رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

الشيخ محمّد تقي التستري

رسالة في تواريخ النبيّ والآل عليهم السلام

المؤلف:

الشيخ محمّد تقي التستري


المحقق: مؤسّسة النشر الإسلامي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٢٣

القمّي في تاريخ قم (١) ورواه الإكمال عن غياث بن اسيد (٢).

ونقل المجلسي عن مؤلّف من الأصحاب رواية في كونه ثالث شعبان وقال كمال الدين بن طلحة في الثالث والعشرين من شهر رمضان ونقل الإكمال عن أبي الأديان وابن خيرويه وحاجز الوشاء وأبي سهل بن نوبخت عن عقيد الخادم غرّة شهر رمضان (٣).

وروى الغيبة بإسناده عن محمّد بن إبراهيم وبإسناده عن محمّد بن عليّ بن بلال كليهما عن حكيمة ليلة النصف من شهر رمضان (٤). هذا شهره ويومه.

وأمّا سنته فقال الكليني وشيخه والمفيد في إرشاده والكراجكي والفضل ـ كما تقدّم ـ أنّه سنة خمس وخمسين. ورواه الإثبات والهداية ـ كما تقدّم ـ ورواه الغيبة عن أبي عبد الله المطهّري في إسناد ، ومحمّد بن إبراهيم ومحمّد بن عليّ بن بلال في آخر عن حكيمة :

وقال المسعودي في الإثبات : إنّه سنة ستّ وخمسين. (٥)

وفي باب من رآه عليه‌السلام من الغيبة خبر سنده أحمد بن عليّ الرازي ، عن محمّد ابن عليّ ، عن محمّد بن عبد ربّه الأنصاري الهمداني ( إلى أن قال ) فسألت الهمداني فقلت : غلام عشاريّ القدّ أو عشاريّ السنّ ، لأنّه روي أنّ الولادة كانت سنة ستّ وخمسين ومائتين ... إلخ (٦).

وهو يدلّ على أنّه كان مشهورا. ورواه الإكمال بإسناده عن معلّى بن محمّد (٧) ورواه أيضا باسناده عن غياث بن اسيد (٨) ورواه بإسناده عن أبي هارون ـ رجل من أصحابنا ـ وقال : رأيته عليه‌السلام (٩).

وروى الغيبة عن علاّن : أنّه رواه بإسناده (١٠) لكن في نسخة الإثبات : أنّه

__________________

(١) تاريخ قم : ٢٠٤.

(٢) كمال الدين : ٤٣٢.

(٣) لم نعثر عليه.

(٤) كتاب الغيبة : ١٤٣.

(٥) الموجود في المطبوعة سنة ٢٥٥ ، راجع إثبات الوصيّة : ٢٢١.

(٦) كتاب الغيبة : ١٥٦.

(٧) كمال الدّين : ٤٣٠ ، ٤٣٢.

(٨) كمال الدّين : ٤٣٠ ، ٤٣٢.

(٩) كمال الدّين : ٤٣٠ ، ٤٣٢.

(١٠) كتاب الغيبة : ١٤٧.

٢١

روى في سنة خمس وخمسين (١). لكن الظاهر كونه من تحريف النسّاخ ، لوقوع التحريف في نسخته كثيرا ، ولأنّ الخبر مشتمل على كون مولده عليه‌السلام بعد مضيّ أبي الحسن عليه‌السلام بسنتين ، ولا خلاف في أنّ وفاته كانت سنة أربع (٢) فلا يصحّ إلاّ أن يكون مولده عليه‌السلام سنة ستّ ، وبه قال أبو سهل النوبختي ، فروى الشيخ في أخبار من رآه عليه‌السلام عن أحمد بن عليّ الرازي ، عن محمّد بن عليّ ، عن عبد الله بن محمّد بن جابان الدهقان ، عن أبي سليمان داود بن غسّان البحراني ، قال : قرأت على أبي سهل إسماعيل بن عليّ النوبختي قال : مولد م ح م د بن الحسن بن عليّ عليه‌السلام ( إلى أن قال ) ولد بسامراء سنة ستّ وخمسين ومائتين ، أمّه صيقل وكنّي أبا القاسم ، بهذه الكنية أوصى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... الخبر (٣).

وإليه ذهب الشيخ فقال : قد بيّنّا بالأخبار الصحيحة بأنّ مولد صاحب الزمان عليه‌السلام كان في سنة ستّ وخمسين ومائتين (٤).

وقال المفيد في مسارّه : إنّه سنة أربع وخمسين. ورواه الإكمال عن أبي الأديان وابن خيرويه وحاجز الوشّاء ، عن عقيد الخادم (٥).

وفي الرواية الّتي نقلها المجلسي عن بعض مؤلّفات الأصحاب سنة سبع وخمسين (٦) وعن أحمد بن محمّد الفاريابي ، وكمال الدين بن طلحة سنة ثمان وخمسين (٧) وهو المفهوم ممّا رواه الإكمال بإسناده عن عليّ بن محمّد قال : حدّثني محمّد والحسن ابنا عليّ بن إبراهيم في سنة تسع وسبعين ومائتين قالا : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس ، عن ضوء بن عليّ العجلي ، عن رجل من أهل فارس سمّاه ، قال : أتيت سرّ من رأى فلزمت باب

__________________

(١) إثبات الوصيّة : ٢٢١.

(٢) يعني وفاة أبي الحسن الهادي عليه‌السلام كانت في سنة أربع وخمسين ومائتين.

(٣) كتاب الغيبة : ١٦٤.

(٤) كتاب الغيبة : ٢٥٨.

(٥) كمال الدين : ٤٧٤.

(٦) البحار ٥١ : ٢٥.

(٧) مطالب السئول : ٣١٢.

