حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل

باقر شريف القرشي

حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار البلاغة
المطبعة: دار البلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٦
الجزء ١ الجزء ٢

الباقر (ع) (١) وهو مجهول.

٤٧٩ ـ يعقوب بن شعيب :

ابن ميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد ، أبو محمد ، ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الباقر (ع) (٢) وقال النجاشي : إنه ثقة روى عن الامام أبي عبد الله (ع) ذكره ابن سعيد وابن نوح ، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا (٣).

٤٨٠ ـ يونس بن أبي يعفور :

عده الشيخ من أصحاب الامام الباقر (ع) (٤) وظاهره أنه إمامي مجهول الحال.

٤٨١ ـ يونس بن خباب :

عده الشيخ من أصحاب الامام الباقر (ع) وأضاف أنه مجهول (٥).

__________________

(١) رجال الطوسي.

(٢) رجال الطوسي.

(٣) النجاشي.

(٤) رجال الطوسي.

(٥) رجال الطوسي.

٣٨١

٤٨٢ ـ يونس بن المغيرة :

عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الباقر (ع) (١) والظاهر أنه إمامي مجهول الحال ... وبهذا ينتهي بنا الحديث عن أصحاب الامام أبي جعفر (ع) ورواة حديثه ، ولا نزعم أننا أحطنا بجميعهم ، وأنما ألمحنا إلى بعضهم ، كما إنا لم نلم بتراجمهم ، وإنما ذكرنا فهرسا لأسمائهم وأعطينا إشارة موجزة لبعض أحوالهم لأن المصادر التي بأيدينا لم تعطنا أكثر من ذلك.

وعلى أي حال فان في هذه المجموعة الكبيرة من أصحاب الامام ورواة حديثة طائفة من كبار العلماء والفقهاء كمحمد بن مسلم وزرارة بن أعين ، وأبي بصير وغيرهم ممن كان لهم الفضل في تشييد صرح فقه أهل البيت وتدوين أحاديثهم التي يرجع إليها الفقهاء في استنباطهم للأحكام الشرعية ، ولولاهم لضاعت تلك الثروات العلمية الهائلة التي هي من ذخائر العلم والفكر في الاسلام.

__________________

(١) رجال الطوسي.

٣٨٢

الى جنّة المأوى

٣٨٣
٣٨٤

وبعد ما أدى الامام أبو جعفر (ع) رسالته الخالدة من نشر العلم ، وإذاعة قيم الاسلام بين الناس ، اختاره الله إلى جواره لينعم في ظلال رحمته وجنانه ، ويسعد بملاقاة آبائه الذين سنوا مناهج الحق والعدل في الأرض ، ونتحدث ـ بايجاز ـ عن النهاية المشرقة من حياة الامام التي وقفها على الطاعة لله ، وإشاعة العلم ، والبر بالناس ، وفيما يلي ذلك :

الامام ينعى نفسه :

وشعر الامام العظيم بدنو أجله المحتوم ، وأخذت تراوده هواجس مريرة بين لحظة وأخرى وهي تنذره بمفارقة الحياة ، فخف مسرعا ، وهو مثقل بالهموم نحو عمته السيدة فاطمة بنت الامام الحسين (ع) وهو ينعى إليها نفسه قائلا :

« لقد أتت عليّ ثمان وخمسون سنة ... » (١).

وعلمت السيدة ما أراد فذاب قلبها أسى وحسرات على ابن أخيها الذي هو بقية أهلها الذين حصدتهم سيوف البغي والضلال ... لقد أتت على الامام ثمان وخمسون سنة وهي مليئة بالخطوب والأحداث ، وقد أشاعت في نفسه الأسى والحزن ، وقد فارق الحياة بما يقارب هذا السن أبوه الامام زين العابدين ، وجده الامام الحسين (ع) فشعر (ع) من ذلك بانطواء حياته ، وقرب أجله.

