استدراكات البعث والنّشور

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

استدراكات البعث والنّشور

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار الفكر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥١

فحدّث أبو قلابة قال : إن الله لما لعن إبليس وسأله النظرة ، فأنظره إلى يوم الدين ، فقال : وعزّتك لا أخرج من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح ، قال : وعزّتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح (١).

__________________

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٧ / ٦٢ / ٦٣ ) كتاب ذكر رحمة الله.

قال : حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٢ / ٢٨٤ ).

وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ـ ٣٦٩. من طريق عبد الوهاب أيضا.

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٤ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ) من طريقين عن قتادة ، الأول من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة ، والثاني من طريق أبي داود قال : حدثنا عمران عن قتادة ، قال : كنّا عند أنس بن مالك وثم أبو قلابة فذكره. وأخرجه من طريق ثالث عن عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة.

وأخرجه بنحوه من حديث الحسن البصري.

٤١

باب في خروج دابة الأرض

[٥٢] ـ عن طلحة بن عمرو ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد الأنصاري قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابّة فقال : « لها ثلاث خرجات من الدهر ، فتخرج خرجة بأقصى اليمن ، فينشر ذكرها بالبادية في أقصى البادية ، ولا يدخل ذكرها القرية ـ يعني مكة ـ ثم تكمن زمانا طويلا ، ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية ، ويدخل ذكرها القرية » ـ يعني مكة ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها المسجد الحرام ، لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام ، وتنفض عن رأسها التراب فانفضّ الناس عنها شتى ، وبقيت عصابة من المؤمنين ، ثم عرفوا أنهم لن يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدرّي ، وولّت في الأرض لا يدركها طالب ، ولا ينجو منها هارب ، حتى إن الرجل ليتعوّذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : يا فلان الآن تصلي؟ فيقبل عليها فتسمه في وجهه ، ثم تنطلق ، ويشترك الناس في الأموال ، ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر ، حتى إن المؤمن ليقول : يا كافر اقضني حقي ، وحتى إن الكافر ليقول : يا مؤمن اقضني حقي » (١).

__________________

[٥٢] الدرّ المنثور ( ٦ / ٣٨١ ). كنز العمال ( ١٤ / ٦٢٣ ـ ٦٢٤ ).

(١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ـ ١٤٤.

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ٣ / ١٧٤ ). قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ٨ / ٧ ) وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك. ورواه الطبراني في الطوالات حديث (٣٤).

٤٢

[٥٣] ـ عن حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أوس بن خالد ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن بالخاتم ، وتخطم أنف الكافر بالعصا ، حتى يجتمع الناس على الخوان (١) يعرف المؤمن من الكافر » (٢).

[٥٤] ـ عن أبي الطفيل قال : تخرج الدابّة من الصفا أو المروة.

[٥٥] ـ عن ابن عمرو أنه قال وهو يومئذ بمكة : لو شئت لأخذت سبتيتي (٣) هاتين ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابة الأرض ، وإنها تخرج وهي آية للناس ، تلقى المؤمن فتسمه في وجهه واكية فيبيض لها وجهه ، وتسم

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٤٨٤ ). وصححه وتعقبه الذهبي فقال : طلحة ضعّفوه وتركه أحمد. قال الحاكم : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفّان العامري حدثنا عمرو بن محمد العنقزي حدثنا طلحة بن عمرو فذكره.

وأخرجه الطبري في تفسيره ( ٢٠ / ١٠ ) من طريق عمرو بن قيس عن فرات القزاز عن أبي الطفيل. ومن طريق عثمان بن مطر عن واصل مولى أبي عيينة عن أبي الطفيل. وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه كما في الكنز والدرّ.

[٥٣] الدرّ المنثور ( ٦ / ٣٨١ ).

(١) الخوان هو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. انظر النهاية ( ٢ / ٨٩ ).

(٢) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب تفسير القرآن : باب تفسير سورة النمل. قال الترمذي : حديث حسن غريب.

وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الفتن : باب دابّة الأرض.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٢ / ٢٩٥ ـ ٤٩١ ).

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٤٨٥ ـ ٤٨٦ ).

وأخرجه الطيالسي في مسنده ص ـ ٣٣٤.

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٢٠ / ١١ ).

وأخرجه الخطابي في غريب الحديث ( ١ / ٣٧٤ ).

وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مروديه أيضا كما في الدّر.

(٣) السّبت : جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتّخذ منها النعال ، سمّيت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أي حلق وأزيل.

وقيل : لأنها انسبتت بالدباغ أي لانت.

٤٣

الكافر واكية فيسودّ لها وجهه ، وهي دابّة ذات زغب وريش ، فتقول : ( أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) (١) (٢).

[٥٦] ـ عن رباح بن عبيد الله بن عمر ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بئس الشعب جياد » (٣) مرتين أو ثلاثا ، قالوا : وبم ذلك يا رسول الله؟ قال : « تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين (٤) » (٥).

[٥٧] ـ عن قتادة عن ابن عباس رضي الله عنهما : إن دابّة الأرض تخرج من بعض أودية تهامة ، ذات زغب وريش لها أربع قوائم ، فتنكت بين عيني المؤمن نكتة يبيض لها وجهه ، وتنكت بين عيني الكافر نكتة يسودّ لها وجهه (٦).

__________________

(١) النمل : ٨٢.

(٢) أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر كما في الدرّ.

