حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١

باقر شريف القرشي

حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار البلاغة
المطبعة: دار البلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٤
الجزء ١ الجزء ٢

في ستة اشياء : في الحنطة والشعير والتمر والزبيب ، والسمن ، والزيت .. » (٦٥)

الاحتكار هو أحد العوامل المؤدية الى شل الحركة الاقتصادية في البلاد والى شيوع الفقر والحاجة بين الناس ، وقد حاربه الاسلام وشدد في أمره كأعظم ما يكون التشدد ، والزم ولاة أمر المسلمين بتسعير السلع ، وعدم الاجحاف في حق المواطنين فيها.

٥٣ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « السحت ثمن الميتة ، وثمن الكلب ، وثمن الخمر ، ومهر البغي ، والرشوة في الحكم ، وأجرة الكاهن .. » (٦٦)

وحرم الاسلام بذل المال بازاء هذه الأمور ، وجعل التعامل بها من اكل المال بالباطل لأنها تؤدي الى تسيب الاخلاق ، وشيوع الفساد في الأرض.

٥٤ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال : « ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل لعترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبروت ليذل من اعزه الله ، ويعز من اذله الله ، والمستأثر بفيء المسلمين المستحل له .. » (٦٧)

٥٥ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال لعلي : « يا علي حرم من الشاة سبعة أشياء : الدم والمذاكير ، والمثانة ، والنخاع

__________________

(٦٥) الخصال ( ص ٣٠٠ ).

(٦٦) الخصال ( ص ٣٠٠ ).

(٦٧) الخصال ( ص ٣٠٨ ).

١٦١

والغدد والطحال والمرارة .. » (٦٨)

وفي تحريم الاسلام لهذه الأمور وقاية للصحة العامة ، وضمان للمجتمع من أن يصاب بالأمراض ، وقد ثبت في الطب الحديث أنها مما تضر بالصحة العامة وإن اجتنابها أمر لازم.

٥٦ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال في وصيته لعلي : « يا علي ان الله تبارك وتعالى اعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشق عنه القبر معي ، وأنت أول من يقف على الصراط معي ، وأنت أول من يكسى إذا كسيت ، ويحيى إذا حييت ، وأنت أول من يسكن معي في عليين ، وأنت أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك .. » (٦٩)

٥٧ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال : « لم يعبد الله عز وجل بشيء افضل من العقل ، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال : الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه ، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره ، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله ، الذل احب إليه من العز ، والفقر احب إليه من الغنى ، نصيبه من الدنيا القوت ، والعاشرة وما العاشرة؟ لا يرى أحدا الا قال : هو خير مني وأتقى انما الناس رجلان ، فرجل هو خير منه واتقى ، وآخر هو شر منه وأدنى ، فاذا رأى من هو خير منه واتقى تواضع له ليلحق به ، وإذا رأى الذي هو شر منه وادنى قال : عسى خير هذا باطن وشره ظاهر عسى أن يختم له بخير فاذا فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه .. » (٧٠)

__________________

(٦٨) الخصال ( ص ٣١٠ ).

(٦٩) الخصال ( ص ٣١١ ).

(٧٠) الخصال ( ص ٤٠٣ ).

١٦٢

وفي هذا الحديث وامثاله من الاحاديث النبوية دعوة الى اصلاح النفس ، وتهذيبها بمكارم الاخلاق ، ومحاسن الاعمال لتكون مصدر هداية للناس.

٥٨ ـ روى (ع) عن آبائه أن رسول الله (ص) لعن في الخمر عشرة : غارسها ، وحارسها ، وعاصرها ، وشاربها وساقيها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها. » (٧١)

وشدد الاسلام في أمر الخمر كأعظم ما يكون التشدد فحرم ايجاده وصنعه ، كما حرم تعاطيه ، فان الخمر من أعظم الآفات الاجتماعية التي تضر بالصحة العامة ، وتسبب انتكاسة القيم وتدهور الاخلاق.

