البراهين القاطعة - ج ١

محمّد جعفر الأسترآبادي

البراهين القاطعة - ج ١

المؤلف:

محمّد جعفر الأسترآبادي


المحقق: مركز العلوم والثقافة الإسلامية
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة بوستان كتاب
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
ISBN: 964-371-377-6
ISBN الدورة:
964-371-509-4

الصفحات: ٥٦٨

وقفة مع متن التجريد :

حاولنا ـ بقدر الإمكان ـ أن نضبط متن التجريد ، وحيث لم يتسنّ لنا مراجعة النسخ الخطيّة ، ولا يترك الميسور بالمعسور ، فقد قابلنا متن التجريد الذي أورده الأسترآبادي في « البراهين القاطعة » مع كتاب « تجريد الاعتقاد » بتحقيق السيّد محمّد جواد الحسيني الجلالي ، وكذا مع « كشف المراد » بتحقيق آية الله حسن حسن زاده الآملي ، وكانت هناك بعض الاختلافات اليسيرة التي لم نعتن بها ، ولكنّا أشرنا إلى بعض الموارد الضرورية وأثبتناها في الهوامش.

فمثلا أورد الأسترآبادي عبارة في متن التجريد لم نعثر عليها في « كشف المراد » (١) و « تجريد الاعتقاد » (٢) حيث وردت في كلا الكتابين هكذا : « والتشخّص يغاير الوحدة » لكنّها في « البراهين القاطعة » (٣) جاءت العبارة هكذا : « والتشخّص يغاير الوحدة التي هي عبارة عن عدم الانقسام ».

وهذا الأمر يكشف عن مغايرة نسخة الأسترآبادي للنسخ المعتمدة في الكتابين المذكورين. وقد أشير في هامش « تجريد الاعتقاد » إلى وجود هذه العبارة في بعض النسخ.

ونقل الأسترآبادي في موضع آخر (٤) عبارة التجريد هكذا : « هذا في القضايا الشخصيّة ، أمّا المحصورة فبشرط تاسع ... » وعند مراجعتنا لـ « كشف المراد » و « تجريد الاعتقاد » لم نجد قوله : « هذا في القضايا الشخصيّة ».

وأيضا نقل قوله : « والتناهي بحسب المدّة ... يصدق التناهي وعدمه الخاصّ على المؤثّر بالنظر إلى آثاره » (٥) حيث سقطت عبارة « بالنظر إلى آثاره » من كلا الكتابين المذكورين.

ورغم وجود هذا التوافق بين كتابي « كشف المراد » و « تجريد الاعتقاد » إلاّ أنّنا نجده أيضا بين « البراهين القاطعة » و « كشف المراد » ففي مبحث الأعراض ـ والكلام عن الحياة

__________________

(١) « كشف المراد » : ٩٩.

(٢) « تجريد الاعتقاد » : ١٢٦.

(٣) « البراهين القاطعة » ١ : ١٤٠.

(٤) نفس المصدر : ١٥٥.

(٥) نفس المصدر : ١٧٨.

٢١

ـ لم ترد عبارة « وتفتقر إلى الروح » (١) ـ التي جاء بعدها « وتقابل الموت تقابل العدم والملكة » ـ في « تجريد الاعتقاد » ووردت في « كشف المراد » (٢).

وفي موضع آخر نقل الأسترآبادي عبارة الماتن بقوله : « فطبيعيّ الحركة إنّما يحصل عند مقارنة أمر غير طبيعي » وسقطت كلمة « غير » من متن « تجريد الاعتقاد » (٣) لكنّها طابقت عبارة « كشف المراد » (٤).

__________________

(١) « تجريد الاعتقاد » : ١٧٧.

(٢) « كشف المراد » : ٢٥٤.

(٣) « تجريد الاعتقاد » : ١٨٥.

(٤) « كشف المراد » : ٢٧٢.

٢٢

المبحث الثاني :

حول الأسترآبادي و « البراهين القاطعة »

نبذة عن عصر المؤلّف

امتاز القرن الثالث عشر الهجري بنشوء عدد من التيّارات الفكرية عند الشيعة ، ففي منتصف هذا القرن تجدّد خلاف شديد بين الأصوليّين والأخباريّين وكان منطلقه من العراق وتحديدا في مدينة كربلاء ، التي كان فيها شخصيتان يتزعّم كلّ منهما اتجاها فكريّا ، فكان الشيخ محمّد باقر البهبهاني المعروف بالوحيد يتزعّم فريق الأصوليّين ، والشيخ يوسف البحراني يتزعّم فريق الأخباريّين.

وأهمّ موارد النزاع بين الفريقين هو أنّ الأخباريّين أسقطوا دليل الإجماع والعقل من الأدلّة الأربعة واقتصروا على الكتاب والأخبار معتبرين الدليل العقلي عملا بالرأي وقياسا. كما أنّهم يرون أنّ ما في الكتب الأربعة ـ التي يستند إليها الشيعة ـ قطعيّ السند وموثوق بصدوره عن المعصوم نبيّا كان أو إماما.

وعلى عكس ذلك قسّم الأصوليون الأخبار إلى الأقسام الأربعة ، ويرون أنّ أغلبها غير قطعي السند ولا يجوز العمل بكلّ الأخبار والحكم بصحّتها. وكان بداية ظهور الأخباريّين في مطلع القرن الحادي عشر للهجرة على يد المحقّق محمّد أمين الأسترآبادي صاحب « الفوائد المدنية » ، إلاّ أنّ النزاع تجدّد واشتدّ بين الفريقين نهاية القرن الثاني عشر ، ولم يقتصر النزاع على طلبة العلم بل تعدّاهم إلى عامّة الناس ، واستمرّ هذا الصراع الفكري واتّسع في النصف الأوّل من القرن الثالث عشر في عصر الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه‌الله الذي كان منحاه أصوليا وحاول الشيخ جاهدا تخفيف حدّة التوتّر بتأليف كتاب شرح فيه حقيقة

٢٣

مذهب الفريقين وإرجاعهما إلى مذهب واحد ، وأنّ المجتهد أخباري والأخباري مجتهد إلاّ أنّه لم يفلح في ردم الهوّة.

