حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل

باقر شريف القرشي

حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار البلاغة
المطبعة: دار البلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٦
الجزء ١ الجزء ٢

فلو كنت تجزى أو تبيت بنعمة

قريبا لردتك العطوف على عمرو

لقد كان حريصا شديد الحرص حتى قيل انه حينما كان يعطي مال الله للفقراء كأنه يعطي ميراث أبيه (١) وقد سبب بخله إخفاقه ، وعدم نجاحه في معركته مع عبد الملك بن مروان وقد قيل أنه كان عظيم الشح فلذلك لم يتم أمره (٢).

عداؤه للعلويين :

وأترعت نفس ابن الزبير بالكراهية والبغض لآل النبي (ص) فقد كان حاقدا عليهم كأشد ما يكون الحقد ، وبلغ من عظيم حقده أنه ترك الصلاة على النبي (ص) في خطبته فقيل له في ذلك فقال.

إن له أهل سوء يشرئبّون لذكره ، ويرفعون رءوسهم إذا سمعوا به ... » (٣).

لقد تنكر هذا الجلف لعترة رسول الله (ص) الذين هم مصدر الوعي والفكر لهذه الأمة ، وتناسى فضل الرسول الأعظم على قومه فهو الذي أنقذهم من حياة البؤس في الصحراء ، وبنى لهم مجدا وملكا ، وجعلهم سادة الأمم والشعوب.

وطلب ابن الزبير من العلويين البيعة له فامتنعوا ، وقالوا له : لا نبايع حتى تجتمع الأمة فأوعز إلى شرطته باعتقالهم ، فاعتقلوا في ( زمزم )

__________________

(١) اليعقوبي ٣ / ٩.

(٢) الفخري ( ص ١٠٥ ).

(٣) اليعقوبي ٣ / ٨.

١٨١

وتوعدهم بالقتل والاحراق إن لم يبايعوا ، وضرب لهم أجلا ، وأشار على ابن الحنفية بعض أتباعه أن يستنجد بالمختار الذي كان حاكما على الكوفة ، فكتب إليه يعلمه بحاله ، وما عزم عليه ابن الزبير في التنكيل بهم فاستجاب له المختار على الفور ، وأرسل مفرزة عسكرية بقيادة أبي عبد الله الجدلي ، وخف الجيش إلى مكة فدخلها ، وقد رفعوا الرايات ، وهم ينادون « يا لثارات الحسين » وانتهوا إلى المسجد الحرام ، وقد أعد ابن الزبير الحطب على باب السجن ، وأشعل فيه النار لاحراقهم ، وقد بقي يومان من الأجل الذي ضربه لهم فكسروا باب السجن ، وأخرجوا الهاشميين ، وطلبوا من ابن الحنفية أن يخلي بينهم وبين ابن الزبير ليناجزوه الحرب فأبى وقال لهم : إني لا استحل الحرم ، ومنعهم من الاعتداء عليه (١) وعامله معاملة المحسن الكريم :

وفي نجاة ابن الحنفية من سجن ابن الزبير يقول كثير بن عبد الرحمن :

فمن ير هذا الشيخ بالحنيف من منى

من الناس يعلم أنه غير ظالم

سمي النبي المصطفى وابن عمه

وفكاك أغلال ونفاع غارم

أبى فهو لا يشري هدى بضلالة

ولا يتقي في الله لومة لائم

ونحن بحمد الله نتلو كتابه

حلولا بهذا الخيف خيف المحارم

بحيث الحمام آمن الردع ساكن

وحيث العدو كالصديق المسالم

فما فرح الدنيا بباق لأهلها

ولا شدة البلوى بضربة لازم

تخبر من لاقيت أنك عائذ

بل العائذ المظلوم في سجن عارم(٢)

لقد كان ابن الزبير من ألد الأعداء لعترة النبي (ص) ولو استتبت له الأمور

__________________

(١) تأريخ ابن الأثير ٤ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥.

(٢) الأغاني ٨ / ٣١.

١٨٢

وصفا له الملك والسلطان لما أبقى أحدا منهم ولكن الله تعالى قوض ملكه وأطاح بسلطانه.

