الأئمة الاثني عشر

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

الأئمة الاثني عشر

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: الدكتور صلاح الدّين المنجّد
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٤٣

أما إقبال الطلاب عليه ، وأخذ الكبار عنه ، فهو من نتائج تلك الثقافة كما ذكرنا. ويكفي أن نذكر هنا خمسة أسماء من أسماء كثيرة.

فقد أخذ عنه شهاب الدين الطيبي شيخ الوعاظ والمحدثين في دمشق والشيخ نجم الدين البهنسي خطيب جامع دمشق

وشيخ الإسلام إسماعيل النابلسي مفتي الشافعية

والشيخ زين الدين بن سلطان مفتي الحنفية

وشيخ الإسلام شمس الدين العيتاوي مفتي الشافعية

فبحسبه أن يكون شيخا لشيوخ الإسلام والمفتين والكبار.

أما التواليف التي استطاع تأليفها فكثيرة جدّا. وقد عدّها الاستاذ دهمان وذكر أنها بلغت ٧٤٦ كتابا. وهو عدد ليس بقليل. لا سيّما أن هذه الكتب تتناول موضوعات مختلفة ، وعلوما متباينة. ونودّ أن نعلم المؤلفات التاريخية ، التي تركها ، لأنّنا ندرس ابن طولون ، من الناحية التاريخية وحدها ، هنا. وهاكم جدولا بما تركه من مؤلفات في التاريخ والتراجم وأسماء الرجال :

١ ـ الاختيارات المرضية في أخبار التقيّ بن تيمية.

٢ ـ أرج النسيم في ترجمة سيدي تميم.

٣ ـ إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين.

٤ ـ إعلام الورى بمن ولي نائبا من الأتراك بدمشق الشام الكبرى.

٥ ـ إظهار المكني من ترجمة الشيخ تقي الدين الحصني.

٦ ـ بتر المطالب في ذكر المختلف في نسبتهم إلى المذاهب.

٧ ـ تبييض القراطيس فيمن دفن بباب الفراديس.

٢١

٨ ـ التاج الثمين في أسماء المدلّسين.

٩ ـ التتمّة فيمن نسب إلى أمّه.

١٠ ـ تحفة الكرام في ترجمة سيدي أبي بكر بن قوام.

١١ ـ التبيان المحرّر فيمن له اسمان وكنيتان فأكثر.

١٢ ـ التيجان المزخرفة في معالم مكّة المشرفة.

١٣ ـ التمتّع بالإقران بين تراجم الشيوخ والأقران.

١٤ ـ تبيين ما في الهداية من الأسماء وتراجمهم.

١٥ ـ الثغر البسّام في ذكر من ولي قضاء الشام.

١٦ ـ جزء فيه ذكر دور الحديث في دمشق.

١٧ ـ الحرابة في أسماء المختلف فيهم من الصحابة.

١٨ ـ حور العيون في تاريخ أحمد بن طولون.

١٩ ـ الدرّة النفيسة في ترجمة الست نفيسة.

٢٠ ـ الذيل على تحفة ذوي الألباب فيمن حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنوّاب.

٢١ ـ الذيل على طبقات الحنفية لعبد القادر القرشي ، في ثلاث مجلّدات.

٢٢ ـ راية النصر في ترجمة سيدي نصر.

٢٣ ـ الرفعة لتراجم بني منعة.

٢٤ ـ الزهر البسّام فيمن سمّاه النبيّ عليه‌السلام.

٢٥ ـ سلك الجمان فيما وقع لي من تراجم ملوك بني عثمان.

٢٦ ـ السفينة في تراجم الفقهاء السبعة بالمدينة.

٢٧ ـ الشمعة المضيئة في أخبار القلعة الدمشقية.

٢٨ ـ الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية.

٢٢

٢٩ ـ شرح إعلام الورى بمن ولي قضاء الشام.

٣٠ ـ شرح قصيدة الشيخ إبراهيم بن صارم الدين في غزو الافرنج لمدينة بيروت.

٣١ ـ العقود اللؤلؤية في الدولة الطولونية.

٣٢ ـ عقد النظام في ترجمة سلطان العلماء العز بن عبد السلام.

