حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١

باقر شريف القرشي

حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل - ج ١

المؤلف:

باقر شريف القرشي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار البلاغة
المطبعة: دار البلاغة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٤
الجزء ١ الجزء ٢

العقول في دار الدنيا .. » (٦)

إن وعي الراوي للحديث ووقوفه على معناه مما يستدل به على سمو منزلته ، وعظيم مكانته العلمية.

ولشدة اهتمام الامام وعنايته بالحديث فقد وضع بعض القواعد لتميز الصحيح من غيره عند تعارض الاخبار سنذكرها عند البحث عن علم الاصول الذي خاضه الامام.

روايات الأئمة :

أما روايات الأئمة الطاهرين (ع) التي أثرت عنهم في عالم التشريع والاحكام فهي لا تحكي آرائهم الخاصة وانما هي امتداد لقول الرسول (ص) ورأيه ولذا الحقت بالسنة ـ عند الشيعة ـ وقد ألمع الى ذلك الامام أبو جعفر (ع) في حديثين له مع جابر بن يزيد الجعفي.

١ ـ قال (ع) لجابر : « إنا لو كنا نحدثكم برأينا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله (ص) كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم .. » (٧)

٢ ـ قال (ع) لجابر : « والله يا جابر لو كنا نحدث الناس أو حدثناهم برأينا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثهم بآثار عندنا من رسول الله (ص) يتوارثها كابر عن كابر نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم .. » (٨)

اذن فلم تستند احاديث أئمة اهل البيت (ع) لهم ، وانما تستند الى

__________________

(٦) ناسخ التواريخ ٢ / ٢١٩.

(٧) ناسخ التواريخ ٢ / ٢١٧.

(٨) ناسخ التواريخ ٢ / ٢١٧.

١٤١

جدهم الرسول (ص) ، وهم الذين حافظوا على تراثه العلمي فكنزوه كما يكنز الناس الذهب والفضة.

أحاديث الامام الباقر :

أما احاديث الامام أبي جعفر (ع) عن جديه رسول الله (ص) والامام أمير المؤمنين (ع) فهي على قسمين :

الأولى : ـ مرسلة وهي التي لم يذكر فيها رجال السند ، وينسب الامام الحديث رأسا الى النبي (ص) أو للإمام أمير المؤمنين (ع) وقد سئل عليه‌السلام عن سنده في ذلك فقال : « إذا حدثت بالحديث فلم اسنده فسندي فيه أبي زين العابدين عن أبيه الحسين الشهيد عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله (ص) عن جبرائيل عن الله عز وجل .. » (٩)

الثانية : ـ المسندة ، وهي التي يذكر فيها سنده عن آبائه الطاهرين عن رسول الله (ص).

وسواء أكانت روايته مرسلة أم مسندة فهي حجة بلا خلاف عند الشيعة إن صح طريق سندها إليه والا فتعامل معاملة بقية الاخبار التي فيها الضعيف والموثق والحسن.

رواياته عن النبي :

أما احاديثه عن النبي (ص) فهي تتعلق تارة بالفقه الاسلامي ، وقد عرضت لها موسوعات الفقه والحديث ، واخرى بآداب السلوك والاخلاق ، كما عرضت بعضها لفضل العترة الطاهرة ولزوم مودتها ، وفيما يلي ذلك :

١ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « فضل

__________________

(٩) أعلام الورى ( ص ٢٧٠ ).

١٤٢

العلم أحب الى الله من فضل العبادة ، وأفضل دينكم الورع .. » (١٠)

وفي هذا الحديث دعوة الى طلب العلم والحث عليه فهو أفضل من العبادة التي لا ينتفع بها الا صاحبها ، كما فيه الحث على الورع عن محارم الله والاجتناب عن المآثم التي تؤدي الى سقوط الشخص وانحرافه عن الطريق القويم.

٢ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « ما جمع شيء الى شيء أفضل من حلم الى علم .. » (١١)

ان الانصاف بالعلم والحلم مما يرفعان مستوى الشخص ، ويميزانه عن غيره فليس هناك شيء أفضل من هاتين الخصلتين.

