الإمامة والتبصرة من الحيرة

أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي

الإمامة والتبصرة من الحيرة

المؤلف:

أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي


المحقق: مدرسة الإمام المهدي « عج »
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مدرسة الامام المهدي « عج »
الطبعة: ١
الصفحات: ١٦٠

خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.

قلت : وما يكون بعد ذلك؟

قال : ثم ( يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ ) ، فإن له إرادات وغايات ونهايات (٤).

١١٦ ـ سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ،

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا ، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ، وناصح لله فناصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم ، فضربوه على قرنه الآخر ،

وفيكم من هو على سنته (٥).

١١٧ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيوب ، عن سدير قال :

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول :

إن في القائم سنة من يوسف عليه‌السلام.

قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته؟

فقال لي : وما تنكر من ذلك هذه الأمة ، أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، تاجروا يوسف وبايعوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم : ( أَنَا يُوسُفُ ).

__________________

(٤) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٨٨ ح ١ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ١١٧ ح ١٨ وعن غيبة النعماني : ص ٢٩ عن الكافي : ١ / ٣٣٨ ح ٧ عن علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده ، والاختصاص : ٢٠٤ عن ابن قولويه عن سعد مع اختلاف يسير ، وفي الغيبة بعد قوله (ع) : ويهتدي فيها آخرون فقلت : يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة ، فقال : سبت من الدهر ، وفي الكافي ، فقال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ، وعن غيبة الطوسي : ص ١٠٣ عن البرقي ، وعن سعد بسند آخر ، ونقله عنه في بشارة الاسلام : ص ٣٩ ، ورواه عن الصدوق في كفاية الأثر : ص ٢١٩ ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية : ص ١٧٣ بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن الأصبغ ، وفي إعلام الورى : ص ٤٢٥.

(٥) رواه في الاكمال : ٢ / ٣٩٣ ح ١ عن أبيه وعنه في البحار : ١٢ / ١٩٤ ح ١٧ وعن قصص الأنبياء ( مخطوط ) : ص ٧١ والعياشي : ٢ / ٣٤٠ صدر حديث ٧٢.

١٢١

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل ـ في وقت من الأوقات ـ يريد أن يستر حجته؟!

لقد كان يوسف عليه‌السلام إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر.

فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ، ويطأ بسطهم ، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم : ( هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ ، قالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي ) (٦) و (٧).

١١٨ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول :

من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا ، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالسيف (٨).

١١٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد المكفوف ، عن عبد الله بن أبي عقبة (٩) الشاعر ، قال :

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول :

كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى ، فلا تجدونه يا معشر الشيعة. ورواه عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد

__________________

(٦) آية (٨٩) و (٩٠) سورة يوسف ١٢.

(٧) رواه الصدوق في الاكمال : ص ١٤٤ ح ١١ و ٣٤١ ح ٢١ والعلل : ٢٤٤ ح ٣ عن أبيه وعنها في البحار : ٥١ / ١٤٢ ح ١ و ١٢ / ٢٨٣ ح ٦١ ، وفي البحار : ٥٢ / ١٥٤ ح ٩ عن غيبة النعماني : ص ٨٤ و ٨٥ ودلائل الامامة : ص ٢٩٠ ، وأورده في اعلام الورى : ص ٤٣١.

(٨) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٣٨ ح ١١ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ١٤٦ ح ٦٩.

(٩) في البحار : أبي عفيف الشاعر ، وفي هامش الإكمال : أبي عقب ، عفيف / خ.

١٢٢

سنان ، عن أبي الجارود ، زياد بن المنذر ، عن عبد الله الشاعر مثله (١٠).

١٢٠ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز وجل ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (١١).

١٢١ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن المفضل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن تفسير جابر؟

فقال : لا تحدث به السفل ، فيذيعوه ، أما تقرأ في كتاب الله عز وجل : ( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (١٢).

إن منا إماما مستترا ، فإذا أراد الله عز وجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة ، فظهر وأمر بأمر الله عز وجل (١٣) و (١٤).

__________________

(١٠) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣٠٤ ح ١٧ عن أبيه و ١٨ عن أبيه بسند آخر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار : ٥١ / ١١٠ ح ٣.

(١١) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٣٧ ح ١٠ وص ٣٣٩ ح ١٦ مع اختلاف السند وعنهما في البحار : ٥٢ / ١٤٥ ح ٦٧.

