الإمامة والتبصرة من الحيرة

أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي

الإمامة والتبصرة من الحيرة

المؤلف:

أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي


المحقق: مدرسة الإمام المهدي « عج »
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مدرسة الامام المهدي « عج »
الطبعة: ١
الصفحات: ١٦٠

٢٦ ـ باب إمامة القائم عليه‌السلام

٩٠ ـ سعد والحميري معا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ،

قال : قلت له : تكون الأرض بغير إمام؟ قال : لا (١).

قلت : أفيكون إمامان في وقت واحد؟ قال : لا ، إلا وأحدهما صامت.

قلت : فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده؟ قال نعم.

قال : قلت القائم إمام؟

قال : نعم ، إمام ابن إمام ، قد اؤتم به قبل ذلك (٢).

٩١ ـ سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال في قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) (٣).

__________________

(١) إلى هنا يتحد هذا الحديث مع ما أورده المؤلف في كتابنا هذا برقم (٦) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير ، فلاحظ.

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٢٣ ح ١٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٥ / ١٠٧ ح ٧ ، وذكر قطعة منه في البحار : ٢٣ / ٥٠ ح ٩٧ عن بصائر الدرجات : ص ٤٨٥ ح ٥ ، وفي البحار : ٢٣ / ٥٥ ح ١١٧ عن غيبة النعماني : ١٣٨ وأورد ( قطعة ) في الكافي : ١ / ١٧٨ ح ٤ بإسناده : عن الحسين بن أبي العلاء باختلاف يسير.

(٣) آية ١٥٨ سورة الأنعام ٦.

١٠١

فقال : الآيات هم الأئمة ، والآية المنتظرة هو القائم عليه‌السلام فيومئذ ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ ) قيامه بالسيف ، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم‌السلام (٤).

__________________

(٤) رواه الصدوق فى الاكمال : ١ / ١٨ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٥١ ح ٢٥ ، وفي الاكمال : ٢ / ٣٣٦ ح ٨ مرسلا ( مثله ).

١٠٢

٢٧ ـ باب في ذكر حديث اللوح ، وان الامام الثاني عشر هو

الحجة ابن الحسن العسكري

٩٢ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد ، والحسن بن طريف جميعا : عن بكر بن صالح (١) ،

عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

قال أبي عليه‌السلام لجابر بن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟

فقال له جابر : في أي الأوقات شئت ،

فخلى به أبو جعفر عليه‌السلام ، قال له : يا جابر ، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد ( ي ) أمي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا ،

فقال جابر : أشهد بالله ، أني دخلت على أمك فاطمة عليها‌السلام في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهنئها بولادة الحسين عليه‌السلام ، فرأيت في يدها لوحا أخضر ، ظننت أنه من زمرد ، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي ، يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟

__________________

(١) ورواه المؤلف أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن بكر ، فلاحظ السند في كمال الدين.

١٠٣

فقالت : هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه اسم أبي ، واسم بعلي ، واسم ابني ، وأسماء الأوصياء من ولدي ، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك.

قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة عليها‌السلام ، فقرأته وانتسخته ،

فقال له أبي عليه‌السلام : فهل لك ـ يا جابر ـ أن تعرضه علي؟

فقال : نعم ، فمشى معه أبي عليه‌السلام ، حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق ،

فقال : يا جابر ، انظر أنت في كتابك ، لأقرأه أنا عليك.

فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي عليه‌السلام ، فو الله ما خالف حرف حرفا قال جابر : فإني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؛ هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله ، ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي ، واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي.

إني ( أَنَا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ) ، قاصم الجبارين ( ومبير المتكبرين ) ومذل الظالمين ، وديان يوم الدين ، إني ( أَنَا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ) ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته ( عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ ) فإياي فاعبد ، وعلي فتوكل ،

إني لم أبعث نبيا ، فأكملت أيامه وانقضت مدته ، إلا جعلت له وصيا ، وإني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين ، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه ،

وجعلت حسينا خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة ، وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد ، وأرفع الشهداء درجة ، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده ، بعترته أثيب وأعاقب ،

أولهم علي سيد العابدين ، وزين أوليائي الماضين ، وابنه سمي (٢) جده المحمود ،

__________________

(٢) في البحار : شبيه ، وفي الاختصاص : شبه.