وأخرجه الطبري في تفسيره ( ٢٠ / ١٠ ـ ١١ ) من طريق حيّان بن عمير عن حسّان بن حمصة عن عبد الله بن عمرو ، ومن طريق هشام عن قيس بن سعد عن عطاء عن عبد الله بن عمرو بمعناه.

[٥٦] الدرّ المنثور ( ٦ / ٣٨٢ ).

(١) جياد ويقال أجياد : موضع بمكة يلي الصفا.

انظر معجم البلدان ( ١ / ١٠٥ ).

(٢) هما طرفا السماء والأرض ، وقيل : المغرب والمشرق.

انظر النهاية ( ٢ / ٥٦ ).

(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد ( ٨ / ٧ ) وقال الهيثمي : وفيه رباح بن عبيد الله بن عمر وهو ضعيف.

وأورده القرطبي في التذكرة ص ـ ٨١٨ ، وقال لم يتابع رباح على هذا. أخرج الحديث أبو أحمد بن عديّ الجرجاني رحمه‌الله.

قلت : أخرجه ابن عديّ في الكامل ( ٣ / ١٠٣٣ ) قال : أنا أبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي قالا : حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشام بن يوسف عن رباح بن عبيد الله بن عمر فذكره.

قال البخاري في التاريخ الكبير ( ٣ / ٣١٦ ) : قال ابن معين : حدّثنا هشام بن يوسف عن رباح بن عبيد الله فذكره ثم قال : لم يتابع عليه روى عنه عبد الرزاق قال أحمد : منكر الحديث.

وأخرجه ابن مردويه أيضا كما في الدرّ.

[٥٧] الدرّ المنثور ( ٦ / ٣٨١ ).

(١) أخرجه سعيد بن منصور عن عثمان بن مطر عن قتادة عن ابن عباس. كما في نهاية البداية والنهاية ( ١ / ١٩٣ ).

٤٤

[٥٨] ـ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تخرج دابّة الأرض من جياد ، فيبلغ صدرها الركن ولم يخرج ذنبها بعد ، قال : وهي دابّة ذات وبر وقوائم » (١).

__________________

وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابن عباس. كما في نهاية البداية والنهاية.

وأخرجه نعيم بن حماد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم أيضا كما في الدرّ.

[٥٨] الدرّ المنثور ( ٦ / ٣٨٢ ).

(١) أورده القرطبي في التذكرة ص ـ ٨١٨ ، قال : وذكر الميانشي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

ثم قال : وأصحّ أقوال المفسرين أنها خلق عظيم يخرج من صدع من الصفا ، لا يفوتها أحد ، فتسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر فيسودّ وجهه وتكتب بين عينيه كافر.

٤٥

باب صفة القيامة وأهوالها

قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ٧ ـ ٢٢٥ ).

فصل

ذكر الله عزّ وجل في كتابه ما يكون في الأرض من زلزالها وتبديلها وهو تغيير هيئتها ومدّها ، وما يكون في الجبال وتسييرها ونسفها ، وما يكون في البحار وتفجيرها وتسجيرها ، وما يكون في السماء وتشقيقها وطيّها ، وما يكون في الشمس من تكويرها ، وفي القمر من خسفه ، وما يكون في النجوم من انكدارها وانتشارها ، وما يكون من شغل الوالدة عن ولدها ووضع الحامل ما في بطونها.

واختلف أهل العلم في وقت هذه الكوائن ، فذهب بعض أهل التفسير إلى ان ذلك يكون بعد النفخة الأولى وقبل الثانية.

وذهب أكثر أهل العلم إلى أن ذلك إنما يكون بعد النفخة الثانية وخروج الناس من قبورهم ، ووقوفهم يوم القيامة قبلها ينظرون ليكون ذلك أرعب لعرضهم وأشدّ لحالهم ، وعلى هذا يدل سياق أكثر الآيات التي وردت في هذه الكوائن ، وعلى هذا يدل أكثر الأحاديث.

قال الحليمي رحمه‌الله : وقد أخبر الله عزّ وجل على لسان نبيّه صلى الله عليه وسلم أنه مفني ما على الأرض ومبدّل الأرض غير الأرض ، وأن الشمس والقمر تكوّر ، والبحار تسجر ، والكواكب تنتثر ، والسماء تنفطر وتصير كالمهل ، فتطوى كما يطوى الكتاب ، وأن الجبال تصير كالعهن المنفوش وينسفها الله نسفا ( فَيَذَرُها قاعاً

٤٦

صَفْصَفاً لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) وكل ذلك كائن كما جاء به الخبر ، ووعد الله صدق وقوله حق.

قال : والساعة التي ذكرها في القرآن على وجهين :

أحدها : الساعة الآخرة من ساعات الدنيا ، قال الله عزّ وجل : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها ).

فهذا على الساعة الآخرة لقوله : ( لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً ) ، وكذلك قوله : ( وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ).

والآخر : الساعة الأولى من ساعات الآخرة قال الله عزّ وجل : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ) يعني حين يبعث من في القبور لقوله : ( يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ ) ، وكذلك قوله : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ ).

قال البيهقي رحمه‌الله : وقد نطق القرآن بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى تقوم الساعة ، ولا يعلم أحد من خلق الله.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « بعثت والساعة كهاتين ». معناه ـ والله تعالى أعلم ـ إني أنا النبي الآخر لا يليني نبي آخر ، وإنما يليني القيامة ، وهي مع ذلك دانية لأن أشراطها متتابعة بيني وبينها غير أن ما بين أوّل أشراطها إلى آخرها غير معلوم ، وقد ذكرنا في كتاب البعث والنشور ما ورد من الأخبار في أشراطها فأغنى ذلك عن إعادتها هاهنا.