وعن غيبة النعماني : ص ٨٣ وغيبة الطوسي : ص ٢٧٦. وأورده في الكافي : ١ / ٣٣٣ ح ١ ، واعلام الورى : ص ٤٣١ باختلاف يسير في المتن.

(١٢) آية ٨ سورة المدثر ٧٤.

(١٣) في البحار والمصادر الاخرى : فظهر فقام بأمر الله عز وجل.

(١٤) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٩ ح ٤٢ عن أبيه وفي البحار : ٥٢ / ٢٨٤ ح ١١ عن غيبة الطوسي :

١٢٣

٣٤ ـ باب ما يصنع الناس في الغيبة

١٢٢ ـ محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، جميعا ،

عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ،

عن خاله الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، قال :

قلت له : إن كان كون ـ لا أراني الله يومك ـ فبمن أئتم؟

فأومأ إلى موسى عليه‌السلام ،

فقلت : فإن مضى موسى فإلى من؟ قال : إلى ولده ،

قلت : فإن مضى ولده ، وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا ، فبمن أئتم؟ قال : بولده ، ثم قال : هكذا أبدا ،

قلت : فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه ، فما أصنع؟

قال : تقول : ( اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ) فإن ذلك يجزيك.

ورواه عن سعد والحميري عن ابن أبي الخطاب وابن عبيد (١).

__________________

١٠٣ ورجال الكشي : ١٩٢ ح ٣٣٨ ،

وأخرجه في البحار : ٢ / ٧٠ ح ٢٩ عن رجال الكشي : ١٠٣ ، وفي البحار : ٥١ / ٥٧ ح ٤٩ عن غيبة النعماني : ص ١٨٧ باختلاف يسير بأسانيدهم عن المفضل ، وأورده الكليني في الكافي : ١ / ٣٤٣ ح ٣٠.

(١) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٩ ح ٤٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٤٨ / ١٦ ح ٨ و ٥٢ / ١٤٨ ح ٧٢ و ٢٧ / ٢٩٧ ح ٥ ، وفي الاكمال : ٢ / ٤١٥ ح ٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٤٨ / ١٦ ح ١٠ و ٥٢ / ١٤٨ ذح ٧٢.

١٢٤

١٢٣ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام :

يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.

فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟

قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (٢).

١٢٤ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن معاوية بن وهب البجلي ، وأبي قتادة علي بن محمد بن حفص ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال :

قلت : ما تأويل قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (٣).

فقال : إذا فقدتم إمامكم فلم تروه ، فما ذا تصنعون؟ (٤).

١٢٥ ـ سعد والحميري وابن إدريس ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار ، وعبد الله بن عامر ابن سعد الأشعري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن محمد بن المساور ، عن المفضل بن عمر الجعفي ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

سمعته يقول : إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال : « مات أو هلك ، بأي واد سلك » ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان وأيده ( بِرُوحٍ مِنْهُ ).

__________________

وأخرجه في البحار : ٤٨ / ١٦ ح ٩ عن اعلام الورى : ص ٢٩٧ والكافي : ١ / ٣٠٩ ح ٧ وفي البحار : ٤٨ / ١٦ ح ١١ عن إرشاد المفيد : ص ٣٢٥.

(٢) رواه في الإكمال : ٢ / ٣٥٠ ح ٤٤ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ١٤٩ ح ٧٥.

(٣) آية ٣٠ سورة الملك : ٦٧.

(٤) رواه الصدوق في الإكمال : ٢ / ٣٦٠ ح ٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ١٥١ ح ٥ ، وأخرجه في البحار : ٢٤ / ١٠٠ ح ٢ عن غيبة الطوسي : ص ١٠١ بإسناده : عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (ع).

١٢٥

ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي.

قال : فبكيت ،

فقال لي : ما يبكيك ، يا أبا عبد الله؟

فقلت : وكيف لا أبكي ، وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي ، فكيف نصنع؟

قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت : نعم.

قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس (٥).

١٢٦ ـ محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن إسحاق بن محمد الصيرفي ، عن يحيى بن المثنى العطار ، عن عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال :

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه (٦).

١٢٧ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن صالح بن محمد ، عن هانئ التمار ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام :

إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ،

ثم قال ـ هكذا بيده ـ ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتق الله

__________________

(٥) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٧ ح ٣٥ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٢٨١ ح ٩ ، وعن غيبة الطوسي : ص ٢٠٥ وغيبة النعماني : ١٥١ و ١٥١ والكافي : ١ / ٣٣٤ ح ٣ ، وذكره في بشارة الاسلام : ص ١٥١.

