حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١

باقر شريف القرشي

حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار البلاغة
المطبعة: دار البلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٤
الجزء ١ الجزء ٢

جعلك راقيا للحيات ، ونقل لي ذلك عبد العزيز فقلت له : والله لأجعلنه حية ، ثم لا ينكر ذلك فقلت فيه :

يقلب عيني حية بمجارة

أضاف إليها الساريات سبيلها

يصيد ويغضي وهو ليث خفية

إذا أمكنته عدوة لا يقيلها

ولما تلوت ذلك على عبد الملك اجزل لي بالعطاء ، وخفي عليه ما قصدته (٥) فلم يكن كثير في مديحه لبني مروان جادا ، ولا مؤمنا بما يقول : وانما كان ساخرا وهازء ، فقد خادعهم ليكسب منهم الأموال التي اختلسوها بغير حق ، ولم تكن له مندوحة لأخذ شيء منها الا بهذه الوسيلة.

وفاته :

توفى سنة ( ١٠٥ ه‍ ) وقد توفى في اليوم الذي توفى فيه عكرمة وصلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر ، فقال الناس : مات أفقه الناس ، واشعر الناس (٦) وقد شيع بتشييع حافل ، وكان من جملة المشيعين لجنازته الامام أبو جعفر (ع).

رواية موضوعة :

وذكر بعض المؤرخين رواية ـ فيما نحسب ـ أنها من الموضوعات فقد رووا عن يزيد بن عروة أنه قال : غلبت النساء على جنازة كثير ، وهن يبكينه ، ويذكرن عزة في ندبتهن ، فقال أبو جعفر محمد بن علي : افرجوا لي عن الجنازة لأدفعها ، قال : فجعلنا ندفع عنها النساء ، وجعل أبو جعفر يضربهن بكمه ، ويقول : تنحين يا صويحبات ، يوسف ، فانتدبت

__________________

(٥) اخبار شعراء الشيعة ( ص ٦٢ ).

(٦) وفيات الاعيان ٣ / ٢٦٩.

٣٢١

امرأة منهن ، واقبلت على الامام فقالت له : يا ابن رسول الله لقد صدقت انا لصويحبات يوسف ، وقد كنا خيرا منكم له ، فقال أبو جعفر لبعض مواليه : احتفظ بها حتى نجيء ، فلما فرغوا من دفن جنازة كثير جيء له بالمرأة فقال (ع) لها :

« أنت القائلة : إنكن خير منا؟ .. »

« نعم ، تؤمنني غضبك يا ابن رسول الله؟ .. »

« أنت آمنة من غضبي فابيني .. »

« نحن يا ابن رسول الله دعوناه الى اللذات من المطعم والمشرب ، والتمتع ، وانتم معاشر الرجال القيتموه في الجب ، وبعتموه بأبخس الاثمان ، وحبستموه في السجن ، فأينا كان به لحن ، وعليه ارأف؟ .. »

وابدى الامام اعجابه بها فقال لها :

« لله درك لن تغالب امرأة الا غلبت ، ثم قال لها الك بعل؟ .. »

« لي من الرجال من أنا بعله .. »

« صدقت مثلك من تملك زوجها ، ولا يملكها .. »

وانصرفت المرأة ، فقال رجل من القوم وكان يعرفها : هذه زينب بنت معيقب الانصارية (٧).

والذي يواجه هذه الرواية من المؤاخذات ما يلي :

١ ـ ما معنى تجمهر السيدات من النساء حول جثمان كثير ، واحاطتهن به حتى صعب على الامام الوصول إليه ، فاضطر حتى أمر بكشفهن عنه ، مع العلم أن المرأة لم يعهد انها تشترك في مثل هذه المراسيم ، فقد امرت أن تقر في بيتها.

__________________

(٧) الدرجات الرفيعة ( ص ٥٩٠ ).

٣٢٢

٢ ـ ومما يدعو الى الاطمئنان بوضع الرواية تهجم الامام على السيدات اللاتي ازدحمن على جنازة كثير ، فانه (ع) كان المثل الأعلى للآداب الرفيعة والاخلاق الفاضلة ، ومن المستحيل أن تصدر منه أية كلمة نابية.

٣ ـ ومما يدعم وضع الرواية هو الحوار الذي دار بين الامام ، وبين السيدة الانصارية وسؤاله منها انها لها زوج وهل يتناسب مع قدسية الامام والحق انها الى الخيال اقرب منه الى الواقع ، .. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن ترجمة كثير (٨).

الكميت الاسدي :

الكميت بن زيد بن خنيس ( أبو المستهل ) الأسدي ، شاعر الاولين والآخرين ـ على حد تعبير الفرزدق ـ (٩) ولو لا شعره لم يكن للغة ترجمان ، ولا للبيان لسان ـ حسبما يقول عكرمة الضبي ـ (١٠).