٣ ـ روى (ع) بسنده عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « فوق كل بر بر ، فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر ، وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل الرجل أحد والديه فاذا قتل احدهما فليس فوقه عقوق .. » (١٢) ان منتهى البر وغايته هي الشهادة في سبيل الله فاذا استشهد الشخص من اجل ذلك فقد انتهى الى غاية البر ، كما ان منتهى الاثم والعقوق هي قتل الرجل احد والديه فاذا فعل ذلك فقد سقط في حضيض من الأثم ليس له من قرار.

٤ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « من المروءة استصلاح المال. » (١٣)

__________________

(١٠) الخصال : ( ص ٤ ).

(١١) الخصال ( ص ٥ ).

(١٢) الخصال ( ص ١٠ ).

(١٣) الخصال ( ص ١١ ).

١٤٣

وحث الرسول (ص) أصحاب رءوس الاموال على استثمار أموالهم في الوجوه المشروعة لازدهار الاقتصاد العام وزيادة الدخل الفردي ، ونفي الحاجة من البلاد ، ونهاهم عن التبذير او حبس الاموال وعدم تشغيلها فان ذلك مما يعود بأضرار بالغة على اقتصاد البلاد.

٥ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « إن الله تبارك وتعالى اهدى إلي والى أمتي هدية لم يهدها الى أحد من الأمم كرامة من الله لنا ، فقال أصحابه : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : الافطار في السفر والتقصير في الصلاة .. » (١٤)

حقا ان تقصير الصلاة والافطار في السفر من ألطاف الله تعالى على هذه الأمة فان المسافر في عناء وجهد فاذا وجب عليه الصوم واتمام الصلاة فقد اضاف الى عنائه عناء والى مشقته مشقة أخرى.

٦ ـ قال (ع) : أتى رجل الى النبي (ص) فقال له : مالي لا أحب الموت؟ فقال (ص) : الك مال؟ قال : نعم ، قال : فقدمته؟ قال : لا. قال : فمن ثم لا تحب الموت .. » (١٥)

ان هذا الانسان لو قدم لآخرته وسعى لها لأحب الدار الآخرة ليستوفي اجر ما عمله ، ولكنه لم يفعل شيئا مما يقربه الى الله زلفى فلذاكره الموت ، وكره ملاقاة الله تعالى.

٧ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « إلا ان شرار أمتي الذين يكرمون مخافة شرهم ، إلا وان من اكرمه الناس اتقاء شره فليس مني .. » (١٦)

__________________

(١٤) الخصال ( ص ١٤ ).

(١٥) الخصال ( ص ١٤ ).

(١٦) الخصال ( ص ١٥ ).

١٤٤

إن شرار هذه الأمة الذين يكرمون ويعظمون لا لفضيلة فيهم أو احسان اسدوه الى الناس ، وانما لاتقاء شرورهم ومخافة ظلمهم فان هؤلاء ليسوا من الاسلام الذي جاء بالرحمة والاحسان الى الناس.

٨ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « رأس العقل بعد الايمان بالله عز وجل التحبب الى الناس .. » (١٧)

ما أروع هذه الحكمة وما اجلها!! فان التحبب الى الناس اما بقضاء حوائجهم أو جلب الخير لهم ، ودفع الظلم عنهم أو مقابلتهم بالاخلاق الرفيعة مما يوجب شيوع المحبة بين الناس وربط الهيئة الاجتماعية بعضها ببعض ، وهذا ما يحرص عليه الاسلام ، ومما اقام مجتمعه عليه.

٩ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عز وجل فيما حملكم من كتابه ، فاني مسئول ، وإنكم مسئولون ، اني مسئول عن تبليغ الرسالة ، وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي. » (١٨)

وفي هذا الحديث دعوة الى القراء والى سائر رجال الدين للقيام بدورهم في تحمل المسئولية بارشاد الناس وهدايتهم ، وتبليغهم بما أمر الله به وعما نهى عنه.