٣٣ ـ عجب الدهر في تذييل من ملك مصر.

٣٤ ـ العرف العنبري في ترجمة الزمخشري.

٣٥ ـ العون على ترجمة فرعون.

٣٦ ـ غاية البيان في ترجمة الشيخ رسلان.

٣٧ ـ الفتح العزّي في معجم المجيزين لشيخنا أبي الفتح المزّي.

٣٨ ـ الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون.

٣٩ ـ قرة العيون في أخبار باب جيرون.

٤٠ ـ القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية.

٤١ ـ قيد الشريد من أخبار يزيد.

٤٢ ـ قلائد العقيان لخزانة السلطان سليمان.

٤٣ ـ الكواكب الدراري في ترجمة سيدي تميم الداري.

٤٤ ـ اللمعات البرقية في النكت التاريخية.

٤٥ ـ مفاكهة الخلاّن في حوادث الزمان.

٤٦ ـ المأمونية في الواقعة الطولونية.

٤٧ ـ ملجأ الخائفين في ترجمة سيدي أبي الرجال وسيدي جندل بمنين.

٤٨ ـ المقصد الجليل في كهف جبريل.

٤٩ ـ المعزّة فيما قيل في المزّة.

٢٣

٥٠ ـ محن الزمن بين قيس واليمن.

٥١ ـ المحاسن اللطيفة في معاهد المدينة الشريفة.

٥٢ ـ ملخص تنبيه الطالب وإرشاد الدارس.

٥٣ ـ مطلع السعد في ترجمة سيدي سعد.

٥٤ ـ نهاية العبر في نفوذ القضاء والقدر بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر.

٥٥ ـ النطق المنبي عن ترجمة الشيخي المحيوي بن العربي.

٥٦ ـ هداية السالك إلى ترجمة ابن مالك.

٥٧ ـ الهادي إلى ترجمة شيخنا الجمال بن عبد الهادي.

٥٨ ـ هطل الدمعة في أخبار السبعة.

٥٩ ـ هطل العين في مصرع الحسين.

٦٠ ـ الهجاج من أخبار الحلاج (١).

هذه التواليف الكثيرة في التاريخ بمفهومه عند المسلمين ، تدفعنا أن نعجب بمؤلفها ، وأن نتساءل عن قيمتها ، وعن شأن ابن طولون نفسه في التأريخ ، وإلى أي الأساليب التاريخية تنتمي مؤلفاته.

ينبغي أن نذكر أنّ من هذه المؤلفات ما هو رسائل صغيرة تتألف من ورقات ، ومنها تواليف كبيرة تتجاوز المائة من الورقات ، والغالب عليها الرسائل الصغيرة. فلا يهولنا إذن هذا العدد.

أمّا قيمتها التاريخية وشأنها فقد يكون من التسرّع الحكم عليها وتقديم فكرة صحيحة عنها وهي لم تزل مخطوطة لم ينشر إلا القليل منها. على أن عنواناتها وما نشر منها تمكّننا من الوصول إلى ما يلي :

__________________

(١) ما يزال كثير من هذه التواليف مخطوطا لم يطبع. وفي المكتبة التيمورية عدد وافر منها بخط ابن طولون.

٢٤

هذه المؤلفات ، إذا أبعد منها ما كان في أسماء الرجال والحديث ، تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

١ ـ التراجم.

٢ ـ تواريخ الدول والحوادث.

٣ ـ تواريخ المدن والأماكن.

أمّا في التراجم فقد ترجم للقدامى وللمعاصرين له. ففي تراجم الماضين يبدو ابن طولون جمّاعا. فقد نقلها وانتقى أخبارها من تواليف الذين سبقوه. وهو يذكر في أحايين كثيرة المصادر التي يأخذ عنها. أمّا تراجم المعاصرين له فهو فيها أكثر شأنا. لأنّنا نجد فيها من الأصالة والتجاريب والمشاهدات الخاصة ، ما يفيد في فهم شخصية ابن طولون وفي تأريخ عصره ، كذخائر القصر ، والتمتع بالإقران.