٢٢

أبي محمّد عليه‌السلام فدعاني من غير أن أستأذن ، فلمّا دخلت وسلّمت قال لي : يا فلان كيف حالك؟ ثمّ قال اقعد يا فلان ، ثمّ سألني عن رجال ونساء أشتري لهم الحوائج من السوق ، وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في الدار الرجال فدخلت يوما وهو في الدار والرجال ليست عنده ، فسمعت حركة في البيت وناداني مكانك لا تبرح! فخرجت عليّ جارية معها شيء مغطّى ثمّ ناداني ادخل ، فدخلت ونادى الجارية فرجعت وقال لها : اكشفي عمّا معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه ، وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرّته أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ثمّ أمرها فحملته ، فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّد عليه‌السلام فقال ضوء بن عليّ : فقلت للفارسي : كم كنت تقدّر له من السنين؟ قال : سنتين ، قال العبدي : قلت لضوء : كم تقدّر له الآن في وقتنا؟ قال أربع عشرة سنة ، قال أبو عليّ وأبو عبد الله ونحن نقدّر له الآن إحدى وعشرين سنة (١).

فإن المراد بأبي عليّ وأبي عبد الله ابنا عليّ بن إبراهيم اللذان حدّثا عليّ بن محمّد في سنة تسع وسبعين ومائتين.

وأمّا ما رواه الإقبال عن ابن عيّاش ، عن أبي منصور العبدي ، قال : « خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمّد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمه‌الله وكنت حدث السنّ وكتبت أستأذن في زيارة مولانا أبي عبد الله عليه‌السلام وزيارة الشهداء ... إلخ » (٢) فقال المجلسي : يحتمل أن يكون المراد بالناحية العسكري عليه‌السلام.

قلت : بل هو المقطوع ، فإنّه مع عدم قول أحد بكون مولده أقلّ من سنة أربع ولا ورود خبر به ، إنّما كان قيامه عليه‌السلام بالأمر بعد أبيه سنة ستّين. ويشهد لإطلاق « الناحية » على العسكري عليه‌السلام أيضا أنّ المسعودي في الإثبات قال : روي أنّ أبا الحسن صاحب العسكر عليه‌السلام احتجب عن كثير من الشيعة إلاّ عن عدد يسير من

__________________

(١) كمال الدين : ٤٣٥ ، مع اختلاف.

(٢) إقبال الأعمال : ٥٧٣.

٢٣

خواصّه ، فلما أفضى الأمر إلى أبي محمّد عليه‌السلام كان يكلّم شيعته الخواصّ وغيرهم من رواء الستر إلاّ في الأوقات الّتي يركب فيها إلى دار السلطان ، وإنّما ذلك إنّما كان منه ومن أبيه قبله مقدّمة لغيبة صاحب الزمان عليه‌السلام لتألف الشيعة ذلك ولا تنكر الغيبة ، وتجري العادة بالاحتجاب والاستتار (١). ويأتي عن قريب خبر معلّى وفيه : خرج عن أبي محمّد عليه‌السلام حين قتل الزبيري.

ويمكن أن يريد بالناحية الحجّة عليه‌السلام أيضا إن حملنا قوله : « وخمسين » على كونه محرّف « وستّين ».

وكيف كان ، فالأظهر هو القول الثاني ( سنة ستّ ) لكون رواياته خمسة ، بخلاف الأوّل ( سنة خمس ) فليس فيه إلاّ خبران : خبر حكيمة ، وخبر محمّد بن عليّ العباسي على النقل عن الفضل. وترجيح النوري الأوّل بأنّ خبر الفضل صحيح (٢) غير صحيح ، لعدم وصول غيبة الفضل إلينا بإسناد ، وإنّما نقل عن خطّ مجهول ، والقدماء لا يجيزون العمل بمثله. وكذلك تأويل المجلسي الخبر الأوّل من أخبار الثاني ، وهو هكذا : عن معلّى بن محمّد قال : خرج عن أبي محمّد عليه‌السلام حين قتل الزبيري « هذا جزاء من افترى على الله تبارك وتعالى في أوليائه ، زعم أنّه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله عزّ وجلّ؟ وسمّاه م ح م د سنة ستّ وخمسين ومائتين » بكون السنة ظرفا لخرج أو قتل (٣) لا وجه له ، لعدم حصر المعارض به.

وقال : ويحتمل حمل ما دلّ على الخمس على الشمسي وهذا على القمري.

قلت : وهو وهم ، فإنّه مع عدم تعارف الشمسيّة في الكتب العربيّة ولا سيّما في الشرعيّة يكون التفاوت بينهما أكثر من ستّ سنين ، لا سنة.

تنبيه :

يستحبّ صوم أيّام مواليدهم عليهم‌السلام الّتي منّ الله تعالى بهم علينا فيها فجعلهم

__________________

(١) إثبات الوصيّة : ٢٣١.

(٢) نجم ثاقب : ١٨.

(٣) البحار ٥١ : ٤.

٢٤

في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، لعمومات الشكر ، وقد ورد الأمر بالخصوص بصوم يوم مولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) ومولد الحسين عليه‌السلام (٢).

وقد ورد دعاء في رجب في مولد الجواد والهادي عليهما‌السلام (٣) لكن عرفت ما فيه ، كما ورد دعاء في مولد الحسين عليه‌السلام (٤) ودعاء في مولد القائم عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) الوسائل ٧ : ٣٣٥ ، الباب ١٩ من أبواب الصوم المندوب ، ح ١.

(٢) مصباح المتهجّد : ٨٢٦.

(٣) مصباح المتهجّد : ٨٠٥.

(٤) مصباح المتهجّد : ٨٢٦.

(٥) مصباح المتهجّد : ٨٤٢.

٢٥

فصل

في وفياتهم عليهم السلام

أمّا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

فاختلف أنّه في صفر أو ربيع الأوّل ، وعيّنه القائلون بالأوّل في الثامن والعشرين ، كالمفيد في إرشاده ومسارّه (١) والشيخ في تهذيبه ومصباحيه (٢).

واختلف القائلون بالثاني ، فالمسعودي في إثباته والنوبختي في فرقه أطلقاه (٣) وعيّنه الكافي والمسترشد في الثاني عشر (٤) ونقل عن صاحب المغازي (٥) ورواه المجالس عن أبي بكر وعمر (٦) وجعل المجلسي الكليني هنا أيضا كالمولد متفرّدا ومخالفا للشهرة (٧) مع أنّ المسعودي والنوبختي ومحمّد بن جرير بن رستم الطبري ـ وهم من الفحول ـ قد عرفت موافقتهم له ، كما أنّ القول الأوّل الّذي جعله مشهورا لم نقف على قائل به قبل المفيد والمتأخّرون تابعون له وللشيخ غالبا في آرائهما في الفقه وغيره ، كما أنّ الشيخ تابع لشيخه غالبا أيضا.

