البراهين القاطعة - ج ٢

محمّد جعفر الأسترآبادي

البراهين القاطعة - ج ٢

المؤلف:

محمّد جعفر الأسترآبادي


المحقق: مركز العلوم والثقافة الإسلامية
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة بوستان كتاب
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-766-6
ISBN الدورة:
964-371-509-4

الصفحات: ٥٦٨

خلق الله عزّ وجلّ مختلطا بعضه ببعض ، فلمّا قتل ابن آدم أخاه نفرت فرغب كلّ شيء إلى شكله » (١).

ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال في ذئب أتوا إليه عليه‌السلام : « أمرتهم أن لا يؤذوا وليّا لي ولأهل بيتي ، فضمنوا لي ذلك » (٢).

وفي حلية لأبي نعيم ، قال : بلغني أنّ الأسد لا يأكل إلاّ من أتى محرّما (٣).

ومنها : ما روي عن الحسين عليه‌السلام أنّه قال : « إذا صاح النسر ، فإنّه يقول : يا ابن آدم! عش ما شئت ؛ فإنّ آخرك الموت ، وإذا صاح الطاوس ، يقول : مولاي! ظلمت نفسي واغتررت بزينتي فاغفر لي ، وإذا صاح الديك ، يقول : من عرف الله لم ينس ذكره ، وإذا قرقرت الدجاجة ، تقول : يا إله الحقّ! أنت الحقّ ، وقولك الحقّ يا حقّ ، وإذا صاح الدرّاج ، يقول : الرحمن على العرش استوى ، وإذا صاح الغراب ، يقول : يا رزّاق! ابعث الرزق الحلال ، وإذا صاح اللقلق ، يقول : من تخلّى عن الناس نجا من أذاهم ، وإذا صاح الهدهد ، يقول : ما أشقى من عصى الله ، وإذا صاح العصفور ، يقول : أستغفر الله ممّا يسخط الله ، وإذا صاح البلبل ، يقول : لا إله إلاّ الله حقّا حقّا ، وإذا صاح الجمل ، يقول : كفى بالموت واعظا ، وإذا صاح الثور ، يقول : يا ابن آدم! مهلا مهلا ، يا ابن آدم! أنت بين يدي من يرى ولا يرى وهو الله ، وإذا صاح الفيل ، يقول : لا يغني عن الموت قوّة ولا حيلة ، وإذا صهل الفرس ، يقول : سبحان ربّنا سبحانه » (٤).

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « إنّ الله تعالى عرض أمانتي وولايتي على الطيور فأوّل من آمن بها البزاة البيض والقنابر ، وأوّل من جحد بها

__________________

(١) « قصص الأنبياء » للراوندي : ٦٤ ، ح ٣٨.

(٢) « مدينة المعاجز » : ٣٩٢ ، ح ١٢٧ ؛ « دلائل الإمامة » : ٢٦٠.

(٣) لم نعثر عليه.

(٤) « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٥٢.

٥٤١

البوم والعنقاء. فأمّا البوم ، فلا تقدر أن تظهر بالنهار ؛ لبغض الطير لها. وأمّا العنقاء ، فغابت في البحار لا ترى ».

ومنها : ما سئل الحسن عليه‌السلام عن الآية الشريفة : ( إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) (١) : إنّ الفيل أعظم من الإبل في الأعجوبة؟ فقال عليه‌السلام : « أمّا الفيل فالعرب بعيد العهد بها ، ثمّ هو خنزير ، لا يركب ظهرها ، ولا يؤكل لحمها ، ولا يحلب ضرعها ، والإبل من أعزّ مال العرب وأنفسه ، تأكل النوى والقتّ ، وتخرج اللبن ، ويأخذ الصبيّ بزمامها فيذهب بها حيث يشاء مع عظمها في نفسها » (٢).

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالغنم والحرث ؛ فإنّهما يروحان بخير ، ويغدوان بخير » (٣).

ومنها : ما روي عنه عليه‌السلام أنّه قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الغنم إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أقبلت ، والبقر إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أدبرت ، والإبل أعنان الشياطين إذا أقبلت أدبرت ، وإذا أدبرت أدبرت » (٤).

ومنها : ما روي عنه عليه‌السلام « أنّ أفضل ما يتّخذه الرجل في منزله لعياله الشاة ، فمن كانت في منزله شاة قدّست له الملائكة في كلّ يوم ، وانتقل عنهم الفقر » (٥).

ومنها : ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « أكرموا البقر ؛ فإنّها سيّد البهائم ما رفعت طرفها إلى السماء حياء من الله عزّ وجلّ منذ عبد العجل » (٦).

وعن أمير المؤمنين مثله (٧).

__________________

(١) الغاشية (٨٨) : ١٧.

(٢) « بحار الأنوار » ٦١ : ١٠٨.

(٣) « المحاسن » ٢ : ٦٤٣ ، ح ١٦٥.

(٤) « بحار الأنوار » ٦١ : ١٢٣ ، ح ٦ ، عن معاني الأخبار.

(٥) « الخصال » : ٦١٧.

