استدراكات البعث والنّشور

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

استدراكات البعث والنّشور

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار الفكر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥١

من أهلها. قال : « هي لكل مسلم » (١).

رواه حمّاد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة يردّ الحديث إلى عوف بن مالك.

[٢٢٣] ـ أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وأبو محمد السكري قالوا : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي ، عن زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد (٢) ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خيّرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعمّ وأكفى ، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا ، ولكنها للمذنبين المتلوّثين الخطّائين » (٣).

__________________

(١) أخرجه ابن ماجه في سننه مختصرا كتاب الزهد : باب ذكر الشفاعة. حدّثنا هشام بن عمّار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا ابن جابر فذكره وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٦ ) وقال : صحيح على شرط مسلم ، فقد احتجّ بسليم بن عامر. وأما سائر رواته فمتفق عليهم ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي في التلخيص. وأخرجه ( ٢ / ١٤ / ١٥ ) عن أبي العباس بن يعقوب عن الربيع بن سليمان عن بشر بن بكر.

ومن هذه الطريق طريق الحاكم الثانية أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٦٣. وقال : وأنا أخاف أن يكون قوله. سمعت عوف بن مالك وهما ، وأن بينهما معدي كرب فإن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا قال : حدثنا حجّاج ـ يعني ابن رشدين ـ قال : حدّثنا معاوية وهو ابن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر عن معدي كرب عن عوف بن مالك قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث.

وأخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٤٣ من طريق الحسن بن عبد العزيز الجروي وعمارة بن بشر عن بشر بن بكر.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٧٦ من طريق هشام بن عمّار عن صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

وأخرجه ابن منده في الإيمان ( ٢ / ٨٧٣ ـ ٨٧٤ ) من طريق الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد عن ابن جابر.

وقال : هو ثابت على رسم مسلم ، وسليم أحد الثقات من الشاميين.

قال ابن أبي حاتم في العلل ( ٢ / ٢١٢ ) قال أبي : هذا خطأ أخطأ فيه ابن جابر ، لم يسمع سليم بن عامر من عوف بن مالك شيئا ، بينه وبين عوف نفسان ، رواه فرج بن فضالة عن الزبيدي عن سليم بن عامر عن معدي كرب بن عبد كلال عن أبي راشد الحبراني عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح. وسمعت أبي يقول : رواه جابر بن غانم عن سليم بن عامر ، عن معدي كرب عن عوف ، أسقط من الإسناد رجلا وهو أبو راشد.

[٢٢٣] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٨٩ ). البدور السافرة ص ـ ٧٩. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) قال أبو حاتم ( ٨ / ٤٤٦ ) النعمان بن قراد ، ويقال : علي بن النعمان بن قراد.

(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال من طريق الحسن بن عرفة كما في نهاية البداية والنهاية.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٢ / ٧٥ ). وابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٥٤ من طريق معمر بن سليمان

١٤١

[٢٢٤] ـ عن أبي معاوية ، عن عاصم ، عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : من كذب بالشفاعة (١) فلا نصيب له فيها ، ومن كذب بالحوض فليس له فيه نصيب.

[٢٢٥] ـ عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه أنه قيل له : إن قوما يكذبون بالشفاعة ، قال : فلا تجالسوا أولئك.

[٢٢٦] ـ عن أبي هلال ، عن قتادة ، قال : قال أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : يخرج قوم من النار ، ولا نكذب بها كما يكذب بها أهل حروراء.

[٢٢٧] ـ عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري ، حدثنا محمد بن عبد الله

__________________

الرقّي عن زياد بن خيثمة عن علي بن النعمان بن قراد ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة ، فاخترت الشفاعة لأنها أعمّ وأكفى ، أترونها للمتّقين؟ لا ، ولكنها للمتلوّثين الخطاءون ». قال زياد : أما إنها لحن ، ولكن هكذا حدّثنا الذي حدّثنا. قال صاحب الفتح الرباني ( ٢٤ / ١١٨ ) : إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن عمر.

وأخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٧٨ ) قال الهيثمي : ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد وهو ثقة. وقال المنذري في الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٤٧ ) وإسناده جيد.

وأخرجه ابن أبي داود في البعث ص ـ ٤٥ ، ٤٦ ، من طريق الحسن بن عرفة.

[٢٢٤] البدور السافرة ص ـ ٧٩.

(١) أخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٣٧. قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال : حدّثنا هنّاد السري قال : حدّثنا أبو معاوية فذكره.

وقال ابن أبي حاتم في العلل ( ٢ / ٢٢٢ ) سألت أبي عن حديث ، حدّثنا به يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن ابن المبارك عن عاصم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ». فسمعت أبي وأبا زرعة يقولان : هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، وقال أبي : هذا خطأ إنما هو عاصم عن أنس : « من كذب بالشفاعة أو بالحوض لم تنله ».

وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب ( ١ / ٢٤٨ ) من طريق أبي داود النخعي عن الحارث بن زياد المحاربي عن أنس مرفوعا بلفظ : « من كذب بالشفاعة لم ينلها يوم القيامة ».

قال الذهبي في الميزان ( ٢ / ٢١٦ ـ ٢١٧ ) سليمان بن عمرو أبو داود النخعي الكذّاب وحكى عن يحيى بن معين أنه قال فيه : معروف بوضع الحديث وأورد له هذا الحديث.

[٢٢٥] البدور السافرة ص ـ ٧٩.

[٢٢٦] البدور السافرة ص ـ ٧٩. فتح الباري ( ١١ / ٣٥٧ ). قال الحافظ في الفتح بعد قوله أهل حروراء : يعني الخوارج.