__________________

(١) الإرشاد : ١٠١ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٦.

(٢) التهذيب ٦ : ٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٠.

(٣) إثبات الوصيّة : ١٠٦ ، فرق الشيعة : ٢.

(٤) الكافي ١ : ٤٣٩ ، المسترشد في الإمامة ١١٣ ، ح ١.

(٥) المغازي ٣ : ١١٢٠.

(٦) الأمالي للشيخ الطوسي : المجلس العاشر ، ح ٢٩.

(٧) البحار ٢٢ : ٥١٤.

٢٦

والعامّة اتّفقوا على أنّه في ربيع الأوّل ، لكنّهم اختلفوا في يومه ، فقال صاحب المغازي بالثاني عشر كما تقدّم (١).

وعن الثعلبي والقاضي أبي بكر في البرهان وابن الكلبي وأبي مخنف (٢) وابن الخشّاب راويا له عن الباقر عليه‌السلام أنّه لليلتين خلتا منه. (٣)

وعن الخوارزمي في أوّله (٤).

وعن البغوي روايته لثمان عشرة ليلة منه (٥).

وعن ابن الجوزي والحافظ ابن حزم روايتهما في الاثنين والعشرين (٦).

وقيل : لثمان منه (٧). وقيل : لعشر (٨).

واتّفقت روايات الخاصّة والعامّة على أنّه كان يوم الاثنين (٩).

وادّعى بعض العامّة إجماع المسلمين أيضا أنّ عرفة حجّة الوداع كانت يوم الجمعة (١٠) وهو لا ينطبق على الثامن والعشرين من صفر ، ولا على الثاني عشر من ربيع الأوّل ، وإنّما ينطبق على قول أوّل الربيع وثانيه.

فلا يبعد ترجيح الثاني ، لشهرته وروايته عن الباقر عليه‌السلام (١١) إلاّ أنّ الكلام في إثبات ذاك الإجماع.

كما أنّ المشهور أنّ وفاة الصديقة كانت في ثالث جمادى الآخرة ، وقد ورد في الصحيح عيشها بعد أبيها خمسة وسبعون يوما (١٢) وهو أيضا لا ينطبق على أحد من قولي الخاصّة ، لكن تلك الشهرة غير معلومة ، مع أنّ الظاهر كون « سبعين » محرّف « تسعين » فينطبق على الأوّل منهما.

وأمّا سنته : فعن ابن الخشّاب روايته عن الباقر عليه‌السلام كونه سنة عشر من

__________________

(١) المغازي ٣ : ١١٢٠.

(٢) نقل عنهم في البحار ٢٢ : ٥١٤ و ٥٣٤.

(٣) عنه في كشف الغمّة ١ : ١٤.

(٤) نقل عنه في البحار ٢٢ : ٥٣٥.

(٥) نقل عنه في البحار ٢٢ : ٥٠٣.

(٦) نقل عنهما في البحار ٢٢ : ٥٠٤.

(٧) نسبهما العلاّمة المجلسي قدس سرّه إلى القيل ولم يعيّن قائلهما ، البحار ٢٢ : ٥٠٤ ، ٥٠٣.

(٨) نسبهما العلاّمة المجلسي قدس سرّه إلى القيل ولم يعيّن قائلهما ، البحار ٢٢ : ٥٠٤ ، ٥٠٣.

(٩) راجع البحار ٢٢ : ٥٠٣.

(١٠) نقله في البحار عن ذي النسبين ٢٢ : ٥٣٥.

(١١) كشف الغمّة ١ : ١٤.

(١٢) الكافي ١ : ٤٥٨.

٢٧

الهجرة (١) وبه قال المفيد في مسارّه وإرشاده (٢) والنوبختي في فرقه (٣) والشيخ في تهذيبه ومصباحه الكبير (٤).

وقال المسعودي في إثباته والشيخ في مصباحه الصغير سنة إحدى عشرة (٥). وهو الصحيح ، للاتّفاق على أنّ سنّه ثلاث وستّون وتوقّفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة بعد قدومها عشر سنين كوامل ، ولأنّ الشيخين أيضا قالا في وفاة فاطمة عليها‌السلام بأنّها كانت سنة إحدى عشرة (٦) وقد أجمعوا على أنّ وفاتهما في سنة. والخبر (٧) محمول على أنّه توفّي بعد عشر من هجرته ، لا في العاشرة من هجرته ولكن كلام الشيخين غفلة ، كيف! وقد عبرا في وفاة الصديقة بإحدى عشرة.

وأمّا وفاة أمير المؤمنين عليه‌السلام

فاتّفقوا على أنّه في شهر رمضان ، ولا عبرة بما نقل الطبري شاذّا أنّه في ربيع الآخر (٨).

وإنّما اختلفوا في ليلة ضربه وليلة قبضه ، فقال أبو الفرج في حديث أبي عبد الرحمن السلمي أنّ ضربه كانت في ليلة السابع عشر (٩) وبه قال المناقب (١٠) ورواه الطبري عن الواقدي وأبي معشر وهشام الكلبي (١١) ونقل عن ابن عبّاس (١٢).

__________________

(١) نقل عن تاريخ ابن الخشّاب كشف الغمّة ١ : ١٤.

(٢) مسارّ الشّيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٦ ، الإرشاد : ١٠١ ، لكن فيهما : سنة إحدى عشرة.

(٣) فرق الشيعة : ٢.

(٤) التهذيب ٦ : ٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٠ وفيه : سنة إحدى عشرة.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٠٦ ، مختصر المصباح ( مخطوط ).

(٦) ـ مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٤ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٣.

(٧) يعني خبر ابن الخشّاب عن الباقر عليه‌السلام المتقدّم آنفا.

(٨) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٣.

(٩) مقاتل الطالبيّين : ٢٠.

