الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف - ج ١

الشيخ جعفر السبحاني

الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف - ج ١

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : الفقه
الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
المطبعة: الإعتماد
الطبعة: ١
ISBN: 964-357-047-9
الصفحات: ٥٨٤

أمّا الرواية الثانية : فقد جاء في سندها من لا يصح الاحتجاج به ، نظراء :

١. محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي : أبو عبد الله المتوفّى حدود عام ١٢٠ ه‍.

قال أبو جعفر العقيلي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي وذكر محمد بن إبراهيم التيمي المدني فقال : في حديثه شيء ، يروي أحاديث مناكير ، أو منكرة. (١)

٢. محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ، فإنّ أهل السنّة لا يحتجون برواياته ، وإن كان هو الأساس لـ « سيرة ابن هشام ـ المطبوعة ـ ».

قال أحمد بن أبي خيثمة :. وسئل يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بذاك ، ضعيف. قال : وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول : محمد بن إسحاق عندي سقيم ليس بالقوي.

وقال أبو الحسن الميموني : سمعت يحيى بن معين يقول : محمد بن إسحاق ضعيف. وقال النسائي : ليس بالقوي. (٢)

٣. عبد الله بن زيد ، راوية الحديث وكفى في حقّه أنّه قليل الحديث ، قال الترمذي : لا نعرف له عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا يصح إلاّ هذا الحديث الواحد في الأذان ، قال الحاكم : الصحيح : أنّه قتل بأحد ، والروايات عنه كلّها منقطعة ، قال ابن عدي : لا نعرف له شيئا يصح عن النبيّ إلاّ حديث الأذان. (٣)

وروى الترمذي عن البخاري : لا نعرف له إلاّ حديث الأذان. (٤)

__________________

١. تهذيب الكمال : ٢٤ / ٣٠٤.

٢. المصدر نفسه : ٢٤ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤ ، ولاحظ تاريخ بغداد : ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٤.

٣. سنن الترمذي : ١ / ٣٦١ ؛ تهذيب التهذيب : ٥ / ٢٢٤.

٤. تهذيب الكمال : ١٤ / ٥٤١.

١٤١

وقال الحاكم : عبد الله بن زيد هو الذي أُرِيَ الأذان ، الذي تداوله فقهاء الإسلام بالقبول. ولم يخرج في الصحيحين لاختلاف الناقلين في أسانيده. (١)

وأمّا الرواية الثالثة : فقد اشتمل السند على محمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن إبراهيم التيمي ، وقد تعرّفت على حالهما كما تعرفت على أنّ عبد الله بن زيد كان قليل الرواية ، والروايات كلّها عنه منقطعة ، لأنّه قتل بأحد.

وأمّا الرواية الرابعة : فقد جاء في سندها :

١. عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني.

قال يحيى بن سعيد القطان : سألت عنه بالمدينة ، فلم أرهم يحمدونه. وكذلك قال علي بن المديني.

وقال علي أيضا : سمعت سفيان وسئل عن عبد الرحمن بن إسحاق ، قال : كان قدريا فنفاه أهل المدينة ، فجاءنا هاهنا مقتل الوليد ، فلم نجالسه.

وقال أبو طالب : سألت أحمد بن حنبل عنه ، فقال : روى عن أبي الزناد أحاديث منكرة.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي : يكتب حديثه ، وليس بالقوي.

وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ، ولا يحتجّ به.

وقال البخاري : ليس ممّن يعتمد على حفظه. لا يعرف له بالمدينة تلميذ إلاّ موسى الزمعيّ ، روى عنه أشياء في عدّة منها اضطراب.

وقال الدارقطني : ضعيف يرمى بالقدر.

وقال أحمد بن عدي : في حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع. (٢)

__________________

١. مستدرك الحاكم : ٣ / ٣٣٦.

٢. تهذيب الكمال : ١٦ / ٥١٩ برقم ٣٧٥٥.

١٤٢

٢. محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي ( ١٥٠ ـ ٢٤٠ ه‍ ) فيعرّفه جمال الدين المزّي بقوله : قال ابن معين : لا شيء ، وأنكر روايته عن أبيه. وقال أبو حاتم : سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ذاك رجل سوء كذّاب. ، وأخرج أشياء منكرة.

