جواهر الكلام - ج ١٨

الشيخ محمّد حسن النّجفي

سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين ».

وبالأدعية المأثورة عنهم عليهم‌السلام التي منها ما في‌ الصحيح المزبور ، قال فيه بعد ما سمعت : « ثم قل : اللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد ومن كل شيطان رجيم ، ثم قل : بسم الله دخلت ، وبسم الله خرجت ، وفي سبيل الله ، اللهم إني أقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله ما شاء في سفري هذا ذكرته أو نسيته ، اللهم أنت المستعان على الأمور كلها ، وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم هون علينا سفرنا ، واطو لنا الأرض وسيرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك ، اللهم أصلح لنا ظهرنا ، وبارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد ، اللهم أنت عضدي وناصري ، بك أحل وبك أسير اللهم إني أسألك في سفري هذا السرور والعمل لما يرضيك عني ، اللهم اقطع بعده ومشقته ، وأحجني فيه ، واخلفني في أمتي بخير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم إني عبدك ، وهذا حملاؤك ، والوجه وجهك ، والسفر إليك ، وقد اطلعت على ما لم يطلع عليه أحد غيرك ، فاجعل سفري هذا كفارة لما قبله من الذنوب ، وكن عونا لي عليه ، واكفني دعته ومشقته ، ولقني من القول والعمل رضاك ، فإنما أنا عبدك وبك ولك ، فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل : بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والله أكبر ، فإذا استويت على راحلتك أو استوى بك محملك فقل : الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سبحان الله ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، والحمد لله رب العالمين ، اللهم أنت الحامل على الظهر ، والمستعان على الأمر ، اللهم بلغنا ما نبلغ به إلى مغفرتك ورضوانك ، اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا‌

١٤١

خيرك ، ولا حافظ غيرك » وقال عليه‌السلام أيضا في خبر أبي حمزة (١) : « إن الإنسان إذا خرج وقال حين يخرج : الله أكبر الله أكبر ثلاثا ، بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل ثلاث مرات ، اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير ، واختم لي بخير ، وقني شر كل دابة أنت ( آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) لم يزل في ضمان الله عز وجل حتى يرده إلى المكان الذي كان فيه » وفي المرسل (٢) « كان الصادق عليه‌السلام إذا أراد سفرا قال : اللهم خل سبيلنا ، وأحسن سيرنا ، وأعظم عافيتنا ».

بل يستحب له الدعاء بالمأثور عند الخروج من المنزل وإن لم يكن في سفر ، قال علي بن الحسين عليه‌السلام في خبر أبي حمزة (٣) : « إن العبد إذا خرج من منزله عرض له الشيطان ، فإذا قال : بسم الله تعالى قال له الملكان : كفيت ، فإذا قال : آمنت بالله قالا له : هديت ، فإذا قال : توكلت على الله تعالى قالا له : وقيت ، فتتنحى الشياطين فيقول بعضهم لبعض : كيف لنا بمن هدي ووقي وكفي ، ثم قال : يا أبا حمزة إن تركت الناس لم يتركوك ، وإن رفضتهم لم يرفضوك ، قلت : فما أصنع؟ قال : أعطهم من عرضك ليوم فقرك وفاقتك » وقال الصادق عليه‌السلام في خبر معاوية (٤) : « إذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له ، وأعوذ بك من شر ما خرجت له ، اللهم أوسع علي من فضلك ، وأتمم علي نعمتك ، واستعملني في طاعتك ، واجعل رغبتي فيما عندك ، وتوفني على ملتك وملة رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » وقال الرضا عليه‌السلام لابن أسباط (٥) : « إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر‌

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ١٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٢.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ١٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٨.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ١٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ١٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٤.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ١٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٦.

١٤٢

فقل : بسم الله آمنت بالله توكلت على الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ، فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها وتقول : ما سبيلكم عليه وقد سمى الله تعالى وآمن به وتوكل على الله تعالى وقال : ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله » وقال أبو جعفر عليه‌السلام في خبر أبي بصير (١) المروي في الفقيه : « من قال حين يخرج من باب داره : أعوذ بالله مما عاذت منه ملائكة الله من شر هذا اليوم ومن شر الشياطين ومن شر من نصب لأولياء الله ومن شر الجن والأنس ومن شر السباع والهوام ومن ركوب المحارم كلها أجير نفسي بالله من كل شر غفر الله له وتاب عليه ، وكفاه اللهم ، وحجزه عن السوء وعصمه من الشر » ونحوه‌ في الكافي عنه عليه‌السلام أيضا إلا انه قال : « من شر هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم يعد من شر نفسي ومن شر غيري ومن شر الشياطين » إلى غير ذلك مما ورد من نحو ذلك.

وكيف كان فقد ظهر مما سمعته في صحيح معاوية وجه استحباب ان يقول إذا جعل رجله في الركاب : بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله والله أكبر ، فإذا استوى على راحلته دعا بالدعاء المأثور وقال أبو الحسن عليه‌السلام في خبر إبراهيم بن عبد الحميد (٢) : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا ركب الرجل الدابة فسمى ردفه ملك يحفظه حتى ينزل ، وإن ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول له : تغن ، فان قال له لا أحسن قال : تمن ، فلا يزال يتمنى حتى ينزل وقال : من قال إذا ركب الدابة : بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ) ـ الآية (٣) ـ

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ١٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٧.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٢.