(١٠) المناقب ٣ : ٣٠٧ ، وفيه : لتسعة عشر مضين من شهر رمضان.

(١١) تاريخ الطبري ٥ : ١٥١ ، ١٤٣.

(١٢) نقله عنه في البحار ٤٢ : ٢٠١.

٢٨

وقال الشيخان ضرب في ليلة تسع عشر وقبض في ليلة الحادي والعشرين (١) وكذا الرضيّ فقال : قبض قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين وله يومئذ ثلاث وستّون على الرواية الصحيحة (٢). ورواه أبو الفرج عن أبي مخنف وعن الأسود الكندي والأجلح (٣) وبه قال في مروج الذهب أيضا (٤) ونقل عن كتاب أسماء حجج الله (٥) ويحتمله ما رواه الطبري عن عليّ بن محمّد قال قتل عليه‌السلام يوم الجمعة لإحدى عشرة بقيت من شهر رمضان (٦) بأن يحمل القتل على الضربة.

ويدلّ عليه صحيح محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام « واصيب أمير المؤمنين عليه‌السلام في ليلة تسع عشرة وقبض في ليلة إحدى وعشرين » رواه الكافي في باب غسل شهر رمضان (٧). ورواية زرارة عن أحدهما عليهما‌السلام برواية الشيخ : وليلة إحدى وعشرين فيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قبض وصيّ موسى ، وفيها قبض أمير المؤمنين عليه‌السلام ... الخبر (٨).

ورواه الصدوق (٩) بدون ذكر قبضه عليه‌السلام.

وقال المسعودي في الإثبات : ضرب لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة إحدى وأربعين (١٠) وكذا الكليني (١١) في ظاهره حيث قال : « قتل عليه‌السلام في شهر رمضان لتسع بقين منه ، ليلة الأحد ، سنة أربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستّين ... إلخ » بأن يحمل القتل على الضربة. ويحتمل إرادة قبضه ، فيكون موافقا للأوّل. ويمكن أن يكون تعمّد الإجمال ، لعدم وضوح الأمر عنده وتعارض الخبر

__________________

(١) الإرشاد : ١٢ ، مصباح المتهجّد : ٦٢٧.

(٢) خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام : ٤.

(٣) مقاتل الطالبيّين : ٢٥.

(٤) مروج الذهب ٢ : ٤١١.

(٥) نقله عنه في البحار ٤٢ : ٢٠٠.

(٦) تاريخ الطبري ٥ : ١٤٣.

(٧) الكافي ٤ : ١٥٤.

(٨) مصباح المتهجّد : ٦٢٧.

(٩) أمالي الصدوق : ٢٦٢ ، المجلس الثاني والخمسون ، ح ٤.

(١٠) إثبات الوصيّة : ١٣١.

(١١) الكافي ١ : ٤٥٢.

٢٩

فيه ، فروى في باب غسل شهر رمضان ما تقدّم ، وروى في باب وصاياهم عليهم‌السلام عن أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّار ومحمّد بن إسماعيل عن الفضل عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : بعث إليّ أبو الحسن موسى عليه‌السلام بوصيّة أمير المؤمنين عليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به عليّ بن أبي طالب ( إلى أن قال ) حتّى قبض صلوات الله عليه ورحمته في ثلاث ليال من العشر الأواخر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ليلة الجمعة ، سنة أربعين من الهجرة ... إلخ (١).

ويدلّ عليه أيضا ما رواه الغيبة عن جابر عن الباقر عليه‌السلام قال : هذه وصيّة أمير المؤمنين عليه‌السلام ( إلى أن قال ) ثمّ لم يزل يقول لا إله إلاّ الله حتّى قبض ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ليلة الجمعة ، سنة أربعين من الهجرة ، وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان (٢).

ويؤيّده خبر محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام قال : الغسل في سبع عشر موطنا ( إلى أن قال ) وليلة إحدى وعشرين ، وهي الّتي اصيب فيها سيّد أوصياء الأنبياء ، وفيها رفع عيسى بن مريم وقبض موسى عليه‌السلام ... الخبر (٣).

وصحيح الكافي عن الباقر عليه‌السلام : لقد قبض في الليلة الّتي قبض فيها وصيّ موسى ( إلى أن قال ) والليلة الّتي نزل القرآن (٤).

وما رواه الأمالي بإسناده عن حبيب بن عمرو في خطبة الحسن عليه‌السلام في وفاة أبيه : أيّها الناس في هذه الليلة نزل القرآن ( إلى أن قال ) وفي هذه الليلة مات أمير المؤمنين عليه‌السلام (٥) مع دلالة أخبار كثيرة على أنّ ليلة القدر الّتي نزل فيها القرآن ليلة ثلاث وعشرين (٦) بالخصوص.

__________________

(١) الكافي ٧ : ٥٢ ـ ٤٩.

(٢) كتاب الغيبة : ١١٧.

(٣) التهذيب ١ : ١١٤.

(٤) الكافي ١ : ٤٥٧.

(٥) أمالي الصدوق : ٢٦٢ ، المجلس الثاني والخمسون ، ح ٤.

(٦) راجع الوسائل ٧ : ٢٥٨ ، باب ٣٢ من أبواب أحكام شهر رمضان.

٣٠

ثمّ المشهور أنّه سنة أربعين ، وقال في إثبات الوصيّة : سنة إحدى وأربعين كما تقدّم. وأمّا ما رواه الإكمال في نصّ أمير المؤمنين عليه‌السلام على الاثني عشر في خبر اليهودي معه عليه‌السلام عن إبراهيم بن يحيى المدني عن الصادق عليه‌السلام وفيه : ويحك يا هاروني! أنا وصيّ محمّد عليه‌السلام أعيش بعده ثلاثين سنة لا أزيد يوما ولا أنقص يوما ثمّ ينبعث أشقاها (١).

وما رواه هو والكافي عن أبي الطفيل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وفيه : يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ... (٢).

ومقتضاهما كون يوم وفاته عليه‌السلام يوم وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يقل به أحد فمحمولان على زيادة فقرة « لا يزيد ... إلخ » فيهما ، لأنّ الخبر روي بطرق أخر بدونها ، وحينئذ فالمراد بالثلاثين فيهما الثلاثين العرفي.

