البراهين القاطعة - ج ٣

محمّد جعفر الأسترآبادي

البراهين القاطعة - ج ٣

المؤلف:

محمّد جعفر الأسترآبادي


المحقق: مركز العلوم والثقافة الإسلامية
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة بوستان كتاب
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-766-6
ISBN الدورة:
964-371-509-4

الصفحات: ٤٥٦

الإلهيّة كما تقدّم ، وقد بيّنّا أنّ نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان كذلك ، فيجب إطاعته والسماع منه كلّ ما ادّعاه ، ومنه أنّه : « لا نبيّ بعدي ». فلا يبقى للاحتمال المذكور سبيل.

وثانيا : إنّه حكي إفادة التوراة نفي ذلك الاحتمال أيضا ، فلا يكون ذلك الاحتمال إلاّ من اللجاج والعناد ، فإنّه حكي عن إبراهيم عليه‌السلام في السفر الأوّل من التوراة أنّه أبعد الستّة المسطورين إلى بلاد المشرق بعد أن متّعهم ما يكتفون به ، ولا يدّعون الإرث بعده ، وأنّه لم يكن عند وفاته إلاّ إسماعيل وإسحاق ، وأنّ إسماعيل عليه‌السلام كان أعزّ أولاده ، فيكون من نسل المحبوب لا المبغوض.

وبالجملة : فيظهر ممّا ذكرنا أنّ إنكار نبوّة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس غالبا إلاّ من العصبيّة ، أو حبّ الرئاسة فإنّها بعد ملاحظة ما ذكرنا تكون كالشمس في رابعة النهار ، بل أظهر من الشمس وأبين من الأمس ؛ فإنّا أوضحنا برهانها ، وشيّدنا بنيانها ، وأحكمنا أركانها ، وأورقنا أغصانها بذكر الأدلّة العقليّة والنقليّة عند كلّ فرقة ، ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة ، فلم يبق للمنكرين محيص ، بل جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ، ولقد حقّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ، فلا إفادة في الزيادة فإنّها إعادة أو كالإعادة.

فينبغي بعد ذلك أن يقال : ( يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ * لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ * وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) (١) كما أمر نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقول في جوابهم ذلك ، فالعاقل تكفيه الإشارة والجاهل لا تفيه العبارة ، ومن لم يستضئ بالمصباح لم يستضئ بالإصباح.

ثمّ اعلم أنّ جماعة من الفضلاء الذين عاصرناهم ، وغيرهم أفادوا في مقام الجواب عن شبهة ذلك النصرانيّ المعارض أجوبة كثيرة ينبغي الإشارة إلى بعضها ، فأقول :

__________________

(١) الكافرون : (١٠٩) : ١ ـ ٦.

١٢١

[ ما أفاده الفاضل الكاشاني في مقام الردّ على النصراني ]

منهم : العالم الربّاني ، الفاضل الكاشاني حيث أفاد في مقام الردّ على ذلك النصرانيّ الذي أورد على نبوّة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أشرنا إليه ، مع جوابه أمور :

منها : « أنّ نوع الإنسان الذي هو أشرف أنواع الأكوان مدنيّ بالطبع ، محتاج إلى التمدّن والاجتماع في المدينة والمكان ، ورفع كلّ لحاجة غيره في الغذاء ، واللباس ، والمسكن ، ودفع الأسقام بالأدوية البسيطة ، أو المركّبة وأمثال ذلك من أمور المعاش والمعاد ، وحيث كان التركّب من القوى البهيميّة السبعيّة والملكيّة موجبا للتشاجر والجدال ، والقيل والقال ، والنزاع والقتال ، ونهب الأموال ، وأسر النساء والأطفال ، ونحو ذلك من أسباب الاختلال ، كان اللازم على الحكيم المتعال بحكم صريح العقل من تعيين مقنّن القوانين ، الرادع للاضمحلال ، حذرا عمّا ينافي الغرض من خلق العالم السافل والعال ، وذلك في كمال الظهور وأظهر من الشمس وأبين من الأمس ، بل كأنّه محسوس بالحواسّ الخمس ، مضافا إلى إجماع جميع أهل الملل على بعث الرسل وإنزال الكتب للإرشاد إلى السبل والتكاليف المعاشيّة والمعاديّة التي لا يمكن بيانها إلاّ من قبل الله بلسان رسول من الله ، كما لا يخفى » (١).

« والإيراد ـ بأنّ نصب الرئيس إنّما يحتاج إليه عند عدم الإحاطة وعدم التمكّن على حفظ الكلّ بنفسه ، وأمّا بالنسبة إلى العالم القدير المحيط المسلّط على الكلّ فلا ـ مدفوع بأنّ النقص من القابل ؛ لعدم قابليّة الكلّ للتلقّي من الله بلا واسطة كما هو المشاهد المحسوس المعلوم بالوجدان والعيان ، فلا بدّ من الرئيس المطاع الرافع للقتال والنزاع ؛ حذرا عمّا ينافي الغرض من الصنع والإبداع وهو الاستعداد لنعيم الآخرة المترتّب على المعرفة والطاعة الموقوفتين على نظم أمر المعيشة ، وقد اعترف بما ذكرنا النصرانيّ المشار إليه بالنسبة إلى أمثال موسى وعيسى ، والتوراة

__________________

(١) « سيف الأمّة » : ٤٥ ـ ٤٦ ، طبعة حجريّة.

١٢٢

والإنجيل ، وإن أنكره الزنديق » (١).

