أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية

السيّد عبد العزيز الطباطبائي

أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية

المؤلف:

السيّد عبد العزيز الطباطبائي


الموضوع : دليل المؤلفات
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-032-3
الصفحات: ٧٢٨

محمّد بن الحجّاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتّى ذكروا عليّا رضى الله عنه ، فتنقّصه محمّد بن الحجّاج!!

فقال أنس : من هذا؟! أقعدوني ؛ فأقعدوه ، فقال : يا ابن الحجّاج ، لا أراك تنقّص عليّ بن أبي طالب ، والذي بعث محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحقّ ، لقد كنت خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ...

فذكر له حديث الطير ، وفي آخره : قال محمّد بن الحجّاج : يا أنس ، كان هذا بمحضر منك؟

قال : نعم.

قال : أعطي بالله عهدا أن لا أتنقّص عليّا بعد مقامي هذا ، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلاّ أشنت له وجهه.

وأمّا حديث قسيم النار

فقد روي مرفوعا وموقوفا ، أمّا الحديث المرفوع فقد رواه أمير المؤمنين عليه‌السلام وحذيفة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « عليّ قسيم النار ».

أمّا ما رواه عليّ عليه‌السلام ، فقد أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦٤ ، والدار قطني في العلل ٦ / ٢٧٣ رقم ١١٣٢ ، وأخرجه ابن المغازلي في مناقبه : ٦٧ عنه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « إنّك قسيم النار ، وإنّك تقرع باب الجنّة فتدخلها بغير حساب ».

وأخرجه الخطيب الخوارزمي الحنفي في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٨١ ، والحمّوئي في فرائد السمطين ١ / ٣٢٥ ، بإسنادهما عن عليّ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا اللفظ ، وأوعز إليه الكنجي في كفاية الطالب : ٧١.

وأمّا حديث أبي ذرّ فقد رواه أبو بكر الشافعي بإسناده عنه ، وأخرجه

٥٦١

الدار قطني في العلل ٦ / ٢٧٣ رقم ١١٣٢ عن أبي بكر الشافعي ، ثم قال : وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد! ... وإنّما روى هذا الحديث الأعمش ، عن موسى بن طريف ، عن عباية ، عن عليّ.

وأمّا ما رواه حذيفة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار ٣ / ٩٠ رقم ٣٩٩٩ بلفظ : « عليّ قسيم النار » والقاضي عياض في الشفاء في إخبار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمغيّبات ، وعدّ منها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن عليّ : « إنّه قسيم النار ».

والسيوطي في جمع الجوامع ١ / ... في حرف العين من قسم الأقوال ، والمناوي في كنوز الحقائق : ٩٨ طبعة بولاق ، وص ٩٢ من طبعة [ أخرى ] بهامش الجامع الصغير ، والفتنّي في مجمع بحار الأنوار ٣ / ١٤٤ ، والمتّقي في كنز العمّال ١٣ / ١٥٣.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٥ : « فقد جاء في حقّه [ عليّ عليه‌السلام ] الخبر الشائع المستفيض : إنّه قسيم النار والجنّة ... ».

أمّا ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ موقوفا ـ أنّه قال : « أنا قسيم النار ».

فقد أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ١٩٢ عن أبي نعيم ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن عليّ بن مسهر ، عن الأعمش ، عن موسى بن طريف ، عن عباية ، عن عليّ عليه‌السلام.

وفي ٢ / ٧٦٤ بلفظ : « أنا قسيم النار ، إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك ، وهذا لي ».

قال : ورأيت في كتاب عمر بن حفص بن غياث : حدّثني أبي ، عن الأعمش حديث عليّ : « أنا قسيم النار ».

٥٦٢

فقلت لموسى : ما كان عباية عندكم؟ فذكر من فضله ومن صلاته ومن صيامه وصدقه.

ورواه عمر بن حفص بن غياث في كتابه عن أبيه ، عن الأعمش ؛ وعنه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ.

وأخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث ٢ / ١٥٠ ، قال : يرويه عبد الله ابن داود ، عن الأعمش ، عن موسى بن طريف.

أراد أنّ الناس فريقان : فريق معي فهم على هدى ، وفريق عليّ فهم على ضلال كالخوارج ، فأنا قسيم النار ، نصف في الجنّة معي ، ونصف فيها.

وقسيم في معنى مقاسم ، مثل جليس وأكيل وشريب. انتهى.

وأخرجه قبله السرقسطي ـ المتوفّى سنة ٢٤٧ أو ٢٥٥ ه‍ ـ في كتاب الدلائل ، الورقة ١٦ ، وعنه بهامش غريب الحديث لابن قتيبة.

