الزّهد - المقدمة

غلامرضا عرفانيان اليزدي الخراساني

الزّهد - المقدمة

المؤلف:

غلامرضا عرفانيان اليزدي الخراساني


الموضوع : الحديث وعلومه
الطبعة: ١
الصفحات: ١٢٦

١

٢

التنشطات الواردة في الزهد

من الكتاب والسنة

بِسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم

وله الحمد في الاولين والاخرين وبه نستعين وأفضل الصلاة والسلام على أزهد الخلايق محمد وآله الطاهرين المعصومين صلى الله عليه وعليهم اجمعين.

وبعد فمما يوجب كمال الانسان وراحته وسلامته في الدارين انما هو الزهد في امور الدنيا قال الله تبارك وتعالى : من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب ٢٠ / ٤٢ وقال سبحانه : لا تمدن عينيك ( أي لا تنظرن نظر راغب ) الى ما متعنا به أزواجا منهم ( أصنافا من أهل الدنيا والكفر فانه حقير بالنسبة الى ما اوتيته من الزهد القرآني فانه المؤدى الى النعيم الباقي ) ٨٨ / ١٥ وقال عز من قائل : ولا تمدن ، الى آخر الآية ١٣١ / ٢٠.

فضل الزهد انه من الصفات الثابتة غير المنفكة اللازمة للانبياء والاولياء والصلحاء وقد شرطه الله تعالى عليهم في ضمن اعتبار الرسالة والاصطفاء لهم ( كشف عن ذلك ما ورد في دعاء الندبة : وشرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية ) وهو اعلى مقام من مقامات المؤمنين والصالحين.

واليك جملة من المنبهات في السنة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان صلاح أول

٣

هذه الامة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح والامل ( وسائل الشيعة ١١ / ٣١٥ )

الزاهدون في الدنيا ملوك الدنيا والاخرة ومن لم يزهد في الدنيا ورغب فيها فهو فقير الدنيا والاخرة ومن زهد ملكها ومن رغب فيها ملكته ( ارشاد القلوب ٢٧ )

حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا ... ( الوسائل ١١ / ٣١٢ )

الهيثم بن واقد الجريري عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا دائها ودوائها وأخرجه منها سالما الى دار السلام ( الوسائل ١١ / ٣١٠ ) وفى جامع السعادات ٢ / ٥٨ : أدخل الله الحكمة في قلبه ...

ومن مواعظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ( بحار الانوار ج ١٧ من طبع القديم باب حب الدنيا وذمها من الايمان والكفر ص ٤٨ )

ومنها : ان الزاهد في الدنيا يريح ويريح قلبه وبدنه في الدنيا والاخرة و والراغب فيها يتعب قلبه وبدنه في الدنيا والاخرة ( المصدر ص ٥٣ ).

وقال امير المؤمنين عليه‌السلام : ان من اعون الاخلاق على الدين الزهد في الدنيا ( يأتي مصدره ).

أبو أيوب عن الرضا عليه‌السلام قال : كان فيما ناجى الله به موسى عليه‌السلام ... ولا تزين في المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عمايهم الغنى عنه ... ( الوسائل ١١ / ١٧٧ ).

حد الزهد : الزهد في الشيء لغة : الرغبة عنه ممن تناله يديه وفي الاصطلاح هو : ضد التعلق بالدنيا ونقيض حب الدنيا وزينتها من مالها وجاهها.

أقسام الزهد وتناسب كل قسم منها مع ما ورد في الاثار من الايات والاخبار

وله مراتب ودرجات أعلاها قطع النظر وقمع العلاقة عما هو غير وجه الله سبحانه وتعالى والتوجه الاثار من الايات والاخبار والاقبال إليه جل شأنه وهو الزهد المطلق

٤

ومطلق الزهد واليه راجع ما سنذكره عن أمير المؤمنين عليه‌السلام الزهد كله في كلمتين من القرآن : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم.

وبمناسبة الحلول في تعريف هذا الكتاب ( الزهد ) وتحليل رواياته والتخلل في أبوابه أود ان اذكر سائر مراتبه وابين تناسب تلك الابواب وارتباطها مع تلكم المراتب والدرجات وأليكم التفصيل :

طبيعي الزهد ـ على ما يستفاد من خلال الروايات التي سنستعرضها ومن علم الاخلاق بتحقيق علمائه ـ على سبعة أقسام :

١ ـ زهد الفرض وهو أن يترك جميع ما حرمه الله واليه يشير ما عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قيل لامير المؤمنين عليه‌السلام : ما الزهد في الدنيا؟ قال : تنكيب حرامها (١) وما عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : يقول : الزهد في الدنيا قصر الامل وشكر كل نعمة والورع عن كل ما حرم الله عز وجل ( عما حرم الله عليك ) (٢) وغيرهما من الاثار (٣).