وقال أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي : وسألته يعني ـ أبا زرعة ـ عن محمد بن خالد ، فقال : رجل سوء.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال : يخطئ ويخالف. (١)

وقال الشوكاني بعد نقل الرواية : وفي إسناده ضعف جدّا. (٢)

وأمّا الرواية الخامسة : فقد جاء في سندها :

١. محمد بن إسحاق بن يسار.

٢. محمد بن الحارث التيمي.

٣. عبد الله بن زيد.

وقد تعرّفت على جرح الأوّلين ، وانقطاع السند في كل ما يرويان عن الثالث ، وبذلك يتّضح حال السند السادس فلاحظ.

هذا ما ورد في السنن. أمّا ما ورد في غيرها فنذكر منه ما رواه الإمام أحمد ، والدارمي ، والدارقطني في مسانيدهم ، والإمام مالك في موطّئه ، وابن سعد في طبقاته ، والبيهقي في سننه ، وإليك البيان :

__________________

١. المصدر نفسه : ٢٥ / ١٣٩ برقم ٥١٧٨.

٢. نيل الأوطار : ٢ / ٣٧ ـ ٣٨.

١٤٣

٧

روايات الأذان في غير الكتب الستّة

قد عرفت من الحاكم انّ الشيخين : البخاري ومسلما لم يخرّجا حديث عبد الله بن زيد لاختلاف الناقلين في أسانيدهما وإنّما أخرجه من أصحاب الكتب الستة ، أبو داود والترمذي وابن ماجة أصحاب السنن ، وقد عرفت وجود التناقض في مضامينها والضعف في أسانيدها ، فهلم معي ندرس ما رواه أصحاب المسانيد وغيرهم ممّن تعدّ كتبهم دون الكتب الستة في الإتقان والصحّة.

ألف : ما رواه الإمام أحمد في مسنده

روى الإمام أحمد رؤيا الأذان في مسنده عن عبد الله بن زيد بأسانيد ثلاثة (١) :

١. قد ورد في السند الأوّل زيد بن الحباب بن الريان التميمي ( المتوفّى ٢٠٣ ه‍ ).

وقد وصفوه بكثرة الخطأ وله أحاديث تستغرب عن سفيان الثوري من جهة إسنادها ، وقال ابن معين : أحاديثه عن الثوري مقلوبة. (٢)

__________________

١. مسند أحمد : ٤ / ٤٢ ـ ٤٣.

٢. ميزان الاعتدال : ٢ / ١٠٠ برقم ٢٩٩٧.

١٤٤

كما اشتمل على عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربّه ، وليس له في الصحاح والمسانيد إلاّ رواية واحدة وهي هذه ، وفيها فضيلة لعائلته ، ولأجل ذلك يقلّ الاعتماد عليها.

كما اشتمل الثاني على محمد بن إسحاق بن يسار الذي تعرّفت عليه.

واشتمل الثالث على محمد بن إبراهيم الحارث التيمي ، مضافا إلى محمد بن إسحاق ، وينتهي إلى عبد الله بن زيد ، وهو قليل الحديث جدا.

وقد جاء في الرواية الثانية بعد ذكر الرؤيا وتعليم الأذان لبلال :

إنّ بلالا أتى رسول الله فوجده نائما ، فصرخ بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم ، فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر. وكفى في ضعف الرواية ما في ذيلها.

ب : ما رواه الدارمي في مسنده

روى رؤيا الأذان الدارمي في مسنده بأسانيد ، وكلها ضعاف ، وإليك الأسانيد وحدها :

١. أخبرنا محمد بن حميد ، حدّثنا سلمة ، حدّثني محمد بن إسحاق وقد كان رسول الله حين قدمها. إلخ.

٢. نفس هذا السند وجاء بعد محمد بن إسحاق : حدّثني هذا الحديث ، محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربّه ، عن أبيه بهذا الحديث.

٣. أخبرنا محمد بن يحيى ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق. والباقي نفس ما جاء في السند الثاني. (١)

__________________

١. سنن الدارمي : ١ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ باب بدء الأذان.

١٤٥

والأوّل منقطع ، والثاني مشتمل على محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وقد عرفت حاله ، والثالث مشتمل على ابن إسحاق وقد عرفت حاله.

