استدراكات البعث والنّشور

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

استدراكات البعث والنّشور

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار الفكر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥١

سليمان ، عن أبيه ، عن أنس قال : يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من خير ، ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من خير ، ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه أدنى من شطر خردلة من خير (١).

[٢٥٢] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا جعفر بن عون ، أخبرنا هشام بن سعد ، أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال : « هل تضارّون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب »؟ قال : قلنا : لا يا رسول الله ، قال : « فهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيه سحاب »؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : « ما تضارّون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارّون في رؤية أحدهما (٢) ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ألا يلحق كل أمة بما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبد صنما ولا وثنا ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النار ، ويبقى من كان يعبد الله وحده من برّ وفاجر وغبرات أهل الكتاب ، قال : ثم تعرض جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ، قال : ثم تدعى اليهود فيقال : ما كنتم تعبدون؟ فيقولون : عزيرا ابن الله ، فيقول : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما ذا تريدون؟ فيقولون : أي ربنا ظمئنا ، فيقول : أفلا تردون؟ فيذهبون حتى يتساقطوا في النار. ثم تدعى النصارى فيقول : ما كنتم تعبدون؟ فيقولون : المسيح ابن الله ، فيقول : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فما ذا تريدون؟

فيقولون : أي ربنا ظمئنا فاسقنا. فيقول : ألا تردون؟ فيذهبوا حتى يتساقطوا في النار ، ويبقى من كان يعبد الله من برّ وفاجر. قال : ثم يتبدّى الله عزّ وجل لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أوّل مرة (٣) ، فيقول : يا أيها الناس لحقت كل أمّة

__________________

(١) قال البيهقي في الشعب ( ٢ / ١٢٨ ) وفي كل ذلك دلالة على أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته.

[٢٥٢] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) قال النووي ( ٣ / ١٨ ) معناه تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح وزوال الشك والمشقّة والاختلاف.

(٢) حكى البيهقي عن أبي سليمان الخطابي في الأسماء والصفات ( ٢ / ٢١ ) قوله في هذه اللفظة : فإن الذي يجب علينا

١٦١

بما كانت تعبد وبقيتم ، فلا يكلمه يومئذ إلا نبيّا فيقول : فارقنا الناس في الدنيا ، ونحن كنا إلى صحبتهم أحوج ، لحقت كل أمة بما كانت تعبد ، ونحن ننتظر ربنا الذي كنّا نعبد ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، فيقول : هل بينكم وبين الله عزّ وجل من آية تعرفونها؟ فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق (٣) فيخرّون سجّدا أجمعين ، ولا يبقى أحد كان يسجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقا إلا عاد ظهره طبقا واحدا ، كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه ، ثم يرفع برّنا ومسيئنا وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة (٤) فيقول : أنا ربكم.

__________________

وعلى كل مسلم أن يعلمه أن ربنا ليس بذي صورة ولا هيئة ، فإن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية.

وقال : فإن هذا الموضع يحتاج الكلام فيه إلى تأويل وتخريج ، وليس ذلك من أجل أننا ننكر رؤية الله سبحانه ، بل نثبتها ، ولا من أجل أنا نرفع ما جاء في الكتاب وفي أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك المجيء والإتيان ، غير أنّا لا نكيّف ذلك ولا نجعله حركة وانتقالا كمجيء الأشخاص وإتيانها ، فإن ذلك من نعوت الحدث ، وتعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

وقال النووي ( ٣ / ١٩ ) : اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات وآيات الصفات قولين : أحدهما : وهو مذهب معظم السلف أو كلهم ، أنه لا يتكلم في معناها بل يقولون : يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته ، مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء وأنه منزّه عن التجسّم ، والانتقال والتحيّز في جهة وعن سائر صفات المخلوق ، وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره جماعة من محقّقيهم وهو أسلم.

والقول الثاني : وهو مذهب معظم المتكلمين : أنها تتأوّل على ما يليق بها على حسب مواقعها ، وإنما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله ، بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد الأصول والفروع ، ذا رياضة في العلم ، فعلى هذا المذهب يقال في قوله صلى الله عليه وسلم : « فيأتيهم الله » أن الإتيان عبارة عن رؤيتهم إياه ، لأن العادة أن من غاب عن غيره لا يمكنه رؤيته إلا بالإتيان ، فعبّر بالإتيان والمجيء هنا عن الرؤية مجازا.

وقيل : المراد بيأتيهم الله : أي يأتيهم بعض ملائكة الله ، قال القاضي عياض رحمه‌الله : هذا الوجه أشبه عندي بالحديث قال : ويكون هذا الملك الذي جاءهم في الصورة التي أنكروها من سمات الحدث الظاهرة على الملك والمخلوق ، فإذا قال لهم هذا الملك : أنا ربّكم ، رأوا عليه من علامات المخلوق ما ينكرونه ويعلمون أنه ليس ربهم ، ويستعيذون بالله منه.

(٣) قال النووي ( ٣ / ٢٧ ) وفسّر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدّة ، أي يكشف عن شدّة وأمر مهول ، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر ، ولهذا يقولون : قامت الحرب على ساق ، وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمّر ساعده ، وكشف عن ساقه للاهتمام به. وقيل : معناه : كشف الخوف وإزالة الرعب عنهم ، وما كان غلب على قلوبهم من الأهوال فتطمئن حينئذ نفوسهم عند ذلك.