__________________

(١) تذكرة الخواص ( ص ٣٥٠ ) وجاء في كشف الغمة ٢ / ٣٣٢ عن الامام جعفر الصادق (ع) أن أباه محمد الباقر (ع) قال : قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، ومات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وأنا اليوم ابن ثمان وخمسين سنة.

٣٨٥

اغتيال الامام :

ولم يمت الامام أبو جعفر (ع) حتف أنفه ، وإنما اغتالته بالسم أيد أثيمة لا عهد لها بالله ، ولا باليوم الآخر ، وقد اختلف المؤرخون في الأثيم الذي قدم على اقتراف هذه الجريمة ، وفيما يلي بعض الأقوال :

١ ـ إن هشام بن الحكم هو الذي قدم على اغتيال الامام فدس إليه السم (١) والأرجح هو هذا القول لأن هشاما كان حقودا على آل النبي (ص) وكانت نفسه مترعة بالبغض والكراهية لهم وهو الذي ألجأ الشهيد العظيم زيد بن علي عليه‌السلام إلى إعلان الثورة عليه حينما استهان به ، وقابله بمزيد من الجفاء ، والتحقير ، ومن المؤكد أن الامام العظيم أبا جعفر قد اقض مضجع هذا الطاغية ، وذلك لذيوع فضله وانتشار علمه ، وتحدث المسلمين عن مواهبه ، فقدم على اغتياله ليتخلص منه.

٢ ـ إن الذي قدم على سم الامام هو ابراهيم بن الوليد (٢) ويرى السيد ابن طاوس ان ابراهيم بن الوليد قد شرك في دم الامام عليه‌السلام (٣) ومعنى ذلك إن ابراهيم لم ينفرد وحده باغتيال الامام (ع) وإنما كان مع غيره.

وأهملت بعض المصادر اسم الشخص الذي اغتال الامام (ع)

__________________

(١) بحار الانوار وغيره.

(٢) أخبار الدول ( ص ١١١ ).

(٣) بحار الأنوار.

٣٨٦

واكتفت بالقول إنه مات مسموما (١) هذه بعض الأقوال التي قيلت في سم الامام عليه‌السلام.

دوافع اغتيال الامام :

أما الأسباب التي أدت الأمويين إلى اغتيالهم للامام (ع) فهي ـ فيما نحسب ـ كما يلي :

١ ـ سمو شخصية الامام :

لقد كان الامام أبو جعفر (ع) أسمى شخصية في العالم الاسلامي فقد أجمع المسلمون على تعظيمه ، والاعتراف له بالفضل ، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الاسلامية للانتهال من نمير علومه وفضله التي هي امتداد ذاتي لعلوم جده رسول الله (ص).

لقد ملك الامام (ع) عواطف الناس واستأثر باكبارهم ، وتقديرهم لأنه العلم البارز في الأسرة النبوية ، وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الأمويين وحقدهم فاجمعوا على اغتياله للتخلص منه.

٢ ـ أحداث دمشق :

من الأسباب التي أدت الأمويين إلى اغتياله (ع) هي الأحداث التي جرت

__________________

(١) نور الأبصار [ ص ١٣١ ] الأئمة الاثنى عشر لابن طولون [ ص ٢٨١ ].

٣٨٧

للامام حينما كان في دمشق وهي :

أ ـ تفوق الامام في الرمي على بني أمية وغيرهم حينما دعاه هشام الى الرمي ظانا أنه سوف يفشل في رمية فلا يصيب الهدف فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه والسخرية به أمام أهل الشام ، ولما رمى الامام ، وأصاب الهدف عدة مرات بصورة مذهلة لم يعهد لها نظير في علميات الرمي في العالم ، فذهل الطاغية هشام ، وأخذ يتميز غيظا ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وصمم منذ ذلك الوقت على اغتياله.

ب ـ مناظرته مع هشام في شئون الامامة ، وتفوق الامام عليه حتى بان عليه العجز وقد أدت إلى حقده عليه.

