبد العزيز أنّه في آخره.

وأمّا سنته : فاتّفقوا على أنّه في سنة عشرين ومائتين ، سوى المروج ، فقال : في تسع عشرة ومائتين. ولا عبرة به ، كما أنّه لا عبرة بما نقله أنّه قيل : إنّه توفّي في خلافة الواثق ، مع أنّ أوّل خلافته كان سنة سبع وعشرين عام وفاة المعتصم. فالصحيح أنّه كان في خلافة المعتصم.

وإنّما في تاريخ بغداد : وركب هارون بن أبي إسحاق فصلّى عليه عند منزله في رحبة أسوار بن ميمون ناحية قنطرة البردان.

وأمّا ما رواه العيون في باب وفاة الرضا عليه‌السلام : من أنّه عليه‌السلام قال للمأمون : « أحسن معاشرة أبي جعفر عليه‌السلام ، فإنّ عمري وعمره هكذا ، وجمع بين سبّابتيه » (٦) والمأمون مات في ثمان عشرة ومائتين ، فمحمول على التقريب.

وأمّا وفاة الهادي عليه‌السلام

فاختلف في شهره أيضا ، فقال الشيخان في الإرشاد والتهذيب في رجب وأطلقا (٧).

__________________

(١) الإرشاد : ٣١٦.

(٢) إثبات الوصيّة : ١٩٢ ، مروج الذهب ٣ : ٤٦٤.

(٣) كشف الغمّة ٢ : ٣٤٥ و ٣٦٢.

(٤) نقل عنهما في البحار ٥٠ : ١٧.

(٥) الكافي ١ : ٤٩٧ ، تاريخ بغداد ٣ : ٥٥ ، الرقم ٩٩٧ ، نقل عن ابن الخشّاب في كشف الغمّة ٢ : ٣٦٢.

(٦) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٤١ ، الباب ٦٢ ، ح ١.

(٧) الإرشاد : ٣٣٤ ، التهذيب ٦ : ٩٢.

٤٤

وكذا الحافظ عبد العزيز (١).

وعيّنه في المسارّ والمصباح والنوبختي وابن عيّاش والروضة في ثالثه (٢).

ونقل البحار عن المصباح ـ كما في النسخة ـ نقله عن إبراهيم بن هاشم (٣) ولم أقف عليه في المصباح ، فلعلّ رمزه من تحريف النسخة.

وقال ابن الخشّاب ومحمّد بن طلحة : بخمس ليال بقين من جمادى الآخرة (٤).

وقال الكليني والمسعودي في المروج : لأربع بقين منه ، وكان يوم الاثنين كالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال المسعودي : سمع في جنازته جارية تقول : ما ذا لقينا من يوم الاثنين قديما وحديثا ، ومات عليه‌السلام في خلافة المعتزّ (٥).

وأمّا سنته : فاتّفقوا على أنّه سنة أربع وخمسين ومائتين ، ورواه الخطيب عن سهل بن زياد منّا ، وعن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن عرفة منهم ، ونقل عن الثاني قال : في داره الّتي ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني (٦).

لكن الغريب! أنّ النجاشي روى في أحمد بن عامر عن ابنه عبد الله : أنّه كان سنة أربع وأربعين ومائتين (٧).

وأمّا وفاة العسكري عليه‌السلام

فلا خلاف يعتدّ به أنّه في ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين ، صرّح به الكليني ، والنوبختي ، والمفيد في إرشاده ومواليده ، والحميري ، وابن الخشّاب ، والطبري الإمامي ، والتلّعكبريّ ، وابن حمدان الخطيب ، وابن خزيمة ، ونصر بن

__________________

(١) نقل عن الحافظ عبد العزيز في كشف الغمّة ٢ : ٣٧٦.

(٢) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٨ ، مصباح المتهجّد : ٨٠٥ ، فرق الشيعة : ٩٢. روضة الواعظين : ٢٤٦ ( عيّنه في الثالث ولم يذكر شهره ) نقل عن ابن عيّاش في البحار ٥٠ : ١١٤.

(٣) البحار ٥٠ : ١١٦.

(٤) مطالب السئول : ٣٠٨ ، نقل عن ابن الخشّاب في كشف الغمّة ٢ : ٣٨٤.

(٥) الكافي ١ : ٤٩٧ ، مروج الذهب ٤ : ٨٤.

(٦) تاريخ بغداد ١٢ : ٥٧ ، الرقم ، ٦٤٤٠.

(٧) رجال النجاشي : ١٠٠ ، الرقم ، ٢٥٠.

٤٥

عليّ الجهضمي ومحمّد بن طلحة ، والحافظ عبد العزيز ، والشيخ في التهذيب ، وسهل بن زياد كما روى الخطيب عنه (١). وروى الإكمال عن أبيه وابن الوليد ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن عبد الله بن خاقان وصفه له عليه‌السلام وفيه : حتّى توفّي لأيّام مضت من شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين (٢).