(٤) قال النووي ( ٣ / ٢٠ ) المراد بالصورة هنا الصفة ، ومعناه ؛ فيتجلى الله سبحانه وتعالى لهم على الصفة التي

١٦٢

فيقولون : نعم أنت ربنا ثلاث مرات. ثم يضرب الجسر على جهنم ». قلنا : وما الجسر يا رسول الله؟ بأبينا أنت وأمّنا؟ قال : « دحض مزلّة ، له كلاليب وخطاطيف وحسك ، يكون بنجد عفيفاء (٥) يقال له : السعدان ، فيمر المؤمنون كلمح البرق وكالطير ، وكالطرف ، وكأجاويد الخيل ، وكالراكب ، فمرسل ، ومخدوش ، ومكدوس ». قال أبو أحمد : إنما هو : ـ مكردس في نار جهنم ـ. والذي نفس محمد بيده ما أحدكم بأشد مناشدة في الحق يراه مضيئا له من المؤمنين في إخوانهم إذا هم رأوا وقد خلصوا من النار يقولون : أي ربنا إخواننا كانوا يصلّون معنا ، ويصومون معنا ، ويحجّون معنا ، ويجاهدون معنا قد أخذتهم النار ، فيقول : اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه ، ويحرّم صورتهم على النار ، فيجدون الرجل قد أخذته النار إلى قدميه ، وإلى انصاف ساقيه ، وإلى ركبتيه ، وإلى حقويه. فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون فيتكلمون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير فاخرجوه ، فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون فيتكلّمون ، فلا يزال يقول ذلك حتى يقول : اذهبوا فأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرّة فأخرجوه ».

وكان أبو سعيد إذا حدّث بهذا الحديث يقول : فإن لم تصدقوا فاقرءوا : ( إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) (٦).

« فيقولون : أي ربنا لم نذر فيها خيرا ، فيقول : هل بقي إلا أرحم الراحمين قال : فيقول : قد شفعت الملائكة ، وشفع النبيّون ، وشفع المؤمنون ، فهل بقي إلا أرحم الراحمين؟ فيأخذ قبضة من النار ، قال : فيخرج قوما قد عادوا حممة لم يعملوا لله عمل خير قطّ ، فيطرحون في نهر في الجنة يقال له : نهر الحياة ، فينبتون فيه ،

__________________

يعلمونها ويعرفونه بها ، وإنما عرفوه بصفته ، وإن لم تكن تقدّمت لهم رؤيته له سبحانه وتعالى لأنهم يرونه لا يشبه شيئا من مخلوقاته ، وقد علموا أنه لا يشبه شيئا من مخلوقاته ، فيعلمون أنه ربهم ، فيقولون : أنت ربنا ، وإنما عبّر بالصورة عن الصفة لمشابهتها إياها ولمجانسة الكلام.

(٥) قال ابن الأثير ( ٣ / ٢٧٦ ) في حديث القيامة : « وعليه حسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة ». أي ملويّة كالصنّارة.

(٦) النساء : ٤٠.

١٦٣

والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ألم تروها وما يليها في الظل أصيفر ، وما يليها من الشمس أخيضر »؟ قلنا : يا رسول الله كأنك كنت في الماشية؟ قال : « فينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ، ثم يرسلون في الجنة ، هؤلاء الجهنميون ، هؤلاء الذين أخرجهم الله من النار بغير عمل ولا خير قدّموه ، فيقول الله عزّ وجل : خذوا فلكم ما أخذتم ، فيأخذون حتى ينتهوا قال : ثم يقولون : لو يعطينا الله ما أخذنا ، فيقول الله عزّ وجل : فإني لأعطيكم أفضل مما أخذتم ، ثم قال : فيقولون أي ربنا وما أفضل مما أخذنا؟ فيقول : رضواني فلا أسخط ».

رواه مسلم (٦) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون.

[٢٥٣] ـ أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، ابنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال : « هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه حجاب »؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : « فهل تمارون في الشمس ليس دونها حجاب »؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : « فإنكم ترونه كذلك ، يحشر الله الناس يوم القيامة فيقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فمنهم من يتبع الشمس ، ومنهم من يتبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، قال : فيأتيهم الله عزّ وجل في غير صورته التي يعرفون (١) ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعود بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عزّ وجل ، فإذا جاء ربنا عزّ وجل عرفناه ، فيأتيهم الله عزّ وجل في صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، ويدعوهم ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أول من يجيز بأمتي من الرسل ، ولا

__________________

(٦) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب معرفة طريق الرؤية.

[٢٥٣] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ). البعث والنشور ص ـ ٢٤٩ ، ٢٥٠

(١) انظر الكلام فيه في الحديث السابق مع سائر ما ذكرناه فيه.

١٦٤

يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهمّ سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم شوك السعدان »؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : « فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله عزّ وجل ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم من يوبق بعمله ، ومنهم من يخردل ثم ينجو ، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن أخرجوا من كان يعبد الله ، فيخرجونهم ويعرفونهم بأثر السجود ، وحرّم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصبّ عليهم ماء الحياة ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد (٢) ، ويبقى رجل بين الجنة وبين النار هو آخر أهل الجنة دخولا الجنة مقبل بوجهه على النار ، يقول : يا رب اصرف وجهي عن النار ، فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها ، فيقول الله عزّ وجل : فهل عسيت إن فعلت ذلك أن تسأل غير ذلك؟

فيقول : لا وعزّتك ، فيعطي ربه ما شاء الله من عهد وميثاق ، فيصرف الله وجهه عن النار ، فإذا أقبل بوجهه على الجنة فرأى بهجتها ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال : يا رب قدّمني عند باب الجنة ، فيقول الله عزّ وجل له : ألست قد أعطيت العهود والمواثيق ألاّ تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلقك ، فيقول : هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول : لا وعزّتك لا أسألك غير ذلك ، فيعطي ربه عزّ وجل ما شاء من عهد وميثاق ، فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها انفهقت له فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول : يا رب أدخلني الجنة ، فيقول الله عزّ وجل : يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فيضحك الله عزّ وجل منه (٣) ، ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول له : تمنّ ، فيتمنى ، حتى إذا انقطع به قال الله عزّ وجل : من كذا وكذا فسل ـ يذكّره ربه ـ حتى إذا انتهت به الأماني قال الله

__________________

(٢) قال القرطبي في التذكرة ص ـ ٤٢٧ قوله : « إذا فرغ الله ». مشكل فمعنى فرغ الله من القضاء بين العباد ، أي تمّم عليهم حسابهم وفصل بينهم لأنه لا يشغله شأن عن شأن سبحانه وتعالى.