(٦) « بحار الأنوار » ١٣ : ٢٠٩ ، ح ٣.

(٧) « الفضائل » لابن شاذان : ١٤٧.

٥٤٢

ومنها : ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « لمّا خلق الله الفرس ، قال لها : خلقتك عربيّا ، وجعلت الخير معقودا بناصيتك ، والغنائم محتازة على ظهرك ، وبوّأتك سعة في الرزق ، وأيّدتك على غيرك من الدوابّ ، وأعطفت عليك صاحبك ، وجعلتك تطيرين بلا جناح فأنت للطلب ، وأنت للهرب ، وإنّي سأجعل على ظهرك رجالا يسبّحوني ويحمدوني » (١).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الخيل معقود بناصيتها الخير إلى يوم القيامة ، والمنفق عليها في سبيل الله كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها ، فإذا أعددت شيئا [ فأعدّه ] أقرح ، أرثم ، محجّل [ الثلاثة ] ، طلق اليمين ، كميتا ، ثمّ أغرّ تسلم وتغنم » (٢).

ومنها : ما روي عن أبي الحسن عليه‌السلام أنّه قال : « من خرج من منزله أو من منزل غيره في أوّل الغدوة فلقي فرسا أشقر به وضح ـ وإن كانت به غرّة سائلة فهو العيش كلّ العيش ـ لم يلق في يومه ذلك إلاّ سرورا وإن توجّه في حاجة فلقي الفرس ، قضى الله حاجته » (٣).

ومنها : ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : « يمن الخيل في كلّ أحوى أحمر ، وفي كلّ أدهم أغرّ مطلق اليمين » (٤).

ومنها : ما روي عليه‌السلام عنه أنّه قال : « من ارتبط فرسا عتيقا محيت عنه ثلاث سيّئات في كلّ يوم ، وكتب له إحدى وعشرون حسنة ، ومن ارتبط هجينا محيت عنه في كلّ يوم سيّئتان ، وكتب له سبع حسنات ، ومن ارتبط برذونا محيت عنه في كلّ يوم سيّئة ، وكتب له ستّ حسنات » (٥).

__________________

(١) « بحار الأنوار » ٦١ : ١٥٦ ، ح ٧ ؛ « الدرّ المنثور » ٣ : ١٩٥.

(٢) « الفقيه » ٢ : ٢٨٣ ، ح ٢٤٥٩.

(٣) « ثواب الأعمال » : ١٩١ ، ثواب ارتباط الخيل.

(٤) « المستدرك » للنيسابوري ٢ : ٩٢.

(٥) « المحاسن » ٢ : ٦٣١.

٥٤٣

ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : « تسعة أعشار الرزق مع صاحب الدابّة » (١).

وعنه عليه‌السلام « إذا اشتريت دابّة فإنّ منفعتها لك ورزقها على الله » (٢).

ومنها : ما روي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن شيء أحبّ إليه بعد النساء من الخيل (٣).

وعنه عليه‌السلام أنّه كان يكره الشكال من الخيل (٤).

والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض ، أو في يده اليسرى ، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى بياض. كذا وقع في تفسير صحيح مسلم (٥).

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّ البغال كانت تتناسل وكانت أسرع الدوابّ في نقل الحطب لنار إبراهيم ، فدعا عليها فقطع الله نسلها » (٦).

ومنها : ما روي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال : « أحبّ المطايا إليّ الحمر » (٧).

ومنها : ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّه قال : « أكثروا من الدواجن في بيوتكم لتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم » (٨).

ومنها : ما روي عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه أنّه قال : « كانوا يحبّون أن يكون في البيت دواجن مثل الحمام والدجاج أو العناق ليعبث به صبيان الجنّ ولا يعبثون بصبيانهم » (٩).

__________________

(١) « الكافي » ٦ : ٥٣٥ باب ارتباط الدابّة والمركوب ، ح ٢.

(٢) « المحاسن » ٢ : ٦٢٥.

(٣) « بحار الأنوار » ٦١ : ١٨١.

(٤) نفس المصدر.

(٥) « بحار الأنوار » ٦١ : ١٨١.

(٦) نفس المصدر : ١٨٩.

(٧) « وسائل الشيعة » ٨ : ٣٦٠ ، ح ١٥٣٥٤.

(٨) « بحار الأنوار » ٦٠ : ٧٤ ، ح ٢٥.

(٩) « قرب الإسناد » : ٩٣.

٥٤٤

ومنها : ما روي عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : « في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء : معرفته بأوقات الصلاة ، والعزّة ، والسخاء ، والشجاعة ، وكثرة الطروقة » (١).

ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : « إنّ لله ديكا في الأرض ورأسه تحت العرش ، جناح له في المشرق ، وجناح له في المغرب يقول : سبحان الملك القدّوس ، فإذا قال ذلك صاحت الديوك وأجابته فإذا سمع صوت الديك فليقل أحدكم : سبحان ربّي الملك القدّوس » (٢).