[٢٢٧] البدور السافرة ص ـ ٧٩. تهذيب التهذيب ( ٢ / ١٨٩ ). فتح الباري ( ١١ / ٣٥٧ ).

١٤٢

الأنصاري ، حدثنا صرد بن أبي المنازل ، قال : سمعت شبيب (١) بن أبي فضالة قال : ذكروا عند عمران بن حصين الشفاعة ، فقال رجل : يا أبا نجيد إنكم لتحدّثونا أحاديثا لا نجد لها أصلا في القرآن ، قال : فغضب عمران فقال للرجل : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا ، وصلاة العشاء أربعا ، وصلاة الغداة ركعتين ، والأولى أربعا ، والعصر أربعا؟ قال : لا ، قال : فعمّن أخذتم هذا الشأن؟ ألستم أخذتموه عنّا وأخذناه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو جدتم في كل أربعين درهما درهم وفي كل كذا وكذا شاة ، وفي كل كذا وكذا بعير ، كذا؟

أوجدتم هذا في القرآن؟ قال؟ لا ، قال : فعمّن أخذتم هذا ، أخذناه عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخذتموه عنّا ، قال : فهل وجدتم في القرآن ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (٢) وجدتم هذا طوفوا سبعا واركعوا ركعتين خلف المقام؟ أو جدتم هذا في القرآن عمّن أخذتموه؟ ألستم أخذتموه عنّا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم؟. أوجدتم في القرآن : لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام. قال : لا ، قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام ». أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه : ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) حتى بلغ : ( فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ) (٣). قال شبيب : أنا سمعت عمران يقول : الشفاعة (٤).

__________________

(١) كذا في البدور والفتح : شبيب ، قال الحافظ في ترجمة حبيب بن أبي فضالة : أخرجه البيهقي في البعث من طريق أبي الأزهر عن الأنصاري ، لكن وقع في روايته شبيب بدل حبيب ، وكأنه تصحيف والله أعلم.

(٢) الحج : ٢٩.

(٣) المدثر : ٤٢ ـ ٤٨.

(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( ١٨ / ٢١٩ ).

ومن طريق الطبراني أخرجه المزّي في تهذيب الكمال قال في ترجمة صرد بن أبي المنازل : روى له أبو داود حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه أخبرنا به أبو إسحاق بن الدرجي قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال : حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي ( قلت في المطبوع من المعجم : يحيى بن زكريا وهو تصحيف ) وأحمد بن زهير التستري قالا : حدّثنا محمد بن بشار بندار قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصاري فذكره بطوله وقال : رواه عن بندار ، فوافقناه فيه بعلو.

أخرجه أبو داود في سننه كتاب الزكاة : باب ما تجب فيه الزكاة مختصرا في ذكر الزكاة حسب ، وقال : وذكر أشياء نحو هذا.

١٤٣

[٢٢٨] ـ أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ابنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدّثنا أبو النعمان ، حدّثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يخرج من النار قوم بالشفاعة فينبتون كأنهم الثعارير » (١). قيل : ما الثعارير؟ قال : الضغابيس. قال : وكان فمه قد سقط. فقلت : وسمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الله يخرج قوما بالشفاعة »؟ قال : نعم (٢).

[٢٢٩] ـ عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يقول إبراهيم يوم القيامة : يا ربّاه فيقول الرب جلّ وعلا : يا لبيكاه ، فيقول إبراهيم : يا ربّاه حرقت بنيّ ، فيقول : أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرّة أو شعيرة من إيمان » (٣).

[٢٣٠] ـ عن حسن بن صالح ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن ربعي بن

__________________

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٧٢ قال : حدّثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري فذكره مختصرا في ذكر الصلاة حسب وقال في آخره : فذكر الحديث بطوله وقرأ عليه : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ).

[٢٢٨] فتح الباري ( ١١ / ٣٥٧ ).

(١) قال الحافظ في الفتح ( ١١ / ٣٦٠ ) أما الثعارير فقال ابن الأعرابي : هي قثاء صغار. وأما الضغابيس فقال الأصمعي : شيء ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون يسلق ثم يؤكل بالزيت والخل ، وقيل : ينبت في أصول الشجر وفي الاذخر ، يخرج قدر شبر في دقة الأصابع لا ورق له وفيه حموضة. وقال : قول الراوي : وكان عمرو ذهب فمه أي سقطت أسنانه فنطق بها ثاء مثلثة وهي شين معجمة.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق : باب صفة الجنة والنار. من طريق أبي النعمان.

وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. من طريق أبي الربيع عن حماد.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٧٧ ، حدّثنا أحمد بن عبدة ، حدّثنا حماد. وأخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٤٤ من طريق عبد الله بن عمر القواريري عن حمّاد بن زيد.

[٢٢٩] فتح الباري ( ١١ / ٣٨٤ ).

(١) أخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ٩ / ٢٣٦ ) كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم : باب ذكر الأخبار عن شفاعة إبراهيم صلوات الله عليه للمسلمين. قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن مكرم قال : حدّثنا سريج بن يونس قال : حدّثنا مروان بن معاوية قال : حدّثنا أبو مالك الأشجعي فذكره.

وأخرجه أيضا أبو عوانة كما في الفتح.

[٢٣٠] فتح الباري ( ١١ / ٣٦١ ). البدور السافرة ص ـ ٨١.

١٤٤

حراش ، عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يخرج قوم من النار بعد ما محشتهم يقال لهم الجهنميّون ». فذكر لي أنهم استعفوا الله من ذلك الاسم فأعفاهم (١).