(٣) انظر معنى الضحك في حقّ الله عزّ وجل في البعث والنشور ص ـ ١٠٠ ، ١٠١.

١٦٥

عزّ وجل : لك ذلك ومثله معه ».

قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لك ذلك وعشرة أمثاله ». قال أبو هريرة : لم أحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله : « لك ذلك ومثله معه ». قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لك ذلك وعشرة أمثاله ».

أخرجاه في الصحيح (٤) من حديث أبي اليمان.

[٢٥٤] ـ أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر ببغداد ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان ، حدثنا أبو الأشعث ، حدثنا الفضيل بن سليمان ، حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان أنه سمع رجلا يقول : اللهمّ اجعلني فيمن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن الشفاعة للمذنبين المؤمنين والمسلمين (١).

[٢٥٥] ـ عن عبد الواحد بن واصل ، عن محمد بن ثابت البناني ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن أبيه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يوضع للأنبياء منابر من ذهب ، قال : فيجلسون عليها ، ويبقى منبري لا أجلس عليه ، أو قال : لا أقعد عليه قائما بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي من بعدي فأقول : يا رب أمتي

__________________

(٤) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق : باب الصراط جسر جهنم.

وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب معرفة طريق الرؤية.

[٢٥٤] إتحاف السادة المتقين (؟؟؟ / ٥٦١ ). المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦ ، ٤٠٧.

(١) أخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٢٩ قال : أخبرنا أبو عبد الله علي بن الحسين بن حرب القاضي قال : حدّثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قال : حدّثنا الفضيل بن سليمان فذكره.

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٣٤.

[٢٥٥] كنز العمّال ( ١٤ / ٤١٤ ـ ٤١٥ ). الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٤٦ ). تخريج أحاديث الشفاء ص ـ ١٠٩.

١٦٦

أمتي ، فيقول الله عزّ وجل : يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول : يا رب عجّل حسابهم ، فيدعى بهم فيحاسبون ، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار حتى إن مالكا خازن النار ليقول : يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة » (١).

[٢٥٦] ـ حدّثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد ، حدّثنا أبو سليمان العصري كعب بن شبيب ، حدّثني عقبة بن صهبان ، عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار (٢) ، فينجي الله برحمته من يشاء ، ثم إنه يؤذن في الشفاعة للملائكة والنبيين والشهداء والصدّيقين ، فيشفعون ويخرجون ، فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه مثقال ذرّة من إيمان » (٣).

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٥ ـ ٦٦ ) قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ، حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي. حدّثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ إملاء ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ، وأخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ، حدثنا أبو الموجه محمد بن عمر الفزاري قالوا ، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا عبد الواحد بن واصل فذكره وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، غير أن الشيخين لم يحتجّا بمحمد بن ثابت البناني وهو قليل الحديث يجمع حديثه ، والحديث غريب في أخبار الشفاعة. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال في محمد : ضعّفه غير واحد ، والحديث منكر.

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ١٠ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ) وفي الأوسط ( ٣ / ٤٤٦ ـ ٤٤٧ ) قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي حدثنا سعيد بن محمد الجرمي فذكره. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٨٠ ) : وفيه محمد بن ثابت وهو ضعيف. وقال المنذري في الترغيب والترهيب : رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي في البعث وليس في إسنادهما من ترك. وقال : الصكاك جمع صك ، وهو الكتاب.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٤٥ قال : حدّثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي فذكره.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله وابن عساكر وابن النجار كما في الكنز.

وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوّة كما في تخريج أحاديث الشفاء.

[٢٥٦] فتح الباري ( ١١ / ٣٨٥ ).

(١) أي تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض. النهاية ( ٤ / ٢٤ ).

(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٥ / ٤٣ ) ، من طريق عفّان ومحمد بن أبان عن سعيد بن زيد.

وأخرجه الطبراني في الصغير ص ـ ٣٣٤ ، وفي الكبير كما في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٥٩ ) قال : حدّثنا محمد بن

١٦٧

[٢٥٧] ـ عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء قال : قال عبد الله بن مسعود : يشفع نبيّكم رابع أربعة (١) : جبريل ، ثم إبراهيم ، ثم موسى أو عيسى ، ثم نبيّكم ، لا يشفع أحد في أكثر مما يشفع نبيّكم ، ثم الملائكة ، ثم النبيّون ، ثم الصدّيقون ، ثم الشهداء (٢).

