استدراكات البعث والنّشور

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

استدراكات البعث والنّشور

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: دار الفكر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥١

قال مسروق : فما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث إلا ضحك ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن لقد حدّثت هذا الحديث مرارا فكلما بلغت هذا المكان من الحديث ضحكت ، فقال عبد الله : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدّثه مرارا فما بلغ هذا المكان من الحديث إلا ضحك حتى تبدو لهاته ، ويبدو آخر ضرس من أضراسه لقول الإنسان : أتهزأ بي وأنت ربّ العالمين ، فيقول : لا ولكني على ذلك قادر (١).

[١٨٥] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ابنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدّثني أبي سعد بن محمد ، حدّثني عمّي الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد ، حدّثني أبي الحسن بن عطيّة ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا ، فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه ، وكان النور دليلا لهم من الله إلى الجنة ، فلما رأى المنافقون المؤمنين انطلقوا إلى النور تبعوهم ، فأظلم الله على المنافقين ، فقالوا حينئذ : ( انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ) فإنّا كنّا معكم في الدنيا ، قال المؤمنون : ( ارْجِعُوا وَراءَكُمْ )

__________________

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٨٩ ـ ٥٩٠ ـ ٥٩١ ـ ٥٩٢ ) بأطول مما هنا وقال : رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات غير أنهما لم يخرجا أبا خالد الدالاني في الصحيحين لما ذكر من انحرافه عن السنّة في ذكر الصحابة ، فأما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والإتقان ، والحديث صحيح ولم يخرجاه ، وأبو خالد الدالاني ممّن يجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة. وتعقبه الذهبي فقال : ما أنكره حديثا على جودة إسناده ، وأبو خالد شيعي منحرف.

وقد أورده المصنّف في البعث ص ـ ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، وفيه لفظة مخالفة لما في القرآن وهي قول كعب في آخره وهو مشهور في روايته عن الكتب القديمة قال كعب : والذي نفسي بيده إن لجهنم يوم القيامة زفرة ما من ملك مقرّب ولا نبي مرسل إلا يخرّ لركبتيه ، حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول : نفسي نفسي ، حتى لو كان لك عمل سبعين نبيّا لظننت أنك لا تنجو. فهذا الكلام مخالف لقول الله تعالى : ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ).

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ٩ / ٤١٦ ـ ٤١٧ ـ ٤١٨ ـ ٤١٩ ـ ٤٢٠ ـ ٤٢١ ). من طريق أبي غسان النهدي ، ومن طريق إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحرّاني التي في البعث ص ـ ٢٥٢. وانظر بقية تخريجه هناك.

وأخرجه ابن عديّ في الكامل ( ٥ / ١٨٩٧ ) من طريق أبي طيبة عن كرز بن وبرة عن نعيم بن أبي هند عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وقال : وهذه الأحاديث لكرز بن وبرة يرويها أبو طيبة وهي كلها غير محفوظة.

[١٨٥] الدرّ المنثور ( ٨ / ٥٣ ). البدور السافرة ص ـ ٧٥.

١٢١

( فَالْتَمِسُوا نُوراً ) (١) من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا من هنالك النور (٢).

[١٨٦] ـ عن عتبة بن يقظان ، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عزّ وجل : ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى ) (٣)

قال : ليس أحد من الموحّدين إلا يعطى نورا يوم القيامة فأما المنافق فيطفأ نوره والمؤمن مشفق مما رأى من إطفاء نور المنافق فهو يقول : ( رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا ) (٤).

[١٨٧] ـ عن حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه قال : يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حدّ السيف المرهف ، مدحضة مزلّة ، عليه كلاليب يخطف بها ، فممسك يهوي فيها ويستبقون عليه بأعمالهم ، فمنهم من شدّه كالبرق فذاك الذي لا ينشب أن ينجو ، ومنهم من شدّه كالريح ، ومنهم من شدّه كالفرس الجواد ، ومنهم من شدّه كهرولة الرجل ، ثم كرمل الرجل ، ثم كمشي الرجل ، وآخر من يدخل الجنة رجل لوّحته النار فيقول الله : سل وتمن ، فيقول : يا رب أتسخر مني وأنت ربّ العالمين؟ فيقول : إني لا أسخر منك ، ولكني على ما أشاء قادر فسل وتمن ، فإذا فرغ قال : لك ما سألت ومثله معه (٥).

__________________

(١) الحديد : ١٣.

(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٢٧ / ١٢٩ ).

وأخرجه ابن مردويه كما في الدرّ.

[١٨٦] الدرّ المنثور ( ٨ / ٢٢٨ ). البدور السافرة ص ـ ٧٤.

(١) التحريم : ٨.

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٤٩٥ ـ ٤٩٦ ) قال : حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا أبو يحيى الحمّاني ، حدثنا عتبة بن يقظان فذكره وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال : عتبة واه.

[١٨٧] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٨٥ ). البدور السافرة ص ـ ٧٦.

(١) أخرجه الطبراني في الكبير ( ٩ / ٢٣٠ ). قال في المجمع ( ١٠ / ٣٦٠ ) : ورجاله رجال الصحيح غير عاصم وقد وثّق.

قال المنذري ( ٤ / ٤٢٦ ) رواه الطبراني بإسناد حسن ، وليس في أصلي رفعه.