(٣) سورة الأعراف ـ الآية ٤١.

١٤٣

( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) (١) حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل » وفي‌ خبر علي بن ربيعة (٢) المروي عن مجالس محمد بن الشيخ الطوسي « ركب علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما استوى على الدابة قال : الحمد لله الذي أكرمنا ، وحملنا في البر والبحر ، ورزقنا من الطيبات ، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، ثم سبح الله ثلاثا وحمده ثلاثا ، ثم قال : رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم قال : كذا فعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » لكن في‌ خبر الأصبغ ابن نباتة (٣) قال : « أمسكت لأمير المؤمنين عليه‌السلام الركاب وهو يريد ان يركب فرفع رأسه فتبسم عليه‌السلام ، فقلت له : يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك وتبسمت فقال : نعم يا أصبغ أمسكت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما أمسكت لي ، فرفع رأسه وتبسم فسألته كما سألتني ، وسأخبرك كما أخبرني ، أمسكت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشهباء فرفع رأسه وتبسم فقلت : يا رسول الله رفعت رأسك وتبسمت فقال : يا علي ليس من احد يركب الدابة مما أنعم الله به عليه ثم يقرأ آية السخرة (٤) ثم يقول : استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا قال السيد الكريم : يا ملائكتي عبدي يعلم انه لا يغفر الذنوب غيري ، اشهدوا اني قد غفرت له ذنوبه ». وفي مرسل الصدوق (٥) « كان الصادق عليه‌السلام إذا‌

__________________

(١) سورة الزخرف ـ الآية ١٢.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب آداب السفر الحديث ٦ عن مجالس الحسن بن محمد الطوسي وهو الصحيح.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب آداب السفر الحديث ٣.

(٤) سورة الزخرف ـ الآية ١٢.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب آداب السفر الحديث ٥.

١٤٤

وضع رجله في الركاب يقول : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ويسبح الله سبعا ويحمده سبعا ويهلله سبعا » وفي‌ خبر عبد الله بن عطاء (١) « قدم لأبي جعفر عليه‌السلام حمارا وأمسك له بالركاب فركب فقال : الحمد لله الذي هدانا بالإسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا الى ربنا لمنقلبون ، والحمد لله رب العالمين » وقال أبو الحسن عليه‌السلام في خبر أسباط (٢) : « فإن خرجت برا فقل : الذي قال الله سبحانه ( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ) ، فإنه ليس من عبد يقوله عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيضره شي‌ء بإذن الله ، وإذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله » الى غير ذلك من النصوص التي لا ريب في رجحان قول جميع ما فيها ، بل لعله اولى من الاقتصار على بعضه.

ومن المأثور أيضا إذا خرجت في السفر التأسي بما يفعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفره من التسبيح في الهبوط ، والتكبير والتهليل في الصعود (٣) بل قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) : « والذي نفس أبي القاسم بيده ما هلل مهلل ولا كبر مكبر على شرف من الأشراف إلا هلل الله ما خلفه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتى يبلغ مقطع التراب ».

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٧.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢٠ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٨.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٢١ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١ وليس فيه « التهليل ».

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٢١ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

١٤٥

ويستحب له أيضا (١) ان يقول عند ذروة كل جسر بسم الله ليرحل الشيطان الذي عليها.

وأن يقول‌ (٢) إذا دخل مدخلا يخافه : ( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ، ) وإذا عاين ما يخافه قرأ آية الكرسي.

وأن يقول لدفع ضرر الأسد (٣) : أعوذ برب دانيال والجب من شر هذا الأسد ثلاث مرات.

وأن يسبح تسبيح فاطمة عليها‌السلام وإن يقرأ آية الكرسي بعد العشاء الآخرة عند وضع جنبه على الفراش (٤). ومن المأثور أيضا ما في‌ خبر أبي سعيد المكاري (٥) عن الصادق عليه‌السلام « اللهم اني خرجت في وجهي هذا بلا ثقة مني بغيرك ، ولا رجاء آوي اليه إلا إليك ، ولا قوة اتكل عليها ولا حيلة ألجأ إليها إلا طلب فضلك وابتغاء رزقك ، وتعرضا لرحمتك ، وسكونا إلى حسن عادتك ، وأنت اعلم بما سبق لي في علمك في سفري هذا مما أحب واكره ، فإن ما أوقعت علي يا رب من قدرك فمحمود فيه بلاؤك ، ومتضح عندي فيه قضاؤك ، وأنت تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب اللهم فاصرف عني مقادير كل بلاء ، ومقتضى كل لأواء ، وابسط علي كنفا من رحمتك ، ولطفا من عفوك ، وسعة من رزقك ، وتماما من نعمتك ، وجماعا من معافاتك ، وأوقع علي فيه جميع قضائك على موافقة جميع هواي في‌