وأمّا وفاة الصديقة عليها‌السلام

فروى المعروف بالدلائل عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام : قبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدى وعشرة من الهجرة (٣). وبه صرّح المفيد في المسارّ (٤) والشيخ في المصباح (٥) ونسبه الإقبال إلى جماعة ، فقال : روينا عن جماعة من أصحابنا ـ ذكرناهم في كتاب التعريف للمولد الشريف ـ أنّ وفاة فاطمة كانت يوم ثالث جمادى الآخرة (٦).

وعن ابن همّام قال : روي لعشر بقين منه (٧).

وعن الكشف قيل : لثلاث ليال من شهر رمضان ونقل عن العاصمي بإسناده

__________________

(١) كمال الدين : ٢٩٧.

(٢) كمال الدين : ٢٩٩ ، الكافي ١ : ٥٢٩.

(٣) دلائل الإمامة : ٤٥.

(٤) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٤.

(٥) مصباح المتهجّد : ٧٩٣.

(٦) إقبال الأعمال : ٦٢٣.

(٧) نقله عنه في البحار ٤٣ : ١٧١.

٣١

عن محمّد بن عمر (١). ونقل المصباح عن ابن عيّاش أنّه في اليوم الحادي والعشرين من رجب (٢). وبعضهم لم يعيّن يومه ، لكن قالوا بعيشها بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمدّة واختلفوا.

قال أبو الفرج : فالمكثّر يقول : ثمانية أشهر (٣) والمقلّل أربعين يوما ، إلاّ أنّ الثبت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام أنّها توفّيت بعده بثلاثة أشهر ، حدّثني بذلك الحسن بن عليّ ، عن الحرث ، عن ابن سعيد ، عن الواقدي عن عمرو بن دينار ، عنه عليه‌السلام (٤).

قلت : نقل الثلاثة أشهر الكشف عن كتاب الذرّيّة للدولابي عن رجاله (٥). وعن ابن شهاب الزهري ستّة أشهر (٦). وقال ابن قتيبة : مائة يوم بعده (٧). وقال الكشف : عن الباقر عليه‌السلام خمس وتسعين ليلة (٨).

وروى الاحتجاج عن كتاب سليم أربعين يوما (٩).

وقال الكليني : خمس وسبعون يوما (١٠) ورواه ابن الخشّاب عن شيوخه عن الباقر عليه‌السلام (١١) وبه قال في عيون المعجزات (١٢) ورواه الكليني صحيحا في خبرين عن الصادق عليه‌السلام سند أحدهما : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة ، عنه عليه‌السلام (١٣). والآخر العدّة ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن هشام بن سالم عنه عليه‌السلام (١٤). وفي خبر حسن أو صحيح ، سنده عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي عمير ، عن هشام بن

__________________

(١) كشف الغمّة ١ : ٥٠٣ ، وعن العاصمي في البحار ٤٣ : ٢١٤.

(٢) مصباح المتهجّد : ٨١٢.

(٣) كذا نقله عنه في البحار أيضا ، وفي المصدر : بستّة أشهر.

(٤) مقاتل الطالبيّين : ٣١.

(٥) كشف الغمّة ١ : ٥٠٢.

(٦) كشف الغمّة ١ : ٥٠٢.

(٧) المعارف : ٨٤.

(٨) كشف الغمّة ١ : ٥٠٣.

(٩) لم نعثر عليه في الاحتجاج ، نقله عن كتاب سليم بن قيس في البحار ٤٣ : ١٩٩.

(١٠) الكافي ١ : ٤٥٨.

(١١) نقله عنه في كشف الغمّة ١ : ٤٤٩.

(١٢) نقله عنها في البحار ٤٣ : ٢١٢.

(١٣) الكافي ١ : ٤٥٨.

(١٤) الكافي ٤ : ٥٦١.

٣٢

سالم عنه عليه‌السلام (١).

ويمكن تأويل « خمسة وسبعين » في الثلاثة ، بكونه محرّف « خمسة وتسعين » حتّى ينطبق على الخبر الدالّ على كونه في ثالث جمادى الآخرة ، مع كون وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الثامن والعشرين من صفر ، وينطبق على خبر ثلاثة أشهر بحمله على التسامح في الكمّية الزائدة ، ويشهد له ما قاله الكشف : إنّ عن الباقر عليه‌السلام خمس وتسعين (٢) إن صحّت النسخة. لكن وقوع التحريف في أخبار ثلاثة مشكل ، مع عدم ثبوت كون وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الثامن والعشرين من صفر ، بل عرفت قول كثير بكونه الثاني عشر من ربيع الأوّل. مع أنّ في الخبر الخامس من أربعين أبي نعيم في أخبار المهدي ـ الّذي نقله الكشف ـ قال عليّ عليه‌السلام : لم تبق فاطمة بعده إلاّ خمسة وسبعين يوما حتّى ألحقها الله به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) لكن الكلام في ثبوت عدد صفر (٤) وإلاّ فالتحريف للتشابه الخطّي ولو في أكثر غير بعيد.

وأمّا وفاة المجتبى عليه‌السلام

فالمشهور بيننا أنّه في صفر ، لكن أطلقه الشيخان في الإرشاد والتهذيب (٥).

وقال الكليني والنوبختي في آخره (٦) وكذا الطبري (٧) ورواه الفضائل بإسناده عن جنادة (٨).

وقال الشيخان في المسارّ والمصباح : لليلتين بقيتا منه (٩).

وقال الكفعمي والشهيد في سابعه (١٠). وقال ابن قتيبة في ربيع الأوّل (١١) وكذا

__________________

(١) الكافي ٣ : ٢٢٨.

(٢) كشف الغمّة ١ : ٥٠٣.

(٣) كشف الغمّة ٢ : ٤٦٩.

(٤) يعني عدد الثامن والعشرين من صفر.

(٥) الإرشاد : ١٩٢ ، التهذيب ٦ : ٣٩.

(٦) الكافي ١ : ٤٦١ ، فرق الشيعة : ٢٤.