٢ ـ زهد السلامة وهو أن يترك جميع الامور المشتبهة أيضا واليه يرشد ما في جملة من الاحاديث في الباب ١٠ من الزهد وغيرها من قبيل ما ورد في البحار ٧٨ / ١٠٢ عن الحسن بن علي عليه‌السلام قيل له : ما الزهد في الدنيا؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا وما ورد في معاني الاخبار طبع النجف ٢٧٢ والوسائل ١١ / ٣١٥ سئل الصادق عليه‌السلام عن الزاهد في الدنيا؟ قال : الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عقابه ، وما في الوسائل ١١ / ٣١١ عن امير المؤمنين عليه‌السلام قال : ان من أعون الاخلاق على الدين الزهد في الدنيا ، وما في بين

__________________

١ ـ الحديث ١٣٠ من كتاب الزهد وغيره.

٢ ـ البحار ٧٨ / ٥٩ والوسائل ١١ / ٣١٤ و ١٢ / ٢١.

٣ ـ من قبيل ما ورد في كتاب الغايات لابي محمد جعفر بن أحمد بن علي نزيل الري : أزهد الناس من ترك المحارم ( الحرام ) وما ورد في معاني الاخبار ص ١٩٥ طبع طهران : ازهد الناس من اجتنب الحرام ، وما ورد في البحار ٦٩ / ٤٠٩ ولازهد كالزهد في الحرام.

٥

يديكم من كتاب الزهد الحديث ٢٠٧ وغير ذلك في هذا الصنف من الاحاديث

٣ ـ زهد الفضل وهو ان يحترز عما زاد عن قدر الحاجة من الحلال وأن يترك كل ما تتمتع به النفس وتلتذ منه وأن يقتصر منه على ما يضطر إليه وتتوقف حياته عليه تنادي بذلك عدة من الاحاديث في ب ١ و ٨ من كتاب الزهد وغيرها من قبيل ما في البحار ٧٨ / ٩١ و ١٠٠ : الايثار زينة الزهد.

٤ ـ زهد المعرفة وهو أن يدع جميع ما سوى الله سبحانه وقطع علاقته عما يلهيه عن الله تعالى ، يتكفل لذلك بعض الاحاديث في ب ٨ من كتاب زهد كم هذا ومن نموذج ذلك ما ورد في معاني الاخبار ص ٢٦١ قال ( رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج من حلال الدنيا ولا يلتفت الى حرامها فان حلالها حساب وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه وأن يقصر أمله وكان بين عينيه اجله

وما ورد في حديث عن ابي عبد الله عليه‌السلام : ان أعلم الناس بالله اخوفهم لله واخوف هم له أعلمهم به وأعلمهم به ازهدهم فيها « أي في الدنيا » ( البحار طبع القديم ج ١٧ / ١٧٩ )

٥ ـ زهد الخائفين وهو الذى سببه التشويش من عذاب الاخرة وسخط الله سبحانه وهذا القسم وما في تلوه يتحصلان من التروي والتأمل في الروايات المذكورة في الابواب الاخيرة.

٦ ـ زهد الراجين وهو المسبب عن الطمع في رحمة الله ورضوانه.

٧ ـ زهد العارفين وهو أن لا يطلب الزاهد بكل ما لديه من الجهود الا التقرب الى الله سبحانه ولا يكون له طمع في الجنة ولذاتها لكي يرجو الوصول إليها ولا الى عذاب جهنم وآلامها حتى يطلب الفكاك عنها ولا الى الدنيا وزخارفها حتى يخاف فوتها ، واليه ينظر ما قاله أبو عبد الله عليه‌السلام : ليس الزهد في الدنيا باضاعة المال ولا بتحريم الحلال بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل ( الوسائل ١١ / ٣١٥ ).

٦

وعليه ينطبق زهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد ورد أنه : أزهد الناس ( جامع السعادات ٢ / ٥٨ ) وزهد أولاده المعصومين فانهم عليهم‌السلام بقياس المساوات المذكور في الحديث السابق ص « و » أزهد الناس في الدنيا بلحاظ أنهم أعلم الناس بالله وأخوفهم له بالمرتبة العليا وهم سلام الله عليهم أصبر الخلق على البلاء فهم ازهدهم فيها على ما ورد في البحار ١ / ١٤٦ : انا صبركم على البلاء لازهدكم في الدنيا ، وبهذا النظر ورد في الخبر : ازهد الناس على بن الحسين عليهما‌السلام ( الوسائل ١٠ / ٢٩ ) وبالجملة هذا القسم من الزهد ـ الذى هو افضل الاقسام على ما اشرنا إليه اول الكلام ـ تسعة جميع احاديث الزهد ويلفت النظر الى مجموع تلكم المراتب السبعة ما اجتمع في هذا الكتاب في مختلف ابواب عشرينه وسلسلة اخباره الناهزة ثلاثمأة أو المقتربة لها من جواهر المعاني وجوامع الكلم التي هي قوالب لروح الزهد وطبيعته وماهيته وحقيقته بجوانبها المتنوعة المترعرعة.