__________________

يحيى بن ناصح السرمري بسرمرأى ، حدّثنا عفّان بن مسلم ، حدّثنا سعيد بن زيد قال : سمعت أبا سليمان العصري فذكره. وقال : لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد. قال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه. ورواه البزار أيضا ورجاله رجال الصحيح. أخرجه البرار كما في كشف الأستار ( ٤ / ٧١ ) قال : حدّثنا أحمد بن منصور حدثنا عفّان فذكره وقال : لا نعلمه رواه بهذا اللفظ إلاّ أبو بكرة ، وإسناده مرضيّون. وقال : حدّثنا عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هانئ حدثنا سعيد بن زيد ، حدثنا أبو سليمان كعب بن شبيب العصري حدثنا عقبة عن أبي بكرة قلت : فذكره نحوه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٨٩ ـ ٣٩٠ قال : حدثنا محمد بن أبان الواسطي أبو الحسن ، حدّثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد فذكره. وقال : حدّثنا أبو بكر حدثنا عفّان حدثنا سعيد بن زيد قال : سمعت أبا سليمان العصري قال : سمعت عقبة بن صهبان يقول : سمعت أبا بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلى قوله : ذرّة من إيمان.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ( ٨ / ٣٧ ) في الكنى قال : قال موسى بن إسماعيل نا سعيد بن زيد فذكره.

وأخرجه الدولابي في الكنى ( ١ / ١٩٥ ) ، أخبرني أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد أبو يحيى بن علي قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن أبي الطيب قال : حدّثنا مسكين بن ميمون ، حدّثنا عمرو بن علي قال : حدّثنا معاذ بن هانئ قال : حدّثنا سعيد بن زيد فذكره.

[٢٥٧] البدور السافرة ص ـ ٨١.

(١) قال السيوطي في البدور : قال البخاري : كذا قاله أبو الزعراء عن ابن مسعود ، ولا يتابع عليه ، والمشهور أنه صلى الله عليه وسلم أول شافع. وكذا غيره من الحفّاظ. انظر التاريخ الكبير ( ٥ / ٢٢١ ).

(٢) أخرجه النسائي في السنن الكبرى كما في تحفة الأشراف ( ٧ / ٥٩٨ ). وقال القرطبي في التذكرة ص ـ ٤١٢ ، ٤١٣ وذكر ابن السماك أبو عمرو عثمان بن أحمد قال : حدّثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان قال : أخبرنا علي بن عاصم فذكره. وزاد : ويبقى قوم في جهنم فيقال لهم : ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) إلى قوله : ( فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ) قال عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه : فهؤلاء الذين يبقون في جهنم.

وأخرجه أبو داود في الطيالسي في مسنده ( ص / ٥١ ) قال : حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله قال : ثم يأذن الله عزّ وجل في الشفاعة ، فيقوم روح القدس جبريل ، ثم يقوم إبراهيم خليل الله ، ثم يقوم عيسى أو موسى ـ قال أبو الزعراء : لا أدري أيّهما ـ قال : ثم يقوم نبيّكم صلى الله عليه وسلم رابعا فيشفع لا يشفع أحد بعده في أكثر مما يشفع وهو المقام المحمود الذي قال الله عزّ وجل : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ).

وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ( ٢ / ٧٨٢ ).

١٦٨

[٢٥٨] ـ عن أحمد بن يونس ، عن عنبسة بن عبد الرحمن ، عن علاّق بن أبي مسلم ، عن أبان بن عثمان ، عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم : « يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء » (١).

[٢٥٩] ـ عن حبيب بن إبراهيم ، عن شبل بن عباد عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « يجاء بالعالم والعابد ، فيقال للعابد : ادخل الجنة ، ويقال للعالم : قف حتى تشفع للناس بما أحسنت أدبهم » (٢).

__________________

قلت : وحديث أبي داود طرف من حديث طويل أخرجه المصنّف في البعث ص ـ ٣٢٦ ، ٣٢٧. قال الهيثمي بعد أن أورده في المجمع ( ١٠ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ) وعزاه للطبراني : وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أنا أول شافع وأول مشفع ». انظر المعجم الكبير ( ٩ / ٤١٣ ).

وقال ابن كثير في نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٠٠ ) بعد أن أورد طريق أبي داود الطيالسي : فإنه غريب جدا ويحيى بن سلمة بن كهيل ضعيف

وأخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٥٠ ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني قال : حدّثنا أحمد بن يونس فذكره.

[٢٥٨] البدور السافرة ص ـ ٨١.

(١) أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الزهد : باب ذكر الشفاعة ، قال البوصيري ( ٢ / ٣٥٦ ) : هذا إسناد ضعيف لضعف علاق بن أبي مسلم ، ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده الكبير حدثنا إسحاق ، حدثنا أحمد بن يونس فذكره.

وأخرجه البزار كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٧٢ ) قال : حدّثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن ، عن علاّق بن أبي مسلم ـ ورأيته في موضع آخر : عن عبد الملك بن علاّق ـ فذكره وزاد فيه : ثم المؤذنون.

وقال : رواه ابن ماجه خلا ذكر المؤذنين. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٨١ ) : رواه البزار وفيه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي وهو مجمع على ضعفه.

وقال العقيلي في الضعفاء الكبير ( ٣ / ٣٦٧ ) : حدّثنا الحضرمي قال : حدّثنا أحمد بن يونس فذكره وقال فيه وفي حديث آخر لعنبسة : جميعا لا يتابع عليهما.

وقال ابن عديّ في الكامل ( ٥ / ١٩٠١ ) : حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الواحد بن غياث فذكره. وقال في عنبسة : وهو منكر الحديث.

وأخرجه ابن عبد البرّ في بيان العلم وفضله ( ١ / ٣٠ ) حدّثنا علي بن عبد العزيز وأحمد بن يونس فذكره.

[٢٥٩] البدور السافرة ص ـ ٨٢.

(١) أخرجه ابن عديّ في الكامل ( ٢ / ٨١٩ ) قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن مروان الحرّاني بحلب ، حدثنا عبد الله بن الوليد بن هشام الحرّاني حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثنا شبل بن عباد فذكره وقال : وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن حبيب عن شبل عن مشايخ شبل كلها موضوعة على شبل ، وشبل عزيز المسند.