١٠٤

محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي ،

سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ،

حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أوليائه وأشياعه وأنصاره ، وانتجبت « بعد » (٣) موسى « فتنة » (٤) عمياء حندس ، لأن خيط فرضي لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وأن أوليائي لا يشقون أبدا ،

ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي ،

ألا إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ،

وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة ، وأمتحنه بالاضطلاع ،

يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ، إلى جنب شر خلقي ،

حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي ، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار ،

وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ،

أخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ،

ثم أكمل ذلك بابنه ، رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى وصبر أيوب ، ستذل أوليائي في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض من دمائهم ، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقا ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس ، وبهم أكشف الزلازل ، وأرفع عنهم الآصار والأغلال

__________________

(٣) في الاختصاص : بعده ، وأتيحت فتنة.

(٤) في الاختصاص : بعده ، وأتيحت فتنة.

١٠٥

( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (٥).

قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (٦).

٩٣ ـ سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس ، جميعا قالوا :

حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما‌السلام قال :

أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه ، وأمير المؤمنين متكئ ، على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين عليه‌السلام فرد عليه‌السلام فجلس ، ثم قال : يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : سلني عما بدا لك؟ فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟

فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال : يا با محمد أجبه.

فقال : أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ، فإن روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح ، وجذبت تلك

__________________

(٥) آية ١٥٧ سورة البقرة ٢.

(٦) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣٠٨ ح ١ والعيون : ١ / ٣٤ ح ٢ عن أبيه وعنهما في البحار : ٣٦ / ١٩٥ ح ٣ وعن الاحتجاج : ١ / ٨٤ والاختصاص : ٢٠٥ وغيبة الطوسي : ٩٣ وغيبة النعماني : ٢٩ ، وأورده في الكافي : ١ / ٥٢٧ ح ٣ وإعلام الورى : ٣٩٢ ، وجامع الأخبار ، ٢١ ، وقد تقدمت الإشارة الى هذا الحديث في المقدمة تحت عنوان حديث اللوح.

١٠٦

الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها ، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث ،

وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان : فإن قلب الرجل في حق ، على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر.

وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله ، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه وأمه ،

وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب ، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله ،

فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده ـ وأشار بيده إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ـ وأشار إلى الحسن عليه‌السلام ـ وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك ، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين ، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد ، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد ، وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ،

١٠٧

والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه‌السلام في أثره ، قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأعلمته.

فقال : يا أبا محمد أتعرفه؟ فقلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر عليه‌السلام (٧).

__________________

(٧) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣١٣ ح ١ والعيون : ١ / ٥٣ ح ٣٥ والعلل : ١ / ٩٦ ح ٦ عن أبيه وعنهم في البحار : ٣٦ / ٤١٤ ح ١ وعن غيبة الطوسي : ٩٨ والاحتجاج : ١ / ٣٩٥ والمحاسن : ٢ / ٣٣٢ ح ٩٩ وغيبة النعماني : ٢٧ وتفسير القمي : ٥٧٨ و ٤٠٥ ، واعلام الورى : ٤٠٤ عن ابن بابويه ودلائل الامامة : ٦٨.

١٠٨

٢٨ ـ باب في ولادة المهدي عليه‌السلام

٩٤ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسحاق بن محمد بن أيوب ، قال :

سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام يقول : صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد (١).

٩٥ ـ سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور وغيره ( عن « محمد » بن أبي عمير ) (٢) عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول :

في القائم عليه‌السلام سنة من موسى بن عمران عليه‌السلام.

فقلت : وما سنته من موسى بن عمران؟

قال : خفاء مولده ، وغيبته عن قومه.

فقلت : وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟

فقال : ثماني وعشرين سنة (٣).

__________________

(١) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٨١ ح ٦ و ٣٨٢ ح ٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ١٥٩ ح ٣ والاكمال : ٢ / ٣٦٠ ح ٢ وعنه في البحار : ٥١ / ١٥١ ح ٣.

(٢) زيادة من الاكمال.

(٣) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ١٥٢ ح ١٤ و ٣٤٠ ح ١٨ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٢١٦ ح ٢.

١٠٩

٢٩ ـ باب أن المهدي من ولد الحسين عليه‌السلام

٩٦ ـ سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه ، قال :

دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإذا الحسين بن علي على فخذه ، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ، ويقول :

أنت سيد ، ابن سيد ، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة ، أنت حجة الله ابن حجته ، وأبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم (١).