وكانت مدينة كربلاء بؤرة الصراع ، حيث كانت تضمّ لفيفا من جهابذة العلم ممّن يشار إليهم بالبنان كالشيخ المحقّق يوسف البحراني والآقا الوحيد البهبهاني والسيّد مهدي بحر العلوم والمولى محمّد مهدي النراقي صاحب كتاب « جامع السعادات » والسيّد عليّ الطباطبائي صاحب « الرياض » والسيّد محمّد الطباطبائي المعروف بـ « السيّد المجاهد » والشيخ شريف العلماء والشيخ محمّد حسين الأصفهاني صاحب « الفصول » وغيرهم.

وفي هذه المدينة المقدّسة اشتدّ الصراع بين المدرستين : الأخبارية والأصولية ، إلاّ أنّها اتّخذت طابع الحوار العلمي المفتوح بين أعلام تلك المدرسة ، فكان الوحيد البهبهاني في حوار دائم مع الشيخ البحراني الذي يعدّ من أقطاب العلم واستقطب الكثير من طلاب العلم ، ونهلوا من نمير علمه العذب.

وكان للشيخ يوسف البحراني دور كبير في الحفاظ على كيان الحوزة العلمية ، حيث سعى ـ ومن منطلق شرعي ـ إلى تخفيف حدّة الاتّجاه الأخباري وتقليص الفروق بين المدرستين وانتقاد ما ذهب إليه الأخباريون من التطرّف في التهجّم ونقد المدرسة الأصولية ، وخصوصا ما صدر عن الشيخ محمّد أمين الأسترآبادي من التشنيع على الأصوليّين (١).

وكانت الخلافات في هذه الفترة علميّة تصبّ في خدمة الدين وتهدف إلى إحقاق الحقّ ودحض الباطل ، وكان كلّ فريق يدور مدار الدليل العلمي ويكتب حسب ما يمليه عليه دليله.

ومن طريف ما ينقله الشيخ محمّد حسن شريعتمدار الأسترآبادي ـ ولد المصنّف ـ قصّة تدلّ على أنّ المصنّف رحمه‌الله كان لا يستعجل بإصدار الحكم على الآخرين بل كان يتريّث ويتأمّل ، فقد نقل ولده ما يلي :

« إنّ المرجع يومئذ هو السيّد محمّد الطباطبائي الملقّب بالمجاهد ، ولما أفتى بكفر الأحسائي وافقه وأيّده علماء كربلاء والنجف عامّة ، غير أنّ الشيخ محمّد جعفر شريعتمدار

__________________

(١) انظر : « الحدائق الناضرة » ١ : ١٦٧ ـ ١٧٠.

٢٤

كان في مكّة يؤدّي فريضة الحجّ ، فقال الأحسائي : إنّ علماء هذه الديار فقهاء وأصوليّون وليست لهم خبرة في الحكمة والعلوم العقليّة وكلماتي ومؤلّفاتي لا يفهمها إلاّ الحكماء ، ورضي أن يحكم فيها الشيخ محمّد جعفر شريعتمدار ، واتّفق أن عاد شريعتمدار من مكّة فبعث له السيّد محمّد المجاهد « شرح الزيارة » وعدّة رسائل من مؤلّفات الأحسائي بيد رسول وطلب منه قراءتها وبيان رأيه فيها ، فقرأها بدقّة وتأمّل عباراتها وقال : إنّ هذه الكتب والرسائل متشابهة وقابلة للتأويل ويجب إطاعة أمر السيّد بحكم مقبولة عمر بن حنظلة ، ولكن من أجل التثبّت في الحكم والحكومة لا مندوحة من مذاكرة الأحسائي نفسه فيها لنرى هل أنّه يستحقّ التكفير أم لا؟

واتّفق أن التقى الأحسائي به في الحمّام فشكره على عدم تسرّعه في تكفيره كما فعل الآخرون ، ودخلا في نقاش فتجمهر الناس عليهما في الحمّام لسماع الحوار ، فسرد الأحسائي آراءه ومعتقداته كما سطّرها في مؤلّفاته ، وفهم منها شريعتمدار ما فهمه السيّد المجاهد وسائر علماء كربلاء والنجف وحكم مثلهم بتكفيره ، فوقعت في كربلاء وبلاد إيران كارثة لانتشار الخبر » (١).

وهكذا الحال بالنسبة إلى الشيخ يوسف البحراني صاحب « الحدائق الناضرة » عند ما سئل عن الصلاة خلف الشيخ محمّد باقر البهبهاني فصحّحها ، فقيل له : كيف تصحّح الصلاة خلف من لا يصحّحها بصلاتك؟ فقال : وأيّ غرابة في ذلك؟ إنّ واجبي الشرعي يحتّم عليّ أن أقول ما أعتقده وواجبه الشرعي يحتّم عليه ذلك ، وقد فعل كلّ منّا بتكليفه وواجبه ... ،

وهل يسقط عن العدالة لمجرّد أنّه لا يصحّح الصلاة خلفي (٢)؟!

إلاّ أنّ كلّ محاولات تهدئة الأوضاع لم يكتب لها النجاح ؛ نظرا لتسرّب الخلافات إلى عامّة الناس ، الأمر الذي أدّى إلى الاستهانة بالعلم والاستخفاف بالعلماء.

أمّا الوضع السياسي في عصر المصنّف رحمه‌الله فقد عاش مع بدايات حكم السلسلة القاجارية في إيران وتحديدا في عصر فتح علي شاه ، ثاني ملوك القاجار.

وشهدت هذه الحقبة الزمنيّة اضطرابات سياسية وعسكرية ، فقد حاول آقا محمّد خان

__________________

(١) « مظاهر الآثار » ١ : ١٠٦٤ ـ ١٠٦٥ نقلا عن الشيخية : ١٠٢ ـ ١٠٣.

(٢) « تنقيح المقال » ٢ : ٨٥ ، الرقم ١٠٤٢٩.