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٢٤ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٢٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٢.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٢٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٢٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

١٤٦

حقيقة أحسن أملي ودفع ما أحذر فيه وما لا أحذر على نفسي وديني ومالي مما أنت أعلم به مني ، واجعل ذلك خيرا لآخرتي ودنياي مع ما أسألك يا رب أن تحفظني فيما خلفت ورأيي من أهلي وولدي ومالي وتعبئتي وحزانتي وقرابتي وإخواني بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين ، وفي تحصين كل عورة ، وحفظ كل مضيعة ، وتمام كل نعمة ، وكفاية كل مكروه ، وشر كل سيئة ، وصرف كل محذور ، وكمال كل ما يجمع لي الرضاء والسرور في جميع أموري ، وافعل ذلك بي بحق محمد وآل محمد صلى الله على محمد وآل محمد ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته » وقال عليه‌السلام أيضا في خبر عيسى بن عبد الله القمي (١) قل : « اللهم إني أسألك لنفسي اليقين والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم أنت ثقتي ، وأنت رجائي ، وأنت عضدي ، وأنت ناصري ، بك أحل وبك أسير » الى غير ذلك من النصوص الدالة زيادة على ما سمعته من آداب السفر الذي لا ينبغي إن يقع من عاقل إلا في ثلاث : تزود لمعاد ، ومرمة لمعاش أو لذة في غير محرم.

نعم لا يصلح للمسلم إن يسيح في الأرض ، أو يترهب في بيت لا يخرج منه‌ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) : « ليس في أمتي رهبانية ولا سياحة ولا رم « يعني سكوت » « يا علي سر سنتين بر والديك ، سر سنة صل رحمك ، سر ميلا عد مريضا ، سر ميلين شيع جنازة ، وسر ثلاثة أميال أجب دعوة ، سر أربعة أميال زر أخا في الله تعالى ، سر خمسة أميال أجب الملهوف ، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار » (٣) و « سافروا تصحوا وجاهدوا تغنموا وحجوا تستغنوا » (٤)

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٢٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ١ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ـ ٤.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ١ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ـ ٣.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

١٤٧

ولا بأس في السفر للرزق ، فان الله إذا سببه للعبد في أرض جعل له فيها حاجة (١) و « ما من مؤمن يموت في أرض غربة يغيب عنها بواكيه إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عز وجل عليها ، وبكته أثوابه ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد فيها عمله ، وبكاه الملكان الموكلان به » (٢) و « موت الغربة شهادة » (٣) و « الغريب إذا حضره الموت التفت يمنة ويسرة ولم ير أحدا رفع رأسه فيقول الله عز وجل : الى من تلتفت؟ الى من هو خير لك مني؟ وعزتي وجلالي لئن أطلقتك من عقدتك لأصيرنك إلى طاعتي ، ولئن قبضتك لأصيرنك إلى كرامتي » (٤) وضمن أمير المؤمنين عليه‌السلام لستة الجنة : رجل خرج بصدقة فمات ، ورجل خرج يعود مريضا فمات ، ورجل خرج مجاهدا في سبيل الله فمات ، ورجل خرج حاجا فمات ، ورجل خرج إلى الجمعة فمات ، ورجل خرج في جنازة فمات (٥).

وينبغي اختيار يوم السبت من الأسبوع للسفر قال الله عز وجل (٦) : ( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ ) الى آخره‌ « الصلاة يوم الجمعة ، والانتشار يوم السبت » (٧) و « من أراد سفرا فليسافر فيه ، فلو إن حجرا زال عن جبل فيه لرده الله عز وجل إلى مكانه » (٨) وقال الصادق عليه‌السلام (٩) : « أف للرجل المسلم لا يفرغ نفسه في الأسبوع يوم الجمعة لأمر دينه فيسأل عنه » وقال عليه‌السلام (١٠) أيضا :

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٢.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٦.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٤.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٧.

(٦) سورة الجمعة ـ الآية ١٠.

(٧) الوسائل ـ الباب ـ ٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٨) الوسائل ـ الباب ـ ٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

(٩) الوسائل ـ الباب ـ ٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١ عن الخصال.

(١٠) الوسائل ـ الباب ـ ٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٤.

١٤٨

« لا تخرج في يوم الجمعة في حاجة ، فإذا كان يوم السبت وقد طلعت الشمس فاخرج في حاجتك » وفي النبوي (١) « اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبتها » وفي غير واحد من النصوص (٢) « السبت لنا ، والأحد لبني أمية » لكن عن‌ الصادق عليه‌السلام (٣) « انه قال لرجل من مواليه : يا فلان مالك لم تخرج؟ قال قلت : جعلت فداك اليوم يوم الأحد ، قال : وما للأحد؟ قال الرجل : للحديث الذي جاء من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احذروا حد الأحد فإن له حدا مثل حد السيف ، قال : كذبوا كذبوا ، ما قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان الأحد اسما من أسماء الله عز وجل » ولعل المراد كذبهم في التفسير المذكور ، أو محمول على التقية ، أو على بيان الجواز ، أو غير ذلك من انه ليس هو غير مبارك على الإطلاق ، فإنه قد ورد فيه (٤) انه لشيعتنا ، وانه يوم غرس وبناء وغير ذلك.