اخفاق ثورته :

وكان من الطبيعي أن يخفق ابن الزبير في ثورته بعد أن بلي بالبخل والشح ، والاستبداد بالرأي ، والعجب بنفسه كما يقول عبد الملك بن مروان (١) وقد أخذت جيوش الأمويين بقيادة السفاك الحجاج بن يوسف الثقفي توالي ضرباته عليه وهو معتصم بيت الله الحرام يلتمس السلامة والنجاة إلا أن الجيش الأموي لم يرجوا للبيت وقارا ، ولم يرع له حرمة فقد أخذت قذائف النار تتساقط عليه ، وعجز ابن الزبير عن مقاومة الجيوش الأموية ، وخرج أكثر أصحابه إلى الحجاج يطلبون منه الأمان فأمنهم وبقي عبد الله في قليل من أنصاره (٢).

ويروي بعض المؤرخين أن ابن الزبير لما أيقن بدنو أجله ، وعجزه عن الدفاع عن نفسه ، أخذ يأكل المسك والصبر أياما لعلمه أن الحجاج سوف يصلبه ، فأراد أن يخرج المسك من بدنه ، ولما استولى عليه الحجاج وقتله وصلبه كان المسك يخرج من بدنه ، وفطن لذلك الحجاج فصلب إلى جانبه سنورا أو كلبا حتى تضيع رائحة المسك التي تخرج من

__________________

(١) الاغاني ٨ / ٣١.

(٢) ابن الأثير ٤ / ٢٩.

١٨٣

جثته ، وبقي ابن الزبير مصلوبا لم يسمح الحجاج بموراته حتى أذن له عبد الملك ، فدفن في مقره الأخير ، وبانتهاء ثورة ابن الزبير دانت لعبد الملك جميع أقاليم الدولة الاسلامية ، ومن المؤكد أن ثورة ابن الزبير لم تستهدف مصلحة الأمة ، وإنما كانت تهدف إلى الاستيلاء على الحكم ، والظفر بخيرات البلاد.

... هذه بعض الثورات العارمة التي تفجرت في ذلك العصر ، مضافا إلى الثورات المحلية كثورات الخوارج وغيرهم ، وهي تكشف عن عدم الاستقرار السياسي في ذلك العصر ، وإن الحياة العامة كانت قلقة ومضطربة إلى حد بعيد ومن الطبيعي أن ذلك كان ناجما عن سوء السياسة الأموية التي لم تع مصلحة شعوبها ، وإنما كانت تسعى جاهدة لتحقيق رغباتها وشئونها فلذا كتب لها الاخفاق وعدم النجاح.

الحياة الاقتصادية :

أما الحياة الاقتصادية في عصر الامام فقد كانت مشلولة ومضطربة فقد انحصرت ثروة البلاد عند الفئة الحاكمة آنذاك ، وعند عملائها وهم ينفقونها بسخاء على شهواتهم وملاذهم ، ويتفنون في أنواع الملذات في حين أن عامة الشعب كانت في حالة شديدة من البؤس والفقر ، فالأسعار قد أرهقت كواهل الناس ، وكلفتهم من أمرهم شططا ، قد خلت أكثر البيوت من حاجات الحياة ، وأصبحت الناس طاوية بطونهم عارية أجسامهم

١٨٤

وقد صور الشاعر الأسدي سوء حياته الاقتصادية بقصيدة يمدح فيها بعض نبلاء الكوفة ويطلب منه أن يمنحه بمعروفه وبره يقول :

يا أبا طلحة الجواد أغثني

بسجال من سيبك المقسوم

أحيي نفسي ـ فدتك نفسي ـ فاني

مفلس ـ قد علمت ذاك ـ عديم

أو تطوع لنا بسلت دقيق

أجره ـ إن فعلت ذاك ـ عظيم

قد علمتم ـ فلا تعامس عني ـ

ما قضى الله في طعام اليتيم

ليس لي غير جرة واصيص

وكتاب ومنمنم كالوشوم

وكساء أبيعه برغيف

قد رقعنا خروقه باديم

واكاف أعارنيه نشيط

هو لحاف لكل ضيف كريم(١)

وأنت ترى أن هذا الشاعر قد استعطف هذا الكريم ، وطلب منه أن يسعفه بالطعام فيحي نفسه التي أماتها الجوع : وذكر ما يملكه من أثاث بسيط كان به في منتهى الفقر والبؤس.

وكان عامة الناس على هذا الغرار يعيشون حياة بائسة قد نهشهم الجوع والبؤس فقد تحول اقتصاد الأمة إلى جيوب الأمويين ومن سار في ركابهم من دون أن ينفق أي شيء منه على تطور الحياة العامة وازدهارها وتقدمها.