٢٥

طرد القوات الروسية الموجودة في إيران إلاّ أنّه لم يوفّق للسيطرة على كلّ البلاد ، فنرى خراسان ـ مثلا ـ موزّعة على مجموعة من القبائل المتناحرة فيما بينها ، يحكم كلّ ناحية منها حاكم ينتمي إلى قبيلة ما ، وهكذا الأمر في كردستان وبلوچستان. أمّا علاقة إيران بدول الجوار فقد سادها جوّ من الهدوء والاستقرار وخصوصا مع تركيا (١).

وكانت الدول الأوربية آنذاك قد ركّزت على إيران ؛ نظرا لموقعها الاستراتيجي ، حيث قام نابليون بونابرت بوضع خطّة ذكيّة ، حيث أرسل جيشا لينضمّ إلى القوات الفرنسية المتواجدة في قسطنطينية وآسيا الصغرى ، لينطلقوا من هناك مارّين بالأراضي الإيرانية ، وليشكّلوا قوّات مسلّحة في أصفهان للاستعداد للقيام بعمليات معادية لنفوذ شركة الهند الشرقية ، وقد أفلح نابليون في جعل إيران تدور في فلك السياسة الفرنسية.

أمّا الوضع التجاري فقد اقترحت فرنسا عام ١٨٠٧ م تعزيز العلاقات التجارية مع إيران ، كما حاول فتح علي شاه توطيد علاقته مع الإنجليز على أمل الحصول على مساعدات ، إلاّ أنّ تأخّر الإنجليز في دفع المساعدات والتهديد الجدّي الذي شكّلته روسيا على إيران دفعا بالشاه إلى إرسال ممثّل سياسي له إلى فرنسا لعقد اتّفاقيّات عسكرية مع فرنسا التي أرسلت هيئة عسكرية عالية لبناء الجيش الإيراني ، وكان الغرض هو الحدّ من النفوذ الروسي في المنطقة ، حيث كان يشكّل خطرا على المصالح الفرنسية.

إلاّ أنّ الأمور جرت بما لا يشتهي فتح علي شاه ، حيث قام نابليون بعقد اتّفاقية صلح مع الروس ؛ لأجل الحدّ من النفوذ البريطاني المتزايد ، الأمر الذي أدّى بفتح علي شاه أن يتّجه صوب بريطانيا ويقيم العلاقات مع الملك جورج الثالث (٢).

وكلّ هذه الأوضاع تعدّ مؤشّرا واضحا على عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي آنذاك ؛ وذلك لكثرة الصراعات الداخلية ، وتعدّد مراكز القوى ، وعدم وجود سياسة واضحة عند القاجاريّين في علاقاتهم مع الدول الأوربية ، وعكوف بعض حكّامهم على جمع المال ، حتّى شبّه بعضهم فتح علي شاه بالمستعصم بالله ، الذي هو آخر خلفاء بني العبّاس الذي قتل

__________________

(١) انظر : « تاريخ تحوّلات سياسى وروابط خارجى ايران » ١ : ٨ وما بعدها.

(٢) انظر : « تاريخ إيران » ٢ : ٤٥٣ وما بعدها. وقد نقلت النصّ من اللغة الفارسية إلى العربية.

٢٦

على يد هولاكو (١).

إلاّ أنّه رغم كلّ هذه الأوضاع السيّئة فقد راجت في أيّام فتح علي شاه سوق العلم والأدب ، وبرز كثير من جهابذة العلم ، وصنّفوا في مختلف العلوم ، ومنهم المولى محمّد جعفر الأسترآبادي مؤلّف هذا الكتاب.

بعض الملامح عن شخصيّته

عرف الأسترآبادي رحمه‌الله بالتحقيق والتدقيق وكثرة المصنّفات ، كما عرف بشدّة التقوى والورع والاحتياط في أمور الدين حتّى ضرب به المثل في ذلك.

جاور الأسترآبادي أرض كربلاء المقدّسة سنين عديدة إلى زمن محاصرة داود باشا لها وتخريبها ، فاضطرّ للانتقال إلى الريّ ، التي هي الآن من توابع طهران ، فمكث فيها ما يقرب من عشرين سنة ، مشتغلا بالإمامة والتدريس والقضاء والإفتاء إلى أن وافاه الأجل المحتوم إثر مرض عضال.

امتاز رحمه‌الله بجودة التحرير وحسن التقرير وطلاقة اللسان ، فكان ماهرا في جذب الناس وهدايتهم ، متّبعا في ذلك أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، فأجرى الله تعالى على يديه هداية خلق كثير من عباده.

عبّر عنه بعض المجتهدين بـ « الاثني عشري في شرائط الاجتهاد » ذلك لأنّه كان يقول : إنّ شرائط الاجتهاد اثنا عشر : العلوم العربية الأربعة التي تشمل الصرف ، النحو ، البيان واللغة ، وعلم البلاغة ، وكذا المنطق والرجال والفقه والأصول والتفسير والكلام وعلم الحديث. وقد جمعها في كتابه « جامع الفنون ».

كان للأسترآبادي رحمه‌الله هيبة وجلالة في قلوب العلماء والأمراء كما في قلوب عامّة الناس ، حتّى أنّ الحاجّ الكرباسي ـ المعاصر للسيّد محمّد باقر الرشتي ـ لم يصرّح باجتهاد أحد بعد السيّد الرشتي ، إلاّ أنّه صدّق اجتهاد « شريعتمدار الأسترآبادي » والتزم بما كان يحكم به (٢).

__________________

(١) انظر : المصدر السابق : ٤٩٨.

(٢) انظر : « ريحانة الأدب » ٣ : ٢٠٨.

٢٧

نسبه

هو الشيخ المولى محمّد جعفر بن المولى سيف الدين الأسترآبادي نزيل طهران.

مولده

ولد الأسترآبادي رحمه‌الله في نوكنده من قرى بلوك انزان من توابع أسترآباد في سنة ١١٩٨ ه‍ كما ذكر الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (١).

إلاّ أنّ صاحب « تراجم الرجال » ذكر أنّه وجد بخطّ الأسترآبادي في آخر كتابه « مصباح الهدى » نقلا عن والدته أنّه ولد وقت طلوع الشمس سادس شهر رمضان المبارك سنة ١١٩٥ ، ثمّ قال : « ويحتمل أن يكون في سنة ١١٩٦ » (٢).

