السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣١
ولادة ( المحسن ) الوليد الثالث من أولاد علي الذكور على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبهذا بدت غياهب الظُلمة من الظَلَمة ، وبدأت نسائج الأفاكين تلفّ حقائق الواقع المرير عن أنظار الأمة ، لتختفي معالم الجريمة ، ويلفّها الغموض ولا أقل من الشك في مأساة ولادة المحسن السبط ، هل هو مولود أم سقط ؟
وهذه هي الغاية في تلبيس إبليس من أصحاب التدليس ، لغرض التشويه والتمويه ، فوضعوا حديث الإكتناء بأبي حرب ، ولو لم يحصل لهم إلا الطعن في شخصية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام طعناً لا هوادة فيه ، إذ طعنوه في دينه ، وطعنوه في سلوكه ، وطعنوه في فهمه وعلمه ، كل ذلك ما يوحي به حديثهم المزعوم ، والذي رواه الخصوم ، وتسرب إلى غيرهم ممّن أحسن ظناً بهم ، دون الالتفات إلى ما يقتضيه لو التفت إليه.
ولا أود أن أستبق النتائج السيّئة لهذا التعتيم المتعمد ، بل علينا أن نقرأ عن ( المحسن ) شيئاً نستجلي به حقائق الأمور ، وأقولها بكل صراحة ومرارة ، إنّ هذا الوليد لئن ظلم عن عمد من أعداء أبيه وأمه ، فقد ظلم عن غير عمد من شيعة أبيه وأمه أيضاً ، حيث نجد مصادرهم المعنية بذكره تمر على ذكره مروراً عابراً ، ولم يخص ـ ولو بشيء يسير ـ كما خص أخواه الحسن والحسين عليهماالسلام.
ولا أعني بتآليف خاصة ، لأنّه لم ير نور الحياة الدنيا حتى يكون له دور فيها ، بل أسقط جنيناً ولما تكتمل مدة حمله.
ولهذا فإنّي ليس عندي من جديد عنه سوى ما أسجله مما وصلت إليه يدي من مختلف المصادر السنيّة حول موته ، عسى أن أكون قد أديت بعض حقه في نصرته مظلوماً ضاع حقه في الحياة كما ضاع قبره بعد الممات ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
جاء في معجم الطبراني الكبير (١) ما رواه عبد الله بن عمر قال : بينما أنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم في ظل بالمدينة وهو يطلب علياً رضياللهعنه ، إذ انتهينا إلى حائط ، فنظرنا فيه ، فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد اغبرّ فقال : ( لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب ) فلقد رأيت علياً تغيّر وجهه واشتد ذلك عليه فقال : ( ألا أرضيك يا علي ؟ ) قال : بلى يا رسول الله قال : ( أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي ، فمن أحبّك في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان ، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام ).
أقول : لقد علّق السلفي محقق الكتاب فقال : قال في المجمع ( ٩ / ١٢١ ) وفيه من لم أعرفه ، قلت : ـ والقائل هو السلفي ـ يقصد عبد الله بن محمد الطهوي ، ومع هذا فيه ليث بن أبي سليم وعرفت حاله ، ومحمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي وهو ضعيف.
أقول : إنّ الخدش في اسناد هذا الحديث بضعف وجهالة بعض رجاله تهرباً مما جاء في آخر متنه مما ينطبق على السلفي وأضرابه ، مع أنّهم يقولون كما قال إمامهم وشيخ حديثهم الإمام أحمد بن حنبل : فهذه الرواية ذكرت ما يجري قبل وقوعه ، وقائلها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ) (٢).
وقد صدّق الخبرُ الخَبر ، وجاءت الأخبار بحدوث ما جرى يوم الاسقاط ، وليس هو عند من رواه كان كشهاب برز فجأة من المجهول ، وتوهج ساعته في
_____________________
١ ـ المعجم الكبير للطبراني ١٢ : ٣٢١.
٢ ـ النجم : ٣ ـ ٥.
الظلام على غير انتظار وانتظام ، ثم ذاب وانتهى الأمر وضاع في غياهب الكون الفسيح ، لا ليس كذلك ، ولا ينبغي أن يتخيل بأنّه حدث بافتعال ، نتيجة تشنّج وانفعال ، لا وليس كذلك.