ج : ما رواه الإمام مالك في الموطأ

روى الإمام مالك رؤيا الأذان في موطّئه : عن يحيى ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد أنّه قال : كان رسول الله قد أراد أن يتّخذ خشبتين يضرب بهما. (١)

والسند منقطع ، والمراد يحيى بن سعيد بن قيس المولود قبل عام ٧٠ وتوفّى بالهاشمية سنة ١٤٣ ه‍. (٢)

د : ما رواه ابن سعد في طبقاته

رواه محمد بن سعد في طبقاته بأسانيد (٣) موقوفة لا يحتجّ بها :

الأوّل : ينتهي إلى نافع بن جبير الذي توفّى في عشر التسعين وقيل سنة ٩٩ ه‍.

والثاني : ينتهي إلى عروة بن الزبير الذي تولّد عام ٢٩ وتوفّى عام ٩٣ ه‍.

والثالث : ينتهي إلى زيد بن أسلم الذي توفّى عام ١٣٦ ه‍.

والرابع : ينتهي إلى سعيد بن المسيب الذي توفّى عام ٩٤ ، وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى الذي توفّى عام ٨٢ ، أو ٨٣ ه‍.

وقال الذهبي في ترجمة عبد الله بن زيد : حدّث عنه سعيد بن المسيب وعبد

__________________

١. الموطأ : ٧٥ باب ما جاء في النداء للصلاة برقم ١.

٢. سير أعلام النبلاء : ٥ / ٤٦٨ برقم ٢١٣.

٣. الطبقات الكبرى : ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.

١٤٦

الرحمن بن أبي ليلى ولم يلقه. (١)

وروى أيضا بالسند التالي :

أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ، أخبرنا مسلم بن خالد ، حدّثني عبد الرحيم بن عمر ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد أن يجعل شيئا يجمع به الناس. حتى أري رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد ، وأُريه عمر بن الخطاب تلك الليلة. إلى أن قال : ـ فزاد بلال في الصبح « الصلاة خير من النوم » فأقرّها رسول الله.

فقد اشتمل السند على :

١. مسلم بن خالد بن قرقرة : ويقال : ابن جرحة.

ضعّفه يحيى بن معين.

وقال علي بن المديني : ليس بشيء.

وقال البخاري : منكر الحديث.

وقال النسائي : ليس بالقوي.

وقال أبو حاتم : ليس بذاك القوي ، منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به ، تعرف وتنكر. (٢)

٢. محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني ( ٥١ ـ ١٢٣ ه‍ ).

قال أنس بن عياض ، عن عبيد الله بن عمر : كنت أرى الزهري يعطي

__________________

١. سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٧٦ برقم ٧٩ ، وسيوافيك تفصيله في المقام الثاني.

٢. تهذيب الكمال : ٢٧ / ٥٠٨ برقم ٥٩٢٥.

١٤٧

الكتاب فلا يقرأه ولا يقرأ عليه ، فيقال له : نروي هذا عنك ، فيقول : نعم.

وقال إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني عن الفريابي : سمعت سفيان الثوري يقول : أتيت الزهري فتثاقل عليّ ، فقلت له : لو أنّك أتيت أشياخنا ، فصنعوا بك مثل هذا ؛ فقال : كما أنت ، ودخل فأخرج إليّ كتابا ، فقال : خذ هذا فاروه عنّي ، فما رويت عنه حرفا. (١)

هـ : ما رواه البيهقي في سننه

روى البيهقي رؤيا الأذان بأسانيد لا يخلو الكل عن علّة أو علاّت ، وإليك الإشارة إلى الضعاف الواردين في أسانيدها :

الأوّل : يشتمل على أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار ، وقد تعرفت على أبي عمير بن أنس ، وأنّه قال فيه ابن عبد البر : وإنّه مجهول لا يحتجّ به (٢) يروي عن مجاهيل (٣) باسم العمومة ، ولا دليل على كون هؤلاء من الصحابة ، وإن افترضنا عدالة كل صحابي ، وعلى فرض التسليم أنّ العمومة كانوا منهم ، لكن موقوفات الصحابي ليست بحجّة ، إذ لا علم بأنّه روى عن النبي.

الثاني : يشتمل على أناس لا يحتج بهم :

١. محمد بن إسحاق بن يسار.

٢. محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.

٣. عبد الله بن زيد.

وقد تعرّفت على الجميع.