لقد جهد ولاة الأمويين وعمالهم في ابتزاز أموال الأمة ، وتجريدها من جميع مقوماتها الاقتصادية.

يقول النمري مخاطبا عبد الملك بن مروان بقصيدة يشكو فيها

__________________

(١) حياة الحيوان للجاحظ ٥ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨.

١٨٥

اضطهاد العمال لقومه :

أ خليفة الرحمن إنا معشر

حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

إن السعاة عصوك يوم أمرتهم

وآتوا دواهي لو علمت وغولا (١)

أخذوا العرين فقطعوا حيزومه

بالأصبحية قائما مغلولا

حتى إذا لم يتركوا العضامة

لحما ولا لفؤاده معقولا(٢)

جاءوا بصكهم وأحدر أشارت

منه السياط يراعه أجفيلا (٣)

أخذوا حمولته فاصبح قاعدا

لا يستطيع عن الديار حويلا

يدعو أمير المؤمنين ودونه

خرق تجر به الرياح ذيولا(٤)

كهداهد كسر الرماة جناحها

تدعو بقارعة الطريق هديلا

أخليفة الرحمن أن عشيرتي

أمسى سوامهم عزين فلولا (٥)

قوم على الاسلام لما يتركوا

ما عونهم ويضيعوا التهليلا (٦)

قطعوا اليمامة يطردون كأنهم

قوم أصابوا ظالمين فتيلا

شهري ربيع ما تذوق بطونهم

إلا حموضا وخمسة وذبيلا (٧)

__________________

(١) الحيزوم : وسط الظهر ، الأصبحية ـ جمع أصبح ـ السياط.

(٢) المعقول : الادراك.

(٣) أسأرت : أي بقيت في الإناء بقية ، الأجفيل : الخائف.

(٤) الخرق : الصحراء الواسعة.

(٥) عزين : الجماعات.

(٦) الماعون : الزكاة.

(٧) الحموض : المر المالح.

١٨٦

وأتاهم يحيى فشد عليهم

عقدا يراه المسلمون ثقيلا(١)

كتبا تركن غنيهم ذا عيلة

بعد الغنى وفقيرهم مهزولا

فتركت قومي يقسمون أمورهم

إليك أم يتربصون قليلا(٢)

وصور النمري بهذه الأبيات الجور الهائل الذي صبه العمال على قومه حتى لم يتركوا عليهم عظما إلا هشومه ، قد ألهبت سياطهم أجسام قومه وتركتهم أشباحا مبهمة خالية من الحياة والروح.

واستمرت المظالم الاقتصادية حتى في دور عمر بن عبد العزيز الشهم النبيل فان عماله لم يألوا جهدا في سلب أموال الرعية واستصفاء ثرواتها بغير حق يقول كعب الأشعري مخاطبا له :

إن كنت تحفظ ما يليك فانما

عمال أرضك بالبلاد ذئاب

لن يستجيبوا للذي تدعو له

حتى تجلد بالسيوف رقاب

بأكف منصلتين أهل بصائر

في وقعهن مزاجر وعقاب

وقد أقر ملوك الأمويين جميع تصرفات عمالهم ، فلم يحاسبوهم على ما اقترفوه من الجور والظلم للرعية ، وهذا مما سبب إشعال الفتن وعدم استقرار الوضع السياسي في البلاد ، مما نجم منه اندلاع نار الثورة في خراسان والتهامها لحكام بني أمية والقضاء على دولتهم.

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن عصر الامام أبي جعفر (ع) وفيما أحسب أنا قد ألممنا بالكثير من مظاهره ، وأحداثه وقد كانت هذه الدراسة ـ على

__________________

(١) يحيى : أحد السعاة الظالمين.

(٢) حياة الامام موسى بن جعفر ١ / ٣٠٤.

١٨٧

إيجازها ـ ضرورة لا غنى لنا عنها لأنها تصور لنا بؤس المجتمع الذي نشأ فيه الامام أبو جعفر (ع).

ومن الطبيعي أن تلك الأوضاع المؤلمة والصور الحزينة قد تركت التياعا مستوعبا لنفس الامام (ع) لأنه بحكم قيادته الروحية وابوته العامة للمسلمين يعز عليه عنتهم وشقاءهم ، ويسؤه أن يراهم بتلك الحالة الراهنة من البؤس والشقاء.