(٦) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٦ ح ٣٣ وص ٤٤٠ ح ٧ وص ٣٥١ ح ٤٩ وعنهم في البحار : ٥٢ / ١٥١ ح ٢ وعن غيبة الطوسي : ص ١٠٢ وغيبة النعماني : ص ١٧٥ والكافي : ١ / ٣٣٧ ح ٦ ، وعن الاكمال في الوسائل : ٨ / ٩٦ ح ٩ ( مثله ).

وأخرجه في الوسائل : ٨ / ٩٦ ح ٨ والبحار : ٥٢ / ١٥٢ ح ٨ عن الاكمال : ٢ / ٤٤٠ ح ٨ ( نحوه ) بسند آخر.

في البحار وغيبة الطوسي والنعماني والكافي : يمان التمار.

١٢٦

عبد ، وليتمسك بدينه (٧).

١٢٨ ـ سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد جميعا ،

عن الحسن بن علي بن فضال ، عن جعفر بن محمد بن منصور ، عن رجل ـ واسمه عمر بن عبد العزيز ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

قال : إذا أصبحت وأمسيت ، لا ترى إماما تأتم به ، فأحبب من كنت تحب ، وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز وجل (٨).

١٢٩ ـ حمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن حماد بن عيسى ، عن إسحاق بن جرير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله عليه‌السلام ،

فقال : فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى؟ ولا علما يرى؟ ولا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق؟

فقال له أبي : إذا وقع هذا ليلا (٩) فكيف نصنع؟

فقال : أما أنت فلا تدركه ، فإذا كان ذلك ، فتمسكوا بما في أيديكم ، حتى يتضح لكم الأمر (١٠).

__________________

(٧) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٦ ح ٣٤ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ١١١ ح ٢١ وعن غيبة الطوسي : ص ٢٧٥ ،

وأخرجه في البحار : ٥٢ / ١٣٥ ح ٣٩ عن غيبة النعماني : ١٦٩ باختلاف يسير و ١٦٩ س ١٠ عن الكافي : ١ / ٣٣٥ ح ١.

(٨) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٨ ح ٣٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ١٤٨ ح ٧١.

(٩) في البحار : البلاء.

(١٠) رواه في الاكمال : ٢ / ٣٤٨ ح ٤٠ عن أبيه وفي البحار : ٥٢ / ١٣٣ عن غيبة النعماني : ص ١٥٩ بسند آخر : عن عبد الله بن سنان.

١٢٧

٣٥ ـ باب في آيات ظهوره

١٣٠ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (١).

فقال عليه‌السلام : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم عليه‌السلام ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدم من آبائه عليهم‌السلام (٢).

١٣١ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

خمس قبل قيام القائم : ( خروج ) (٣) اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية (٤).

__________________

(١) آية ١٥٨ سورة الأنعام ٦.

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ١٨ وص ٣٠ ، و ٢ / ٣٣٦ ح ٨ عن ابيه وعنهم في البحار : ٥١ / ٥٠ ح ٢٥ ، وفي البحار : ٦٧ / ٣٣ عن الاكمال ( مختصرا ).

(٣) زيادة من الخصال.

(٤) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٤٩ ح ١ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٢٠٣ ح ٢٩ ورواه في الخصال : ١ / ٣٠٣ ح ٨٢ واعلام الورى : ص ٤٥٥ وفي غيبة النعماني : ص ٢٥٢ بسند آخر : عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، باختلاف يسير في المتن.

١٢٨

١٣٢ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال :

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول : إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين.

قلت : وما هي؟ جعلني الله فداك.

قال : ذلك قول الله عز وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه‌السلام ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (٥).

قال : يبلوهم (٦) بشيء من الخوف ، من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم.

( وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ ) » قال : كساد التجارات وقلة الفضل.

ونقص من الأنفس ، قال : موت ذريع.

ونقص من الثمرات ، قال : قلة ريع ما يزرع.

( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) » عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه‌السلام.

ثم قال لي : يا محمد ، هذا تأويله ، إن الله تعالى يقول : « ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٧) و (٨).

١٣٣ ـ سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة :

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ينادي مناد باسم القائم عليه‌السلام ،

قلت : خاص أو عام؟ قال : عام ، كل قوم بلسانهم.