ولا تسافر يوم الاثنين الذي هو يوم بني أمية ويوم قتل الحسين عليه‌السلام ولا تطلب فيه الحوائج ، وأي يوم أعظم شؤما منه ، فقدنا فيه نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وارتفع الوحي عنا وظلمنا فيه حقنا ، وكذب من قال ولد فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن قد ورد (٥) فيه انه يوم سفر وانه يستسقى فيه كما ذكرنا ذلك‌

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٨ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٥.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٢ و ٥ والباب ٥٢ من أبواب صلاة الجمعة ـ الحديث ٣.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٣ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٧.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٦ ـ من أبواب آداب السفر.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٦ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١ و ٤ والباب ٢ من أبواب صلاة الاستسقاء من كتاب الصلاة.

١٤٩

في صلاة الاستسقاء ، فلاحظ.

ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء ، فإنه اليوم الذي ألان الله تعالى فيه الحديد لداود عليه‌السلام (١) وهو يوم سهل ، وقد أمر فيه بالخروج في غير واحد من النصوص (٢) وعن أبي الحسن العسكري عليه‌السلام (٣) « من أحب إن يقيه الله شر يوم الاثنين يقرأ في أول ركعة من الغداة هل أتى على الإنسان ، ثم قرأ أبو الحسن عليه‌السلام فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ».

كما انه‌ قال الصادق عليه‌السلام في خبر عبد الله بن سنان (٤) : « يكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة من أجل الصلاة ، فاما بعد الصلاة فجائز يتبرك به » وقال عليه‌السلام أيضا : في خبر إبراهيم بن يحيى المدائني (٥) « لا بأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة ».

وأما يوم الأربعاء فيوم نحس مستمر ، وهو يوم بني العباس وفتحهم ، من احتجم فيه خيف عليه إن تحضر محاجمه ومن تنور فيه خيف عليه البرص (٦) وخصوصا آخر أربعاء من الشهر ، وفي‌ خبر العلل والعيون والخصال مسندا الى الرضا عليه‌السلام (٧) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث « ان رجلا قام اليه فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وأي أربعاء هو؟ فقال : آخر أربعاء في الشهر ، وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه ، ويوم‌

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٤ ـ من أبواب آداب السفر الحديث ٢.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٤ ـ من أبواب آداب السفر.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٤ ـ من أبواب آداب السفر الحديث ٤.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٤.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

(٦) الوسائل ـ الباب ـ ٥ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٤.

(٧) الوسائل ـ الباب ـ ٥ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

١٥٠

الأربعاء ألقي إبراهيم عليه‌السلام في النار ، ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق ويوم الأربعاء أغرق فرعون ، ويوم الأربعاء جعل الله قرية لوط عاليها سافلها ، ويوم الأربعاء أرسل الريح على قوم عاد ، ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم ، ويوم الأربعاء سلط الله على نمرود البقة ، ويوم الأربعاء طلب فرعون موسى ليقتله ، ويوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم ، ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان ، ويوم الأربعاء خرب بيت المقدس ، ويوم الأربعاء أحرق مسجد سليمان بن داود عليه‌السلام بإصطخر من كورة فارس ، ويوم الأربعاء قتل فيه يحيى بن زكريا ، ويوم الأربعاء أخذ قوم فرعون أول العذاب ، ويوم الأربعاء خسف الله بقارون ، ويوم الأربعاء ابتلى الله أيوب بذهاب ماله وولده ويوم الأربعاء دخل يوسف السجن ، ويوم الأربعاء قال الله تعالى (١) ( أَنّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة ، ويوم الأربعاء عقروا الناقة ، ويوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل ، ويوم الأربعاء شج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكسرت رباعيته ، ويوم الأربعاء أخذت العمالقة التابوت ».

والظاهر ارادة ما عدا الأول في مطلق الأربعاء لا خصوص الأخيرة مع احتماله ، نعم‌ عن الصدوق (٢) « انه كتب بعض البغداديين إلى أبي الحسن الثاني عليه‌السلام يسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور فكتب عليه‌السلام من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة ، وعوفي من كل عاهة ، وقضى الله له حاجته » وعن الصادق عليه‌السلام (٣) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « لا طيرة » و « كفارة الطيرة التوكل » (٤) بل في‌

__________________

(١) سورة النمل الآية ٥٢.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٨ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٤.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٨ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٨ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٣.