__________________

١. المصدر نفسه : ٢٦ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠.

٢. سنن البيهقي : ١ / ٣٩٠.

٣. تهذيب التهذيب : ١٢ / ١٨٨ برقم ٨٦٨.

١٤٨

الثالث : مشتمل على ابن شهاب الزهري ، يروي عن سعيد بن المسيب المتوفّى عام ٩٤ ه‍ عن عبد الله بن زيد. (١) وقد عرفت أنّهما لم يدركا عبد الله بن زيد.

و : ما رواه الدارقطني في سننه

روى الدارقطني رؤيا الأذان بأسانيد ، إليك بيانها :

١. حدّثنا محمد بن يحيى بن مرداس ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا حماد بن خالد ، حدّثنا محمد بن عمرو ، عن محمد بن عبد الله ، عن عمّه عبد الله ابن زيد.

٢. حدّثنا محمد بن يحيى : حدّثنا أبو داود ، حدّثنا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدّثنا محمد بن عمرو ، قال : سمعت عبد الله بن محمد ، قال : كان جدي عبد الله بن زيد بهذا الخبر. (٢)

وقد اشتمل السندان على محمد بن عمرو ، وهو مردّد بين الأنصاري ، الذي ليس له في الصحاح والمسانيد إلاّ هذه الرواية ، قال الذهبي : لا يكاد يعرف ، وبين محمد بن عمرو أبو سهل الأنصاري الذي ضعّفه يحيى القطان ، وابن معين وابن عدي. (٣)

٣. حدّثنا أبو محمد بن صاعد ، حدّثنا الحسن بن يونس ، حدّثنا الأسود بن عامر ، حدّثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي

__________________

١. سنن البيهقي : ١ / ٣٩٠.

٢. سنن الدارقطني : ١ / ٢٤٥ برقم ٥٦ و ٥٧.

٣. ميزان الاعتدال : ٣ / ٦٧٤ برقم ٨٠١٧ و ٨٠١٨ ، تهذيب الكمال : ٢٦ / ٢٢٠ برقم ٥٥١٦ ، تهذيب التهذيب : ٩ / ٣٧٨ برقم ٦٢٠.

١٤٩

ليلى ، عن معاذ بن جبل ، قال : قام رجل من الأنصار ، عبد الله بن زيد ، ـ يعني إلى النبي ـ فقال : يا رسول الله إنّي رأيت في النوم. (١)

وهذا السند منقطع ، لأنّ معاذ بن جبل توفّى عام ٢٠ أو ١٨ ه‍ وتولّد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، سنة ١٧ ه‍ ، مضافا إلى أنّ الدارقطني ضعّف عبد الرحمن وقال : ضعيف الحديث سيّئ الحفظ ، وابن أبي ليلى لا يثبت سماعه من عبد الله بن زيد. (٢)

إلى هنا تم الكلام في المقام الأوّل ، واتّضح أنّ الأذان إنّما شرع بوحي إلهي ، لا برؤيا عبد الله بن زيد ولا برؤيا عمر بن الخطاب ولا بأيّ ابن أنثى كائنا من كان ، وانّ هذه الأحاديث ، متعارضة جوهرا ، غير تامّة سندا ، لا يثبت بها شيء ، مضافا إلى ما ذكرنا في صدر البحث من الاستنكار العقلي ، فلاحظ.

وحان البحث عن كيفية دخول التثويب في أذان الفجر ، وهذا هو المقام الثاني الذي نتلوه عليك فنقول :

__________________

١. سنن الدارقطني : ١ / ٢٤٢ برقم ٣١.

٢. سنن الدارقطني : ١ / ٢٤١.

١٥٠

المقام الثاني :

١

دراسة تاريخ دخول التثويب

في أذان صلاة الفجر

التثويب من ثاب يثوب : إذا رجع فهو بمعنى الرجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة ، فإنّ المؤذّن إذا قال : « حيّ على الصلاة » فقد دعاهم إليها ، فإذا قال : « الصلاة خير من النوم » فقد رجع إلى كلام معناه : المبادرة إليها.

وفسّره صاحب القاموس : بمعان منها : الدعاء إلى الصلاة ، وتثنية الدعاء ، وأن يقول في أذان الفجر : « الصلاة خير من النوم ـ مرتين ـ ».