وأخرجه ابن عبد البرّ في بيان العلم وفضله ( ١ / ٢٢ ) قال : حدّثني خلف بن القاسم قال : حدّثنا علي بن أحمد بن سعيد بن زكير قال : حدّثنا علي بن يعقوب قال : حدّثنا عبيد الله بن محمد بن أبي المدوّر قال : أخبرنا

١٦٩

[٢٦٠] ـ عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل يشفع في الرجل والرجلين والثلاثة يوم القيامة » (١).

[٢٦١] ـ عن سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : جلست إلى نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عبد الله بن أبي الجدعاء فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم » ، قالوا : سواك يا رسول الله؟ قال : « سواي » (٢).

__________________

حبيب بن إبراهيم فذكره وقال : قال شبل يعني تعليمهم.

وعزاه صاحب الكنز للبيهقي في الشعب وأشار أنه ضعّفه.

وأخرجه الديلمي في الفردوس ( ٥ / ٤٦٥ ) وسنده في زهر الفردوس ، أخبرنا الدوني ، أخبرنا ابن الكسّار ، أخبرنا ابن السني ، حدّثنا محمد بن يحيى الرهاوي عن عبد الله بن الوليد بن هشام عن حبيب بن أبي حبيب عن شبل بن عباد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.

[٢٦٠] البدور السافرة ص ـ ٨٢.

(١) أخرجه البزار كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٧٣ ) قال : حدّثنا زهير بن حرب والحسين بن مهدي ، أخبرنا عبد الرزاق فذكره. قال الهيثمي ( ١٠ / ٣٨٣ ) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وقال المنذري ( ٤ / ٤٤٦ ) : ورواته رواة الصحيح.

[٢٦١] البدور السافرة ص ـ ٨٢. نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٠٤ ).

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة القيامة والرقائق والورع : الباب الثالث من أبواب الشفاعة قال : حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذّاء فذكره وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وابن أبي الجدعاء إنما يعرف له هذا الحديث الواحد.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٣ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ) من طريق وهيب وإسماعيل بن إبراهيم عن خالد.

وأخرجه ابن ماجة في سننه كتاب الزهد : باب ذكر الشفاعة. قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفّان حدثنا وهيب : حدثنا خالد فذكره.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٩ / ٢٣٣ ) باب إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم ، ذكر البيان بأن الشفاعة في القيامة قد تكون لغير الأنبياء. قال : أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال : حدّثنا نصر بن علي قال : حدّثنا بشر بن المفضل قال : حدّثنا خالد الحذّاء فذكره.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٧٠ ـ ٧١ ) قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة حدثنا خالد ، عن عبد الله بن شقيق عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابن أبي الجدعاء فذكره وقال : هذا عبد الله بن أبي الجدعاء صحابي مشهور مخرج ذكره في المسانيد وهو من ساكني مكّة من الصحابة ثم قال : حدّثنا بصحة ما ذكرته أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو المثنى ، حدثنا مسدد ، حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد فذكره وقال : هذا حديث صحيح قد احتجّا برواته وعبد الله بن شقيق

١٧٠

[٢٦٢] ـ عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم : « يدخل الجنة بشفاعة رجل من؟؟؟

أكثر من ربيعة ومضر ، وإن من أمتى من سيعظم للنار حتى يكون أحد زواياها » (١).

قال الحسن : هو أويس القرني.

[٢٦٣] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا الأصمّ ، عن الحسن بن مكرم ، عن يزيد بن هارون ، أخبرنا حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن ميسرة عن أبي أمامة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيّين أو أحد الحيّين ، ربيعة ومضر » ، فقال رجل : يا رسول الله ، وما ربيعة ومضر؟ قال : « إنما أقول ما أقول » (٢).

__________________

تابعي محتجّ به. وإنما تركاه لما تقدم ذكره من تفرّد التابعي عن الصحابي ووافقه الذهبي على تصحيحه.

وأخرجه ( ٣ / ٤٠٨ ) قال : حدّثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري حدثنا محمد بن عبد السلام ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا خالد الحذّاء فذكره وقال : قال الثقفي : قال هشام : سمعت الحسن يقول إنه أويس القرني. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقرّه الذهبي في التلخيص. ومن هذه الطريق أخرجه المصنّف في دلائل النبوّة ( ٦ / ٣٧٨ ).

[٢٦٢] البدور السافرة ص ـ ٨٢.

(١) اخرج شطره الأول الحاكم في المستدرك ( ٣ / ٤٠٥ ) من طريق أبي بكر بن عياش عن هشام عن الحسن.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٦ / ٣٩٧ ) كتاب الفضائل : ما ذكر في أويس القرني رضي‌الله‌عنه من طريق أبي أسامة عن هشام.

[٢٦٣] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٠٣ ). البدور السافرة ص ـ ٨٢.

(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٥ / ٢٥٧ ) من طريق يزيد بن هارون عن حريز بن عثمان ، ومن طريق عصام بن خالد عن حريز بن عثمان و ( ٥ / ٢٦١ ) من طريق أبي النضر عن حريز بن عثمان و ( ٥ / ٢٦٧ ) من طريق أبي المغيرة عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة ( قلت : سقط حريز بن عثمان من المطبوع ). قال المنذري ( ٤ / ٤٤٥ ) : رواه أحمد بإسناد جيد.

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ٨ / ١٦٩ ) من طريق أبي المغيرة عن حريز بن عثمان. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٨١ ) : رواه أحمد والطبراني بأسانيد ، ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة.

وأخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٥١ ، حدّثنا الفريابي ، حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال : حدّثنا شبابة بن سوار قال : حدّثنا حريز بن عثمان فذكره.