وفاته ومدفنه

لم أجد اختلافا يذكر في تاريخ وفاته سوى في يوم وفاته ، وهل هو اليوم التاسع أو العاشر من صفر.

فقد ذكر ابنه الشيخ عليّ شريعتمدار في كتابه « كنوز التفاسير » أنّه توفّي عاشر صفر من سنة ١٢٦٣ ه‍ (٣).

وذكر صاحب « الذريعة » أنّه رحمه‌الله أجاب داعي ربّه في تاسع صفر ١٢٦٣ وحمل جثمانه إلى النجف الأشرف في مكان عيّنه لنفسه عند الدرج الذي يصعد إلى سطح الكيشوانية الشمالية (٤).

أساتذته

إنّ من أبرز أساتذة الأسترآبادي هو السيّد عليّ الطباطبائي الحائري قدس‌سره ، فبعد سنة

__________________

(١) « طبقات أعلام الشيعة » الكرام البررة : ٢٥٣.

(٢) « تراجم الرجال » ٢ : ٦٤٣.

(٣) نفس المصدر.

(٤) « طبقات أعلام الشيعة » الكرام البررة : ٢٥٥.

٢٨

١٢١٧ ه‍ تشرّف الأسترآبادي إلى العتبات المقدّسة في العراق ليحضر درس السيّد عليّ الطباطبائي صاحب « رياض المسائل » وألّف « ملاذ الأوتاد في تقرير الأستاذ » في علم الأصول ، ثمّ عرضه على أستاذه (١).

ويعتبر هذا الكتاب حاشية على « المعالم » حيث ذكر في آخره تتلمذه على السيّد صاحب الرياض ، قال : « وليكن هذا آخر ما أراد العبد المذنب محمّد جعفر الأسترآبادي تأليفه من تحقيقات الأستاذ المحقّق والسند العماد المدقّق العالم الربّاني مولانا وملاذنا وسيّدنا ، السيّد عليّ الطباطبائي البهبهاني ، وممّا وصل إليه نظري القاصر ؛ ولما كانت هذه التعليقة من تحقيقات الأستاذ أعلى الله مقامه سمّيتها بملاذ الأوتاد من تحقيقات الأستاذ وكان الفراغ من تأليفها سنة ١٢٣٧ » (٢).

وقال عنه أستاذه السيّد عليّ الطباطبائي ـ في الإجازة التي كتبها في أوّل كتابه « ينابيع الحكمة » ـ : « المولى الفاضل الورع ، الكامل الزكيّ الذكيّ ، والتقيّ النقيّ الآخذ بأطراف المسائل في المطالب والمبادئ » (٣).

كما أنّه حضر لدى جمع من أعاظم عصره كالوحيد البهبهاني والسيّد مهدي بحر العلوم والمقدّس الكاظمي فاشتغل عندهم مدة طويلة ثمّ رجع إلى إيران ، فحضر درس المحقّق القمّي والمولى محمّد مهدي النراقي ، بعد ذلك عاد إلى أصفهان ، فألقت إليه الرئاسة أزمّتها وتصدّى للزعامة الروحية (٤).

أولاد الأسترآبادي رحمة الله

ذكر أصحاب التراجم أنّ للأسترآبادي ولدين هما :

١ ـ الشيخ محمّد حسن الذي يعتبر من أفذاذ علماء الإمامية في عصره وله تصانيف كثيرة منها : « مظاهر الآثار وحقائق الأسرار لبيان دقائق متون الأخبار وأسانيدها المنتهية

__________________

(١) « طبقات أعلام الشيعة » الكرام البررة : ٢٥٣.

(٢) انظر : « أعيان الشيعة » ٩ : ٢٠٥ ؛ « روضات الجنّات » ٢ : ٢٠٧.

(٣) « تراجم الرجال » ٢ : ٦٤٣.

(٤) « طبقات أعلام الشيعة » الكرام البررة : ١٤.

٢٩

إلى الأئمّة الأطهار » خرج منه خمس مجلّدات ، وله « أساس الأحكام في شرح شرائع الإسلام » و « شرح ألفيّة الشهيد » وله « تحفة الممالك في إعراب ألفيّة ابن مالك » وله كتب في النسب ، وبعض التعليقات النافعة على رسالة والده في علم الدراية والرجال ، وهي « لبّ اللباب » (١).

توفي الشيخ محمّد حسن في سنة ١٣١٨ ه‍ (٢).

٢ ـ الشيخ عليّ الأسترآبادي ، ويعدّ أيضا من مفاخر علماء الشيعة في عصره ، وقد امتاز بكثرة التصانيف ـ كما هو حال والده ـ فمن تصانيفه : « البرد اليماني في ألفاظ المعاني » و « غاية الآمال في علم الرجال » و « بروج العروج » في علم الهيئة و « كلّيّات القواعد الفقهية ومندمجاتها » و « تحرير الأصول » في أصول الفقه ، وشرحه « إيضاح التحرير » وغير ذلك من التآليف التي أغنت المكتبة الإسلامية وأثرتها (٣).

أسترآباد

اسم لمدينة إيرانية قديمة عرفت بكثرة العلماء المنتسبين إليها.

فقد ذكرها ياقوت الحموي بقوله : أسترآباذ ـ بالفتح والسكون وفتح التاء المثنّاة من فوق وراء وألف وباء موحّدة وألف وذال معجمة ـ : بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا من أهل العلم في كلّ فنّ ، وهي من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان في الإقليم الخامس » (٤).

وأسترآباد في الوقت الحاضر هي إحدى مناطق محافظة « جلستان ».

وتشمل أسترآباد منطقتين : إحداهما في الشمال وتسمّى « دهستان » والأخرى في الجنوب وتسمّى « وركان ».

وكانت تتمتّع بموقع تجاري وعسكري مهمّ ، وفي آخر عهد الصفويّين تعرّضت أسترآباد للنهب والسلب ، وحوصرت في زمان نادرشاه.

__________________

(١) هذه الرسالة قد قمنا بتحقيقها ونشرها ضمن « مجموعة ميراث حديث شيعه » دفتر دوم ـ مؤسّسة دار الحديث.

(٢) انظر : « أعيان الشيعة » ٩ : ١٤١.

(٣) انظر : المصدر السابق ٨ : ٣٠٩.