١٢٢

[١٨٨] ـ عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود في قوله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) (١) قال : الصراط على جهنم مثل حدّ السيف ، فتمرّ الطبقة الأولى كالبرق ، والثانية كالريح ، والثالثة كأجود الخيل ، والرابعة كأجود البهائم ، ثم يمرّون والملائكة يقولون : اللهمّ سلم سلم (٢).

[١٨٩] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدّثنا أبو سعيد المؤدب عن زياد النميري ، عن أنس بن مالك ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « الصراط كحدّ الشعرة ، أو كحدّ السيف ، وإن الملائكة ينجون المؤمنين والمؤمنات ، وإن جبريل عليه الصلاة والسلام لآخذ بحجزتي وإني لأقول : يا رب سلم سلم ، فالزالّون والزالاّت يومئذ كثير » (٣).

[١٩٠] ـ أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدّثنا إسماعيل بن محمد ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ، حدّثنا سعيد بن زربي عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم : « على جهنم جسر مجسور ، أدقّ من

__________________

[١٨٨] البدور السافرة ص ـ ٧٦. التخويف من النار ص ـ ١٨٥. شعب الإيمان ( ٢ / ٢٥٧ ).

(١) مريم : ٧١.

(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٦ / ٨٣ ).

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦ ). قال : أخبرنا محمد بن إسحاق الصفار ، حدثنا أحمد بن نصر ، حدثنا عمرو بن طلحة القناد ، أنبأ إسرائيل فذكره وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقرّه الذهبي في التلخيص.

[١٨٩] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٨٥ ). البدور السافرة ص ـ ٧٦. التخويف من النار ص ـ ١٨٤. فتح الباري ( ١١ / ٣٨٣ ).

(١) أورده المصنّف في الشعب ( ٢ / ٢٤٨ ). وقال : رواية ضعيفة.

قال الحافظ في الفتح : وصله البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مجزوما به ، وفي سنده لين.

[١٩٠] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ٨٥ ). التخويف من النار ص ـ ١٨٤ ـ ١٨٥. شعب الإيمان ( ٢ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ).

١٢٣

الشعرة وأحدّ من السيف ، أعلاه نحو الجنة ، دحض مزلّة ، بجنبتيه كلاليب وحسك من النار ، يحبس الله بها من يشاء من عباده ، الزالّون. والزالاّت يومئذ كثير ، والملائكة بجانبيه ينادون : اللهمّ سلم سلم ، فمن جاء بحق يومئذ جاز ، ويعطون النور يومئذ على قدر أعمالهم ، فمنهم من يمضي عليه كلمح البرق ، ومنهم من يمضي عليه كمرّ الريح ، ومنهم من يمضي عليه كمرّ الفرس السابق ، ومنهم من يشتدّ عليه شدّا ، ومنهم من يهرول ، ومنهم من يعطى نوره إلى موضع قدميه ، ومنهم من يحبو حبوا ، وتأخذ النار منهم بذنوب أصابوها ، فعند ذلك يقول المؤمن : بسم الله ، حس حس ، ويلتوى ، وهي تحرق من شاء منهم على قدر ذنوبهم » (١).

قال الشيخ : زياد النميري ويزيد الرقاشي ، وسعيد بن زربي ليسوا بأقوياء.

[١٩١] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حدثنا أبو الحسن بن عبدوس ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ) (٢) قال : يدفعون (٣).

[١٩٢] ـ عن موسى بن أنس ، عن عبيد بن عمير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « الصراط على جهنم مثل حرف السيف ، بجنبتيه الكلاليب والحسك ، فيركبه الناس فيختطفون ، والذي نفسي بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر » (٤).

__________________

(١) قال البيهقي في شعب الإيمان : وهذا إسناد ضعيف ، غير أن ما روي فيه موجود في الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذكر الصراط وقد ذكرناها في كتاب البعث.

[١٩١] تغليق التعليق ( ٣ / ٥٠٩ ).

(١) الطور : ١٣.

(٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ٢٧ / ١٤ ).

[١٩٢] الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٢٩ ). التخويف من النار ص ـ ١٨٥. البدور السافرة ص ـ ٧٦.

(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد ص ـ ١٢٠ ، من زوائد نعيم بن حماد على المروزي من طريق هشام بن حسان عن موسى بن أنس.

وأخرجه ابن أبي الدنيا وزاد فيه : والملائكة على جنبتيه يقولون : ربّ سلم سلم. كما في فتح الباري ( ١١ / ٣٨٣ ) وكما في البدور السافرة.

١٢٤

[١٩٣] ـ عن عبيد بن عمير قال : إن الصراط مثل حدّ السيف ، دحض مزلّة يتكفأ ، والملائكة والأنبياء قياما يقولون ، ربّ سلم سلم ، والملائكة يخطفون بالكلاليب. (١)

[١٩٤] ـ أخبرنا أبو علي بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي بها ، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي ، قال يعقوب بن سفيان : حدّثنا سليمان بن حرب أبو أيوب الواشحي ، حدثنا غالب بن سليمان أبو صالح ، عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سميّة قال : اختلفنا هاهنا في الورود فقال بعضنا : لا يدخلها مؤمن ، وقال بعضهم : يدخلونها جميعا ( وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا ) (٢) فلقيت جابر بن عبد الله فقلت له : إنّا اختلفنا فيها بالبصرة فقال بعضنا : لا يدخلها مؤمن ، وقال بعضنا : يدخلونها جميعا ، فأهوى بإصبعيه إلى أذنيه فقال : صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله يقول : « الورود الدخول ، لا يبقى برّ ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم ، حتى إن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيّا (٣).