٥٩ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال : « البركة عشرة اجزاء تسعة اعشارها في التجارة ، والعشر الباقي في الجلود ـ يعني الغنم. » (٧٢)

٦٠ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « بني الاسلام على عشرة أسهم : على شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي الملة ، والصلاة وهي الفريضة ، والصوم ، وهو الجنة ، والزكاة وهي الطهر ، والحج وهو الشريعة ، والجهاد وهو الغزو ، والأمر بالمعروف وهو الوفاء ، والنهي عن المنكر وهو الحجة ، والجماعة وهي الالفة ، والعصمة وهي الطاعة .. » (٧٣)

٦١ ـ روى (ع) عن النبي (ص) أنه قال : « إذا سألتم الله فسألوه بباطن الكفين ، وإذا استعذتموه فلا تستعيذوه بظاهرهما .. » (٧٤)

__________________

(٧١) الخصال ص ٤١٤ ).

(٧٢) الخصال ( ص ٤١٥ ).

(٧٣) الخصال ( ص ٤١٦ ).

(٧٤) البيان والتبيين ٢ / ٢٦٣.

١٦٣

٦٢ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال : « اذا فعلت امتي خمس عشرة خصلة : حل بها البلاء ، اذا اكلوا الأموال دولا ، واتخذوا الامانة مغنما ، والزكاة مغرما ، واطاع الرجل زوجته ، وعق أمه ، وبر صديقه وجفا أخاه ، وارتفعت الاصوات في المساجد ، وأكرم الرجل مخافة شره وكان زعيم القوم ارذلهم ، واذا لبس الحرير ، وشربت الخمور ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة اولها فليترقبوا بعد ذلك ثلاث خصال : ريحا حمراء ، ومسخا ، وخسفا .. » (٧٥)

وهذه الأمور التي حذر عنها النبي (ص) هي من مدمرات الأمم ومن محطمات الشعوب ، واذا اقترفتها الأمة الاسلامية فسوف يحل بها عذاب الله ، وتجتاحها نقماته.

٦٣ ـ روى (ع) عن آبائه ان النبي (ص) قال : « من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له .. » (٧٦)

وحث الاسلام على الكسب الحلال ، واعتبره جهادا وشرفا لصاحبه ، وإن من سعى لعياله ، وهو مكدود متعوب بات مغفورا له.

٦٤ ـ قال (ع) : سئل رسول الله عن خيار العباد؟ فقال (ص) : « الذين اذا أحسنوا استبشروا ، وإذا اعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، واذا غضبوا غفروا .. » (٧٧)

ان من يتصف بهذه الاخلاق الرفيعة فانه يكون من خيار الناس واشرافهم ، وانه قد ملك زمام نفسه ، وسيطر عقله على هواه.

__________________

(٧٥) البيان والتبيين ٢ / ٢٦٢.

(٧٦) أمالي الصدوق ( ص ٢٥٧ ).

(٧٧) أمالي الصدوق ( ص ٩ ).

١٦٤

٦٥ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم .. » (٧٨)

ما اسمى هذه الحكمة التي تجمع الناس على صعيد المحبة والألفة ، وتوحد ما بين مشاعرهم وعواطفهم ، ان سلطان المال لا يمكن أن يحقق ذلك ، ولكن الاخلاق هي اقوى مؤثر في بناء المجتمع واقامته على اسس سليمة.

٦٦ ـ قال (ع) : مر رسول الله (ص) بقوم يربعون حجرا فقال :

ما هذا؟ قالوا : نعرف بذلك أشدنا وأقوانا ، فقال (ص) : إلا أخبركم بأشدكم وأقواكم ، قالوا : بلى ، قال (ص) : أشدكم وأقواكم الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل ، واذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس بحق .. » (٧٩)

ان الاسلام لا يعني إلا بقوة الضمير وصلابته ازاء الحق ، واما الاعتزاز بقوة العضلات فهي من الاعراف الجاهلية التي حاربها الاسلام.

٦٧ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « مجالسة اهل الدين شرف الدنيا والآخرة .. » (٨٠)

لقد ثبت في علم الاجتماع ان الحياة الاجتماعية حياة تأثير وتأثر فكل انسان يتأثر ويؤثر فيمن حوله ، ومن الطبيعي ان مزاملة الاخيار والمتحرجين في دينهم تؤثر فيمن يتصل بهم تأثيرا مباشرا فتصونهم من رذائل الصفات ، وتحبب لهم الخير ، وينالون بذلك شرف الدنيا وشرف الآخرة.

__________________

(٧٨) أمالي الصدوق ( ص ١١ ).