وهو في طليعة رجال الفكر والأدب في عصره ، وقد ساهم مساهمة ايجابية في تطور الثقافة العربية وازدهار الحركة العلمية في الاسلام ، ونعرض لبعض البنود المشرقة من جوانب حياته.

ولادته ونشأته :

ولد الكميت سنة ( ٦٠ ه‍ ) وهي السنة التي فجعت بها الأمة الاسلامية

__________________

(٨) توجد ترجمة كثير في كل من الاغاني ٨ / ٢٥ ، وشذرات الذهب ١ / ١٣١ ، وسير اعلام النبلاء ، وخزانة البغدادي ٢ / ٣٨١ ، ومعجم الشعراء للمرزباني ( ص ٣٥٠ ) واخبار الشيعة (٦٢) ووفيات الاعيان ٣ / ٢٦٥ ـ ٢٧٠.

(٩) الاغاني ١٥ / ١١٥.

(١٠) روضات الجنات ٦ / ٥٩.

٣٢٣

بقتل سيد الشهداء الامام الحسين (ع) (١١) وقد انطبعت في نفسه صورة تلك المأساة المروعة وأخذت تتفاعل مع مشاعره وعواطفه ، وظهر أثر ذلك في شعره الحزين الذي يرثي به الامام الحسين (ع).

أما نشأته فقد نشأ بالكوفة التي هي عاصمة الشيعة ، وينبوع التشيع ، ومنجم الثورات على بني أمية ، وتربى على حب أهل البيت (ع) فكان حبهم من عناصره ، ومقوماته.

مواهبه :

كان الكميت من أفذاذ التأريخ ، ومن اعلام الأمة العربية ، وكان يتمتع بمواهب شريفة وصفات رفيعة ، عدها بعضهم بعشر خصال قال : « كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر ، كان خطيب أسد ، وفقيه الشيعة ، حافظ القرآن العظيم ، ثبت الجنان ، وكان كاتبا حسن الخط ، وكان نسابة ، وكان جدلا ، وهو أول من ناظر في التشيع ، وكان راميا لم يكن في بني اسد أرمى منه ، وكان فارسا شجاعا دينا ، وكان مشهورا في التشيع مجاهرا في ذلك .. » (١٢)

وهذه الصفات قد رفعته الى القمة ، وميزته على جميع ادباء عصره.

شعره :

اما شعره فهو من مناجم الأدب العربي ، ومن أروع ما قاله شعراء العرب على الاطلاق ، فلم يكن في شعره يميل الى الدعابة والمجون ، وبذلك فقد فارق شعراء العصر الاموي والعباسي الذين اتجهوا بمواهبهم الفكرية والادبية الى اللهو والعبث وفساد الاخلاق.

__________________

(١١) الغدير ٢ / ٢١١.

(١٢) خزانة الأدب ١ / ٩٩.

٣٢٤

اما الكميت فقد صرف فكره الى ساداته من بني هاشم ، فاخذ ينشر مآثرهم ، ويذيع فضائلهم بأروع ما نظم في الأدب العربي.

ويقول المؤرخون : كان الكميت لا يذيع شعره بين الناس حتى يرضى به ، ويطمئن إليه ، فلذا كان لوحة فنية تحكي الابداع والفن والفكر ، أما هاشمياته ، فقد كبرت عن التحديد والتقييم ، وقد ضمنها الاستدلال على مذهبه الذي لا يقبل الجدل والتشكيك ، وكانت هاشمياته احدى الوسائل الثقافية في تلك العصور لما فيها من الخصب وغزارة الفكر والادب ، وكانت تروى في الاندية ، والمجالس ويحفظها الناس.

الكميت مع الفرزدق :

ويروي المؤرخون أن الكميت لما نظم ( الهاشميات ) سترها ولم يذعها بين الناس ، ورأى أن يعرضها على شاعر العرب الأكبر الفرزدق بن غالب ليرى رأيه فيها ، فقصده ، وبعد أن استقر به المجلس قال له :

ـ يا أبا فراس ، إنك شيخ مضر ، وشاعرها ، وأنا ابن اخيك الكميت ابن زيد الأسدي.

ـ صدقت أنت أبن أخي فما حاجتك؟

ـ نفث على لساني ، فقلت : شعرا فأحببت أن أعرضه عليك ، فان كان حسنا أمرتني باذاعته ، وإن كان قبيحا أمرتني بستره ، وكنت أول من ستره علي

وعجب الفرزدق من حسن أدبه ، فطفق يقول له :

ـ أما عقلك فحسن ، واني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك ، فانشدني ما قلت : وانبرى الفرزدق يتلو عليه رائعته قائلا :

طربت وما شوقا الى البيض أطرب

٣٢٥

وقطع الفرزدق عليه كلامه قائلا : فيم تطرب يا ابن أخى؟! فقال :

ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب؟!