__________________

قال المنذري وابن حجر : مرسل.

[١٩٣] البدور السافرة ص ـ ٧٦. الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٢٩ ). التخويف من النار ص ـ ١٨٥.

(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٧ / ٥٩ ) كتاب ذكر النار من حديث عبد الله بن نمير عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير.

[١٩٤] الدرّ المنثور ( ٥ / ٥٣٥ ). الترغيب والترهيب ( ٤ / ٤٢٧ ). البدور السافرة ص ـ ٧٨. إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٨٤ ). شعب الإيمان ( ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ).

(١) الزمر : ٦١.

(٢) أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( ٣ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ) من طريق سليمان بن حرب. قال المنذري : ورواته ثقات ، والبيهقي بإسناد ( حسّنه ). وقال ابن رجب في التخويف ص ـ ١٩٧ ، وأبو سميّة لا ندري من هو.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٨٧ ) عن كثير بن زياد أبي سهل ، عن منية الأزدية ، عن عبد الرحمن بن شيبة ، عن جابر به. وصحّحه ووافقه الذهبي.

وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ص ـ ٢٥.

وأخرجه ابن ماجه في التفسير ، والبخاري في التاريخ كما في تهذيب الكمال ( ٣ / ١٦١٢ ).

وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه كما في الدرّ. قال في الشعب : هذا إسناد حسن ذكره البخاري في التاريخ.

١٢٥

[١٩٥] ـ عن أسباط ، عن عبد الملك ، عن عبيد الله ، عن مجاهد قال : كنت عند ابن عبّاس فأتاه رجل يقال له أبو راشد وهو نافع بن الأزرق فقال له : يا ابن عباس أرأيت قول الله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ) قال : أما أنا وأنت يا أبا راشد فسنردها ، فانظر هل نصدر عنها أم لا (١).

[١٩٦] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ابنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدّثني أبي سعد بن محمد ، حدّثني عمّي الحسين بن الحسن بن عطيّة ، حدّثني أبي الحسن بن عطيّة ، عن أبيه عطيّة العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) فقال : يعني البرّ والفاجر ، ألم تسمع إلى قول الله تعالى لفرعون : ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) (٢) ، وقال : ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ) (٣) فسمّى الورود في النار دخولا ، وليس بصادر (٤).

[١٩٧] ـ عن داود بن الزبرقان ، عن السدّي ، عن مرّة الهمداني ، عن ابن مسعود ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) قال : يدخلونها ، أو قال : يلجونها ثم يصدرون منها بأعمالهم (٥).

__________________

[١٩٥] الدرّ المنثور ( ٥ / ٥٣٥ ). البدور السافرة ص ـ ٧٨. شعب الإيمان ( ٢ / ٢٥٦ ).

(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٦ / ٨٤ ).

وأخرجه عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو عن ابن عباس بنحوه.

وأخرجه سعيد بن منصور وهنّاد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدرّ.

[١٩٦] البدور السافرة ص ـ ٧٨.

(١) هود : ٩٨.

(٢) مريم : ٨٦.

(٣) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٦ / ٨٢ ).

[١٩٧] شعب الإيمان ( ١٢ / ٢٥٧ ).

(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٩ / ٨٣ ).

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٨٧ ) قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الجراح العدل بمرو ، حدثنا يحيى بن ساسويه ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا داود بن الزبرقان فذكره. وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي فقال : داود تركه أبو داود.

١٢٦

[١٩٨] ـ عن داود بن الزبرقان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن مرّة الهمداني عن ابن مسعود في قول الله عزّ وجل : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) قال : وإن منكم إلاّ داخلها ، ( كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ) ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيّا (١).

[١٩٩] ـ عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : بكى عبد الله بن رواحة في مرضه ، فبكت امرأته ، فقال : ما يبكيك؟ قالت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال ابن رواحة : إني أعلم أني وارد النار ، ولا أدري أناج منها أم لا (٢).

[٢٠٠] ـ عن عكرمة في قوله عزّ وجل : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) قال : الدخول.

[٢٠١] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم بن أبي إياس قال ابنا إسرائيل عن جابر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) قال : لا يبقى أحد إلا دخلها ، ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا ) وقال : رأيت الصالحين يقولون : اللهمّ نجّنا من جهنم سالمين مسلمين (٣)

__________________

[١٩٨] البدور السافرة ص ـ ٨٧.

(١) انظر التخريج السابق.

[١٩٩] شعب الإيمان ( ٢ / ٢٥٦ ).

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٨٨ ) من طريقين عن إسماعيل وصححهما على شرط الشيخين وقال الذهبي : فيه إرسال.

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٦ / ٨٢ ـ ٨٣ ).

وأخرجه أحمد في الزهد ص ـ ٢٠٠ من طريق وكيع عن إسماعيل.

وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص ـ ١٠٤.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٧ / ١٣٠ ) كتاب الزهد : كلام عبد الله بن رواحة رضي‌الله‌عنه

[٢٠٠] البدور السافرة ص ـ ٧٨.

[٢٠١] البدور السافرة ص ـ ٧٨.

(١) انظر تفسير مجاهد ( ١ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ).

١٢٧

[٢٠٢] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم بن أبي إياس ، قال ابنا ورقاء : قال : أخبرنا مسلم الأعور عن مجاهد في قوله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) قال : يعني داخلها (١).

[٢٠٣] ـ عن شعبة ، عن عبد الله بن السائب ، عن رجل سمع ابن عباس يقرؤها ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) هم الكفّار ، قال : لا يردها مؤمن (٢).