والان حان لنا الزمان ان نتعرض لكيفية رواية الكتاب ووصوله الينا يدا بيد وذكر المستند لسنده المعتمد : قد اثنى الصدوق (ره) في مقدمة كتابه ـ من لا يحضره الفقيه طبع النجف ١٣٧٧ ه‍ ص ٤ ـ ٥ على طائفة من الكتب فيها كتب الحسين بن سعيد بما فيها كتاب الزهد : بأنها من كتب مشهورة عليها المعول واليها المرجع ، وجعلها الشيخ الطوسي (ره) مقياس الاعتبار وميزان الاعتماد على ما في ترجمة : محمد بن اورمة في الفهرست طبع النجف ١٣٨٠ ص ١٧٠ وفى فهرست النجاشي (ره) ص ٢٥٣ طبع طهران حكى ذلك عن ابن الوليد بواسطة جماعة من شيوخ القميين.

وقال الشيخ (ره) في الفهرست ص ١٩٠ : صفوان بن يحيى له كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد وفسر النجاشي المماثلة في فهرسته ص ١٤٩ بقوله : وصنف ثلاثين كتاباً كما ذكر أصحابنا.

وقال النجاشي في علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة ص ١٩٩ : له كتاب الكامل يقال : انه في معنى كتب الحسين بن سعيد ، وفي علي بن مهزيار ص ١٩١ : وصنف الكتب المشهورة وهي مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة وقال الشيخ ص ١١٤ : له

٧

ثلاثة وثلاثون كتابا مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة وقال في محمد أورمة ص ١٧٠ : له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد ، وفي محمد بن الحسن الصفار القمي ص ١٧٠ : له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد ، وزيادة كتاب بصائر الدرجات وفي محمد بن سنان ص ١٦٩ : وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها وفي محمد بن علي الصيرفي أبي سمينة ص ١٧٢ له كتب وقيل : انها مثل كتب الحسين بن سعيد وفي موسى بن القاسم ص ١٩٠ : له ثلاثون كتابا مثل كتب الحسين بن سعيد مستوفاة حسنة وزيادة كتاب الجامع ، هذا.

وقد فهرس الشيخان الطوسي والنجاشي الكتب الثلاثين للحسين بن سعيد وعدا فهيا كتاب الزهد وقد اشتمل كتاب الكافي باصوله وفروعه وروضته وكذا كتاب الفقيه وغيره من كتب الاحاديث كمحاسن البرقي على أخبار هذا الكتاب بوجوده الموجود المعروف في طول تاريخ علم الحديث أو بما يقرب جدا من مضامينها.

قال العلامة المجلسي (ره) في بحار الانوار ( في الفصل الاول في بيان الاصول والكتب المأخود منهاج ١ / ١٦ ) : وأصل من أصول عمدة المحدثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الاهوازي (ره) وكتاب الزهد وكتاب المؤمن له أيضا ، وقال في الفصل الثاني في بيان الوثوق على الكتب ص ٣٣ : وجلالة الحسين بن سعيد وأحمد بن محمد بن عيسى تغنى عن التعرض لحال تأليفهما وانتساب كتاب الزهد الى الحسين معلوم ، وقد عد الشيخ الحر في الفائدة الرابعة من خاتمة وسائل الشيعة كتاب الزهد من الكتب المعتمدة التي قامت القرائن على ثبوتها وتواترت عن مؤلفيها أو علمت صحة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب .... حيث قال في ضمن تعدادها : كتاب الزهد للشيخ الثقة الجليل الحسين بن سعيد الاهوازي رواية الشيخ الصدوق الثقة علي بن حاتم (١) وقريبا من هذا افاد في اول الكتاب (٢) ونقل فيه قسما كبيرا من احاديث الزهد.

__________________

١ ـ ص ٤٠ الجزء ٢٠ من كتاب وسائل الشيعة.

٢ ـ المصدر ج ١ / ٤ ـ ٥.

٨

وقال في الذريعة ١٢ / ٦٤ : كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي المشارك مع اخيه الحسين في كتبهما الثلاثين وهو من الثلاثين الموجود منها نسخة عتيقة في مكتبة ( الطهراني بسامراء ) ويأتى مختصر كتاب الزهد للشيخ أبي الحسن علي بن أبي سهل حاتم القزويني الذي يروي عنه النجاشي بواسطة واحدة وفى الرياض أن المختصر موجود عندنا ولكن في أول البحار عبر عنه بكتاب الزهد وقال : ان انتسابه الى الحسين معلوم (١)

والغرض من سرد تكلم العبارات ليس هو الاطراء في شأن الحسين بن سعيد فانه على ما وصل متواترا الى علمائنا ( ومنهم الينا ) كالمجلسي ونظرائه رضوان الله عليهم خلفا عن سلف عن كتب الشيخ والنجاشي وأمثالهما غنى عن التعريف والتوصيف والتوثيق والثناء عليه وانما الهدف الاستشهاد بها وبامثالها على ثبوت كتابه « الزهد » وان هذا الذي بايدينا من النسخة المنطبقة على نسخ عديدة من اقطار بعيدة الموافق معها من حيث المبدء والمنتهى وعناوين الابواب وجل عدد الاحاديث والخصوصيات هي نفس كتاب الزهد للحسين بن سعيد الذي نقل منه علمائنا في كتبهم وأخبروا عنه واعتمدوا عليه ورووه في طول التاريخ.