وراح الفرزدق يقول : بلى يا ابن أخي فالعب ، فانك في أوان اللعب ، فقال :

ولم يلهني دار ولا رسم منزل

ولم يتطربني بنان مخضب

واكبر الفرزدق هذا الشعر ، وانطلق يقول : ما يطربك يا ابن أخي؟ فقال :

ولا السانحات البارحات عشية

أمر سليم القرن أم مر أعضب

فقال الفرزدق : اجل لا تتطير فقال الكميت :

ولكن الى أهل الفضائل والتقى

وخير بني حواء والخير يطلب

واهتز الفرزدق من روعة هذا الادب العالي فراح يقول :

« من هؤلاء؟ ويحك. »

قال الكميت :

الى النفر البيض الذين يحبهم

الى الله فيما نابني اتقرب

واستولى الكميت على مشاعر الفرزدق وعواطفه فصاح :

« ارحني ويحك من هؤلاء؟!! » قال الكميت :

بني هاشم رهط النبي فانني

بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

خفضت لهم مني جناحي مودة

الى كنف عطفاه أهل ومرحب

وملك هذا الشعر احاسيس الفرزدق ، وانطلق يقول :

« يا ابن أخي ، اذع ، ثم اذع ، فأنت والله اشعر من مضى ، وأشعر من بقي » (١٣).

__________________

(١٣) الاغاني ١٥ / ١٢٤.

٣٢٦

مميزات شعره :

ويمتاز شعر الكميت بأنه كان مسرحا للقيم الدينية التي تعبر اصدق التعبير عن عواطفه تجاه ساداته بني هاشم الذين اخلص لهم في مودته وحبه ، وفقد فرضت عليه ذلك الأدلة الشرعية التي لا تقبل الجدل والنقاش أما الظواهر التي امتاز بها شعره ، فمن بينها.

١ ـ ان شعره في بني هاشم لم يكن عاطفيا ، وانما قام على الجدل والاقناع ، يقول شوقي ضيف : « وهكذا لم يعد الشعر عند الكميت يعبر عن الشعور فحسب ، بل اصبح يعبر أيضا عن الفكر ، وأصبح يشفع بكل ما وصل إليه العقل العربي في هذا العصر من قدرة على الجدال والاقناع » (١٤) « بل لعل تعبيره عن الفكر أهم من تعبيره عن العواطف » (١٥) وهذه لوحة من احدى روائعه التي تمثل هذا الاتجاه :

وقالوا : ورثناها أبانا وأمنا

وما ورثتهم ذاك أم ولا أب

يرون لهم حقا على الناس واجبا

سفاها وحق الهاشميين أوجب (١٦)

وشجب الكميت بهذين البيتين دعوى الذين انتحلوا الخلافة ، وفرضوا لهم حقا على الناس لأنهم من قريش أسرة النبي (ص) فان هذه الجهة التي توصلوا بها الى الخلافة قد توفرت في آل البيت (ع) على اكمل صورها فهم الصق الناس به ، واقربهم إليه ... ويأخذ الكميت بعد هذين البيتين في الثناء على الرسول الاعظم (ص) ثم يعرج على ما ذهب إليه من أحقية آل البيت (ع) بالخلافة فيقول :

__________________

(١٤) التطور والتجديد ( ص ٢٤١ ).

(١٥) التطور والتجديد ( ص ٢٤٠ ).

(١٦) الهاشميات ( ص ٤١ ـ ٤٢ ).

٣٢٧

يقولون : لم يورث ولو لا تراثه

لقد شركت فيه بكيل وأرحب

وعك ولخم والسكون وحمير

وكندة والحيان بكر وتغلب (١٧)

وقد أراد بهذين البيتين ابطال ما زعموه أن النبي (ص) لم يورث فان كان ذلك حقا فان القبائل المذكورة لها نصيب في الخلافة بل كانت الناس فيها سواء ـ حسبما يقول شارح الهاشميات ـ ولا وجه لاختصاص قريش بها ، وهو منطق رصين يقوم على المنطق والفكر ... لقد كان الكميت بهذا الاستدلال فقيها فقد صاغ شعره صياغة العالم الفقيه الذي يعرف كيف يناقش المسائل ، ويثبتها ويدلل عليها ـ كما يقول الدكتور يوسف خليف ـ (١٨).