( فلا شيء في التاريخ يحدث على هذا النحو ، لأنّ التاريخ سياق متصل ، وإذا ظهرت أمامنا في سياقه فجوات ، فهذه الفجوات في الحقيقة حلقات ناقصة في علمنا بما جرى ويجري ) (١).
والآن إلى الباب الثاني فيما يخص المحسن السبط عليهالسلام.
_____________________
١ ـ محمد حسنين هيكل / حديث المبادرة : ٤٥.
تمهيد :
والبحث فيه عن المحسن السبط هل مولود أم سقط ؟ وذلك من خلال ثلاثة فصول نستعرض فيها ما قاله المؤرخون والنسابون من أهل السنة خاصة.
الفصل الأول : فيمن ذكر المحسن السبط ولم يذكر شيئاً عن ولادته ولا عن سقوطه.
الفصل الثاني : فيمن ذكر المحسن السبط وانّه مات صغيراً.
الفصل الثالث : فيمن ذكر المحسن السبط وأنّه سقطٌ.
وفي خلال هذا الفصل قد نمرّ ببعض المصادر الشيعية ، لأنّها تسلّط الضوء على ما أبهم ذكره ، واستبهم ـ عن عمد ـ أمره.
ولا بد لنا من المرور بالمصادر التاريخية التي ذكرت المحسن كحقيقة ثابتة ، لها وجود خارجي وليس وجوداً ذهنياً أو خيالاً وهمياً.
وليكن البحث في المصادر السنية المعتبرة لدى الباحثين ، لنرى من هم من أصحابها الذين ذكروا المحسن ، سواء ذكروه مولوداً ، أم قالوا عنه مات صغيراً ، أم قالوا عنه مات سقطاً (١).
_____________________
١
ـ وتمادى الغي ببعضهم فقالوا : إنّ محسناً ولدته فاطمة في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم سقطاً ، وقد أشار
اليهم الحافظ ابن شهرآشوب السروي في مقدمة كتابه مناقب آل أبي طالب ١ : ٥. بقوله :
وجماعة من السفساف ـ الرديّ ـ حملهم العناد على أن قالوا : كان أبو بكر أشجع من علي ، وأن
مرحباً قتله محمد بن مسلمة ، وأن ذا الثدية قتل بمصر ، وأن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميراً على
علي ، وربما =
ومن المجازفات الخطيرة إنكار وجوده بعد أن نجد ما يناهز المائة مصدر من المصادر تذكره ، ولا يختص الشيعة بذكره ، والإنكار ليس يغني المنكر شيئاً ، ولئن قال عمر أبو النصر : ( واختلف المؤرّخون في وجوده كما قدمنا ، وإن كان اليعقوبي والمسعودي وغيرهما يؤكدون وجوده ) (١) ، وقال أيضاً نحو ذلك وذكر المسعودي ، وأبا الفداء (٢) ، فإنّا سنذكر المصادر التي نيّفت على المائة وليس بينها المسعودي واليعقوبي ، لئلّا يقال أنّهما من الشيعة.
ثم من الطبيعي أن نقرأ أولاً كتب الأنساب ؛ لأنّها تعد من المصادر التاريخية التي يرجع إليها في مثل المقام ، ولأنّها تعنى بذكر الأعقاب ، غير أنّا نرى بعضها أهملت ذكر المحسن ، فلا نقف عندها طويلاً في الحساب ، فلعلّ بعضها إنّما لم تذكره سداً لباب السؤال والجواب ، فمتى ولد وكم عاش ؟ وكيف انتهى أمره ؟ وفي الجواب على ذلك يعني كشف ما لا يريدون البوح به ، إما تقية ، أو ستراً على بعض الرموز.