وبعد هذا لم يبق علينا الا التكلم في أمرين : الاول ـ النظر في شأن النسخ المشتملة على التفاصيل المهمة والامتيازات والمميزات الجمة التي بها يحصل الاطمئنان بان ما بذلنا الجهود في سبيل طبعه لاول مرة هو نسيبا منقح ما تركه الحسين بن سعيد في كتابه الزهد وورثناه بعد اقوام آخرين وبيان الرموز التي جعلناها لاجل الاختصار وبها أشرنا الى موافقات أو اختلافات فيما بين النسخ في التذييلات.

الامر الثاني ـ في شخصية الراوى الاول لهذا الكتاب عن الحسين بن سعيد

__________________

١ ـ وفي البحار ج ٨ طبع القديم ص ٩٠ نقلا عن كتاب كشف اليقين نسبة كتاب البهادر الى الحسين بن سعيد ، وهذا لا يستقيم مع اهتمام الاصحاب باحصاء كتبه وضبط فهرستها وعدها في الثلاثين وعدم وجوده فيها طبقا لما في فهرستي الشيخ الطوسي والنجاشي مضافا الى غرابة اسمه.

٩

وهو : علي بن حاتم الذى اسمعك صاحب الوسائل عنه بان هذا الكتاب روايته وصدقه ظاهرة مطالع النسخ المخطوطة العديدة الواصلة الينا من اقطار بعيدة مع تطورها من يد الى يد.

اما الكلام في الأمر الاول

فقد اطلعت في النجف الاشرف على وجود نسخة منه بخط
المرحوم العالم الجليل الشيخ شير محمد الهمداني (ره) ونسخة اخرى لشخص آخر ولكن يد البخل أو الخوف منعتني من الوقوف عليهما غير أني ظفرت على النسخة الاصلية التي اخذتا منها وما اطلعت على نسخة اخرى في النجف ولا في سائر المكتبات العامة في العراق ( غير نسخة كربلائية يأتي ذكرها ) الا على نسخة تامة رديئة الخط موقوفة على مكتبة امير المؤمنين عليه‌السلام في النجف الاشرف التي أسسها شيخ المجاهدين في أمر الولاية العلامة الحجة الحاج الشيخ عبد الحسين الاميني المرحوم المحشور مع ائمته عليهم‌السلام وجعلتها متن العمل للتخريج والتحقيق والتطبيق على قواميس الاخبار ككتاب بحار الانوار ووسائل الشيعة ومستدركه وخرجت الروايات التي وقع فيها الكلام على بعض الايات الشريفة عن تفسير البرهان ووجدت بعد تنجيز الطبع بعض رواياته في الفصول المهمة للشيخ الحر (ره) على ما انعكس في الفهرس ، فاعجبتني نفاسة هذه الدرة اليتيمة من حيث علوها سندا ومتنا ومن جهة اهتمام علمائنا بها واحتفاظهم عليها بالاستنساخ والنقل عنها والاستشهاد برواياتها وضمها الى كتبهم فكررت النظر فيها بالتصحيح واستقصاء التطبيق عليها بعين باكية وقلب مؤلم مقروح من الابتلاء باقصاء سيدنا ومولانا سيد الابرار ومولى الاحرار في الامصار استادنا عظيم الشأن والمنزلة عالى القدر والجنبة رئيس الدين والملة وقائدهم الى الخلاص من ظلم الطاغوت وفساده ومنجيهم من الخزى والذلة ومعطيهم رفع الرأس والراحة مجدد الاسلام والمذهب والسنة الزعيم الديني الكبير آية الله العظمى السيد الامام الحاج الاقا روح الله الموسوي الخميني دام ظله العالي عن النجف الاشرف الى باريس الى تداوم عملية القيادة للحركة الاسلامية الايرانية ألا فورب السماء والارض وآله عالم الوجود انه روح

١٠

وانسان أحياه الله برحمته ثم ارسلها الى الناس فأحياهم في دينهم كما يحيون بالارواح (١) ولا زلت كنت افكر في غفير حظوظنا بوجوده وكثير التذاد نفوسنا بحضوره ولو كنت اعلم الغيب لا ستكثرت من الخير على قليل من الخير الذي قمنا به في خدمته حسب ما وجب علينا من اداء حقه فحضرنا محاضراته التى كان يلقيها على مآت من طلابه في جامع الشيخ الانصاري قدس‌سره من أول يوم بدأ أدام الله حراسته في تدريس خارج كتاب المتاجر للشيخ بعد ما كنا استقبلنا في المستقبلين ذلك الاستقبال العظيم الفخم عند مجيئه من مقصاه الاول وهو تركيا الى نجف العراق وبعد ما كنا نمارس ونكرر حماسة انعطافية مع الاولاد قبل وضع اليد على سفرة الغداء كل يوم وهي :