وأخرجه ابن عديّ في الكامل ٦ / ٢٣٣٩ بإسناده عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ؛ وعن خبيب ، عن موسى بن طريف ؛ وعن عبد الله بن داود الخريبي ، عن الأعمش ؛ وعن عبد القدّوس ، عن الأعمش ، ولفظ هذا الأخير : « أنا والله الذي لا إله إلاّ هو قسيم النار ، هذا لي وهذا لك ».

وأخرجه الدار قطني في العلل ٦ / ٢٧٣ كما تقدّم.

وأخرجه أبو عبيد الهروي في الغريبين ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٥.

وأخرجه الخطيب البغدادي ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق ٢ / ٢٤٣ رقم ٧٦١ بلفظ : « أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا ، وذري ذا ».

٥٦٣

وأخرجه الحافظ ابن عساكر بإسناد آخر عن الأعمش ، وعبد الواحد ابن حسّان وهارون بن سعيد ، عن موسى بن طريف ... بهذا اللفظ.

وأخرجه أيضا بإسناد آخر ، وفيه : « إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك ، وهذا لي ».

وأخرجه الزمخشري في الفائق ٣ / ١٩٥ ( قسم ) (١) وابن الأثير في النهاية ٤ / ٦١ ( قسم ) ، قال : وفي حديث عليّ : « أنا قسيم النار » أراد أنّ الناس فريقان : فريق معي ، فهم على هدى ، وفريق عليّ ، فهم على ضلال ، فنصف معي في الجنّة ، ونصف عليّ في النار.

وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٩ / ١٣٩ ، وأورد كلام ابن قتيبة وكلام أبي عبيد الهروي في تفسير كلامه عليه‌السلام.

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٥ ، والحمّوئي في فرائد السمطين ١ / ٣٢٦ ، والخفاجي في نسيم الرياض ٣ / ١٦٣ ، والزبيدي في تاج العروس ٩ / ٢٥ ( قسم ).

ولكثرة طرق الحديث وأسانيده فقد جمعها الحافظ ابن عقدة ـ المتوفّى سنة ٣٣٣ ه‍ ـ فألّف كتابا مفردا فيه ، ذكره له أبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة ٤٥٠ ه‍ ـ والشيخ الطوسي ـ المتوفّى سنة ٤٦٠ ه‍ ـ في فهرستيهما ، ص ٩٤ وص ٥٣ ، في عداد مؤلّفاته الكثيرة باسم : من روى عن عليّ عليه‌السلام قسيم النار.

__________________

(١) وفي طبعة حيدرآباد سنة ١٣٢٤ ه‍ ، في ٢ / ١٧١ ، وفي طبعة البابي الحلبي سنة ١٣٦٦ ه‍ ٢ / ٣٤٦ قال : [ عليّ ] رضى الله عنه : ( أنا قسيم النار ) أي مقاسمها ومساهمها ...

وهو موجود في مخطوطات « الفائق » ومطبوعاته ما عدا طبعة البجاوي ومحمّد أبو الفضل إبراهيم ، فإنهما أسقطاه من الكتاب! والله العالم بتلاعبهما بالفائق وغيره من كتب التراث وكم حذفا وكم حرّفا!!

٥٦٤

ثمّ أورد شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ رحمه‌الله ـ في فهرسته إسناده إلى رواية كتبه.

ولو كان اليوم بأيدينا لكان فيه علما كثيرا.

أحمد بن حنبل يقرّ هذا الحديث

وقد سئل أحمد عن حديث قسيم النار فلم يضعّفه ، ولم يخدش فيه ، ولا جرح راويه ، بل ثبّته واتّجه إلى تأويله وبيان معناه.

وكذلك أبو حنيفة لم يضعّف الحديث ، ولم يعاتب الأعمش على روايته حديثا ضعيفا ، وإنّما اللوم والعتاب والاستنابة كانت على نشر حديث في فضل أمير المؤمنين عليه‌السلام!!

قال محمّد بن منصور الطوسي : كنّا عند أحمد بن حنبل ، فقال له رجل : يا أبا عبد الله ، ما تقول في هذا الحديث الذي روي أنّ عليّا قال : أنا قسيم النار؟

فقال : ما تنكرون من ذا؟! أليس روينا أنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال لعليّ : لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق؟! قلنا : بلى.

قال : فأين المؤمن؟

قلنا : في الجنّة.

قال : فأين المنافق؟

قلنا : في النار.

قال : فعليّ قسيم النار.