وقال ابن كثير في نهاية البداية والنهاية : ورواه أبو عمرو بن السماك عن يحيى بن جعفر عن شبابة عن حريز بن عثمان ، عن عبد الله بن ميسرة وحبيب بن عدي الرحبي عن أبي أمامة فذكره وكذا ذكره القرطبي في التذكرة ص ـ ٤١٣ وفي الرواية : فكان المشيخة يرون أن ذلك الرجل عثمان بن عفان.

١٧١

[٢٦٤] ـ عن الحسين بن واقد ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدّة مضر ، ويشفع الرجل في أهل بيته ، ويشفع على قدر عمله » (١).

[٢٦٥] ـ عن سفيان الثوري عن آدم بن علي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقال للرجل : قم يا فلان واشفع ، فيقوم فيشفع للقبيلة ، ولأهل البيت ، وللرجل والرجلين ، على قدر عمله » (٢).

[٢٦٦] ـ عن مالك بن مغول عن عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من أمتي لرجالا يشفع الرجل منهم في الفئام من الناس فيدخلون الجنة بشفاعته ، ويشفع الرجل للقبيلة فيدخلون الجنة بشفاعته ، ويشفع الرجل منهم للرجل وأهله فيدخلون الجنة بشفاعته » (٣).

[٢٦٧] ـ عن يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سالم بن أبي سالم ، عن معاوية بن معتب ، عن أبي هريرة أنه سمعه يقول : سألت

__________________

[٢٦٤] البدور السافرة ص ـ ٨٢. نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٠٣ ).

(١) أخرجه الطبراني في الكبير ( ٨ / ٣٣٠ ) قال : حدّثنا أحمد بن موسى الجوهري البغدادي حدثنا الحسين بن حريث المروزي حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد فذكره. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ) : ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب ، وقد وثّقه غير واحد وفيه ضعف.

[٢٦٥] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٠٣ ). البدور السافرة ص ـ ٨٢.

(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٧ / ١٠٥ ) قال حدّثنا أبو بكر الطلحي حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا إسماعيل بن أبي الحكم ـ وكان ثقة ـ حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان الثوري فذكره. وقال : غريب من حديث آدم لم يروه عنه إلاّ الثوري.

[٢٦٦] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٢٠٣ ). البدور السافرة ص ـ ٨٢.

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة القيامة والرقائق والورع ، الباب الثالث من أبواب الشفاعة. قال : حدّثنا أبو عمّار الحسين بن حريث أخبرنا الفضل بن موسى عن زكريا بن أبي زائدة عن عطيّة عن أبي سعيد فذكره. وقال : هذا حديث حسن.

وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ٣ / ٢٠ ) من طريق يزيد بن هارون عن زكريا بن أبي زائدة عن عطيّة عن أبي سعيد عن النبي زاد في أوله : « قد أعطي كل نبي عطيّة ، فكلّ قد تعجّلها ، وإني أخّرت عطيّتي شفاعة لأمتي ، وإن الرجل » فذكره بنحوه. وأخرجه ( ٣ / ٦٣ ) من طريق عثمان بن عمر عن مالك بن مغول فذكره.

ومن طريق يزيد بن هارون أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٦٢ ، قال : حدّثنا أبو موسى حدثنا يزيد بن هارون فذكره.

[٢٦٧] تخريج أحاديث الشفاء ص ـ ١٠٧.

١٧٢

رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ذا ردّ إليك ربك في الشفاعة ، فقال : « والذي نفسي بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك لما رأيت من حرصك على العلم ، والذي نفسي بيده لما يهمّني من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلاّ الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ، ولسانه قلبه » (١).

[٢٦٨] ـ أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو طاهر المحمدآبادي وأبو بكر القطان قالا : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، حدّثنا عبد الرزاق ، ( ح ) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصغاني بمكة ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٧٠ ) قال : حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، حدثنا يحيى بن بكير فذكره. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، فإن معاوية بن معتب مصري من التابعين. وقد أخرج البخاري حديث عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قلت : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك الحديث بغير هذا اللفظ والمعنى قريب منه. وأقرّه الذهبي في التلخيص.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٢ / ٣٠٧ ) قال : حدثنا هاشم والخزاعي يعني أبا سلمة قالا : حدّثنا ليث فذكره.

وأخرجه ( ٢ / ٥١٨ ) حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بى أبي حبيب فذكره.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٨ / ١٣١ ) كتاب التاريخ : باب الحوض والشفاعة : ذكر الأخبار عن وصف القوم الذين تلحقهم شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم في العقبى. قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ، حدّثنا حرملة بن يحيى قال : حدّثنا ابن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب فذكره.

وأخرجه ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله ( ٢ / ٢٧ ) قال أخبرنا سعيد ـ يعني ابن نصر ـ قال أخبرنا قاسم ـ يعني ابن أصبغ ـ قال أخبرنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا عاصم قال حدّثنا ليث فذكره.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٩٠ ـ ٢٩١ قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أبي وشعيب قالا : حدثنا الليث عن يزيد فذكره. ثم قال : حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ابن وهب قال :

أخبرني ابن لهيعة ـ وأنا أبرأ من عهدته ـ عن ابن أبي حبيب عن أبي الخير وسالم الجيشاني ، عن معاوية بن معتب فذكر بمثل حديث الليث. وقال : حدّثنا يونس في عقبه قال : أخبرنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سالم عن ابن معتب عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا حدثنا بهما يونس جعل متن الخبر كخبر ابن لهيعة وقال في خبر عمرو بن الحارث بمثله لو لا ذلك لم أقدّم ابن لهيعة على عمرو بن الحارث ليس ابن لهيعة رحمه‌الله من شرطنا ممن يحتجّ به. قال أبو بكر ـ أي ابن خزيمة ـ رواية ليث أوقع على القلب من رواية عمرو بن الحارث ، إنما الخبر علمي عن سالم بن أبي سالم كما رواه الليث لا عن أبي سالم. اللهمّ إلا أن يكون سالم كنيته أبو سالم أيضا.