١٨٨

أصحابه ورواة حديثه

١٨٩
١٩٠

وكان من أهم ما عنى به الامام أبو جعفر (ع) نشر العلم وإذاعته بين الناس ، وقد جهد على تربية جماعة فغذاهم بفقهه وعلومه ، فكانوا من مراجع الفتيا في العالم الاسلامي ، ومن مفاخر هذه الأمة ، وقد عهد إلى ولده الامام الصادق (ع) القيام بنفقاتهم ليتفرغوا إلى تدوين الحديث الذي سمعوه منه ، وتعد الكوكبة من العلماء التي تخرجت على يده من خيار أصحاب الأئمة (ع) ومن عيون الفقهاء والعلماء وقد أشاد بهم الامام الصادق (ع) وفضلهم على أصحابه ، فقد خاطب أصحابه قائلا : « كان أصحاب أبي والله خيرا منكم ، كان أصحاب أبي ورقا لا شوك فيه ، وأنتم اليوم شوك ، لا ورق فيه » (١).

ونلمح فيما يلي إلى ذكرهم ، واعطاء صورة موجزة عن تراجمهم :

( أ )

١ ـ أبان بن تغلب :

أبان بن تغلب الربعي الكوفي من ألمع علماء الاسلام ، ومن أبرز فقهاء المسلمين ، ونتحدث عن بعض شئونه.

ولادته ونشأنه :

ولد بالكوفة ولم تعين المصادر التي بأيدينا سنة ولادته ، وقد نشأ

__________________

(١) الكشي.

١٩١

بالكوفة عاصمة الشيعة وبها ترعرع وقد تغذى بولاء أهل البيت (ع) ونشأ على حبهم.

مكانته العلمية :

كان من أبرز علماء عصره وأنبههم ، وقد روى عن الامام علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهم‌السلام ، وكانت له عندهم حظوة وقدم ، قال له الامام أبو جعفر (ع) اجلس في مسجد المدينة ، وأفت الناس ، فاني أحب أن أرى في شيعتي مثلك (١).

وكان أبان مقدما في كل فن من العلوم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو (٢).

ولاؤه لأهل البيت :

وأخلص أبان في ولائه لأهل البيت (ع) كأعظم ما يكون الولاء فتحمل علومهم وآدابهم وأذاعها بين الناس ، في وقت كان حبهم من أشد المحن وأعظم الخطوب ، فقد جهد الأمويون على التنكيل وإنزال أقسى العقوبات بمن يحبهم ويذيع مآثرهم وفضائلهم ، ولكن أبان قد وطن نفسه على ذلك وتحمل صنوفا من الأذى والمكروه في سبيلهم ، وكان حبه لهم قائما على الفكر والدليل ، وليس عاطفيا ، وكان يرى فضل الصحابة وسمو مكانتهم

__________________

(١) معجم الآداب ١ / ١٠٨.

(٢) معجم رجال الحديث ١ / ٢٠.

١٩٢

بمدى اتصالهم بأهل البيت (ع) فقد روى عبد الرحمن بن الحجاج قال : كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاء شاب فقال له :

« يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي (ص)؟ .. ».

وأدرك أبان مراده فانبرى قائلا :

« كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول الله (ص)؟ »

« هو ذلك .. »

فأجابه أبان جواب العارف بحق الامام أمير المؤمنين (ع) قائلا :

« والله ما عرفنا فضلهم ـ أي الصحابة ـ إلا باتباعهم إياه » (١).

ومر أبان على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه روى عن الامام جعفر (ع) فسخر منهم قائلا : كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال : قال رسول الله (ص).

وثاقته :

وكان أبان على جانب كبير من التقوى والحريجة في الدين ، قال العجلي : إنه ثقة (٢) ووثقه أحمد بن حنبل ، وابن معين وأبو حاتم ، ومما يدلل على عظيم وثاقته إشادة الأئمة (ع) به ، فقد روى سليم بن أبي حبة قال : كنت عند أبي عبد الله (ع) فلما أردت أن أفارقه ودعته ، وقلت له : أحب أن تزودني ، فقال أنت أبان بن تغلب فانه قد سمع مني

__________________

(١) معجم رجال الحديث ١ / ٢١ ـ ٢٢ ، تنقيح المقال ١ / ٤.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٩٣.

١٩٣

حديثا كثيرا ، فما روى لك فاروه عني (١).

وروى صفوان بن يحيى عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) أن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عني (٢).