[٢٠٤] ـ عن السدّي قال : سألت مرة الهمداني عن قول الله عزّ وجل : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) فحدّثني أن عبد الله بن مسعود حدّثهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يرد الناس النار ، ثم يصدرون بأعمالهم ، فأوّلهم كلمح البرق ، ثم كالريح ، ثم كحضر الفرس ، ثم كالراكب في رحله ، ثم كشدّ الرجل ، ثم كمشيه » (٣).

__________________

[٢٠٢] البدور السافرة ص ـ ٧٨.

(١) أخرجه الإمام مجاهد في تفسيره ( ١ / ٣٨٩ ).

[٢٠٣] البدور السافرة ص ـ ٧٨. شعب الإيمان ( ٢ / ٢٥٦ ). قال في الشعب : هذا منقطع.

(١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ( ١٦ / ٨٣ ).

[٢٠٤] البدور السافرة ص ـ ٧٨. شعب الإيمان ( ٢ / ٢٥٧ ).

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب التفسير : باب تفسير سورة مريم : من طريق عبد بن حميد ، عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدّي وقال : حديث حسن ، ورواه شعبة عن السدّي فلم يرفعه ، حدّثنا محمد بن يحيى ، حدّثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا شعبة فذكره. ثم قال : حدّثنا محمد بن بشّار ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن السدّي بمثله ، قال عبد الرحمن : قلت لشعبة : إن إسرائيل حدّثني عن السدّي عن مرّة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال شعبة : وقد سمعته من السدّي مرفوعا ، ولكني عمدا أدعه.

وأخرجه أحمد في مسنده ( ١ / ٤٣٥ ) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي مرفوعا.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧ ) قال : حدّثني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن السدّي فذكره. وصحّحه على شرط مسلم وأقرّه الذهبي. وقال : وقد رواه شعبة عن إسماعيل السدّي حدّثناه أحمد بن كامل القاضي أنبأ أبو بكر بن أبي العوّام ، حدثنا سعيد بن عامر ، حدثنا شعبة فذكره.

وأخرجه الدارمي في مسنده ( ٢ / ٣٢٩ ) من طريق عبيد الله بن موسى.

١٢٨

[٢٠٥] ـ عن الأشجعي ، عن سفيان ، عن ثور ، عن خالد بن معدان قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا : ربنا ألم تعدنا أن نرد النار؟ قال : بلى ، ولكنكم مررتم عليها وهي خامدة (١).

[٢٠٦] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدثنا إبراهيم بن الحسين ، حدثنا آدم بن أبي إياس قال ابنا المبارك بن فضالة : عن الحسن قال : الورود الممرّ عليها ، من غير أن يدخلها (٢).

تنبيه : أورد البيهقي في شعب الإيمان أحاديث عدة في الصراط والورود شأنها أن تكون في كتاب البعث ، إلا أني لم أجد من عزاها لكتاب البعث إما لكونها في الصحيحين أو للاكتفاء بالعزو لكتاب الشعب ، قال : وقد أخبرنا أبو الحسن المقرئ ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدّثنا يوسف بن يعقوب ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدّثنا مهدي بن ميمون ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف قال : كنّا جلوسا مع عبد الله بن سلام فذكر الحديث إلى أن قال : وإن أكرم الخلائق على الله تعالى أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض ، فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخلائق أمة أمة ونبيّا نبيا ، ثم يوضع الجسر على جهنم ، ثم ينادي مناد : أين أحمد وأمته؟ فيقوم وتتبعه أمته برّها وفاجرها ، فيأخذون الجسر ، فيطمس الله أبصار أعدائه فيتهافتون فيها من يمين وشمال ، وينجو النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه ،

__________________

[٢٠٥] البدور السافرة ص ـ ٧٨.

(١) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ( ٥ / ٢١٢ ) من طريق إسحاق بن راهويه عن عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد.

وأخرجه ابن المبارك ص ـ ١٢٢ ، من طريق سفيان عن رجل عن خالد بن معدان.

وأخرجه الطبري في تفسيره ( ١٦ / ٨٢ ) عن طريق الحسن بن عرفة قال : حدثنا مروان بن معاوية عن بكّار بن أبي مروان عن خالد بن معدان.

[٢٠٦] البدور السافرة ص ـ ٧٨.

(١) انظر تفسير مجاهد ( ١ / ٣٨٩ ).

١٢٩

وتتلقاهم الملائكة وثبا ، يرونهم منازلهم من الجنة : على يمينك ، على يسارك على يمينك ، على يسارك ، ثم ذكر مرور كل نبي وأمته.

وقال :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا سفيان عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلّة القسم ». ثم قرأ سفيان : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ).

قال البيهقي رحمه‌الله وهو مخرج في الصحيح ، وفي رواية مالك عن الزهري في هذا الحديث : « فتمسّه النار إلا تحلّة القسم » (١)

وقال في الشعب وكذا في الأسماء والصفات ( ١ / ٢٧٣ ).

ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدّثنا حجاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : « لا يدخل النار إن شاء الله أحد من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها ». قالت : بلى يا رسول الله ، فانتهرها ، فقالت حفصة : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « فقد قال الله عز وجل : ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا ).

رواه مسلم في الصحيح ، عن هارون بن عبد الله ، عن حجاج بن محمد.