__________________

(٥) آية ١٥٥ سورة البقرة ٢.

(٦) في البحار : نبلوهم.

(٧) آية ٧ سورة آل عمران ٣.

(٨) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٤٩ ح ٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٢٠٢ ح ٢٨ وعن غيبة النعماني : ص ٢٥٠ ورواه في إعلام الورى : ٤٥٦ وبشارة الاسلام : ص ١١٨ ودلائل الامامة : ص ٢٥٩ وإرشاد المفيد : ص ٤٠٨ وكشف الغمة : ٢ / ٤٦٢.

١٢٩

قلت : فمن يخالف القائم عليه‌السلام وقد نودي باسمه؟

قال : لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل (٩) ويشكك الناس (١٠).

١٣٤ ـ حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي ، قال : حدثنا الحسين بن سفيان ، عن قتيبة بن محمد ، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن اسم السفياني؟

فقال : وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور (١١) الشام الخمس ؛ دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والأردن ، وقنسرين ، فتوقعوا عند ذلك الفرج.

قلت : يملك تسعة أشهر؟

قال : لا ، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما (١٢).

١٣٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن الفضيل (١٣) ، عن أبيه ، عن منصور ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا منصور ، إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد [ إ ] يأس ، لا والله ، لا يأتيكم حتى تميزوا ، لا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا ، ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي ، ويسعد من سعد (١٤).

١٣٦ ـ سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن عبد الرحمن بن سيابة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال :

كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟ فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون ، وعند ذلك اختلاف السيفين ، وإمارة أول من النهار ،

__________________

(٩) في البحار : الظاهر : في آخر الليل ، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ : في آخر الليل ، أصلا فالزيادة من النساخ.

(١٠) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٥٠ ح ٨ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٢٠٥ ح ٣٥ وفي بشارة الاسلام : ص ١٢٨.

(١١) في البحار : كنوز.

(١٢) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٥١ ح ١١ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٢٠٦ ح ٣٨ وفي إعلام الورى : ص ٤٥٧ وبشارة الاسلام : ص ١٢٣.

(١٣) في البحار : الفضل.

(١٤) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٤٦ ح ٣٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ١١١ ح ٢٠.

١٣٠

وقتل وخلع (١٥) من آخر النهار (١٦).

١٣٧ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي غانم القزويني ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن فارس ، قال : كنت أنا [ ونوح ] وأيوب بن نوح في طريق مكة فنزلنا على وادي زبالة ، فجلسنا نتحدث فجرى ذكر ما نحن فيه ، وبعد الأمر علينا ،

فقال أيوب بن نوح : (١٧) كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا ،

فكتب إلي : إذا رفع علمكم من بين أظهركم ، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم (١٨).

١٣٨ ـ سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن أبي هراسة ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد :

عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : كأني بأصحاب القائم عليه‌السلام وقد أحاطوا بما بين الخافقين ، فليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير ، يطلب رضاهم في كل شيء ، حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه‌السلام (١٩).

١٣٩ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن محمد بن

__________________

(١٥) في البحار : قطع.

(١٦) رواه في الإكمال : ٢ / ٣٤٧ ح ٣٦ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ١١٢ ح ٢٢ ونقله في بشارة الإسلام : ص ١٥٠.

(١٧) النجاشي ( ص ٨٠ ) : أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين ، كان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد عليهم‌السلام ، عظيم المنزلة عندهما ، مأمونا وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته.

أقول : هذا مع علو شأنه ووكالته لهما يظهر أنه كتب إلى أحدهم ، ولا دليل على وضعه الصدوق تحت عنوان « باب ما روي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي على النص على القائم (ع) وغيبته ».

(١٨) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٨١ ح ٤ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ١٥٩ ح ٤.

(١٩) رواه الصدوق في الإكمال : ٢ / ٦٧٣ ح ٥٦ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٣٢٧ ح ٤٣ ونقله في بشارة الاسلام : ص ٢٤١.

١٣١

مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام :

في قول الله عز وجل : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٢٠)

فقال : كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم (٢١).

١٤٠ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما معنى ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (٢٢)

فقال : المنذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلي الهادي ، وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢٣).

١٤١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن عبيد بن كرب ، قال :

سمعت عليا يقول : إن لنا أهل البيت راية ، من تقدمها مرق ، ومن تأخر عنها محق ، ومن تبعها لحق (٢٤).