٢ ـ وأقام الكميت شعره في مدح بني هاشم على الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم تدلل على ما ذهب إليه ، يقول مخاطبا بني هاشم :

وجدنا لكم في آل حاميم آية

تأولها منا تقي ومعرب

وفي غيرها آيا وآيا تتابعت

لكم نصب فيها الذي الشك منصب (١٩)

انه يشير في البيت الأول الى قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢٠).

وفي البيت الثاني الى قوله تعالى : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢١) وقوله تعالى : ( وَآتِ ذَا

__________________

(١٧) الهاشميات ( ص ٤٢ ).

(١٨) حياة الشعر في الكوفة ( ص ٧١٣ ).

(١٩) الهاشميات ( ص ٤٠ ).

(٢٠) سورة الشورى : آية ٢٣.

(٢١) سورة الأحزاب : آية ٣٣.

٣٢٨

الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٢٢) وقوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ) (٢٣).

لقد دعم الكميت ما ذهب إليه في فضل ساداته بني هاشم بآيات من القرآن الكريم « الذي ( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) فهو حجة قاطعة لا ريب فيه.

٣ ـ واتسم شعر الكميت في مدحه لأهل البيت (ع) بأنه صادق اللهجة ، قوي العاطفة ، مبعثه الايمان الخالص الذي لا يشوبه أي عرض من اعراض الدنيا ، فقد كان يبغي فيه وجه الله والدار الآخرة ويدلل على ذلك قوله :

الى النفر البيض الذين بحبهم

الى الله فيما نالني أتقرب

لقد اخلص الكميت في هواه وحبه لأهل البيت (ع) لأنه لم ير وسيلة تقربه الى الله زلفى سوى الاخلاص في المودة لهم.

٤ ـ والظاهرة التي يمتاز بها شعر الكميت في بني هاشم انه لم يستند فيما نظمه فيهم الى ما يسمعه عنهم من المآثر والفضائل ، وإنما يستند الى مشاهداته فقد عاصرهم ، ونظر الى مثلهم العليا التي طبق شذاها العالم بأسره ، فهام بها ، شأنه شأن الأحرار الذين يقدسون الفضيلة ، ويكبرون من اتصف بها ، .. لقد كان شعر الكميت صورة حية يحكي الواقع المشرق لأهل البيت (ع) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

هذه بعض مميزات شعر الكميت ، أما الحديث عن مظاهره الفنية فانه يستدعي الاطالة ، وقد آثرنا الايجاز في اكثر هذه البحوث.

__________________

(٢٢) سورة الأسراء : آية ٢٦.

(٢٣) سورة الانفال : آية ٤١.

٣٢٩

صلابته فى عقيدته :

كان الكميت صلب العقيدة ، راسخ الايمان ، قد أقام عقيدته على الواقع العلمي الذي لا يقبل الجدل والنقاش ، فهو شاعر العقيدة الشيعية ، والمعبر عن آرائها ، ومبادئها ويجمع الرواة على أنه اول من فتق باب الاحتجاج للشيعة في هاشمياته ، وانه كان لسانهم ، والمدافع عنهم ، والمحتج لهم ، وقد صورت هاشمياته الجانب الفكري ، والعقائدي للشيعة ، واحاطت ـ بوضوح ـ بشئون الامامة التي تعتبر من العناصر الاساسية في مبادئهم.

مع الامام الباقر :

واختص الكميت بالامام أبي جعفر (ع) فكان شاعره الخاص ، وقد تلا عليه بعض هاشمياته وقصائده التي نظمها في حق أهل البيت (ع) فأخذت موقعها من نفس الامام (ع) فشكره ودعا له بالمغفرة والرضوان.

وكان الكميت لا يرى أحدا في هذه الدنيا يستحق الولاء والتقدير غير سيده الامام أبي جعفر (ع) فقد دخل عليه وهو يقول :

ذهب الذين يعاش في اكنافهم

لم يبق إلا شامت أو حاسد

وبقي على ظهر البسيطة واحد

فهو المراد وأنت ذاك الواحد (٢٤)

تعطشه لرؤيا الامام :

كان الكميت مقيما في الكوفة ، فاشتد به الوجد الى رؤيا الامام فسافر الى يثرب ، ولما مثل عند الامام تلا عليه قصيدته التي يذكر فيها تعطشه لرؤياه ، يقول فيها :

كم جزت فيك من احواز وايقاع

وأوقع الشوق بي قاعا الى قاع

__________________

(٢٤) روضات الجنات ٦ / ٥٦.