__________________

(١) قال ابن عبد البر في التمهيد ( ٦ / ٣٦١ ) وقد يحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم : « إلاّ تحلة القسم ». استثناء منقطعا ـ بمعنى : لكن تحلة القسم. وهذا معروف في اللغة ، وإذا كان ذلك كذلك ، فقوله : « لن تمسه النار إلاّ تحلة القسم ». أي : لا تمسه النار أصلا ـ كلاما تاما ـ ثم ابتداء : « إلاّ تحلة القسم » أي : لكن تحلة القسم لا بدّ منها في قول الله عزّ وجل : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) وهو الجواز على الصراط أو الرؤية ، والدخول دخول سلامة فلا يكون في شيء من ذلك سبيل يؤذي.

١٣٠

باب ما جاء في الشفاعة

[٢٠٧] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس [ بن يعقوب ] ، حدّثنا العباس الدوري ، حدّثنا محمد بن عبيد ، حدّثنا داود ( ح ). وحدّثنا أبو عبد الرحمن السلمي ، حدّثنا جدّي أبو عمرو ، حدّثنا محمد بن موسى الحلواني ، حدّثنا عمرو بن علي ، حدّثنا وكيع بن الجراح ، حدّثنا داود الزعافري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « المقام المحمود الشفاعة ».

وفي رواية محمد بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (٢) ، قال : « هو المقام الذي يشفع فيه لأمّته » (٣).

__________________

[٢٠٧] شعب الإيمان ( ٢ / ١١٠ ـ ١٤٤ ). تخريج أحاديث الشفاء ص ـ ١٠٧.

(١) أخرجه الترمذي في جامعه كتاب التفسير : باب تفسير سورة الإسراء. قال : حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا داود. وقال : هذا حديث حسن. وداود الزعافري هو داود الأودي بن يزيد بن عبد الله ، وهو عمّ عبد الله بن إدريس.

ومن طريق وكيع أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٤ / ٤٤٤ ـ ٤٧٨ ).

وأخرجه من طريق وكيع أبو نعيم في الحلية ( ٨ / ٣٧٢ ).

ومن طريق وكيع أخرجه الطبري في تفسيره ( ١٥ / ٩٨ ).

وأخرجه السهمي في تاريخ جرجان ص ـ ١٩٥ ـ ١٩٦.

(٢) الإسراء : ٧٩.

(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٢ / ٤٤١ ـ ٥٢٨ ) من طريق محمد بن عبيد ومن طريق محمد بن عبيد أخرجه ابن المبارك في الزهد ص ـ ٤٦٣.

وأخرجه بنحو هذا اللفظ ابن جرير في تفسيره ( ١٥ / ٩٩ ) من طريق مكّي بن إبراهيم عن داود.

وبلفظ الطبري أخرجه الدولابي في الكنى ( ٢ / ١٦٤ ) من طريق المعافي بن عمران.

وأخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه كما في الدرّ المنثور ( ٥ / ٣٢٤ ).

١٣١

[٢٠٨] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة في المسند ، حدّثنا وكيع عن إدريس (١) الأودي عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال : « الشفاعة ».

ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر بن داود قال : سمعت عبدان يقول : هذه مما أنكروا علينا ، حدّثنا أبو بكر في كتاب التفسير ، حدّثنا وكيع عن داود الزعافري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) قال : « الشفاعة ».

قال البيهقي رحمه‌الله ، إنما أنكروا عليه في الرواية الأولى لتفرّده بها (٢) ، وإن سائر الناس رووه عن وكيع عن داود.

[٢٠٩] ـ عن آدم بن علي قال : سمعت ابن عمر يقول : يصير الأمم يوم القيامة جثى كل أمة تلجأ إلى نبيّها ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمته ، فيوافي بهم على كوم على الأمم كلها ، فيقال : يا فلان اشفع ، فيردّها بعضهم إلى بعض ، حتى ينتهون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله عزّ وجل : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (٣).

__________________

[٢٠٨] شعب الإيمان ( ١٢ / ١١٠ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٥٠ قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ، عن داود الأودي.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ( ٦ / ٣١٩ ) قال : حدّثنا وكيع عن داود الأودي.

(٢) قال البيهقي في دلائل النبوّة ( ٥ / ٤٨٤ ) ، حدّثنا عبدان الأهوازي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة في المسند أنبأنا وكيع عن إدريس.

[٢٠٩] شعب الإيمان ( ٢ / ١١٠ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير : باب تفسير قوله : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) من سورة الإسراء. قال حدّثنا إسماعيل بن أبان ، حدّثنا أبو الأحوص ، عن آدم بن علي فذكره أخصر مما هاهنا.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب التفسير. عن العباس بن عبد الله بن العباس ، عن سعيد بن منصور ، عن أبي الأحوص به مرفوعا كما في تحفة الأشراف ( ٥ / ٣١٨ ).

وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان ( ٢ / ٨٧١ ) قال : أنبأ أحمد بن محمد بن عبد السلام البيروتي ، حدثنا يوسف بن

١٣٢

[٢١٠] ـ أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا سالم أبو حماد ، عن السدّي ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي من الأنبياء : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، ولم يكن نبي من الأنبياء يصلي حتى يبلغ محرابه ، وأعطيت الرعب مسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين مسيرة شهر فيقذف الله الرعب في قلوبهم ، وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه ، وبعثت أنا إلى الجن والإنس ، وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله ، وأمرت أنا أن أقسمها في فقراء أمتي ، ولم يبق نبي إلا أعطي سؤله وأخّرت شفاعتي لأمتي » (١).