١٠ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « خلقت أنا وعلي من نور واحد .. » (١٩)

ان رسول الله (ص) وعليا (ع) خلقا من نور واحد اضاءا آفاق

__________________

(١٧) الخصال ( ص ١٧ ).

(١٨) اصول الكافي ٢ / ٦١٦.

(١٩) الخصال ( ص ٣١ ).

١٤٥

هذا الكون ، فهما مصدر الفكر والوعي لهذه الأمة ، وهما رائدا الانسانية لكل ما تسمو به.

١١ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « اشتد غضب الله وغضبي على من اهراق دمي وآذاني في عترتي .. » (٢٠)

الويل كل الويل للزمرة الخائنة التي لم تحفظ وصية رسول الله (ص) في عترته وأهل بيته فأبادتهم وقطعت أوصالهم ، وسبت ذراريهم وانتهكت حرمتهم.

١٢ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « يحشر أبي ابراهيم وعلي وينادي مناد يا محمد نعم الأب أبوك ، ونعم الأخ أخوك .. » (٢١)

إلا بوركت تلك الابوة الزاكية لإبراهيم خليل الرحمن ، وتلك الاخوة الصادقة للإمام أمير المؤمنين الى الرسول الاعظم (ص) وينادي بهما يوم حشر الناس على صعيد الحق والعدل لاظهار فضلهما وسمو مكانتهما عند الله.

١٣ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) لعلي : « لولاك ما عرف المؤمنون بعدي .. » (٢٢)

لقد كان الامام أمير المؤمنين (ع) هو المقياس للأيمان ، والمقياس للحق والعدل فما آمن به إلا كل من آمن بربه ووطنه وأمته ، وما جحده إلا كل من تنكر للعدل ، وتنكر لصالح أمته ، واعرض عن ذكر الله واتخذ آياته هزوا.

__________________

(٢٠) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ( ص ٤٠ ).

(٢١) كفاية الطالب ( ص ١٨٥ ) مناقب علي بن أبي طالب ( ص ٤٢ ).

(٢٢) مناقب علي بن أبي طالب ( ص ٤٤ ).

١٤٦

١٤ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « تحشر ابنتي فاطمة ، ومعها ثياب مصبوغة فتعلق بقائمة العرش ، وتقول : يا جبار احكم بيني ، وبين قاتل ولدي ـ يعني الحسين ـ فيحكم لابنتي ورب الكعبة .. » (٢٣)

لقد أذاع النبي (ص) بين المسلمين في كثير من مواقفه عن مقتل سبطه العظيم الامام الحسين (ع) واعلن ـ في هذا الحديث ـ ان بضعته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) سترفع يوم القيامة قميص ولدها الملطخ بدمائه الزكية وتطالب الحاكم العدل أن يحكم بينها وبين قاتله ، فالويل كل الويل لمن كانت العترة الطاهرة خصما له في ذلك اليوم الذي يخسر فيه المبطلون.

١٥ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « ان الله جعل ذرية محمد (ص) من صلب علي .. » (٢٤)

إلا بوركت تلك الذرية الطاهرة التي اعز الله بها كلمة الحق ، واضاء بها الطريق ، وأوضح بها القصد ، وجعلها الأدلاء على طاعته والقادة الى سبيله.

١٦ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « من اسبغ وضوءه ، واحسن صلاته ، وادى زكاة ماله ، وكف غضبه ، وسجن لسانه ، وبذل معروفه واستغفر لذنبه ، وأدى النصيحة لأهل بيتي فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنة له مفتحة .. » (٢٥)

ان هذه الاعمال مما تقرب العبد الى خالقه ، ويصل بها الانسان الى حقيقة الايمان ، ويستوجب بها الجنان.

__________________

(٢٣) مناقب علي بن أبي طالب ( ص ٦٤ ) مقتل الخوارزمي ( ص ٥٢ ).

(٢٤) ينابيع المودة ( ص ٢٦٦ ) مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٢.

(٢٥) مناقب علي بن أبي طالب ( ص ٤٠ ).