١٥١

النبوي (١) أيضا « إذا تطيرت فامض » ولعل ذلك ونحوه محمول على من بلغ حقيقة التوكل المشار اليه بقوله (٢) ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) أو على غير ما ورد النهي عنهم فيه بالخصوص كالتطير من بعض ما هي متعارف عند الناس الذي ذكره‌ أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام في صحيح سليمان بن جعفر الجعفري (٣) « الشؤم للمسافر في طريقه سبعة الغراب الناعق عن يمينه ، والكلب الناشر لذنبه ، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه الرجل وهو مقع على ذنبه ثم يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا ، والظبي السانح من يمين إلى شمال ، والبوم الصارخة ، والمرأة الشمطاء تلقى فرجها ، والأتان العضباء يعني الجدعاء ، فمن أوجد في نفسه منهن شيئا فليقل : اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك ، قال : فيعصم من ذلك » بناء على ان المراد منه كون الشؤم عند الناس ذلك لا الشرع ، بل قيل ان الأدعية في ذلك كثيرة ، منها‌ « اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك » إلى آخره ، ومنها ( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) وغير ذلك ، لكن هذا لا يتم فيما سمعته من الخبر الوارد في خصوص الأربعاء لا يدور الذي سبب التطير فيه مما ورد من الشرع لا تطير العامة فتأمل جيدا

واما يوم الخميس فهو يوم يحبه الله تعالى وملائكته ورسوله ، و « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسافر فيه ويقول : فيه ترفع الاعمال وتعقد فيه الألوية » (٤) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا (٥) : « اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس » وفي آخر (٦) « يوم سبتها‌

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٨ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٥.

(٢) سورة الطلاق الآية ٣.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٩ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٨.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٦.

(٦) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٥.

١٥٢

وخميسها » وفي ثالث (١) « بورك لأمتي في بكورها يوم سبتها وخميسها » بل‌ ورد (٢) فيه انه ألان الله فيه الحديد لداود عليه‌السلام وإن كان المشهور انه يوم الثلاثاء ، ولعله لا تنافي ، نعم قد سمعنا من بعض مشايخنا انه سمع من غيره كراهة السفر فيه إذا كان عند معصوم ، وان الملائكة ترميه بالحجارة ، هذا كله من حيث الأسبوع.

اما من حيث الشهر‌ فعن الصادق عليه‌السلام (٣) « اتق الخروج إلى السفر يوم الثالث من الشهر والرابع منه ، والحادي والعشرين منه والخامس والعشرين منه » وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤) يكره ان يسافر الرجل أو يتزوج والقمر في المحاق ، ولعل ما عد الرابع لأنها من السبعة المشهورة بالنحوسة للسفر وغيره المروي فيها عن أمير المؤمنين عليه‌السلام المسماة بالكوامل ، وهي الثالث ، والخامس ، والثالث عشر ، والسادس عشر ، والحادي والعشرون ، والرابع والعشرون ، والخامس والعشرون ، بل في خبر يونس بن حنان (٥) المروي مسندا في المحكي عن الدروع الواقية للسيد رضي الدين بن طاوس ، والمرسل (٦) عن مكارم الأخلاق للحسن بن الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، والزوائد (٧) لولد السيد علي بن طاوس عن الصادق عليه‌السلام أيضا المشتمل على تفصيل أيام الشهر ما يؤكد ذلك (٨).

__________________

(١) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٧.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١١.

(٣) مكارم الأخلاق ص ٢٧٦ ـ ٢٧٧ المطبوعة بطهران عام ١٣٧٦.

(٤) مكارم الأخلاق ص ٢٧٦ ـ ٢٧٧ المطبوعة بطهران عام ١٣٧٦.

(٥) الوسائل ـ الباب ـ ٢٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ٢ عن يونس بن ظبيان.

(٦) الوسائل ـ الباب ـ ٢٧ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٧) المستدرك ـ الباب ـ ٢١ ـ من أبواب آداب السفر ـ الحديث ١.

(٨) روى ذلك بالطرق الثلاثة في البحار ج ٥٩ ص ٥٦ الطبع الحديث.

١٥٣

ففي الأول « ان اليوم الأول يوم مبارك خلق الله فيه آدم ، وهو محمود لطلب الحوائج وطلب العلم والتزويج والسفر والبيع والشراء والدخول على السلطان واتخاذ الماشية » وفي الثاني « سعد يصلح لطلب الحوائج والشراء والبيع والزراعة والسفر » وفي الثالث « يوم مبارك محمود سعيد لطلب الحوائج والبيع والشراء ».

وفي الأول عنه عليه‌السلام أيضا « ان اليوم الثاني يصلح للتزويج والسفر وطلب الحوائج وفيه خلقت حواء من آدم وزوجه الله تعالى بها ، ويصلح لبناء المنازل وكتب العهد والاختيارات » وفي الثاني عنه عليه‌السلام « يصلح للسفر وطلب الحوائج » وفي الثالث عنه عليه‌السلام أيضا « يوم محمود يصلح للتزويج والتحويل والشراء والبيع وطلب الحوائج ».

واليوم الثالث في الأول « يوم نحس مستمر فاتق فيه البيع والشراء وطلب الحوائج والمعاملة ، وفيه سلب آدم عليه‌السلام وحواء لباسهما ، وأخرجا من الجنة ، واجعل شغلك صلاح أمر منزلك ، وإن أمكن أن لا تخرج من دارك فافعل » وفي الثاني « روي لا يصلح لشي‌ء جملة » وفي الثالث « يوم نحس فيه قتل هابيل لا تسافر فيه ، ولا تعمل عملا ، ولا تلق أحدا ».