وقال في الإكمال أيضا : ووجدت مثبتا في بعض الكتب المصنّفة في التواريخ ، ولم أسمعه إلاّ عن محمّد بن الحسن بن عباد أنّه قال مات أبو محمّد عليه‌السلام يوم الجمعة مع صلاة الغداة ( إلى أن قال ) وذلك في شهر ربيع الأوّل لثمان منه خلون ، سنة ستّين ومائتين (٣).

وتفرّد الشيخ في المصباح بكونه في غرّة ربيع الأوّل (٤). وهو محجوج بقوله في التهذيب.

وروى النجاشي في أحمد بن عامر الطائي عن ابنه عبد الله أنّه مات يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من المحرّم (٥). وهو غريب كما فيما تقدم ، لا سيّما في شهره ، فلم نقف على قائل بغير ربيع ، حتّى الشيخ فيما تقدّم ، والمسعودي فيما يأتي ، فإنّه قال في إثباته في باب الصاحب عليه‌السلام : وقام عليه‌السلام بأمر الله جلّ وعلا في يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة مضت من ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين (٦) انتهى.

وهو يستلزم كون وفاته عليه‌السلام في العاشر ، فإنّ كلّ إمام يكون قيامه حين وفاة إمام قبله ولم أدر أنّه من تصحيف النسخة ، أو قول تفرّد به.

ووفاته عليه‌السلام كانت في خلافة المعتمد.

وقال في الإقبال : لعلّ تعظيم يوم تاسع ربيع الأوّل أنّه كان السرّ فيه أنّ فيه

__________________

(١) الكافي ١ : ٥٠٣ ، فرق الشيعة : ٩٦ ، الإرشاد : ٣٤٥ ، دلائل الإمامة : ٢٢٣ ، مطالب السئول : ٣١٠ ، التهذيب ٦ : ٩٢ ، تاريخ بغداد ٧ : ٣٦٦ ، ونقل عن باقي المذكورين السيّد ابن طاوس في الإقبال : ٥٩٨.

(٢) كمال الدين : ٤٣.

(٣) كمال الدين : ٤٧٣.

(٤) مصباح المتهجّد : ٧٩١.

(٥) رجال النجاشي : ١٠٠ ، الرقم ٢٥٠.

(٦) إثبات الوصيّة : ٢٣١.

٤٦

ابتداء ولاية المهدي عليه‌السلام إذ كانت وفاة العسكري عليه‌السلام في الثامن ، قال : وإلاّ فلم يجد فيما تصفّح من الكتب كونه يوم قتل الثاني ، كما في رواية رواها ابن بابويه ، ثمّ ذكر للرواية محامل (١).

تنبيه :

تبيّن ممّا نقلنا من الاختلاف في مواليدهم ووفياتهم الاختلاف في أسنانهم وأنّ الأقلّ سنّا منهم الصدّيقة عليها‌السلام فروى الكليني بإسناده عن حبيب السجستاني عن الباقر عليه‌السلام : أنّها ولدت بعد مبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخمس وتوفّيت ولها ثماني عشرة سنة وخمس وسبعون يوما (٢).

ثمّ الجواد عليه‌السلام فروى عن ابن سنان قال : قبض محمّد بن عليّ عليه‌السلام وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يوما (٣).

ثمّ العسكري عليه‌السلام فهو كان ابن ثمان وعشرين على تصريح الحميري ، والكليني ، والشيخين (٤). وابن تسع وعشرين بقول ابن الخشّاب ، والمروج ، وعيون المعجزات ، والحافظ عبد العزيز ، وخبر الإكمال عن محمّد بن الحسن بن عباد (٥).

ثمّ الهادي عليه‌السلام فقال الكليني : وله إحدى وأربعون سنة وستّة أشهر (٦).

ثمّ المجتبى عليه‌السلام فروى الكليني عن أبي بصير عن الصادق عليه‌السلام : أنّه قبض وهو ابن سبع وأربعين سنة (٧).

ثمّ الرضا عليه‌السلام فروى (٨) عن ابن سنان : أنّه عليه‌السلام قبض وهو ابن تسع وأربعين سنة ، لكن مختاره أنّه عليه‌السلام كان ابن خمس وخمسين وأنّ أباه ابن أربع أو خمس

__________________

(١) إقبال الأعمال : ٥٩٨.

(٢) الكافي ١ : ٤٥٧.

(٣) الكافي ١ : ٤٩٧.

(٤) الكافي ١ : ٥٠٣ ، الإرشاد : ٣٥٥ ، التهذيب ٦ : ٩٢ ، نقل عن الحميري في كشف الغمّة ٢ : ٤٢٧.