أمّا تواريخ الدول والحوادث فمنها ما يتعلّق بعصور سبقته ، ومنها ما يختصّ بالعصر الذي عاش فيه. ولا تخرج طريقته هنا عمّا جرى عليه في التراجم : جمع ونقل فيما ألّف عن الدول التي سبقته ، وشاهد ولاحظ وسجّل فيما ألّف عن أواخر المماليك الذين عاصرهم. وكتابه إعلام الورى ذو شأن كبير لتأريخ دمشق من الناحيتين السياسية والاجتماعية في أواخر العهد المملوكي. لأنّ الفترة التي عاش هو فيها صوّرها فيه أحسن تصوير.

أمّا تواريخ المدن والأماكن فأحسنها تاريخ الصالحية. جمع فيه ما قيل عنها وما رآه أحيانا بنفسه. ورغم ما فيه من نقص كبير فإنّه يعدّ مرجعا جامعا لا نعرف الآن بين أيدينا أحسن منه.

على أنّ هناك أمرا لا بدّ من ذكره. إنّ الكثير من تواليف ابن طولون يفيد جدّا في تأريخ مدينة دمشق. ففيها تراجم كثيرة لعلمائها

٢٥

وقضاتها وأمرائها ، وفيها سرد لحوادث جرت فيها ، ووصف لأماكنها ، وتسجيل للحياة الاجتماعية فيها. فهو يشبه في هذه الناحية مؤرّخا آخر كان في أوائل القرن العاشر بدمشق ، هو ابن عبد الهادي (١). فتاليف هذا المؤرّخ تقدّم مواد كثيرة أيضا لتأريخ دمشق من نواحيها المختلفة.

هذه لمحة موجزة عن ابن طولون وشأنه العلمي ، وننتقل الآن للتحدّث عن أحد تواليفه المسمّى الشذرات الذهبية.

__________________

(١) انظر عنه كتابنا : المؤرخون الدمشقيون ، ص ٧٣ و ١٣٠GAL, Sup II,

٢٦

الشذرات الذهبية

أثبت على الصفحة الأولى من مخطوطتنا التي اعتمدنا عليها في نشرتنا هذه ، اسم « الشذورات الذهبيّة ». وقد تبيّن لنا أنّ هذا الاسم خطأ ، لأنّنا رجعنا إلى ثبت مؤلفات ابن طولون الذي سرده في ترجمته الذاتية « الفلك المشحون » ، فوجدنا كتابنا قد ذكر باسم « الشذرات الذهبيّة » لذلك أثبتنا نحن ما أثبته المؤلف نفسه بخطّه في ترجمته.

وكنّا أثبتنا الاسم على صحته من قبل في كتابنا « المؤرّخون الدمشقيون وآثارهم المخطوطة » (١).

إنّ عنوان الكتاب يدلّ على موضوعه. فهو شذرات منتقاة في تراجم الأئمة الاثني عشر ، الذين تسلسلت فيهم الامامة ويعتقد الشيعة عصمتهم.

ويبدو أنّ الذي دفع ابن طولون إلى تأليف كتابه هذا هو حبّه آل البيت. وقد افتتح كتابه بقصيدة في فضائلهم ، واختتمه بأحاديث اتصل فيها سنده بهؤلاء الأئمة الكرام.

وكنّا رأينا في التواليف التاريخيّة التي سردناها أنّ ابن طولون ألّف كتبا أخرى عن آل البيت منها « هطل العين في مقتل الحسين » (٢) و « المهدي إلى أخبار المهدي » (٣).

__________________

(١) المنجد ، المؤرخون الدمشقيون ص ٨٠.

(٢) انظر فوق في مؤلفاته التاريخية ، رقم ٥٨.

(٣) انظر تحت الترجمة ١٢.

٢٧

سلك ابن طولون في تأليفه هذا طريقة « الجمع ». فجمع شذراته من تواليف الذين سبقوه ، ولم يتوسّع بها بل آثر الايجاز. وذكر أحيانا أسماء المصادر التي أخذ عنها.

فممّا ذكره :

طبقات ابن سعد.

تاريخ بغداد للخطيب.

تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر.

تهذيب الأسماء واللغات للنووي.

مروج الذهب للمسعودي.

المعارف لابن قتيبة.

المصايد والمطارد لكشاجم.

ربيع الأبرار للزمخشري.