الرابع في الأول « يوم صالح للزرع والصيد والبناء ، ويكره فيه السفر ، فمن سافر فيه خيف عليه القتل والسلب أو بلاء يصيبه ، وفيه ولد هابيل ، ويستحب فيه اتخاذ البناء والماشية ، ومن هرب فيه عسر تطلبه ولجأ إلى من يحصنه » وفي الثاني « يوم صالح للتزويج ، ويكره فيه السفر » وفي الثالث « يوم متوسط صالح لقضاء الحوائج ، ولا تسافر فيه فإنه مكروه ».

الخامس في الأول « يوم نحس مستمر ، فلا تعمل فيه عملا ، ولا تخرج من منزلك ، وتعاهد من في منزلك ، وانظر في إصلاح الماشية ، وفيه ولد قابيل الشقي ، وفيه قتل أخاه » وفي الثاني « ردي نحس » وفي الثالث « يوم نحس ،

١٥٤

وهو يوم نكد عسير لا خير فيه ، فاستعذ بالله من شره ».

السادس في الأول « يوم صالح للتزويج ، ومن سافر فيه في بر أو بحر يرجع إلى أهله بما يحسبه ، وهو جيد لشراء الماشية » وفي الثاني « يصلح للتزويج وطلب الحوائج » وفي الثالث « يوم صالح يصلح للحوائج والسفر والبيع والشراء ».

السابع في الأول « يوم صالح لجميع الأمور ، فاعمل فيه ما شئت ، وعالج ما تريد من عمل الكتابة ، ومن بدأ فيه بالعمارة والغرس والنخل حمد أمره في ذلك » وفي الثاني « مبارك مختار يصلح لكل ما يراد ويسعى فيه » وفي الثالث « يوم سعيد مبارك فيه ركب نوح السفينة ، فاركب البحر وسافر في البر واعمل ما شئت ، فإنه يوم عظيم البركة ، محمود لطلب الحوائج والسعي فيها ».

والثامن في الأول « يوم صالح لكل حاجة من بيع أو شراء ، ويكره فيه ركوب البحر والنظر ( والسفر خ ل ) في البر ، ويكره فيه ركوب السفن في الماء ، ويكره فيه أيضا السفر والخروج إلى الحرب وكتب العهود ، ومن هرب فيه لم يقدر عليه إلا بتعب » وفي الثاني « يصلح لكل حاجة سوى السفر ، فإنه يكره فيه » وفي الثالث « يوم صالح للشراء والبيع ، ولا تعرض فيه للسفر ، فإنه يكره فيه سفر البر والبحر ».

التاسع في الأول « يوم خفيف صالح لكل أمر تريده ، فابدأ فيه بالعمل ، ومن سافر فيه رزق مالا ورأى خيرا ، فابدأ فيه بالعمل ، واقترض فيه ، وازرع واغرس ، ومن حارب فيه غلب ، ومن هرب فيه لجأ إلى سلطان يمنع منه » وفي الثاني « يصلح لكل ما يريده الإنسان ، ومن سافر فيه رزق مالا ويرى في سفره كل خير » وفي الثالث « يوم صالح محمود مبارك يصلح للحوائج وجميع الأعمال » وفي رواية أخرى « ومن سافر فيه رزق ولقي خيرا ».

العاشر في الأول « ولد فيه نوح ، يصلح للبيع والشراء والسفر ، ويستحب‌

١٥٥

للمريض فيه أن يوصي ويكتب العهود ، ومن هرب منه ظفر به وحبس » وفي الثاني « يوم صالح لكل حاجة سوى الدخول على السلطان ، وهو جيد للشراء والبيع » وفي الثالث « صالح لابتداء العمل ، يوم محمود ، رفع الله تعالى فيه إدريس مكانا عليا » وفي رواية أخرى « يصلح للبيع والشراء ».

والحادي عشر في الأول « صالح لابتداء العمل في البيع والشراء والسفر ، ولد فيه شيث ، وتجنب فيه الدخول على السلطان » وفي الثاني « يصلح للشراء والبيع ولجميع الحوائج وللسفر ما خلا الدخول على السلطان » وفي الثالث « يوم صالح للشراء والبيع والمعاملة والقرض ».

الثاني عشر في الأول « صالح للتزويج وفتح الجوائز وركوب البحر ، ويتجنب فيه الوساطة بين الناس » وفي الثاني « يوم صالح مبارك فاطلبوا فيه حوائجكم واسعوا فيها ، فإنها تقضى » وفي الثالث « يوم مبارك فيه قضى موسى الأجل ، وهو يوم التزويج والبيع والشراء ».

الثالث عشر في الأول « يوم نحس فاتق فيه المنازعة والخصومة ولقاء السلطان وغيره وكل أمر ، ولا يدهن فيه الرأس ، ولا يحلق فيه الشعر ، ومن ظل أو هرب فيه سلم » وفي رواية أخرى « يوم نحس لا تطلب فيه حاجة » وفي الثاني « يوم نحس فاتق فيه جميع الأعمال » وفي الثالث « يوم نحس ، وهو يوم مذموم في كل حاجة ، فاستعذ بالله من شره ».