ومهما كان السبب فلنا
في المصادر التي ذكرته كفاية ، وأصحابها كلّهم من أعلام المؤرخين والنسابين ، وهم من أهل السنة ، وإنّما اخترناهم من بين سائر الفرق ؛ لأنّهم أحرى بالقبول عند الخصم المنكر للمحسن ، وأبعد عن تطرق الريب فيما يروون مما فيه إدانة السلف ، وألزم للمعاند من الخلف ، على أنّ
_____________________
= قالوا : قرأها أنس بن مالك ، وأنّ محسناً ولدته فاطمة في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم سقطاً ، وأن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنونني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، وان صدقة النبي كانت بيد علي والعباس فمنعها علي عبّاساً فغلبه عليها ، ومن ركب الباطل زلت قدمه وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين ، انتهى.
ولعل مراد الحافظ بما أراد جعل موت المحسن سقطاً في أيام النبي صلىاللهعليهوسلم ما سيأتي تعقيباً على الفصل الأول.
١ ـ فاطمة بنت رسول الله محمد صلىاللهعليهوسلم : ٤٤.
٢ ـ المصدر نفسه : ٩٣ ، في الهامش.
المصادر الشيعية هي أوثق نقلاً في المقام ، وأقوى حجة عند الخصام ، ولكن لا تقطع ألسنة المعاندين من السلفيين ، لذلك لا نذكر منها إلا ما ألقى ضوءاً على ما رواه الغير وفيه تعتيم وإبهام ، والآن إلى معرفة تلك المصادر ، والبحث في ثلاثة فصول :
الفصل الأول : فيمن ذكرت المحسن فقط ، وطوت ذكر شيء عن موته.
الفصل الثاني : فيمن ذكرته ، وفيها أنّه مات صغيراً.
الفصل الثالث : فيمن ذكرته وقال أصحابها : مات سقطاً.
وهؤلاء أقوى جناناً وأفصح بياناً ، ومع ذلك فلا يخلو بعضهم من تأثير الرواسب الموروثة عليه ، كما سنقرأ ماذا قال أصحاب المصادر في الغابر والحاضر ، وحسبنا في المقام أن نسوق للقارئ شاهداً على ذلك ما قاله بعض الكتاب المصريين ممّن زعم له نسباً كما جاء لقبا ، وهو علي جلال الحسيني ، فقد قال في كتابه ( الحسين عليهالسلام ) (١) :
قال محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول : إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاد علي عليهالسلام ، فمنهم من أكثر فعدّ السقط ، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب به ، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك ... .
( ثم ذكر الأولاد نقلاً عن صفوة الصفوة وغيره من تآليف الأئمة المعتبرين ... ).
ثم قال : وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك ، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين كان سقطاً ، وروى نور الدين علي بن محمد بن الصباغ في الفصول المهمة مثل ذلك وقال : وذكروا أنّ فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين ، ذكرته الشيعة وأنّه كان سقطاً.
_____________________
١ ـ مقتل الحسين وما يتعلق به ونساؤه وأولاده : ١١٥ ـ ١١٧ ، في كلامه في ( أخوة الحسين ).
ثم قال علي جلال في الكتاب الثاني ( محسّن ) : قال الزرقاني في شرح المواهب ، والصبان في إسعاف الراغبين : مُحَسِّنْ ـ بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين مشددة ـ وقد روينا في أوّل هذا الكتاب انّه لما وُلد سماه جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم محسّناً وهو الصحيح ، وقال بعضهم : إنّه كان سقطاً ، قال الصبان في اسعاف الراغبين (١) : محسن أدرج سقطاً.
وقال أحمد بن محمد القسطلاني في المواهب اللدنية (٢) : مات محسّن صغيراً ، وكذلك قال ابن الأثير في اُسد الغابة (٣) : توفى المحسّن صغيراً ، أخرجه أبو موسى.
وقال السيد محمود الآلوسي في شرح القصيدة العينية (٤) عند ذكر أولاد فاطمة رضياللهعنها : ومن الناس من يذكر من أولادها الذكور محسّناً ، وقد مات صغير جداً ، وزعم الشيعة أنّه كان سقطاً لقصة يكذبونها مما لا أصل له.
وقال المفيد في الارشاد (٥) : وفي الشيعة من ذكر أنّ فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكراً ، كان سماه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو حمل محسناً.