(٧٩) أمالي الصدوق ( ص ١٨ ).

(٨٠) أمالي الصدوق ( ص ٥٤ ).

١٦٥

٦٨ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « إن هذا الدين متين فاوغلوا فيه برفق ، ولا تكرهوا عبادة الله الى عباد الله .. » (٨١)

٦٩ ـ روى (ع) عن آبائه ان رسول الله (ص) قال : « من أراد التوسل الي ، وان يكون له يد اشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم .. » (٨٢)

٧٠ ـ روى (ع) عن آبائه أن رسول الله (ص) قال لعلي : « يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب وكذب من زعم أنه يصل الى المدينة إلا من الباب .. » (٨٣)

٧١ ـ روى (ع) بسنده عن أم سلمة ان رسول الله (ص) قال : « الحج جهاد كل ضعيف » (٨٤)

٧٢ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « من نقله الله من ذل المعاصي الى عز التقوى اغناه بلا مال ، واعزه بلا عشيرة ، وآنسه بلا أنيس ، ومن خاف الله اخاف الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله اخافه الله من كل شيء ، ومن رضي من مال الله باليسير من الرزق فقد رضي منه باليسير من العمل .. » (٨٥)

__________________

(٨١) أصول الكافي

(٨٢) وسيلة المآل في عد مناقب الآل ( ص ٦١ ) من مصورات مكتبة الامام أمير المؤمنين.

(٨٣) المناقب لابن المغازلي ( ص ٨٥ ).

(٨٤) سير اعلام النبلاء ٤ / ٢٤٢ من مصورات مكتبة الحكيم العامة.

(٨٥) الصراط السوي ( ص ١٩٤ ) من مصورات مكتبة الامام أمير المؤمنين.

١٦٦

٧٣ ـ روى (ع) بسند عن آبائه ان رسول الله (ص) قال : « اني واثنى عشر من أهل بيتي أولهم علي أوتاد الأرض التي امسكها الله بها أن تسيخ بأهلها ، فاذا ذهبت الاثنا عشر من أهل بيتي ساخت الأرض بأهلها .. » (٨٦)

٧٤ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدثون ، منهم القائم بالحق يملأها عدلا كما ملئت جورا. » (٨٧)

وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض رواياته عن جده النبي (ص) والمتتبع يجد اضعاف هذه الاحاديث التي يرويها الامام عن جده.

رواياته عن الامام أمير المؤمنين :

روى (ع) عن آبائه طائفة من حكم جده الامام أمير المؤمنين (ع) ، وهذه بعضها :

١ ـ قال (ع) : قام رجل من أهل البصرة الى الامام أمير المؤمنين (ع) فقال له :

« يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان!. »

فأجابه الامام (ع) :

« الاخوان صنفان : أخوان الثقة ، وأخوان المكاشرة ، فأما اخوان الثقة فهم الكف والجناح ، والأهل والمال ، فان كنت على حد الثقة فأبذل له مالك ، وبدنك ، وصاف من صافاه ، وعاد من عاداه ، واكتم سره ، وعيبه ، واظهر منه الحسن ، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت

__________________

(٨٦) الاستنصار في النص على الأئمة الاطهار ( ص ٨ ) للكراجكي

(٨٧) الاستنصار في النص على الأئمة الاطهار ( ص ٨ ).

١٦٧

الأحمر ، واما اخوان المكاشرة فانك تصيب منهم لذتك ، فلا تقطعن ذلك منهم ، ولا تطلبن ما وراء ذلك من صغيرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك ، من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان .. » (٨٨)

أما اخوان المكاشرة في هذا العصر فهم الاكثرية الساحقة تسيرهم الاطماع والرغبات ، وتدفعهم المصالح ، والاهواء ، اما مظاهر صداقتهم فهي طلاقة الوجه وعذوبة اللسان ـ كما قال الامام ـ.