طبقات الحنابلة : ٣٢٠ رقم ٤٤٨ ، المنهج الأحمد في طبقات

٥٦٥

أصحاب أحمد ١ / ١٣٠ ، كفاية الطالب : ٢٢ عن ابن عساكر في تاريخ دمشق ، تلخيص مجمع الآداب : جزء ٤ حرف القاف ( قسيم النار ) برقم ٢٧٤٩ وفيه : حدّث محمّد بن منصور الطوسي ، قال : سألت أحمد بن حنبل عمّا يروى أنّ عليّ بن أبي طالب قسيم النار ... ، خلاصة تذهيب الكمال ...

وفي تاريخ الخلفاء ـ لأحد أعلام القرن الخامس ، طبعة موسكو بالتصوير على مخطوطة قديمة الورقة ١١ / أ ـ : وروي أنّه قيل لأحمد بن حنبل : ما معنى قول النبي عليه‌السلام : عليّ قسيم الجنّة والنار؟

فقال : صحيح لا ريب فيه ، تأويله أنّ من يحبّه في الجنّة ، وأنّ من يبغضه في النار ، فهو قسيم الجنّة والنار ؛ أشار إلى قوله : لا يحبّك إلاّ مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلاّ منافق رديّ.

ولاشتهار هذا الحديث في الأوساط نظمه الشعراء منذ ذلك العصر [ منتصف القرن الثاني ] وحتّى اليوم ، ومن أقدم من نظمه غير مرّة السيّد الحميري ، فقال :

ذاك قسيم النار من قبله

خذي عدوّي وذري ناصري

ذاك عليّ بن أبي طالب

صهر النبيّ المصطفى الطاهر

وقال غيره في أبيات له ، وربّما نسبت إلى العوني :

وكيف يخاف النار من هو موقن

بأنّ أمير المؤمنين قسيمها

وقال دعبل في أبيات له :

قسيم الجحيم فهذا له

وهذا لها باعتدال القسم

وقال الزاهي :

لا تجعلنّ النار لي مسكنا

يا قاسم الجنّة والنار

٥٦٦

وقال غيره :

عليّ حبّه جنّه

قسيم النار والجنّة

وصيّ المصطفى حقّا

إمام الإنس والجنّة

أقول : وقد سجّل التاريخ وكتب الحديث والرجال الشيء الكثير من هذا النمط ممّا كانوا عليه من السعي في إخفاء فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والنهي عن التحديث بها ، وملاحقة من حدّث بشيء من ذلك وتضعيفه واتّهامه بالكذب وما شاكل.

وقد جمعت ما وقفت عليه من ذلك ما لا يسع المجال لذكره هنا ، ولعلّ الله يسّر نشره في المستقبل فترون نماذج مهولة ممّا كانوا عليه من إخفاء فضائل العترة الطاهرة فلم يألوا جهدا في ذلك حكومة وشعبا منذ عهد عمر ومعاوية إلى عهد صدّام وآل سعود!

٧١٤ ـ المناقب :

لابي المفضل ، نصر بن مزاحم بن يسار المنقري العطّار الكوفي ثم البغدادي ، المتوفّى سنة ٢١٢ ه‍.

ومنقر ـ بكسر الميم وفتح القاف ـ : بطن من بني تميم.

ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ٨ / ١٠٥ ، وابن حاتم في الجرح والتعديل ٨ / ٤٦٨ ، وابن حبّان في الثقات ٩ / ٢١٥ ، والدار قطني في المؤتلف والمختلف ٤ / ٢٢٠٢ ولم يضعّفه ، والنديم في الفهرست : ١٠٦.

وترجم له شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي ـ المتوفّى سنة ٤٦٠ ه‍ وأبو العبّاس النجاشي ـ المتوفّى سنة ٤٥٠ ه‍ ـ رحمهما الله في فهرستيهما برقمي ٧٧٢ و ١١٤٨ وذكرا كتبه ومنها « المناقب » ورواها الطوسي بثلاثة أسانيد عنه ،

٥٦٧

ورواها النجاشي بإسنادين عنه ، وروى كتاب الجمل له بإسناد ثالث عنه.

وممّا ذكرا له من الكتب : كتاب صفّين ، كتاب النهروان ، كتاب مقتل الحسين عليه‌السلام ـ وقد تقدّم ـ وكتاب أخبار محمّد بن إبراهيم وأبي السرايا ، ولم يذكره الطوسي ، وذكر له أخبار المختار بن أبي عبيدة ، ولم يذكره النجاشي ، ولم يذكرهما النديم وذكر مقتل حجر بن عديّ ممّا لم يذكراه.

وهو من رجال كتابي الكافي وكامل الزيارات ، ووثّقه ابن حبّان فذكره في ثقاته ، وأطراه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٠٦ بقوله عنه :

فهو ثقة ، ثبت ، صحيح النقل ، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال ، وهو من رجال أصحاب الحديث ...

وممّن يروي عنه ابنه الحسين بن نصر.