(٧) لم نعثر عليه.

(٨) لا يوجد عندنا الفضائل.

(٩) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٧ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٠.

(١٠) مصباح الكفعمي : ٥٢٢ ، الدروس ٢ : ٧.

(١١) المعارف : ١٢٣.

٣٣

كاتب الواقدي (١).

وقال ابن طلحة والطبري في ذيله : في خامسه (٢).

واختلف في سنته ، فقال الكليني والشيخ في التهذيب وابن قتيبة وابن طلحة والحافظ الجنابذي والدولابي في سنة تسع وأربعين (٣) ورواه الخطيب عن سعيد ابن كثير وكاتب الواقدي (٤) وبه قال النوبختي (٥).

وقال المسعودي والشيخان في الإثبات والمسارّ والمصباح : سنة خمسين (٦).

ورواه الكافي صحيحا عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام (٧) لكنّه أفتى بخلافه كما عرفت ، ورواه الفضائل عن جنادة (٨).

وقال أبو الفرج : سنة إحدى وخمسين ونفى عنه الخلاف (٩) ورواه الخطيب عن ابن عائشة (١٠) ونسبه ذيل الطبري إلى قول (١١).

وأمّا وفاة الحسين عليه‌السلام

فلا خلاف في يومه من الشهر.

وإنّما اختلف في يومه من الاسبوع ، فقال الكليني والشيخ في التهذيب يوم الاثنين (١٢) ويدلّ عليه ما نقل اللهوف في ندبة اخته عليه‌السلام له : بأبي من عسكره يوم

__________________

(١) لم نعثر عليه في طبقاته.

(٢) مطالب السئول : ٢٤٥ ، ذيول الطبري : ٥١٤.

(٣) الكافي ١ : ٤٦١ ، التهذيب ٦ : ٣٩ ، المعارف : ١٢٣ ، مطالب السئول : ٢٤٥ ، نقله عنهما في كشف الغمّة ١ : ٥٠٣.

(٤) تاريخ بغداد ١ : ١٤٠ ، الرقم ٢٠.

(٥) فرق الشيعة : ٢٤ ، وفيه سبع وأربعين.

(٦) إثبات الوصيّة : ١٣٨ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٧ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٠.

(٧) الكافي ١ : ٤٦١.

(٨) لا يوجد عندنا.

(٩) تاريخ بغداد : ١ : ١٤٠ ، الرقم ، ٢.

(١٠) الموجود في مقاتل الطالبيّين ( ص ٣١ ) وكانت وفاته عليه‌السلام بعد عشر سنين خلت من إمارة معاوية ، وذلك في سنة خمسين من الهجرة.

(١١) ذيول تاريخ الطبري : ٥١٤.

(١٢) الكافي ١ : ٤٦٣ ، التهذيب ٦ : ٤٢.

٣٤

الاثنين نهبى (١).

وقال المفيد في الإرشاد : يوم السبت (٢). ويمكن أن يستأنس له بخبر أبي بصير عن الصادق عليه‌السلام مشيرا إلى القائم عليه‌السلام : ويقوم في يوم عاشوراء وهو اليوم الّذي قتل فيه الحسين بن عليّ عليهما‌السلام لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرم ... الخبر (٣).

وروي عن الفضل بن دكين (٤) وقال أبو الفرج في مقاتله ، والمسعودي في إثباته والدينوري في أخباره والزبيري في نسبه : يوم الجمعة (٥) وهو المفهوم من الكلبي والمدائني ، فنقل الإرشاد شرح مقتله عليه‌السلام عنهما ، وفيه : وأصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم وهو يوم الجمعة ، وقيل : يوم السبت ... إلخ (٦).

واستدلّ عليه أبو الفرج بإخراجه بالحساب الهندي من سائر الزيجات ، وقال : هذا دليل واضح.

وأمّا سنته : فالمشهور أنّه سنة إحدى وستّين ، صرّح به الكليني والشيخان والمسعودي وابن قتيبة والدينوري والزبيري ورواه الخطيب عن كاتب الواقدي وعن أبي معشر وعن عمرو بن عليّ (٧).

وقال في المناقب : سنة ستّين (٨). ونقله الكشف عن ابن الخشّاب عن حرب بإسناده عن الصادق عليه‌السلام (٩) ونقله الاعتضاد عن العوالم (١٠) وقال : حكاه ابن عبد البرّ (١١)

__________________

(١) اللهوف : ٥٨.

(٢) الإرشاد : ٢٥٢.

(٣) البحار ٥٢ : ٢٨٥. والرواية عن الباقر عليه‌السلام.

(٤) عنه في مقاتل الطالبيّين : ٥١.

(٥) إثبات الوصيّة : ١٤٢ ، الأخبار الطوال : ٢٥٣ ، نسب قريش : ٤٠.

(٦) الإرشاد : ٢٣٣.

(٧) الكافي ١ : ٤٦٣ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٣ ، التهذيب ٦ : ٤٢ ، إثبات الوصيّة : ١٤٢ ، المعارف : ١٢٤ ، الأخبار الطوال : ٢٥٣ ، نسب قريش : ٤٠ ، تاريخ بغداد ١ : ١٤٣ ، الرقم ٣.

(٨) المناقب ٤ : ٧٧.

(٩) كشف الغمّة ٢ : ٤٠.

(١٠) لم نقف عليه.

(١١) لم نعثر عليه ، راجع الاستيعاب ١ : ٣٩٣ ، الرقم ، ٥٥٦.

٣٥

ورواه الدميري في حياة الحيوان (١).

قلت : إنّما رواه الدميري عن طوال الدينوري ، مع أنّ في الطوال ما تقدّم من إحدى وستّين. وكيف كان فاستدلّ عليه الاعتضاد بأنّه إذا كان في إحدى وستّين يكون مقتضى إخراج الزيجات كون عاشوراء الأربعاء ، ولم يقل به أحد ، بخلاف ما إذا كان في ستّين ، فإنّه يوافق الجمعة ، ويصحّ على السبت أيضا دون الاثنين ، وخطّأ أبا الفرج في جمعه بين الجمعة وإحدى وستّين (٢).