[٢٣١] ـ عن أبي الربيع الزهراني ، عن سلمة بن صالح ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « ليدخلنّ الجنة قوم من المسلمين قد عذّبوا في النار برحمة الله وشفاعة الشافعين » (٢).

[٢٣٢] ـ عن يحيى بن أبي رجاء بن أبي عبيدة الحرّاني ، عن زهير بن معاوية ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا ميّز أهل الجنة قامت الرسل فشفعوا ، فيقول : انطلقوا أو اذهبوا فمن عرفتم فأخرجوه ، فيخرجونهم قد امتحشوا ، فيلقونهم في نهر يقال له الحياة ، فيسقط دخن محاشهم على حافتي النهر ، ويخرجون بيضا مثل الثعارير ، ثم يشفعون فيقول : اذهبوا أو انطلقوا فمن وجدتم في قلبه مثقال

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ٥ / ٣٩١ ) بهذا اللفظ من طريق حسن بن صالح. وأخرجه ( ٥ / ٤٠٢ ) من طريق محمد بن جعفر وحجاج عن شعبة قال : رفعه مرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجه ( ٥ / ٤٠٢ ـ ٤٠٣ ) من طريق أبي النضر عن شعبة عن حماد قال : سمعت ربعي بن حراش يحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٨٠ ) : رواه أحمد من طريقين ورجالهما رجال الصحيح.

وأخرجه الطيالسي في مسنده ص ـ ٥٦ من طريق أبي عوانة عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي قال : أحيانا يرفعه وأحيانا لا يرفعه.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٧٥ قال : حدّثنا محمد بن بشّار ومحمد بن الوليد قالا : حدثنا شعبة عن حماد عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال شعبة : رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مرة فذكره. وقال : حدّثنا يحيى بن حكيم قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة عن حمّاد عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال شعبة : كان أحيانا لا يرفعه فذكره.

ومن طريق الطيالسي أخرجه الآجري في الشريعة ص ـ ٣٤٦ قال : حدّثنا أبو داود الطيالسي قال : حدّثنا شعبة عن حمّاد فذكره. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٨٨ قال : حدّثنا هدبة ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن حمّاد بن أبي سليمان ، وقال : حدّثنا المقدسي حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن حمّاد فذكره.

[٢٣١] البدور السافرة ص ـ ٨١.

(١) أخرجه الطبراني في الكبير ( ١٠ / ٢٦٤ ) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدّثنا أبو الربيع الزهراني فذكره. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ( ١٠ / ٣٧٩ ) : وفيه من لم أعرفهم.

[٢٣٢] فتح الباري ( ١١ / ٣٦١ ). البدور السافرة ص ـ ٨٢.

١٤٥

حبّة من خردل من إيمان فأخرجوه ، فيخرجون بشرا كثيرا ، فيقول الله : أنا الآن أخرج بنعمتي ورحمتي أضعاف ما أخرجوا وأضعافه ، فيكتب في رقابهم عتقاء الله ، ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين » (١).

[٢٣٣] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث وإسماعيل بن إسحاق قالا : حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن الحسن بن ذكوان ، حدثنا أبو رجاء ، حدّثني عمران بن حصين ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة ، يسمّون : الجهنميين » (٢).

[٢٣٤] ـ أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثني إبراهيم بن طهمان ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يخرج قوم من النار قد احترقوا ، فيدخلون الجنة ، فينطلقون إلى نهر يقال له : الحياة ، فيغتسلون فيه فينضرون كما ينضر العود ، فيمكثون في الجنة حينا ، فيقال لهم : تشتهون شيئا؟ فيقولون : أن يرفع عنّا هذا الاسم ، قال : فيرفع عنهم » (٣).

__________________

(١) أخرجه ابن حبّان في صحيحه ( ١ / ٢٠٤ ) كتاب الإيمان : ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم : « أخرجوا من كان في قلبه حبة خردل من إيمان ». أراد به بعد إخراج من كان في قلبه قدر قيراط من إيمان.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٣ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ) قال : حدّثنا أبو النضر حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير حدثنا جابر فذكره.

وأخرجه البغوي في الجعديات [ ٢٦٣٩ / ٢٦٤٣ ].

[٢٣٣] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق : باب صفة الجنة والنار.

وأخرجه أبو داود في سننه كتاب السنّة : باب في الشفاعة.

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٢٧ ، ١٢٨.

[٢٣٤] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٣٠ ، ١٣١.

١٤٦

[٢٣٥] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي ، حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، حدّثنا أبو عاصم محمد بن أبي أيوب الثقفي ، حدّثنا يزيد الفقير قال : كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج (١) ، وكنت رجلا شابا ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد الحج ثم نخرج على الناس ، فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدّث القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إلى سارية ، وإذا هو قد ذكر الجهنميين ، فقلت له : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذا الذي تحدّثون؟ والله تعالى يقول : ( إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ) (٢) ، و : ( كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها ) (٣) فما هذا الذي تقولون؟ فقال : أي بني تقرأ القرآن؟ فقلت : نعم ، فقال : هل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يبعثه الله فيه؟ فقلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار. قال : ثم نعت وضع الصراط ومرّ الناس عليه ـ فأخاف أن لا أكون حفظت ذلك ـ غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها ، قال : فيخرجون كأنهم عيدان السماسم (٤) ، فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه ، قال : فيخرجون كأنهم القراطيس (٥) البيض. قال : فرجعنا فقلنا : ويحكم ترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : فرجعنا ، فو الله ما خرج منّا غير رجل واحد (٦).

رواه مسلم (٧) في الصحيح عن حجاج بن الشاعر ، عن الفضل بن دكين.

__________________

[٢٣٥] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) رأى الخوارج أنهم يرون أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار ، ولا يخرج منها من دخلها.