الكامل للمبرد.

تاريخ ميّافارقين لابن الأزرق.

شذور العقود.

صحيح مسلم ، والبخاري.

الترمذي.

فهذه مصادر معتبرة جليلة ، بعضها مفقود اليوم كتاريخ ميافارقين.

وتبدو قيمة الكتاب من جهات مختلفة :

فهو أثر من آثار هذا المؤرّخ الدمشقي الذي نسعى أن تنشر جميع مؤلفاته.

وهو يتناول موضوعا لا نجد كثيرين من علماء أهل السنّة ألّفوا

٢٨

فيه ، وأفردوا له كتبا خاصة ، مع كبير شأنه.

وهو أخيرا جامع أخبار الائمة الاثني عشر الذين يكرّمهم ويعظمهم أهل السنّة لأنهم من آل البيت ، ويعتقد الإمامية بعصمتهم ، ويأخذون عنهم ، ويقتدون بهم (١).

وقد ساق ابن طولون تراجمهم ، وأبان عن شأنهم وفضلهم ، فكان في تراجمه العالم المنصف المكرّم.

لم يذكر بروكلمن (٢) هذا الكتاب في تاريخه ، ممّا يدلّ على أنّه لم يطلع على نسخ مخطوطة منه. ولم يذكره حاجي خليفة فيما ذكره من الكتب. ولعلّ ذلك أن نسخ الكتاب قليلة جدّا ، أو أنها لم تصل إلى مكاتب استامبول. على أنّه لا بدّ أن تكون المخطوطة التي كتبها ابن طولون بيده موجودة في إحدى مكتبات أوروبة أو أمريكا التي لم تفهرس بعد. لأن غالب مؤلفاته كانت بدمشق وبيعت للأجانب على أيدي تجار المخطوطات في دمشق والقاهرة. ولو لا هذه النسخة الوحيدة الآن ، التي وجدناها ونشرنا الكتاب عنها ، لفقد أثر مهم من آثار مؤرّخنا الدمشقي الجليل.

__________________

(١) يراجع من تصانيف الشيعة في الأئمة كتاب ارشاد القلوب للشيخ المفيد ( ـ ٤١٣ ) وكتاب بحار الأنوار للمجلسي ( ـ ١١١١ ) وقد طبعا في إيران.

(٢) ٤٩٤ GAL, SupII,

٢٩

صفة المخطوط

في عام ١٩٥٦ رأسنا بعثة أوفدتها جامعة الدول العربية لتصوير المخطوطات العربية في تونس. وقد عثرنا على هذا المخطوط ضمن مجموع خطّي رقمه ٥٠٣١ في المكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة.

يقع هذا المجموع في ٧٢ ورقة من القطع الصغير. ويشتمل على رسائل مختلفة هاكم بيانها :

١ ـ الشذورات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية

٢ ـ نظم قلائد العقيان فيما يورث الفقر والنسيان ، للعلامة شيخ الإسلام ، صدر مصر والشام ، رضيّ الدين أبي الفضل محمد ابن الغزي.

٣ ـ قصيدة شرف الدين إسماعيل بن المقري في مدح آل البيت.

٤ ـ أخبار الشهيدين ، للهيثمي.

٥ ـ ذكر الخلفاء الأربعة ، وتاريخ خلافتهم ، وحليتهم ، وسبب موتهم ، من كتاب صفة الصفة ( كذا ) للشمس بن الجوزي.

٦ ـ قصيدة في مدح مولانا الشريف.

٧ ـ صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن عليّ بن أبي طالب.

٨ ـ بيان ذكر الأيّام للأعمال.

وليس على المجموع تاريخ النسخ ، ولا اسم الناسخ. وقد تبيّن لنا أنّه كتب في القرن الثاني عشر على الأغلب ، استنادا إلى طريقة خطّه ، والتملّكات التي أثبتت في صدره.

٣٠

أما الكتاب الذي نقدمه ، وهو الشذرات ، فهو أوّل رسائل المجموع ، كما رأيت.