ج ـ مناظرته مع عالم النصارى ، وتغلبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته ، وقد أصبحت الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام ، وقد ذكرنا هذه الأمور بمزيد من التفصيل في البحوث السابقة.

هذه هي الأسباب التي دفعت الأمويين إلى اغتيالهم للامام عليه‌السلام

نصه على الامام الصادق :

ونص الامام أبو جعفر عليه‌السلام على إمامة الامام الصادق (ع) مفخرة هذه الدنيا ، ورائد الفكر والعلم في الاسلام ، فعينه خليفة وإماما ، ومرجعا عاما للأمة من بعده ، وأوصى شيعته بلزوم أتباعه وطاعته.

وكان الامام أبو جعفر (ع) يشيد بولده الامام الصادق (ع) ويدلل على إمامته ، فقد روى أبو الصباح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر إلى أبي

٣٨٨

عبد الله يمشي ، فقال : ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل : « ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين » (١).

وروى علي بن الحكم عن طاهر قال : كنت عند أبي جعفر [ع] فأقبل جعفر [ع] فقال أبو جعفر : هذا خير البرية (٢).

وصاياه :

وعهد الامام محمد الباقر عليه‌السلام إلى ولده الامام جعفر الصادق عليه‌السلام بعدة وصايا كان من بينها ما يلي :

١ ـ إنه قال له : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا ، فقال له الامام الصادق : جعلت فداك والله لأدعنهم ، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا (٣) لقد أوصى [ع] ولده بأصحابه ليقوم بالانفاق عليهم ، والتعهد بشئونهم ليتفرغوا للعلم ، وتدوين حديثه وإذاعة معارفه ، وآدابه بين الناس.

٢ ـ أوصى [ع] ولده الصادق [ع] أن يكفنه في قميصه الذي كان يصلي فيه (٤) ليكون شاهد صدق عند الله على عظيم عبادته ،

__________________

(١) أصول الكافي ١ / ٣٠٦.

(٢) أصول الكافي ١ / ٣٠٦.

(٣) أصول الكافي ١ / ٣٠٦.

(٤) صفة الصفوة ٢ / ٦٣ ، تأريخ ابن الوردي ١ / ١٨٤ ، تأريخ أبي الفداء ١ / ٢١٤ ، المنتظم لابن الجوزي الجزء السابع مصور.

٣٨٩

وطاعته له.

٣ ـ إنه أوقف بعض أمواله على نوادب تندبه عشر سنين في منى (١) ولعل السبب في ذلك يعود الى أن منى أعظم مركز للتجمع الاسلامي ، ووجود النوادب فيه مما تبعث المسلمين الى السؤال عن سببه ، فيخبرون بما جرى على الامام أبي جعفر (ع) من صنوف التنكيل من قبل الأمويين واغتيالهم له ، حتى لا يضيع ما جرى عليه منهم ولا تحفيه أجهزة الاعلام الأموي.

أما نص وصيته فقد رواها الامام أبو عبد الله الصادق (ع) قال (ع) : لما حضرت أبي الوفاة قال : أدع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر ، فقال : اكتب : « هذا ما أوصى به يعقوب بنيه « يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون » وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد ، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة ، وأن يعممه بعمامته ، وأن يربع قبره ، ويرفعه أربع أصابع ، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه.

والتفت (ع) إلى الشهود فأمرهم بالانصراف ، وقال الامام الصادق (ع) : يا أبة ما كان في هذا بأن تشهد عليه؟ فقال (ع) : كرهت أن تغلب ، وأن يقال إنه لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة (٢).

الى الفردوس الأعلى :

وتفاعل السم في بدن الامام أبي جعفر عليه‌السلام ، وأثر به تأثيرا

__________________

(١) بحار الأنوار ١١ / ٦٢.

(٢) أصول الكافي ١ / ٣٠٧.