(٢) آل عمران : ١٩٢.

(٣) السجدة : ٢٠.

(٤) قال النووي في شرح مسلم ( ٣ / ٥١ ) هو السمسم المعروف الذي يستخرج منه الشيرج. ونقل عن ابن الأثير أنه قال : معناه والله أعلم أن السماسم جمع سمسم وعيدانه تراها إذا قلعت وتركت في الشمس ليؤخذ حبّها دقاقا سودا كأنها محترقة ، فشبّه بها هؤلاء.

(٥) قال النووي : وهو الصحيفة التي يكتب فيها ، شبّههم بالقراطيس لشدّة بياضهم بعد اغتسالهم.

(٦) قال النووي : معناه : كففنا عنه وتبنا منه ، إلا رجلا منّا ، فإنه لم يوافقنا في الانكفاف عنه.

(٧) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

١٤٧

[٢٣٦] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدّثنا محمد بن غالب ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، حدّثنا وهيب بن خالد ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبيه ، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يقول الله عزّ وجل : من كان في قلبه مثقال حبة خردل من خير فأخرجوه ، فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما (١) ، قال : فيلقون في نهر يقال له الحياة ، قال فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل » (٢). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا ترونها تنبت صفراء ملتوية ».

رواه البخاري (٣) في الصحيح عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه مسلم (٤) من وجه آخر عن وهيب.

[٢٣٧] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا يحيى بن منصور ، حدثنا أبو بكر الجارودي ، حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا أبو داود ، حدثنا مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يقول الله عزّ وجل : أخرجوا من النار من ذكرني يوما ، أو خافني في مقام » (٥).

__________________

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٢٨ قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ، حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، حدثنا أبو نعيم فذكره ، وقال : في حديث أبي سعيد الخدري في هذا الباب بيان حال من يبقى في النار ، ومن يخرج منها.

[٢٣٦] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) قال النووي في شرح مسلم ( ٣ / ٢٢ ـ ٣٢ ) امتحشوا معناه احترقوا ، وأما الحمم وهو الفحم الواحدة حممة.

(٢) وهو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره. انظر النهاية ( ١ / ٤٤٢ ).

(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق : باب صفة الجنة والنار.

(٤) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

[٢٣٧] مشكاة المصابيح ( ٣ / ١٤٦٩ ).

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة جهنم : باب ما جاء أن للنار نفسين. وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد قال : حدّثنا محمد بن رافع ، حدّثنا أبو داود فذكره وقال : هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٣٢.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٨٦ قال : حدّثنا محمد بن مهدي الأيلي أبو عبد الله ثقة صدوق ، حدّثنا أبو داود فذكره.

١٤٨

[٢٣٨] ـ عن إسماعيل بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أول ما يدعى يوم القيامة آدم فتراءى ذرّيته فيقال : هذا أبوكم آدم ، فيقول : لبّيك وسعديك ، فيقول : أخرج بعث جهنم من ذرّيتك ، فيقول : يا رب كم أخرج؟ فيقول : أخرج من كل مائة تسعة وتسعين ، فقالوا : يا رسول الله إذا أخذ منّا من كل مائة تسعة وتسعون فما ذا يبقى منّا؟ قال : إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود » (١).

[٢٣٩] ـ عن ضرار بن مرّة ، عن محارب بن دثار ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أهل الجنة عشرون ومائة صف ، ثمانون منها من هذه الأمة ، وأربعون من سائر الأمم » (٢).

[٢٤٠] ـ أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكّي ، أخبرنا أبو داود الحسين بن عثمان بن يحيى الأدمي ، حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم ، حدّثنا شعيب ، عن الزهري ، عن أنس ، عن أم حبيبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٧٠ ) متابعا لحديث ذكره قبله من طريق محمود بن غيلان عن مؤمل عن المبارك عن عبيد الله بن أبي بكر عن جدّه أنس بنحوه وصححه ، ثم قال : وقد تابع أبو داود مؤملا على روايته واختصره ، أخبرناه أبو محمد يحيى بن منصور حدثنا أبو بكر الجارودي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو داود فذكره.

وأخرجه أحمد في الزهد ص ـ ٣٦٩. من طريق محمد بن مهدي الأيلي.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٩٦. من طريق محمد بن رافع وعبدة بن عبد الله الخزاعي عن أبي داود.

[٢٣٨] فتح الباري ( ١١ / ٣٢٦ ).

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق : باب الحشر من طريق إسماعيل.

[٢٣٩] مشكاة المصابيح ( ٣ / ١٥٦٩ ).

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب صفة الجنة : باب ما جاء في وصف أهل الجنة. وقال حسن.

وأخرجه الدارمي في سننه كتاب الرقائق : باب في صفوف أهل الجنة.

[٢٤٠] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ). الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٣٢ ). البدور السافرة ص ـ ٧٩.

تخريج أحاديث الشفاء ص ـ ١٠٧.

١٤٩

« أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض ، وسبق ذلك من الله كما سبق من الأمم قبلهم ، فسألت الله أن يوليني فيهم شفاعة يوم القيامة ، ففعل » (١).

قال الشيخ : هذا إسناد صحيح.