[٥٩] ـ أخبرنا أبو علي الروذباري ، حدّثنا أبو بكر بن مهرويه الرازي ، حدّثنا عمرو بن تميم ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن سليمان التيمي ، عن أسلم العجلي ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن عمرو أن أعرابيا سأل

__________________

[٥٩] إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٥٠ ). الدرّ المنثور ( ٣ / ٢٩٧ ، ٧ / ٢٥٢ ). البدور السافرة ص ـ ٧. شعب الإيمان ( ٢ / ١٩٠ ).

٤٧

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال : « قرن ينفخ فيه » (١).

[٦٠] ـ عن مطرف بن طريف الحارثي ، عن عطية العوفي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عزّ وجل : ( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (٢) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى بسمعه متى يؤمر »؟ قالوا : كيف نقول يا رسول الله؟ قال : « قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا » (٣).

[٦١] ـ أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، حدّثنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدّثنا جعفر بن محمد الفريابي ، حدّثنا أبو عمرو سعيد بن حفص خال النفيلي ، حدّثنا موسى بن أعين ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد.

وعن عمران البارقي ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه ، وأصغى بسمعه وحنى

__________________

(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب السنّة : باب في ذكر البعث والصور.

وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب التفسير : باب تفسير سورة الزمر ، وقال حديث حسن. وأخرجه أيضا في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب التفسير كما في تحفة الأشراف ( ٦ / ٢٨٢ ).

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٩ / ٢٠٩ ) باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم. ذكر الأخبار عن وصف الصور الذي نفخ فيه يوم القيامة.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٤٣٦ ـ ٥٠٦ ، ٤ / ٥٦٠ ) وصحّحه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ـ ٥٥٨. وأخرجه أحمد في المسند ( ٢ / ١٦٢ ـ ١٩٢ ).

وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه أيضا كما في الدّر.

[٦٠] إتحاف السادة المتقين ( ١٠ / ٤٥٠ ). فتح الباري ( ١١ / ٣٠٩ ). كنز العمّال ( ١٤ / ٣٥٣ ). الدرّ المنثور ( ٨ / ٣٢٨ ). البدور السافرة ص ـ ٨.

(١) المدّثر : ٨.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٥٩ ). وصححه وتعقبه الذهبي فقال : عطيّة ضعيف.

وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ( ١ / ٣٢٦ ). من طريق أسباط عن مطرف بن طريف.

وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٣١ ).

قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار عنه وفيه عطيّة العوفي وهو ضعيف وفيه توثيق لين.

وأخرجه ابن أبي شيبة وابن مردويه أيضا كما في الدّر.

٤٨

جبينه ينتظر متى يؤمر فينفخ » ، قالوا : يا رسول الله كيف نقول؟ قال : « قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا ».

[٦٢] ـ أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن بالويه المزكّي ، أخبرنا أبو الوليد الفقيه ، حدّثنا إبراهيم بن علي ، حدّثنا يحيى بن يحيى ، حدّثنا موسى بن أعين ، عن الأعمش ، عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن ، وحنى الجبهة ، وأصغى بالأذن متى يؤمر فينفخ »؟ قالوا : فما نقول يا رسول الله؟ قال : « قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا » (١).

__________________

[٦١ / ٦٢] إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٥٠ ). الدرّ المنثور ( ٣ / ٢٩٨ ، ٧ / ٢٥٣ ). كنز العمّال ( ١٤ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ).

البدور السافرة ص ـ ٨. شعب الإيمان ( ١ / ١٩٢ ـ ١٩٤ ).

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب تفسير القرآن : باب تفسير سورة الزّمر. وقال : هذا حديث حسن ، وأخرجه في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع من طريق آخر وحسّنه أيضا.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٢ / ٩٥ ) كتاب الرقائق : باب الأذكار : ذكر الأمر لمن انتظر النفخ في الصور أن يقول : حسبنا الله ونعم الوكيل.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٥٩ ) من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن أبي يحيى التيمي عن الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي سعيد. وقال : لو لا أن أبا يحيى على الطريق لحكمت للحديث بالصحّة على شرط الشيخين ولهذا الحديث أصل من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد. وقال الذهبي أبو يحيى واه.

وأخرجه ابن أبي داود في البعث ص ـ ٢٦ من طريق عمّار الدهني عن عطيّة.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٣ / ٧ ـ ٧٣ ) من طريقين : من طريق سفيان عن الأعمش عن عطيّة ، ومن طريق سفيان عن مطرف عن عطيّة.

وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده ( ٢ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ ) من طريق جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد.

وأخرجه الحميدي في مسنده ( ٢ / ٣٣٢ ).

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ( ٣ / ٨٥١ ـ ٨٥٢ ـ ٨٥٣ ـ ٨٥٤ ). من طريق موسى بن أعين عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. ومن طريق عمران عن عطية عن أبي سعيد. ومن طريق سفيان بن عيينة عن عمّار الدهني عن عطيّة عن أبي سعيد. وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٥ / ١٠٥ ) من طريق الفريابي عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس عن عطيّة عن أبي سعيد وقال : غريب من حديث الثوري عن عمرو ، لم نكتبه إلاّ من حديث الفريابي ، ورواه ابن عيينة عن عمّار الدهني عن عطية. قلت : هو عند الطبراني في الأوسط ( ٣ / ١٧ ) من طريق زهير بن عباد الرواسي عن سفيان بن عيينة عن عمّار الدهني.

وأخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن خزيمة وابن المنذر أيضا كما في الدرّ والكنز.

٤٩

[٦٣] ـ أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد الطائي ، عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إسرافيل صاحب الصور ، وجبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وهو بينهما » (١).

[٦٤] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل قالا : أنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ابنا علي بن محمد بن عيسى ، حدّثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيّب قالا : إن أبا هريرة قال : استبّ رجل من المسلمين ورجل من اليهود ، فقال المسلم : والذي اصطفى محمدا على العالمين في قسم يقسم به ، وقال اليهودي : والذي اصطفى موسى على العالمين ، فرفع المسلم يده فلطم اليهودي ، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي كان من أمره وأمر المسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تخيّروني على موسى ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي ، أم كان ممّن استثنى الله عزّ وجل ».

رواه البخاري في الصحيح (٢) عن أبي اليمان ، ورواه مسلم (٣) عن عبد الله بن

__________________

[٦٣] الدرّ المنثور ( ١ / ٢٣٠ ، ٧ / ٢٥٣ ). فتح الباري ( ١١ / ٢٠٩ ) وفيه عن ابن عباس وهو وهم. والبدور السافرة ص ـ ٨.

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٢٦٤ ). قال الذهبي : قال أبو عبيد : هما مهموزتان في الحديث.

وأخرجه أحمد في مسنده ( ٣ / ٩ ـ ١٠ ).

وأخرجه رزين كما في الفتح الربّاني ( ٢٣ / ١٠٧ ).

وأخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص ـ ١٠٦. باب ومن السورة التي يذكر فيها البقرة جبرائيل وميكائيل.

من طريقين : من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن عطيّة ، ومن طريق أبي عبيدة عن الأعمش عن سعد الطائي عن عطيّة.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ( ٣ / ٨٠٩ ) من طريق يحيى بن سعيد القرشي عن الأعمش.

وأخرجه سعيد بن منصور وابن مردويه أيضا كما في الدرّ.

[٦٤] فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ). البدور السافرة ص ـ ٧.

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق : باب نفخ الصور.

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل : باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم.

٥٠

عبد الرحمن وأبي بكر بن إسحاق عن أبي اليمان.

[٦٥] ـ قال الشيخ أحمد : الأنبياء بعد ما قبضوا ردّ الله إليهم أرواحهم ، فهم أحياء عند ربهم يرزقون كالشهداء ، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا فيمن صعق ، ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه ، إلاّ في ذهاب الاستشعار ، وقد جوّز النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون موسى ممّن استثنى الله ، فإذا كان موسى ممّن استثنى الله ، فإنه لا يذهب استشعاره في تلك الحالة ويحاسب بصعقة الصور.

[٦٦] ـ عن شعبة ، عن عمارة بن أبي حفصة عن حجر الهجري ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : ( إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ) ، قال : هم الشهداء هم ثنية الله عزّ وجل متقلدو السيوف حول العرش (١).

[٦٧] ـ عن عمر بن محمد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ) (٢) « من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم »؟ قال : هم الشهداء ثنية الله ، متقلدون أسيافهم حول عرشه (٣).

__________________

[٦٥] فتح الباري ( ١١ / ٣١١ ـ ٣١٢ ). البدور السافرة ص ـ ٧.

[٦٦] فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ). البدور السافرة ص ـ ٧.

(١) ذكره البخاري في التاريخ الكبير ( ٣ / ٧٣ ).

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٢٤ / ٢٠ ) وقال : عن ذي حجر اليحمدي وقال القرطبي في التذكرة ص ـ ٢٠٧ : أسند النحاس في كتاب معاني القرآن له ، حدّثنا الحسين بن عمر الكوفي قال : حدّثنا هنّاد بن السري قال : حدّثنا وكيع عن شعبة فذكره.

وأخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر أيضا كما في الدرّ.

قال الحافظ في الفتح ( ١١ / ٣١١ ) وسنده إلى سعيد صحيح.

[٦٧] البدور السافرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص ـ ٦. الدّرّ المنثور ( ٧ / ٢٤٩ ). كنز العمّال ( ٤ / ٣٩٩ ـ ٤٠٠ ).

(١) الزمر : ٦٨.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٢٥٣ ) وصحّحه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو يعلى والدار قطني في الأفراد وابن المنذر وابن مردويه أيضا كما في الدرّ والكنز.

قال الحافظ في الفتح ( ١١ / ٣١٢ ) ورواته ثقات ورجحه الطبري. انظر تفسيره ( ٢٤ / ٢٠ ).

٥١

[٦٨] ـ عن زائدة بن أبي الرقاد ، عن زياد النميري ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ) (١).

قال : فكان ممّن استثنى الله تعالى ثلاثة : جبريل وميكائيل وملك الموت ، فيقول الله ـ وهو أعلم ـ يا ملك الموت من بقي؟ فيقول : بقي وجهك الكريم وعبدك جبريل ، وميكائيل ، وملك الموت ، فيقول : توفّ نفس ميكائيل ، ثم يقول : ـ وهو أعلم ـ يا ملك الموت من بقي؟ فيقول : بقي وجهك الكريم ، وعبدك جبريل وملك الموت ، فيقول : توفّ نفس جبريل ، ثم يقول ـ وهو أعلم ـ يا ملك الموت من بقي؟ فيقول : بقي وجهك الباقي الكريم وعبدك ملك الموت وهو ميت ، فيقول : مت ثم ينادي أنا بدأت الخلق ، وأنا أعيده فأين الجبّارون المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد ، ثم ينادي : لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد ، فيقول : هو لله الواحد القهّار ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) (٢).