ومن مصادر ترجمة نصر : الكامل ـ لابن عديّ ـ ٧ / ٢٥٠٢ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٢٨٢ ، معجم الأدباء ٧ / ٢١٠ ، خلاصة الأقوال : ١٧٥ ، لسان الميزان ٦ / ١٥٧ ، جامع الرواة ٢ / ٢٩١ ، روضات الجنّات ٨ / ١٦٥ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٦٩ ، قاموس الرجال ٩ / ١٩٨ ـ ٢٠١ ، معجم رجال الحديث ١٩ / ١٤٣ ـ ١٤٦ ، هدية العارفين ٢ / ٤٩٠ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٨ / ٢٨ ، بروكلمن ـ الذيل ـ ١ / ٢١٤ والترجمة العربية ٣ / ٣٦.

٧١٥ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام :

لمحمد بن اسلم الطوسي ، المتوفي سنة ٢٤٢ هـ.

ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٩٥ ، وحكى عن ابن خزيمة أنّه قال : حدّثنا من لم تر عيناي مثله : أبو عبد الله محمّد بن أسلم.

وراجع بقيّة مصادر ترجمته في هامشه.

٥٦٨

ينقل عنه العاصمي في أوائل « زين الفتى » ، قال : ووجدت في كتاب المناقب لمحمّد بن أسلم : حدّثنا عبيد الله بن موسى ...

٧١٦ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام :

قاضي صعدة ، ونسبه في أسد ابن خزيمة ، وفرغ من كتابه هذا في ١٢ رجب من عام ٣٠٠ ه‍ ، تلميذ محمد بن منصور المرادي.

كان خرج بالكوفة مع عليّ بن زيد الطالبي سنة ٢٥٦ ه‍ ، فوجّه إليه المعتمد العبّاسي جيشا هزموه وقتلوا كثيرا من أصحابه.

ثمّ التحق محمّد بن سليمان بيحيى بن الحسين الحسني ، وهاجر معه إلى اليمن في عام ٢٨٣ (٢٨٦) ونزل صعدة منها وهي على طريق الحجّ بين مكّة وصنعاء ، وهناك لقّب يحيى بن الحسين بأمير المؤمنين! الهادي إلى الحقّ ، وفتح نجران ، وسقطت صنعاء في يده ، وتوفّي سنة ٢٩٨ ه‍.

وهو إمام المهدوية من الزيدية.

وكان محمّد بن سليمان صاحبه وتلميذه ، والراوي عنه ، وقاضيه ، ومؤرّخ سيرته ، ومدوّن فقهه.

وقد ترجم له ابن أبي الرجال في الجزء الثاني من مطلع البدور : ٣٠٣ ، فقال : علاّمة العلماء وسيّدهم ، الفاضل المحدّث ، الجامع للكمالات الربّانية محمّد بن سليمان الكوفي رحمه‌الله هو العلاّمة ، حافظ الإسلام صاحب الهادي إلى الحقّ عليه‌السلام ، نسبه في أسد بن خزيمة ، تولّى القضاء للهادي ولولده الناصر ... وله كتب صنّفها في الدين منها : كتاب البراهين في معجزات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي أنبائه ( كذا ) ، وكتاب المناقب ، في فضائل أمير

٥٦٩

المؤمنين كرّم الله وجهه ، وشواهد إمامته ، وكرم منشئه ، وحظّه من الله ومن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشريف صحبته ، وخلافته ، وصدق وصيّته ، بالأسانيد الخمسة المعروفة ، المشهور بفضل رواتها في علماء الحديث ... ».

أقول : وله من المؤلفات :

١ ـ سيرة إمام الهدى والصدق أمير المؤمنين الهادي إلى الحقّ ؛ يحيى ابن الحسين بن القاسم الرسّي ( ٢٢٠ ـ ٢٩٨ ه‍ ).

منها نسخة كتبت سنة ٦١٠ ه‍ ، في المكتبة الغربية بالجامع الكبير في صنعاء ، رقم ٧٣ تاريخ.

وفيها نسخة اخرى ، كتبت سنة ١٠٦٤ ه‍ ، ضمن المجموع ٤٨ ، من ٥٥ ـ ٢٦٦ ، ذكرت في فهرسها : ٦٧٥.

وأخرى في ملّت كتبخانه سي في إسلامبول علي أميري القسم العربي ، رقم ٢٤٦٩ ، كتبت سنة ٨٠٦ ه‍.

وحقّقه الدكتور سهيل زكّار ، وصدر عن دار الفكر في بيروت سنة ١٣٩٢ ه‍.

٢ ـ المنتخب في الفقه ، وهو أسئلة فقهيّة وجّهها إلى الهادي فأجاب عليها ، فدوّنها ونسّقها وسمّاها : المنتخب ، وقد تنسب إلى الهادي.