ومنها : « أنّه إذا تعلّق مشيئة الله بإرسال رسول إلى قوم ، وأمرهم بإطاعته لا بدّ من إعطاء علامة دالّة على صدق ذلك الرسول ، فيهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة ، ولئلاّ يكون للناس على الله حجّة ، فلله الحجّة البالغة ، وتلك العلامة هي المعجزة المصدّقة ، كثعبان موسى ، وإحياء عيسى.

وقد صرّح بذلك في كتاب من كتب خمسة للتوراة حيث قال : سيأتي نبيّ من لم يؤمن به ، انتقم منه ، فقالوا هم : تعرف ذلك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّه حقّ؟ قال : إنّه يعد شيئا فانظروا إن وعد ، إن حصل آمنوا به ، وإلاّ فلا ، فجعل الإخبار بالغيب من المعجزة.

وتوهّم عدم الفرق بين المعجزة وبين نحو السحر والشعبذة ـ ممّا يثبت به نحو النبوّة ـ فاسد ؛ فإنّ المعجزة أثر عجيب واقعي خارق للعادة مقترن بادّعاء ، نحو النبوّة الممكنة على وجه المطابقة لما واقع عليه المطالبة ، فلا يمكن التعلّم بالكسب والرياضة ، بخلاف غيرها كالسحر والشعبذة فإنّه ممّا يمكن تعلّمه بالكسب والرياضة.

وقد يتحقّق في ضمن الخيالي غير الواقع ، مع أنّه لو اقترن بادّعاء نحو النبوّة الممكنة يجب على الله إبطاله لئلاّ يكون للناس على الله حجّة ، فلا يتحقّق الاقتران والمطابقة كما هو في صورة الإتيان بما هو غير محلّ المطالبة ، كشفاء الأعمى عند مطابقة إنطاق الجماد ونحوه ممّا هو خارق العادة ، فالفرق واضح عند عدم من له أدنى مسكة ، فتنحسم مادّة الشبهة بلا شبهة.

وكذا تمتاز المعجزة عن الأرض والكرامة ، ككسر بناء كسرى ، وغور ماء ساوه ، وخمود النار ، ونحوها من خوارق العادة.

__________________

(١) المصدر السابق : ٤٩ ـ ٥٠.

١٢٣

وبعبارة أخرى المعجزة الخارقة للعادة المقترن بالتحدّي المطابق للدعوى ، ومطلوب الخصم غير المقصور على أمر أو أمور خاصّة ، ولا المترتّب على سبب ظاهر ، ويستحيل صدوره عن الكاذب ، بل يجب على الله إبطاله » (١).

ومنها : « أنّ الدليل على ثبوت الرسالة الخاصّة لصاحب الرئاسة الإلهيّة العامّة سيّد الأنبياء محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمور :

الأوّل : أنّ الله بعث رسولا واجب الإطاعة لعباده أم لا؟ لا سبيل إلى الثاني باتّفاق الفريقين ـ مع أنّه خلاف اللطف الواجب ـ فتعيّن الأوّل ، فنقول : إنّ ذلك الرسول إمّا ممّن اشتهر ادّعاؤهم كإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو غيرهم ممّن لا يعلم؟

لا سبيل إلى الثاني باتّفاق الفريقين ـ مع أنّه تكليف بما لا يعلم فتعيّن الأوّل ، فنقول : إنّ ذلك المبعوث الذي وجب إطاعته إمّا كلّهم ، أو بعضهم ، لا دليل إلى الثاني ، إن كان المراد هو البعض لا على التعيين بالاتّفاق ، مع أنّه مثبت للمدّعى.

وإن كان المراد هو البعض المعيّن فنقول : إنّ التعيّن بدون الدليل خلاف الاتّفاق فلا بدّ من الدليل ، فنقول : إن كان لكلّ دليل فإمّا أن يكون الحقّ مع البعض دون بعض ، أو يكون مع الكلّ ، والأوّل باطل بالبديهة ، فتعيّن الثاني. وحينئذ لا يخلو إمّا أن يكون الكلّ ممّن يجب طاعته على الكلّ على وجه التشريك ، أو على وجه الترتيب والتوزيع ، والأوّل باطل بالبديهة ؛ لاستحالة وجوب طاعته المتأخّر المتقدّم ـ مضافا إلى التناقض والنسخ ـ فتعيّن حقّيّة الكلّ على الترتيب والتوزيع بحسب الزمان. ومن المعلوم أنّ نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ادّعى النبوّة الممكنة ، وأتى بالمعجزة المصدّقة أكثر من أن تحصى كما سطرت في الكتب والرسائل على وجه التظافر والتواتر اللذين لا بدّ فيهما من الالتفات والتخلية ، بل هي أظهر ممّا حكى اليهود من معجزات

__________________

(١) المصدر السابق : ٥٠ ـ ٥٣.

١٢٤

موسى ، والنصارى من معجزات عيسى ، فيجب تصديقه وإطاعته كتصديقهما وإطاعتهما » (١).

« فإن قلت : إنّ إطاعة عيسى عليه‌السلام ممّا اتّفق عليه المسلمون والنصارى ، وإطاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممّا اختلفوا فيه ولا يجوز اختيار المختلف فيه مع وجود المتّفق عليه.

قلت : إنّ النزاع في إطاعة أهل هذا الزمان ، ولم يقل أحد من المسلمين بوجوب إطاعة هذا الزمان لعيسى عليه‌السلام ، بل يقولون بحرمتها ، ونسخ دينه ، ووجوب طاعة صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهذا غلط ناشئ من عدم تحرير محلّ النزاع.