خميني خميني خدا نگه دار تو

بميرد بميرد دشمن جبار تو

وكنّا نؤمن بفقهه وعلمه وتقواه وورعه وزهده وقدرته الايمانية على حطم الحركات اللادينية فاقتربت إليه مع زميلي في الابحاث العلمية العلامة الثقة الثبت حجة الاسلام الحاج الشيخ شفيع الجودي الاردبيلي دام بقائه بتقديم بعض الاسئلة وتلقى أجوبتها شفها من سماحته دام ظله فكان يفيض علينا تفضله وعنايته وتربيته حتى شرفت بالمشاركة مع بعض الفضلاء للتصحيح المطبعي ونحوه لكتابي توضيح المسائل وتحرير الوسيلة للطبع الثاني وعينت حينا ممتحنا من ناحية جهته دام ظله لطالبي راتبه الشهري ذى التقدير المشوق الغالي وكنت اوزع على عدة من الطلبة ما يطبع من در اساته في تحقيق ولاية الفقيه وبناية الحكومة الاسلامية من اجزاء ستة فحاسدني بعض من لا تحصيل له اللئيم ضيق العين وفاسد القلب فحرمني التقدم والرقي الى زيادة الخير في خدمة الشريعة ولكنه دام ظله أزاد تفضله وانعطافه وعنايته علينا كما كان على جميع العلماء وطلبة العلوم الدينية وكنا نستمع ونصغي بانصات بياناته وخطاباته الى الشعب الغيور المؤمن والطبقة الروحية في ايران وغيرها يطالبهم فيها بقوة واصرار

__________________

١ ـ عدة معاني لروح الله في البحار باب حب الدنيا وذمها من كتاب الايمان والكفر.

١١

العمل على ضد الطغيان والسياسات اللادينية والايدي المعادية للاسلام وكنا نقدره ونؤمن باهدافه المقدسة ونضع أقدامنا قدمه دامت حراسته بحيث لو كان تتفق واقعة مهلكة في مسجده وصلاته ومنزله على أيدي أعداء الدين وحرية الملة لشملتنا وكان استشهادنا فيها وكانا نرى زهده في أمور الدنيا ملبسا ومأكلا ومشربا ومسكنا وكانت تصرفاته في رصانة عيشة الحيوي تصرف الزاهد المخالف على هواه والمطيع لامر مولاه كما هو الان على ما كان عليه الامس فارانا الله سبحانه وبحمده تحقق ما كان يؤكد ويصر عليه من قطع أيادي الطاغوت وشيطنة الكفرة الفجرة ( بيده التي تملك زمام قيادة الطائفة التي لا زالت تكافح العدو بايمان وشجاعة ) فنصره الله بالرعب كما نصر به سبحانه جده خاتم النبيين صلى‌الله‌عليه‌وآله فامتلاء الطاغوت المجرم الخائن رعبا فهرب منه ومن الامة المناضلة وبعده ببضعة عشر أيام طائرته المظفرة المنصورة الطائرة من باريس نزلت مطار مهر آباد في طهران نهار يوم الثاني عشر من بهمن ١٣٥٧ المطابق ٣ ع ١ / ١٣٩٩ في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة تقريبا وحينئذ رفعت يدي الى الدعاء وقلت بالفارسية : خدايا خمينى دين ترا يارى نموده أو را يارى ده وملت نجيب ايرانرا در سايه عدل وداد أو از هر گزندى حفظ فرما ففعلت الاشواق والهيجانات باذن الله وعونه ما لم يترقبه قلب ولا تنتظره العيون والحمد الله على ذلك من أول الدينا الى فنائها ومن الاخرة الى بقائها فحياه الله وبياه من احيائه للروحانية العظمى بتكديسه جهوده ومحاصيل عمره الشريف نحوها طيلة سنوات بعد ما أماتها الارتداد والارتجاعية الشاهنشاهية اللادينية.

وبالجملة بعد نجاح الثورة الايرانية الزاهدة النورانية الاشرقية والاغربية بنصر الله وفتحه ارتفع اتفاقا المانع القاسي من التحاقي باستادي الكبير في سفره الى هذا النضال العظيم وهو مرض والدتي العلوية فادركت ايام الحكومة الاسلامية وتوفيت في ٢٥ بهنن ١٣٥٧ ودفنت في جوار جدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام رحمة الله عليه فهاجرت النجف الاشرف مقتفيا لاستادي العظيم الشريف أبي مصطفى الامام الخميني دام ظله وبيدي كتاب الزهد المخطوط فنزلت بجوار القائد عظيم

١٢

الشأن رفيع القدر استاذي الجليل الامام الخميني دام ظله في قم المشرفة وأخذت في التفتيش عن وجود نسخة اخرى لهذا السفر الكريم فانبئت بوجود نسخ عديدة في قم وطهران وخراسان وعمدة ما وصلتني من نسخ قم هي نسخة السيد الثقة الثبت الامين الطباطبائي دام بقائه فان نسخته قوبلت بثلاث نسخ ومتخذة منها بخط يده في سامراء باشراف الخبير العليم الشيخ ميرزا محمد العسكري الطهراني طاب ثراه مرمزة ب‍ : م وج وأصل ، فبها أولا قابلت نسختي ـ المتطابقة مع الروايات المنقولة من كتاب الزهد في البحار والوسائل ومستدركه وغيرها ـ فوجدت نسختي مثيلة تلك النسخة فرمزت لها : ط.