وقال في المغرب : التثويب : القديم ، هو قول المؤذن في أذان الصبح : « الصلاة خير من النوم ـ مرتين ـ » والمحدث « الصلاة الصلاة » أو « قامت قامت ». (١)

والظاهر أنّه غلب استعماله بين أئمّة الحديث في القول المذكور أثناء الأذان ، ربّما يطلق على مطلق الدعوة بعد الدعوة ، فيعمّ ما إذا نادى المؤذّن بعد تمام الأذان بالقول المذكور أيضا أو بغيره ممّا يفيد الدعوة إليها بأيّ لفظ شاء.

__________________

١. الحدائق : ٧ / ٤١٩. ولاحظ النهاية في غريب الحديث : ١ / ٢٢٦ ، لسان العرب مادة « ثوب » ، والقاموس مادة « ثوب ».

١٥١

قال السندي في حاشيته على سنن النسائي : التثويب هو العود إلى الإعلام بعد الإعلام ، وقول المؤذّن « الصلاة خير من النوم » لا يخلو عن ذلك. فسمّي تثويبا. (١)

فالمقصود في المقام تبيين حكم قول المؤذّن أثناء الأذان لصلاة الفجر : « الصلاة خير من النوم » ، فهل هو مشروع ، أو بدعة حدثت بعد النبي لما استحسنه بعض الناس من إقراره في الأذان ، سواء أكان هو التثويب فقط أو عمّ مطلق الدعوة إلى الصلاة ولو بعد تمام الأذان ، بهذا اللفظ أو بغيره؟

فنقول : التثويب بهذا المعنى ورد تارة في خلال أحاديث رؤية الأذان ، وأخرى في غيرها ، أمّا الأوّل فقد ورد في ما يلي :

١. ما رواه ابن ماجة ( الرواية الرابعة ) وقد عرفت نصّ الشوكاني على ضعفها. (٢)

٢. ما رواه الإمام أحمد : وقد عرفت ما في سنده من الضعف حيث جاء فيه :

محمد بن إسحاق ، وعبد الله بن زيد بن عبد ربّه. (٣)

٣. ما رواه ابن سعد في طبقاته : وفي سنده : مسلم بن خالد بن قرقرة وقد عرفت ضعفه. (٤)

وأمّا الثاني ـ أي نقل التثويب في غير رؤية الأذان ـ فقد نقله أصحاب السنن ، وإليك النصوص :

__________________

١. السنن : ٢ / ١٤ قسم التعليقة.

٢. لاحظ الرواية الرابعة ص ١٣٣ وكلمة الشوكاني ص ١٤٣ من هذا الكتاب.

٣. لاحظ ما نقلناه عن الإمام أحمد ، بعد أحاديث السنن ص ١٤٤.

٤. لاحظ ص ١٤٧ من هذا الكتاب.

١٥٢

٤. ما رواه ابن ماجة : بالسند التالي : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، عن أبي إسرائيل ، عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن بلال ، قال : أمرني رسول الله أن أثوب في الفجر ونهاني أن أثوب في العشاء. (١)

وفي هذه الرواية دلالة على أنّ التثويب يستعمل في مطلق الدعوة إلى الصلاة ، وإن لم يكن بلفظ « الصلاة خير من النوم » بشهادة النهي عن التثويب في العشاء ، لأنّ التثويب فيه لا يتحقّق إلاّ بلفظ آخر ، مثل « الصلاة جامعة » ، أو « قد قامت الصلاة » وغيرهما.

٥. حدثنا عمر بن رافع ، حدّثنا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب عن بلال : أنّه أتى النبيّ يؤذِنه بصلاة الفجر فقيل : هو نائم ، فقال : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ، فأقرّت في تأذين الفجر ، فثبت الأمر على ذلك. (٢)

والسندان منقطعان أمّا الأوّل : فابن أبي ليلى ولد عام ١٧ ومات بلال عام ٢٠ أو ٢١ بالشام وكان مرابطا بها قبل ذلك من أوائل فتوحها ، فهو شامي وابن أبي ليلى كوفي ، فكيف يسمع منه مع حداثة السن وتباعد الديار؟! (٣)

ورواه الترمذي مع اختلاف في أوّل السند ، وقال : حديث بلال لا نعرفه إلاّ من حديث أبي إسرائيل الملاّئي ، وأبو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم ( ابن عتيبة ) قال : إنّما رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم.