ومثله شبهة أنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعترف بنبوّة عيسى عليه‌السلام فإنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله صرّح بانتهاء زمان عيسى في أمثال هذا الزمان ، فإن أقرّ عيسى بأنّ محمّدا ـ الذي يأتي ويقول بذلك ـ حقّ ورسول ، فنحن نصدّقه بتصديق محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلاّ فلا.

والحاصل : أنّ عيسى كان رسولا على أهل زمانه وأمثاله ، والنزاع في أهل زماننا ، فلا يجري فيه الاستصحاب أيضا ، مع أنّ حجيّته موقوفة على ثبوت نبوّة نبيّنا ؛ لانحصار دليل الحجيّة على الصحيح في النقل عن أمنائه » (٢).

مضافا إلى أنّه مدرك غير علمي فلا يصحّ ابتناء المسألة العلميّة عليه.

وبالجملة : ادّعى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النبوّة الممكنة وأتى بالقرآن الذي هو معجزة ، فإنّه طلب المعارضة بقوله : ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) (٣) و ( فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ) (٤) ونحو ذلك ، ولم يقدر أحد من الفصحاء البلغاء على الإتيان بمثله ـ مع كمال حرصهم على ردّه ونفيه ، بحيث إنّهم ـ بعد عجزهم عن المقابلة بالحروف ـ ارتكبوا المقاتلة بالسيوف ، ولا ريب أنّ كلّ أمر أتى به مدّعي النبوّة الممكنة ، وطلب

__________________

(١) المصدر السابق : ٥٦ ـ ٥٨.

(٢) المصدر السابق : ٥٨ ـ ٦٢.

(٣) البقرة (٢) : ٢٣.

(٤) هود (١١) : ١٣.

١٢٥

المعارضة بالإتيان بمثله ، ولم يقدر أحد عليه ـ مع كونهم في صدده ـ فهو معجزة وإن كان من الأمور السهلة ، مع أنّ القرآن كان بحيث لم يمكن ولا يمكن الإتيان بمثله في الفصاحة والبلاغة والحلاوة ، وعدم الانزجار مع كثرة التلاوة ، والاشتمال على الحقائق والدقائق والمطالب العالية والمضامين الكاملة ، بحيث يعجز عن إدراكها الفحول ، وفي الاشتمال على خواصّ السور والآيات ، وحصول الشفاء عن الأمراض بها ، وقصص الأنبياء وغيرهم من غير تعلّم ، والاشتمال على المغيّبات ونحوها.

مضافا إلى اتّصافه بالصفات الحسنة ، والأخلاق الجميلة ، والأعمال المستحسنة ، والأقوال المطبوعة وكون مدفنه ومدفن أوصيائه محلّ ظهور الكرامات واستجابة الدعوات ، كما هو المشاهد لمن حضر في المشاهد. (١)

الثاني : أنّ إرسال الرسل ليس إلاّ للإرشاد ورفع الضلالة عن العباد كما في الأزمنة السابقة ، ولا شكّ أنّ ظهور الطغيان والكفر والعصيان كان قبل بعثة خاتم الأنبياء أكثر من جميع الأزمنة ، فكان بعث الرسول في زمانه لازما ولم يكن غيره صلى‌الله‌عليه‌وآله داعيا إلى الحقّ مانعا عن الكفر مع ادّعاء النبوّة ، فهو النبيّ بالحقّ. (٢)

الثالث : في أنّه أخبر جميع كتب الأنبياء السابقين بمجيء نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله مع ذكر أوصافه وعلائمه ، كما قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ) (٣).

وقال : ( إِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) (٤).

__________________

(١) « سيف الأمة » : ٧٤ ـ ٧٩.

(٢) المصدر السابق : ٨٢ ـ ٨٤.

(٣) الأعراف (٧) : ١٥٧.

(٤) الصفّ (٦١) : ٦.

١٢٦

ولهذا قال : ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ ) (١).

وبالجملة : أخبر الله تعالى في آيات كثيرة من التوراة بما يدلّ على نبوّة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله . (٢)

منها : ما قال لإبراهيم الخليل بقوله : وليشمئل ـ إلى قوله ـ كادل ، كما يحكى في موضع آخر. وفيه ما فيه.

ومنها : غير ذلك من آيات التوراة الأصليّة والإلحاقيّة ، والآيات الزبوريّة ، والآيات الإنجيليّة ، بل من كتاب جاماسب الحكيم المعروف بـ « زند پازند » الذي يقال له : أسرار العجم ، وفيه استخراج أحوال الحوادث الآتية وإخفاء المجوس ، ولكن وجد بعضه العلاّمة المجلسي رحمه‌الله ويحكى فيه عن زردشت ما يبيّن أحوال الأنبياء والملوك ، وعن أحوال خاتم الأنبياء ، وأنّه من العرب يظهر بين جبال مكّة ، وأنّه يركب كقومه على الناقة.

إلى غير ذلك من البراهين التي في تماميّة بعضها إشكال من ملاحظة ما ذكرنا ، ولكن بعضها جيّد وإن كان مع التكرار والإطناب. (٣)

[ ما أفاده بعض المعاصرين في جواب النصراني ]

ومنهم : بعض الثقات من الفضلاء المعاصرين ، فإنّه أفاد في جواب النصراني المشار إليه : أنّ الله تعالى أشار إلى نبوّة نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مواضع من التوراة والإنجيل ـ مضافا إلى إخبار بعض أنبياء بني إسرائيل ـ وقال ما حاصله :

« أنّه تعالى قال في السفر الأوّل من التوراة في الجزاء المعروف بـ « لخلخا » بعد ما تمنّى الخليل بعد تولّد إسماعيل إكرامه تعالى عليه ، هذا الكلام : وليشماعئل شمعتيخا هينه برختي أوتو وهفريتي أوتو وهربيتي أوتو بمأدمأد شنيم عاشار

__________________

(١) البقرة (٢) : ١٤٦.