ثم النسختان الجيدتان التامتان ـ نسيباً ـ في مكتبة سيدنا المجاهد الزاهد الورع العابد المرجع الكبير أبى بجدة الفضائل والمناقب ابي المعالى آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي دام ظله واتحفت صورة فتوغرافية منهما فشكرا لمن تصدى وضعها تحت يدى فقابلت نسختي بهما أيضا ورمزت لواحدة منها التي هي بخط النستعليق : ن ١ وللاخرى التي بخط النسخ : ن ٢ وزادتني تلك المقابلة ايمانا واطمينانا بصحة نسختي المتخذة من النسخة النجفية المذكورة

ثم نسخة عليها ما يحكى انها كانت في يد المجلسي الاول ( قده ) ثم انتقلت الى ابنه العلم العلام المولى عبد الله ثم الى ابنه العالم الصالح المولى زين العابدين وهي الان تحت يد العالم العلم العلامة الفاضل الكامل الفهامة صاحب التأليفات والكتب الجليلة النافعة الحجة الحاج الشيخ علي بن محمد بن اسماعيل النمازي دام بقائه الساكن فعلا بمشهد الرضا عليه‌السلام اهتم وتسبب حفظه الله بارسال صورة فتوغرافية منها الى في قم ورمزها في التعليقات : ن ٣ وهي توافق كتابة وامتيازا خاصا نسخة : ن ٢ كأنها شقيقتها ومن الامتيازات الخاصة أن ختم الكتابة فيها بعبارة واحدة وعلى ظهرهما هذه العبارة : مختصر كتاب الزهد للشيخ الفقيه الحسين بن سعيد الاهوازي رواية الشيخ الثقة على بن حاتم تغمده الله برحمته ، ومن الامتيازات ما ترونه في اثناء المرور على تعليقاتنا.

١٣

والتوصيف بالمختصر يمكن ان يكون من باب الاضافة البيانية أو كان كتاب الزهد هذا مشتملا على ما ينبغي أن يعرفه الزاهد المريد كماله العلمي والعملي من البيانات الواردة للضوابط الراجعة الى الاعمال العبادية والعملية فحذفت لكي يفكك ويعزل ما يرجع الى الزهد بالمعنى الاخص لاجل مراعاة الاختصار.

يشهد على ذلك ما أورده في البحار في الجزء ٩٩ / ٢٥٤ و ١٦٠ و ٨٥ وفي الجزء ١٠٤ / ٣٨٨ و ١٣٨ ـ ١٤٠ و ٢٣١ و ١٧٢ ـ ١٧٣ و ٢٣٠ ـ ٢٣٨ والجزء ٧٦ / ٣٠٦ و ٣٠٧ والجزء ٩٦ / ٢٩٣ و ٣٢١ و ٣٣٦ و ٣٨١ و ٢٩٢ و ٢٨١ و ٢٧٧ و ٢٧٦ و ٢٧٩ والجزء ٩٧ / ٣٩ و ٧٧ و ٧٨ و ٧٩ والجزء ٢ / ٢٧٢ و ٥ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ و ٦ / ٥ و ٧ وفي غير هذه الموارد من عدة روايات في مختلف الاحكام والامور الشرعية مرمزة برمز : ين الذى كل حديث ذكر بعده وجدناه ( الا نادرا ) في مخطوط الزهد فقط (١) الا تلك العدة وهى وان ذكرت في كتيب عدد أوراقها ١١ طبع ملحقا بفقه الرضا في عام ١٢٧٤ « قد يقال : انه نوادر احمد بن محمد بن عيسى أو أنه للحسين بن سعيد » تردد فيه العلامة المجلسي (ره) غواص كتب الاخبار في مقدمة البحار ١ / ١٦ حيث قال : وأصل من اصول عمدة المحدثين الشيخ الثقة الحسين بن سعيد الاهوازي وكتاب الزهد وكتاب المؤمن له أيضا ويظهر من بعض مواضع الكتاب الاول أنه كتاب النوادر لاحمد بن محمد بن عيسى القمي وعلى التقديرين في غاية الاعتبار.

وقال في بيان الرموز ص ٤٧ : ين لكتابي الحسين بن سعيد أو لكتابه والنوادر (٢) غير إن هذه المعنى لا ينفي اشتمال كتاب الزهد أولا عليها ثم جرد عنها للغرض الذى ذكرناه وبقيت مسطورة على ما هي عليها في ذلك الموسوم باصل أو كتاب النوادر

وقال شيخ مشايخنا في اجازة الرواية الشيخ محسن الرازي (ره) في الذريعة

__________________

١ ـ أي لا يرتبط بكتاب المؤمن أو غيره وانما صرح باسمه في كل مورد ناسب نقل حديث منه.

٢ ـ يقصد بالترديد تبرير ذلك الترديد وتحريره.