__________________

١. سنن ابن ماجة : ١ / ٢٣٧ برقم ٧١٥.

٢. سنن ابن ماجة : ١ / ٢٣٧ برقم ٧١٦.

٣. نيل الأوطار : ٢ / ٣٨.

١٥٣

وأبو إسرائيل اسمه : إسماعيل بن أبي إسحاق ، وليس هو بذاك القوي عند أهل الحديث. (١)

أمّا الثاني فقد قال فيه ابن ماجة نقلا عن الزوائد : إسناده ثقات إلاّ أنّ فيه انقطاعا ( لأنّ ) سعيد بن المسيب لم يسمع من بلال. (٢)

٦. ما رواه النسائي : أخبرنا سويد بن نصر قال : أنبأنا عبد الله ، عن سفيان ، عن أبي جعفر ، عن أبي سلمان ، عن أبي محذورة ، قال : كنت أؤذّن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكنت أقول في أذان الفجر الأوّل : حيّ على الفلاح ، الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلاّ الله. (٣)

وفي سنن البيهقي (٤) وسبل السّلام (٥) مكان « أبي سلمان » : « أبي سليمان ».

قال البيهقي : وأبو سليمان اسمه « همام المؤذن » ولم نجد ترجمة لهمام المؤذّن فيما بأيدينا من كتب الرجال فلم يذكره الذهبي في « سير أعلام النبلاء » ، ولا المزّي في « تهذيب الكمال » ، والرجل غير معروف.

وأمّا أبو محذورة فهو من الصحابة لكنّه قليل الرواية ، لا يتجاوز ما رواه عن عشر روايات وقد أذّن لرسول الله في العام الثامن ، في غزوة حنين. (٦)

٧. ما رواه البيهقي في سننه بسند ينتهي إلى أبي قدامة ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جده قال : قلت : يا رسول الله علّمني سنّة الأذان ، وذكر الحديث وقال فيه : حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، فإن كان

__________________

١. سنن الترمذي : ١ / ٣٧٨ ، برقم ١٩٨.

٢. سنن ابن ماجة : ١ / ٢٣٧ ، برقم ٧١٦. ولد سعيد بن المسيب عام ١٣ وتوفّى عام ٩٤ ه‍.

٣. سنن النسائي : ٢ / ١٣ باب التثويب في الأذان.

٤. سنن البيهقي : ١ / ٤٢٢ ، سبل السّلام : ١ / ٢٢١.

٥. سنن البيهقي : ١ / ٤٢٢ ، سبل السّلام : ١ / ٢٢١.

٦. أسماء الصحابة الرواة : ١٦١ برقم ١٨٨.

١٥٤

صلاة الصبح قل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم.

٨. ما رواه أيضا بسند ينتهي إلى عثمان بن السائب : أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه. (١)

ومحمد بن عبد الملك قد تعرّفت على حاله. وعثمان بن السائب ولدا ووالدا ، غير معروفين ليس لهما إلاّ رواية واحدة. (٢)

٩. ما رواه أبو داود بسند ينتهي إلى الحرث بن عبيد ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قلت : يا رسول الله علّمني سنّة الأذان ـ إلى أن قال : ـ فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم. (٣).

والسند مشتمل على محمد بن عبد الملك ، قال ابن حجر : قال عبد الحق : لا يحتج بهذا الاسناد ، وقال ابن القطان : مجهول الحال ، لا نعلم روى عنه إلاّ الحارث. (٤)

وقال الشوكاني في حقّ محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة : غير معروف الحال ، والحرث بن عبيد وفيه مقال. (٥)

١٠. روى أيضا بسند ينتهي إلى عثمان بن سائب : أخبرني أبي وأمّ عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبي محذورة ، عن النبي نحو هذا الخبر. (٦)

__________________

١. سنن البيهقي : ١ / ٤٢١ ـ ٤٢٢ باب التثويب في أذان الصبح.

٢. ميزان الاعتدال : ٢ / ١١٤ ، برقم ٣٠٧٥ ( السائب ) ، تهذيب التهذيب : ٧ / ١١٧ برقم ٢٥٢ ( عثمان بن السائب ).

٣. سنن أبي داود : ١ / ١٣٦ ، برقم ٥٠٠.