ورواه الخطيب عن أبي نعيم وعن أبي الأسود وعن عيسى بن عبد الله ، ورواه في خبر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وروى عن هشام الكلبي : أنّه في سنة اثنتين وستّين (٣) وهو غريب!

وقلنا بعدم الخلاف في كونه في عاشر المحرّم ، لعدم الاعتداد بما في الطبري عن ابن كعب القرظي من كون قتله عليه‌السلام في صفر (٤) لكونه خلاف الإجماع والتواتر.

تتميم :

في المسارّ والمصباح : أنّ في يوم الأربعين كان رجوع حرمه عليه‌السلام إلى المدينة وورود جابر كربلا من المدينة (٥) ولم يعيّنا سنته ، وظاهرهما تلك السنة. واستبعد كلاّ منهما ابن طاوس في الإقبال (٦).

ونقل أيضا عن بعض وصول الحرم فيه أيضا إلى كربلا ، واستبعد كلّ ذلك بأنّ ابن زياد كتب إلى يزيد يستأذنه ولم يحملهم حتّى عاد الجواب وروي أنّهم أقاموا في الشام شهرا في موضع لا يكنّهم من حرّ ولا برد (٧).

__________________

(١) حياة الحيوان ١ : ٨٧.

(٢) أي الستّين.

(٣) تاريخ بغداد ١ : ١٤٢ ـ ١٤٣ ، الرقم ، ٣.

(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٣٩٤.

(٥) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٦ ، مصباح المتهجّد : ٧٨٧.

(٦) إقبال الأعمال : ٥٨٩.

(٧) إقبال الأعمال : ٥٨٩.

٣٦

قلت : أمّا ما قاله من استئذان ابن زياد فغير معلوم ، فإنّه كان عرف من خبث نفس يزيد كخبث نفسه أنّه راض بذلك ومنتظر له ، فكما بعث برأس مسلم ورأس هانئ إليه ساعة قتلهما بعث بالرؤوس والحرم بعد ورودهم الكوفة وحضور مجلسه ، فالمفهوم من الإرشاد (١) أنّهم وصلوا بالحرم يوم الحادي عشر على ابن زياد ، فبعث في غده بالرؤوس أوّلا بعد الطوف بها في الكوفة إلى الشام ، ثمّ بعث أهل الحرم فلحقوا بالأوّلين في الطريق. وإقامتهم في الشام غير معلومة ولم يكن يزيد يمسكهم لمكان الشنعة وخوف حصول ثورة.

روى الطبري وقعة الطفّ عن الباقر عليه‌السلام وعن حصين بن عبد الرحمن وعن أبي مخنف ، وليس في واحد منها كتاب ابن زياد إلى يزيد في الاستئذان ، وإنّما روى الاستئذان في روايتها عن عوانة بن الحكم الكلبي ، وهي رواية شاذّة ففيها منكرات :

منها : بعد ذكر جعل ابن زياد أهل البيت في السجن : فبينا القوم محتبسون إذ وقع حجر في السجن معه كتاب مربوط ، وفي الكتاب خرج البريد بأمركم في يوم كذا وكذا إلى يزيد ، وهو سائر كذا وكذا يوما ، وراجع في كذا ، فان سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وإن لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان فلمّا كان قبل قدوم البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر القي في السجن ومعه كتاب مربوط وموسى ، وفي الكتاب : اوصوا واعهدوا ، فإنّما ينتظر البريد يوم كذا وكذا. فجاء البريد ولم يسمع التكبير وجاء كتاب بأن سرّح الاسارى ... الخ (٢).

ومنها : عن فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام قالت ليزيد : ما تركوا لنا خرصا! فقال يزيد : يا ابنة أخي! ما آت إليك أعظم ممّا اخذ منك. ثمّ اخرجن فادخلن دار يزيد. وأرسل إلى كلّ امرأة ما ذا اخذ منك؟ وليس امرأة تدّعي شيئا بالغا ما بلغ إلاّ قد أضعفه لها ، فكانت سكينة تقول : ما رأيت رجلا كافرا بالله خيرا من يزيد ... الخ (٣).

ومنكريّة ما فيه كخبر الاستئذان واضحة.

__________________

(١) الإرشاد : ٢٤٢.

(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٦٣.

(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٤٦٤.

٣٧

بل المفهوم من رواية أبي مخنف ( ورواياته أبسطها وأمتنها متنا وسندا ، حيث إنّه يروي غالبا وقائع الطفّ عمن شهدها بواسطة واحدة ممّن كان عليه‌السلام ولم يقتل ، كالضحّاك المشرقي الّذي شرط معه عليه‌السلام الدفاع عنه ما دام له أصحاب ، وكعقبة بن سمعان مولى الرباب ، وكمولى عبد الرحمن الأنصاري من أصحابه عليه‌السلام فلمّا قتل عليه‌السلام فرّا ، وممّن كان مع ابن سعد ، كحميد بن مسلم وكثير الشعبي وغيرهما ) إرسال عبيد الله لأهل البيت بعد ورودهم الكوفة بلا مهلة ، وأنّ يزيد لم يكن عنده علمه من القضيّة حتّى وردوا عليه مع الموكّلين بهم ، فسأل عنهم الكيفيّة. فروى : أنّ يزيد قال له لزهر بن قيس : ما وراءك؟ فقال : ابشر ورد علينا الحسين في ثمانية عشر من أهل بيته وستّين من أصحابه! فسألناهم أن ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله أو القتال ، فاختاروا القتال فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كلّ ناحية ... الخ (١).

والمفهوم من رواياته : كون توقّفهم بالكوفة يوما وبالشام ثلاثة أيّام لإقامة المناحة عليه عليه‌السلام وعدم حضورهم عند عبيد الله وعند يزيد أكثر من مجلس.

وحينئذ فرجوعهم يوم الأربعين من تلك السنّة غير بعيد.

وكما أنّ ورود جابر الأربعين من تلك السنة أيضا غير بعيد ، فروى الطبري : أنّ عبيد الله لمّا جيء برأس الحسين عليه‌السلام إليه قال لعبد الملك السلمي : انطلق إلى عمرو بن سعيد بالمدينة وبشّره ولا يسبقك الخبر. وأعطاه دنانير وقال له : لا تعطّل وإن قامت بك راحلتك فاشتر راحلة ؛ وهكذا فعل (٢).