الرابع عشر في الأول « يوم صالح لكل شي‌ء ، وهو جيد لطلب العلم والبيع والشراء والسفر وركوب البحر والاستقراض والقرض ، ومن هرب فيه يؤخذ » وفي الثاني « جيد للحوائج ولكل عمل » وفي الثالث « يوم صالح لما تريده من قضاء الحوائج وطلب العلم ، ويصلح للبيع والشراء وركوب البحر ».

الخامس عشر في الأول على ما في الحدائق نقلا عن البحار « يوم صالح‌

١٥٦

لكل الأمور إلا من أراد أن يستقرض أو يقرض » لكن فيما عندنا من الوسائل نقلا عن الدروع « يوم محذور في كل الأمور إلا من أراد أن يستقرض أو يقرض أو يشاهد ما يشتري ، ومن هرب فيه ظفر به » وفي الثاني « صالح لكل حاجة تريدها ، فاطلبوا فيه حوائجكم ، فإنها تقضى » وفي الثالث « يوم صالح لكل عمل وحاجة ، فاعمل فيه ما بدا لك ، فإنه يوم سعيد » وعن روضة الواعظين « أنه يوم صالح لكل عمل وحاجة ولقاء الأشراف والعظماء والرؤساء ، فاطلب فيه حوائجك ، والق سلطانك ، واعمل ما بدا لك ، فإنه يوم سعد ».

السادس عشر في الأول « يوم نحس لا يصلح لشي‌ء سوى الأبنية ، ومن سافر فيه هلك » وفي الوسائل عنه « يوم نحس ، من سافر فيه هلك ، ويكره فيه لقاء السلطان ، ويصلح للتجارة والبيع والخروج إلى البحر ، ويصلح للأبنية ووضع الأساس » وفي الثاني « ردي مذموم لكل شي‌ء » وفي الثالث « يوم نحس ردي مذموم لا خير فيه ، فلا تسافر فيه ، ولا تطلب حاجة ، وتوق ما استطعت وتعوذ بالله من شره ».

السابع عشر في الأول « يوم متوسط ، واحذر فيه المنازعة ، وهو يوم ثقيل ، فلا تلتمس فيه حاجة » وفي رواية أخرى « يوم صالح » وفي الوسائل عنه « متوسط الحال يحذر فيه المنازعة ، ومن أقرض فيه شيئا لم يرده اليه ، وإن رده فبجهد ، ومن استقرض فيه لم يرده » وفي الثاني « صاف مختار ، فاطلبوا فيه ما شئتم ، وتزوجوا وبيعوا واشتروا وازرعوا » وفي الثالث « يوم صالح مختار محمود لكل عمل وحاجة ، فاطلب فيه الحوائج واشتر وبع » وفي رواية أخرى « متوسط تحذر فيه المنازعة والقرض ».

الثامن عشر في الأول « أنه يوم سعيد صالح لكل شي‌ء من بيع أو شراء أو زرع أو سفر » وفي الوسائل عنه « ومن خاصم فيه عدوه خصمه وظفر به ، ومن‌

١٥٧

اقترض قرضا رده إلى من اقترضه منه » وفي الثاني « مختار صالح للسفر وطلب الحوائج » وفي الثالث « يوم مختار للسفر والتزويج ولطلب الحوائج ».

التاسع عشر في الأول « أنه يوم سعيد ، وهو صالح للسفر والمعاش والحوائج » وفي الوسائل عنه « يوم سعيد ولد فيه إسحاق بن إبراهيم عليهما‌السلام وهو صالح للسفر والمعاش والحوائج وتعلم العلم وشراء الرقيق والماشية ، ومن ضل أو هرب فيه قدر عليه » وفي الثاني « مختار صالح لكل عمل » وفي الثالث « يوم مختار مبارك صالح لكل عمل تريد » وفي رواية أخرى « يصلح للسفر والمعاش ولطلب العلم ».

العشرون في الأول « أنه يوم متوسط صالح للسفر وقضاء الحوائج » وفي الوسائل عنه « متوسط الحال ، صالح للسفر والحوائج والبناء ووضع الأساس وحصاد الزرع وغرس الشجر والكرم واتخاذ الماشية ، ومن هرب فيه كان بعيد الدرك » وفي الثاني « جيد مختار للحوائج والسفر » وفي الثالث « يوم جيد صالح مسعود مبارك لما يؤتى » وفي رواية أخرى « يوم متوسط يصلح للسفر والحوائج » الحادي والعشرون في الأول « أنه يوم نحس ردي ، فلا تطلب فيه حاجة ومن سافر فيه خيف عليه » وفي الوسائل عنه « يوم نحس لا تطلب فيه حاجة ، ويتقى فيه السلطان ، ومن سافر فيه لم يرجع ، وخيف عليه ، وهو يوم ردي لسائر الأمور » وفي الثاني « يوم نحس مستمر » وفي الثالث « يوم نحس مذموم فاحذره ولا تطلب فيه حاجة ، ولا تعمل فيه عملا ، واقعد في منزلك ، واستعذ بالله من شره ».