(٤) « معجم البلدان » ١ : ١٧٤ ـ ١٧٥.

٣٠

وذكر دهخدا في موسوعته أنّ اسم المدينة في العصور القديمة هو « أسترك » ، وأنّ المدن المهمّة التابعة لولاية أسترآباد هي : جرجان ، بندرجز وفندرسك (١).

علماء أسترآباد

اشتهرت أسترآباد بعشرات العلماء الأفذاذ ، وفي مختلف حقول العلم والمعرفة ، وإليك بعضهم :

١. السيّد محمّد باقر ابن المير شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي ، المعروف بـ « الميرداماد ».

وكان فيلسوفا رياضيّا متفنّنا في جميع العلوم الغريبة ، شاعرا باللغتين العربية والفارسية.

٢. الميرزا محمّد أمين الأسترآبادي ، ويعدّ على رأس الأخباريّين في القرن الحادي عشر ، له كتاب « الفوائد المدنية » في الردّ على من قال بالاجتهاد والتقليد (٢).

٣. محمّد بن عليّ بن إبراهيم الأسترآبادي ، المعروف بـ « ميرزا محمّد » صاحب كتاب الرجال الكبير والوسيط والصغير ، المسمّى أولها بـ « منهج المقال » وحاله كاسمه وكتابه في غاية الاشتهار (٣).

٤. محمّد حسن شريعتمدار ـ ولد مؤلّف هذا الكتاب ـ وكان عالما جليلا ، له « مظاهر الآثار وحقائق الأسرار لبيان متون الأخبار وأسانيدها المنتهية إلى الأئمّة الأطهار » وغير ذلك من الكتب والتصانيف (٤).

٥. الشيخ ركن الدين محمّد بن عليّ بن محمّد الجرجاني محتدا ، الأسترآبادي منشأ ومولدا ، الحلّي الغروي مسكنا ، كان عالما متكلّما جليلا ، من أبرز تلامذة العلاّمة الحلّي (٥) قدّس الله روحه.

ولا أريد استقصاء كلّ من أنجبته هذه المدينة توخّيا للاختصار ، ولكن أحيل القارئ

__________________

(١) « لغت نامه » ٢ : ١٨٠٨ ـ ١٨٠٩ ، ونقلت النصّ من الفارسية إلى العربية بشيء من التصرّف.

(٢) « أعيان الشيعة » ٩ : ١٣٧.

(٣) « توضيح المقال » : ٦٥ المطبوع ضمن « منتهى المقال » الطبعة الحجرية.

(٤) « أعيان الشيعة » ٩ : ١٤١.

(٥) « أعيان الشيعة » ٩ : ٤٢٥.

٣١

على كتاب « أعيان الشيعة » لمزيد الاطّلاع (١).

رحلاته ونشاطاته

كان والد الأسترآبادي من الأتقياء الصلحاء ، ورغب في أن يوجّه ولده لطلب العلم ، فبدأ الأسترآبادي رحلته العلمية في تلقّي الدروس في بلده ثمّ انتقل إلى « بارفروش » وكان يكتب بخطّه كلّ ما يدرسه ، ومنها كتاب « المطوّل » الذي فرغ منه سنة ١٢١٧.

ثمّ يمّم الأسترآبادي وجهه صوب العراق ، فحضر على السيّد عليّ الطباطبائي صاحب « رياض المسائل » وألّف في تلك الفترة كتاب « ملاذ الأوتاد » الذي هو عبارة عن تقريرات أستاذه في علم أصول الفقه.

وألّف الأسترآبادي ـ أيضا ـ كتاب « شوارع الأنام في شرح القواعد » في سنة ١٢٢٨ وهو ابن ثلاثين سنة ، وعرضه على أستاذه ، فاستحسنه وكتب له إجازة به.

وفي سنة ١٢٣١ قبل وفاة أستاذه بعامين رجع إلى بلاده أيّام رئاسة المولى محمّد رضا الأسترآبادي ، الذي كان من أجلاّء تلامذة الوحيد البهبهاني والمجاز منه ، فلم يتيسّر له الإقامة هناك ، وألّف فيها « مشكاة الورى » في شرح « الألفية » للشهيد الأوّل رحمه‌الله ، وقال في آخره : « فرغت منه في أسترآباد بعد مضيّ أربعة عشر شهرا من أوّل شروعه في سنة ١٢٣١ ».

ثمّ ذهب إلى قزوين أوائل أيّام رئاسة المولى عبد الوهّاب القزويني بها ، فنزل عليه ولاقى منه إكراما وترويجا حتّى سافر السلطان فتح علي شاه القاجاري إلى قزوين فاجتمع بالأسترآبادي وعرف فضله فطلب منه المجيء إلى طهران فأجابه.

ولمّا حلّها عيّن له السلطان دارا متّصلة بدور السلطنة في جنب مدرسة الحكيم هاشم التي عمرتها أمّ السلطان (٢).

__________________

(١) انظر : « أعيان الشيعة » ٢ : ١١٠ ، ٢٢٦ ، ٢٩١ ، ٣١٦ ، ٣٦٤ ـ ٣٦٥ ، ٤٠٣ ـ ٤١٧ ، ٤٥٤ ، ٤٩٤ ، ٦٠٠ ، ٦١٥ ؛ ٥ : ١٩ ، ٢١٢ ، ٢٣٨ ، ٢٤٣ ، ٢٥٥ ، ٤١٥ ، ٤١٧ ، ٤٥٧ ؛ ٦ : ١٤٦ ، ١٨٠ ، ٣٦٥ ، ٣٩٥ ، ٤٢٧ ، ٤٧٠ ؛ ٧ : ٨ ، ٢٧ ، ١٣١ ، ١٣٢ ـ ١٣٣ ، ٢٢٧ ، ٢٩٩ ، ٣٠٩ ، ٣١٣ ؛ ٩ : ٦٣ ، ١٣٧ ، ١٨٩ ، ١٩٢ ، ٢٠٥ ، ٢٨٢ ، ٣٦٤ ، ٣٦٧ ، ٤٢٥ ؛ ١٠ : ٢٠ ، ٤١ ، ٤٥ ، ٥٨ ، ٦٨ ، ٧٧ ، ٨١ ، ١٠٠ ، ١٢٧ ، ١٦٦ ، ٢٦٧.