[٢٤١] ـ أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أحمد بن يونس ، حدّثنا زهير ، حدّثنا أبو خالد يزيد الأسدي ، حدّثنا عون بن أبي جحيفة السوائي ، حدّثنا عبد الرحمن بن علقمة الثقفي ، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال : انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد ، فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه ، فلما خرجنا خرجنا وما في الناس أحبّ إلينا من رجل دخلنا عليه ، فقال قائل منهم : يا رسول الله ألا سألت ربّك ملكا كملك سليمان؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : « فلعلّ لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان ، إن الله لم يبعث نبيّا إلاّ أعطاه دعوة فمنهم من اتخذها دنيا فأعطيها ، ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها ، وإن الله أعطاني دعوة

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٦٨ ) من طريق أبي اليمان عن شعيب. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والعلّة فيه عندهما أن أبا اليمان حدّث به مرتين ، فقال مرة : عن شعيب عن الزهري عن أنس. وقال مرة : عن شعيب عن ابن أبي حسين عن أنس. وقد قدّمنا القول في مثل هذا أنه لا ينكر أن يكون الحديث عند إمام من الأئمة عن شيخين ، فمرة يحدّث به عن هذا ، ومرة عن ذاك. وقد حدّثني أبو الحسين علي بن محمد بن عمر حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا إبراهيم بن هانئ النيسابوري قال : قال لنا أبو اليمان : الحديث حديث الزهري ، والذي حدّثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها. قال الحاكم : هذا كالأخذ باليد ، فإن إبراهيم بن هانئ ثقة مأمون. وأقرّه الذهبي في التلخيص.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٦ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨ ) قال : حدّثنا أبو اليمان أنا شعيب بن أبي حمزة فذكر هذا الحديث يتلو أحاديث ابن أبي حسين وقال : أنا أنس بن مالك عن أم حبيبة فذكر الحديث. قال عبد الله : قلت لأبي : هاهنا قوم يحدّثون به عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري. قال : ليس هذا من حديث الزهري ، إنما هو من حديث ابن أبي حسين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٥٨ حدثنا دحيم حدثنا أبو اليمان فذكره.

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ٢٣ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ) حدّثنا أبو زرعة الدمشقي. وحدّثنا أحمد بن عبد الوهاب الحوطي عن أبي اليمان. قال الهيثمي ( ٧ / ٢٢٤ ) : رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح.

[٢٤١] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٩٠ ). شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٥٠

فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة » (١).

[٢٤٢] ـ عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن جدّه ، عن أبيّ بن كعب قال : كنت في المسجد فدخل رجل يصلي ، فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت : إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، ودخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقرآ. فحسّن النبي صلّى الله عليه وسلّم شأنهما. فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا. وكأنما أنظر إلى الله عزّ وجلّ فرقا. فقال لي : « يا أبيّ أرسل إليّ : أن اقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه : أن هوّن على أمتي ، فردّ إليّ الثانية : اقرأه

__________________

(١) أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه ( ١ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ).

وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس ( ٦ / ٣١٨ ). ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٧٩. ومن طريق أحمد بن يونس أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ( ٥ / ٢٤٩ ـ ٢٥٠ ). ومن طريق أحمد بن يونس أخرجه البزار كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٦٥ ـ ١٦٦ ). وقال : لا نعلم لابن أبي عقيل إلا هذا. قال الهيثمي ( ١٠ / ٣٧١ ) : رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات. وقال المنذري ( ٤ / ٤٣٣ ) : بإسناد جيد.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ـ ٢٦٩ ـ ٢٧٠ من طريقين عن علي بن هاشم بن البريد عن عبد الجبّار بن العباس عن عون بن أبي جحيفة.

وعزاه الحافظ في الإصابة ( ٢ / ٤٠٤ ) للحارث بن أبي أسامة ولابن منده.

ومن طريق ابن البريد أخرجه الحاكم ( ١ / ٦٧ ـ ٦٨ ) وقال : وقد احتج مسلم بعلي بن هاشم. وعبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي صحابي قد احتجّ به أئمتنا في مسانيدهم ، فأما عبد الجبار بن العباس فإنه ممّن يجمع حديثه ويعدّ مسانيده في الكوفيين ، وتعقبه الذهبي فقال في عبد الجبار : قوّاه بعضهم وقوّاه أبو نعيم الملائي وليس الحديث بثابت.

وأخرجه المصنّف في دلائل النبوّة ( ٥ / ٣٥٨ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، حدّثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، أنبأنا علي بن عبد العزيز حدّثنا أحمد بن يونس فذكره.

وأخرجه البغوي وقال : لا أعلم روى ابن أبي عقيل غير هذا الحديث وهو غريب لم يحدّث به إلا من هذا الوجه.

وأخرجه ابن عساكر كما في كنز العمّال ( ١٤ / ٦٣٦ ).

[٢٤٢] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ / ١٤٤ ).

١٥١

على حرفين. فرددت إليه : أن هوّن على أمتي. فردّ إليّ الثالثة : اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردّة رددتكها مسألة تسألنيها ، فقلت : اللهم اغفر لأمتي ، اللهمّ اغفر لأمتي ، وأخّرت الثالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلهم حتى إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم » (١).

[٢٤٣] ـ أخبرنا أبو محمد بن يوسف ، أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي ، حدّثنا الزعفراني ، حدّثنا عفان بن مسلم ، حدّثنا عبد الواحد بن زياد ، حدّثنا المختار بن فلفل ، حدّثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أنا أكثر الأنبياء يوم القيامة تبعا ، يجيء النبي وليس معه مصدّق غير رجل واحد ، وأنا أول شافع وأول مشفع ».

أخرجه مسلم (٢) من أوجه أخر عن المختار.

[٢٤٤] ـ حدّثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان وأبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر ، عن أبيه ، عن جعفر بن ربيعة ، عن صالح بن عطاء بن خباب ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : « أنا قائد المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا

__________________

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرها : باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف ، وبيان معناه.

[٢٤٣] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم : « أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعا ». قال حدّثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم قال قتيبة : حدّثنا جرير عن المختار. وقال : حدّثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن مختار بن فلفل.