٢ ـ قال (ع) : قال أمير المؤمنين (ع) : « الفتن ثلاث : حب النساء ، وهو سيف الشيطان ، وشرب الخمر ، وهو مخ الشيطان ، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان ، فمن احب النساء لم ينتفع بعيشه ، ومن احب الأشربة حرمت عليه الجنة ، ومن احب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا ، واضاف (ع) يقول : قال عيسى بن مريم بالدينار داء الدين ، والعالم طبيب الدين فاذا رأيتم الطبيب يجر الداء على نفسه فاتهموه ، واعلموا أنه غير ناصح لغيره .. » (٨٩)

٣ ـ قال (ع) في كتاب علي ثلاث خصال : لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن ، البغي ، وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة يبارز الله بها ، وان أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم وان القوم ليكونوا فجارا فيتواصلون فتنمي أموالهم ، ويبرون فتزداد اعمارهم ، وان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها ، ويثقلان الرحم ، وان تثقل الرحم انقطاع النسل .. » (٩٠)

__________________

(٨٨) الخصال ( ص ٤٩ ).

(٨٩) الخصال ( ص ١٠٩ ).

(٩٠) الخصال ( ص ١١٩ ).

١٦٨

وحفلت هذه القطعة من كتاب الامام أمير المؤمنين (ع) بالوصية بالبر والتقوى ، وبما يعود على الانسان من خير عميم في هذه الحياة.

٤ ـ قال (ع) : قال أمير المؤمنين (ع) : « قوام الدين باربعة : بعالم ناطق مستعمل له ، وبغني لا يبخل بفضله على اهل دين الله ، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه ، وبجاهل لا يتكبر عن طلب العلم ، فاذا كتم العالم علمه وبخل الغني بماله ، وباع الفقير آخرته بدنياه ، واستكبر الجاهل عن طلب العلم ، رجعت الدنيا الى ورائها القهقرى ، فلا تغرنكم كثرة المساجد واجساد قوم مختلفة ، قيل : يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان! قال (ع) : خالطوهم بالبرانية ـ يعني في الظاهر ـ وخالفوهم في الباطن ، للمرء ما اكتسب ، وهو مع من أحب ، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل ... » (٩١)

ان صلاح الدنيا وازدهار الحياة بهؤلاء الاصناف فيما اذا قاموا بمسئولياتهم ، وأدوا ما عليهم ، واما اذا انحرفوا عن ذلك فان الحياة العامة تصاب بنكسة وتتدهور فيها جميع القيم العليا.

٥ ـ قال (ع) : سئل أمير المؤمنين (ع) كم بين الحق والباطل! فقال (ع) : اربع اصابع ، ووضع يده على اذنه وعينه فقال : ما رأته عيناك فهو الحق ، وما سمعته أذناك فأكثره الباطل (٩٢).

٦ ـ روى (ع) عن آبائه أن أمير المؤمنين (ع) قال : كان لي من رسول الله (ص) عشر خصال : ما أحب لي بإحداهنّ مما طلعت عليه الشمس ، قال لي : أنت اخي في الدنيا والآخرة وأقرب الخلائق

__________________

(٩١) الخصال ( ص ١٨٠ ).

(٩٢) الخصال ( ص ٢١٥ ).

١٦٩

مني في الموقف ، وأنت الوزير والوصي والخليفة في الأهل والمال ، وأنت آخذ لوائي في الدنيا والآخرة ، وليك ولي ، وولي ولي الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله .. » (٩٣)

لقد خص الله الامام أمير المؤمنين بفضائل كثيرة ، ومنحه المزيد من الطافه والتي كان منها ما ذكره النبي (ص) في هذا الحديث.

٧ ـ قال (ع) : كان أمير المؤمنين (ع) يقول : « إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها ، صدق الحديث ، واداء الامانة ، والوفاء بالعهد ، وقلة الفخر ، والبخل ، وصلة الأرحام ، ورحمة الضعفاء ، وقلة المواتاة للنساء ، وبذل المعروف ، وحسن الخلق ، وسعة الحلم ، واتباع العلم ، فيما يقرب الى الله عز وجل ، طوبى لهم وحسن مآب .. » (٩٤)

٨ ـ قال (ع) : قال أمير المؤمنين (ع) : « ان قلوب الجهال تستفزها الاطماع ، وترتهنها المنى ، وتستعلقها الخدائع .. » (٩٥)

وصور هذا الحديث واقع الجهال ، وألمّ باتجاهاتهم والتي كان منها ان الاطماع تسيطر على مشاعرهم وعواطفهم ، وان المنى ترتهن قلوبهم ، والخدائع بسهولة تستولي عليهم وذلك لقلة خبرتهم ومعرفتهم.