(٥) مروج الذهب ٤ : ١١٢ ، كمال الدين : ٤٧٣ ، نقل عن ابن الخشّاب والحافظ عبد العزيز في كشف الغمّة ٢ : ٤١٥ ، ٤٠٣ ، ونقل عن عيون المعجزات في البحار ٥٠ : ٢٣٨.

(٦) الكافي ١ : ٤٩٧.

(٧) الكافي ١ : ٤٦١.

(٨) أي الكليني.

٤٧

وخمسين (١) فيشتركان أو يتقدّم الكاظم عليه‌السلام.

ثمّ الحسين والسجّاد والباقر عليهم‌السلام فروى الكليني في كلّ منهم عن أبي بصير عن الصادق عليه‌السلام : أنّه توفّي وهو ابن سبع وخمسين سنة (٢).

ثمّ النبيّ وأمير المؤمنين عليهما‌السلام فقال في كلّ منهما : توفّي وهو ابن ثلاث وستّين سنة (٣).

ثم الصادق عليه‌السلام فروى عن أبي بصير : أنّه قبض وهو ابن خمس وستّين سنة (٤).

وتبيّن أيضا أنّ الحسين والسجّاد والباقر عليهم‌السلام كانوا في سنّ واحد ، وأنّ الرضا والكاظم عليهما‌السلام كذلك على قول كالنبيّ وأمير المؤمنين عليهما‌السلام وأنّ المجتبى والرضا عليهما‌السلام متقاربا السنّ على قول.

تنبيه آخر :

تبيّن أيضا ممّا نقلنا أنّ الجواد والهادي والحجّة عليهم‌السلام بلغوا الإمامة في الصباوة ، كما بلغ عيسى ويحيى النبوّة فيها.

قال في إثبات الوصيّة في الجواد عليه‌السلام : فأقام مع أبيه ستّ سنين وشهورا. وفي الهادي عليه‌السلام : فأقام مع أبيه نحو سبع سنين ، وفي الحجة عليه‌السلام فأقام مع أبيه أربع سنين وثمانية أشهر (٥).

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٩٢ ، ٤٧٦.

(٢) الكافي ١ : ٤٦٣ ، ٤٦٨ ، ٤٧٢.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٩ ، ٤٥٢.

(٤) الكافي ١ : ٤٧٥.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٩٢ ، ٢٠٥ ، ٢٣٢.

٤٨

فصل

في مولدهم ومدفنهم عليهم السلام

ولد الكاظم عليه‌السلام بالأبواء بين مكّة والمدينة (١). وبه توفّيت آمنة أمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا أخرجته إلى أخواله زائرة في السنة السادسة من مولده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

وولد الحجّة عليه‌السلام بسامراء.

والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين عليه‌السلام والصدّيقة عليها‌السلام بمكّة. وباقيهم بالمدينة.

وعيّن في بعضهم المحلّ.

قال الكليني في النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولد في شعب أبي طالب في دار محمّد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل ، وأخرجت الخيزران ذلك البيت فصيّرته مسجدا يصلّي الناس فيه (٣).

وقال المفيد في أمير المؤمنين عليه‌السلام : ولد بمكّة في البيت الحرام ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله تعالى سواه ، إكراما من الله تعالى جلّ اسمه له بذلك ، وإجلالا لمحلّه في التعظيم (٤).

وقال أيضا في الهادي عليه‌السلام : وكان مولده عليه‌السلام بصريا بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥).

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٧٦.

(٢) البحار ١٥ : ١٤٣.

(٣) الكافي ١ : ٤٣٩.

(٤) الإرشاد : ٩.

(٥) الإرشاد : ٣٢٧.

٤٩

ولم أقف على ذكر « صريا » في اللغة ولا في البلدان ، حتّى أنّ الحموي مع استقصائه لم يعنونه.

لكن في خبر : أنّه لمّا مضى الرضا عليه‌السلام جاء محمّد بن جمهور القمّي والحسن ابن راشد وعليّ بن مدرك وعليّ بن مهزيار وخلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة ، وسألوا عن الخلف بعد الرضا عليه‌السلام فقالوا : إنّه بصريا وهي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليه‌السلام على ثلاثة أميال من المدينة (١).

وأمّا مدفنهم

فلوضوح مدفن من سوى الصدّيقة عليها‌السلام لم نتعرّض له.

وأمّا مدفنها عليها‌السلام فاختار الصدوق أنّه كان في بيتها ثمّ صار جزء المسجد. وهو المفهوم من الكليني.