[٢١١] ـ عن أبي إسحاق ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة بن اليمان سمعته يقول في قول الله عزّ وجل : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (٢) قال : يجمع الله الناس في صعيد واحد ويسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا لا تكلّم نفس إلا بإذنه ، قال : فينادى يا محمد ، فيقول : لبّيك وسعديك والخير في يديك والشرّ ليس إليك ، المهدي من هديت وعبدك بين يديك ، وبك وإليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تباركت وتعاليت سبحانك ربّ البيت ،

__________________

يزيد ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا أبو الأحوص. وقال : أنبأ محمد بن الحسين بن الحسن ، حدثنا أحمد بن يوسف ( ح ) وأنبأ محمد بن أيوب حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، حدثنا إسرائيل ، حدثنا آدم بن علي فذكره وقال : رواه عبيد الله وعمرو العنقزي ، ورواه سفيان الثوري عن آدم بن علي.

وأخرجه الطبري في تفسيره ( ٥ / ٩٩ ) من طريق محمد بن بشّار عن أبي عامر ، عن إبراهيم بن طهمان عن آدم بن علي.

[٢١٠] إتحاف السادة المتّقين ( ١٠ / ٤٨٨ ).

(١) أخرجه المصنّف في دلائل النبوّة ( ٥ / ٤٧٤ ) قال : أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي فذكره. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير ( ٤ / ١١٤ ) قال : قال لي محمد بن مهران أنا عبيد الله فذكره إلى قوله : « في قلوبهم ».

وأخرجه في السنن الكبرى ( ٢ / ٤٣٣ ).

[٢١١] تخريج أحاديث الشفاء ص ـ ١٠٨. شعب الإيمان ( ٢ / ١١٠ ـ ١٤٤ ). الدرّ المنثور ( ٥ / ٣٢٥ ).

(١) الإسراء : ٧٩.

١٣٣

فذلك المقام المحمود (١).

[٢١٢] ـ أخبرنا أبو حازم الحافظ ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، أخبرنا

__________________

(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى كتاب التفسير عن إسماعيل بن مسعود عن خالد بن الحارث ، عن شعبة عن أبي إسحاق عنه به موقوفا. قال الحافظ في الفتح ( ٨ / ٣٢٢ ) بإسناد صحيح. انظر تحفة الأشراف ( ٣ / ٤٣ ).

وأخرجه الحاكم في المستدرك ( ٣ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ) قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي حدثنا سعيد بن مسعود حدثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل ، حدثنا أبو إسحاق فذكره. وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة إنما أخرج مسلم حديث أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة : « ليخرجنّ من النار » فقط. وأقرّه الذهبي في التلخيص.

وأخرجه ( ٤ / ٥٧٣ ) قال : أخبرني أبو بكر بن المؤمل ، حدثنا الفضيل بن محمد الشعراني ، حدثنا النفيلي ، حدثنا موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم فذكره بنحوه.

وأخرجه الطيالسي في مسنده ص ـ ٥٥ ، من طريق شعبة.

ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في الحلية ( ١ / ٢٧٨ ).

قال حدّثنا : عبد الله بن جعفر ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود فذكره.

وقال : رفعه عن أبي إسحاق جماعة.

وأخرجه البزار كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٦٧ ) قال الهيثمي ( ١٠ / ٣٧٧ ) ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان ( ٢ / ٨٧٢ ) قال : أنبأ عبد الرحمن بن يحيى ومحمد بن حمزة قالا : حدثنا يونس حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي إسحاق فذكره. وقال : حدثنا محمد بن سعيد حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي حدثنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة نحوه. وقال : أنبأ عبد الله بن محمد بن الحارث حدثنا محمد بن يزيد حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق. وقال : أنبأ عبد الله بن إبراهيم حدثنا أبو مسعود أنبأ عبد الرزاق بن همّام حدثنا سفيان عن أبي إسحاق.

وأخرجه ابن أبي شيبة فى المصنف ( ٦ / ٣١٩ ) كتاب الفضائل : باب ما أعطي محمد صلى الله عليه وسلم.

وعزاه الحافظ في المطالب ( ٤ / ٣٨٧ ) لمسدد ولابن أبي عمر.

وأخرجه الطبري في تفسيره ( ١٥ / ٩٧ ) قال : حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان عن أبي إسحاق. وقال : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق. وقال : حدّثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر والثوري عن أبي إسحاق. وقال : حدّثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن أبي إسحاق.

وأخرجه ابن المنذر وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق كما في الدرّ.

قال ابن أبي حاتم في العلل ( ٢ / ٢١٧ ) سألت أبي عن حديث رواه حمّاد بن سلمة عن عبد الله بن المختار عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة عن النبي فذكره. قال : قال أبي : لا يرفع هذا الحديث إلا عبد الله بن المختار ، وموقوف أصح. أخرجه مرفوعا من طريق عبد الله بن المختار ابن أبي عاصم في السنّة ص ـ ٣٥٣.

[٢١٢] شعب الإيمان ( ٢ / ١١٠ ـ ١٤٤ ).

١٣٤

إبراهيم بن علي ، أخبرنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا هشيم ، عن سيار ، عن يزيد الفقير ، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة. وبعثت إلى كل أحمر وأسود (١). وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي. وجعلت لي الأرض طيبة وطهورا ومسجدا فأيّما رجل أدركته الصلاة صلّى حيث كان. ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر. وأعطيت الشفاعة » (٢).