٩ ـ قال (ع) : قال أمير المؤمنين (ع) : « جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر ، والسكوت ، والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، فطوبى لمن كان نظره عبرة ، وسكوته فكرا ،

__________________

(٩٣) الخصال ( ص ٣٩٨ ).

(٩٤) الخصال ( ص ٤٥٤ ).

(٩٥) اصول الكافي ١ / ٢٣.

١٧٠

وكلامه ذكرا ، وبكى على خطيئته وأمن الناس شره .. » (٩٦)

وهذه صفات العارفين بربهم ، والمنيبين الى خالقهم ، وهي لا تنطبق إلا على أئمة أهل البيت (ع) وعلى المهتدين بهديهم.

١٠ ـ قال (ع) : قال أمير المؤمنين (ع) : « إنا اهل البيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وبيت الرحمة ، ومعدن العلم .. » (٩٧)

١١ ـ قال (ع) : كان علي يقول : العامل بالظلم ، والمعين عليه والراضي به شركاء ثلاثة (٩٨).

روايته عن جده الحسين :

روى (ع) عن أبيه عن جده الامام الحسين (ع) قال : سمعت جدي رسول الله (ص) يقول لي : « أعمل بفرائض الله تكن اتقى الناس ، وارض بقسم الله تكن اغنى الناس ، وكف عن محارم الله تكن مؤمنا ، واحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما .. » (٩٩)

روايته عن أبيه :

روى عن أبيه علي بن الحسين (ع) انه قال : « ايما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين حتى تسيل على خده بوأه الله في الجنة غرفا يسكنها احقابا ، وايما مؤمن دمعت عيناه فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدق ، وأيما مؤمن مسه اذى فينا فدمعت عيناه

__________________

(٩٦) الخصال ( ص ٩٥ ).

(٩٧) أصول الكافي ١ / ٢٢٠.

(٩٨) الخصال ( ص ١٠٣ ).

(٩٩) أمالي الصدوق ( ص ١٧٨ ).

١٧١

حتى تسيل على خديه من مضاضة ما اوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى ، وآمنه يوم القيامة من سخط النار .. (١٠٠)

روايته عن جابر الأنصاري :

وروى (ع) عن جابر بن عبد الله مجموعة من الأخبار والأحداث من بينها.

١ ـ روى (ع) عن جابر ان رسول الله (ص) كان اذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا ، ويقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، يصنع ذلك ثلاث مرات ، ويصنع مثل ذلك على المروة (١٠١).

٢ ـ روى (ع) عن جابر ان النبي (ص) كان يتختم بيمينه (١٠٢).

٤ ـ سأل (ع) جابرا عما جرى بين علي وعائشة ، فقال جابر : ذهبت يوما الى عائشة وسألتها ما تقولين في حق علي؟ فأطرقت برأسها ثم رفعته وانشدت :

إذا ما التبر حك على محك

تبين غشه من غير شك

وفينا الغش والذهب المصفى

علي بيننا شبه المحك (١٠٣)

روايته عن عمر :

وروى (ع) بسنده عن عمر بن الخطاب قال : سمعت النبي (ص)

__________________

(١٠٠) كامل الزيارات ( ص ١٠٨ ).

(١٠١) تأريخ دمشق ٥١ / ٣٧ ـ ٣٨.

(١٠٢) علل الشرائع ( ص ١٥٨ ).

(١٠٣) الصراط السوي ( ص ١١٩ ) نور الابصار ( ص ١٣١ ) الفصول المهمة لابن الصباغ.

١٧٢

يقول : « كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سبي ونسبي .. » (١٠٤).