٣٣٠

يا خير من حملت أنثى ومن وضعت

به إليك غدى سيري وايضاعي

أما بلغتك فالآمال بالغة

بنا الى غاية يسعى لها الساعي

من معشر شيعة الله ثم لكم

صور إليكم بابصار واسماعي

دعاة أمر ونهي عن أئمتهم

يوصي بها منهم واع الى واعي

لا يسأمون دعاء الخير ربهم

أن يدركوا فيلبوا دعوة الداعي (٢٥)

وصورت هذه الابيات عظيم ولائه للامام ، وما عاناه من جهد الطريق ، وعناء السفر في سبيل رؤيته والالتقاء به.

رثاؤه للحسين :

وكان الكميت قد ولد في السنة التي استشهد بها أبو الأحرار الامام الحسين (ع) ولما ترعرع ، وفهم الحياة رأى الناس قد ذهلتهم أهوال تلك المأساة الخالدة في دنيا الأحزان ، وهم يرددون في انديتهم ومجالسهم ما عاناه ريحانة رسول الله (ص) من فوادح المحن والخطوب ، وقد هزت مشاعره وعواطفه ، وملأت نفسه الما عاصفا ، وقد رثاه بذوب روحه في كثير من شعره ، ويقول الرواة انه نظم قصيدة في رثاء الحسين ووفد على الامام أبي جعفر ليتلوها عليه فلما مثل عنده قال له :

ـ يا ابن رسول الله قد قلت فيكم أبياتا من الشعر : أفتأذن لي في انشادها؟

__________________

(٢٥) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ( ص ١٨٩ ) وفي اعيان الشيعة ق ١ / ٤ / ٥١٦ ان هذه الابيات قالها اخو الكميت الورد بن زيد الأسدي أمام الامام ابي جعفر ، وليست للكميت ، وذكر ذلك احمد بن محمد عياش في مقتضب الأثر ( ص ١٣٢ ).

٣٣١

ـ انها ايام البيض (٢٦) ـ التي يكره فيها انشاد الشعر ـ.

ـ هي فيكم خاصة.

ـ هات ما عندك.

فانبرى يقول :

اضحكني الدهر وابكاني

والدهر ذو صرف والوان

لتسعة بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن اكفان

وتألم الامام كأشد ما يكون التألم حينما سمع رثاء جده الامام الحسين ، واغرق في البكاء وبكى معه ولده الامام الصادق (ع) كما بكت العلويات من وراء الخباء ، ولما بلغ الى قوله :

وستة لا يتجارى بهم

بنو عقيل خير فرسان

ثم علي الخير مولاهم

ذكرهم هيج أحزاني

بكى الامام أبو جعفر (ع) أمرّ البكاء ، وذكر له ما اعد الله من الثواب الجزيل لمن يذكر أهل البيت ، ويحزن لحزنهم ، ولما بلغ قوله :

من كان مسرورا بما مسكم

أو شامتا يوما من الآن

فقد ذللتم بعد عز فما

ادفع ضيما حين يغشاني

أخذ الامام (ع) بيد الكميت وأخذ يدعو له قائلا :

« اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. »

ولما بلغ قوله :

متى يقوم الحق فيكم متى

يقوم مهديكم الثاني

__________________

(٢٦) الايام البيض : يراد بها أيام الليالي البيض ، وهي الثالث عشر والرابع عشر ، والخامس عشر ، وسميت لياليها بيضا لأن القمر يطلع فيها من أولها الى آخرها.

٣٣٢

التفت إليه الامام ، وعرفه بأن الامام المهدي (ع) هو الامام المنتظر الذي يملأ الارض عدلا وقسطا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، وسأله الكميت عن زمان خروجه فقال (ع) : لقد سئل رسول الله (ص) عن ذلك ، فقال : انما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة (٢٧).

الميمية من هاشمياته :

وانشد الكميت بحضرة الامام أبي جعفر (ع) الميمية من هاشمياته ، وهي من أروع الشعر العربي وارقاه فهي تصور ـ بوضوح ـ انطباعاته الخاصة عن أهل البيت (ع) تصويرا رائعا يستند الى مشاهداته لمآثرهم الرفيعة ومثلهم العليا ، يقول فيها :

من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوة ولا احلام

طارقات ولا ادكار غوان

واضحات الخدود كالآرام

بل هواي الذي أجن وابدي

لبني هاشم فروع الانام

للقريبين من ندى والبعيدين

من الجور في عرى الاحكام

والمصيبين باب ما اخطأ الناس

ومرسي قواعد الاسلام

والحماة الكفاة في الحرب ان

لف ضرام وقوده بضرام

والغيوث الذين أن أمحل الناس

فمأوى حواضن الأيتام

والولاة الكفاة للأمران طر

ق يتنا بمجهض أو تمام

والأساة الشفاة للداء ذي

الريبة والمدركين بالاوغام

والروايا التي يحمل بها النا

س وسوق المطبعات العظام

والبحور التي بها تكشف الحر

ة والداء من غليل الأوام

لكثيرين طيبين من النا

س وبرين صادقين كرام

واضحي أوجه كرام جدود

واسطي نسبة لهام فهام

__________________

(٢٧) الغدير ٢ / ٢٠٠.