ومنها : ما روي عنه عليه‌السلام أنّه قال : « ديك أفرق أبيض يحرس دويرته وسبع دويرات حوله ، ولنفضة من حمامة منمّرة أفضل من سبع ديوك فرق بيض » (٣).

ومنها : ما روي أنّ عمر قال : أطيب اللحمان لحم الدجاج ، فقال أمير المؤمنين : « كلاّ إنّ ذلك خنازير الطيور ، وإنّ أطيب اللحمان لحم فرخ قد نهض أو كاد أن ينهض » (٤).

ومنها : ما روي من أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : « الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي جبرئيل ، يحرس بيته وستّة عشر بيتا من جيرانه » (٥).

ومنها : ما روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : « اتّخذوا الحمام الراعبيّة في بيوتكم ؛ فإنّها تلعن قتلة الحسين عليه‌السلام » (٦).

وعنه عليه‌السلام أنّه قال : « يستحبّ أن تتّخذ طيرا مقصوصا تأنس به مخافة الهوامّ » (٧).

__________________

(١) « بحار الأنوار » ٦٢ : ٥.

(٢) « الأصول الستّة عشرة » : ٧٤.

(٣) « الكافي » ٦ : ٥٤٩ باب الديك ، ح ٢.

(٤) « الكافي » ٦ : ٣١٣ باب لحوم الطير ، ح ٢.

(٥) « بحار الأنوار » ٦٢ : ٧.

(٦) « الكافي » ٦ : ٥٤٧ باب الحمام ، ح ١٣.

(٧) نفس المصدر : ٥٤٦ ، ح ٣.

٥٤٥

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من سرّه أن يقلّ غيظه ، فليأكل الدرّاج » (١).

وعنه عليه‌السلام أنّه قال : « من اشتكى فؤاده ، وكثر غمّه ، فليأكل الدرّاج » (٢).

ومنها : ما روي عن جعفر بن محمّد أنّه قال : « المسوخ ثلاثة عشر : الفيل ، والدبّ ، والأرنب ، والعقرب ، والضبّ ، والعنكبوت ، والدعموص ، والجرّي ، والوطواط ، والقرد ، والخنزير ، والزهرة ، وسهيل » قيل : يا ابن رسول الله! ما كان سبب مسخ هؤلاء؟ قال :

« أمّا الفيل فكان رجلا جبّارا لوطيّا لا يدع رطبا ولا يابسا.

وأمّا الدبّ فكان رجلا مؤنّثا مخنّثا يدعو الرجال إلى نفسه.

وأمّا الأرنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ولا غير ذلك.

وأمّا العقرب فكان رجلا همّازا لا يسلم منه.

وأمّا الضبّ فكان رجلا أعرابيّا يسرق الحاجّ بمحجنه (٣).

وأمّا العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها.

وأمّا الدعموص فكان رجلا نمّاما يقطع بين الأحبّة.

وأمّا الجرّي ، فكان ديّوثا يجلب الرجال على حلائله.

وأمّا الوطواط ، فكان رجلا سارقا يسرق الرطب من رءوس النخل.

وأمّا القردة فاليهود اعتدوا في السبت.

وأمّا الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشدّ ما كانوا تكذيبا.

وأمّا سهيل فكان رجلا عشّارا باليمن.

__________________

(١) نفس المصدر : ٣١٢ باب لحوم الطير ، ح ٣.

(٢) « مكارم الأخلاق » : ١٦١.

(٣) المحجن : عصا في رأسها اعوجاج. « تاج العروس » ٩ : ١٧١ « ح ج ن ».

٥٤٦

وأمّا الزهرة فإنّها كانت امرأة تسمّى « ناهيد » وهي التي تقول الناس : إنّه افتتن بها هاروت وماروت (١) ».

وروي عن أبي الحسن عليه‌السلام « أنّ الزنبور أيضا من المسوخ وكان لحّاما يسرق في الميزان » (٢).

ومنها : ما روي عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : « كان الخفّاش امرأة سحرت ضرّة لها فمسخها الله خفّاشا ، وأنّ الفأر كان سبطا من اليهود غضب الله عزّ وجلّ عليهم فمسخهم » قال : « إنّ البعوض كان رجلا يستهزئ بالأنبياء فمسخه ، وإنّ القملة من الجسد ، وإنّ نبيّا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلّي إذ أقبل إليه سفيه من سفهاء بني إسرائيل ، فجعل يهزأ به ويكلح في وجهه ، فما برح من مكانه حتّى مسخه الله قملة ، وإنّ الوزغ كان سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبّون أولاد الأنبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أوزاغا. وأمّا العنقاء ، فمن غضب الله ـ عزّ وجلّ ـ عليه فمسخه وجعله مثله ، فنعوذ بالله من غضب الله ونقمته » (٣).

ومنها : ما روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن قال : « إنّ القنفذ كان رجلا من صناديد العرب فمسخ ؛ لأنّه إذا نزل به الضيف ردّ الباب في وجهه ويقول لجاريته : اخرجي إلى الضيف وقولي له : إنّ مولاي غائب عن المنزل فيبيت الضيف بالباب جوعا ، ويبيت أهل البيت شباعا مخضبين » (٤).