(٢) « سيف الأمّة » : ٨٤ ـ ٨٧.

(٣) المصدر السابق : ٨٧ ـ ١٢٩.

١٢٧

نسيئيم يوليد ونتتيو لغوي كادول ».

بيان ذلك أنّ :

« يشماعئل » اسم إسماعيل.

و « شمعتيخا » بمعنى استمعتك وسمعتك.

و « هينه » للتنبيه.

و « برختي أوتو » بمعنى أباركه.

و « هفريتي أوتو » بمعنى أصيّره صاحب الثمر والولد وأنبت منه.

و « هربيتي أوتو » بمعنى أكثّره كثيرا.

والمراد « بمأدمأد » محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله كما عن كتاب دانيال ونحوه ممّا هو من الكتب المعتبرة عند اليهود ، مضافا إلى كونهما موافقين في العدد بحساب الجمل ، فإنّ كلاّ منهما بحسب العدد اثنان وتسعون كما لا يخفى.

« وشينم عاشار » بمعنى اثني عشر.

و « نسيئيم » بمعنى كبير معصوم لم يصدر منه خطأ ، صادق صالح كامل ما ينطق عن الهوى.

و « يوليد » بمعنى يلد.

و « نتتيو » بمعنى نعطيه.

و « لغوي » بمعنى الكبير ، أو الطائفة.

و « كادول » بمعنى كثير الكبر والعظم ، فالمعنى أنّ الله تعالى قال لإبراهيم [ لإسماعيل ] (١) اسمعتك أن أباركه وأنبت منه وأكثره كثيرا وأصيّره كثير الثمر. بمحمّد اثنا عشر من شرفاء الناس ، صدّيقون معصومون يتولّدون منه ونعطيهم جلاله ، أو طائفة عظيمة.

__________________

(١) كذا في الأصل.

١٢٨

وقد حكى عن جميع من أسلم من اليهود أنّهم قالوا : إنّ الاثني عشر هم الأئمّة الاثنا عشر ، بل عن بعض تفاسير اليهود العنود ، وعن بعض نسخ التوراة غير الناقصة ذكر أئمّة [ الإمام ] (١).

وما حكي عن بعض أهل اللجاج منهم من حمله على الاثني عشر من أولاد إسماعيل ، ومنهم قيدار النبيّ المدفون في السلطانيّة ، فمردود بأنّ « مأدمأد » في التوراة اسم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فالاثني عشر الذين مع محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله هم الأئمّة الاثنا عشر ، مضافا إلى عدم تحقّق الاثني عشر العظام الكرام من أولاد إسماعيل إلاّ الأئمّة الاثني عشر.

وتوهّم عدم تحقّق ما وعد الله إبراهيم من إعطاء محمّد والاثني عشر وكونه بعد ذلك أعني صاحب الزمان ـ أو كونهم مبعوثين إلى غير بني إسرائيل ، أو كونهم من السلاطين لا النبيّين ـ مدفوع بأنّ صاحب الأمر عندهم من أولاد داود وهو من إسرائيل ، والكلام المذكور يدلّ على أنّه من بني إسماعيل وليس من بني إسماعيل إلاّ نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله وأئمّتنا عليهم‌السلام وبذلك يندفع توهّم كون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الموعود هو عيسى ؛ لأنّه أيضا من بني إسرائيل لا من بني إسماعيل مع أنّهم ينكرونه.

مضافا إلى ما في السّفر الخامس : وقام نابئ عود بيسرائيل كموشه. بمعنى أنّه لا يقوم نبيّ آخر بعد ذلك من بني إسرائيل كموسى في الرتبة ، وأنّ نبيّنا بمقتضى الكلام سالم عن العصيان والنسيان وقد ادّعى أنّه رسول مبعوث إلى الكلّ بقوله : ( إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) (٢) ، و ( ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ ) (٣).

وأورد عليه بأنّ « مأدمأد » بمعنى غاية النهاية في العبري ، لا محمّد ، وأنّ إسماعيل عليه‌السلام له اثنا عشر ولدا بلا واسطة ، فليس المراد الأئمّة ، ولا أقلّ من

__________________

(١) كذا في الأصل ، ولعلّ الصحيح : « الأمّة ».

(٢) الأعراف (٧) : ١٥٨.

(٣) سبأ (٣٤) : ٢٨.

١٢٩

الاحتمال المتّصل للاستدلال ، وأولاد إسماعيل بلا واسطة : نبايت ، وقيدار ، وادبئل ، ومئبسام ، ومشماع ، دوماه ، ومسّاه ، وحدار ، ونيما ، يطور ، ونافيش ، وقدماه. كذا في السفر الأوّل بعد لخلخا في الپاراش المعروف بحي سارا ، في الفصل الخامس والعشرين. (١)

قال : وقال تعالى في السفر الخامس : « نابيء آقيم لا هم ميقرب أحهم كاموخا وناتتي دباري بپيو ودبير إليهم إت كل اشر أصونو ».

وفسّر بأنّ الله تعالى قال : نبيّا أبعث إليهم من بين أولاد إخوتهم مثلك ونعطي كلامنا بلسانه ، وهو يتكلّم بما تأمره على طريق الوحي إليه كما إلى موسى ، ولكن من غير صاعقة موحشة هنا بل نوحي إليه ، بحيث أنا أدري وهو يدري من غير إدراك غيرنا مثل كلام أهل النجوى والمشورة ، كما هو حال الوحي من الله إلى خاتم الأنبياء.