مخطوطة سنة ٥٣٧ ه‍ ، في الفاتيكان ، رقم ٧١٧٠١.

وأخرى من مخطوطات القرن السابع ، في المتحف البريطاني ، رقم ٣٩٤٠.

٣ ـ كتاب الفنون ، وهو أيضا أسئلة لمحمّد بن سليمان أجاب عليها الهادي ، فجمعها ودوّنها.

منه مخطوطة في المتحف البريطاني ، ضمن المجموعة ٣٩٧١ ،

٥٧٠

من الورقة A.

ومنه ثلاث مخطوطات في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، بالأرقام ٣٨ و ٣٩ و ٦٧.

ومنه مخطوطة في الأمبروزيانا.

٤ ـ شرح صدور المحبّين وإغاضة الناصبين ، مختصر كتاب الشمائل والبراهين ، وربّما الملخّص له غيره.

نسخة منه في الجامع الكبير في صنعاء ، بأوّل المجموعة ٩٠ مجاميع ، من ١ ـ ٣٢ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٨٦.

٥ ـ الأخبار والحكايات. منه مخطوطة في جستربيتي ، رقم ٣٨٤٩.

٦ ـ جزء من حديثه ، يوجد في ملّت كتبخانه سي ، في إسلامبول فيض الله ، ضمن المجموعة ٤ / ٥٠٧ ، ومنه مصوّرة في مكتبة آية الله السيّد المرعشي.

٧ ـ البراهين في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

وهو على ما يبدو من مطلع البدور ـ كما تقدم ـ غير كتابه المناقب ، ولكن ما وجدناه حتّى الآن من مخطوطات كتاب « البراهين » يطابق كتاب « المناقب » تماما ، كما يأتي.

٨ ـ مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

كتاب قيّم جمع فيه أكثر من ألف ومائتي حديث من غرر مناقب أمير المؤمنين وفضائله عليه‌السلام ، رواها عن شيوخه بأسانيد جياد ، وفرغ منه ١٢ رجب سنة ٣٠٠ هجرية.

أوله : قال أبو جعفر ... قال : سألت هند بن أبي هالة التميمي ـ وكان وصّافا ـ عن صفة حلية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ...

٥٧١

مخطوطاته :

١ ـ نسخة في الأمبروزيانا في إيطاليا ، رقم ١٢٨. ، فرغ منها الكاتب في ١٤ ربيع الأوّل سنة ١٠٦٧ ه‍ ، وهي سبعة أجزاء في ٢٢٧ ورقة ، كتبها على مخطوط مكتوب عليه : قوبل بأصله وصحّح عليه سنة ٥٦٧ ه‍ ، ففيه : قال في الأم : قوبل بأصله وصحّح عليه سنة ٥٧٧.

وعنها مصوّرة في مكتبة آية الله السيّد المرعشي العامّة في قم ، رقم ٧٧١ ، ذكرت في الجزء الثاني من فهرس مصوراتها.

٢ ـ مخطوطة أخرى فيها ، رقم ٢٠٦ ، كتبت سنة ١١٣٢ ه‍ ، في ٢٥٨ ورقة.

٣ ـ نسخة كتبت سنة ١٢٩٣ ه‍ ، في ١٧٧ ورقة ، في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ٢١٨٩ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٣٩ باسم : البراهين.

٤ ـ نسخة كتبها عبد الله العنسي ومحمّد بن عليّ المهاجر ، في جامع الفليحي في صنعاء ، تاريخها غرّة جمادى الأولى سنة ١٣٥٣ ه‍ ، ثم أرسلها محمّد بن الحسين الجلال هدية إلى المغفور له السيّد شهاب الدّين المرعشي رحمه‌الله في ١٧ شعبان ١٣٩٥ ه‍ ، وهي الآن في مكتبته العامّة العامرة في قم ، تحمل رقم ٤٨٤١ ، مذكورة في فهرسها ١٣ / ٣٩ باسم : البراهين الصريحة.

وجاء اسم الكتاب على الورقة الأولى من المخطوطة هكذا :

كتاب براهين سيّد الأوّلين والآخرين ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين ، وسيّد الوصيّين ، مظهر العجائب ، عليّ بن أبي طالب وأولاده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

٥٧٢

جمعه القاضي العلاّمة أبو جعفر محمّد بن سليمان الكوفي ، جامع المنتخب ؛ ممّا يبدو أنّه كان مكتوبا على النسخة المنقول منها هذه النسخة ، فنقلها الكاتب على هذه النسخة كما وجدها.