وروى أبان بن محمد بن أبان قال : سمعت أبي يقول : دخلت مع أبي على ابي عبد الله (ع) فلما بصر به أمر بوسادة فألقيت له وصافحه ، واعتنقه وساءله ورحب به (٣).

وكان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق ، وأخليت له سارية النبي (ص) (٤).

وقال الذهبي : إنه شيعي جلد ، لكنه صدوق ، فلنا صدقه ، وعليه بدعته (٥) وجرحه جماعة لحبه لأهل البيت (ع) فقال الجوزجاني : إنه زائغ مذموم المذهب مجاهر (٦) وعند هؤلاء أن حب أهل البيت انحراف عن الحق ومما لا شبهة فيه أن ولاءهم من صميم الاسلام وجزء لا يتجزأ من رسالته الخالدة فمن أنكرهم فقد أنكر الاسلام ومن والاهم فقد آمن بالاسلام.

مؤلفاته :

أما مؤلفاته فهي تدل على مدى سعة علومه ومعارفه وهذه بعضها :

__________________

(١) معجم رجال الحديث ١ / ٢٣.

(٢) المعجم ١ / ٢٢.

٣ و ٤ المعجم ١ / ٢١.

٥ ميزان الاعتدال ١ / ٥.

٦ معجم رجال الحديث ١ / ٢٣.

١٩٤

١ ـ تفسير غريب القرآن ذكر شواهده من الشعر وجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السائب الكلبي وابن رواق بن عطية بن الحرث كتابا واحدا.

٢ ـ الفضائل (١).

٣ ـ الأصول في الرواية على مذهب الشيعة (٢) ، هذه بعض مؤلفاته.

وفاته :

توفي سنة ( ٢٦٤ ه‍ ) (٣) وهو اشتباه والصحيح أنه توفي سنة ( ١٤١ ه‍ ) ولما بلغ الامام الصادق (ع) خبر وفاته حزن عليه حزنا عميقا ، وراح يؤبنه قائلا : « أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان » (٤) وقال أبو البلاد : « عض ببظر أم رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها يموت أبان لا تدخل مصيبته عليه » (٥).

لقد كان أبان من أعظم رجال الاسلام علما وجهادا وتفانيا في خدمة الدين ، وكان موته من أعظم النكبات التي رزه بها الاسلام.

__________________

(١) فهرست ابن النديم ، فهرست الطوسي ( ص ٤٢ ).

(٢) فهرست ابن النديم.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ٩٤ ، وفي معجم رجال الحديث ١ / ٢٣ توفي أبان سنة (١٤١) وكذلك في فهرست الشيخ الطوسي ( ص ٤٢ ).

(٤) معجم الأدباء ١ / ١٠٨.

(٥) الامام الصادق والمذاهب الأربعة ٣ / ٥٧.

١٩٥

٢ ـ أبان بن أبي عياش فيروز :

عده الشيخ من أصحاب الامام الباقر (ع) وقال إنه تابعي ضعيف (١) وقال ابن الغضائري : أبان بن أبي عياش ـ اسم عياش هارون ـ تابعي روى عن أنس بن مالك ، وروى عن علي بن الحسين (ع) ضعيف لا يلتفت إليه (٢) وقد ضعفه جمهور كبير من المحدثين.

قال يزيد بن هارون : قال شعبة : ردائي وخماري في المساكين صدقة إن لم يكن ابن عياش يكذب في الحديث (٣) وقال شعبة : لأن أشرب من بول حماري أحب إلي من أن أقول : حدثني أبان (٤).

وهناك كلمات كثيرة من الأعلام في قدحه ورد حديثه.

وفاته :

توفي سنة ( ١٢٨ ه‍ ) وقيل غير ذلك (٥).

__________________

(١) فهرست الطوسي.

(٢) معجم رجال الحديث.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ٩٩.

(٤) تهذيب التهذيب ١ / ٩٩.

(٥) ميزان الاعتدال ١ / ١٤.

١٩٦

٣ ـ ابراهيم بن الأزرق :

الكوفي بياع الطعام ذكره أبو جعفر الطوسي من رجال الامام أبي جعفر (ع) (١) وهو إمامي مجهول.

٤ ـ ابراهيم بن أبي البلاد :

قال النجاشي : « ابراهيم بن أبي البلاد ، واسم أبي البلاد يحيى ابن سليم ، وقيل ابن سليمان مولى بني عبد الله بن عطفان ، يكنى أبا يحيى كان أبو البلاد ضريرا ، وكان رواية للشعر ، وفيه يقول الفرزدق : « يا لهف نفسي على عينيك من رجل ».