ومنها : ما روي عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : « الطاوس مسخ ، كان رجلا جميلا ، فكابر امرأة رجل مؤمن تحبّه فوقع بها ، ثمّ راسلته بعد ، فمسخهما الله طاوسين : أنثى

__________________

(١) « علل الشرائع » ٢ : ٤٨٦.

(٢) « الكافي » ٦ : ٢٤٦ باب جامع في الدوابّ ... ح ١٤.

(٣) « علل الشرائع » ٢ : ٤٨٧ ، ح ٣.

(٤) « بحار الأنوار » ٦٢ : ٢٢٨ ، ح ٩.

٥٤٧

وذكرا ، فلا تأكل لحمه وبيضه » (١).

الفصل الرابع : في الإنسان

وفيه أخبار مضافا إلى ما ذكرناه في باب التوحيد :

منها : ما روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « سمّي الإنسان إنسانا ؛ لأنّه ينسى ، وقال الله ـ عزّ وجلّ ـ : ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ) (٢) » (٣).

ومنها : ما روي أنّه سئل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّ آدم خلق من الطين كلّه ، أو من طين واحد؟ قال : « بل من الطين كلّه ، ولو خلق من طين واحد ، لما عرف الناس بعضهم بعضا وكانوا على صورة واحدة » قال : فلهم في الدنيا مثل؟ قال : « التراب فيه أبيض ، وفيه أخضر ، وفيه أشقر ، وفيه أغبر ، وفيه أحمر ، وفيه أزرق ، وفيه عذب ، وفيه ملح ، وفيه خشن ، وفيه ليّن ، وفيه أصهب ؛ فلذلك صار الناس فيهم ليّن ، وفيهم خشن ، وفيهم أبيض ، وفيهم أصفر ، وأحمر ، وأصهب ، وأسود ، على ألوان التراب » (٤).

ومنها : ما روي عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنّه سئل : لم خلق الله ـ عزّ وجلّ ـ الخلق على أنواع شتّى؟ ولم يخلقه نوعا واحدا؟ فقال : « لئلاّ يقع في الأوهام أنّه عاجز ، ولا يقع صورة في وهم ملحد إلاّ وقد خلق الله ـ عزّ وجلّ ـ عليها خلقا » (٥).

ومنها : ما روي عن عليّ بن محمّد العسكريّ يقول : « عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة ، وكان يوما في السفينة نائما ، فهبّت ريح فكشفت ، فضحك حام

__________________

(١) « الكافي » ٦ : ٢٤٧ باب جامع في الدوابّ ... ح ١٣.

(٢) طه (٢٠) : ١١٥.

(٣) « علل الشرائع » ١ : ١٥ ، الباب ١١ ، ح ١.

(٤) نفس المصدر ٢ : ٤٧١ ، الباب ٢٢٢ ، ح ٣٣.

(٥) « علل الشرائع » ١ : ١٤ ، الباب ٩ ، ح ١١.

٥٤٨

ويافث ، فزجرهما سام ، ونهاهما عن الضحك ـ وكان كلّما غطّى السام شيئا تكشفه الريح ، كشفه حام ويافث ـ فانتبه نوح عليه‌السلام فرآهم وهم يضحكون ، فقال : ما هذا؟ فأخبره سام بما كان ، فرفع نوح يده إلى السماء يدعو ويقول : اللهمّ غيّر ماء صلب حام حتّى لا يولد إلاّ السودان ، اللهمّ! غيّر ماء صلب يافث ، فغيّر الله ماء صلبهما فجميع السودان ـ حيث كانوا ـ من حام ، وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج ، والصين من يافث حيث كانوا ، وجميع البيض سواهم من سام ، فقال نوح لحام ويافث : جعل ذرّيّتكما خولا لذرّيّة سام إلى يوم القيامة ؛ لأنّه برّ بي وعققتماني ، فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذرّيّتكما ظاهرة ، وسمة البرّ بي في ذرّيّة سام ظاهرة ما بقيت الدنيا » (١).

ومنها : ما روي في البحار أنّه ورد في الحديث : « إذا ولد المولود لبني آدم ، قرن إبليس به شيطانا ، وقرن الله به ملكا ، فالشيطان جاثم على أذن قلبه الأيسر ، والملك قائم على أذنه الأيمن ، فهما يدعوانه » (٢).

ومنها : ما أفاد في البحار في تفسير الآية الشريفة ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) (٣) حيث قال : فيروى أنّ الشيطان لمّا قال هذا الكلام ، رقّت قلوب الملائكة على البشر ، فقالوا : يا إلهنا! كيف يتخلّص الإنسان من الشيطان مع كونه مستوليا عليه من هذه الجهات الأربع؟! فأوحى الله تعالى إليهم : أنّه بقي للإنسان جهتان : الفوق ، والتحت ، فإذا رفع يده إلى فوق في الدعاء على سبيل الخضوع ، أو وضع جبهته على الأرض على سبيل الخشوع ، غفرت له ذنب سبعين سنة » (٤).