وأخرجه المصنّف في السنن ( ٩ / ٤ ) قال : أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسين بن الفضل وغيرهم قالوا : أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا القاسم بن مالك المزني عن المختار بن فلفل فذكره.

وأخرجه في الدلائل ( ٥ / ٤٧٩ ) من رواية الحسين بن عمر بن برهان الغزّال وجدّه

وأخرجه في الاعتقاد ص ـ ١٢٥ زاد في شيوخه أبا محمد السكري.

[٢٤٤] البدور السافرة ص ـ ٨١. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١١٤ ).

١٥٢

فخر ، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر » (١).

[٢٤٥] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدّثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدّثنا عمرو بن عثمان ، حدّثنا موسى بن أعين ، عن معمر بن راشد ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من تنشقّ عنه الأرض ، وأنا أول شافع ومشفع ، بيدي لواء الحمد ، حتى آدم فمن دونه » (٢).

__________________

(١) أخرجه الدارمي في المقدمة من سننه ص ـ ٢٥ باب ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من الفضل. قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الحكم المصري حدثنا بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن صالح هو ابن عطاء بن خباب مولى بني الدئل فذكره.

وأخرجه ابن عساكر أيضا كما في كنز العمّال ( ١١ / ٤٣٦ ).

وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد ( ٨ / ٢٥٤ ).

قال الهيثمي : وفيه صالح بن عطاء بن خبّاب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات قلت : أخرجه في الأوائل ص ـ ٣٠ ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري ، حدّثنا أبي ، حدّثنا بكر بن مضر فذكره ، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة مختصرا ص ـ ٣٥٦ وفي الأوائل ص ـ ٩ ، ٣٦ قال : حدّثنا محمد بن عسكر حدثنا عثمان بن صالح. عن بكر بن مضر فذكره بلفظ : « أنا سيد المرسلين ».

وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالحسن.

وأخرجه المصنّف في دلائل النبوّة ( ٥ / ٤٨٠ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو جعفر البغدادي ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدّثنا أبي ، حدّثنا بكر بن مضر فذكره.

وأخرجه في الاعتقاد ص ـ ١٢٥ ، ١٢٦.

[٢٤٥] نهاية البداية والنهاية ( ١ / ٢٨١ ، ٢ / ١٧٠ ) البدور السافرة ص ـ ٨١. شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه ابن حبّان في صحيحه من طريق أبي يعلى ( ٨ / ١٣٧ ) كتاب التاريخ باب الحوض والشفاعة : ذكر الأخبار بأن الأنبياء أولهم وآخرهم يكونون في القيامة تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم. قال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدّثنا عمرو بن محمد الناقد قال : حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابي قال : حدّثنا موسى بن أعين عن معمر بن راشد فذكره.

وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٥٥ ـ ٣٥٦ قال : حدثنا عمر بن الخطاب ، حدثنا عمرو بن عثمان ، حدثنا موسى بن أعين عن معمر بن راشد فذكره. وأخرجه في الأوائل ص ـ ٣٢ ، ٣٣.

١٥٣

[٢٤٦] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأنا أبو أحمد الزبيري ، حدّثنا شريك ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبيّ بن كعب ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا كان يوم القيامة كنت إمام الناس وخطيبهم وصاحب شفاعتهم ولا فخر » (١).

[٢٤٧] ـ أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد السوسي ، حدّثنا أبو العباس ، حدّثنا العباس بن الوليد ، أنبأنا أبي قال : سمعت الأوزاعي ، حدّثنا شداد أبو عمار ـ رجل منّا ـ قال : حدّثنا عبد الله بن فروخ ، قال : حدّثنا أبو هريرة ، قال : قال

__________________

وأخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد ( ٨ / ٢٥٤ ) قال الهيثمي : رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عمرو بن عثمان الكلابي وثّقه ابن حبّان على ضعفه ، وبقية رجاله ثقات.

[٢٤٦] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب المناقب : باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم. قال : حدّثنا محمد بن بشار ، حدّثنا أبو عامر ، حدّثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل فذكره وقال : حسن.

وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الزهد : باب ذكر الشفاعة. قال : حدّثنا إسماعيل بن عبد الله الرقّي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل فذكره.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ١ / ٧١ ) قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقّي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل. وقال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، حدثنا السري بن خزيمة ، حدثنا أبو حذيفة النهدي ، حدثنا زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه لتفرّد عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ولما نسب إليه من سوء الحفظ ، وهو عند المتقدمين من أئمتنا ثقة مأمون. وأقرّه الذهبي في التلخيص. وأخرجه ( ٤ / ٧٨ ) من طريق القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن ابن مهدي عن زهير بن محمد وصححه ووافقه الذهبي.

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٥ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ـ ١٣٩ ) من طريق أبي عامر عن زهير بن محمد. ومن طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل. ومن طريق أبي أحمد الزبيري عن شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل. ومن طريق محمد بن عبد الله بن الزبير عن شريك.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٦ / ٣٠٣ ) كتاب الفضائل من طريق يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد.

وأخرجه ابن أبي الدنيا قال : حدّثنا عبد الله بن وضّاح ، حدّثنا يحيى بن يمان عن شريك كما في نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٧٦ ).

وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ـ ٥٦٢ من طريق عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمرو.

وأخرجه المصنّف في الدلائل ( ٥ / ٤٨٠ ـ ٤٨١ ).

[٢٤٧] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٥٤

رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من تنشقّ عنه الأرض ، وأول شافع وأول مشفع ».

أخرجه مسلم (١) في الصحيح من وجه آخر عن الأوزاعي.