وذلك أيضا في غاية الظهور ؛ إذ لم يكن أحد من أولاد إسماعيل الذي هو أخ إسرائيل مع كونه متّصفا بما ذكر إلاّ نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله كما لا يخفى ، فإنّ إسماعيل وإسحاق كانا أخوين متولّدين من خليل الله إبراهيم عليه‌السلام وكلّ من ولد من إسحاق الملقّب بإسرائيل سمّوا ببني إسرائيل وكلّ من تولّد من إسماعيل سمّوا ببني إسماعيل ، فالنبيّ المبعوث من بني إسماعيل ـ مثل موسى من بني إسرائيل ـ حقّ ، وهو نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واحتمال كونه غيره ممّن بعث بعد ، مدفوع بأنّهم من بني إسرائيل لا من بني إسماعيل ، مع عدم كونهم مثل موسى في الرتبة والإتيان بشريعة على حدة وهو مقتضى ما ذكر ».

أقول : لا يخفى أنّ مقتضى ما ذكرنا عدم كفاية هذا القدر من كلمات التوراة في إثبات المراد.

__________________

(١) « العهد العتيق » ، السفر الأول ، الباب ٢٥ ، الآية ١٣ ـ ١٥.

١٣٠

وأفاد ذلك الفاضل أيضا أنّه قال : « وأيضا ورد في كتاب يشعياء النبيّ ، في الفصل الثاني والأربعين آيات دالّة على مرادنا حيث قال :

هن عبدي إتماخ بو بحيري راصتاه نفشي ناتتّي روحي عالاو مشپاط لكوييم يوصياه لا يصعق ولا يسا ولا يشميع بحوص قولوه قانه راصوص لا يشبور ويشتاه خهاه لا يخبناه لامت يوصيا مشپاط لايخهه ولأياروص عد يا سيم با آرص مشپاط ولتوراتو إييم يييلوكه أمر هاءل أدوناي بورا هشامييم ونوطيهم رقع ها آرص وصإصائيها نتن نشاماه لا عام عاليها ورووح لهلخيم باه.

فإنّ ما ذكر يدلّ على الإخبار بأنّه يجيء نبيّ محبوب من الله ، يعطيه الوحي والشريعة لأقوام ، وأنّه لا يفتر ، ولا يصرخ ، ولا يكسر القصب الصغير ، ولا يطفئ الفتيل من الكتّان ، ويجيء بالشريعة ، وينتظره أهل الجزائر.

ولا ريب أنّ الشخص الموصوف بهذه الصفات ـ المبعوث بعد من سبق إلى كافّة الناس سيّما أهل الجزائر ـ ليس إلاّ نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأيضا ورد في الفصل الثاني من كتاب حيقوق النبيّ :

ويعني أدوناي ويأمر كتب حازون وبائر أعل هلوهوت لمعن ياروص قورابو كي عد حازون لموعد ويا فيح لقص ولا يكزب إيم يتمهمه حكه لوكي بايابا لأ يأحر هينه عوفلاه لأياشراه نفشوبو وصدّيق بامونا تو يحيه.

وفي الفصل الثالث من الكتاب المسطور ورد هذا الكلام :

إلوه متيمان يابو وقادوش مهر پاران سلاه كيساه هشامييم هودو وتهيلاتو مالئاه ها آرص.

فإنّه يستفاد من ذلك أنّه يجيء نبيّ آخر لا يكذب ويتكلّم عن أحوال القيامة ولا تيأسوا عند بطء مجيئه ؛ لأنّه يجيء البتّة ولا يؤخّر عن وقته ، ومن لم يطعه ليس صالحا ، ومن آمن به يحيا حياة طيّبة. ويظهر ذلك النبيّ من جبل فاران وهو نبيّنا محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى غيره ، كعيسى أو صاحب الزمان عليه‌السلام الذي طال زمان

١٣١

ظهوره ولكنّه خاتم أوصيائه ، وسيظهر ويخرّب الداليان ، وهي مدينة في الفرنج ».

[ ما أفاده بعض المعاصرين الأخر ]

ومنهم : بعض الثقات الأخر من المعاصرين فإنّه استدلّ بنحو ما ذكر وغيره ، وكان ممّا يستدلّ به في هذا المقام ما حكي من إخبار الصغير المعروف بهيلد ، يعني ذلك المولود ، ويطلق ذلك اللفظ إلى زمان البلوغ ، وبعد التميّز إلى ثمان عشرة سنة يطلق عليه نعو ، ويقال لإخباره بالفارسيّة : « وحي كودك » وبالعبري : « نبؤت هيلد ».

بيان ذلك : أنّه كان من بني إسرائيل رجل عالم صالح مستجاب الدعوة بالاسم الأعظم ، اسمه : « ربي پنجاس » وكان له زوجة صالحة اسمها : « راحل » وكانت عقيمة عاقرة ، وكانت تستغيث إلى الله لطلب الولد ـ مع التضرّع والبكاء ـ والتمست من زوجها الاستغاثة من الله لذلك ، وأحلفته بالاسم الأعظم ، فترحّم فاستغاث ، فاستجاب له ربّه دعاءه ، فتولّد منهما ولد ذكر كان مدّة حمله ستّة أشهر ، ووضع في اليوم الأوّل من الشهر السابع أوّل نهار يوم الخميس أوّل التشرين بعد أربعمائة وعشرين سنة بعد التخريب الثاني لبيت المقدس ـ قبل ولادة خاتم الأنبياء بثمانين الدنيا ، وكان اسمه : « نجمان » فقال أبوه : اسكت يا نجمان ، فسكت ولم يتكلّم إلى اثنتي عشرة سنة ، فتضرّعت أمّه ، فدعا أبوه فانطلق لسانه ، فقال له : كلّ ما تقول اذكره على وجه الإجمال بحيث لا يفهمه أحد إلى أن يقع ويتحقّق ، فتكلّم بكلمات عديدة بفصول خمسة :

منها : أتيا أومّثا مزعزع بيرياتا عبدا هدمدتا بيد بني أمتا.