١٤٧

١٧ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فأغفروها .. » (٢٦)

ان صدور الحكمة من السفيه لغريب ، ولو صدرت منه للزم الأخذ بها ولا يعنى بقائلها ، كما أن صدور السفه من الحكيم لغريب باعتبار كماله وحكمته فاذا نطق بذلك فينبغي أن لا يؤاخذ عليه.

١٨ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « نعمتان مكفورتان الأمن والعافية .. » (٢٧)

لقد كفر الناس بهاتين النعمتين اللتين لا تطيب الحياة من دونهما ، وإنهم لم يؤدوا لله شكرا عليهما.

١٩ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « صنفان من امتي اذا صلحا صلحت أمتي ، وإذا فسدا فسدت أمتي ، قيل يا رسول الله ومن هما؟ قال : الفقهاء والامراء .. » (٢٨)

ان الاصلاح الاجتماعي يتوقف على صلاح هذين الصنفين فاذا صلحا فقد سعدت الأمة ، وحققت ما تصبو إليه ، واذا شذا عن سنن الحق وانحرفا عن العدل أصيبت الامة بتدهور سريع في جميع مجالاتها.

٢٠ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « إن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ، ولا يجدها عاق ، ولا ديوث ، قيل يا رسول الله وما الديوث؟ قال : الذي تزني امرأته وهو يعلم .. » (٢٩)

__________________

(٢٦) الخصال ( ص ٣٤ ).

(٢٧) الخصال ( ص ٣٥ ).

(٢٨) الخصال ( ص ٣٦ ).

(٢٩) الخصال ( ص ٣٧ ).

١٤٨

ان العاق لأبويه ، والديوث الذي لا شرف له لا يستحقان أن ينعما بالفردوس الأعلى الذي هو مقر الأنبياء والصالحين ، بل لا يليق بهما إلا أن يكونا مقرنين بالاصفاد في النار.

٢١ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « لا خير في العيش إلا لرجلين : عالم مطاع أو مستمع واع ... » (٣٠)

ان الخير في هذه الحياة انما هو للعالم الذي يطاع فيما يأمر به من القيم الكريمة والمثل الرفيعة ، فاذا تم له ذلك فقد نجح في اداء رسالته وحقق ما يصبو إليه ، وكذلك الخير في الحياة إنما هو للمستمع الواعي الذي يعي الاهداف النبيلة في رسالة المصلحين ويعمل بها.

٢٢ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « من واسى الفقير ، وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا .. » (٣١)

إن مواساة الفقراء ماديا ومعنويا دليل على قوة الايمان وتكامله ، كما ان انصاف الناس آية على سمو الشخص وتجرده من الانانية وسائر الامراض النفسية ، وهذا هو واقع الايمان وجوهر الاسلام.

٢٣ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « يلزم الوالدين من العقوق لولدهما اذا كان الولد صالحا ما يلزم الولد لهما .. » (٣٢)

ان العقوق لا يقتصر على الولد تجاه أبويه ، وإنما يشملهما فيما اذا اساءا إليه على غير وجه مشروع فانهما يتحملان اثم ما اقترفاه تجاهه.

٢٤ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « ما انفق مؤمن نفقة

__________________

(٣٠) الخصال ( ص ٤١ ).

(٣١) الخصال ( ص ٤٧ ).

(٣٢) الخصال ( ص ٥٨ ).

١٤٩

هي أحب الى الله عز وجل من قول الحق في الرضا والغضب .. » (٣٣)

ما أروع هذه الحكمة انها دستور الاسلام الذي يؤثر الحق والعدل بين الناس على كل شيء.

٢٥ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام الغلاة والقدرية .. » (٣٤)

أما الغلاة فهم الذين يزعمون أن الامام أمير المؤمنين (ع) هو الله تعالى أو انه ابن الله فهؤلاء ليسوا من فرق الاسلام ـ عند الشيعة ـ وإنما هم من الكفار ويعاملون معاملتهم ، قال السيد الحميري في هجائهم :

قوم غلوا في علي لا أبا لهم

وأجشموا أنفسا في حبه تعبا

قالوا : هو ابن الاله جل خالقنا

من أن يكون له ابن أو يكون أبا (٣٥)

أما القدرية : فهم القائلون : بأن الخير والشر كله من الله وبتقديره ومشيئته (٣٦) وهؤلاء ليس لهم نصيب من الاسلام.