٤. تهذيب التهذيب : ٩ / ٣١٧.

٥. نيل الأوطار : ٢ / ٣٨.

٦. سنن أبي داود : ١ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، باب كيفية الأذان برقم ٥٠١.

١٥٥

وقد عرفت ضعف السند.

١١. روى أيضا بسند ينتهي إلى إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة قال : سمعت جدي عبد الملك بن أبي محذورة يذكر أنّه سمع أبا محذورة يقول : ألقى عليّ رسول الله الأذان حرفا حرفا ـ إلى أن قال ـ : وكان يقول في الفجر : الصلاة خير من النوم. (١)

وإبراهيم بن إسماعيل له رواية واحدة ، وهو بعد لم يوثّق (٢) مضافا إلى احتمال الانقطاع في السند.

وما رواه الدارقطني فعلى أقسام :

١٢. ما يدلّ على أنّه سنّة في الأذان ، رواه عن أنس وعمر من دون أن ينسباه إلى النبي وهي ثلاثة أحاديث. (٣)

١٣. ما يدلّ على أنّ النبي أمر بلالا بذلك لكن السند منقطع. رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال (٤) مع ضعف في سنده لمكان عبد الرحمن بن الحسن فيه المكنّى بـ « أبي مسعود الزجاج » وقد عرّفه أبو حاتم : بأنّه لا يحتج به ، وإن ليّنه الآخرون. (٥)

١٤. ما يدلّ على الإعلام قبل الأذان ، بأي شكل اتّفق ، وهو خارج عن المقصود ، وقد ضعّف بعض من جاء في سنده. (٦)

__________________

١. سنن أبي داود : ١ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، باب كيفية الأذان برقم ٥٠٤.

٢. تهذيب الكمال : ٢ / ٤٤ برقم ١٤٧.

٣. سنن الدارقطني : ١ / ٢٤٣ برقم ٣٨ ـ ٣٩ ـ ٤٠.

٤. سنن الدارقطني : ١ / ٢٤٣ برقم ٤١.

٥. انظر ميزان الاعتدال : ٢ / ٥٥٦ برقم ٤٨٥١.

٦. سنن الدارقطني : ١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ برقم ٤٨ ، ٥١ ، ٥٢ ، ٥٣.

١٥٦

ما رواه الدارمي :

١٥. روى الدارمي بسند ينتهي إلى الزهري ، عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن. قال حفص : حدّثني أهلي ، أنّ بلالا أتى رسول الله يؤذنه لصلاة الفجر فقالوا : إنّه نائم ، فنادى بلال بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم. فأقرّت في أذان صلاة الفجر. (١)

والرواية لا يحتج بها لمكان الزهري أوّلا ، وحفص بن عمر الذي ليس له إلاّ رواية واحدة وهي هذه (٢) مضافا إلى كون الأصل الناقل مجهولا.

١٦. ما رواه الإمام مالك : انّ المؤذّن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما ، فقال : الصلاة خير من النوم. فأمر عمر أن يجعلها في نداء الصبح. (٣)

حصيلة الروايات :

إنّ روايات التثويب متعارضة جدا لا يمكن إرجاعها إلى معنى واحد ، وإليك أقسامها :

١. ما يدلّ على أنّ عبد الله بن زيد رآه في رؤياه وأنّه كان جزءا من الأذان من أوّل الأمر.

٢. ما يدلّ على أنّ بلالا زاده فيه وقرّره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أن يجعله بلال جزءا من الأذان كما في رواية الدارمي.

__________________

١. سنن الدارمي ١ / ٢٧٠ ، باب التثويب في أذان الفجر.

٢. تهذيب الكمال : ٧ / ٣٠ برقم ١٣٩٩ ، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : ١ / ٥٦٠ برقم ٢١٢٩ : تفرّد عن حفص ، الزهري.

٣. الموطأ : ٧٨ برقم ٨.

١٥٧

٣. ما يدلّ على أنّ عمر بن الخطاب أمر المؤذّن أن يجعلها في نداء الصبح كما رواه الإمام مالك.

٤. ما يدلّ على أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علّمها أبا محذورة ، كما رواه البيهقي في سننه.