[٢١٣] ـ أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، حدّثنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدّثنا الكديمي ، حدّثنا محمد بن خالد بن عثمة ، حدّثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الزّهري ، عن علي بن الحسين قال : حدّثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « تمدّ الأرض يوم القيامة لعظمة الرحمن جلّ ثناؤه ، ولا يكون فيها لأحد إلا موضع قدمه ، فأكون أول من يدعى ، فأجد جبريل عليه‌السلام قائما عن يمين الرحمن ، لا والذي نفسي بيده ما رأى الله قبلها ، قال : فأقول : يا رب إن هذا جاءني فزعم أنك أرسلته إليّ. قال : وجبريل ساكت. قال : فيقول عزّ وجل : صدق أنا أرسلته إليك ، حاجتك؟ فأقول : يا رب إني تركت عبادا من عبادك قد عبدوك في أطراف البلاد ، وذكروك في شعب الآكام ، ينتظرون جواب ما أجيء به من عندك ، فيقول : أما إني لا أخزيك فيهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهذا المقام المحمود الذي قال الله عزّ وجل : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (٣).

__________________

(١) قال الحافظ في الفتح ( ١ / ٣٤٨ ) : قيل : المراد بالأحمر العجم وبالأسود العرب. وقيل : الأحمر الإنس والأسود الجن.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التيمّم : في فاتحته. وفي كتاب المساجد : باب جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا.

وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة : في فاتحته.

وأخرجه المصنّف في دلائل النبوّة قال : أخبرنا أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد الأسفراييني بها ، أنبأنا بشر بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم بن علي الذهلي ، حدّثنا يحيى بن يحيى به وقال : رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان ، عن هشيم ، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى.

[٢١٣] شعب الإيمان ( ٢ / ١١٠ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٤ / ٥٧٠ ) من طريق علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله. وصحّحه وقال :

١٣٥

رواه جماعة عن إبراهيم بن سعد.

[٢١٤] ـ أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد العدل ، حدّثنا محمد بن إسحاق ، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، حدّثني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدّثه عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عزّ وجل في إبراهيم : ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (١) ، وقال عيسى ابن مريم : ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ ) (٢) الآية. فرفع يديه وقال : « اللهمّ أمتي أمتي ». وبكى ، قال الله عزّ وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك؟

فأتاه جبريل فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ـ وهو أعلم ـ فقال الله تبارك وتعالى : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنّا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.

رواه مسلم (٣) في الصحيح عن يونس.

[٢١٥] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا

__________________

أرسله يونس بن يزيد ومعمر بن راشد عن الزهري وأقرّه الذهبي. ثم أورده عن يونس عن الزهري عن علي بن الحسين عن رجل من أهل العلم بنحوه. وقال الذهبي : لكن أرسله عن ابن شهاب عن علي بن الحسين.

وأخرجه من طريق إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ٣ / ١٤٥ ). من طريق إبراهيم بن سعد وقال : صحيح. تفرّد بهذه الألفاظ علي بن الحسين ، لم يروه عنه إلا الزهري ، ولا عنه إلا إبراهيم بن سعد ، وعلي بن الحسين هو أفضل وأتقى من أن يروه عنه رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول فيه.

وأخرجه من طريق معمر ابن المبارك في الزهد ص ـ ١١١ ، ١١٢ ، من زوائد نعيم بن حماد على المروزي.

وأخرجه الطبري في تفسيره ( ١٥ / ٩٩ ) من طريق محمد بن ثور عن معمر ومن طريق عبد الرزاق عن معمر.

وأورده الحافظ في المطالب ( ٤ / ٢٨٩ ) وعزاه للحارث.

[٢١٤] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) إبراهيم : ٣٦.

(٢) المائدة : ١١٨.

(٣) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم.

[٢١٥] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٣٦

محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا روح بن عبادة ، ( ح ) وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، حدثنا أبو سعيد ابن الأعرابي ، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ».

رواه مسلم (١) في الصحيح ، عن زهير بن حرب وغيره عن روح.

[٢١٦] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا أبو معاوية ، ( ح ) قال ، وأخبرني أبو عمرو ، حدّثنا عبد الله بن محمد ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجّل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة من مات منهم إن شاء الله تعالى لا يشرك بالله شيئا ».

رواه مسلم (٢) عن أبي كريب وغيره عن أبي معاوية. وكذلك رواه عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة.

[٢١٧] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ،

__________________

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته. قال : وحدثنيه زهير بن حرب وابن أبي خلف قالا : حدثنا روح.

وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ص ـ ١٢٦ قال : أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني فذكره.

وأخرجه في السنن ( ١٠ / ١٩٠ ) كما هاهنا.

[٢١٦] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته. قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا : حدّثنا أبو معاوية.

وأخرجه المصنف في السنن ( ٨ / ١٧ ).

[٢١٧] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٣٧

أنا علي بن محمد بن عيسى ، حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرني شعيب عن الزهري حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لكل نبي دعوة ، وأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ».

رواه البخاري في الصحيح (١) عن أبي اليمان. وأخرجه مسلم (٢) من وجهين آخرين عن الزهري.

[٢١٨] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته ، وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة » (٣).

رواه مسلم في الصحيح ، عن محمد بن أحمد بن أبي خلف ، عن روح.