وروى ابراهيم عن أبي جعفر (ع) وأبي عبد الله (٢).

٥ ـ ابراهيم بن جميل :

أخو طربال الكوفي عده الشيخ من أصحاب الامام أبي جعفر (ع) وكذلك البرقي (٣).

__________________

(١) الفهرست.

(٢) معجم رجال الحديث ١ / ٥٨.

(٣) معجم رجال الحديث ١ / ٧٩.

١٩٧

٦ ـ ابراهيم بن حنان :

الأسدي الكوفي ، نزل واسط من أصحاب الامام الباقر (ع) حسبما ذكره الشيخ والبرقي (١).

٧ ـ ابراهيم بن صالح الانماطي (٢) :

من أصحاب الامام الباقر (ع) حسبما نص عليه الشيخ الطوسي في رجاله وقال : له تصانيف على مذهب الامامية (٣).

٨ ـ ابراهيم بن عبد الله :

الأحمري روى عن الامام الباقر وأبي عبد الله (ع) وروى عنه سيف بن عميرة (٤) وهو مجهول الحال.

__________________

(١) فهرست الطوسي.

(٢) الانماطي : نسبة إلى أنماط جمع نمط وهو ثوب صوف يطرح على الهودج له خمل رقيق وعن الأزهري أن العرب لا يطلقون النمط إلا لما كان ذا لون من حمرة أو خضرة أو صفرة ، فأما البياض فلا يقال له نمط ، وقيل الأنماط ضرب من البسط ، وعلى كل حال فالنسبة إليها باعتبار بيعه لها.

(٣) رجال الطوسي.

(٤) رجال الطوسي.

١٩٨

٩ ـ ابراهيم بن عبيد :

أبو غرة الأنصاري عده الشيخ من أصحاب الباقر ومن أصحاب الصادق (ع) (١) وظاهره أنه إمامي مجهول الحال (٢).

١٠ ـ ابراهيم بن عمر

الصنعاني اليماني قال النجاشي : إنه شيخ من أصحابنا ثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) ذكر ذلك أبو العباس وغيره ، له كتاب يرويه عنه حماد بن عيسى وغيره.

وضعفه ابن الغضائري إلا إن سيدنا الاستاذ قال : الرجل يعتمد على روايته لتوثيق النجاشي له ، ولوقوعه في إسناد تفسير القمي (٣).

١١ ـ ابراهيم بن محمد :

المدني قال النجاشي : روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) وكان

__________________

(١) رجال الشيخ ، لسان الميزان ١ / ٨٧.

(٢) تنقيح المقال ١ / ٢٥.

(٣) معجم رجال الحديث ١ / ١٢٦ وقال الوحيد بما حاصله : إن من تتبع كلمات العلامة في الخلاصة وغيره والنجاشي ظهر له أنهما يقبلان قوله :

ويعتمدان عليه جاء ذلك في تنقيح المقال ١ / ٢٨.

١٩٩

خصيصا بهما ، والعامة لهذه العلة تضعفه ،

وحكى بعض أصحابنا عن بعض المخالفين أن كتب الواقدي إنما هي كتب ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى نقلها الواقدي وادعاها (١) وقد ذكر ابن حجر سيلا من الكلمات في القدح فيه وتجريحه ، فقد روى عن ابن أبي مريم أنه قال : سمعت يحيى يقول : كان فيه ـ أي في ابراهيم ـ ثلاث خصال كان كذابا ، وكان قدريا ، وكان رافضيا (٢).

ووثقه الشافعي وروى عنه ، وكان يقول : لأن يخر ابراهيم من بعد أحب إليه من أن يكذب ، وكان ثقة في الحديث (٣).

وعلى أي حال فان الطعون التي وجهت إلى الرجل لا واقعية لها وهو ثقة صدوق.

١٢ ـ ابراهيم بن مرثد :

الأزدي ، أبو سفيان من أصحاب الامام الباقر (ع) (٤) وهو إمامي مجهول الحال.

١٣ ـ ابراهيم بن معاذ :

من أصحاب الامام أبي جعفر (ع) روى عنه في قوله تعالى : « إلا

__________________

(١) معجم رجال الحديث ٣ / ١٣٦.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ١٥٨.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ١٥٩.

(٤) معجم رجال الحديث ١ / ١٥٩.

٢٠٠