٩٧ ـ سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال :

سمعت عبد الله بن جعفر الطيار ، يقول : كنا عند معاوية والحسن والحسين عليهما‌السلام ، وعبد الله بن عباس ، وعمر بن أبي سلمة ، وأسامة بن زيد ـ فذكر حديثا جرى بينه وبينه ، أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان ـ :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول :

إني ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ).

__________________

(١) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٦٢ ح ٩ والعيون : ١ / ٤١ ح ١٧ والخصال : ٢ / ٤٧٥ ح ٣٨ وعنها في البحار : ٣٦ / ٢٤١ ح ٤٧ ورواه عن الصدوق بهذا السند في كفاية الأثر : ٤٥ ، وذكره في الطرائف : ص ٤٤.

١١٠

ثم أخي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ،

فإذا استشهد ، فابني الحسن ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ،

ثم ابني الحسين ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، فإذا استشهد ، فابنه علي ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، وستدركه يا علي ، ثم ابنه محمد بن علي ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ، وستدركه يا حسين ، ثم تكمله اثنى عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين.

قال عبد الله : ثم استشهدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما ، وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية.

قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد ، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

٩٨ ـ سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن جابر الجعفي من أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام :

يا علي أنا وأنت وابناك : الحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الإسلام ، من تبعنا نجا ، ومن تخلف عنا فإلى النار (٣).

٩٩ ـ سعد ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن جعفر بن محمد بن سماعة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن الحكم بن الصلت ،

عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خذوا بحجزة هذا الأنزع يعني عليا ـ فإنه الصديق الأكبر ، وهو الفاروق ، يفرق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله ،

__________________

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٧٠ ح ١٥ والخصال : ٢ / ٤٧٧ ح ٤١ والعيون : ١ / ٣٨ ح ١٣ عن أبيه وعنها في البحار : ٣٦ / ٢٣١ ح ١٣ وعن غيبة الطوسي : ٩١ وغيبة النعماني : ٤٦ ، وأورده في كتاب سليم بن قيس : ٢٣٢ وإعلام الورى : ٣٩٥ ح ١٦ وكشف الغمة : ٢ / ٥٠٨ والكافي : ١ / ٥٢٩ ح ٤.

(٣) رواه المفيد في الأمالي : ص ١٣٥ وعنه في البحار : ٣٦ / ٢٧١ ح ٩٣ وإثبات الهداة : ٣ ص ٦٣ ح ٧٤٣ ( مثله ).

١١١

ومن أبغضه أبغضه الله ، ومن تخلف عنه محقه الله ، ومنه سبطا أمتي : الحسن والحسين ، هما ابناي ،

ومن الحسين أئمة هداة ، أعطاهم الله علمي وفهمي.

فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه ( فَقَدْ هَوى ) ، ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ ) (٤) و (٥).

__________________

(٤) سورة آل عمران : آية ١٨٥.

(٥) رواه الصدوق في الأمالي : ص ١٨٠ ح ٧ وص ٥٣٦ ح ٨ والبصائر : ص ٥٣ ح ٢ وعنهما في البحار : ٣٦ / ٢٢٨ ح ٧ و ٢٣ / ١٢٩ ح ٦٠ و ٩٦ / ٢٤٢ ح ٥ ، ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص ١٠ بسند آخر ( نحوه ). وعنه في البحار : ٣٦ / ٢٥٨ ح ٧٦.

١١٢

٣٠ ـ باب أن المهدي هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك

١٠٠ ـ سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه ، عن جده محمد بن علي ، عن علي بن جعفر ،

عن أخيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال :

إذا فقد الخامس من ولد السابع ، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها يا بني : إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه.

فقلت : يا سيدي ، وما الخامس من ولد السابع؟

فقال : يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (١).

١٠١ ـ سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني ، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة ، عن أحمد بن هلال ، عن أمية بن علي ، عن أبي الهيثم بن أبي حية عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال :

__________________

(١) رواه الصدوق في الإكمال : ٢ / ٣٥٩ ح ١ والعلل : ١ / ٢٤٤ ح ٤ وعنهما في البحار : ٥١ / ١٥٠ ح ١ وعن غيبة الطوسي : ١٠٤ وغيبة النعماني : ٧٨ وكفاية الأثر : ٢٦٤ ، ورواه في بشارة الاسلام : ١٥٧ وإعلام الورى : ٤٣٣ والكافي : ١ / ٣٣٦ ح ٢.