١٤

٢٠ / ٢٠٤ : مختصر كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي للشيخ أبي الحسين علي بن أبي سهل حاتم بن ابي حاتم القزويني الذي يروى عنه النجاشي بواسطة واحدة ولم يذكر هذا المختصر في عداد كتبه ولكن في الرياض في ترجمة ابن ابي سهل قال : وعندنا من مؤلفاته مختصر كتاب الزهد للحسين بن سعيد فيظهر وجوده الى هذه الاواخر وهذا كلام قابل للانطباق على ما ذكرناه وليس فيه أي جانب قاطعي سلبي لمختصر الزهد عن ابن سعيد ولا ايجابي جزمي يثبت المختصر لابن حاتم بل فيه وفى غيره نص على نفيه عنه فيحمل الكلام على كون المراد بالاضافة ( اعني نسبة المختصر الى ابن حاتم ) اضافة روائية على نمط أفاده صاحب الوسائل ( قده ) حسبما قدمناه.

ومهما يكن من أمر فهاتان النسختان : ن ٢ و ٣ المتماثلتان جدا متوافقتان من سائر النسخ التي تحدثنا عنها.

ثم وصلتني منه نسخة تامة الاولى والاخر حباني بها من كربلا السيد العلامة الطباطبائي من آل السيد المجاهد السيد محمد بن مرتضى وهي بخط والده اعلى الله مقامهما ورمزتها : ط ط.

ثم وصلتني صورة فتوغرافية من نسخة في مكتبة الامام الرضا عليه‌السلام بمشهده وهي وان كانت حسن الخط كالنسخة الكربلائية الا انها انقص منها فما استفدنا منها الا شيئا يسيرا وبقية النسخ في طهران وقم اخبرني بها ثقة مطلع أن ليس فيها خصوصية مهمة قابلة لصرف النظر إليها وهي على غرار التي اطلعنا عليها من اثنتي عشرة نسخة (١).

وأما الكلام في الامر الثاني

فعلي بن حاتم هو : علي بن أبي سهل حاتم بن ابي حاتم أبو الحسن القزويني الثقة رضي‌الله‌عنه مكثر السماع مصنف الكتب الكثيرة الجيدة المعتمدة نحوا من ثلاثين كتابا على ترتيب الفقه روى عنه التلعكبري ( م ٣٨٥ ) وسمع

__________________

١ ـ وهي ٣ نسخ في ضمن نسخة السيد الطباطبائي والنسخة النجفية هي نسختي وعليها الطبع وهي متنه ونسختان قيمتان للسيد المرعشي حفظه الله تعالى ونسختان من مشهد الرضا عليه‌السلام ونسخة كربلائية ونسخة البحار والوسائل ومستدركه واما المراجعة الى نسخة تفسير البرهان والفصول المهمة فموجبة جزئية وخارج الحساب.

١٥

منه سنة ٣٢٦ وفيها بعد ولد منه اجازة وعنه جعفر بن محمد بن قولويه ( م ٣٦٧ أو ٦٨ أو ٦٩ ) في كامل الزيارات الباب ٨٢ ح ٧ وعنه الصدوق ( م ٣٨١ ) في عدة من كتبه وعنه أبو عبد الله الحسين بن شيبان القزويني وسمع منه ابن عبدون في ٣٥٠ كتب صاحب الترجمة ورواياته وقال : وابن حاتم يومئذ حي ، وعنه أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان القزويني من مشايخ النجاشي على ما في ترجمة علي بن سليمان الزراري.

وروى هو عن : محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري الذي كاتب صاحب الامر عليه‌السلام وكان حيا في ٢٠٤ على ما في فهرست النجاشي طبع طهران مطبعة المصطفوي ص ٢٧٤ و ٣١٩ و ٣٢٧ و ٢٤٥ و ٢٢٥ و ٢١٠ و ٢٠٩ و ( على ما في التهذيب للشيخ الطوسي (ره) ٣ / ١٣٦ عن احمد بن محمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد هو من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام وعن احمد بن ادريس ( م ٣٦٠ ) الذي هو من أصحاب العسكري عليه‌السلام ( في يب ٣ / ٦٢ ) و ( في جش ص ١١٠ / ٣١٨ ) وعن محمد بن القاسم عن عباد بن يعقوب ( يب ٣ / ٦٢ ) والظاهر انه : محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى العلوي الذي هو من اصحاب الهادي عليه‌السلام وعن حميد بن زياد كتابه في الرجال قرائة عليه ولقيه سنة ٣٠٦ وعن علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم الزراري الذي كان له اتصال بصاحب الامر عليه‌السلام على ما في ترجمته في جش ١٩٨ ويب ٣ / ٦٤ وعن احمد بن محمد بن عقدة على ما في بعض اسانيد أمالي الصدوق وعن علي بن الحسين النحوي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ما في طبقات أعلام الشيعة القرن ٤ / ١٧٧ وضيافة الاخوان ص ٢٥١ عن أمالي الصدوق ص ٢٥٧ وعن أحمد بن زياد عن الحسن بن سماعة على ما في الباب ٦٢ من اكمال الدين وعن الحسين بن عبد الله بن سهل السعدي على ما في فهرست الشيخ الطوسي (ره) ورجاله في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام وعن احمد بن علي الفائدي (١) القزويني عن الحسين المذكور ( أو الحسن ) على ما في فهرست النجاشي وعن ابي عمر أحمد بن علي المذكور على ما في الفهرستين ويب ٣ / ٦٤ وعن أحمد بن أدريس على مايب ٣ / ٣٦٢

__________________

١ ـ الفائد : جبل في طريق مكة.