روايته عن ابن عباس :

وروى (ع) بسنده عن عبد الله بن عباس انه قال : نظر علي في وجوه الناس فقال : « إني لأخو رسول الله (ص) ووزيره ، وقد علمتم أني اولكم إيمانا بالله ورسوله ، ثم دخلتم بعدي في الاسلام رسلا ، واني لابن عم رسول الله (ص) واخوه وشريكه في نسبه ، وأبو ولده ، وزوج ابنته سيدة ولده وسيدة نساء أهل الجنة ، ولقد عرفتم أنا ما خرجنا مع رسول الله (ص) مخرجا قط إلا رجعنا وأنا احبكم إليه ، وأوثقكم في نفسه ، واشدكم نكاية للعدو ، وأثر في العدد ، ولقد رأيتم بعثته إياي ببراءة ، ولقد آخى بين المسلمين فما اختار احدا غيري ، ولقد قال لي : أنت أخي وانا أخوك في الدنيا والآخرة ، ولقد اخرج الناس من المسجد وتركني ، ولقد قال لي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي .. » (١٠٥)

روايته عن زيد بن أرقم :

وروى (ع) عن زيد بن أرقم قال : كنا جلوسا بين يدي النبي (ص) فقال (ص) : إلا أدلكم على من اذا استرشدتموه لن تضلوا ، ولن تهلكوا قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : هذا ـ واشار الى علي بن أبي طالب ـ ثم قال : واخوه ، ووازروه ، وصدقوه ، وانصحوه ، فان جبرائيل

__________________

(١٠٤) طبقات ابن سعد ٨ / ٤٦٣.

(١٠٥) المناقب للمغازلي ( ص ١١١ ـ ١١٢ ) المناقب للخوارزمي ( ص ٢٢٦ ).

١٧٣

اخبرني بما قلت لكم (١٠٦).

روايته عن أبي ذر :

وروى (ع) طائفة من كلمات المصلح العظيم الصحابي أبي ذر منها قوله :

« يا مبتغي العلم لا يشغلك اهل ولا مال عن نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ، ثم غدوت عنهم الى غيرهم ... الدنيا والآخرة كمنزل تحولت منه الى غيره ، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها ، يا مبتغي العلم ان قلبا ليس فيه شيء من العلم كالبيت الخراب .. » (١٠٧)

هذه بعض الاحاديث التي اثرت عنه ، وهي تتعلق بآداب السلوك والاخلاق ، وبفضل العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم.

تفسير القرآن الكريم :

من العلوم التي خاضها الامام أبو جعفر (ع) في محاضراته تفسير القرآن الكريم ، فقد خصص له وقتا من اوقاته ، تناول فيه جميع شئونه ، وقد اخذ عنه علماء التفسير ـ على اختلاف آرائهم وميولهم ـ الشيء الكثير ، فكان (ع) من المع المفسرين في الاسلام ، وكان من جملة ما عرض له اثناء بحوثه عن القرآن ما يلي :

فضل قراءة القرآن :

وحث الامام ابو جعفر (ع) على تلاوة الكتاب العزيز لأنه المنبع

__________________

(١٠٦) المناقب للمغازلي ( ص ٢٤٥ ).

(١٠٧) ناسخ التواريخ ٢ / ٢٠٤.

١٧٤

الفياض لهداية الناس واستقامتهم ، وهو مما يحيى القلوب ، ويمدها بطاقات من النور ، والوعي ، وقد روى (ع) ما قاله جده رسول الله (ص) في فضل تلاوته قال (ع) :

« قال رسول الله (ص) : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ الف آية كتب له قنطار من تبر .. » (١٠٨)

ووردت اخبار مماثلة لهذا الحديث عن أئمة اهل البيت (ع) وهي تحث المسلمين على تلاوة القرآن ، وتحفزهم على الامعان في آياته ، والتأمل في اسراره ، وهي ـ من دون شك ـ تنمي العقول ، وتهذب النفوس وتصونها من الانحراف ، وتهديها الى سواء السبيل.

الترجيع بقراءة القرآن :

اما الترجيع بقراءة القرآن ، وتلاوته بالصوت الحسن فانه ينفذ الى اعماق القلب ودخائل النفس ، ويتفاعل مع العواطف ، وذلك لما اشتمل عليه من الحكم والمعارف التي لا غنى للحياة عنها.

وقد عنى أئمة أهل البيت (ع) بتلاوة القرآن الكريم ، فكان الامام أبو جعفر (ع) من أحسن الناس صوتا بقراءته للقرآن (١٠٩).

وروى أبو بصير قال : قلت : لأبي جعفر إذا قرأت القرآن فرفعت

__________________

(١٠٨) البيان في تفسير القرآن ( ص ٢٥ ).

(١٠٩) أصول الكافي.