ومنها : ليشبيرت آبابا دمستيما ميبا لا يهوي ليه أركاد يصمح ملكا.

ومنها : محمّد كأيّاه آعا بأيّا ديطمع هوياه وييهيه كليليا.

ومنها : نهراكد مطاولؤت قص مطا ميثعبد قطاطاه وهوه حسف طينا داملطا.

ومنها : سغر پوحا وتوشباحا وازيل كسحا نفق نفشيه پحا.

١٣٢

ومنها : عفا عزا ونافل عزيزا وباطلاه كوزا ودي شلطت شميا وكزا.

ومنها : صيهرا شاهاه وسيبا وها شاطا وشامعا وعرق بها.

ومنها : ما ذكر في الفصل الثاني وهو هذا :

شيتا شيقا ومشتيحا عقا ومعقا غيقا ودبيقاه مستنقا رعصا مترصا وناصا وحالصاه ديّسا قفيصا ميتعرفا على يدي ساده سافاه كصورفا بتروفاه نتپساه لحوپا صبوعاه نصپعاه نسرفا ونفرعا وميوداعا يديعاه بشوعاه نشتعشع.

أقول : بيان الألفاظ المسطورة بحسب الضبط اللفظي ، والمعنى الإفرادي حذرا عن حصول الالتباس يقع في فصول :

فصل [١] : فيما يتعلّق بما حكى عن الجزء الأوّل من السفر الأوّل من التوراة فأقول :

« وليشماعئل » ـ بالواو المضمومة ، واللام الساكنة ، فالياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة ، فالشين المعجمة الساكنة ، فالميم المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، مع العين المهملة الساكنة ، ثمّ الهمزة المكسورة ، مع اللام الساكنة ـ بمعنى ولإسماعيل.

« شمعتيخا » ـ بالشين المعجمة المفتوحة ، فالميم المفتوحة ، مع العين المهملة الساكنة ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المكسورة ، مع الياء التحتانيّة الساكنة ، ثمّ الخاء المعجمة المفتوحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ـ بمعنى سمعتك.

« هينه » ـ بالهاء المكسورة بالكسرة الإشباعيّة التي تتولّد منها الياء لفظا لا خطّا في التوراة ، ثمّ النون المكسورة ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى هذا الزمان.

« برختي » ـ بالباء الموحّدة المكسورة والراء المهملة المفتوحة ، مع الخاء المعجمة الساكنة ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ـ بمعنى باركته وخلقته مع البركة.

« أوتو » ـ بالهمزة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة

١٣٣

المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى « إيّاه » الذي هو الضمير الغائب المنصوب المنفصل ، ويقع على مدلوله فعل الفاعل ، فمعنى الكلّ : باركته وخلقته مع البركة.

و « هفريتي » ـ بالهاء المكسورة بالكسرة التي يجوز إشباعها ، مع الفاء الساكنة ، ثمّ الراء المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ثم التاء المثناة الفوقانيّة المكسورة مع الياء المثناة التحتانيّة الساكنة ـ بمعنى أبثّ وأكثر.

« أوتو » مرّ بيانه.

و « هربيتي » ـ بالهاء المكسورة بالكسرة التي يجوز إشباعها ، مع الراء المهملة الساكنة ، ثمّ الباء الموحّدة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ـ بمعنى أكثّر.

« أوتو » مرّ.

« بمأد » ـ بالباء الموحّدة المكسورة بالكسرة التي يجوز إشباعها ، مع الميم الساكنة ، ثمّ الهمزة المضمومة ، مع الدال المهملة الساكنة ـ بمعنى الغاية.

« مأد » ـ بالميم المفتوحة ، فالهمزة المضمومة ، فالدال المهملة الساكنة ـ بمعنى النهاية.

وتوهّم كون « بمأدمأد » كلمة واحدة عبارة عن محمّد ـ كما هو مبنى المستدلّ ـ مردود ، وخلاف ظاهر كتابة التوراة التي شاهدتها.

« شنيم » ـ بالشين المعجمة المفتوحة ، فالنون المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ الميم الساكنة ـ بمعنى اثني.

« عاشار » ـ بالعين المهملة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة المولّدة للألف لفظا لا خطّا في التوراة ، ثمّ الشين المهملة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة المولّدة للألف ، مع الراء المهملة الساكنة ـ بمعنى عشر.

« نسيئيم » ـ بالنون المفتوحة ، فالسين المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة

١٣٤

التحتانيّة الساكنة ، ثمّ الهمزة المكسورة بالكسرة الإشباعيّة التي يتولّد منها الياء الثابتة لفظا لا خطّا في التوراة مع الميم الساكنة ـ بمعنى رؤساء الطائفة وأجلّتهم.

« يوليد » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ اللام المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة وكذا الدال المهملة الساكنة بمعنى يولّد.