وجاء في أعلى الورقة نفسها عن نسخة أخرى للكتاب :

كتاب البراهين الصريحة والمناقب الفصيحة ، جمعه علاّمة الشيعة ، جامع المنتخب ، قاضي الهادي ، أبو جعفر محمّد بن سليمان الكوفي رحمه‌الله تعالى.

طبع الكتاب :

قام بتحقيقه زميلنا العلاّمة الشيخ محمّد باقر المحمودي حفظه الله ورعاه ، وأنجز عمله وقدّمه إلى الطبع ، وها هو الآن قيد الطبع ، وسوف يصدر عن وزارة الإرشاد في طهران ومجمع إحياء الثقافة الإسلامية في جزءين أو ثلاثة ، وفّق الله العاملين.

مصادر الترجمة :

بروكلمن ـ الأصل الألماني / الذيل ـ ١ / ٢٠٩ ، والترجمة العربية ٣ / ٢١ ، سزكين ـ الأصل الألماني ـ ١ / ٣٤٦ ، والترجمة العربية ٢ / ١ ص ٢٠٨ ، معجم المؤلفين ١٠ / ٥٤ ، مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن : ٨٣ ، فهرس مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ٤ / ١٧٣٩ و ١٧٨٦ ، فهرس المكتبة الغربية في الجامع الكبير في صنعاء : ٦٧٥ ، فهرس مكتبة آية الله السيّد المرعشي ١٣ / ٣٩ ، نوادر المخطوطات العربية في تركيا ١ / ٢٢٥ ولقّبه هناك جمال الدين ، مصادر التراث اليمني في المتحف

٥٧٣

البريطاني : ١٣٨ ـ ١٤٠.

٧١٧ ـ مناقب الإمام الهاشمي أبي الحسن عليّ بن أبي طالب :

محمّد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد الخراساني الباوردي ثمّ البغدادي ، صاحب ثعلب ، والمشهور بغلام ثعلب ( ٢٦١ ـ ٣٤٥ ه‍ ).

ينقل عنه السيّد ابن طاوس ـ المتوفّى سنة ٦٦٤ ه‍ ، في كتبه ، ومنها في الملاحم والفتن : ١١ ، وقال : وربّما كانت النسخة في حياة أبي عمر الزاهد الراوي لها. وهو مثبت في فهرس مكتبة السيّد عليّ آل طاوس ، رقم ٤٤٦ ، وذكره شيخنا رحمه‌الله في الذريعة ٢٢ / ٣١٦.

ترجم له النديم في الفهرست : ٨٢ ، قال : وكان نهاية في النصب والميل على عليّ عليه‌السلام!.

وترجم له القفطي في إنباه الرواة ٣ / ١٧١ ، وحكى عن ابن برهان أنّه قال : لم يتكلّم في علم اللغة أحد من الأوّلين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد ، قال : وله كتاب غريب الحديث ...

وكان يحبّ معاوية! خذله الله مغاليا فيه ، حشره الله معه ، و « المرء مع من أحبّ » ، وألّف جزءا من الموضوعات في فضائله (١) فكان لا يمكّن أحدا من السماع منه حتّى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء!! فكان يفرضه عليهم دون

__________________

(١) قال ابن النجار : وكان أبو عمر الزاهد قد جمع جزء في فضل معاوية! وأكثره مناكير وموضوعات. حكاه عنه ابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٤٢٨ ، وعدّد له مؤلّفاته.

وراجع عن قولهم : لا يصحّ في فضل معاوية حديث كتاب الغدير ٥ / ٢٦١ و ٣٣٠ و ١٠ / ١٣٨.

٥٧٤

رغبة منهم في ذلك.

٧١٨ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام :

لأبي الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى الكلابي الدمشقي ، المعروف بأخي تبوك ( ٣٠٣ ـ ٣٩٦ ه‍ ).

ترجم له ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ١٠ / ٥٩٨ وعدّد شيوخه ومن رووا عنه ، حكى توثيقه عن الحنّائي قائلا : أخبرنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي الشاهد الثقة الأمين.

وحكي عن عبد العزيز الكتّاني ، أنّه قال عنه : وكان ثقة نبيلا مأمونا ، حدّثنا عنه عدّة ...

وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام : ٣٣٣ ، وحكى توثيقه عن الكتّاني ثمّ قال : قلت : كان مسند وقته بدمشق.

وترجم له في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧ ووصفه بالمحدّث الصادق المعمّر ، وعدّد شيوخه ومن رووا عنه ، وحكى عن الكتّاني قوله كان ثقة نبيلا مأمونا.

وله ترجمة في : العبر ٣ / ٦١ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٤ ، شذرات الذهب ٣ / ١٤٧ ، وتبصير المنتبه : ١٢٢٣ ووصفه بمسند دمشق.