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (٦) : من الأمور الشنيعة المستهجنة التي ذكرها الشيعة أنّ عمر أضغط فاطمة عليهاالسلام بين الباب والجدار ، فصاحت يا أبتاه يا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وألقت جنينها ميتاً.
ثم قال علي جلال الحسيني المصري تعقيباً على جميع ما مرّ :
_____________________
١ ـ اسعاف الراغبين : ٦٣.
٢ ـ المواهب اللدنية ١ : ٢٥٨.
٣ ـ اُسد الغابة ٤ : ٣٠٨.
٤ ـ شرح القصيدة العينية : ٧١.
٥ ـ الارشاد للمفيد ١ : ١٩٠.
٦ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ : ١٣٥.
ورأيي أنّ هذه القصة لا أصل لها ، لأنّ عمر كما كان شديداً في دينه ، صلباً في حق الله ، كان رحيماً بالضعيف ، رؤوفاً بالمسلمين ، بريئاً من ارتكاب مثل هذه الجناية ، ولو كان لها أصل لصدقها جميع الشيعة.
هذا ما ساقه علي جلال وما قاله ، وما أظن أنّه خفي على القارئ تأثير الرواسب الموروثة فيما حكاه عن غيره وما قاله من نفسه ، ومهما يكن فلنقرأ الآن ما في الفصول الثلاثة ، ولننظر هل أنّ المحسن السبط مولود أم سقط ؟
* * *
الفَصْلُ الأَوَّلُ
فيمن ذكر المحسن من أولاد أمير المؤمنين وفاطمة عليهماالسلام
وبدءاً فليعلم القارئ أنّ من هؤلاء من يأتي ذكره مكرراً في الفصل الثاني أيضاً ، وربما في الفصل الثالث أيضاً ؛ لأنّه يدخل في عنواني الفصلين فتنبه.
١ ـ محمد بن إسحاق ( ت ١٥١ هـ ) في كتاب السير والمغازي (١) ، وذكر حديث الاكتناء بأبي حرب وفيه ذكر المحسن ، وقد مرّ في الباب الأول.
٢ ـ محمد بن سعد ( ت ٢٣١ هـ ) في الطبقات ، وقد مرّ ذكر حديثه في الباب الأول من هذه الرسالة ( صحة السلب عن حديث اكتناء الإمام بأبي حرب ) برقم ( ٢ ) في سلّم المصادر فراجع.
٣ ـ أحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ هـ ) في المسند ، وقد مرّ حديثه في الباب الأوّل كسابقه ، فراجع رقم ( ٣ ).
٤ ـ محمد بن إسماعيل البخاري ( ت ٢٥٦ هـ ) في الأدب المفرد ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم ( ٥ ) فراجع.
_____________________
١ ـ السير والمغازي : ٢٤٧.
٥ ـ ابن قتيبة ( ت ٢٧٦ هـ ) في كتاب المعارف (١) فقال : فولد علي الحسن والحسين ومحسناً ، وسيأتي ذكره في الفصل الثاني وقوله : فهلك وهو صغير ، كما سيأتي في الفصل الثالث حكاية قوله في كتاب المعارف : انّ المحسن فسد من زحم قنفذ ، وسيأتي تحقيق وافٍ عن كتابيه ( الإمامة والسياسة ) و ( المعارف ) في الملاحق آخر الرسالة.
٦ ـ البلاذري ( ت ٢٧٩ هـ ) ذكره في أنساب الأشراف ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم ( ٦ ) في سلّم المصادر ، ويأتي ذكره في الفصل الثاني أيضاً.
٧ ـ ابن حبان البستي ( ت ٣٥٤ هـ ) ذكره في كتابه الثقات (٢) ، وفي السيرة النبوية ، وأخبار الخلفاء (٣).
٨ ـ الطبراني ( ت٣٦٠ هـ ) ذكره في المعجم الكبير ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم ( ٧ ) في سلم المصادر.
٩ ـ ابن خالويه اللغوي ( ت ٣٧٠ هـ ) حكى عنه ابن منظور في لسان العرب تفسيره للأسماء الثلاثة شبر وشبير ومشبر ، كما سيأتي ذلك.