وعلى الصفحة الأولى منه ما يلي :

كتاب الشذورات الذهبية

في تراجم الأئمة الاثني عشر

عند الإمامية

تأليف الامام العلامة

شمس الدين محمد بن طولون الحنفي

رحمه‌الله تعالى

وتحت ذلك كتب بخط آخر يخالف خط العنوان :

من فضل ربه الغفور الفقير الحقير عبده

السيد يوسف بن السيد منصور الحسني

نقيب السادات ( كذا ) الاشراف يومئذ

بلواء مرعش وعينتاب ( بلا نقط ) والمدرس

بحلب

وقد تكرّرت هذه العبارة نفسها بخطوط مختلفة.

كما أنّ في أسفل الصفحة ما يلي :

أودعت هذا الكتاب شهادة لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ١١٢٩.

( انظر الأنموذج )

ويقع في ٣١ ورقة.

في كل صفحة ١٣ سطرا.

وفي السطر ١٢ كلمة وقد تكون أحيانا ١١ أو ١٣.

٣١

الخط عادي ، مشكول في بعض الأحيان ، وهو خط المجموع كلّه ، كما ذكرنا ، وقد كتب على ما نرجح في القرن الثاني عشر.

ويبدأ بقوله : الحمد لله الذي تنزهت غرائب مخلوقاته.

وينتهي بقوله : تمّ كتاب الشذورات الذهبية ...

يبدو أنّ الناسخ ، شأنه شأن الناسخين في القرون الأخيرة ، لم يكن عالما. فقد صادفنا أخطاء في النحو ، وأخطاء في أسماء بعض المصادر التي نقل منها ابن طولون. وقد رأينا أن اسم الكتاب نفسه قد ورد خطأ. ولا شك في أن هذا كلّه من الناسخ.

أمّا الرسم فورد فيه ما يلي :

١ ـ التخفيف من الهمز. فأثبت الناسخ : غرائب ، عجائب ، الأئمة ، الطائفتين.

٢ ـ إضافة ألف إلى الفعل المضارع المعتل الآخر : يجلوا ، يرجوا.

٣ ـ إسقاط الألف من ابن : روي عن بن الاعرابي ، حكى بن قتيبة.

٣٢

نهج التحقيق

اتّبعنا في تحقيقنا هذا الكتاب القواعد التي كنا وضعناها لتحقيق النصوص (١).

عارضنا نصّ ابن طولون على المصادر المختلفة للتوكد من صحته ، نظرا لفقدان نسخ مخطوطة أخرى يرجع إليها.

وقسمنا النص حسب التراجم ، ورقمنا هذه التراجم.

وصدّرنا كل ترجمة بعدد من المصادر التي ترجمت لكل إمام (٢) ، ليرجع إليها من شاء التوسّع ، ولم نستقص لأن الاستقصاء طويل.

وأشرنا إلى أخطاء التصحيف والتحريف والنحو لأنها تتعلّق بصحة النص. أما أخطاء الرسم فلم نثبتها دائما ، لأن المخطوطة ليست بخط ابن طولون ، ولسنا هنا لندرس رسم ناسخ لا نعرفه ، على أنّنا ذكرنا في مقدمتنا ، عند وصف المخطوط ، أنموذجات من الرسم ، كما أشرنا في الحواشي إلى بعض أخطائه على سبيل المثال.

وعرّفنا بالأماكن الواردة في النص.

ولم نشر في الهوامش إلى اختلاف المصادر في رواية من الروايات ، كاختلافها مثلا في سني الولادة أو الوفاة ، وقد اختلفت المصادر فيها كثيرا ، كما أنّنا لم نعلّق على ما ورد في النص مما قد يذهب فيه الشيعة

__________________

(١) المنجد ، قواعد تحقيق النصوص ، القاهرة ١٩٥٥

(٢) أعانني في جمع هذه المصادر الاستاذ فؤاد سيد أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية ، فله أطيب الشكر.

٣٣

مذهبا آخر. فإنّما نحن نحاول أن نقدّم نصّا كالذي تركه ابن طولون ، يكون أساسا للدرس والبحث ، أما نقد هذا النص ، والتعليق عليه ، وبيان ما وافق به النصوص الأخرى أو خالفها فليس هنا مكانه ، وإنّما يكون في دراسات أخرى.

وشرحنا بعض الألفاظ اللغوية الصعبة.