__________________

(١) نفس المصدر ١ : ٣٢ ، الباب ٢٨ ، ح

(٢) « بحار الأنوار » ٦٠ : ١٤١.

(٣) الأعراف (٧) : ١٧.

(٤) « بحار الأنوار » ٦٠ : ١٥٥.

٥٤٩

الفصل الخامس : في الجنّ

وفيه أمور :

[ الأمر ] الأوّل : في ماهيّة الجنّ.

اعلم : أنّه قد أفاد في البحار أنّه أطبق الكلّ على أنّه ليس الجنّ عبارة عن أشخاص جسمانيّة كثيفة تجيء وتذهب مثل الناس والبهائم ، بل القول المحصّل فيه قولان :

الأوّل : أنّها أجسام هوائيّة قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة ، ولها عقول وأفهام وقدرة على أعمال صعبة شاقّة.

والقول الثاني : أنّ كثيرا من الناس أثبتوا موجودات غير متحيّزة ولا حالّة في المتحيّز ، وزعموا أنّها موجودات مجرّدة عن الجسميّة (١).

الأمر الثاني : في وجود الجنّ.

اعلم أنّه اختلفوا في وجوده وعدمه على قولين ، والحقّ وجوده.

ويدلّ على ذلك ـ مضافا إلى الآيات ـ أخبار.

منها : ما روي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا أسري ، رأى عفريتا من الجنّ يطلبه بشعلة من نار كلّما التفت رآه ، فقال جبرئيل : ألا أعلّمك كلمات إذا قلتهنّ طفئت شعلته وصرفته؟ قل : أعوذ بوجه الله الكريم ، وبكلمات الله التامّات التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر من شرّ ما ينزل من السماء ، ومن شرّ ما يعرج فيها ، ومن شرّ ما ينزل إلى الأرض ، ومن شرّ ما يخرج منها ، ومن شرّ فتن الليل والنهار ، ومن شرّ طوارق الليل والنهار إلاّ طارقا يطرق بخير يا رحمن » (٢).

__________________

(١) انظر « بحار الأنوار » ٥٨ : ٨٦ وما بعدها.

(٢) « الموطّأ » ٢ : ٩٥١ ، ح ١٠ ؛ « بحار الأنوار » ٦٠ : ٣٢٩.

٥٥٠

ومنها : ما قال في البحار : « اشتهر وبلغ مبلغ التواتر من خروج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الجنّ ، وقراءته عليهم ، ودعوته إيّاهم إلى الإسلام » (١).

ومنها : ما روي عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنّه دخل على أبي سعيد الخدري ، قال : وجدته يصلّي ، فجلست أنتظره حتّى يقضي صلاته قال : فسمعت تحريكا تحت سريره في بيته ، فإذا حيّة نفرت فهممت أن أقتلها فأشار أبو سعيد أن اجلس ، فجلست أنتظره حتّى يقضي صلاته فلمّا انصرف من صلاته ، أشار إلى بيت في الدار ، فقال : ترى هذا البيت؟ قلت : نعم ، قال : إنّه كان فيه فتى من الأنصار قريب عهد بعرس ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ : فرأى امرأته واقفة بين البابين فهيّأ الرمح ليطعنها بسبب الغيرة ، فقالت امرأته : ادخل بيتك لترى ، فدخل ، فإذا هو بحيّة على فراشه فوكزها فيها الرمح واضطربت الحيّة في رأس الرمح وخرّ الفتى ، فما يدرى أيّهما كان أسرع موتا : الفتى أم الحيّة؟ فسألنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : « إنّ بالمدينة جنّيّا قد أسلموا (٢) ، فمن بدا لكم منه فأذنوه ثلاثة أيّام ، فإن عاد فاقتلوه ؛ فإنّه شيطان » (٣).

الأمر الثالث : في بيان أنّ الجنّ مخلوق من النار.

والدليل عليه قوله تعالى : ( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) (٤) وقال تعالى حاكيا عن إبليس إنّه قال : ( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (٥).

قال في البحار : « واعلم أنّ حصول الحياة في النار غير مستبعد ، ألا ترى أنّ الأطبّاء قالوا : إنّ المتعلّق الأوّل للنفس هو القلب والروح وهما في غاية السخونة » (٦).

__________________

(١) « بحار الأنوار » ٦٠ : ٣٢٩.

(٢) كذا ، والصحيح : « أسلم ».

(٣) « بحار الأنوار » ٦٠ : ٣٢٨.

(٤) الحجر (١٥) : ٢٧.

(٥) الأعراف (٧) : ١٢.

(٦) « بحار الأنوار » ٦٠ : ٣٣٠.

٥٥١

الأمر الرابع : أنّه اتّفقوا على أنّ الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون.

وأمّا الجنّ فإنّهم يأكلون ويشربون. قال عليه‌السلام : « الروث والعظم زاد إخوانكم من الجنّ » (١) وأيضا فإنّهم يتوالدون ، قال تعالى : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي ) (٢) والله أعلم.

وفي البحار في باب نهك العظام : « والظاهر أنّ الجنّ يشمّون العظم فإذا استقصي لا يبقى شيء لاستشمامهم ، فيسرقون من البيت » (٣).