٢٦ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله عز وجل ( يوم القيامة ) يوم لا ظل إلا ظله : رجل اعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها ، ورجل لم يقدم رجلا ، ولم يؤخر أخرى حتى يعلم ان ذلك لله فيه رضى

__________________

(٣٣) الخصال ( ص ٦٠ ).

(٣٤) الخصال ( ص ٧١ ).

(٣٥) العقد الفريد ٥ / ٢٢٧.

(٣٦) سفينة البحار ٢ / ٤٠٩ ، وذكر الشيخ ابو زهرة في المذاهب الاسلامية ( ص ١٨٥ ) ان القدرية هم الذين غالوا في قدرة الانسان ، وقالوا : ان كل فعل للانسان يستند الى ارادته المستقلة عن إرادة الله.

١٥٠

أو سخط ، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب من نفسه ، فانه لا ينفي منها عيبا إلا بدأ له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس .. » (٣٧)

وفي هذا الحديث دعوة الى مكارم الاخلاق ، وحسن السلوك مع الناس ، والتحذير من ذكر مساوئ الناس.

٢٧ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « ثلاث يحسن فيهن الكذب : المكيدة في الحرب ، وعدتك زوجتك ، والاصلاح بين الناس ، وثلاث يقبح فيهن الصدق النميمة ، واخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه ، وتكذيبك الرجل عن الخير ، وثلاثة مجالستهم تميت القلب مجالسة الانذال ، والحديث مع النساء ، ومجالسة الاغنياء .. » (٣٨)

وسوغ النبي (ص) الكذب في تلك المواضع نظرا للمصالح التي تترتب عليها ، وقد قال العلماء : ان الكذب ليس علة تامة للقبح ، وانما هو مقتض له فاذا وجد ما يرفع قبحه من المصالح جاز للمكلف فعله ، وكذلك يقبح الصدق في تلك المواضع نظرا للمفاسد التي تترتب عليه.

٢٨ ـ قال (ع) : قال رسول الله : « كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين : عين بكت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله .. » (٣٩)

٢٩ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « إن أسرع الخير ثوابا

__________________

(٣٧) الخصال ( ص ٧٨ ).

(٣٨) الخصال ( ص ٨٤ ).

(٣٩) الخصال ( ص ٩٤ ).

١٥١

البر وان أسرع الشر عقابا البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس الى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه .. » (٤٠)

وفي هذا الحديث الحث على فعل الخير ، والتحذير من الشر والبغي على الناس ، والتنديد بمن ينظر الى عيوب الناس ، ولا ينظر الى ما فيه من نقص.

٣٠ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « لا سهر إلا في ثلاث : متهجد بالقرآن أو في طلب العلم ، أو عروس تهدى الى زوجها .. » (٤١)

٣١ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ، ولا من الله عز وجل ، قيل : يا رسول الله وما هن قال : حلم يرد به جهل الجاهل وحسن خلق يعيش به في الناس ، وورع يحجزه عن معاصى الله عز وجل .. » (٤٢). ويدعو هذا الحديث الى تكوين شخصية المسلم ، على أسس رفيعة من الحلم وحسن الاخلاق ، والورع عن محارم الله.

٣٢ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « ثلاثة يشفعون الى الله عز وجل فيشفعون : الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء .. » (٤٣)

٣٣ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « الايمان معرفة بالقلب ، واقرار باللسان ، وعمل بالاركان » (٤٤).

__________________

(٤٠) الخصال ( ص ١٠٦ ).

(٤١) الخصال ( ص ١٠٨ ).

(٤٢) الخصال ( ص ١٣٨ ).

(٤٣) الخصال ( ص ١٤٧ ).

(٤٤) الخصال ( ص ١٦٤ ).