[٢٦٨] البدور السافرة ص ـ ٨٠. المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٥. الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٤٦ ). إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٩٥ ).

١٧٣

ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي » (١).

قال الشيخ : إسناده صحيح.

[٢٦٩] ـ عن عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة ».

قال الشيخ : هذا مرسل حسن ، يشهد لكون هذه اللفظة شائعة فيما بين التابعين.

[٢٧٠] ـ أخبرنا ابو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبو المثنى العنبري قالا : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا بسطام بن حريث ، عن أشعث الحداني ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » (٢).

__________________

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة القيامة والرقائق والورع : الباب الثاني من أبواب الشفاعة. وقال : حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٩ ). وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ ، إنما أخرجاه حديث قتادة عن أنس بطوله ، ومن توهم أن هذه لفظة من الحديث فقد وهم ، فإن هذه الشفاعة فيها قمع المبتدعة المفرّقة بين الشفاعة لأهل الصغائر والكبائر.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٨ / ١٣٢ ) كتاب التاريخ : باب الحوض والشفاعة : ذكر إثبات الشفاعة في القيامة لمن يكثر الكبائر في الدنيا. قال : أخبرنا أحمد بن حمدان الشرقي وكان من الحفّاظ المتقنين وأهل الفقه في الدين قال : حدّثنا أحمد بن الأزهر وأحمد بن يوسف السلمي قالا : حدّثنا عبد الرزاق فذكره.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٧٠ ، قال : حدّثنا العباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن يوسف السلمي قالا : حدّثنا عبد الرزاق فذكره.

وأخرجه المصنف في السنن ( ٨ / ١٧ ). وفي الاعتقاد ص ـ ١٣٣.

[٢٦٩] البدور السافرة ص ـ ٨٠. المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٩٥ ).

[٢٧٠] المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٥ ، ٤٠٦. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب السنّة : باب في الشفاعة.

وأخرجه أحمد في مسنده ( ٣ / ٣١٣ ).

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٩ ). أخرجه شاهدا لحديث معمر عن ثابت عن أنس.

وأخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٣٨.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٧١.

وأخرجه المصنّف في السنن ( ١٠ / ١٩٠ ).

١٧٤

[٢٧١] ـ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو أحمد القاسم بن أبي صالح الهمداني ، حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا جعفر هو ابن سليمان ، حدثنا مالك بن دينار قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » وتلا هذه الآية : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) (١) (٢).

[٢٧٢] ـ عن الخليل بن عمر ، قال : قال عمر الأبح وهو عمر بن سعيد ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي » (٣).

[٢٧٣] ـ عن يزيد الرقاشي ، عن أنس قلنا : يا رسول الله لمن تشفع؟ قال : « لأهل الكبائر من أمتي وأهل العظائم ، وأهل الدماء ».

[٢٧٤] ـ عن أبي جناب القصاب ، عن زياد النميري عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن شفاعتي أو قال : إن الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي » (٤).

__________________

[٢٧١] المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ). إتحاف السادة ( ١٠ / ٤٩٥ ).

(١) النساء : ٣١.

(٢) قال ابن أبي حاتم في العلل ( ٢ / ٧٩ ) سألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن أبي بكر المقدمي عن جعفر بن سليمان الضبعي عن مالك بن دينار عن أنس فذكره. قال : سمعت أبي يقول : هذا حديث منكر.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد كما في الدرّ المنثور ( ٢ / ٤٩٨ ).

[٢٧٢] المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ). إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٩٥ ).

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٩ ) قال : حدّثنا علي بن حمشاذ العدل حدثنا الحسن بن سهيل بن عبد العزيز المجوز والعباس بن الفضل القطّان قالا : حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم ، حدثنا عمر بن سعيد الأبح فذكره شاهدا لحديث معمر عن ثابت عن أنس.

وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ـ ٢٧١ قال : حدّثنا محمد بن يحيى وحدثنا يحيى بن السكن حدثنا الخليل بن عمر فذكره بلفظتين.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٧ / ٢٦١ ) من طريق خلاّد بن يحيى عن مسعر عن قتادة.

[٢٧٣] المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ). إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٥٦١ ).

[٢٧٤] المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ). إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٥٦١ ).

(١) أخرجه ابن عديّ في الكامل ( ٣ / ١٠٤٤ ـ ١٠٤٥ ) قال : حدثنا عمر بن عبد الرحمن السلمي بالبصرة حدثنا هدبة حدثنا

١٧٥

[٢٧٥] ـ أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ، أخبرنا محمد بن عبد الله الصفار ، حدّثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، حدّثنا محمد بن بكار ، حدّثنا عنبسة بن عبد الواحد ، عن واصل مولى أبي عيينة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن الشعبي ، عن كعب بن عجرة قال : قلت : يا رسول الله ، الشفاعة الشفاعة ، فقال : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » (١).

[٢٧٦] ـ أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنبأ محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ، أخبرنا أبو نصر الغازي ، حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأيلي ، حدّثنا صفوان بن صالح ، حدّثنا الوليد ، حدّثنا زهير بن محمد ، حدّثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي ». فقلت : ما هذا يا جابر؟ قال : نعم يا محمد ، إنه من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب ، ومن استوت حسناته وسيئاته فذلك يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة ، وإنما شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوثق نفسه وأعلق ظهره (١).

__________________

أبو جناب القصّاب. وقال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدّثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا أبو جنّاب. فذكره بنحوه وهو في مسند أبي يعلى ( ٧ / ٢٨١ ).