فقال الأوّل : اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيّدة نساء العالمين عليها‌السلام فمنهم من روى أنّها دفنت في البقيع ، ومنهم من روى أنّها دفنت بين القبر والمنبر ، ومنهم من روى أنّها دفنت في بيتها ، فلمّا زادت بنو اميّة في المسجد صارت في المسجد. وهذا هو الصحيح عندي ، وإنّي لمّا حججت إلى بيت الله الحرام كان رجوعي على المدينة ( إلى أن قال ) قصدت إلى بيت فاطمة عليها‌السلام وهي من عند الاسطوانة الّتي يدخل إليها من باب مقام جبرئيل إلى مؤخّر الحظيرة الّتي فيها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... إلخ (٢).

وروى الثاني في باب مولدها عليها‌السلام عن عليّ بن محمّد وغيره ، عن سهل ، عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قبر فاطمة ، فقال : دفنت في بيتها ، فلمّا زادت بنو أميّة في المسجد صارت في المسجد (٣).

وقال المفيد في المقنعة : إنّها مقبورة في الروضة ، واستناده إلى مرسل ابن أبي عمير عن الصادق عليه‌السلام قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما بين قبري ومنبري روضة من

__________________

(١) المناقب ٤ : ٣٨٢.

(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٥٧٢.

(٣) الكافي ١ : ٤٦١.

٥٠

رياض الجنّة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة » قال : لأنّ قبر فاطمة صلوات الله عليها بين قبره ومنبره ، وقبرها روضة من رياض الجنّة ، وأنّه ترعة من ترع الجنّة (١).

وقال الشيخ : إنّ رواية الروضة والبيت كالمتقاربتين ، وقال : أمّا من قال إنّها دفنت بالبقيع فبعيد من الصواب ... إلخ (٢).

وروي القرب عن البزنطي : سألت الرضا عليه‌السلام عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أي مكان دفنت؟ فقال : سأل رجل جعفرا عليه‌السلام عن هذه المسألة وعيسى بن موسى حاضر ، فقال له عيسى : دفنت بالبقيع ، فقال الرجل : ما تقول؟ قال : قد قال لك ، فقلت له : أصلحك الله ما أنا وعيسى بن موسى! أخبرني عن آبائك ، فقال : دفنت في بيتها (٣).

وقال في الإقبال : وقد ذكر جامع « كتاب المسائل وأجوبتها عن الأئمّة عليهم‌السلام » فيما سئل عن مولانا عليّ بن محمّد الهادي عليه‌السلام ما هذا لفظه : أبو الحسن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال : كتبت إليه : إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمّك فاطمة أهي في طيبة؟ أو كما يقول الناس في البقيع؟ فكتب : هي مع جدّي صلوات الله عليه وآله (٤).

وفي الكتاب المعروف بدلائل الطبري في عنوان معجزات الحسن عليه‌السلام روى عن إبراهيم بن كثير بن محمّد بن جبرئيل قال : رأيت الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وقد استسقى ماء وقد أبطأ عليه الرسول ، فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب وسقى أصحابه ، ثمّ قال : لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا! قلت : فاسقنا ، فسقانا لبنا وعسلا من سارية المسجد مقابل الروضة الّتي فيها قبر فاطمة عليها‌السلام (٥).

وروى الكليني بأسانيد عن الباقر عليه‌السلام أنّ الحسن عليه‌السلام قال للحسين عليه‌السلام إذا أنا متّ فهيّئني ، ثمّ وجّهني إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأحدث به عهدا ، ثمّ اصرفني إلى أمّي فاطمة عليها‌السلام ، ثمّ ردّني فادفنّي بالبقيع ... الخبر (٦).

والكلّ كما ترى دالّ على كونها عليه‌السلام في غير البقيع.

__________________

(١) المقنعة : ٤٥٩.

(٢) التهذيب ٦ : ٩.

(٣) قرب الإسناد : ٣٦٧ ، الرقم ١٣١٤.

(٤) إقبال الأعمال : ٦٢٣.

(٥) دلائل الإمامة : ٦٦.

(٦) الكافي ١ : ٣٠٠ ، ح ١.

٥١

والظاهر أنّ القائل بكونها في البقيع استند إلى خبر رواه أمالي الطوسي بأسانيده عن ابن عبّاس في دفن الحسن عليه‌السلام : فأتينا به قبر أمّه فاطمة فدفنّاه إلى جنبها ... الخبر (١) إلاّ أنّ المراد به فاطمة بنت أسد أمّ أبيه عليهما‌السلام.

قلت : قد اختلفت العامّة في موضع قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام قال في مروج الذهب : منهم من قال : في مسجد الكوفة ، ومنهم من قال : عند فاطمة ، ومنهم من قال حمل على جمل في تابوت فتاه ووقع إلى وادي طيّء (٢).