١٧٥

صوتي جاءني الشيطان فقال : انما ترائي بهذا أهلك والناس ، فقال (ع) : يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين ، تسمع أهلك ، ورجّع بالقرآن صوتك فان الله يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعا (١١٠).

تنزيه القرآن من الباطل :

القرآن الكريم هو معجزة الاسلام الكبرى « كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. لا ريب فيه هدى للمتقين » وليس فيه أي تناقض في احكامه ولا تناف في آياته ( وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) ( وهو يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) ( ولا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) وقد فسر هذه الآية الامام ابو جعفر (ع) قال : « لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ، ولا من قبل الانجيل والزبور ، ولا من خلفه اي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله » وفي رواية عن الصادقين (ع) انه « ليس في أخباره عما مضى باطل ولا في أخباره عما يكون في المستقبل باطل ».

ذم المحرفين للقرآن :

وذم الامام أبو جعفر (ع) المحرفين لكتاب الله ، وهم الذين يؤوّلون آياته حسب اهواءهم ، فقد كتب (ع) في رسالته الى سعد الخير « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يرونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية. » (١١١)

__________________

(١١٠) البيان في تفسير القرآن ( ص ٢١٠ ).

(١١١) الوافي ( ص ٢٧٤ ) آخر كتاب الصلاة.

١٧٦

الاستعمالات المجازية فى القرآن :

وشاع الاستعمال المجازي في لغة العرب ، وذاع أمره في كثير من أنحاء الاستعمال كالاسناد المجازي ، والمجاز في الكلمة ، ومنه باب الكنايات التي قيل انها أبلغ من التصريح ، ويعتبر ذلك من لطائف هذه اللغة ومحاسنها ، وفي القرآن الكريم طائفة كبيرة من الآيات كان الاستعمال فيها مجازيا منها قوله تعالى : « يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي » فان المنصرف من اليد هو العضو المخصوص ويستحيل ذلك عليه تعالى لاستلزامه التجسيم وهو مما يمتنع عقلا على الله تعالى ، وقد سأل محمد ابن مسلم الامام أبا جعفر عن ذلك فأجابه (ع) :

« اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) وقال : ( وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ) أي بقوة ، وقال : ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ويقال : لفلان عندي اياد كثيرة أي فواضل واحسان ، وله عندي يد بيضاء أي نعمة » (١١٢).

ومعنى ذلك ان اليد لم تستعمل في معناها المنصرف وإنما استعملت في غيره اما مجازا أو حقيقة بناء على انها مشتركة اشتراكا لفظيا في هذه المعاني التي ذكرها الامام.

البسملة جزء من سور القرآن :

وذهب الامام ابو جعفر (ع) وسائر أئمة اهل البيت (ع) الى ان البسملة جزء من سور القرآن الكريم ، وتبعهم على ذلك جمهور غفير من علماء المسلمين ، وقراؤهم (١١٣) وقد كتب يحيى بن أبي عمران

__________________

(١١٢) ناسخ التواريخ ١ / ٤٣٤ نقلا عن توحيد الصدوق.

(١١٣) تفسير الآلوسي ١ / ٣٩ ، تفسير الشوكاني ١ / ٧.

١٧٧

الهمداني رسالة الى الامام أبي جعفر (ع) جاء فيها « جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ : ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب ، فلما صار الى غير أم الكتاب من السورة تركها؟ فقال العباسي : ليس بذلك بأس » فأجابه (ع) برسالة جاء فيها « يعيدها مرتين على رغم آنفه ـ يعني العباسي ـ » (١١٤) وتظافرت الاخبار من الفريقين بجزئيتها ، وقد شذ من انكر ذلك.

نزول القرآن على سبعة احرف :

وشاع بين المفسرين أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وقد استندوا في ذلك الى ما روي عن أبي جعفر (ع) من أنه قال : « ان القرآن نزل على سبعة أحرف » (١١٥) وقد كثرت الأقوال في هذه الجهة حتى أن ابا حاتم ذكر ان الأقوال بلغت خمسا وثلاثين قولا (١١٦).

ولا بد لنا من وقفة قصيرة لننظر الى معاني الأحرف السبعة ومدى صحتها ونسبتها الى الامام الباقر (ع).