١٤٢ ـ سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبان عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام ، يقول :

إن لله عز وجل خلقا خلقهم من نوره ورحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة.

فبهم يمحو الله السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، ويميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضية.

قلت : جعلت فداك ، من هؤلاء؟ قال : الأوصياء (٢٥).

__________________

(٢٠) آية (٧) سورة الرعد ١٣.

(٢١) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٦٧ ح ٩ عن أبيه وعنه في البحار ١٨ ص ١٩٠ ح ٢٦ وج ٢٣ / ٥ ح ٨

(٢٢) آية (٧) سورة الرعد ١٣.

(٢٣) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٦٧ ح ١٠ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٣ / ٥ ح ٩ وص ٣ ح ٣ عن البصائر : ص ٢٩ ( نحوه ).

وفي البحار : ١٦ / ٣٥٨ ح ٥٠ عن الكافي : ١ / ١٩١ ح ٢ ( نحوه ).

(٢٤) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٥٤ ح ٢٣ عن أبيه.

(٢٥) رواه في التوحيد : ص ١٦٧ ح ١ ومعاني الأخبار : ١٦ ح ١٠ وعنهما في البحار : ٢٦ / ٢٤٠ ح ٢.

١٣٢

١٤٣ ـ سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن أسباط ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام ، أنه قال :

يا أبا بصير ، نحن شجرة العلم ، ونحن أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي دارنا مهبط جبرئيل ، ونحن خزان علم الله ، ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا هلك ، حقا على الله عز وجل (٢٥).

١٤٤ ـ محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن زيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام :

قال : قلت : لم سميت فاطمة الزهراء ، زهراء؟

فقال : لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته ، فلما أشرقت أضاءت السموات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرت الملائكة لله ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ، ما هذا النور؟

فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، وأسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري ، يهدون إلى حقي ، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي (٢٦).

١٤٥ ـ الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ،

عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢٧).

__________________

(٢٥) رواه في الأمالي : ص ٢٥٢ وعنه في البحار : ٢٦ / ٢٤٠ ح ١ ورواه في بشارة المصطفى : ٦٥.

(٢٦) رواه الصدوق في العلل : ١ / ١٧٩ ح ١ عن أبيه ونقله في البحار : ٤٣ / ١٢ ح ٥ وعن مصباح الأنوار ، وفيه : عن أبي جعفر (ع) مثله.

(٢٧) آية (٥٩) سورة النساء ٤.

١٣٣

قال : الأئمة من ولد علي وفاطمة عليهما‌السلام ، إلى أن تقوم الساعة (٢٨).

١٤٦ ـ سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال :

إن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الجن والإنس وجعل من بعده الاثني عشر وصيا منهم من مضى ومنهم من بقي ، وكل وصي جرت فيه سنة من الأوصياء الذين بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله على سنة أوصياء عيسى عليه‌السلام ، وكانوا اثني عشر.

وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام على سنة المسيح (٢٩) ،

١٤٧ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن هلال ـ في حال استقامته ـ عن محمد بن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : يمضي الإمام وليس له عقب؟

قال : لا يكون ذلك ،

قلت : فيكون ماذا؟

قال : لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عز وجل على خلقه ، فيعاجلهم (٣٠).

١٤٨ ـ الحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي يحيى المديني ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : جاء يهودي إلى عمر ، يسأله عن مسائل فأرشده إلى علي عليه‌السلام ليسأله ، فقال له علي عليه‌السلام : سل.

__________________

(٢٨) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٢٢ ح ٨ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٣ / ٢٢٨ ح ١٣ ودلائل الامامة : ص ٢٣١.

(٢٩) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣٢٦ ح ٤ عن أبيه وعنه في البحار : ٣٦ / ٣٩٢ ح ٤ وعن العيون :ص ٤٥١ ح ٢١ والخصال : ٢ / ٤٧٨ ح ٤٣ وغيبة الطوسي : ص ٩٢ ورواه في الكافي : ١ / ٥٣٢ ح ١٠ والارشاد : ص ٣٩٢ واعلام الورى : ص ٣٨٦.

(٣٠) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٠٤ ح ١٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٣ / ٣٦ ح ٦٣ ، وفي دلائل الامامة : ص ٢٣٠.

١٣٤

قال : أخبرني ، كم بعد نبيكم من إمام عادل؟ وفي أي جنة هو؟ ومن يسكن معه في جنته؟

فقال له علي عليه‌السلام : يا هاروني! لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بعده اثنا عشر إماما عدلا ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم ، أثبت في دين الله من الجبال الرواسي.