[٢٧٥] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٩٢ ـ ١٩٣ ). البدور السافرة ص ـ ٨٠. المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦.

(١) أخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٣٨. قال : حدّثنا أبو العباس حامد بن شعيب البلخي قال : حدّثنا محمد بن بكّار فذكره.

[٢٧٦] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٨٤ ). البدور السافرة ص ـ ٨٠. إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٥٦٠ ). المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. كنز العمّال ( ١٤ / ٦٣١ ). فتح الباري ( ١١ / ٣٤٨ ).

(١) أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الزهد : باب ذكر الشفاعة. من طريق الوليد بن مسلم عن زهير.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٩ ) من حديث عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد.

وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ـ ٢٧١ ، قال : حدّثنا أحمد بن يوسف السلمي قال : حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير.

وأخرجه المصنّف في الشعب ( ٢ / ١٣٠ ) ، حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أخبرنا أبو حامد بن الشرقي ، حدّثنا أحمد بن يوسف السلمي ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة حدثنا زهير بن محمد فذكره.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٨ / ١٣١ ) كتاب التاريخ : باب الحوض والشفاعة : ذكر البيان بأن الشفاعة في القيامة إنما تكون لأهل الكبائر من هذه الأمة. قال : حدّثنا أحمد بن محمود ابن الشرقي قال : حدّثنا محمد بن

١٧٦

[٢٧٧] ـ حدّثنا أبو بكر بن فورك ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود قال حدّثنا محمد بن ثابت عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » قال : فقال لي جابر : من لم يكن من أهل الكبائر فما له وللشفاعة (١).

__________________

يحيى وأحمد بن يوسف السلمي قالا : حدّثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير.

أخرجه ابن عساكر أيضا كما في الكنز.

[٢٧٧] المقاصد الحسنة ص ـ ٤٠٦. الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٤٦ ).

(١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ـ ٢٣٣.

ومن طريقه أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة القيامة والرقائق والورع : الباب الثالث من أبواب الشفاعة.

وقال : حسن غريب من هذا الوجه ، يستغرب من حديث جعفر بن محمد.

وأخرجه الحاكم من طريقه ( ١ / ٦٩ ).

ومن طريق أبي داود أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ـ ٢٧١.

ومن طريق أبي داود أخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٣ / ٢٠١ ) وقال : غريب من حديث محمد بن ثابت وجعفر لم يروه عنه إلا أبو داود ، رواه عن أبي داود عمرو بن علي والمتقدمون من طبقته.

١٧٧

باب ما جاء في الحوض

[٢٧٨] ـ عن عمرو بن سعد ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « حوضي ما بين أيلة إلى مكة أباريقه كنجوم السماء ، أو كعدد نجوم السماء له ميزابان من الجنة كلما نضب أمدّاه ، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ، وسيأتيه قوم ذابلة شفاههم لا يطعمون منه قطرة واحدة ، من كذب به اليوم لم يصب منه الشرب يومئذ » (١).

__________________

[٢٧٨] فتح الباري ( ١١ / ٣٩٤ ).

(١) قال القرطبي في التذكرة ص ـ ٣٦٨ ، وخرّج الأوزاعي أبو عمرو في مسنده قال : حدّثني عمرو بن سعد فذكره قال الحافظ في الفتح : بعد ذكر الأحاديث رقم [ ١٥٣ / ١٥٤ / ١٥٥ / ١٥٦ / ١٥٧ / ١٥٨ ] من البعث :

ويزيد ضعيف ، ولكن يقويه ما مضى. ويشبه أن يكون الكلام الأخير من قول أنس.

١٧٨

باب ما جاء في الجنة

[٢٧٩] ـ عن محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن فضيل الأنصاري ، عن محمود بن لبيد الأنصاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبّة خضراء ، يخرج إليهم رزقهم من الجنة غدوة وعشيّة » (١).

[٢٨٠] ـ عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب ... ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها النساء » (٢).

__________________

[٢٧٩] الدرّ المنثور ( ٢ / ٣٧٥ ).

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ١ / ٢٦٦ ). من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن إسحاق.

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٧ / ٨٣ ) كتاب السير : باب فضل الشهادة : ذكر خبر يوهم غير المتبحّر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر كعب بن مالك الذي ذكرناه.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٧٤ ) قال : أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن إسحاق فذكره. وصحّحه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ١٠ / ٤٠٥ ). قال الهيثمي ( ٥ / ٢٩٨ ) : ورجال أحمد ثقات.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٤ / ٢٠٣ ) كتاب الجهاد : ما ذكر في فضل الجهاد والحثّ عليه

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٤ / ١١٣ ).

[٢٨٠] المقاصد الحسنة ص ـ ٣٤٣.

(١) أخرجه ابن عساكر في ترجمة عمرو بن أبي عمرو.

قال السخاوي : ولا تنافي بينه وبين حديث : « اطّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ». لإمكان حمل ذلك على الابتداء ، وذا على ما بعد.

١٧٩

باب ما جاء في الرؤية

[٢٨١] ـ عن شريك القاضي ، عن عثمان بن عمير ، عن أنس بن مالك في قوله : ( وَلَدَيْنا مَزِيدٌ ) (١) قال : يتجلى لهم الرب عزّ وجل (٢).

__________________

[٢٨١] الدرّ المنثور ( ٧ / ٦٠٥ ).

(١) ق : ٣٥.

(٢) أخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار ( ٣ / ٦٩ ) قال : سمعت عبد الله بن الوضّاح الكوفي يحدّث عن يحيى بن يمان عن شريك فذكره.

وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مروديه واللالكائي في السنّة كما في الدرّ.

١٨٠