قلت : إنّما اختلفوا ، لأنّ الحسنين عليهما‌السلام أخفيا موضع قبره عليه‌السلام لئلاّ ينبشه بنو أميّة ، إلاّ أنّ دلالة الصادق عليه‌السلام بعد انقراض بني أميّة على موضعه (٣) تجعل أقوالهم رميمة.

تنبيه :

المسمّى منهم بمحمّد أربعة : النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والباقر والجواد والحجّة عليهم‌السلام وإن ورد النهي عن ذكر اسم الأخير عن النبيّ وأمير المؤمنين والباقر والصادق والكاظم والتقيّ والنقيّ وعن نفسه (٤) صلوات الله عليهم أجمعين.

والمسمّى منهم بعليّ أربعة أمير المؤمنين والسجاد والرضا والهادي عليهم‌السلام وقد فسّرت الأخبار آية ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً ) بالأئمّة الاثني عشر (٥) وآية ( مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ) هؤلاء الأربعة المسمّين بعليّ (٦) لأنّ هذا الاسم مشتقّ من العليّ اسم الله تبارك وتعالى.

والمسمّى بالحسن منهم اثنان السبط والعسكري.

والحسين وجعفر وموسى أسماء غير مشتركة.

والمتّحد منهم عليهم‌السلام في اسمهم واسم أبيهم مثنى : الحسن بن عليّ السبط والحسن بن عليّ العسكري ، ومحمّد بن عليّ الباقر ومحمّد بن عليّ الجواد.

__________________

(١) أمالي الطوسي ١ : ١٦٢.

(٢) مروج الذهب ٢ : ٣٤٩.

(٣) راجع فرحة الغريّ : ٥٥ ، الباب السادس.

(٤) راجع البحار ٥١ : ٣١ ، باب النهي عن التسمية.

(٥) الغيبة للشيخ : ٩٦.

(٦) راجع البرهان في تفسير القرآن ٢ : ١٢٣.

٥٢

فصل

في أمّهاتهم عليهم السلام

أمّا أمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

فآمنة ، بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

وعن الصادق عليه‌السلام : نزل جبرئيل وقال : قال الله تعالى : « إنّي قد حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك » فالصلب صلب أبيه ، والبطن بطن آمنة ، والحجر حجر أبي طالب وفاطمة بنت أسد (١).

وأمّا أمّ أمير المؤمنين عليه‌السلام

ففاطمة ، بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب ... الخ فهو عليه‌السلام هاشميّ أمّا وأبا.

وأمّه أوّل امرأة هاجرت على قدميها ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوها أمّه ، وأعطاها قميصه لكفنها ، وحمل جنازتها واضطجع في قبرها ، وقال على قبرها : اللهمّ إنّي أستودعك إيّاها (٢).

__________________

(١) البحار ٣٥ : ١٠٩.

(٢) البحار ٦ : ٢٧٩.

٥٣

وأمّا أمّ الصديقة

فخديجة ، بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب ... إلخ.

إحدى النسوة الأربع ، وجلالتها معلومة ، فإنّها آمنت بالله ساعة بعث الله تعالى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأمير المؤمنين عليه‌السلام.

وأمّ الحسنين عليهما‌السلام

لا تحتاج إلى ذكر.

وأمّا أمّ السجّاد عليه‌السلام

فاختلف في اسمها ، فقال في الإرشاد والتهذيب : « شاهزنان » (١).

وقال الكليني والطبري الإمامي : « شهر بانويه » (٢) ويشهد له خبر أبي نضرة في صحيفة فاطمة : أمّه شهربانو بنت يزدجرد (٣).

وقال النوبختي وابن قتيبة والحافظ عبد العزيز : « سلافة » (٤) وعن إبراهيم بن إسحاق : « غزالة » (٥) وعن بعضهم : « برّة » (٦).

وفي إثبات الوصيّة « جهانشاه » وشهربانو اختها تزوّجها الحسن عليه‌السلام (٧). وجعل النوبختي « جهانشاه » اسمها قبل السبي.

ونقل أبو الفرج عن يحيى بن الحسن العلوي : أنّ أصحابنا الطالبيّين قالوا : إنّ امّه « ليلى بنت أبي مرّة » وإنّ المقتول لأمّ ولد (٨).

قلت : ما نقله عن يحيى خلاف المتّفق عليه من كون « ليلى » أمّ المقتول وأنّ

__________________

(١) الإرشاد : ٢٥٣ ، التهذيب ٦ : ٧٧.

(٢) الكافي ١ : ٤٦٧ ، دلائل الإمامة : ٨٢.

(٣) كمال الدين : ٣٠٧.

(٤) فرق الشيعة : ٥٣ ، المعارف : ١٢٥ ، ونقل عن الحافظ عبد العزيز في البحار ٤٦ : ٨ بلفظ :

سلامة.

(٥) البحار ٤٦ : ٨.

(٦) البحار ٤٦ : ٨.