ومنزل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله جنة عدن ، والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر.

فأسلم الرجل وقال : أنت أولى بهذا المجلس من هذا ، أنت الذي تفوق ولا تفاق ، وتعلو ولا تعلى (٣١).

١٤٩ ـ سعد ، عن النهدي ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام :

الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق (٣٢).

١٥٠ ـ علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ،

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : إني تارك فيكم كتاب الله ، وأهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (٣٣).

١٥١ ـ سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن داود

__________________

(٣١) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣٠٠ ح ٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٣٦ / ٣٨٠ ح ٧.

(٣٢) رواه في الاكمال : ١ ص ٢٢١ ح ٥ وعنه في البحار : ٢٣ ص ٣٨ ح ٦٦ وعن الإكمال ٢٣٢ ح ٣٦ عن أبيه ، عن الحميري عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن ابن هلال عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ( مثله ) ورواه في الاختصاص : ص ١٩ مرسلا ، عن أبان ، وليس فيه : وبعد الخلق ، والكافي : ١ / ١٧٧ ح ٤ ، والبصائر : ٤٨٧ ح ١.

(٣٣) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٤٠ ح ٦٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٣ / ١٣٦ ح ٧٧ ، والاكمال : ١ / ٢٣٤ ح ٤٤ عن أبيه وعنه في البحار ٢٣ / ١٣٣ ح ٦٩ وفي البحار : ٢٣ / ١١٨ ح ٣٦ عن جامع الأصول لابن الأثير : عن زيد بن أرقم نحوه مفصلا ويرد في طرق أخرى عن النبي (ص) هذا الحديث ، فراجع.

١٣٥

بن فرقد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من ادعى الإمامة وليس بإمام فقد افترى على الله وعلى رسوله وعلينا. (٣٤)

١٥٢ ـ سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن ابن سنان ، عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه ، إلا بتر الله عمره. (٣٥)

__________________

(٣٤) رواه في ثواب الأعمال : ص ٢٥٥ ح ٣ وعنه في البحار : ٢٥ / ١١٢ ح ٨.

(٣٥) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص ٢٥٥ ح ٤ وعنه في البحار : ٢٥ / ١١٢ ح ٩ ورواه في الكافي : ١ / ٣٧٣ ح ٥ بسنده عن ابن سنان ( مثله ).

١٣٦

٣٦ ـ باب علامات الامام ودلائل معرفته

١٥٣ ـ محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي قال : سئل أبو الحسن عليه‌السلام : الإمام بأي شيء يعرف بعد الإمام؟

قال : إن للإمام علامات ؛

أن يكون أكبر ولد أبيه بعده ، ويكون فيه الفضل ،

وإذا قدم الراكب المدينة ، قال : إلى من أوصى؟ قالوا : إلى فلان ،

والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، يدور مع السلاح حيث كان (٣٦).

١٥٤ ـ أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال :

قلت له : جعلت فداك ، إذا مضى عالمكم أهل البيت ، فبأي شيء يعرفون من يجيء بعده؟

قال : بالهدى ، والإطراق ، وإقرار آل محمد له بالفضل ، ولا يسأل عن شيء مما بين صدفيها ، إلا أجاب فيه (٣٧).

١٥٥ ـ سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

__________________

(٣٦) رواه الصدوق في الخصال : ١ / ١١٦ ح ٩٨ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٥ / ١٣٧ ح ٧ وعن الكافي : ١ / ٢٨٤ ح ١ بسند آخر ( مثله ). وأورده في مختصر البصائر : ص ٨.

(٣٧) رواه الصدوق في الخصال : ١ / ٢٠٠ ح ١٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٥ / ١٣٩ ح ١٠ والبصائر : ص ٤٨٩ ح ١ بإسناده عن أبي الجارود.

١٣٧

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اعرفوا الله بالله ، والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان (٣٨).

١٥٦ ـ محمد العطار ، عن الأشعري ، عن عبد الصمد بن محمد ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن أبيه ، قال :

إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن المحارم ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الخلافة على من ولي عليه حتى يكون له كالوالد الرحيم (٣٩).

١٥٧ ـ محمد العطار ، عن الأشعري ، عن محمد بن الوليد ، عن حماد بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة النضري ، قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : بما يعرف صاحب هذا الأمر؟

قال : بالسكينة والوقار ، والعلم ، والوصية (٤٠).