٣٩٠

بالغا ، وأخذ يدنو إليه الموت سريعا ، وقد اتجه في ساعاته الأخيرة بمشاعره وعواطفه نحو الله تعالى ، فأخذ يقرأ القرآن الكريم ، ويستغفر الله ، وبينما لسانه مشغول بذكر الله إذ وافاه الاجل المحتوم فارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها ، تلك الروح التي أضاءت الحياة الفكرية والعلمية في الاسلام والتي لم يخلق لها نظير في عصره.

وقد انطوت بموته أروع صفحة من صفحات الرسالة الاسلامية أمدت المجتمع الاسلامي بعناصر الوعي والتطور والازدهار.

تجهيزه

وقام الامام الصادق عليه‌السلام بتجهيز الجثمان المقدس فغسله وكفنه ، وهو يذرف أحر الدموع على فقد أبيه الذي ما أظلت مثله سماء الدنيا في عصره علما وفضلا وحريجة في الدين.

مواراته

ونقل الجثمان العظيم من الحميمة (١) تحت هالة من التهليل والتكبير قد حفت به الجماهير ، والسعيد من الناس الذي يلمس نعش الامام ... وسارت مواكب التشييع ، وهي تعدد مناقب الامام أبي جعفر (ع) والطافه

__________________

(١) الحميمة : بضم الحاء المهملة ، وفتح الميم ، وسكون الياء ، وهي قرية خارج المدينة كانت لعلي بن العباس وأولاده أيام الحكم الأموي ، جاء ذلك في تأريخ الأئمة الاثنى عشر لابن طولون [ ص ٢٨١ ].

٣٩١

وعائدته على هذه الأمة ، وأنتهي بالجثمان المقدس إلى بقيع الغرقد ، فحفر له قبر بجوار الامام الأعظم أبيه زين العابدين عليه‌السلام ، وبجوار عم أبيه الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة (ع) وأنزل الامام الصادق أباه في مقره الأخير فواراه فيه ، وقد وارى معه العلم والحلم ، والمعروف والبر بالناس.

لقد كان فقد الامام أبي جعفر عليه‌السلام من أفجع النكبات التي مني بها المسلمون في ذلك العصر ، فقد خسروا القائد ، والرائد ، والموجه الذي جهد على نشر العلم ، وبلورة الوعي الفكري والثقافي بين المسلمين.

عمره الشريف

أما عمره الشريف حين وفاته فقد اختلف فيه المؤرخون والرواة وهذه بعض الأقوال :

١ ـ إنه توفي وله من العمر ( ٧٣ سنة ) (١).

٢ ـ كان عمره حين وفاته ( ٦٣ سنة ) (٢).

__________________

(١) صفة الصفوة ٢ / ٦٣ ، تأريخ ابن عساكر ٥١ / ٣٩ من مصورات مكتبة الامام أمير المؤمنين المنتظم لابن الجوزي ج ٧ من مصورات مكتبة الامام أمير المؤمنين (ع) تأريخ أبي الفداء ١ / ٢١٤ تأريخ ابن الأثير ٤ / ٢١٧ ، تأريخ ابن الوردي ١ / ١٨٤.

(٢) طبقات الفقهاء لأبي اسحاق الشيرازي [ ص ٣٦ ].

٣٩٢

٣ ـ توفي وعمره ٦١ سنة (١).

٤ ـ توفي وعمره ٦٠ سنة (٢).

٥ ـ توفي وعمره ٥٨ سنة (٣).

٦ ـ توفي وعمره ٥٦ سنة (٤).

٧ ـ توفي وعمره ٥٥ سنة (٥).

والمشهور بين الرواة أنه توفي وعمره الشريف ٥٨ سنة وقد دلت على ذلك بعض الروايات التي تقدمت.

سنة وفاته

واختلف المؤرخون في السنة التي توفي فيها الامام ، وفيما يلي بعض ما ذكروه :

١ ـ إنه توفي سنة [ ١٢٧ ه‍ ] (٦).

٢ ـ توفي سنة [ ١١٨ ه‍ ] (٧).

__________________

(١) بحار الأنوار ١١ / ٦٣.