٣٣٣

للذرى فالذرى من الحسب الثا

قب بين القمقام فالقمقام

راجحي الوزن كاملي العدل في ال

سيرة طبين بالامور العظام

فضلوا الناس في الحديث حديثا

وقديما في اول القدام

لقد ذكر في مطلع قصيدته هيامه في الحب ، وانه قد استولى على مشاعره وعواطفه ، فصار اسيرا ، لا يملك من أمر نفسه شيئا. ولكن لمن هذا الحب العارم الذي وقع في شبكه؟ انه ليس للغانيات التي يفتتن الناس بجمالهن ، وانما كان لأرفع الناس شأنا ، واسماهم مكانة ، انهم بنو هاشم الذين التقت بهم جميع عناصر الشرف والمجد ، وفاقوا جميع الناس بمواهبهم وعبقرياتهم ، فقد قصر عليهم اخلاصه وهواه الذي يجنه ويبديه.

ولم يندفع الكميت بحب ساداته بني هاشم وراء العاطفة ، وإنما رآهم صورة رائعة لا ثاني لها في تأريخ البشرية ، فقد رأى ، وشاهد ، ولمس أروع صور الانسانية التي رفعتهم الى القمة السامقة ، قمة الفكر ، والقيادة العليا في الاسلام.

رأى الكميت من صفات اسياده التي هام بها ما يلي :

١ ـ انهم معدن الجود والكرم والسخاء ، فقد جادوا بجميع ما يملكونه لانعاش المحرومين ، وانقاذ البائسين.

٢ ـ انهم مصدر العدل بين الناس ، فلا يؤثرون قريبا على بعيد ، وانما الناس جميعا عندهم على حد سواء ، فلا يعرفون المحسوبية ، ولا سائر الاعتبارات الأخرى التي يأخذ بها الناس اندفاعا مع العاطفة والهوى.

٣ ـ انهم اشجع من خلق الله ، فلم يمر الخوف على نفوسهم ، فقد خاضوا غمرات الحروب ، وأبدوا من صنوف البسالة ، ما لم يشاهد مثله في جميع فترات التأريخ ، فكان الامام امير المؤمنين (ع) مضرب المثل في

٣٣٤

الدنيا في شجاعته وبسالته ، وكذلك الامام الحسين سيد الأباة والاحرار في الارض فقد ابدى يوم عاشوراء من قوة البأس وروعة التصميم ما حير العقول وأذهل الألباب ، وتطعمت بهذه الروح العالية سائر ابناء الأسرة النبوية ، فقد ملكوا من الشجاعة ما لا يملكها أي أحد من الناس.

٤ ـ انهم كانوا الملجأ والمأوى لايتام الناس وسائر الفقراء والمحرومين ان امحل الناس ، ولم يجدبوا فليس هناك من يعطف عليهم سوى أهل البيت عليهم‌السلام.

٥ ـ انهم ولاة الأمور للناس ان التبست عليهم الأمور أو طرقتهم الازمات والأحداث ، فليس هناك من يستطيع التغلب عليها سواهم ، فهم الذين يملكون العقول النيرة ، والافكار الصائبة التي يحلون بها مشاكل الناس وازماتهم.

٦ ـ انهم الحكماء الماهرون في معالجة أمراض النفوس ، وازالة ما فيها من جراثيم الزيغ والانحراف ، فقد درسوا واقع هذا الانسان ، وسبروا اعماق نفسه ، ودخائل ذاته ، ووقفوا على اندفعاته نحو الحرص والطمع والجشع وايثاره للهوى على الحق ، فوضعوا العلاج الحاسم لجميع أمراضه وآفاته ، وتجد في كلماتهم روائع الحكم والمواعظ الهادفة الى اصلاح الناس وتهذيبهم.

٧ ـ انهم الروايا الذين يحملون الحكمة والحياة الى الناس ، فاليهم يلجأ الضامئ ومن ساحل كرمهم وجودهم ينتهل كل من يريد الحياة.

٨ ـ انهم البحور الذين يرتوي منهم كل من اشرف على الهلاك ، فهم مصدر السعادة والخير لهذا الانسان.

٩ ـ انهم اطيب الناس برا وصدقا ، وكرما ، وأصبح الناس وجوها ،

٣٣٥

واكرمهم جدودا ، واعلاهم شأنا ، ونسبا.

١٠ ـ انهم ارجح الناس وزنا ، واكملهم في العدل بين الناس ، وأخبرهم بالامور العظام.