١٥٢

ليس الايمان لفظا تلوكه الألسن ، وانما هو امر مستقر في اعماق القلب ، ودخائل النفس ، ويدفع الانسان الى العمل عن يقين واخلاص

٣٤ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : لابي ذر « يا ابا ذر إياك والسؤال فانه ذل حاضر وفقر تتعجله ، وفيه حساب طويل يوم القيامة يا أبا ذر تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك ، يا أبا ذر لا تسأل بكفك ، وان أتاك شيء فاقبله ... ثم قال (ص) لاصحابه « الا اخبركم بشراركم؟ » « بلى يا رسول الله .. »

« المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الاحبة الباغون للبرآء العيب » (٤٥) لقد اوصى النبيّ (ص) أبا ذر بالعفة والإباء ، واستشف (ص) من وراء الغيب عما يعانيه هذا المصلح العظيم من التنكيل والارهاق في سبيل اداء رسالته الاصلاحية الخالدة ، فقد اعلن ابو ذر سخطه على الامويين الذين تنكروا لحقوق الامة واستبدوا بثرواتها فاتخذوا مال الله دولا ، وعباد الله خولا فكان ابو ذر اللسان الناطق بحقوق المظلومين والمضطهدين والمترجم لآلامهم ، وقد ضاق الامويون منه ذرعا فنفوه الى الربذة وفرضت عليه الاقامة الجبرية في تلك البقعة الجرداء التي انعدمت فيها جميع وسائل الحياة ، وتوفى هذا الثائر العظيم جائعا منفيا عن وطن الله ووطن رسوله ، لقد توفى أبو ذر جائعا وفي أيدي الامويين ذهب الارض وثروات الأمة ، ينفقونها على شهواتهم وملاذهم.

لقد مات أبو ذر من اجل أن يحقق العدالة الاجتماعية ، ويحقق

__________________

(٤٥) الخصال ( ص ١٦٧ ).

١٥٣

الفرص المتكافئة بين الناس ، وينفي عنهم شبح الفقر وكابوس الظلم ، ويعيد فيهم حكم القرآن وعدالة الاسلام.

٣٥ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) لعلي : « يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة : إمام عادل ، ووالد لولده ، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب ، والمظلوم يقول له الله عز وجل وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين ... » (٤٦)

٣٦ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) لعلي : « يا علي ان الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني فيها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين .. » (٤٧)

لقد اختار الله تعالى نبيه العظيم وأوصيائه الأئمة الطاهرين من بين خلقه فجعلهم خزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وأركانا لتوحيده ، ومنارا في بلاده وأدلاء ، على مرضاته وطاعته ، فصلوات الله عليهم.

٣٧ ـ قال (ع) : قال رسول الله (ص) : « اربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله واني رسول الله ومن اذا اصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ومن اذا اصاب خيرا قال : الحمد لله رب العالمين ، ومن اذا أصاب خطيئة قال : استغفر الله وأتوب إليه .. » (٤٨)

__________________

(٤٦) الخصال ( ص ١٨٠ ).

(٤٧) الخصال ( ص ١٨٨ ).

(٤٨) الخصال ( ص ٢٠٣ ).

١٥٤

٣٨ ـ روى (ع) بسنده عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « أربع من كن فيه نشر الله عليه كنفه ، وادخله الجنة في رحمته : حسن خلق يعيش به في الناس ، ورفق بالمكروب ، وشفقة على الوالدين ، واحسان الى المملوك .. » (٤٩)

وفي هذا الحديث دعوة الى مكارم الاخلاق ، وحسن السلوك بين الناس والرفق والرحمة بالمعذبين والمنكوبين.

٣٩ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « اربع يمتن القلب : الذنب على الذنب ، وكثرة مناقشة النساء ـ يعني محادثتهن ـ ومماراة الاحمق ، تقول : ويقول : ولا يرجع الى خير أبدا ، ومجالسة الموتى ، فقيل له : يا رسول الله وما الموتى؟ قال : كل مترف .. » (٥٠)

وحذر النبي (ص) عن هذه الامور لأنها تميت الضمير ، ويقسو بها القلب وقد حرص الاسلام كل الحرص على ضمير الانسان فأراده أن يكون واعيا متفتحا متنورا رحيما.