الثاني والعشرون في الأول « أنه يوم صالح لقضاء الحوائج والبيع والشراء والمريض فيه يبرأ سريعا ، والمسافر فيه يرجع معافي » وزاد في الوسائل « ان الصدقة فيه مقبولة ، ومن دخل فيه على سلطان يصيب حاجته » وفي الثاني « مختار‌

١٥٨

صالح للشراء والبيع والسفر والصدقة » وفي الثالث « يوم سعيد مبارك مختار لما تريد من الأعمال ، فاعمل ما شئت فإنه مبارك ».

الثالث والعشرون في الأول « أنه يوم صالح لطلب الحوائج والتجارة والتزويج ، ومن يسافر فيه غنم وأصاب خيرا » وزاد في الوسائل « أنه ولد فيه يوسف عليه‌السلام ، ويوم خفيف يدخل فيه على السلطان » وفي الثاني « مختار جيد خاصة للتزويج والتجارات كلها » وفي الثالث « يوم سعيد مبارك لكل ما تريد ، للسفر والتحويل من مكان إلى مكان ، وهو جيد للحوائج ».

الرابع والعشرون في الأول « أنه يوم نحس ولد فيه فرعون فلا يطلب فيه أمر من الأمور » وفي الثاني « يوم مشوم » وفي الثالث « يوم نحس مستمر ، مكروه لكل حال وعمل ، فاحذره ، ولا تعمل فيه عملا ، ولا تلق فيه أحدا ، واقعد في منزلك ، واستعذ بالله من شره » الخامس والعشرون في الأول « أنه يوم نحس ردي ، فاحفظ نفسك فيه ، ولا تطلب فيه حاجة ، فإنه يوم شديد البلاء » وفي الثاني « ردي مذموم تحذر فيه من كل شر » وفي الثالث « يوم نحس مكروه ثقيل نكد ، فلا تطلب فيه حاجة ولا تسافر فيه ، واقعد في منزلك ، واستعذ بالله من شره ».

السادس والعشرون في الأول « أنه يوم صالح للسفر ولكل أمر يراد إلا التزويج » وفي الوسائل عنه « ضرب فيه موسى البحر بعصاه فانفلق ، وصالح للسفر ولكل أمر يراد إلا التزويج ، فان من تزوج فيه فرق بينهما ، ولا تدخل إذا وردت من سفرك فيه إلى أهلك » وفي الثاني « صالح لكل حاجة سوى التزويج والسفر وعليكم بالصدقة فيه » وفي الثالث « يوم صالح ، متوسط للشراء والبيع والسفر وقضاء الحوائج ».

السابع والعشرون في الأول « أنه يوم صالح لكل أمر » وفي الثاني « جيد‌

١٥٩

مختار للحوائج وفي كل ما يراد » وفي الثالث « يوم صاف مبارك من النحوس ، صالح للحوائج إلى السلطان وإلى الاخوان وللسفر إلى البلدان ، فاتق فيه من شئت ، وسافر فيه إلى حيث ما أردت ».

الثامن والعشرون في الأول « أنه يوم صالح لكل أمر » وفي الثاني « ممزوج » وفي الثالث « يوم مبارك سعيد ».

التاسع والعشرون في الأول « أنه يوم صالح لكل أمر ، ومن سافر فيه أصاب مالا جزيلا » وفي الوسائل عنه « صالح خفيف لسائر الأمور والحوائج والأعمال ، ومن سافر فيه يصيب مالا كثيرا ، ولا يكتب فيه وصية فإنه يكره ذلك » وفي الثاني « مختار جيد لكل حاجة » وفي الثالث « يوم مبارك سعيد قريب الأمر ، يصلح للحوائج والتصرف فيها » وفي رواية أخرى « المسافر فيه يصيب مالا كثيرا ».

الثلاثون في الأول « يوم جيد للبيع والشراء والتزويج » وفي رواية أخرى « يوم سعيد مبارك يصلح لكل حاجة تلتمس » وفي الوسائل عنه « جيد للبيع والشراء والتزويج ، ولا تسافر فيه ، ولا تتعرض لغيره إلا المعاملة ، ومن هرب فيه أخذ ، ومن اقترض فيه شيئا رده سريعا » وفي الثاني « مختار جيد لكل شي‌ء ولكل حاجة » وفي الثالث « يوم مبارك ميمون مسعود مفلح منجح مفرح ، فاعمل فيه ما شئت ، والق فيه من أردت ، وخذ وأعط وسافر وانتقل وبع واشتر فإنه صالح لكل ما تريد ، موافق لكل ما تعمل ».

ولا ريب في أن المنساق من ذلك ونحوه الأشهر العربية ، ولذا جعل العنوان في محكي البحار باب سعادة أيام الشهور العربية ونحوستها ، ثم نقل الأخبار المزبورة فما عن الكاشاني في رسالته تقويم المحسنين من أنها من الشهور الفارسية بل ربما‌

١٦٠