__________________

قال البيهقي في الشعب ( ٢ / ١٩٧ ) وهذا لأن الله عزّ وجل أخبر في كتابه أنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، فلا يموتون في النفخة الأولى فيمن يموت من الأحياء والله أعلم.

ورواه ابن أبي الدنيا كما في نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٣٣٦ ) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن عمر بن محمد وزاد فيه : فتأتيهم ملائكة من المحشر بنجائب من الياقوت الأبيض برحال الذهب أعنتها السّندس والإستبرق ونمارقها من الحرير ، تمدّ أبصارها مدّ أبصار الرجال ، يسيرون في الجنة على خيولهم يقولون عند طول النزهة : انطلقي بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه ، فيضحك إليهم الله عزّ وجل ، وإذا ضحك الله إلى عبد فلا حساب عليه. قال البيهقي في الأسماء والصفات ( ٢ / ٢١٧ ) الضحك الذي يعتري البشر عند ما يستخفّهم الفرح أو يستفزّهم الطرب غير جائز على الله عزّ وجل ، وهو منفي عن صفاته ، وإنما هو مثل ضربه لهذا الطبع الذي يحلّ محلّ العجب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم ، ومعناه في صفة الله عزّ وجل الإخبار عن الرضى.

وقال : وأما المتقدمون من أصحابنا لم يشتغلوا بتفسير الضحك مع اعتقادهم أن الله ليس بذي جوارح ومخارج ، وأنه لا يجوز وصفه بكشر الأسنان وفغر الفم ، تعالى الله عن شبه المخلوقين علوّا كبيرا.

[٦٨] البدور السافرة ص ـ ٧. الدرّ المنثور ( ٧ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ ). فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ). التحبير ص ـ ٢١٩.

(١) الزّمر : ٦٨.

(٢) أخرجه الطبري في تفسيره ( ٢٤ / ٢٠ ).

وأخرجه ابن مردويه كما في الدّر. قال الحافظ في الفتح : وسنده ضعيف.

٥٢

[٦٩] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم بن أبي إياس ، قال : نا أبو عمر الصنعاني ، عن زيد بن أسلم ، قال : الذين استثنى الله عزّ وجل اثنا عشر : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، وحملة العرش ثمانية.

[٧٠] ـ عن مقاتل بن حيّان في قوله تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) قال : هو القرن ، وذلك أن إسرافيل واضع فاه على القرن كهيئة البوق ، ودائرة رأس القرن كعرض السماوات والأرض ، وهو شاخص ببصره نحو العرش ينتظر متى يؤمر فينفخ في القرن النفخة الأولى ( فَصَعِقَ ) يعني فمات ( مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) من الحيوان من شدة الصوت والفزع ( إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ) فاستثنى جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت ، ثم يأمر ملك الموت أن يقبض روح ميكائيل ، ثم روح جبريل ، ثم روح إسرافيل ، ثم يأمر ملك الموت فيموت ، ثم يلبث الخلق بعد النفخة الأولى في البرزخ أربعين سنة ، ثم تكون النفخة الأخرى ، فيحيي الله إسرافيل فيأمره أن ينفخ الثانية فذلك قوله : ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ) على أرجلهم ينظرون إلى البعث.

[٧١] ـ قال الشيخ : استضعف بعض أهل النظر أكثر هذه الأقوال ، لأن الاستثناء وقع من سكان السماوات والأرض ، وهؤلاء ليسوا من سكانها ، لأن العرش فوق السماوات فحملته ليسوا من سكانها ، وجبريل وميكائيل من الصافّين حول العرش ولأن الجنة فوق السماوات والجنة والنار عالمان بانفرادهما خلقتا للبقاء (١).

__________________

[٦٩] البدور السافرة ص ـ ٧. فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ).

قال الحافظ في الفتح : أخرجه البيهقي من طريق زيد بن أسلم مقطوعا ورجاله ثقات.

أخرجه الإمام مجاهد في تفسيره ( ٢ / ٥٦٠ ).

[٧٠] البدور السافرة ص ـ ٧.

[٧١] فتح الباري ( ١١ / ٣١٢ ).

(١) قال البيهقي في شعب الإيمان ( ٢ / ١٩٧ ) وذهب الحليمي رحمه‌الله إلى اختيار قول من قال : إن الاستثناء لأجل الشهداء ، ورواه عن ابن عباس ، وحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في موسى عليه‌السلام على أنه لم يدر أبعث قبل غيره من الأنبياء عليهم‌السلام تخصيصا له عليه‌السلام كما فضّل في الدنيا بالتكليم ، أو قدّم بعثه على بعث غيره

٥٣

[٧٢] ـ أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال : حدّثنا أبو محمد دعلج بن أحمد قال : حدّثنا جعفر الحصيري وأبو جعفر بن حيّان التمار قالا : حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أبي إسحاق ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال أبو بكر : يا رسول الله أراك شبت ، قال : « شيبتني هود والواقعة ، والمرسلات ، وعمّ يتساءلون ، وإذا الشمس كوّرت » (١).