[٢١٩] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر بن عبد الله ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا حرملة بن يحيى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أن عمرو بن أبي سفيان حدّثه أن أبا هريرة رضي‌الله‌عنه قال لكعب الأحبار : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجّل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي إلى يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ». قال كعب لأبي هريرة : أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو هريرة : نعم.

__________________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى : ( إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ ).

(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

[٢١٨] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

وأخرجه المصنّف في السنن ( ١٠ / ١٩١ ).

[٢١٩] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٣٨

رواه مسلم (١) في الصحيح ، عن حرملة بن يحيى.

[٢٢٠] ـ حدّثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه‌الله إملاء ، حدّثنا والدي أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، حدّثنا يوسف بن موسى القطّان ، حدّثنا جرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر قال : طلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي فقيل لي : خرج إلى بعض النواحي ، فوجدته قائما يصلّي ، فأطال الصلاة ، ثم سلّم ، فقال : « إني أوتيت هذه الليلة خمسا لم يؤتها أحد قبلي : إني أرسلت إلى الأسود والأحمر » ـ قال مجاهد : يعني الجنّ والإنس ـ « ونصرت بالرعب يرعب العدو منّي وهو مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وقيل لي : سل تعط ، فاختبأتها شفاعة لأمتي لمن لا يشرك بالله شيئا » (٢).

[٢٢١] ـ عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن أبي بردة ، عن أبي مليح الهذلي ، عن معاذ بن جبل ، وعن أبي موسى قالا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا كان الذي يليه المهاجرون ، قال : فنزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حوله ، قال : فتعاررت من الليل أنا ومعاذ ، فنظرنا فلم نره ، قال : فخرجنا نطلبه إذ سمعنا هزيزا كهزيز الأرجاء إذ أقبل ، فلما أقبل نظر قال : « ما شأنكم »؟ قالوا : انتبهنا فلم نرك حيث كنت خشينا أن يكون أصابك شيء فجئنا نطلبك ، قال : « أتاني آت في منامي فخيّرني بين أن يدخل الجنة نصف أمتي ، أو شفاعة ، فاخترت لهم الشفاعة ». فقلنا : فإنّا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لمّا أدخلتنا في شفاعتك ، قال : فاجتمع عليه فقالوا له مثل مقالتنا وكثر الناس ، فقال : « إني

__________________

(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته.

وأخرجه المصنّف في السنن ( ١٠ / ١٩٠ ).

[٢٢٠] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

(١) أخرجه المصنّف في دلائل النبوّة ( ٥ / ٤٧٣ ).

وأخرجه البزار من طريق شعبة عن واصل الأحدب عن مجاهد كما في الكشف ( ٤ / ١٦٦ ). قال المنذري ( ٤ / ٤٣٤ ) : وإسناده جيد ، إلا أن فيه انقطاعا.

[٢٢١] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).

١٣٩

أجعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا » (١).

[٢٢٢] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ، حدثنا بشر بن بكر ، حدّثني ابن جابر قال : سمعت سليم بن عامر يقول : سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ، فاستيقظت من الليل ، فإذا لا أرى شيئا أطول من مؤخرة رحلي قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض ، فقمت أتخلل الناس ، حتى وقعت إلى مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو ليس فيه ، فوضعت يدي على الفراش بارد ، فخرجت أتخلّل الناس وأقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ذهب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى خرجت من العسكر كله ، فنظرت سوادا فمضيت فرميت بحجر ، فمضيت إلى السواد ، فإذا معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح ، وإذا بين أيدينا صوت كدويّ الرحى ، أو كصوت الهضباء حين يصيبها الريح ، فقال بعضنا لبعض : يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا أو يأتيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلبثنا ما شاء الله ثم نادى : « ثم معاذ بن جبل وأبو عبيدة وعوف بن مالك »؟ فقلنا : نعم ، فأقبل إلينا فخرجنا لا نسأله عن شيء ولا يخبرنا ، حتى قعد على فراشه فقال : « أتدرون ما خيّرني ربّي الليلة » ، فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : « فإنه خيّرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة ». فقلنا : يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( ٥ / ٢٣٢ ). قال الهيثمي ( ١٠ / ٣٦٨ ) : ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ بن جبل. وأخرجه بلفظ آخر ( ٤ / ٤٠٤ ) حدثنا عفان ، حدثنا حماد يعني ابن سلمة أنا عاصم ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرسه أصحابه ، فقمت ذات ليلة ، فلم أره في منامه ، فأخذني ما قدم وما حدث ، فذهبت أنظر ، فإذا أنا بمعاذ قد لقي الذي لقيت ، فسمعنا صوتا مثل هزيز الرحا ، فوقفا على مكانهما ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الصوت فقال : « هل تدرون أين كنت وفيم كنت؟ أتاني آت من ربّي عزّ وجل فخيّرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة ». فقالا : يا رسول الله ادع الله عزّ وجل أن يجعلنا في شفاعتك. فقال : « أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي ». فلعلّ البيهقي أورد هذه الطريق فإنه قال في الشعب ( ٢ / ١٣٣ ) فيمن روى لهم في الشفاعة : ومعاذ وأبو موسى ، ولم يذكر طرفا منه.

وأخرجه الطبراني في الكبير ( ٢٠ / ١٦٣ ـ ١٦٤ ) مختصرا ومطوّلا.

ورواه البزّار مختصرا أيضا كما في كشف الأستار ( ٤ / ١٦٧ ).

[٢٢٢] نهاية البداية والنهاية ( ٢ / ١٩٤ ). شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ / ١٤٤ ).

١٤٠