[٢٤٨] ـ أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داود (٢) ، حدّثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون لذلك ، فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم عليه‌السلام فيقولون : يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلّمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا إلى ربّنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، فيقول : إني لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ، ولكن ائتوا نوحا عليه‌السلام أول رسول (٣) بعثه الله عزّ وجل فيأتون نوحا عليه‌السلام فيقول : لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ، ولكن ائتوا إبراهيم عليه‌السلام خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم عليه‌السلام فيقول : لست هناكم ويذكر لهم خطاياه ، ولكن ائتوا موسى عليه‌السلام عبدا آتاه الله التوراة وكلّمه تكليما ، فيأتون موسى عليه‌السلام فيقول : إني

__________________

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل : باب تفضيل نبيّنا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق. قال : حدّثني الحكم بن موسى أبو صالح ، حدّثنا هقل بن زياد عن الأوزاعي.

وأخرجه المصنّف في الدلائل ( ٥ / ٤٧٦ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا الربيع بن سليمان المرادي وسعيد بن عثمان قالا : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي فذكره بنحوه.

ومن هذه الطريق أخرجه أيضا في السنن ( ٩ / ٤ ).

[٢٤٨] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ( ٢٦٨ / ٢٦٩ ).

(٢) قال الحافظ في الفتح ( ١١ / ٣٦٥ ) وفي رواية هشام : « فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ». فإن آدم سبق إلى وصفه بأنه أول رسول ، فخاطبه أهل الموقف بذلك ، وقد استشكلت هذه الأولية بأن آدم نبي مرسل وكذا شيث وإدريس ، وهم قبل نوح. وقال ( ١ / ٣٤٦ ) ولا يعترض بأن نوحا عليه‌السلام كان مبعوثا إلى أهل الأرض بعد الطوفان لأنه لم يبق إلا من كان مؤمنا معه وقد كان مرسلا إليهم. وقال القاضي عياض فيما نقله النووي في شرح مسلم ( ٣ / ٥٥ ) : فإن آدم إنما أرسل لبنيه ، ولم يكونوا كفّارا ، بل أمر بتعليمهم الإيمان وطاعة الله تعالى ، وكذلك خلفه شيث بعده فيهم.

١٥٥

لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ، ولكن ائتوا عيسى عليه‌السلام عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه فيأتون عيسى عليه‌السلام فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا عليه‌السلام عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر ، فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي عزّ وجل فيؤذن لي عليه (٣) ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال : ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد يعلّمنيه ، ثم أشفع فيحدّ لي حدّا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي تبارك وتعالى وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال : ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفّع ، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحدّ لي حدّا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال : ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفّع ، فأحمد ربي بمحامد يعلّمنيه ، ثم أشفع فيحدّ لي حدّا فأدخلهم الجنة حتى أرجع فأقول : يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن » ـ أي وجب عليه الخلود ـ.

رواه البخاري (٤) ومسلم (٥) من حديث هشام الدستوائي وغيره.

[٢٤٩] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا محمد بن أبي أحمد بن علي

__________________

(٣) قال الحافظ في الفتح ( ١٣ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ ) وقوله : « فاستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه ». قال الخطابي : هذا يوهم المكان ، والله منزّه عن ذلك ، وإنما معناه في داره الذي اتخذها لأوليائه وهي الجنة وهي دار السلام ، وأضيفت إليه إضافة تشريف ، مثل : بيت الله ، وحرم الله. أخرجه المصنّف في الأسماء والصفات ( ٢ / ١٨٩ ) عن الخطابي.

(٤) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى : ( لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) ، وباب قول الله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ).

(٥) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها. ساق سنده ولم يسق لفظه.

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٢٦ قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي. حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام الدستوائي فذكره.

وأخرجه في الأسماء والصفات ( ١ / ٣١٣ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني عبيد الله بن محمد الكعبي ، حدثنا محمد بن أيوب ، أنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام فذكره. وأخرجه ( ٢ / ٤٣ ) قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد ابن الأعرابي ، حدّثنا الحسن بن محمد بن الصبّاح الزعفراني ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا هشام فذكره مختصرا.

[٢٤٩] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٥٦

المقري ، أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا محمد بن بشر ، حدّثنا أبو حيّان ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة فقال : « أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ، ألا ترون ما بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم ، فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر وخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا (١) لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته. نفسي نفسي ، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح أنت أول الرّسل إلى الأرض (٢). وسمّاك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته (٣). نفسي نفسي ، اذهبوا إلى

__________________

(١) قال النووي في شرح مسلم ( ٣ / ٦٨ ـ ٦٩ ) : المراد بغضب الله تعالى ما يظهره من انتقامه ممّن عصاه ، وما يرونه من أليم عذابه ، وما يشاهده أهل الجمع من الأهوال التي لم تكن ولا يكون بعده مثلها ، ولا شك في أن هذا كله لم يتقدّم قبل ذلك اليوم مثله ، ولا يكون بعده مثله ، فهذا معنى غضب الله تعالى ، كما أن رضاه ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغيّر في الغضب والرضا.

(٢) انظر شرح الحديث السابق.

(٣) قال النووي في شرح مسلم ( ١٥ / ١٢٤ ) : الكذبات المذكورة إنما هي بالنسبة إلى فهم المخاطب والسامع ، وأما في نفس الأمر فليست كذبا مذموما لوجهين : أحدهما أنه ورّى بها فقال في سارة أختي في الإسلام وهو صحيح في باطن الأمر ، والوجه الثاني أنه لو كان كذبا لا تورية فيه لكان جائزا في دفع الظالمين ، وقد اتفق الفقهاء على

١٥٧

غيري ، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت رسول الله فضّلك الله برسالته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها. نفسي نفسي ، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله ، وكلّمت الناس فى المهد ، وكلمة منه ألقاها إلى مريم ، وروح الله وكلمته اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، ولم يذكر ذنبا. نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتوني فيقولون : يا محمد أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين ، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي باب العرش فأقع ساجدا لربي عزّ وجل ، ثم يفتح الله عزّ وجل لي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى ».