[٧٣] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق بن أبي الفوارس العطّار ، قالا : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ، حدّثنا يونس بن محمد ، حدّثنا عبد العزيز بن مختار ، حدّثنا عبد الله الداناج قال : شهدت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف في هذا المسجد ، فجاء الحسن فجلس إليه قال : فحدّث قال : حدّثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

__________________

من الأنبياء عليهم‌السلام بقدر صعقته عند ما تجلّى ربه للجبل إلى أن أفاق ليكون هذا جزاء له بها ، وليس فيه أن يموت عند النفخة الأولى.

وضعّف قول من زعم الاستثناء لأجل الملائكة الذين سمّاهم لأنهم ليسوا من سكان الأرض ، لأن العرش فوق السماوات كلها ، وجبريل وميكائيل من الصافّين المسبّحين حول العرش فلم يدخلوا في الآية.

وكذلك لا يدخل فيها الولدان والحور ، لأن الجنة فوق السماوات والآية في سكان السماوات والأرض ، ثم قد ورد في بعض الآثار : يميت حملة العرش ويميت جبريل وميكائيل وملك الموت ، ثم ينادي لمن الملك اليوم ، فلم يجبه أحد فيقول : هو لله الواحد القهّار.

[٧٢] الدرّ المنثور ( ٤ / ٣٩٧ ). البدور السافرة ص ـ ١٠.

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب تفسير القرآن ، باب تفسير سورة الواقعة ، قال : حدّثنا أبو كريب فذكره ، وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه. وأخرجه في الشمائل ص ـ ٥٥.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٣٤٣ ). وصححه على شرط البخاري ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٤ / ٣٥٠ ) من طريق عبيد الله بن موسى عن شيبان.

وأخرجه الإمام أحمد في الزهد ( ١ / ٤٢ ). من طريق أبي بكر بن عيّاش عن أبي إسحاق.

قال السخاوي في المقاصد الحسنة ص ـ ٤١١ طريق شيبان وافقه أبو بكر بن عياش عليها كما أخرجه الدارقطني في العلل ( ١ / ١٩٣ ـ ٢١١ ) وقال ابن دقيق العيد في أواخر الاقتراح : إسناده على شرط البخاري.

وأخرجه المصنف في الشعب ( ٣ / ٦٧ ) من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق.

[٧٣] اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ( ١ / ٨٢ ). مشكاة المصابيح ( ٣ / ١٥٨٥ ) رقم (٥٦٩٢). البدور السافرة ص ـ ١٠

٥٤

« الشمس والقمر ثوران مكوّران (١) في النار يوم القيامة ». فقال الحسن : وما ذنبهما؟ فقال : أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فسكت الحسن (٢).

__________________

(١) قال ابن الأثير في النهاية ( ٤ / ١٠٨ ) : أي يلفّان ويجمعان ويلقيان فيها ، كأنهما يمسخان.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه مختصرا كتاب بدء الخلق : باب صفة الشمس والقمر بحسبان. قال : حدّثنا مسدد ، حدّثنا عبد العزيز بن المختار فذكره.

والحديث أخرجه البزار قال : حدّثنا إبراهيم بن زياد البغدادي ، حدّثنا يونس بن محمد عن عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج قال : سمعت أبا سلمة يحدّث في زمن خالد القسري في هذا المسجد مسجد الكوفة وجاء الحسن فجلس إليه فقال أبو سلمة : حدّثنا أبو هريرة فذكره وقال : لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه ، ولم يرو عبد الله بن الداناج عن أبي سلمة سوى هذا الحديث.

وأخرجه الإسماعيلي وقال فيه في مسجد البصرة ولم يقل خالد القسري.

وأخرجه الخطابي من طريق يونس فقال : في زمن خالد بن عبد الله أي ابن أسيد.

وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ( ١ / ٦٦ ـ ٦٧ ). من طريق محمد بن خزيمة عن معلى بن أسد العمّي عن عبد العزيز بن المختار.

قال الطحاوي : فكان ما كان من الحسن في هذا الباب إنكارا على أبي سلمة إنما كان والله أعلم لما وقع في قلبه أنهما يلقيان في النار ليعذبا بذلك ، فلم ينكر من أبي سلمة أن الشمس والقمر إنما يكوّران في النار كسائر ملائكة الله ( أي لزيادة عذاب أهل النار مع تعذيب الملائكة لهم ) الذين يعذّبون أهلها ، ألا ترى قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ) [ سورة التحريم الآية : ٦ ] أي من تعذيب أهل النار ( وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) وكذلك الشمس والقمر مما فيهما بهذه المنزلة معذّبان لأهل النار بذنوبهم ، لا معذّبان فيها إذ لا ذنوب لهما.

وقال الطحاوي : وقد روي أنهما عقيران ، ومعنى العقر الذي ذكر أنه لهما في هذا الحديث عند أهل العلم باللغة لم يرد به العقر لهما عقوبة لهما إذ كان ذلك لا يجوز فيهما إذ كانا في الدنيا من عباده أيضا على ما ذكرهما به في كتابه بقوله : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) [ سورة الحج الآية : ١٨ ] وذكر معهما من ذكر في هذه الآية حتى أتى على قوله تعالى : ( وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ ) أخبر أن عذابه إنما يحقّ على غير من كان يسجد له في الدنيا ، ولكنهما كانا في الدنيا يسجدان في الفلك الذي كانا يسبحان فيه كما قال تعالى : ( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) [ سورة يس الآية : ٤٠ ] ثم عادهما يوم القيام موكلين في النار كغيرهما من ملائكته الموكلين بها فقطعهما بذلك عمّا كانا فيه من الدنيا من السحاء فعادا بانقطاعهما عن ذلك كالزمنين بالعقر ، فقيل لهما عقيران على استعارة هذا الاسم لهما لا على حلول عقر بهما.