الحروف السبعة :

أما الحروف السبعة ، فقد اختلفت الأقوال في المراد منها وهذه بعضها :

١ ـ انها الوعد والوعيد ، والأمر والنهي ، والقصص والمجادلة ، والامثال وقد

__________________

(١١٤) فروع الكافي ٣ / ٣١٢ ، ومعنى قوله (ع) : « يعيدها مرتين » يعني انه كرر لفظ الاعادة من باب التأكيد.

(١١٥) غاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٢٠٢ ، القراءات القرآنية ( ص ٤٢٠ ).

(١١٦) تفسير القرطبي ١ / ٩.

١٧٨

ضعف هذا الوجه ابن عطية ، وقال : ان هذا لا يسمى احرفا (١١٧).

٢ ـ انها المعاني المتقاربة التي ترد بالفاظ مختلفة نحو اقبل وهلم أو عجل واسرع ، وقد اختار هذا الوجه الطبري (١١٨) إلا ان ذلك لا يحمل أي طابع من التحقيق ، فان للإنسان ـ على هذا الوجه ـ ان يقرأ القرآن على أشكال مختلفة ، وذلك يؤدي الى اختلاف كبير من اضافة آية أو حذفها لأن الاختلاف فى الالفاظ يستتبع الاختلاف في الجمل ـ حسبما يقول القرطبي ـ (١١٩).

٣ ـ ان المراد بها الابواب السبعة التي نزل بها القرآن وهي : الزجر ، والأمر ، والحلال ، والحرام ، والمحكم ، والمتشابه ، والامثال (١٢٠) ويرد عليه أن هذه لا تسمى أحرفا ، مضافا الى أن الزجر والحرام شيء واحد فلا تكون سبعة.

٤ ـ إنها اللغات الفصيحة من لغات العرب ، وهي متفرقة في القرآن فبعضها بلغة قريش ، وبعضها بلغة هذيل ، وبعضها بلغة هوازن وبعضها بلغة اليمن ، وبعضها بلغة كنانة ، وبعضها بلغة تميم ، وبعضها بلغة ثقيف ، ونسب هذا القول الى البيهقي والأبهري وصاحب القاموس ... إلا أن هذا الوجه ينافيه ما ورد عن عمر من أن القرآن نزل بلغة مضر (١٢١).

٥ ـ إنها سبع قراءات ، واشكل على ذلك سيدنا الاستاذ بانه إن

__________________

(١١٧) نظرة عامة في تاريخ الفقه الاسلامي ( ص ٦٧ ).

(١١٨) تفسير الطبري ١ / ١٥.

(١١٩) تفسير القرطبي ١ / ٣٦.

(١٢٠) البيان في تفسير القرآن ( ص ١٨٣ ).

(١٢١) البيان في تفسير القرآن ( ص ١٨٥ ).

١٧٩

أريد منها السبع المشهورة فهي غير ثابتة حسبما حققه عند البحث عن تواتر القراءات ، وإن أريد بها السبع على اطلاقها فمن الواضح أن عدد القراءات اكثر من ذلك بكثير (١٢٢).

هذه بعض الاقوال ، وقد عد سيدنا الاستاذ عشرة أقوال إلا أنه فندها ، وأثبت انها لا ترجع الى محصل ، وقد الف أبو شامة كتابا في هذه المعاني ، وابطل معظمها.

انكار الامام للاحرف السبعة :

وانكر الامام أبو جعفر (ع) الأحرف السبعة ، ولم يصح ما نسب إليه أنه رواها فقد روى في الصحيح عنه زرارة انه قال : « إن القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة » (١٢٣) وأثر عن الامام الصادق (ع) انكار ذلك فقد سأله الفضيل بن يسار فقال له : ان الناس يقولون : إن القرآن نزل على سبعة احرف ، فقال عليه‌السلام : « كذبوا ـ أعداء الله ـ ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد » (١٢٤).

طرق التفسير :

واختلفت اتجاهات المفسرين للقرآن الكريم ، وقد سلكوا في ذلك طرقا مختلفة منها :

التفسير بالمأثور :

ونعني به تفسير القرآن بما أثر عن النبي (ص) وأئمة الهدى ، وهذا

__________________

(١٢٢) البيان في تفسير القرآن ( ص ١٩١ ).

(١٢٣) أصول الكافي كتاب فضل القرآن.

(١٢٤) أصول الكافي كتاب فضل القرآن.

١٨٠