٤٠ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : في وصيته الى الامام أمير المؤمنين (ع) : « يا علي بادر باربع : بشبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك .. » (٥١)

ودعا النبي (ص) الى المبادرة لفعل الخير ، واغتنام الفرص للعمل الى ما يقرب العبد الى خالقه ، قبل أن يفوت الأوان ، فيخسر الانسان ما

__________________

(٤٩) الخصال ( ص ٢٠٥ ).

(٥٠) الخصال ( ص ٢٠٨ ).

(٥١) الخصال ( ص ٢١٧ ).

١٥٥

اعده الله له من النعم في دار الآخرة.

٤١ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) انه قال : « من علامات الشقاء جمود العين ، وقسوة القلب ، وشدة الحرص في طلب الرزق ، والاصرار على الذنب .. » (٥٢)

وحذر النبي (ص) من هذه الأمور التي تبعد الانسان عن ربه ، وتلقيه في شر عظيم.

٤٢ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال على منبره : « ألا ان خير الاسماء عبد الله ، وعبد الرحمن ، وحارثة ، وهمام وشر الاسماء ضرار ، ومرة وحرب وظالم .. » (٥٣)

واحب النبي (ص) للمسلمين أن يسموا ابناءهم بتلك الاسماء الكريمة وكره لهم ان يسموهم بتلك الاسماء الكريهة التي تحمل طابع الشر والسوء.

٤٣ ـ روى (ص) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه ، وعن حبنا أهل البيت .. » (٥٤)

ان الله تعالى ليسأل هذا الانسان في يوم حشره عن كل شأن من شئون حياته في الدنيا فيسأله عن عمره هل انفقه في طاعته ورضاه ليجزل له الثواب أو انه صرفه في اقتراف الأثم وظلم العباد ليعاقبه عليه ، وكذلك يسأله بصورة خاصة عن شبابه فيما ابلاه كما يحاسبه على امواله هل

__________________

(٥٢) الخصال ( ص ٢٢١ ).

(٥٣) الخصال ( ص ٢٢٨ ).

(٥٤) الخصال ( ص ٢٣١ ).

١٥٦

اكتسبها بصورة مشروعة حتى لا يؤاخذ عليها أو أنه اكتسبها من الحرام ليعاقب عليها ، وكذلك يسأله عن الولاء لأهل البيت (ع) الذين هم مصدر النور والخير في الارض فان كان متمسكا بولائهم فقد فاز ونجا وإن كان منحرفا عنهم فقد ظل وغوى.

٤٤ ـ روى (ع) عن آبائه أن رسول الله (ص) خطب الناس في آخر جمعة من شهر شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

« أيها الناس انه قد اظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر ، وهو شهر رمضان ، فرض الله صيامه ، وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور ، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن ادى فيه سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، وإن الصبر ثوابه الجنة ، وهو شهر المواساة ، وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمن ، ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى.

فقيل له : يا رسول الله ليس كلنا يقدر أن يفطر صائما؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم لمن لا يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما ، أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على اكثر من ذلك ، ومن خفف فيه عن مملوكه خفف عنه حسابه وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة ، وآخره اجابة والعتق من النار ، ولا غنى لكم فيه عن اربع خصال : خصلتين ترضون الله بهما ، وخصلتين لا غنى بكم عنهما ، اما اللتان ترضون الله بهما فشهادة أن لا إله إلا الله واني رسول الله ، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة ،

١٥٧

وتسألون الله فيه العافية ، وتتعوذن به من النار .. » (٥٥)

ان لشهر رمضان قداسة وحرمة عند الله ففضله على سائر الشهور ودعا فيه الرسول الى الطاعة والبر والاحسان على الفقراء ، وخصه بكثير من المميزات على بقية الشهور.