واختلف في أنّ الشياطين من جنس الجنّ أم طائفة مستقلّة.

قال في البحار حاكيا عن القاضي عياض : « الأكثر على أنّه أبو الجنّ كما أنّ آدم أبو البشر » (٤).

وعن محمّد بن كعب القرظي أنّه قال : « الجنّ مؤمنون ، والشياطين كفّار ، وأصلهم واحدا » (٥).

أقول : يستفاد من ظاهر قوله تعالى : إنّه ( كانَ مِنَ الْجِنِ ) (٦) أنّ الشيطان من الجنّ.

وفي الخبر : « أنّ الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم » (٧).

الأمر الخامس : في أنّ الجنّ مختارون ولا يعلمون الغيب ؛

إذ قد بيّن الله عزّ وجلّ في كتابه أنّهم بقوا في قيد سليمان وحبسه بعد موته مدّة وهم ما كانوا يعلمون موته ، وذلك يدلّ على أنّهم لا يعلمون الغيب.

__________________

(١) نفس المصدر : ٣٣٢.

(٢) الكهف (١٨) : ٥٠.

(٣) « بحار الأنوار » ٦٣ : ٤٢٦ ، ح ١.

(٤) نفس المصدر ٦٠ : ٣٠٨.

(٥) نفس المصدر : ٣٠٩.

(٦) الكهف (١٨) : ٥٠.

(٧) « الكافي » ٨ : ١١٣ ؛ « عوالي اللآلئ » ١ : ٢٧٣ ، ح ٩٧.

٥٥٢

ومثله قوله تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ ) (١) إلى غير ذلك من الآيات والأخبار.

[ ربّ! عاملنا بفضلك وكرمك وجودك وإحسانك ، ولا تعاملنا بعدلك يا كريم ]. (٢)

__________________

(١) الأنعام (٦) : ٥٩.

(٢) قد تمّ تسويد هذه النسخة الشريفة الموسومة بالبراهين القاطعة بيد أقلّ الخليقة ، بل لا شيء في الحقيقة ، تراب أقدام الطالبين خلف المرحوم المغفور له حاج محمّد قاسم.

اللهمّ اغفر لهما ولجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها في يوم الاثنين من ١٤ شهر ربيع الثاني من شهور سنة ١٢٥٦ اللهمّ احفظنا من شرور شياطين الجنّ والإنس بحقّ محمّد وآله.

٥٥٣
٥٥٤

الفهرس

في أقسام المسائل العلميّة ، وهي خمسة....................................... ٨

فيما أفاده بعض أفاضل العصر في أقسام الأدلّة وأنّها ثلاثة...................... ٩

الأوّل : دليل الحكمة....................................................... ٩

الثاني : دليل الموعظة الحسنة............................................... ١٠

الثالث : دليل المجادلة بالتي هي أحسن...................................... ١١

بيان أنّ المراد من الحكمة هي المقالة المحكمة................................. ١٣

في أنّ البرهان الإنّي ، بل كثيرا من الصناعات الخمس من أدلّة المعرفة .......... ١٣

في أقسام اليقين : علم اليقين ، عين اليقين وحقّ اليقين....................... ١٣

البرهان الممكن إقامته على إثبات الواجب هو البرهان الإنّي................... ١٣

ما ينبغي لطالب كلّ علم معرفته........................................... ١٤

المقصد الثالث في الأوّل من أصول الدين : في التوحيد

التوحيد بحسب المعنى التصوّري وبيان مراتبه................................ ١٧

التوحيد بحسب المعنى التصديقي.......................................... ٢٠

في بيان ما لا بدّ معرفته في إثبات الصانع .................................. ٢١

٥٥٥

أوّلا : معرفة الله بصفاته .................................................. ٢١

ثانيا : معرفة جهات التوحيد ( التوحيد الذاتي والصفاتي )..................... ٢٢

الكلام في إثبات الصانع وصفاته وآثاره وفيه فصول : ........................ ٢٣

الفصل الأوّل : في إثبات الصانع.............................................. ٢٥

في بيان أنّ الواجب الوجود بالذات موجود في الخارج........................ ٢٥

في بيان استلزام وجود الممكن وجود واجب الوجود.......................... ٢٥

بيان الملازمة ............................................................. ٢٦

مناهج الحكماء والمتكلّمين في الاستدلال على إثبات الواجب بتقرير المحقّق الفخري ٢٧

تقرير الاستدلال على وجود الواجب بوجه آخر............................. ٢٩

ذكر براهين أخر لإثبات وجود الواجب تعالى............................... ٣٠

ومنها برهان التضايف .................................................... ٣١

الأدلّة النقليّة على إثبات الصانع من الكتاب والسنّة.......................... ٣٣

الفصل الثاني : في الاعتقاد الثاني في صفاته تعالى................................. ٤٣

في أقسام صفات واجب الوجود ، والفرق بين صفات الذات وصفات الفعل.... ٤٣

مطالب : ............................................................. ٤٥

المطلب الأوّل في بيان الصفات الثبوتيّة الحقيقيّة................................. ٤٥