(٧) إثبات الوصيّة : ١٤٥.

(٨) مقاتل الطالبيّين : ٥٣.

٥٤

امّه عليه‌السلام من بنات ملوك فارس. فهو وهم قطعا ، ولعلّه لم ينقل ما نقل مشافهة بل عن كتاب مصحّف ، وأنّه كان في الكتاب « إنّه عليه‌السلام تزوّج بامّ ولد المقتول » فقرأه « إنّ المقتول لأمّ ولد » ففي صحيح البزنطي عن الرضا عليه‌السلام : أنّ السجّاد عليه‌السلام تزوّج أمّ ولد عليّ المقتول (١).

قلت : والمقتول وإن كان ذا ولد بمقتضى الخبر ، إلاّ أنّه لم يبق منه عقب.

واختلف أيضا في أبيها ، فقيل : إنّه يزدجرد آخر ملوك فارس ، صرّح به الكليني والمفيد والمسعودي في إثباته والنوبختي (٢) وهو « يزدجرد بن شهريار كسرى برويز » ووهم الكليني فقال : « يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى أبرويز » وإنّما « شيرويه ».

أخو « شهريار » لا أبوه. وكيف كان ، فنقل هذا القول عن المبرّد أيضا (٣) وقال الشيخ في التهذيب : بنت شيرويه.

وقيل : بنت النوشجان.

قلت : والأوّل أصحّ ، لأنّه أشهر ، ولأنّه دلّ عليه الخبر (٤) وإليه ذهب الزمخشري ، فقال في ربيع الأبرار : كان عليه‌السلام يقول : « أنا ابن الخيرتين » لأنّ جدّه رسول الله وأمّه بنت يزدجرد الملك (٥). وأنشأ أبو الأسود :

وإنّ غلاما بين كسرى وهاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم

واختلف أيضا في أنّ سبيها هل كان في زمن عمر؟ كما رواه البصائر والكليني والطبري الإمامي والمسعودي في الإثبات (٦).

أو في زمن عثمان ، كما رواه الصدوق في العيون عن الرضا عليه‌السلام (٧).

__________________

(١) الكافي ٥ : ٣٦١.

(٢) الكافي ١ : ٤٦٦ ، الإرشاد : ٢٥٣ ، إثبات الوصيّة : ١٤٥ ، فرق الشيعة : ٥٣.

(٣) الكافي للمبرّد ٢ : ٦٤٥.

(٤) الكافي ١ : ٤٦٧.

(٥) ربيع الأبرار ١ : ٤٠٢ ، باب الملائكة والإنس والجنّ.

(٦) بصائر الدرجات : ٣٣٥ ، الكافي ١ : ٤٦٧ ، دلائل الإمامة : ٨١ ، إثبات الوصيّة : ١٤٥.

(٧) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٢٧ ، باب ٣٥ ، ح ٦.

٥٥

أو في زمن أمير المؤمنين عليه‌السلام كما قال المفيد في الإرشاد ، فقال : ولّى أمير المؤمنين عليه‌السلام حريث بن جابر جانبا من المشرق ، فبعث إليه بابنتي يزدجرد ، فنحل ابنه الحسين عليه‌السلام « شاهزنان » منهما فأولدها زين العابدين ، والاخرى محمّد ابن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة (١). ورواه المناقب عن ابن الكلبي (٢).

واختلف أنّ اختها هل كانت عند محمّد بن أبي بكر كما قال المفيد فيما تقدّم؟ أو عند الحسن عليه‌السلام كما رواه العيون في سبيها زمان عثمان (٣) وكما رواه إثبات الوصيّة من سبيها زمان عمر ، فقال : وكان من حديثها أنّها واختها سبيتا في أيّام عمر بن الخطّاب فاقدمتا وأمر عمر أن ينادى عليهما مع السبي المحمول ، فمنع أمير المؤمنين عليه‌السلام من ذلك وقال : إنّ بنات الملوك لا يبعن في الأسواق ، ثمّ أمر امرأة من الأنصار حتّى أخذت بأيديهما فدارت بهما على مجالس المهاجرين والأنصار تعرضهما على من تزوّج بهما ، فأوّل من طلع الحسن والحسين فوقفا فخطباهما فقالتا : لا نريد غيركما فتزوّج الحسن عليه‌السلام « شهربانو » وتزوّج الحسين عليه‌السلام بـ « جهانشاه » الخ (٤).

والكليني أيضا روى سبيها في زمان عمر (٥) إلاّ أنّه لم يذكر لها اختا.

وماتت في نفاسها كما رواها العيون عن الرضا عليه‌السلام ورواه المسعودي في إثباته.

وفي الأوّل : أنّ ما ذكر الناس من تزويجه أمّه بالناس إنّما هو لتزويجه بامّ ولد من أبيها الّتي كفلها وسمّاها امّا (٦).