(٢) مختصر تأريخ الاسلام للفاخوري [ ص ٨٥ ].

(٣) الصراط السوي للشيخاني مصور في مكتبة الامام أمير المؤمنين [ ص ٩٤ ] تأريخ الخميس ٢ / ٣١٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٦٣.

(٤) تأريخ الأئمة [ ص ٥ ].

(٥) النفحة العنبرية من مخطوطات مكتبة الامام كاشف الغطاء.

(٦) مختصر تأريخ الاسلام [ ص ٨٥ ].

(٧) تأريخ خليفة خياط ٢ / ٢٦٣.

٣٩٣

٣ ـ توفي سنة [ ١١٧ ه‍ ] (١).

٤ ـ توفي سنة [ ١١٦ ه‍ ] (٢).

٥ ـ توفي سنة [ ١١٤ ه‍ ] (٣).

٦ ـ توفي سنة [ ١١٣ ه‍ ] (٤).

هذه بعض الأقوال التي ذكرها المؤرخون ، والمشهور أنه توفى سنة [ ١١٤ ه‍ ].

تعزية المسلمين للامام الصادق

وهرع المسلمون وقد نخر الحزن قلوبهم إلى الامام الصادق عليه‌السلام ، وهم يعزونه بمصابه الأليم ، ويشاركونه اللوعة والأسى بفقيد أبيه ، وممن وفد عليه يعزيه سالم بن أبي حفصة ، قال : لما توفي أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام ، قلت لأصحابي انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد فأعزيه به ، فدخلت عليه فعزيته ،

__________________

(١) صفة الصفوة ٢ / ٦٣.

(٢) تأريخ ابن الوردي ١ / ١٨٤ ، تأريخ أبي الفداء ١ / ٢١٤.

(٣) البستان الجامع لعماد الدين الأصفهاني من مصورات مكتبة الامام الحكيم ، النفحة العنبرية ، شذرات الذهب ١ / ١٤٩ ، تهذيب الكمال المجلد ٩ / ق ٢ من مصورات مكتبة السيد الحكيم ، تأريخ ابن الأثير ٤ / ٢١٧ ، طبقات الفقهاء [ ص ٣٦ ] جامع المقال للطريحي من مصورات الامام الحكيم ، تأريخ الأئمة لابن أبي الثلج البغدادي [ ص ٥ ].

(٤) دائرة المعارف لوجدي ٣ / ٥٦٣.

٣٩٤

وقلت له إنا لله ، وإنا إليه راجعون ، ذهب والله من كان يقول : قال رسول الله «ص» : فلا يسأل عمن بينه وبين رسول الله «ص» والله لا يرى مثله أبدا قال : وسكت الامام أبو عبد الله (ع) ساعة ، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : قال الله تبارك وتعالى : إن من عبادي من يتصدق بشق من تمرة فاربيها له ، كما يربي أحدكم فلوه (١).

وخرج سالم وهو متبهر فالتفت إلى أصحابه قائلا : ما رأيت أعجب من هذا!! كنا نستعظم قول أبي جعفر عليه‌السلام قال رسول الله «ص» بلا واسطة ، فقال لي أبو عبد الله عليه‌السلام قال الله بلا واسطة (٢).

إن حديث الامام الصادق عليه‌السلام مستمد من أحاديث آبائه الذين أخذوا علومهم من جدهم رسول الله (ص).

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن حياة الامام أبي جعفر عليه‌السلام ، وقبل أن أطوي هذه الصفحة الأخيرة أود أن أؤكد ما أعلنته غير مرة من أن هذا الكتاب ـ على ما فيه من جهد وتتبع ـ لم يلم بحياة هذا الامام العظيم ، وإنما يلقي أضواء أو مؤشرات على بعض معالم شخصيته ، أما الاحاطة بها وتسجيل ما أثر عنه من العلوم وروائع الحكم والآداب فان ذلك ـ بصورة جازمة ـ يستدعي وضع موسوعة كبيرة ، وقبل أن أنصرف عن القراء أرى من الحق علي أن أشيد بالجهد المشرق لسماحة الحجة العلامة الكبير الأخ الشيخ هادي القرشي ، فله الفضل مشكورا على ملاحظاته العلمية القيمة في بحوث هذا الكتاب ، كما اشكر ولدنا

__________________

(١) الفلو بفتح الفاء ، وضم اللام وتشديد الواو ـ المهر الصغير ، والأنثى فلوة ، والجمع أفلاء.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي [ ص ١٢٥ ].