« ونتتيو » ـ بالواو المضمومة ، مع النون الساكنة ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المفتوحة بالفتحة الطولانيّة ، فالتاء المثنّاة الفوقانيّة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ، والواو الساكنة ـ بمعنى وأعطيه.

« لغوي » ـ باللام المفتوحة كالممالة ، فالغين المعجمة المضمومة ، مع الواو والياء الساكنتين ـ بمعنى القوم.

« كادول » ـ بالكاف العبريّة والعجميّة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، ثمّ الدال المهملة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، واللام الساكنة ـ بمعنى كبير بالكثرة والعدد ، والمعنى التركيبي مرّ بيانه وما فهّمه المستدلّ ، مع ما فيه.

فصل [٢] : فيما يتعلّق بما حكي من كتاب يشعياء النبيّ ، فأقول :

« هن » ـ بالهاء المكسورة ، مع النون الساكنة ـ بمعنى هذا الزمان.

« عبدي » واضح.

« إتماخ » ـ بالهمزة المكسورة ، مع التاء المثنّاة الفوقانيّة الساكنة ، ثمّ الميم المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي يتولّد منها الألف ، مع الحاء المعجمة الساكنة ـ بمعنى أخذ إبطيه وأعينه.

« بو » ـ بالباء الموحّدة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى به.

« بحيري » ـ بالباء الموحّدة المفتوحة ، فالحاء المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ، ثمّ الراء المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ـ بمعنى منتجبي ومختاري.

١٣٥

« راصتاه » ـ بالراء المهملة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، مع الصاد المهملة الساكنة ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى المرضيّ.

« نقشي » ـ بالنون المفتوحة ، مع الفاء الساكنة ، ثمّ الشين المعجمة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة ـ بمعنى نفسي.

« ناتتي » ـ بالنون المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المفتوحة ، فالتاء المثنّاة الفوقانيّة المكسورة على وجه الشدّة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ـ بمعنى أعطيت.

« روحي » ـ بالراء المهملة المضمومة ، مع الواو الساكنة ، ثمّ الحاء المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ـ بمعنى إلهامي لأجل (١) النبوّة.

« عالاو » ـ بالعين المهملة المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي يتولّد منها الألف ـ ويقال لها القامص وهي المرادة من القامص عند البيان الآتي ـ ثمّ اللام المفتوحة بالفتحة القامصة ، مع الواو الساكنة ـ بمعنى عليه.

« مشپاط » ـ بالميم بالمكسورة مع الشين المعجمة الساكنة ثمّ الپاء مكان الباء الموحّدة في العبريّة والعجميّة المفتوحة بالفتحة القامصة ، مع الطاء المهملة الساكنة ـ بمعنى الأحكام.

« لكوييم » ـ باللام المفتوحة ، فالكاف العجميّة المضمومة ، مع الواو الساكنة ، ثمّ الياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة بالكسرة الإشباعيّة التي يتولّد منها الياء الأخرى الساكنة ـ وهي المرادة بالحيرق عند البيان الآتي ـ مع الميم الساكنة ـ بمعنى لأقوام وطوائف.

« يوصيا » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ

__________________

(١) في « د » : « لأهل » بدل « لأجل ».

١٣٦

الصاد المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ، والهمزة الساكنة ـ بمعنى يخرج ويظهر ، من الإخراج والإظهار والبيان ، بمعنى أنّ ذلك النبيّ المبعوث ـ المعان له الأحكام الشرعيّة المستقلّة ـ [ للطوائف الكثيرة ممّن عدا بني إسرائيل ، وأيضا من غير أن ] (١) يكون مروّجا لدين موسى فقطّ كما يقال في حقّ عيسى ، وذلك ليس في بني إسرائيل باعتقاد هم فيكون في غيرهم ، وليس إلاّ محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما مرّ.

« لا يصعق » ـ بضمّ اللام ، مع الألف الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى لا النافية ـ ثمّ الياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة ، مع الصاد المهملة الساكنة ، ثمّ العين المهملة المفتوحة ، مع القاف الساكنة ـ بمعنى لا يصيح.

« ولا يسا » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة الحيرقيّة ، ثمّ السين المهملة المفتوحة القامصة ، مع الألف ـ بمعنى لا يستعلي ولا يظهر العلوّ مع العلوّ.

« ولا يشميع » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة ، مع الشين المعجمة الساكنة ، ثمّ الميم المكسورة الحيرقيّة ، ثمّ الياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة ، مع العين المهملة الساكنة ـ بمعنى لا يسمع ، من الإسماع.

« بحوص » ـ بالباء الموحّدة المفتوحة ، فالحاء المهملة المضمومة ، مع الواو والصاد المهملة الساكنتين ـ بمعنى في الخارج ، أي لا يتكلّم على وجه يسمع في الخارج.

« قولو » ـ بالقاف المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ اللام المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى صوته ، ولعلّ المراد أنّه مع السكينة والوقار والحياء والأدب بحيث يتكلّم على وجه التوسّط ويسلك مع الناس مع التواضع من غير إظهار الجلال والعلوّ ، ومن دون الدناءة والعمل بما ينافي السكينة ، فإنّ خير الأمور أوسطها فإنّه عدل.

__________________

(١) في « د » : « للطوائف الكثيرة من بني إسرائيل أيضا من غير أن ... ».

١٣٧

« قانه » ـ بالقاف المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ النون المكسورة ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى القصب.

« راصوص » ـ بالراء المهملة المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ الصاد المهملة المضمومة ، مع الواو والصاد المهملة الساكنتين ـ بمعنى الصغير ، أو المكسور.