والله نسأله التوفيق.

وقال الخطابي : ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك ، ولكنه تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلة ، وقيل إنهما خلقا من النار فأعيدا إليها.

وقال الإسماعيلي : لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذابا وآلة من آلات العذاب وما شاء الله من ذلك ، فلا تكون هي معذّبة.

وقال أبو موسى المديني في غريب الحديث : لمّا وصفا بأنهما يسبحان في قوله تعالى : ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )

٥٥

[٧٤] ـ أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال : أظلمت. ( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال : تغيرت. ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) قال : سألت (١).

[٧٥] ـ عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ ) (١) قال : بعضها على بعض. ( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ) قال : بحثت (٢).

[٧٦] ـ عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، أن رجلا قام إلى علي فقال : ما ( الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (١)؟ قال : هي الكواكب (٢)

[٧٧] ـ عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : ( وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) (١) قال : تسجر حتى تصير نارا (٢).

__________________

وأن كلّ من عبد من دون الله إلا من سبقت له الحسنى يكون في النار ، فكانا في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحان منها ، فصارا كأنهما ثوران عقيران.

[٧٤] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٢٦ ). البدور السافرة ص ـ ١٠.

(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٣٠ / ٤١ ـ ٤٢ ).

وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم أيضا كما في الدرّ.

[٧٥] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٣٨ ). البدور السافرة ص ـ ١٠.

(١) الانفطار : ٣.

(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٣٠ / ٥٤ ) عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم أيضا كما في الدرّ.

[٧٦] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٣٢ ).

(١) الانفطار : ١٦.

(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٣٠ / ٤٧ ).

وأخرجه ابن راهويه وعبد بن حميد كما في الدرّ.

[٧٧] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٢٩ ). البدور السافرة ص ـ ١٠.

(١) التكوير : ٦.

(٢) أخرجه مجاهد في تفسيره ( ٢ / ٧٣٢ ـ ٧٣٣ ) من طريق المبارك بن فضالة ، عن كثير أبي محمد عن ابن عباس.

٥٦

[٧٨] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم بن أبي إياس ، حدّثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ) (١) قال : ترجف الأرض والجبال وهي الزلزلة ( تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) (٢) قال : دكّتا دكّة واحدة (٣).

[٧٩] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ : أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا شريك ، عن السدي ، عن مرّة ، عن ابن مسعود في قوله تعالى ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) (٤) قال : هي السماء تكون ألوانا كالمهل ، وتكون وردة كالدهان ، وتكون واهية ، وتشقق ، وتكون حالا بعد حال (٥).

[٨٠] ـ عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) قال : يعني السماء تنفطر ثم تنشق ، ثم تحمّر (٦).

[٨١] ـ عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن

__________________

[٧٨] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٠٦ ).

(١) النازعات : ٦.

(٢) النازعات : ٧.

(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٣٠ / ٢١ ).

وأخرجه عبد بن حميد أيضا كما في الدرّ.

وأخرجه الإمام مجاهد في تفسيره ( ٢ / ٧٢٥ ـ ٧٢٦ ).

[٧٩] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٦٠ ). البدور السافرة ص ـ ١٠. فتح الباري ( ١١ / ٣١٧ ).

(١) الانشقاق : ١٩.

(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره بنحوه ( ٣٠ / ٧٩ ).

وأخرجه ابن المبارك في الزهد بنحوه ص ـ ١٠٠ من زيادات المروزي.

وأخرجه مجاهد في تفسيره ( ٢ / ٧٤٣ ـ ٧٤٤ ) من طريق آدم عن شريك عن السدّي.

وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر أيضا كما في الدّر.

[٨٠] الدرّ المنثور ( ٨ / ٤٥٩ ). البدور السافرة ص ـ ١٠.

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٥١٨ ) بلفظ : قال السماء. وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٣٠ / ٧٩ ).

وأخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور والفريابي وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه أيضا كما في الدرّ.

[٨١] الدرّ المنثور ( ٥ / ٥٦ ). فتح الباري ( ١١ / ٣١٦ ). البدور السافرة ص ـ ١١.

٥٧

مسعود في قوله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) (١) تبدّل الأرض أرضا بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يسفك عليها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة (٢).

[٨٢] ـ جرير بن أيوب أبو عتّاب الدلال ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال : تبدّل الأرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ، ولم يعمل فيها خطيئة (٣).

قال الشيخ : الموقوف أصحّ.

[٨٣] ـ عن عكرمة في قوله : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) قال : تبدّل الأرض بيضاء مثل الخبزة يأكل منها أهل الإسلام حتى يفرغوا من الحساب.

[٨٤] ـ قال جابر : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عن قول الله تعالى : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال : تبدّل خبزة يأكل منها الخلق يوم القيامة

__________________

(١) إبراهيم : ٤٨.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٧٠ ) وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٣ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ).

وأخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم أيضا كما في الدرّ والفتح. قال في الفتح : ورجاله رجال الصحيح وهو موقوف.

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ( ٣ / ١٠٩٩ ـ ١١٠٠ ).

[٨٢] الدرّ المنثور ( ٥ / ٥٧ ). فتح الباري ( ١١ / ٣١٦ ). البدور السافرة ص ـ ١١.

(١) أخرجه الطبراني في الكبير ( ١٠ / ١٩٩ ). وأخرجه البزار كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٥٦ ). قال الهيثمي ( ٧ / ٤٥ ) : رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو متروك.