وقال الثاني : وتوفّيت بالمدينة في نفاسها فابتيعت له داية تولّت رضاعه

__________________

(١) الإرشاد : ٢٥٣.

(٢) لم نعثر عليه في المناقب بالتفصيل المذكور ، راجع ج ٤ : ١٧٦.

(٣) الإرشاد : ٢٥٣ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٢٧ ، باب ٣٥ ، ح ٦.

(٤) إثبات الوصيّة : ١٤٥.

(٥) الكافي ١ : ٤٦٧.

(٦) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٢٨ ، باب ٣٥ ، ح ٦.

٥٦

وتربيته وكان يسمّيها امّه ، فلما كبر زوّجها بسلام مولاه ، فكان بنو اميّة يقولون : إنّ عليّ بن الحسين زوّج امّه بغلامه وتعيّره بذلك ... إلخ (١).

فقول ابن قتيبة : خلف عليها بعد الحسين زبيد مولى الحسين عليه‌السلام فولدت له عبد الله بن زبير فهو أخو عليّ بن الحسين لامّه (٢) غلط.

وقول امويّ وما ورد : من عدم مؤاكلته امّه كراهة أن تسبق يده إلى ما سبقت عينها عليه (٣) محمول على مربّيته الّتي سمّاها امّا.

وكذلك ما روى الكافي عن الباقر عليه‌السلام قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ من أهل بيتي اثني عشر محدّثا فقال له عبد الله بن راشد وكان أخا عليّ لامّه : سبحان الله محدّثا! كالمنكر ذلك ، فأقبل عليه أبو جعفر عليه‌السلام فقال : أما والله! إنّ ابن امّك بعد قد كان يعرف ذلك ... الخبر (٤). مع أنّه رواه النعماني : وكان أخا عليّ لامّه من الرضاعة (٥). وفي خبر الكافي تحريفات أخر.

وأمّا أمّ الباقر عليه‌السلام

فامّ عبد الله ، بنت الحسن عليه‌السلام.

قال الصادق عليه‌السلام : كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن عليه‌السلام مثلها ، وقال عليه‌السلام :

كانت ممّن آمنت واتّقت وأحسنت ، والله يحب المحسنين (٦).

وعن الباقر عليه‌السلام : كانت قاعدة عند جدار فتصدّع الجدار وسمعنا هدّة شديدة ، فقالت بيدها : لا وحقّ المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أذن الله لك في السقوط ، فبقي معلّقا في الجوّ حتّى جازته ، فتصدّق السجّاد عليه‌السلام عنها بمائة دينار (٧).

__________________

(١) إثبات الوصيّة : ١٤٥.

(٢) المعارف : ١٢٥.

(٣) المناقب ٤ : ١٦٢ ، نقله عن أمالي أبي عبد الله النيسابوري.

(٤) الكافي ١ : ٢٧٠ و ٥٣١.

(٥) الغيبة للنعماني : ٤٤.

(٦) الكافي ١ : ٣٦٩ و ٤٧٢.

(٧) الكافي ١ : ٤٦٩.

٥٧

وأمّا أمّ الصادق عليه‌السلام

فامّ فروة ، بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة.

وأمّا أمّ الكاظم عليه‌السلام

فامّ ولد ، يقال لها : « حميدة البربريّة ».

وقد روى الكافي عن المعلّى بن خنيس ، عن الصادق عليه‌السلام قال : حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى ادّيت إليّ كرامة من الله تعالى لي والحجّة من بعدي (١).

وروى عن الباقر عليه‌السلام قال لها حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة (٢).

وأمّا أمّ الرضا عليه‌السلام

فقال الكليني : أمّ ولد يقال لها : « أمّ البنين ».

وروى العيون عن عليّ بن ميثم ، عن أبيه ، قال : لما اشترت حميدة أمّ موسى ابن جعفر عليه‌السلام أمّ الرضا عليه‌السلام نجمة ، ذكرت حميدة أنّها رأت في المنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها : يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى ، فإنّه سيلد له منها خير أهل الأرض ، فوهبتها له ، فلمّا ولدت له الرضا عليه‌السلام سمّاها « طاهرة ». وكانت لها أسماء : منها « نجمة » و « أروى » و « سكن » و « سمانة » و « تكتم » وهو آخر أساميها (٣).

وروي أيضا عن عليّ بن ميثم : أنّها كانت من أفضل الناس عقلا ودينا ، وأنّها قالت : أعينوني بمرضعة ، فقيل لها : أنقص الدرّ؟ فقالت : لا أكذب والله ما نقص ، ولكن على ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت (٤).

__________________

(١) الكافي ١ : ٤٧٧ ، ح ٢.