١١٣

إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية : محمد ، وعلي ، والحسن فالرابع القائم (٢).

١٠٢ ـ عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام.

قال : قال لي : لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي ، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض ، وكل حرى وحران ، وكل حزين ولهفان ،

ثم قال عليه‌السلام : بأبي وأمي سمي جدي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشبيه موسى بن عمران عليه‌السلام ، عليه جيوب النور ، يتوقد من شعاع ضياء القدس ،

كم من حرى مؤمنة ، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين (٣).

__________________

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٣٣٣ ح ٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ١٤٣ ح ٤ وعن غيبة الطوسي :

١٣٩ باسناده : محمد الحميري عن أبيه عن أحمد بن هلال عن امية بن علي عن سلم بن أبي حية ( مثله ) وأورده في اعلام الورى : ٤٢٩.

(٣) رواه في العيون : ٢ ص ٦ ح ١٤ وعنه في البحار : ٥١ ص ١٥٢ ح ٣ وفيه ح ٢ عن الإكمال ص ٣٧٠ ح ٣ وفيه هكذا : ضياء القدس ( يحزن لموته أهل الأرض والسماء ) كم من حرى الخ ، وأورده في دلائل الامامة : ٢٤٥.

١١٤

٣١ ـ باب في أوصاف المهدي عليه السلام

١٠٣ ـ محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثني حمدان بن منصور ، عن سعد بن محمد ، عن عيسى الخشاب قال :

قلت للحسين بن علي عليه‌السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟

قال : لا ، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد ، الموتور بأبيه ، المكنى بعمه ، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (١).

١٠٤ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبد الله الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم والحسين بن زيد جميعا ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لا يزال في ولدي مأمون مأمول (٢).

١٠٥ ـ تسعد بن عبد الله قال : حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ،

عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) (٣).

فقال : هذه الآية نزلت في القائم ، يقول : إن أصبح إمامكم غائبا عنكم

__________________

(١) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣١٨ ح ٥ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ١٣٣ ح ٦.

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٢٨ ح ٢٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٢٣ / ٤٠ ح ٧٦ ، وأورده في دلائل الامامة : ص ٢٣٠.

(٣) آية ٣٠ سورة الملك ٦٧.

١١٥

لا تدرون أين هو ، فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض وحلال الله جل وعز وحرامه.

ثم قال عليه‌السلام : والله ما جاء تأويل هذه الآية ، ولا بد أن يجيء تأويلها (٤).

١٠٦ ـ سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد (٥).

١٠٧ ـ سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : يقوم القائم عليه‌السلام وليس لأحد في عنقه بيعة (٦).

١٠٨ ـ محمد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطاب ، عن عبد الله بن محمد ، عن منيع بن الحجاج البصري ، عن مجاشع ، عن معلى عن محمد بن الفيض ، عن أبي جعفر ، قال :

كانت عصا موسى لآدم عليهما‌السلام ، فصارت إلى شعيب ، ثم صارت إلى موسى بن عمران ، وإنها لعندنا ، وإن عهدي بها آنفا ،

وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا عليه‌السلام يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران عليه‌السلام ، وإنها تصنع ما تؤمر ، وإنها حيث ألقيت ( تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ ) بلسانها (٧).

__________________

(٤) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣٢٥ ح ٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٥٢ ح ٢٧ وعن غيبة الطوسي : ص ١٠١.

(٥) رواه في الاكمال : ٢ / ٤٧٩ ح ٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٩٥ ح ١٢.

(٦) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٤٨٠ ح ٣ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٩٥ ح ١٣.

(٧) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٧٣ ح ٢٧ عن أبيه وعنه في البحار : ٥٢ / ٣١٩ ح ١٩ وعن البصائر : ص ١٨٣ ح ٣٥ ، ورواه الكليني في الكافي : ١ / ٢٣١ ح ١ والاختصاص : ص ٢٦٣.

١١٦

٣٢ ـ باب في النهي عن تسميته عليه السلام

١٠٩ ـ سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ،

عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر (١).

١١٠ ـ سعد بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت ، قال :

سئل الرضا عليه‌السلام عن القائم عليه‌السلام فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (٢).