٣٩٥

الوجيه عبد الحسين ويسين على تشجيعه لي في الاستمرار في خدمة أهل البيت عليهم‌السلام ... كما إن من الخير أن أختم كتابي بما ختم به العالم الزاهد الشيخ ورام كتابه القيم المسمى بمجموعة ورام فقد ختمه بوصية الامام أبي جعفر (ع) إلى تلميذه الفقيه الكبير محمد بن مسلم فقد قال عليه‌السلام له :

« لا يغرنك الناس من نفسك فان الأمر يصل إليك دونهم ، ولا يقطع النهار عنك كذا وكذا ، فان معك من يحصي عليك ، ولا تستصغرن حسنة تعملها فانك تراها حيث تسرك ، ولا تستصغرن سيئة تعملها فانك تراها حيث تسوءك ، وأحسن فاني لم أر شيئا قط أشد طلبا ولا أسرع دركا من حسنة لذنب قديم ، وليس بتقوى الله طول عبادة ، ولكنما التقوى مجانبة الشبه »

٣٩٦

محتويات الكتاب

٣٩٧
٣٩٨

ملوك تافهون ٧

مروان بن الحكم............................................................. ٩

(١) لعن النبي له (٢) نفي أبيه من يثرب (٣) في أيام عثمان

نزعاته وصفاته........................................................... ١٢

ولعه بسب أمير المؤمنين................................................... ١٤

خلافته.................................................................. ١٥

وفاته................................................................... ١٦

عبد الملك بن مروان......................................................... ١٧

صفاته.................................................................. ١٧

(١) الجبروت (٢) الغدر (٣) القسوة والجفاء (٤) البخل

نقله الحج إلى بيت المقدس................................................. ٢٠

انتقاصه لسلفه........................................................... ٢١

ولايته للحجاج.......................................................... ٢١

تنبؤ النبي عنه ، إخبار الامام أمير المؤمنين عنه................................ ٢٢

الناقمون على الحجاج.................................................... ٢٣

(١) عمر بن عبد العزيز (٢) عاصم (٣) القاسم (٤) زادان

(٥) طاوس

من صفاته............................................................... ٢٤

كفره وإلحاده............................................................ ٢٦

٣٩٩

من جرائمه.............................................................. ٢٧

التنكيل بالشيعة ، محنة الكوفة ، رمي الكعبة بالمنجنيق ، سجونه

هلاكه.................................................................. ٣١

عبد الملك مع الأخطل.................................................... ٣٢

الامام مع عبد الملك...................................................... ٣٣

الايعاز باغتيال الامام..................................................... ٣٤

الامام وتحرير النقد الاسلامي.............................................. ٣٦

وفاة عبد الملك........................................................... ٣٩

الوليد بن عبد الملك......................................................... ٤٠

سليمان بن عبد الملك....................................................... ٤٢

وفاته................................................................... ٤٣

عمر بن عبد العزيز......................................................... ٤٤

رفعه السب عن الامام علي............................................... ٤٤

صلته للعلويين........................................................... ٤٧

رد فدك................................................................. ٤٨

مع الامام الباقر.......................................................... ٥٠

(١) تنبؤ الامام بخلافة عمر (٢) تكريم عمر للامام

(٣) مراسلة عمر للامام

اتّهام رخيص............................................................ ٥٣

مؤخذات................................................................ ٥٣

وفاته................................................................... ٥٤

٤٠٠