١٠ ـ الدارقطني ( ت ٣٨٥ هـ ) ذكره في كتابه الافراد ، كما حكاه عنه السيوطي في الجامع الكبير ، وتبعه المتقي الهندي في كنز العمّال (٤).
١١ ـ الحاكم النيسابوري ( ت ٤٠٥ هـ ) ذكره في المستدرك على الصحيحين ، ومرّ حديثه في الباب الأول برقم ( ٨ ) فراجع.
١٢ ـ محمد بن سلامة القضاعي ( ت ٤٥٤ هـ ) الأنباء بأبناء الأنبياء (٥).
_____________________
١ ـ المعارف : ٢١٠.
٢ ـ كتاب الثقات ٢ : ١٤٤.
٣ ـ أخبار الخلفاء : ٤٠٩ و ٥٥٣.
٤ ـ كنز العمّال ١٣ : ١٠٣.
٥ ـ الأنباء بأبناء الأنبياء : ١٣٧.
١٣ ـ البيهقي ( ت ٤٥٨ هـ ) ذكر حديثه في دلائل النبوّة (١) وفي السنن الكبرى ، وقد مرّ ذكره في الباب الأول برقم ( ٩ ) فراجع.
١٤ ـ الأمير ابن ماكولا ( ت ٤٧٥ هـ ) ذكر في الإكمال (٢) فقال : وأما مشبّر ـ بشين معجمة وباء معجمة بواحد وكسرها ـ فهو أحد أولاد هارون عليهماالسلام.
حدث أبو إسحاق عن الحارث عن علي رضياللهعنه قال : لما ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أروني ابني فماذا سميتموه ؟ فقلت : سميته حرباً ، فقال : بل هو حسن ، وقال في الحسين مثل ذلك ، وقال في محسن مثل ذلك ، ثم قال : إنّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبراً وشبيراً ومشبراً.
١٥ ـ الحافظ ابن مندة ( ت ٥١٢ هـ ) قال في كتابه المعرفة : وولدت ـ يعني فاطمة ـ لعلي الحسن ، والحسين ، والمحسن ، وأم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى.
كما حكاه عنه الخوارزمي في مقتل الحسين (٣).
١٦ ـ أخطب خوارزم ( ت ٥٦٨ هـ ) ذكر في كتابه مقتل الحسين عليهالسلام (٤) ، ما تقدم نقله عن ابن مندة ولم يعقب عليه بشئ ، فهو قد ارتضاه.
١٧ ـ ابن عساكر ( ت ٥٧١ هـ ) ذكر في ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام (٥) ما تقدم نقله فراجع حديث الباب الأول برقم ( ١٠ ).
_____________________
١ ـ دلائل النبوّة ٣ : ١٦٢.
٢ ـ الاكمال ٧ : ٢٥٤.
٣ ـ مقتل الحسين ١ : ٨٣.
٤ ـ المصدر نفسه.
٥ ـ ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من تاريخ دمشق : ١٧ ـ ١٨.
١٨ ـ ابن الأثير ( ت٦٣٠ هـ ) في اُسد الغابة (١) ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم ( ١١ ) من سلم المصادر. ذكره أيضاً في تاريخ الكامل (٢) ، وسيأتي ما عنده في الفصل الثاني.
١٩ ـ حسام الدين محلي ( ت٦٥٢ هـ ) في الحدائق الوردية (٣) قال : أولاد أمير المؤمنين عليهالسلام : الحسن والحسين صلوات الله عليهما والمحسّن درج صغيراً ... أمهم فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
٢٠ ـ النووي ( ت ٦٧٦ هـ ) في تهذيب الأسماء واللغات (٤) ، قال : ولعلي من الولد الحسن ، والحسين ، ومحسن ، وأم كلثوم الكبرى ، وزينب الكبرى ، كلّهم من فاطمة. ولكنه أسقط ذكر المحسن حين ذكر أولاد فاطمة الزهراء عليهاالسلام في ترجمتها فراجع (٥).
٢١ ـ ظهير الدين بن الكازروني ( ت ٦٩٧ هـ ) في مختصر التاريخ (٦).
٢٢ ـ الذهبي ( ت ٧٤١ هـ ) ذكره في كتابه المشتبه (٧) فقال : وبالتثقيل محسّن بن علي بن أبي طالب ، وذكره في سير أعلام النبلاء (٨).