١١١ ـ سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال :

سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : سأل عمر أمير المؤمنين عليه‌السلام عن المهدي ، فقال : يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟

قال : أما اسمه فلا ، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى

__________________

(١) رواه الصدوق في الإكمال : ٢ / ٦٤٨ ح ١ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٣٣ ح ١١ وفي الوسائل : ١١ / ٤٨٦ ح ٤ وعن الكافي : ١ / ٣٣٣ ح ٤.

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٤٨ ح ٢ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٣٣ ح ١٢ ، وفي الوسائل : ١١ / ٤٨٦ ح ٥ عنه وعن الكافي : ١ / ٣٣٣ ح ٣.

١١٧

يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه (٣).

١١٢ ـ سعد بن عبد الله ، عن محمد بن أحمد العلوي ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن العسكري عليه‌السلام ، يقول :

الخلف ( من بعدي ابني الحسن ) (٤) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟

قلت : ولم؟ جعلني الله فداك.

قال : لأنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه.

قلت : فكيف نذكره؟

فقال : قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه (٥).

__________________

(٣) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٤٨ ح ٣ عن أبيه ، وعنه في البحار : ٥١ / ٣٣ ح ١٣ وعن غيبة الطوسي : ص ٢٨١ والارشاد : ص ٤١٠ واعلام الورى : ص ٤٦٥ وكشف الغمة : ٢ / ٤٦٤ س ٨.

(٤) في الاكمال : من بعدي الحسن إبني وفي البحار : من بعد الحسن ابني.

(٥) رواه الصدوق في الاكمال : ٢ / ٦٤٨ ح ٤ وص ٣٨١ ح ٥ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٣١ ح ٢ وص ١٥٨ ح ١ ، و ٥٠ / ٢٤٠ ح ٤ وعن غيبة الطوسي : ص ١٢١ والكافي : ١ / ٣٣٢ ح ١ والعلل : ١ / ٢٤٥ ح ٥ واعلام الورى : ٣٧٠ وكفاية الأثر : ٢٤٨ والارشاد : ٣٨ ، وفي الوسائل : ١١ / ٤٨٧ ح ٦ عن الكافي والاكمال.

١١٨

٣٣ ـ باب في الغيبة

١١٣ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ، قالا :

حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ، عن الحسين بن الربيع المدائني قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن أسيد بن ثعلبة ، عن أم هانئ ، قالت :

لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فسألته عن هذه الآية : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (١).

فقال : إمام يخنس في زمانه ، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل ، فإن أدركت ذلك قرت عيناك (٢).

١١٤ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا ،

قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا : حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب السراد ، عن داود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) آية ١٥ و ١٦ سورة التكوير ٨١.

(٢) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٣٢٤ ح ١ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٥١ ح ٢٦ وعن غيبة الطوسي : ص ١٠١ وغيبة النعماني : ١٥٠ ح ٧ ، ورواه في الكافي : ١ / ٣٤١ ح ٢٢ و ٢٣ باسناده عن أم هانئ. وفي البحار : ٥١ / ١٣٧ ح ٦ عن غيبة النعماني : ١٤٩ ح ٦.

١١٩

المهدي من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ،

تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب ، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (٣).

١١٥ ـ سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا ،

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ،

عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله ، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد بن قابوس ، عن النصر بن أبي السري ، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن مالك الجهني ، عن الحارث بن المغيرة النصري ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال :

أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض ، فقلت :

يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض ، أرغبت فيها؟!

فقال : لا والله ، ما رغبت فيها ، ولا في الدنيا يوما قط ، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهدي ، يملؤها عدلا كما ملئت جورا وظلما ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ، ويهتدي فيها آخرون.

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن هذا لكائن؟

فقال : نعم ، كما إنه مخلوق ، وأنى لك بالعلم بهذا الأمر ، يا أصبغ ، أولئك

__________________

(٣) رواه الصدوق في الاكمال : ١ / ٢٨٧ ح ٤ عن أبيه وعنه في البحار : ٥١ / ٧٢ ح ١٦ وفي ص ٧١ ح ١٣ عن الاكمال : ص ٢٨٦ ح ١ بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (ص) وأورده في كفاية الأثر : ص ٦٦ وإعلام الورى ٤٢٤ عن ابن بابويه.

١٢٠