(٢) تعرف تلك المدرسة من أجل ذلك بـ « مدرسة مادر شاه ».

٣٢

وعظمت منزلته عند السلطان القاجاري وكبر في عينيه فكان يزوره في كلّ شهر أو أقلّ منه ، فاشتغل بالتدريس والإفادة والتصنيف والتأليف ، وتخرّج على يديه خلال تلك السنين العلاّمة السيّد نصر الله الأسترآبادي والميرزا محمّد الأندرماني الطهراني والمولى جعفر بن محمّد طاهر النوري وغيرهم.

وكان للأسترآبادي رحمه‌الله دور في الجهاد والدفاع عن حمى الإسلام ، فقد سافر سنة ١٢٤١ مع السيّد محمّد الطباطبائي ـ المعروف بالسيّد المجاهد ـ إلى الجهاد ومواجهة القوّات الروسية التي تعدّت على بعض الحدود الإيرانية ، فما كان من السيّد محمّد المجاهد إلاّ أن طلب من الشاه إعلان الحرب على روسيا ، وتوجّه هو وجماعة من العلماء والطلاّب والصلحاء إلى « تفليس » مارّين بطهران (١).

ولمّا رجع الأسترآبادي من الجهاد ذهب إلى مكّة ليحجّ بيت الله الحرام ، ورجع من طريق النجف فنزل كربلاء المقدّسة مستوطنا فيها إلى أن حدث مرض الطاعون سنة ١٢٤٦ ، فمات فيها جملة من أهله وأولاده.

وبعد مكثه في كربلاء عامين خرج منها قاصدا زيارة الإمام الرضا عليه‌السلام خائفا يترقّب ، نتيجة لما وقع بينه وبين الشيخ أحمد الأحسائي وبعده مع أصحاب الشيخ الذين أرادوا الفتك به وجرحوه مرّتين ونجّاه الله تعالى.

وطال سفره حيث أقام مدّة في كرمانشاه وطهران وأسترآباد ولما وصل خراسان عزم على المكث بها ، فقام بالوظائف الشرعية ، وحدث نزاع بينه وبين الشيخ عبد الخالق اليزدي إلى أن رجع السلطان محمّد شاه القاجاري من حرب هراة ، والتقى الأسترآبادي ورغّبه في العودة إلى طهران ، وأخذ منه العهود والمواثيق بذلك ، فرجع إليها ، وأقبل عليه السلطان والأعيان ووجوه الخاصّة والعامّة ، لا سيّما في الجماعة والائتمام ، وحصلت له المرجعية التامّة ، فكان المرجع الديني الذي يرجع إليه في سائر أمور الدنيا والدين إلى أن لبّى نداء ربّه الجليل (٢).

__________________

(١) حول ظروف وملابسات هذه الواقعة انظر : « أعيان الشيعة » ٩ : ٤٤٣.

(٢) لمزيد المعرفة انظر : « طبقات أعلام الشيعة » الكرام البررة ٢ : ٢٥٣ وما بعدها.

٣٣

مصنّفات الأسترآبادي

عرف الأسترآبادي رحمه‌الله بكثرة التصنيف والتأليف وتنوّعهما ، حتّى أنّهما شملتا معظم العلوم والمعارف الشائعة في ذلك العصر ، ونذكر ما كتبه ـ بحسب ما تتبّعناه من الفهارس المتوفّرة لدينا ـ ما يلي مرتّبة بحسب العلوم :

الفقه :

١ ـ إبراء الأب زوجة ابنه الصغير ؛ فصّل فيه مسألة ما لو زوّج أب الصغير في حال صغره ولده ، ولو بعد البلوغ إلى عشر سنين ، تزويجا انقطاعيّا بقدر شهر مثلا.

رقم النسخة (٣٨٥١) في المكتبة المرعشيّة ـ قم.

٢ ـ حكم المفقود عنها زوجها ؛ رسالة بحث فيها مسألة حكم المرأة الفاقدة لزوجها ولم يعلم حياته ولا موته بخبر يفيد القطع.

رقم النسخة (٣٨٥١) في المكتبة المرعشية ـ قم.

٣ ـ حاشية الروضة البهيّة ؛ حاشية مختصرة ، وقد ذكر فيها أقوال أستاذه وما توصّل إليه هو من آراء فقهيّة.

رقم النسخة (٣٨٥٠) في المكتبة المرعشية ـ قم.

٤ ـ حاشية المدارك ؛ حاشية استدلالية مختصرة ، وقد استفاد فيها من تقريرات أستاذه ومن فوائد بعض المعاصرين ، مع ذكر ما توصّل إليه من آراء في مختلف المسائل.

رقم النسخة (٣٨٥٤) في المكتبة المرعشية ـ قم.

٥ ـ دستور العمل ؛ رسالة عمليّة تشتمل على فتاوى المصنّف في الطهارة والصلاة والصوم و ... مع مقدّمة مختصرة في أصول الدين.

رقم النسخة (٣٠٦١) في المكتبة المرعشية ـ قم.

٦ ـ القبلة ؛ حيث وضع هذه الرسالة ؛ لأهمّيّة موضوع القبلة بالنسبة للمكلّفين ، وعدم كفاية ما بحثه الفقهاء في هذا المضمار.

رقم النسخة (٣٠٦٦) في المكتبة المرعشية ـ قم.

٣٤

٧ ـ أحكام نماز وروزه ؛ ـ باللغة الفارسيّة ـ رسالة مختصرة تشتمل على فتاوى المصنّف في أحكام الصلاة والصوم بلغة سهلة يفهمها عامّة الناس.

٨ ـ شوارع الأنام في شرح قواعد الأحكام ؛ وهذه النسخة تحتوي على كتاب الصلاة إلى كتاب الديات.

رقم النسخة (٣٠٧٤) في المكتبة المرعشية ـ قم.

٩ ـ شرح تبصرة المتعلّمين ؛ شرح مزجي مختصر ؛ مع نقل أقوال فحول الفقهاء.