٥. ما يظهر أنّ بلالا ينادي بالصبح فيقول : « حيّ على خير العمل » فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يجعل مكانها : « الصلاة خير من النوم » وترك « حيّ على خير العمل » كما رواه المتقي الهندي في كنزه ( ٨ / ٣٤٥ برقم ٢٣١٨٨ ).

ومع هذا التعارض الواضح ، لا يمكن الركون إليها ، وبما أنّ أمرها دائر بين السنّة والبدعة ، فتركها متعيّن لعدم العقاب على تركها ، بخلاف ما لو كانت بدعة.

١٥٨

٢

كلمات الأعلام في التثويب

إنّ بين الصحابة والتابعين من يراه بدعة وأنّه لم يأمر به النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإنّما حدث بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإليك نصوصهم :

١. قال ابن جريج : أخبرني عمرو بن حفص أنّ سعدا ( المؤذّن ) أوّل من قال : الصلاة خير من النوم ، في خلافة عمر ، فقال عمر : بدعة ، ثمّ تركه ، وانّ بلالا لم يؤذّن لعمر.

٢. وعنه أيضا : أخبرني حسن بن مسلم أنّ رجلا سأل طاوسا : متى قيل الصلاة خير من النوم؟ فقال : أما إنّها لم تقل على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكنّ بلالا سمعها في زمان أبي بكر بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقولها رجل غير مؤذن ، فأخذها منه. فأذّن بها فلم يمكث أبو بكر إلاّ قليلا حتى إذا كان عمر قال : لو نهينا بلالا عن هذا الذي أحدث ، وكأنّه نسيه وأذّن بها الناس حتى اليوم. (١)

٣. روى عبد الرزاق الصنعاني عن ابن عيينة عن ليث عن مجاهد قال : كنت مع ابن عمر فسمع رجلا يثوب في المسجد ، فقال : اخرج بنا من ( عند )

__________________

١. كنز العمال : ٨ / ٣٥٧ برقم ٢٣٢٥٢ و ٢٣٢٥١ ، ورواه عبد الرزاق في المصنف : ١ / ٤٧٤ برقم ١٨٢٧ و ١٨٢٨ و ١٨٢٩.

١٥٩

هذا المبتدع. (١)

نعم يظهر ممّا رواه أبو داود في سننه أنّ الرجل ثوب في الظهر والعصر لا في صلاة الفجر. (٢)

٤. ما روي عن أبي حنيفة كما في « جامع المسانيد » عنه ، عن حماد ، عن إبراهيم قال : سألته عن التثويب؟ فقال : هو ممّا أحدثه الناس ، وهو حسن ، ممّا أحدثوه. وذكر أنّ تثويبهم كان حين يفرغ المؤذّن من أذانه : إنّ الصلاة خير من النوم ـ مرتين. قال : أخرجه الإمام محمد بن الحسن ( الشيباني ) في الآثار فرواه عن أبي حنيفة ثمّ قال محمد : وهو قول أبي حنيفة وبه نأخذ. (٣)

وهذه الرواية تدلّ على أنّ التثويب في عصر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو في عصر الخلفاء كان بعد الفراغ عن الأذان ولم يكن جزءا منه وانّما كان يذكره المؤذّن من عند نفسه إيقاظا للناس من النوم. ثمّ إنّه أدرج في نفس الأذان.

٥. قال الشوكاني نقلا عن البحر الزخار : أحدثه عمر فقال ابنه : هذه بدعة. وعن علي عليه‌السلام حين سمعه : لا تزيدوا في الأذان ما ليس منه. ثم قال بعد أن ذكر حديث أبي محذورة وبلال : قلنا لو كان لما أنكره علي وابن عمر وطاوس سلمنا فأمرنا به إشعارا في حال ، لا شرعا جمعا بين الآثار. (٤)

٦. وقال الأمير اليمني الصنعاني ( المتوفّى عام ١٨٢ ه‍ ) : قلت : وعلى هذا ليس « الصلاة خير من النوم » من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة

__________________

١. المصنف : ١ / ٤٧٥ برقم ١٨٣٢ ، ورواه أيضا المتقي الهندي في كنز العمال : ٨ / ٣٥٧ برقم ٢٣٢٥٠.

٢. سنن أبي داود : ١ / ١٤٨ برقم ٥٣٨.

٣. جامع المسانيد : ١ / ٢٩٦.

٤. نيل الأوطار : ٢ / ٣٨.

١٦٠