مخطوطه :

يوجد منه مخطوطة كتبت في اليمن ، منضمة إلى كتاب : مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام لابن المغازلي ، وهي الآن في المكتبة الإسلامية الكبرى في طهران ، سنتحدّث عنها عند الكلام عن مناقب ابن المغازلي.

٥٧٥

طبعاته :

وطبع في طهران سنة ١٣٩٤ ه‍ منضمّا إلى مناقب ابن المغازلي ، وطبع معه كلّما طبع ، فراجعه.

٧١٩ ـ مناقب أمير المؤمنين :

وهو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فدرك الأصفهاني ( ٣٢٣ ـ ٤١٠ ه‍ ).

ترجم له الذهبي في تذكرة الحفّاظ : ١٠٥٠ ووصفه ب : الحافظ الثبت العلاّمة ... وعمل المستخرج على صحيح البخاري ، وكان قيّما بمعرفة هذا الشأن ، بصيرا بالرجال ، طويل الباع ، مليح التصانيف ...

وترجم له في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨ ، وقال : صاحب التفسير الكبير والتاريخ والأمالي الثلاثمائة مجلس (١) ... وحكى عن بعضهم أنّه قال فيه : هو أكبر من أن تدلّ عليه وعلى فضله وعلمه وسيره ، وأشهر بالكثرة ، والثقة من أن يوصف حديثه ...

قال : وكان من فرسان الحديث ، فهما يقظا متقنا ، كثير الحديث جدّا ، ومن نظر في تواليفه عرف محلّه من الحفظ ، وله كتاب بالتشهّد وطرقه وألفاظه في مجلّد صغير ، وتفسيره للقرآن في سبع مجلّدات.

__________________

(١) كما في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨ ، يوجد مجلس منها في مكتبة كوبرلي في إسلامبول ، ضمن المجموع رقم ٢٥٢ ، عليه قراءة تاريخها سنة ٦١٥ ه‍ ، كما في فهرسها ١ / ١٣٨.

ويوجد ثلاثة مجالس منها ، من القرن السادس ، في الظاهرية ، في المجموع ١٠٨ مجاميع ، كما في فهرس حديث الظاهرية : ١١٠.

٥٧٦

أقول : وسمّاه في هديّة العارفين ١ / ٧٢ : تفسير المسند للقرآن ، وينقل عنه السيوطي في الدراية كثيرا.

أقول : وله من المؤلفات إضافة إلى ما سبق :

٦ ـ كتاب أولاد المحدّثين. ينقل عنه ابن ماكولا في الإكمال كثيرا.

٧ ـ كتاب الصحيح ، كما في الاستدراك لابن نقطة ، في ( عبدويه ) وحكى عنه بهامش كتاب الإكمال ٦ / ٣٣ : قال : حدث عنه ... وأحمد بن موسى بن مردويه في صحيحه ...

أقول : ولعلّه هو المستخرج على صحيح البخاري.

٨ ـ الأبواب.

٩ ـ الشيوخ ، ذكرهما الصفدي في ترجمته من الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠١.

١٠ ـ تاريخ أصفهان.

١١ ـ الجامع المختصر في الطبّ ، ذكراه في هدية العارفين ١ / ٧٢.

١٢ ـ جزء فيه انتقاء من حديث أهل البصرة (١).

ومناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام عدّه الحافظ ابن شهرآشوب ـ المتوفّى سنة ٥٨٨ ه‍ ـ في مقدّمة كتابه : مناقب آل أبي طالب من مصادره ، وأورد إسناده إليه فقال في ١ / ٩ : إسناد مناقب ابن مردويه : عن الأديب أبي العلاء ، عن أبيه [ عن ] أبي الفضل الحسن بن زيد ، عن أبي بكر بن مردويه الاصفهاني.

وكان عند السيّد ابن طاوس ـ المتوفّى سنة ٦٦٤ ه‍ ـ وينقل عنه في

__________________

(١) في المكتبة الظاهرية ، ضمن المجموع رقم ٨٥ مجاميع ، من مخطوطات القرن السابع ، ذكره سزكين ١ / ٤٦٢.

٥٧٧

كتبه كثيرا ، في كتابه اليقين وفي كتابه الطرائف ويوجد في فهرس مكتبته (١) برقم ٤٤٢.

قال رحمه‌الله في كتاب الطرائف : ١٣٧ ظفرت بأصل لكتاب المناقب لابن مردويه فوجدت ثلاث مجلدات ، وهي عندي ...

وينقل عنه الصاحب بهاء الدين الأربلي في « كشف الغمّة » كثيرا.

٧٢٠ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام :

أبي الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الطيّب بن أبي يعلى المالكي الواسطي ، المشتهر بابن المغازلي والجلابي وابن الجلاّبي ، المتوفّى سنة ٤٨٣ ه‍.