١٥٨ ـ محمد العطار ، عن الأشعري ، عن الخشاب ، عن يزيد بن إسحاق شعر ، عن الغنوي ، عن عبد الأعلى ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام :

ما الحجة على المدعي لهذا الأمر بغير حق؟

قال : ثلاثة من الحجة لم يجتمعن في رجل إلا كان صاحب هذا الأمر.

أن يكون أولى الناس بمن قبله.

ويكون عنده سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ويكون صاحب الوصية الظاهرة ، الذي إذا قدمت المدينة سألت العامة والصبيان : إلى من أوصى فلان؟ فيقولون : إلى فلان (٤١).

__________________

(٣٨) رواه في التوحيد : ٢٨٥ ح ٣ وعنه في البحار : ٢٥ / ١٤١ ح ١٤ ، ورواه في الكافي : ١ / ٨٥ ح ١ عن علي ابن محمد عمن ذكره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن حمران.

(٣٩) رواه في الخصال : ١ / ١١٦ ح ٩٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٥ / ١٣٧ ح ٦.

(٤٠) رواه في الخصال : ١ / ٢٠٠ ح ١٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٥ / ١٣٨ ح ٩ وعن البصائر : ص ٤٨٩ ح ٢.

(٤١) رواه في الخصال : ١ / ١١٧ ح ٩٩ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٥ / ١٣٨ ح ٨ ، وعن الكافي : ١ / ٢٨٤ ح ٢ بسنده عن يزيد شعر.

١٣٨

٣٧ ـ باب أن لديهم الكتب التي انزلت على الأنبياء

١٥٩ ـ أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار معا : عن الأشعري ، عن ابن هاشم ، عن محمد بن حماد ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس ، عن هشام بن الحكم ـ في خبر طويل ـ قال :

جاء ( بريهة ) جاثليق النصارى ، فقال لأبي الحسن عليه‌السلام :

جعلت فداك ، أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟

قال : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء؟ فيقول : لا أدري ، الخبر (١).

١٦٠ ـ سعد ، عن علي بن محمد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن حسين بن علوان ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء.

وورثنا علمهم ، وفضلنا عليهم في فضلهم ،

وعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يعلمون ، وعلمنا علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فروينا لشيعتنا.

فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا (٢).

__________________

(١) رواه الصدوق في التوحيد : ص ٢٧٥ عن ابيه وعنه في البحار : ٢٦ / ١٨١ ح ٧ وفي ج ١٠ / ٢٣٤ بتمامه.

(٢) الخرائج والجرائح المخطوط : ٤١٤ باسناده عن ابن بابويه عن أبيه ونقله في البحار : ٢٦ / ١٩٩ ح ١ ، وفي البصائر : ص ٢٢٧ ح ٢ ص ٢٢٩ ح ٥ ( نحوه ).

١٣٩

٣٨ ـ باب أنهم القرى الظاهرة

١٦١ ـ عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثني محمد بن صالح الهمداني ، قال :

كتبت إلى صاحب الزمان عليه‌السلام : إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم‌السلام أنهم قالوا : « قوامنا وخدامنا شرار خلق الله ».

فكتب عليه‌السلام : ويحكم أما تقرؤون ما قال عز وجل : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً ) (١).

ونحن ـ والله ـ القرى التي بارك الله فيها ، وأنتم القرى الظاهرة ،

قال عبد الله بن جعفر : وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح ، عن صاحب الزمان عليه‌السلام (٢).

١٦٢ ـ سعد بن عبد الله ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سمعت الشيخ العمري رضي‌الله‌عنه يقول : صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم عليه‌السلام ، فأنفذه ، فرد عليه ، وقيل له :

((أخرج حق ولد عمك منه ، وهو أربعمائة درهم)).

__________________

(١) آية (١٨) سورة سبأ ٣٤.

(٢) رواه الصدوق في الإكمال : ٢ / ٤٨٣ ح ٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٣ / ١٨٤ ح ١٥ وعنه في ٥١ / ٣٤٣ ح ١ وعن غيبة الطوسي : ص ٢٠٩ ، وفي الوسائل : ١٨ / ١١٠ ح ٤٦ عن الاكمال وغيبة الطوسي ، ورواه في إعلام الورى : ص ٤٥٣.

١٤٠