١١ ـ انهم فاقوا الناس في جميع مراحل التاريخ فاقوهم في صدق حديثهم واصالة فكرهم ، وخصب رأيهم.

ويسترسل الكميت بعد هذه الأبيات في ذكر مآثر ساداته بني هاشم وفضائلهم التي هام بها فيقول :

مستفيدين متلفين مواهي

ب مطاعيم غير ما ابرام

مسعفين مفضلين مسامي

ح مراجيح في الخميس اللهام

ومداريك للذحول متاري

ك وان احفظوا لعور الكلام

لا حباهم تحل للمنطق الشغ

ب ولا للطام يوم اللطام

ابطحيين اريحيين كالانج

م ذات الرجوم والاعلام

غالبيين هاشميين في العل

م ربوا من عطية العلام

ومصفين في المناصب محضي

ن خضمين كالقروم السوام

واذا الحرب أو مضت بسنا الحر

ب وسار الهمام نحو الهمام

فهم الأسد في الوغى لا اللواتي

بين خيس العرين والآجام

أسد حرب غيوث جدب بهالي

ل مقاويل غير ما اقدام

لامها ذير في الندى مكاثي

ر ولا مصمتين بالافحام

سادة ذادة عن الخرد البي

ض اذا اليوم صار كالأيام

ومغايير عندهن مغاو

ير مساعير ليلة الألجام

لا معازيل في الحروب تنا

بيل ولا رائمين بو اهتضام

وهم الآخذون من ثقة الأ

مر بتقواهم عرى لا انفصام

٣٣٦

والمصيبون والمجيبون للد

عوة والمحرزون خصل الترامي

ومحلون محرمون مقرو

ن لحل قراره وحرام

وعرض الكميت في هذه الأبيات الى الصفات الرفيعة الماثلة في أهل البيت (ع) وهي :

١ ـ ان الأموال التي تردهم يبذلونها بسخاء وطيب نفس الى ذوي الحاجة لا يبغون جزاء ولا شكورا.

٢ ـ انهم اذا وتروا فهم غير قاصرين ولا عاجزين من الأخذ بثأرهم ، ولكنهم تركوا ذلك إيثارا لما عند الله ، وان نالهم من اعدائهم قبيح الكلام.

٣ ـ ووصف الكميت بقوله : « لا حباهم تحل للمنطق الشغب » سعة حلمهم وانهم لا تطيش احلامهم عند المشاغبة فلا يحلون حباهم ولا يتحركون.

٤ ـ وعرض بقوله : « ابطحيين اريحيين » الى انهم اشراف قريش بما اتصفوا به من الأريحية فهم كالنجوم والاعلام التي يهتدي بها الضال.

٥ ـ وأراد بقوله : « غالبيين هاشميين في العلم » انهم ينتمون الى سيد العرب غالب بن فهر ، ثم الى هاشم ، وانهم نالوا من العلم ما لم ينله أحد ، فقد منحهم بذلك الله تعالى الذي بيده الخير.

٦ ـ وعرض بقوله : ومصفين في المناصب الخ » إلى انهم في مناصبهم ومكانتهم قد خلصوا من الدنس ، ونزهوا من كل عيب فرفعوا رءوسهم اعتزازا لأنهم لم يحيدوا عن الحق ، ولم يقترفوا أي باطل أو أثم ،

٧ ـ وعرض بقوله : « وإذا الحرب أو مضت بسنا الحرب » وبالبيتين اللذين بعده الى شجاعة العلويين ، وان الحرب اذا استعرت ، واشتد اوارها ، فانهم يخوضون غمارها ببسالة وصمود وقوة بأس لا يعرفون الفزع ولا

٣٣٧

الخوف وانما يستقبلون الموت بثغورهم الباسمة.

٨ ـ وأراد بقوله : « لا مهاذير في الندى » انهم إذا ضمهم النادي فلا يبتذلون بكثرة الكلام ، وإنما يصمتون في مواضع الصمت من غير افحام.

٩ ـ واعرب بقوله : « سادة ذادة عن الخرد » الى انهم الحماة الذين يحمون اهلهم عن الضيم في احلك الايام المشهورة بالحروب والوقائع.

١٠ ـ وعرض بقوله : « ومغاير عندهن مغايير » وبالبيت الذي بعده الى انهم اسد الحروب الذين يوقدون نارها ويسعرون لهبها ، ويقذفون بنفوسهم فيها ، وليسوا بمعازيل ولا بتنابيل ، وانما هم الاعلام ، والقادة والرءوس.