رقم النسخة (٣٠٧٨) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١٠ ـ إشارات الفقه ؛ وقد تناول فيها مقدّمات ومقارنات وشروط الصلاة وغيرها.

رقم النسخة (٣٠٨١) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١١ ـ مشكاة الورى ؛ شرح مزجيّ استدلاليّ مختصر على « ألفيّة » الشهيد الأوّل.

رقم النسخة (٣٠٨١) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١٢ ـ حاشية رياض المسائل ؛ استدلالية مختصرة على كتاب « رياض المسائل » للسيّد عليّ الطباطبائي قدس‌سره ومتنها « المختصر النافع » للمحقّق الحلّي قدس‌سره.

رقم النسخة (٣٠٨٢) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١٣ ـ مجمع الآراء ؛ حاشية مختصرة على كتاب « الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية » للشهيد الثاني قدس‌سره وهذه الحاشية عقدها المصنّف لحل مشاكل وإبهامات « الروضة البهيّة ».

١٤ ـ المقاليد الجعفرية في القواعد الاثني عشرية ؛ في القواعد الفقهيّة بترتيب كتب الفقه ، وذكره ولده الشيخ عليّ في « مبدأ الآمال » (١).

وهذا الكتاب مقترح للتحقيق في مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية.

أرقام النسخ الخطّية الموجودة في المكتبة المرعشيّة هي : (٣٨٥٧) ، (٣٨٥٨) ، (٣٨٨٢) ، (٣٨٨٣).

الأصول :

١٥ ـ مصابيح الأصول ؛ رسالة استدلالية مفصّلة في مباحث أصول الفقه ، أورد فيها نظريّات متقدّمي الأصوليّين بدون إطناب مملّ أو إيجاز مخلّ.

__________________

(١) انظر : « الذريعة » ٢٢ : ٣ الرقم ٥٧٢٨.

٣٥

رقم النسخة (٣٠٨٥) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١٦ ـ مشارع الأصول ؛ حاشية على كتاب « معالم الأصول » للشيخ حسن بن الشهيد الثاني رحمهما الله.

رقم النسخة (٣٠٧٢) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١٧ ـ خزائن العلوم ؛ بحث فيها المسائل التي يحتاج إليها المجتهد في عملية استنباط الحكم الشرعي بصورة مختصرة.

رقم النسخة (٣٥٣١) في المكتبة المرعشية ـ قم.

١٨ ـ موازين الإحكام في استنباط الأحكام ؛ رسالة مختصرة في كيفيّة استفادة الفقيه من الأدلّة التفصيلية في استنابط الحكم الشرعي.

رقم النسخة (٣٠٦٦) في المكتبة المرعشية ـ قم.

الكلام والعقائد :

١٩ ـ الردّ على الصوفية ؛ ردّ مختصر على بطلان طرق المتصوّفة وبدعهم.

رقم النسخة (٣٨٥١) في المكتبة المرعشية.

٢٠ ـ أصل الأصول ؛ ـ باللغة الفارسية ـ بحث فيها أصول الدين الخمسة بصورة موجزة.

رقم النسخة (٣٨٤٩) في المكتبة المرعشية.

٢١ ـ صفات إلهى ؛ ـ باللغة الفارسية ـ بحث في الصفات الثبوتية والسلبيّة لواجب الوجود على طريقة الفلاسفة المشّائيّين والإشراقيّين.

رقم النسخة (٣٨٤٩) في المكتبة المرعشية.

٢٢ ـ فلك مشحون ؛ ـ باللغة الفارسية ـ مختصر في أصول الدين والأمور الاعتقادية كتبه بطلب من شخص آخر يدعى الحاج عبد الله.

رقم النسخة (٣٠٦٣) في المكتبة المرعشية.

٢٣ ـ أصول الدين ؛ رسالة في علم أصول الدين فيها شيء من التفصيل ، واستند فيها إلى الأدلّة العقلية.

رقم النسخة (٣٠٦٦) في المكتبة المرعشية.

٣٦

٢٤ ـ البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة ؛ شرح متوسّط على رسالة « تجريد العقائد » للمحقّق نصير الدين الطوسي رحمه‌الله.

وهو الكتاب الماثل بين يديك ، عزيزي القارئ.

٢٥ ـ أصول الدين ؛ مختصر في أصول الدين مستفاد من الأحاديث والآثار الشريفة عن الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته الطاهرين ، وقد أحال المصنّف في هذا المختصر على كتابيه :

« مصباح الهدى ، والبراهين القاطعة.

رقم النسخة (٣٠٧١) في المكتبة المرعشية.

٢٦ ـ مصباح الهدى في أصول الدين ؛ وقد أشار في هذه الرسالة إلى الأدلّة العقلية والنقلية ، كتبها باسم فتح علي شاه قاجار.

٢٧ ـ منهاج الإيمان ؛ رسالة مقتضبة جدّا في أصول الدين واعتقادات الشيعة ، باللغة الفارسية.

رقم النسخة (٣٠٨٠) في المكتبة المرعشية.

٢٨ ـ سدّ رمق ؛ ـ باللغة الفارسية ـ رسالة مختصرة جدّا في أصول الدين الخمسة.

رقم النسخة (٣٠٨٠) في المكتبة المرعشية.

٢٩ ـ وصل الفصول ؛ رسالة كلامية مختصرة جدّا في أصول الدين.

رقم النسخة (٣٨٤٩) في المكتبة المرعشية.

المنطق :

٣٠ ـ مجمع الرشاد ؛ حاشية مختصرة على حاشية الشريف الجرجاني على « تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية ».

رقم النسخة (٣٠٦٧) في المكتبة المرعشية.

٣١ ـ محصول اللباب ؛ حاشية متوسّطة على كتاب « تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية ».

رقم النسخة (٣٠٦٧) في المكتبة المرعشية.

الأخلاق :

٣٢ ـ مؤيّد العارفين ومغانم السالكين ؛ رسالة في الأخلاق الفاضلة والملكات الحسنة مستفادة من الآيات الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم‌السلام وتشتمل على دورة كاملة في

٣٧

أصول الدين وفروعه والأصول الأخلاقية.

رقم النسخة (٣٨٤٨) في المكتبة المرعشية.