(٢) الكافي ١ : ٤٧٧ ، ح ١.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٤ ، ح ٣.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٢ ، ح ٢.

٥٨

وعن ابن طلحة : اسمها « الخيزران المرسيّة » (١).

وعن الحافظ عبد العزيز « سكينة النوبيّة » (٢).

وفي خبر صحيفة فاطمة عليها‌السلام « نجمة » (٣).

وفي فرق النوبختي « شهد » (٤) وقال بعضهم : اسمها « نجيّة » (٥).

قلت : الظاهر أنّ الأصل في « شهد » و « سكن » واحد وأحدهما تحريف ، كـ « نجمة » و « نجيّة ».

وأمّا أمّ الجواد عليه‌السلام

فقال المفيد والكليني : أمّ ولد يقال لها : « سبيكة » (٦) وزاد الثاني : وقيل إنّ اسمها كان « خيزران » وروي أنّها كانت من أهل بيت مارية.

قلت : أشار به إلى خبر يزيد بن سليط الّذي روى النصّ عن الكاظم عن الرضا عليهما‌السلام وأمره أن يبشّره بولادة غلام أمين مأمون له من جارية من أهل بيت مارية القبطيّة ، وإن قدرت أن تبلغها منّي السلام فافعل ذلك (٧).

وقال الشيخ في التهذيب : أمّ ولد يقال لها : « الخيزران » من أهل بيت مارية القبطيّة رحمة الله عليها (٨).

وقال الحافظ عبد العزيز : « ريحانة ».

وقال النوبختي : كانت قبل ذلك « درّة » فسمّيت « الخيزران ».

وفي خبر صحيفة فاطمة « خيزران ».

وروى الكافي في النصّ عليه عليه‌السلام عن عليّ بن جعفر في قصّة القافة : فبكى الرضا عليه‌السلام ثمّ قال : يا عمّ! ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بأبي ابن

__________________

(١) عنه في كشف الغمّة ٢ : ٢٥٩.

(٢) عنه في كشف الغمّة ٢ : ٢٦٧.

(٣) كمال الدين : ٣٠٧.

(٤) فرق الشيعة : ٨٧.

(٥) فرق الشيعة : ٨٧.

(٦) الإرشاد : ٣١٦ ، الكافي ١ : ٤٩٢.

(٧) الكافي ١ : ٣١٥.

(٨) التهذيب ٦ : ٩٠.

٥٩

خيرة الإماء ابن النوبيّة ، الطيّبة الفم ، المنتجبة الرحم (١).

وأمّا أمّ الهادي عليه‌السلام

فاسمها « سمانة » على ما قال الكليني والمفيد والمسعودي وابن الخشّاب (٢).

وقال النوبختي : « سوسن » (٣) ويدلّ عليه خبر الصحيفة (٤).

وقال في الإثبات : روى محمّد بن الفرج وعليّ بن مهزيار عن أبي الحسن عليه‌السلام أنّه قال : « امّي عارفة بحقّي ، وهي من أهل الجنّة ما يقربها شيطان مريد ولا ينالها كيد جبّار عنيد ، وهي مكلوءة بعين الله الّتي لا تنام ، ولا تتخلّف عن امّهات الصدّيقين والصالحين » وقال : روي عن محمّد بن الفرج أنّه دعاه الجواد عليه‌السلام ودفع إليه صرّة فيها ستّون دينارا ووصفها بحليتها وصورتها ولباسها ... الخ (٥).

وأمّا أمّ العسكري عليه‌السلام

فقال الكليني والشيخ : أمّ ولد يقال لها : « حديث » (٦).

وفي الإرشاد « حديثة » (٧).

وفي الفرق : امّه أمّ ولد يقال لها : « عسفان » ثمّ سمّاها أبو الحسن « حديثا » (٨).

وقال ابن الخشّاب : « سوسن » (٩).

والمسعودي في الإثبات « سليل » وقال : روي عن العالم عليه‌السلام لمّا ادخلت « سليل » أمّ أبي محمّد عليه‌السلام على أبي الحسن عليه‌السلام قال : سليل مسلولة من الآفات

__________________

(١) الكافي ١ : ٣٢٢.

(٢) الكافي ١ : ٤٩٨ ، الإرشاد : ٣٢٧ ، إثبات الوصيّة : ١٩٣ ، ولكن فيه « جمانة » ونقل عن ابن خشّاب في كشف الغمّة ٢ : ٣٨٤.

(٣) فرق الشيعة : ٩٣.

(٤) كمال الدين : ٣٠٧.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٩٣.

(٦) الكافي ١ : ٥٠٣ ، التهذيب ٦ : ٩٢.

(٧) الإرشاد : ٣٣٥.

(٨) فرق الشيعة : ٩٦.

(٩) عنه في كشف الغمّة ٢ : ٤١٦.

٦٠