١١ ـ واعطى الكميت بقوله : « وهم الآخذون من ثقة الأمر » صورة عن تكامل شخصية أهل البيت (ع) بأنهم يأخذون بأوثق الأمور ، واشدها صلة بالحق ، ولا يأخذون بما التبس عليهم أو شكوا في مشروعيته ، وذلك لشدة تقواهم وورعهم ، وعرض في البيت الذي يليه الى انهم أول من اجاب دعوة الحق التي اعلنها الرسول الاعظم (ص) فقد كان الامام أمير المؤمنين (ع) سيد العترة الطاهرة هو أول من سبق الى الاسلام كما كان المدافع الاول عن النبي (ص) والمحامي عن دعوته.

وعرض الكميت بعد هذا المدح للعلويين الى هجاء خصومهم الأمويين يقول :

ساسة لا كمن يرعي النا

س سواء ورعية الانعام

لا كعبد المليك أو كوليد

أو كسليمان بعد أو كهشام

رأيه فيهم كرأي ذوي الثل

ة في الثائجات جنح الظلام

جز ذي الصوف وانتقاء لذي المخ

ة نعقا ودعدعا بالبهام

٣٣٨

من يمت لا يمت فقيدا وإن يح

ي فلا ذو إلّ ولا ذو ذمام

لا أكاد أعرف هجاء امض ، ولا اصدق من هذا الهجاء ، فقد كشف النقاب عن سوء السياسة الأموية ، التي ساست الناس سياسة لم يألفوها ، فقد نظرت إليهم كالانعام ، ولم تؤمن بأي حق من حقوقهم ، فصبت عليهم وابلا من العذاب الأليم ، وعرض الى من مات من ملوك الامويين ، وانه لا ذكر لهم ، لأنهم لم يقيموا حقا ، ولم يؤسسوا عدلا فلذا لا يذكرهم الناس بخير ، وإنما يعددون ظلمهم ، ويذكرون جورهم وبطشهم.

ويواصل الكميت مدحه لبني هاشم فيقول :

فهم الأقربون من كل خير

وهم الأبعدون من كل ذام

وهم الأوفون بالناس في الرأ

فة والأحلمون في الاحلام

بسطوا أيدي النوال وكفوا

أيدي البغي عنهم والعرام

أخذوا القصد فاستقاموا عليه

حين مالت زوامل الآثام

عيرات الفعال والحسب العو

د إليهم محطوطة الاعكام

أسرة الصادق الحديث أبي القا

سم فرع القدامس القدام

وصورت هذه الأبيات المثل العليا التي اتصف بها أهل البيت (ع) من قربهم الى الخير ، وبعدهم عن كل ما يوجب الذم ، ووفائهم بكل عهد ، ورأفتهم بالناس وسعة حلمهم ، وغير ذلك من الصفات التي جعلتهم مهوى الأفئدة ، وموضع تقديس الناس واكبارهم.

ويأخذ الكميت في رائعته بمدح النبي العظيم (ص) فيقول :

خير حي وميت من بني آ

دم طرا مأمومهم والامام

كان ميتا جنازة خير ميت

غيبته مقابر الاقوام

وجنينا ومرضعا ساكن المه

د وبعد الرضاع عند الفطام

٣٣٩

خير مسترضع وخير فطيم

وجنين أقر في الارحام

وغلاما وناشئا ثم كهلا

خير كهل وناشئ وغلام

انقذ الله شلونا من شفى النا

ر به نعمة من المنعام

لوفدى الحي ميتا قلت نفسي

وبني الفدا لتلك العظام

طيب الاصل طيب العود في البن

ية والفرع يثربي تهامي

ابطحي بمكة استثقب الل

ه ضياء العما به والظلام

والى يثرب التحول عنها

لمقام من غير دار مقام

هجرة حولت الى الأوس والخز

رج اهل الفسيل والآطام

غير دنيا محالفا واسم صدق

باقيا مجده بقاء السلام

وبعد هذا الثناء العاطر على النبي (ص) أخذ في مدح الشهيد العظيم جعفر الطيار ابن عم النبي (ص) ومدح عم النبي (ص) الشهيد الخالد حمزة ، يقول :

ذو الجناحين وابن هالة منهم

أسد الله والكمي المحامي

لا ابن عم يرى كهذا ولا ع

م كهذاك سيد الاعمام

ويعرض الكميت بعد هذا الى مدح سيد الاوصياء ، وباب مدينة علم النبي (ص) الامام أمير المؤمنين (ع) يقول :

والوصي الذي أمال التجوبى

به عرش أمة لانهدام

كان أهل العفاف والمجد والخي

ر ونقض الامور والابرام

والوصي الولي والفارس المع

لم تحت العجاج غير الكهام

كم له ثم كم له من قتيل

وصريع تحت السنابك دام

وخميس يلفه بخميس

وفئام حواه بعد فئام

وعميد متوج حل عنه عق

د التاج بالصنيع الحسام

٣٤٠