ذكره تلميذه خميس الحوزي الواسطي ، فقال : كان مالكيّ المذهب ، شهد عند أبي المفضّل محمّد بن إسماعيل ، وكان عارفا بالفقه والشروط والسجلاّت ، وسمع الحديث الكثير عن عالم من الناس من أهل واسط وغيرهم ... وكان مكثرا ، خطيبا على المنبر ، يخلف صاحب الصلاة بواسط ، وكان مطّلعا على كلّ علم من علوم الشريعة ، غرق ببغداد وأحدر إلى واسط فدفن بها وكان يومه مشهودا (٢).

وترجم له السمعاني في الأنساب ( الجلابي ) ، فقال : بضمّ الجيم وتشديد اللام ، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى الجلاّب ، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن الطيّب الجلاّبي ، المعروف بابن المغازلي ، من أهل واسط العراق ، وكان فاضلا ،

__________________

(١) نشر في المجلّد الثاني عشر من مجلّة المجمع العلمي العراقي سنة ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٥ م.

(٢) سؤالات الحافظ السلفي : ٣٣.

٥٧٨

عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه ...

وترجم له ابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد ٤ / ٧١ ، وقال : أبو الحسن ، المعروف بابن المغازلي ، سمع كثيرا ، وكتب بخطّه وحصّل ، وخرّج التاريخ وجمع مجموعات ...

ثمّ سمّى بعض مشايخه وحكى كلام خميس الحوزي ، ثمّ أرّخ وفاته بيوم الأحد عاشر صفر سنة ٤٨٣ ه‍ ، نقل ذلك من خطّ أبي نصر الاصفهاني.

وترجم له ابن نقطة في تكملة الإكمال ٢ / ١٨٩ ، رقم ١٣٩٦ ، باب ( الجلاّبي والجلاّبي ) قال :

أمّا الأوّل ـ بضمّ الجيم ـ : فهو أبو الحسن عليّ بن محمّد ... الواسطي ، صاحب تاريخ واسط ، الذي ذيّل به على تاريخ بحشل ، حدّث عن جماعة ، منهم أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي في خلق كثير ، وكان من الثقات ، غرق أبو الحسن الجلاّبي ببغداد في صفر من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وأحدر إلى واسط فدفن بها.

وابنه أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن محمّد بن الجلاّبي ... توفّي في رمضان سنة ٥٤٢ ، وهو صحيح السماع ، حدّثنا عنه جماعة من شيوخنا ببغداد وواسط (١).

وترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٣٣ ، وقال : سمع كثيرا ، وكتب بخطّه ، وحصّل الاصول ، وخرّج التخاريج ، وجمع

__________________

(١) هو أشهر من أبيه ، وكان قاضيا ، ومن شيوخ السمعاني وابن عساكر ، وهذه الطبقة ، توجد ترجمته في مصادر كثيرة.

٥٧٩

مجموعات ... إلى آخر ما مرّ عن ابن النجّار من دون أن يشير إليه!

وألّف سيّدنا الجليل المغفور له السيّد أبو المعالي شهاب الدين النجفي المرعشي ـ المتوفّى سنة ١٤١١ ه‍ ـ رحمه‌الله رسالة مفردة في ترجمة ابن المغازلي سمّاها : الميزان القاسط في ترجمة مؤرّخ واسط ، طبعت في مقدّمة كتاب المناقب سنة ١٣٩٤ ه‍.

مؤلفاته :

١ ـ ذيل تاريخ واسط لبحشل (١).

٢ ـ مشيخة.

٣ ـ أصحاب شعبة.

٤ ـ أصحاب يزيد بن هارون.

٥ ـ أصحاب مالك.

٦ ـ مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

وهو كتاب جليل قيّم ، يحتوي على ٤٦٧ حديثا من غرر مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، بأسانيد جياد ، أكثر رواته من رجالات واسط وأعلامها ، وكان كتابا مشهورا متداولا يقرأ على الملأ في جوامع واسط ويزدحم الناس لسماعه.

قال أبو الحسن علي بن محمّد ابن الشرفية الواسطي (٢) : وقرأت

__________________

(١) وهو أسلم بن سهل بحشل الواسطي ، المتوفّى سنة ٢٩٢ ه‍ ، وكتابه « تاريخ واسط » طبع في بغداد سنة ١٣٨٧ ه‍.

(٢) ترجمنا له في العدد الخامس : ٥٦ ، من « تراثنا » سنة ١٤٠٦ ه‍ ، في مقالنا : المتبقي من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجري ، عند ذكر كتابه : عيون الحكم والمواعظ.

٥٨٠