وروى الحموي في حمّاد الراوية أنّ هشاما كتب بحمله من الكوفة إليه بالشام ليسأله عن قائل بيت في اثنتي عشرة ليلة ، ففعل يوسف بن عمر حامله ذلك (٣) فإذا كان إيصال من حمل مكرما في هذه المدّة ، يكون إيصال من حمل إذلالا في أقلّ.

ولقد جاء بلال بن أبي بردة وكان عاملا على البصرة من قبل خالد القسري إليه في الكوفة ليشير عليه بأن يبذل مقدارا من أمواله لهشام لئلاّ يستأصله في يوم وليلة (٤).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٥٩.

(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٦٥.

(٣) معجم الأدباء ١٠ : ٢٥٨ الرقم ٣٣.

(٤) تاريخ الطبري ٧ : ١٥٣.

٣٨

ولقد ذهب أبو بكرة من البصرة إلى الكوفة ورجع في مدّة قليلة لأخذ أمان من معاوية لبني زياد عبيد الله وباقيهم لئلاّ يقتلهم بسر بن أرطاة حين كان زياد في فارس غير تابع لمعاوية (١).

في الطبري : استأجل أبو بكرة بسرا ، فأجّله اسبوعا ذاهبا وجائيا ( إلى ان قال ) فأقبل أبو بكرة في اليوم السابع ، وقد طلعت الشمس ، وأخرج بسر بني زياد ينتظر بهم غروب الشمس ليقتلهم (٢).

وفي عيون ابن قتيبة : سار ذكوان مولى آل عمر من مكّة إلى المدينة في يوم وليلة فقدم على أبي هريرة ـ وهو خليفة مروان ـ فقال له حاجّ : غير مقبول منه ، قال : ولم؟ قال : لانّك نفرت قبل الزوال. فأخرج كتاب مروان إليه بعد الزوال (٣).

وفي الطبري ـ في وقعة الحرّة وكتاب مروان إلى يزيد في إخراج أهل المدينة لبني اميّة ـ قال حبيب بن كرّة : أخذ عبد الملك الكتاب فخرج إلى ثنيّة الوداع فدفع إليّ الكتاب ، وقال : قد أجّلتك اثنتي عشرة ليلة ذاهبا واثنتي عشرة ليلة مقبلا ، فوافني الأربع وعشرين ليلة في هذا المكان تجدني في هذه الساعة أنتظرك ( إلى أن قال ) قال : أقبلت في ذلك المكان في تلك الساعة (٤).

وإقامتهم بالشام بعد حضورهم مجلس يزيد مرّة غير معلومة. ولا عبرة بتلك الروايات المقطوعة المرسلة ، وأنّ في أغلبها التضادّ والتناقض والاختلاف.

وأمّا وفاة السجّاد عليه‌السلام

فلم يتعرّض كثير لشهره ، وعيّنه بعضهم في محرّم. واختلفوا ، فالنوبختي أطلقه (٥).

وقال الشيخان في المسارّ والمصباح : في الخامس والعشرين منه (٦).

__________________

(١) تاريخ الطبري ٥ : ١٦٧.

(٢) تاريخ الطبري ٥ : ١٦٧.

(٣) عيون الأخبار لابن قتيبة ١ : ١٣٨.

(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٤٨٢.

(٥) فرق الشيعة ٣ : ٥٣.

(٦) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٤٥ ، مصباح المتهجّد : ٧٨٧.

٣٩

وفي جدول الكفعمي في الثاني والعشرين (١).

وفي مناقبي السروي والكنجي في الثامن عشر (٢).

واختلف في سنته ، فقال أبو نعيم : سنة اثنتين وتسعين (٣).

وابن عساكر أربع وتسعين (٤) وروي عن أبي فروة وعن الحسين ابنه عليه‌السلام (٥) وبه قال الشيخان في المسارّ والمصباح والجزري (٦) والنوبختي.

وقال الكليني والإثبات والشيخان في الإرشاد والتهذيب : إنّه في سنة خمس وتسعين (٧) ورواه الأوّل عن أبي بصير عن الصادق عليه‌السلام. فعليه المعوّل.

وأمّا وفاة الباقر عليه‌السلام

فلم يذكر الأكثر شهره ، وقال في فرق الشيعة وفي المناقب وفي الإعلام : في ذي الحجّة (٨) قال الأخيران : وقيل في ربيع الآخر.

وقال في الكشف والشهيد : في سابع ذي الحجّة (٩).

وأمّا سنته : ففي الإثبات في خمس عشرة ومائة (١٠) حيث ذكر قيام الصادق عليه‌السلام فيه.

وقال الكفعمي : في ستّ عشرة (١١).

والفصول المهمّة والكشف في سبع عشرة (١٢) ونقل الأخير عن بعضهم سنة

__________________

(١) مصباح الكفعمي : ٥٢٢.

(٢) المناقب ٤ : ١٧٥ ، لم نعثر عليه في كفاية الطالب.

(٣) عنه في كشف الغمّة ٢ : ١٠١.

(٤) تاريخ دمشق ٢٢ : ١٤٨.

(٥) بحار الأنوار ٤٦ : ١٥١.

(٦) الكامل ٤ : ٥٨٢.

(٧) الكافي ١ : ٤٦٦ ، إثبات الوصيّة : ١٤٨ ، الإرشاد : ٢٥٤ ، التهذيب ٦ : ٧٧.

(٨) فرق الشيعة : ٦١ ، المناقب ٤ : ٢١٠ ، إعلام الورى : ٢٥٩.

(٩) لم نجده في الكشف ، ونقله في البحار عن الكفعمي ٤٦ : ٢١٧. الدروس ٢ : ١٢.

(١٠) إثبات الوصيّة : ١٥٣.

(١١) مصباح الكفعمي : ٥٢٢.

(١٢) الفصول المهمّة : ٢٢٠ ، كشف الغمّة ٢ : ١١٩.

٤٠