وفي الأحاديث التي ساقها المؤلف في آخر كتابه ، وربط روايته بالأئمة الكرام ، جعلنا السند بحرف أدقّ من حرف المتن.

وقد فصلنا الأعداد المتصلة بالمئات في الأصل عنها. فأثبتنا خمس مائة مثلا بدلا من خمسمائة.

وأردفنا النص بفهارس للأعلام والأماكن ، والمصادر التي اعتمدنا عليها في كتابة المقدّمة وتحقيق النص.

القاهرة

يناير ١٩٥٨

صلاح الدين المنجد

٣٤

الرموز

()

القوسان المزهران يحصران الآيات القرآنية.

« »

الفاصلات المزدوجة تحصر أسماء الكتب.

()

القوسان المكسوران يحصران ما أضفناه في النص من كلمات من عندنا.

[ ]

وضعنا بين هذين القوسين المربّعين ما أضفناه خارج النص ، أو ما أخذناه من نصوص أخرى داخل النص.

()

هذان القوسان يحصران ظهر الورقة في المخطوط أو وجهها.

إن حرف آ يدل على آخر وجه الورقة وحرف ب يدل على آخر ظهر الورقة.

ص

يشير هذا الحرف إلى الأصل المخطوط.

٣٥
٣٦

كتاب

الشذرات الذهبيّة

في تراجم الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة

٣٧

٣٨

[ مقدمة المؤلّف ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي تنزّهت غرائب مخلوقاته عن الشّين ، وتقدّست عجائب كلماته عن الشكّ والإفك والمين.

أحمده حمدا يجلو عن قلب صاحبه صدأ الشكّ والشّرك والرّين.

وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة تشرق بنورها الخافقين (١) ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الثقلين.

صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، خصوصا أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا الذين نفي عنهم كلّ شين ، وخصّوا بكل زين.

وبعد ، فهذا تعليق سمّيته « الشذرات (٢) الذهبيّة في تراجم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ».

وقد أشار إليهم ، في ضمن قصيدة ، الامام أبو الفضل يحيّى بن سلامة الحصفكيّ (٣) فقال :

__________________

(١) كذا في ص.

(٢) ص « الشذورات » التصحيح من الفلك المشحون.

(٣) كذا ، وصوابها الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا ( انظر معجم البلدان ) وقد عرف عالم كبير في القرن السادس باسم « أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي » توفي سنة ٥٥١ او ٥٥٣ ، وترجم له ياقوت في معجم الأدباء ( ٢٠ : ١٨ ) وذكره بروكلمن ٧٣٣ GAL, Sup ١,

٣٩

أسأل عن قلبي وعن أحبابه

ومنهم كلّ مقرّ يجحد

وهل تجيب أعظم بالية

وأرسم خالية ما ينشد

تقاسموا يوم الوداع كبدي

فليس لي منذ تولّوا كبد

على الجفون رحلوا ، وفي الحشا

تقلّبوا ، وماء عيني وردوا

وأدمعي مسفوحة وكبدي

مقروحة ، وغلّتي لا تبرد (١)

وعبرتي وافية ومقلتي

دامية ، ونومها مشرّد

أيقنت لما أن حدا (٢) الحادي بهم

ولم أمت أنّ فؤادي جلمد

كنت على القرب كئيبا مغرما

صبّا ، فما ظنّك (٣) بي إذ بعدوا

هم الحياة أغربوا أم أشأموا

أم أتهموا أم أيمنوا أم أنجدوا

ليهنهم طيب الكرى فإنّه

حظّهم ، وحظّ عيني السّهد (٤)

هم تولّوا بالفؤاد والكرى

فأين صبري بعدهم والجلد

لو لا الضّنا جحدت وجدي بهم

لكن نحولي بالغرام يشهد

لله ما أجور حكّام الهوى

من لم يظلّم فيه فهو مسعد

ليس على المتلف غرم عندهم

ولا على القاتل ظلما قود

__________________

(١) في الهامش « خ ما تبرد » وهذا يدل على أن النسخة صححت في بعض أماكنها.

(٢) ص « حدي ».

(٣) ص « ضنك ».

(٤) ص « الشهد »

٤٠