٢٣ ـ الخطيب التبريزي ( ت ٧٤١ هـ ) في كتاب الاكمال في أسماء الرجال (٩).
_____________________
١ ـ اُسد الغابة ٢ : ١٠.
٢ ـ الكامل ٣ : ١٧٢.
٣ ـ الحدائق الوردية ١ : ٨٩.
٤ ـ تهذيب الأسماء واللغات ١ : ٣٤٩.
٥ ـ المصدر نفسه ٢ : ٣٥٣.
٦ ـ مختصر التاريخ : ٥٤.
٧ ـ المشتبه : ٥٧٦.
٨ ـ سير أعلام النبلاء ٢ : ٨٨.
٩ ـ الاكمال في أسماء الرجال : ٨٧.
٢٤ ـ ابن منظور الافريقي ( ت ٧١١ هـ ) ذكره في لسان العرب (١) فقال : قال ابن بري : لم يذكر الجوهري شبّراً وشبيراً في اسم الحسن والحسين عليهماالسلام قال : ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرحهما فقال : شبر وشبير ومشبّر هم أولاد هارون على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، معناه بالعربية حسن وحسين ومحسن ، قال : وبها سمّى علي عليهاالسلام أولاده شبراً وشبيراً ومشبراً يعني حسناً وحسيناً ومحسناً رضوان الله عليهم أجمعين.
٢٥ ـ ابن كثير ( ت ٧٧٤ هـ ) ذكره في السيرة النبوية (٢) فقال في عد أولاد فاطمة عليهاالسلام : ويقال : ومحسّناً ، وقال في مكان آخر (٣) : ويقال ومحسّن.
ولم تفارقه لهجة التمريض بالقيل في البداية والنهاية (٤) فقال : وأما فاطمة فتزوّجها ابن عمها علي بن أبي طالب في صفر سنة اثنتين ، فولدت له الحسن والحسين ويقال : محسّن. ولولا أنه جزم بذكره في مكان آخر (٥) لم أذكره أصلاً ، لكنه قال عند ذكر وفاة فاطمة عليهاالسلام : فولدت له ـ لعلي ـ حسناً وحسيناً ومحسناً وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب بعد ذلك.
٢٦ ـ نور الدين الهيثمي ( ت ٨٠٧ هـ ) ذكره في مجمع الزوائد ، وقد مرّ حديثه في الباب الأول برقم ( ١٢ ) في سلّم المصادر.
٢٧ ـ ابن الشحنة ( ت ٨١٧ هـ ) ذكره في تاريخه روضة المناظر (٦) فقال : ولد لعلي من الذكور ... فمن فاطمة الحسن والحسين ومحسن.
_____________________
١ ـ لسان العرب ٤ : ٣٩٣.
٢ ـ السيرة النبوية ٤ : ٥٨٢.
٣ ـ المصدر نفسه ٤ : ٦١١.
٤ ـ البداية والنهاية ٥ : ٣٠٩.
٥ ـ المصدر نفسه ٦ : ٣٣٢.
٦ ـ روضة المناظر ١١ : ١٣٢.
٢٨ ـ الفيروزآبادي ( ت ٨١٧ هـ ) ذكره في القاموس المحيط (١) فقال : ومشبّر كمحدّث أبناء هارون عليهمالسلام ، قيل : وبأسمائهم سمى النبي الحسن والحسين والمحسّن.
٢٩ ـ القلقشندي ( ت ٨٢١ هـ ) ذكره في مآثر الانافة (٢) فقال : وكان له ـ لعلي ـ من الولد أربعة عشر ذكراً ، منهم الحسن والحسين ومحسن من فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
٣٠ ـ ابن حجر العسقلاني ( ت ٨٢١ هـ ) ذكره في كتابه تبصير المتنبه (٣) وفي فتح الباري (٤) ، فقال : وأولاده ـ يعني الإمام ـ الحسن والحسين ومحسّن.
وسيأتي ذكره في الفصل الثاني حيث ذكره في الاصابة ، وذكر موته صغيراً.