« لا يشبور » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة ـ على سبيل جواز الحيرق ـ مع الشين المعجمة الساكنة ، ثمّ الباء الموحّدة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، والراء المهملة الساكنة ـ بمعنى لا يكسره.

« ويشتاه » ـ بالواو المضمومة ، فالياء المعجمة العجميّة المكسورة الحرقيّة ، مع الشين المعجمة الساكنة ، فالتاء المثنّاة الفوقانيّة المفتوحة القامصة ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى الكتّان.

« خها » ـ بالخاء المعجمة المكسورة ، فالهاء المفتوحة القامصة ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى الحطب المحترق بالنار المنطفئ التهابها ، فصارت ضعيفة كالمنطفئة.

« لا يخبناه » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة ، فالخاء المعجمة المفتوحة ، فالباء الموحّدة المكسورة بالكسرة المستطيلة ، فالنون القامصة ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى لا يطفأ ما ذكر.

« لامت » ـ باللام المكسورة بالكسرة المستطيلة ، فالهمزة كذلك ، فالميم كذلك ، مع التاء المثنّاة الفوقانيّة الساكنة ـ بمعنى بالصدق والصواب.

« يوصيا مشپاط » ـ مرّ بيانهما.

« لايخحه » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة ، مع الخاء المعجمة الساكنة ، ثمّ الخاء المكسورة ، مع الحاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى لا يعجز في الجهاد والحروب والقتال.

« ولأياروص » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة القامصة ، ثمّ الراء المهملة المضمومة ، مع

١٣٨

الواو الساكنة والصاد المهملة الساكنة ـ بمعنى لا يعدو أو لا يفرّ من الحرب.

« عد » ـ بالعين المهملة المفتوحة ، مع الدال المهملة الساكنة ـ بمعنى إلى أن ، أو لكي.

« ياسيم » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المقامصة ، ثمّ السين المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ، والميم الساكنة ـ بمعنى يضع.

« بارص » ـ بالباء الموحّدة القامصة ، ثمّ الهمزة القامصة ، ثمّ الراء المهملة المكسورة ، مع الصاد المهملة الساكنة ـ بمعنى في الأرض.

« مشپاط » ـ مرّ بيانه.

« ولتوراتو » ـ بالواو المضمومة ، مع اللام الساكنة ، فالتاء المثنّاة الفوقانيّة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ الراء المهملة المفتوحة القامصة ، ثمّ التاء المثنّاة الفوقانيّة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى كتابه المشتمل على أحكام شريعته.

« اييم » ـ بالهمزة المكسورة الحيرقيّة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة الحيرقيّة ، مع الميم الساكنة ـ بمعنى الجزائر.

« يييلو » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة كالممالة ـ ويقال لتلك الفتحة شوى ـ فالياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة بالفتحة الظاهرة التي يقال لها فتح ، فالياء المهملة المكسورة ، فاللام المضمومة ، مع الواو الساكنة ـ بمعنى يرجو منه.

« كه » ـ بالكاف المضمومة ، مع الهاء الساكنة ـ بمعنى هكذا.

« أمر » ـ بالهمزة المفتوحة القامصة ، ثمّ الميم المفتوحة بالفتح ، مع الراء المهملة الساكنة ـ بمعنى أمر.

« هاءل » ـ بالهاء المفتوحة القامصة ، ثمّ الهمزة المكسورة ، مع اللام الساكنة ـ بمعنى ذلك الخالق.

« أدوناي » مرّ.

١٣٩

« بورا » ـ بالباء الموحّدة المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ الراء المهملة المكسورة ، مع الهمزة الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى الصانع الباري.

« هشامييم » ـ بالهاء المفتوحة ، والشين المعجمة المفتوحة القامصة ، ثمّ الميم المفتوحة ، فالياء المثنّاة التحتانيّة المكسورة الحيرقيّة ، مع الميم الساكنة ـ بمعنى ملك السماوات.

« ونوطيهم » ـ بالواو العاطفة المفتوحة ، فالنون المضمومة ، مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ الطاء المهملة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الثابتة خطّا ـ في العبري ـ لا لفظا ، ثمّ الهاء المكسورة ، مع الميم الساكنة ـ بمعنى من عليهم.

« رقع » ـ بالراء المهملة المضمومة ، ثمّ القاف المفتوحة بالفتحة ، مع العين المهملة الساكنة ـ بمعنى المطبق.

« ها آرص » ـ بالهاء المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ الهمزة المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ الراء المهملة المكسورة ، مع الصاد المهملة الساكنة ـ بمعنى تلك الأرض.

« وصإصائيها » ـ بالواو المفتوحة بالفتحة الفوقانيّة ، فالصاد المهملة المكسورة ، فالهمزة المكسورة ، فالصاد المهملة المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ الهمزة المكسورة ، مع الياء المثنّاة التحتانيّة الثابتة خطّا لا لفظا ، ثمّ الهاء المفتوحة بالفتحة القامصة ـ بمعنى نتائجها.

« نتن » ـ بالنون المضمومة ، بالتاء المثنّاة الفوقانيّة المكسورة ، مع النون الساكنة ـ بمعنى المعطي.

« نشاماه » ـ بالنون المفتوحة بالفتحة الشوائيّة ، فالشين المعجمة المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ الميم المفتوحة بالفتحة القامصة ، مع الهاء الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى النفس.

« لاعام » ـ باللام المفتوحة بالفتحة القامصة ، ثمّ العين المهملة المفتوحة بالفتحة

١٤٠