المسألة الأولى : في القدرة.................................................... ٤٥

المقدّمة الأولى : في تعريف القدرة والإيجاب ، وتقسيمهما.................... ٤٥

تحرير محلّ النزاع بالنسبة إلى القدرة والإيجاب في مقامات..................... ٤٧

المقدّمة الثانية : في بيان القدم والحدوث................................... ٤٨

الكلام في أمرين آخرين................................................. ٥٠

٥٥٦

الأمر الأوّل : في أنّ تقدّم عدم الممكنات على وجودها هل هو تقدّم ذاتي أم زماني؟ ٥٠

الأمر الثاني : في أنّ العالم حادث بالحدوث الزائد عن الذاتي ، أم لا؟........... ٥١

الحقّ أنّ حدوث العالم حدوث سرمديّ مراتبيّ .............................. ٥٤

اختلاف العلماء في أنّ صانع العالم صاحب الصفات ، أو نائب الصفات....... ٥٤

بيان الحقّ بأنّ الصانع تعالى صاحب الصفات............................... ٥٨

تفصيل الكلام يقع في مسائل : ........................................... ٦٠

المسألة الأولى : في القدرة بمعنى أنّه تعالى صاحب القدرة ، وبيان اختلاف العلماء على قولين ٦٠

بيان الحقّ في المسألة مع إقامة البرهان...................................... ٦٢

البراهين العقليّة مع بيان قول المصنّف « وجود العالم بعد عدمه ينفي الإيجاب ». ٦٢

البراهين النقليّة من الآيات والأحاديث..................................... ٧٢

دلائل المخالفين النافين لقدرة الله مع الجواب عنها........................... ٧٧

الوجه الأوّل : ما هو كالاعتراض على دليل المثبتين.......................... ٧٧

في معنى قول المصنّف : « والواسطة غير معقولة ».......................... ٨٥

بيان الحقّ في توجيه كلام المصنّف........................................ ٩١

الوجه الثاني : أنّ اتّصاف الواجب بالقدرة ممّا يقتضي صحّة الفعل والترك ...... ٩٦

الجواب عن هذا الوجه مع تقرير كلام المحقّق الطوسي وتفسيره................ ٩٧

الوجه الثالث : أنّ القدرة على الأثر إمّا حال وجود الأثر ، وإمّا حال عدمه ، وكلاهما ينفي القدرة ٩٩

الجواب عن الوجه الثالث بتقرير كلام المحقّق الطوسي...................... ١٠٠

طرح إيرادات على كلام الطوسي مع الجواب عنها........................ ١٠٠

في عموم قدرته تعالى .................................................. ١٠٦

٥٥٧

المنكرين لعموم قدرته طوائف.......................................... ١٠٩

المسألة الثانية : في الصفة الثانية أعني علمه تعالى............................... ١١٣

في تعريف العلم وأنّه من الكيفيّات النفسانيّة.............................. ١١٤

في أقسام العلم وبيان مراتبه............................................. ١١٧

في تقسيم العلم إلى الحصولي والحضوري................................. ١٢٠

ما قاله بعض الأعلام في أقسام علم الله تعالى.............................. ١٢١

ما قاله الشيخ المعاصر في رسالة « حياة النفس » في مبحث علم الله.......... ١٢٤

في كيفيّة علم الله تعالى بالنسبة إلى ذاته وما سواه.......................... ١٢٦

الأدلّة العقليّة على ثبوت العلم لله تعالى وكيفيّة علمه....................... ١٢٧

الأدلّة النقليّة على ثبوت العلم لله تعالى وكيفيّة علمه....................... ١٣٩

بيان قول المصنّف : « والإحكام ، والتجرد واستناد كلّ شيء إليه دلائل العلم ... » ١٤٠

تقرير طريق المتكلّمين على ثبوت علمه تعالى بذاته وبما سواه................ ١٤٢

في بيان حكمته تعالى في ترتيب هذا النظام المشاهد........................ ١٤٤

طريق آخر للمتكلّمين في إثبات علمه تعالى بأنّه تعالى فاعل بالقصد والاختيار. ١٥٠

تقرير طريق الحكماء على إثبات علمه تعالى بذاته وبما سواه................. ١٥٢

أدلّة المنكرين لعلمه تعالى والجواب عنها ، وهم فرقتان :.................... ١٥٥

من ينفي علمه تعالى مطلقا باستلزام المغايرة بين العالم والمعلوم ، والجواب عنها بكفاية المغايرة الاعتباريّة ١٥٥

من ينفي علمه بغيره مع كونه عالما بذاته ، باستلزام كثرة المعلومات كثرة الصور في الذات الأحديّة ، تقرير الجواب عنها برسم مقدّمة في كيفيّة العلم الحصولي والحضوري...................................... ١٥٧

اختلاف الحكماء في علمه تعالى بالأشياء إلى خمسة مذاهب................. ١٥٨

الأوّل : أنّ علمه تعالى بالأشياء إنّما هو بصور زائدة عليها ... قائمة بذاته... ١٥٨