٣٣ ـ تحفة العراق في علم الأخلاق ؛ مختصر في علم الأخلاق والفضائل والرذائل الأخلاقية ، مستفادة من أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام.

رقم النسخة (٣٠٦٢) في المكتبة المرعشية.

علوم القرآن :

٣٤ ـ تجويد القرآن الكريم ؛ ـ باللغة الفارسية ـ مختصر في أحكام التجويد ، وكيفيّة القراءة على الطريقة التي ارتضاها الشرع.

رقم النسخة (٣٨٤٩) في المكتبة المرعشية.

٣٥ ـ قرائت شرعي ؛ ـ باللغة الفارسية ـ مختصر في القراءة الصحيحة شرعا.

رقم النسخة (٣٠٦٨) في المكتبة المرعشية.

٣٦ ـ شرح درج المضامين ؛ شرح مختصر على منظومة « درج المضامين ».

رقم النسخة (٣٠٦٧) في المكتبة المرعشية.

الدراية والرجال :

٣٧ ـ الوجيزة ؛ وتبحث في قواعد الدراية وكلّيات علم الرجال ، وضعها تسهيلا وتمهيدا لطلبة العلوم الإسلامية للدخول في هذه العلوم.

رقم النسخة (٣٠٦٦) في المكتبة المرعشية.

٣٨ ـ لبّ اللباب ؛ وهي رسالة في قواعد الدراية وكلّيّات علم الرجال أيضا ، وقد صنّفها الأسترآبادي بناء على حاجة الطلبة إليها.

وقد قمت بتحقيق هذه الرسالة وتمّ طبعها في مجلّة « ميراث حديث شيعه » العدد الثاني.

الفلسفة :

٣٩ ـ مرشد الطالبين ؛ حاشية مختصرة على شرح القاضي حسين الميبدي على « هداية الحكمة » لأثير الدين الأبهري.

رقم النسخة (٣٠٧٩) في المكتبة المرعشية.

٣٨

التاريخ :

٤٠ ـ ينبوع الدموع ؛ ـ باللغة الفارسية ـ في تاريخ وحياة وأحوال ومصائب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله المعصومين عليهم‌السلام.

رقم النسخة (٣٠٨٣) في المكتبة المرعشية.

التفسير :

٤١ ـ مظاهر الأسرار في وجوه إعجاز كلام الجبّار ؛ تفسير مزجيّ بشيء من التفصيل ، استند فيه إلى روايات المعصومين عليهم‌السلام وكلام مفسّري الشيعة.

رقم النسخة (٣٠٨٧) في المكتبة المرعشية.

الرياضيات :

٤٢ ـ كشف الغطاء ؛ شرح مزجيّ على كتاب « خلاصة الحساب » للشيخ بهاء الدين العاملي.

رقم النسخة (٣٨٥١) في المكتبة المرعشية.

علم النجوم :

٤٣ ـ اختيارات النجوم في علم النجوم ؛ حيث بيّن نحوسة الأيّام وسعودها على ضوء روايات أهل البيت عليهم‌السلام.

رقم النسخة (٣٨٤٨) في المكتبة المرعشية.

٤٤ ـ هداية النجوم في علم الرسوم ؛ وهي إشارات تفيد في معرفة الساعات النحسة ، ومرتّبة على ترتيب الحروف الأبجدية.

رقم النسخة (٣٠٦٧) في المكتبة المرعشية.

بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ بعض ممّا سطّره يراع العالم الكبير الأسترآبادي ، وهو يكشف عن ذهن وقّاد وفكر جوّال ، فله في كلّ علم من علوم عصره باع ، فهو لم يترك علما من تلك العلوم إلاّ واطّلع عليه وكتب فيه وبيّن موقف الإسلام منه.

ومضافا إلى ما ذكرناه آنفا ، فقد صنّف الأسترآبادي رحمه‌الله في قواعد الأدب العربي والعرفان والرجال وتفسير الرؤيا والمنامات والزيارات وغيرها.

وقد أحصيت مصنّفاته في مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي قدس‌سره لوحدها فوجدت

٣٩

أنّها قد ناهزت السبعين مصنّفا ، ناهيك عن مصنّفاته الموجودة في المكتبات الأخرى.

ولله درّ من قال :

ولم أر أمثال الرجال تفاوتت

إلى الفضل حتّى عدّ ألف بواحد

نسبة الكتاب إلى مؤلّفه

ذكره الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة تحت عنوان « البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة » ثمّ قال : « للمولى ـ أي هذا الكتاب ـ محمّد جعفر بن المولى سيف الدين الأسترآبادي نزيل طهران ، المعروف بـ « شريعتمدار » المتوفّى سنة ١٢٦٣ ، كبير في ستّ مجلّدات ، مجلّده الأوّل في الأمور العامّة ... رأيت الجميع في كتب حفيده آقا محمود شريعتمدار المدرّس الذي له الوجاهة التامّة بـ « سبزوار » من موقوفات والده الشيخ محمّد حسن على أولاده الذكور » (١).

وهذا القدر كاف في صحّة نسبة الكتاب إلى شريعتمدار الأسترآبادي رحمه‌الله.

اسم الكتاب

ربّما وقع بعض الاشتباه في تسمية الكتاب في بعض كتب التراجم والفهارس ، إلاّ أنّ هذا الأمر لا يعنينا كثيرا ، فقد أراحنا المؤلّف رحمه‌الله عند ما ذكر اسم الكتاب في المقدّمة بقوله : « وأردت أن أسمّيه بعد أن أتمّمه بالبراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة » (٢).

منهجيّة الكتاب

نظرا لأهمّية كتاب « التجريد » للمحقّق نصير الدين الطوسي وامتيازه عن بقيّة المصنّفات التي كتبت في هذا الفنّ ، فقد كثرت الشروح عليه ، وهي بين الإفراط والتفريط ، فقد ارتكب بعضهم الإطناب والتطويل في المبادي والإيجاز في بيان أحوال المبدأ والمعاد ، الذي هو المقصود الأصلي.

__________________

(١) « الذريعة » ٣ : ٨٣ ، الرقم ٢٥٠.

(٢) انظر : « البراهين القاطعة » ١ : ٤.

٤٠