٤٥ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال في وصيته للإمام أمير المؤمنين : « يا علي أربعة يذهبن ضياعا الأكل بعد الشبع ، والسراج في القمر ، والزرع في السبخة ، والصنعة عند غير أهلها .. » (٥٦)

٤٦ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « خمس لا ادعهن حتى الممات الأكل على الحضيض (٥٧) مع العبيد ، وركوبي الحمار مؤكفا (٥٨) وحلب العنز بيدي ، ولبس الصوف ، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي .. » (٥٩)

وهذه الأمور من معالي اخلاقه (ص) التي ساد بها على سائر النبيين وجلب بها الناس الى حظيرة الايمان والاسلام.

٤٧ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) أنه قال : « من باع واشترى فليجتنب خمس خصال وإلا فلا يبيعن ولا يشتري : الربا ، والحلف ، وكتمان العيب ، والمدح اذا باع ، والذم اذا اشترى .. » (٦٠)

__________________

(٥٥) الخصال ( ص ٢٣٦ ).

(٥٦) الخصال ( ص ٢٤٠ ).

(٥٧) الحضيض : القرار من الارض عند اسفل الجبل.

(٥٨) المؤكف : وضع البرذعة أو غيرها على الحمار.

(٥٩) الخصال (٢٤٧).

(٦٠) الخصال ( ص ٢٦٠ ).

١٥٨

وعلى ضوء هذا النص افتى الفقهاء في كتاب البيع بما يلي :

١ ـ ان يتفقه البائع والمشتري في شئون المعاملات ليتجتنبا المعاملات الربوية التي هي من اعظم المحرمات في الاسلام.

٢ ـ ان يتجنبا اليمين في المعاملة فانهما اذا كانا صادقين فيكره لهما ذلك ، واما اذا كانا كاذبين فانهما يقترفان الأثم والحرام.

٣ ـ أن لا يكتما العيب سواء أكان ذلك في الثمن أم في المثمن ، واذا حصل الكتمان وظهر أمره فللمغرور خيار الفسخ ونقض المعاملة.

٤ ـ ان يجتنب البائع مدح سلعته.

٥ ـ ان لا يذم المشتري ما اشتراه إذا كان سليما.

٤٨ ـ روى (ص) عن آبائه ان رجلا جاء الى رسول الله (ص) فقال له :

ـ يا رسول الله ما العلم؟

ـ الانصات.

ـ ثم مه؟

ـ الاستماع له.

ـ ثم مه؟

ـ الحفظ له.

ـ ثم مه؟

ـ العمل به.

ـ ثم مه؟

ـ نشره (٦١)

__________________

(٦١) الخصال (٢٦٢).

١٥٩

٤٩ ـ روى (ع) عن آبائه أن رسول الله (ص) قال لأصحابه : « استحيوا من الله حق الحياء ، قالوا : وما نفعل يا رسول الله؟ قال :فان كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا واجلا بين عينيه ، وليحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وليذكر القبر والبلى ، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا .. » (٦٢)

ان الحياء إنما يتحقق من الانسان فيما إذا خاف ربه وحفظ لسانه من قول الباطل ، وبصره من النظر الى ما لا يحل له ، وذكر القبر ، وما يجري عليه من الأهوال فيه فان صنع ذلك فهو المستحي من الله.

٥٠ ـ قال (ع) : سئل رسول الله (ص) عن خيار العباد؟ فقال : « الذين اذا احسنوا استبشروا ، واذا اساؤوا استغفروا ، واذا اعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا .. » (٦٣)

٥١ ـ روى (ع) عن آبائه أن النبي (ص) قال في وصيته لعلي : « يا علي في الزنا ست خصال : ثلاث منها في الدنيا ، وثلاث في الآخرة فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ، ويعجل الفناء ، ويقطع الرزق ، واما التي في الآخرة فسوء الحساب ، وسخط الرحمن ، والخلود في النار .. » (٦٤)

ان الزنا آفة اجتماعية ، وكارثة مدمرة للأخلاق ، وقد شدد الاسلام فيه وتوعد من يقترفه بأنواع العذاب في الدار الآخرة.

٥٢ ـ روى (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) انه قال : « الحكرة

__________________

(٦٢) الخصال (٢٦٧).

(٦٣) الخصال (٢٨٨).

(٦٤) الخصال ( ص ٢٩٢ ).

١٦٠