١٦

وجش ص ١١٠ و ٣١٨ وعن محمد بن احمد بن ثابت في جش ص ٣٨ و ٧٧ و ١٠٧ و ١٣٢ و ١٤٢ و ١٤٧ و ١٧٤ و ١٨٥ و ١٩٣ و ٢٦٦ و ٢٧٠ و ٢٨١ و ٣٣٨ و ٣٥٢ وعنه عن محمد بن بكر بن جناح ( م ٢٦٣ ) المعدود في ظم والذى صلى عليه الحسن بن سماعة المتوفى أيضا ٢٦٣ ، هذا.

ولم يوجد في مورد رواية علي بن حاتم عن الحسين بن سعيد رغم ما فتشنا غير ما في أوائل اسانيد هذا الكتاب ( الزهد ) بتعبير يظهر منه اخباره عنه مباشرة في جميع النسخ التى رأيناها وهو ظاهرة الاستفادة من كلام الشيخ الحر (ره) المتقدم ص وكلمات اخرى لبعض علمائنا الاعلام وعدم الوجدان في غير هذه الموارد لا يدل على عدم الوجود وكم من عناوين واقعية لم توجد في كتاب من كتب الشيخ ( مثلا ) لا جل الغفلة عن ذكرها كمحمد بن جعفر بن بطة فانه مع وقوعه في عدة من طرقه الى اصحاب الاصول والكتب في فهرسته وتهذيبه لم يذكره لا في رجاله ولا في فهرسته وكآخرين نساهم الشيخ والنجاشي فهرسناهم في مشايخ الثقات الحلقة الاولى ص ١٥ ـ ١٦ ـ ١٧.

وبالجملة : بلحاظ ظهور مجموع ما تقدم الكاشف عن طول عمر على بن حاتم وكونه عالى الحديث في صحة نسبة روايته عن الحسين بن سعيد مباشرة نحكم بانه من رواته وتلامذته.

وان أبيت الا عن ثبوت الواسطة بين ابن حاتم وابن سعيد ( لا جل انكار الظهور المذكور وأن فرض عدمها يستلزم الذهاب الى فرض انه كان لكل واحد منهما من طول العمر ٩٠ عاما مثلا وأن هذا وان كان امرا جائزا معقولا وواقعا في جملة من الرواة كما ذكروا في كتاب مشايخ الثقات ـ الحلقة الاولى ص ٧٣ ـ وغيره ولكنه لا اثبات عليه بحيث تطمئن النفس بعرفيته ) فيكفي في جواز الحكم وصحته بان ما بايدينا هي نسخة كتاب الزهد لنجل سعيد بن حماد الاهوازي ( المعدود في كتبه الثلاثين في فهرستي الشيخ الطوسي والنجاشي رضوان الله عليهما ) اتفاق الناقلين لهذه المجموعة من الاحاديث في كتبهم الروائية ( البحار. الوسائل.

١٧

المستدرك. تفسير البرهان : وغيرها ) وتصريحهم بانها كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي فتلقوها ميراثا وتركة منه إليهم يدا بيد من دون نكير ومعارض أصلا مضافا الى وجودها كما ذكرنا في كتاب الكافي أصولا وفروعا وروضة بطريق مؤلفه ثقة الاسلام الكليني (ره) الى مؤلفها الحسين بالاسانيد المذكورة في هذه المجموعة الى اهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم اجمعين ومؤكدا بتطابق النسخ المنتسبة ( المنثورة في أقطار بعيدة المخطوطة بخطوط مختلفة وفي اعصار وأمصار متباعدة ) كل واحدة مع الاخرى وجميعها مع ما في دوائر المعارف الحديثية المذكورة الا اختلافات وتفاوتات جزئية في موارد معدودة تلك الاختلافات والتفاوتات الناشئة عن كتابات رديئة غير مقروة أو صعب القرائة ، هذا.

والقائل لجملة : حدثنا أبو الحسن علي بن حاتم بن أبى حاتم هو بعض تلامذته المذكورين من قبيل : التلعكبري والصدوق وابن عبدون وأترابهم الذين وصلت كتبهم ورواياتهم الى الشيخ الطوسي قاعدة الطرق ومركزها ومحورها قدس‌سره بطرق عديدة صحيحة كالكتب الثلاثين للحسين بن سعيد منها زهده ورواياته فانها ايضا رواها الشيخ بطرق معتبرة.

وفى آخر المطاف لاجل أن رواية الاحاديث الواصلة الينا عن المعصومين عليهم‌السلام في طي كتب العلماء الامامية أعلى الله كلمتهم ومنها هذا الكتاب تخرج عن الارسال نسجل في الخاتمة صور الاجازات لجملة من اساتذتي ومشايخي في الرواية جزاهم الله تعالى عن العلم واهله خير الجزاء والحمد لله الذي يرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين.

أقل خدمة العلوم الدينية

ميرزا غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني

في ذي الحجة الحرام ١٣٩٩

قم المشرفة

١٨

١٩

٢٠