٥٥٨

الثاني : أنّ علمه تعالى بالأشياء إنّما هو بصور زائدة عليها ... قائمة بذات المعلول الأوّل ١٥٩

الثالث : أنّ تلك الصور قائمة بذواتها .................................... ١٦٠

الرابع : القول باتّحاده تعالى مع المعقولات ............................... ١٦٠

الخامس : القول بالعلم الحضوريّ الإشراقي ، وهو مختار المصنّف............. ١٦٠

مختار أبي نصر الفارابي وابن سينا هو المذهب الأوّل........................ ١٦٧

تقرير الشيخ الرئيس لبيان كون علمه تعالى بالأشياء بصورها العقليّ.......... ١٦٨

في تقسيم العلم إلى ما هو حادث من وجود الشيء وعلم حادث منه وجود الشيء وأنّ علمه تعالى من قبيل الثاني ١٧٢

فيما أورده الماتن على قول الشيخ بتقرّر لوازم الأوّل في ذاته................. ١٧٥

في دفع إيرادات الماتن وبيان المراد من القبول في قولهم : « الواحد لا يكون قابلا وفاعلا » ومعنى تعقّله للمعقولات ١٧٥

في دفع الوجوه الأخيرة التي أوردها المصنّف على الشيخ..................... ١٨١

في بيان معنى قولهم : « وجوب وجود العناية من العلل العالية في العلل السافلة » ١٨٢

في بيان أنّ هذا العقل هو الذي سمّاه المتأخّرون العلم الإجمالي................ ١٨٦

في بيان التفاوت بين المعلوم بالعلم الإجمالي البسيط ، وبين المعلوم بالعلم التفصيلي ١٨٨

في بيان معنى كونه تعالى عقلا بسيطا بالأشياء............................ ١٨٩

تقرير كلام المعلّم الثاني في كيفيّة علمه بذاته وبما سواه..................... ١٩١

في معنى قول الفارابي والشيخ : « إنّ كثرة الصور كثرة بعد الذات » ........ ١٩٣

في بيان قول الفلاسفة : « إنّه تعالى لا يعلم غيره ، وإنّه عالم بجميع الموجودات » ١٩٤

مباحث متعلّقة بالمقام.................................................. ٢٠٥

المبحث الأوّل : اعتراض الإمام الرازي على ما ذهب إليه الحكماء بأنّ علوم المجرّدات بذواتهم هي نفس ذواتهم ، والجواب عنه ٢٠٥

٥٥٩

المبحث الثاني : اتّفاق الحكماء على أنّ المعتبر في كون الشيء معقولا تجرّده .... ٢٠٦

المبحث الثالث : حقيقة العلم هي حصول مجرّد لمجرّد قائم بذاته.............. ٢٠٧

المبحث الرابع : في بيان قول بعض من مقلّدة صاحب الإشراق : « حقيقة العلم مساوقة للحصول والوجود مطلقا ... » والردّ عليه.................................................................... ٢٠٨

المبحث الخامس : في أنّ النفس الناطقة تدرك بدنها الجزئي و ... بالقوّة المتخيّلة ٢١٢

المبحث السادس : في ردّ ما ذهب إليه صاحب الإشراق من نفي العلم المقدّم على الإيجادات وإبطال العناية رأسا ٢١٣

المبحث السابع : فيما ظنّه المحقّق الدواني وجماعة بأنّ نسبة جميع الأزمنة إليه تعالى كآن واحد ، كما أنّ نسبة جميع الأمكنة إليه كأين واحد ، والنظر فيه..................................................... ٢١٦

المبحث الثامن : في بيان امتناع حضور المادّي من حيث هو مادّي عند المجرّد... ٢٢٠

المبحث التاسع : في ردّ نقض صاحب المطارحات على القائلين بالعلم الحصولي بأنّ القول بارتسام الصور في ذاته يستلزم أن يكون تعالى منفعلا عن الصورة الأولى......................................... ٢٢٢

المبحث العاشر : في كيفيّة العلم قبل الإيجاد هل أنّ ذاته تعالى علم تفصيليّ بالموجودات أو إجماليّ؟ ٢٢٥

تكميل عرشيّ : في أنّ للوجود أفرادا حقيقيّة مختلفة بالشدّة والضعف متّحدة مع الماهيّات في الخارج ٢٣٠

بيان المراد بالشدّة والضعف في الوجود................................... ٢٣٠

تدقيق إلهامي : في أنّ حديث الصور وحصولها في ذاته تعالى إنّما هو لتفهيم كون ذاته تعالى علما بجميع الأشياء تفصيلا ٢٣٣

في كيفيّة علمه تعالى بالجزئيّات المادّيّة المبدعة والحادثة المتغيّرة............... ٢٣٥

في أقسام الصفات للأشياء وأنّ علمه تعالى بالجزئيّات لا يكون زمانيّا......... ٢٣٩

في الخلاف بين الفلاسفة والمتكلّمين في أنّه هل يجوز التغيّر في علم الله بالجزئيّات بتغيّر الإضافات أم لا؟ ٢٤٥

٥٦٠