رواه مسلم (٤) في الصحيح ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وأخرجه

__________________

أنه لو جاء ظالم يطلب إنسانا مختفيا ليقتله ، أو يطلب وديعة للإنسان ليأخذها غصبا وسأل عن ذلك وجب على من علم ذلك إخفاؤه وإنكار العلم به ، وهذا كذب جائز ، بل واجب لكونه في دفع الظالم.

وقال القاضي عياض فيما نقله عنه النووي ( ٣ / ٥٤ ـ ٥٥ ) : وانظر هذه الخطايا التي ذكرت للأنبياء من أكل آدم عليه الصلاة والسلام من الشجرة ناسيا ، ومن دعوة نوح عليه‌السلام على قوم كفّار ، وقتل موسى صلى الله عليه وسلم لكافر لم يؤمر بقتله ، ومدافعة إبراهيم صلى الله عليه وسلم الكفّار بقول عرّض به هو فيه من وجه صادق. وهذه كلها في حق غيرهم ليست بذنوب ، لكنهم أشفقوا منها إذ لم تكن عن أمر الله تعالى ، وعتب على بعضهم فيها لقدر منزلتهم من معرفة الله تعالى.

(٤) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.

١٥٨

البخاري (٥) من وجه آخر عن أبي حيّان.

[٢٥٠] ـ عن حماد بن زيد ، عن معبد بن هلال العنزي قال : انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت ، فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى ، فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه ، وأجلس ثابتا معه على سريره ، فقال له : يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدّثهم حديث الشفاعة قال : حدّثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : « إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض. فيأتون آدم فيقولون له : اشفع لذريتك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم عليه‌السلام ، فإنه خليل الله. فيأتون إبراهيم فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى عليه‌السلام فإنه كليم الله. فيؤتى موسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى عليه‌السلام فإنه روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم.

فأوتى فأقول : أنا لها. فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي (١) ، فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله. ثم أخرّ له ساجدا فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفّع. فأقول : رب أمّتي ، أمّتي.

فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من برّة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثم أرجع إلى ربي (٢) فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخرّ له

__________________

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء : باب قول الله تعالى : ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) ذكره إلى قوله : « اذهبوا إلى موسى » وقال : تابعه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه في تفسير سورة الكهف : باب ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً ).

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ( ٥ / ٤٧٦ ).

وأخرجه في الأسماء والصفات ( ٢ / ٤٤ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أنا محمد بن عبيد الطنافسي ، حدثنا أبو حيّان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة فذكره مختصرا.

قال البيهقي في الشعب ( ٢ / ١٢٧ ) وهذا الحديث يجمع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم الذي بلغوا فيه من الغمّ والكرب ما لا يطيقون من طول القيام في الشمس ، ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمته.

[٢٥٠] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) انظر شرحه في الحديث السابق.

(٢) قال البيهقي في الأسماء والصفات ( ٢ / ٥٦ ) يعني إلى مساءلة ربي. أو إلى المقام نفسه الذي يسمع فيه خطابه.

١٥٩

ساجدا. فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفّع. فأقول : أمّتي ، أمّتي. فيقال لي : انطلق فمن كان في قلبه ادنى أدنى أدنى من مثقال حبّة من خردل من إيمان فأخرجه من النار ، فأنطلق فأفعل. هذا حديث أنس الذي أنبأنا به.

فخرجنا من عنده ، فلما كنا بظهر الجبّان قلنا : لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه وهو مستخف في دار أبي خليفة. قال : فدخلنا عليه فسلّمنا عليه فقلنا : يا أبا سعيد جئنا من عند أخيك أبي حمزة ، فلم نسمع مثل حديث حدّثناه في الشفاعة. قال : هيه ، فحدّثناه الحديث فقال : هيه ، قلنا : ما زادنا! قال : قد حدّثنا به منذ عشرين سنة وهو يومئذ جميع (٣) ، ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدّثكم فتتكلوا. قلنا له : حدّثنا. فضحك وقال : خلق الإنسان من عجل. ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه : « ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فاحمده بتلك المحامد ، ثم أخرّ له ساجدا فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفّع. فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلاّ الله. قال : ليس ذاك لك ، ولكن وعزّتي وكبريائي وعظمتي وجبريائي لأخرجنّ من قال : لا إله إلاّ الله ».

قال : فأشهد على الحسن أنه حدّثنا به أنه سمع أنس بن مالك ، أراه قال : قبل عشرين سنة ، وهو يومئذ جميع (٤).

[٢٥١] ـ أخبرنا ابو الحسن علي بن محمد المقري ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدّثنا يوسف بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن أبي بكر ، حدّثنا معتمر بن

__________________

(٣) قال الحافظ في الفتح ( ١١ / ٤٠٦ ) : أي مجتمع العقل ، وهو إشارة إلى أنه كان حينئذ لم يدخل في الكبر الذي هو مظنّة تفرّق الذهن وحدوث اختلال الحفظ.

(٤) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد : باب كلام الرب عزّ وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم. من طريق سليمان بن حرب عن حمّاد بن زيد.

وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب ادنى أهل الجنة منزلة فيها.

[٢٥١] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٦٠