وأخرجه ابن عديّ في الكامل ( ٢ / ٥٤٧ ) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، حدثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر ، حدثنا داود بن الربيع الأشجعي ، حدثنا جرير بن أيوب البجلي ، فلعلّ البيهقي أخرجه من طريقه.

وأخرجه ابن المنذر وابن مردويه أيضا كما في الدرّ.

[٨٣] إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٥٤ ). البدور السافرة ص ـ ١١. فتح الباري ( ١١ / ٣١٤ ). الدرّ المنثور ( ٥ / ٥٨ ). قال الحافظ في الفتح : بسند ضعيف.

[٨٤] فتح الباري ( ١١ / ٣١٤ ). البدور السافرة ص ـ ١١.

٥٨

ثم قرأ : ( وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ ) (١) (٢)

[٨٥] ـ عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عزّ وجل : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله؟ فقال : « على الصراط » (٣).

[٨٦] ـ أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكّي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، حدّثنا عثمان بن سعيد ، حدّثنا الربيع بن نافع أبو توبة ، حدّثنا معاوية بن سلام ، عن زيد وهو ابن سلام ، أنه سمع أبا سلام ، أخبرني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان حدّثه قال : كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليكم يا محمد ، فدفعته دفعة كاد يصرع منها ، فقال : لم تدفعني؟ قلت : لا تقول : يا رسول الله؟ قال : إنما سمّيته باسمه الذي سمّاه به أهله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن اسمي الذي سمّاني به أهلي محمد » ، فقال اليهودي : جئت أسألك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ينفعك شيء إن حدّثتك »؟ قال : أسمع بأذني ، فنكت (٤) بعود معه فقال له : « سل » ، فقال اليهودي : أين الناس يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « في الظلمة دون الجسر » (٥).

__________________

(١) الأنبياء : ٨.

(٢) أورده القرطبي في التذكرة ص ـ ٢٣٥.

[٨٥] فتح الباري ( ١١ / ٣١٧ ). البدور السافرة ص ـ ١١.

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين وأحكامهم : باب في البعث والنشور ، وصفة الأرض يوم القيامة.

وأخرجه الترمذي في جامعه كتاب تفسير القرآن : باب تفسير سورة إبراهيم ، وقال : هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الزهد : باب ذكر البعث.

[٨٦] فتح الباري ( ١١ / ٣١٧ ). البدور السافرة ص ـ ١١. دلائل النبوّة ( ٦ / ٢٦٣ ).

(١) قوله : فنكت بعود معه : أي ضرب الأرض بطرفه ، فعل المفكر. انظر النهاية ( ٥ / ١١٣ ).

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحيض ، باب بيان صفة منيّ الرجل والمرأة ، وأن الولد مخلوق من مائهما.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب عشرة النساء ص ـ ١٦٣. باب كيف تؤنّث المرأة وكيف يذكّر الرجل.

٥٩

[٨٧] ـ قال الشيخ : قوله : « على الصراط » مجاز ، لكونهم يجاوزونه ، فوافق قوله في حديث ثوبان : « دون الجسر » لأنها زيادة يتعيّن المصير إليها لثبوتها ، ولأن ذلك عند الزجرة التي تقع عند نقلتهم من أرض الدنيا إلى أرض الموقف.

[٨٨] ـ عن الحسن بن علي بن شقيق أخبرنا الحسين بن واقد ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبيّ بن كعب ، في قوله عزّ وجل : ( وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً ) (١) ، قال : يصيران غبرة على وجوه الكفّار لا على وجوه المؤمنين ، وذلك قوله : ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ ) (٢) (٣).

[٨٩] ـ عن محمد بن مروان السدّي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) قال : يزاد فيها وينقص منها ، وتذهب آكامها (٤) وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها ، وتمدّ مدّ الأديم العكاظي (٥) : أرض بيضاء مثل الفضة لم يسفك فيها دم ولم يعمل فيها خطيئة ، والسماوات تذهب شمسها وقمرها ونجومها.

__________________

[٨٧] فتح الباري ( ١١ / ٣١٧ ). البدور السافرة ص ـ ١١.

[٨٨] الدرّ المنثور ( ٨ / ٢٦٨ ). البدور السافرة ص ـ ١١. فتح الباري ( ١١ / ٣١٦ ).

(١) الحاقة : ١٤.

(٢) عبس : ٤٠ / ٤١.

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٥١٥ ) وصحّحه ووافقه الذهبي.

[٨٩] الدرّ المنثور ( ٥ / ٥٧ ). البدور السافرة ص ـ ١١. إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٥٤ ).

(١) جمع الأكم آكام ، والأكمة الرابية ، انظر النهاية ( ١ / ٥٩ ).

(٢) قال الأزهري في تهذيب اللغة ( ١٤ / ٢١٥ ) قال الزجّاج : والأدم جمع الأديم قال : وأديم كل شيء ظاهر جلده ، وأدمة الأرض وجهها. وقال ( ١ / ٣٠٤ ) : وأديم عكاظي نسب إلى عكاظ ، وهو ما يحمل إلى عكاظ فيباع فيه ، وقال غير واحد : عكاظ اسم سوق من أسواق العرب ، وموسم من مواسمهم الجاهلية ، وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها شعراؤهم فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون ، وقال الليث : سمّي عكاظ عكاظ لأن العرب كانت تجتمع بها فيعكظ بعضهم بعضا بالفخار أي يدعك ، وعكظ فلان خصمه باللدد والحجج عكظا.

٦٠