٣١ ـ ابن طولون الدمشقي ( ت ٩٥٣ هـ ) ذكره في كتابه الأئمة الاثنا عشر (٥).
٣٢ ـ الاشخر اليماني ( القرن العاشر ) ذكره في شرح بهجة المحافل (٦).
٣٣ ـ المناوي ( ت ١٠٣١ هـ ) ذكره في اتحاف السائل (٧).
٣٤ ـ البرهان الحلبي ( ت ١٠٤٤ هـ ) ذكره في السيرة الحلبية (٨) ، وقد ذكر حديثه كما في الباب الأول من أحاديث الاكتناء بأبي حرب وفي آخره : انّي سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبّر.
_____________________
١ ـ القاموس المحيط ٢ : ٥٥ ، شبر.
٢ ـ مآثر الانافة ١ : ١٠٠.
٣ ـ تبصير المتنبه ٤ : ٢٦٤.
٤ ـ فتح الباري ٨ : ٧٩.
٥ ـ الأئمة الاثنا عشر : ٥٨.
٦ ـ شرح بهجة المحافل : ٢ : ٢٣٨.
٧ ـ اتحاف السائل : ٣٣.
٨ ـ السيرة الحلبية ٢ : ٢٩٢.
٣٥ ـ العصامى المكي ( ت ١١١١ هـ ) ذكره في سمط النجوم العوالي (١) قال : فولدت فاطمة حسناً وحسيناً ومحسّناً ـ بميم مضمومة فحاء مهملة فسين مشددة مكسورة ـ وسيأتي ذكره ثانياً في الفصل الثاني حيث ذكر موته صغيراً (٢).
٣٦ ـ المرتضى الزبيدي ( ت ١٢٠٥ هـ ) ذكره في تاج العروس ( حسن ) قال : وكمحدّث محسّن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
٣٧ ـ ابن خير الله العمري ( ت حدود ١٢٣٢ هـ ) ذكره في مهذب الروضة الفيحاء طبع وزارة الثقافة والارشاد العراقية ، قال : وذكر في التبيين أنها ـ فاطمة ـ ولدت ثالثاً غير الحسن والحسين فسماه النبي محسّن.
٣٨ ـ النبهاني ( ت ١٣٥٠ هـ ) ذكره في الشرف المؤبد لآل محمد (٣) في حديث الاكتناء بأبي حرب على نحو ما مرّ في الباب الأول ، وفيه ذكر المحسّن.
٣٩ ـ الشنقيطي ( ت ١٣٦٣ هـ ) ذكره في كفاية الطالب (٤) فقال : ولعلي رضياللهعنه من الولد الحسن والحسين ومحسّن.
٤٠ ـ وأخيراً ـ لا آخراً ـ حسين محمد يوسف في كتابه سيد شباب أهل الجنة (٥) ، ذكره نقلاً عن تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ولم أقف على ذلك في تاريخ الخلفاء للسيوطي في مظانه ، وذكره أيضاً في مكان آخر نقلاً عن الاستيعاب (٦).
وهناك آخرون من الباحثين المحدثين لم نذكرهم اكتفاء بالإربعين الذين ذكرناهم ، ونختم هذا الفصل بما ذكره علي جلال الحسيني الذي افتتحنا نقولنا ببعض
_____________________
١ ـ سمط النجوم العوالي ١ : ٤٣٧.
٢ ـ المصدر نفسه ٢ : ٥١٢.
٣ ـ الشرف المؤبد : ٧٨.
٤ ـ كفاية الطالب : ١٢٢.
٥ ـ سيد شباب أهل الجنة : ٦٨.
٦ ـ المصدر نفسه : ١١١.
كلامه ، فقال (١) : وفي اللغة العبرية الآن شبّر معناه كسر ومشبر كاسر وشبير مكسور ، وعلى هذا يكون وجه الشبه بين أسماء بني علي وبين هارون أنّ أسماء أبناء كليهما مشتقة من مادة واحدة في اللغة ، غير أنّ هذه الأسماء ربما كان لها في اللغة العبرية القديمة معنى لم نقف عليه ، وهو الذي ذكره ابن خالويه ، لأنّه كما قال شمعون يوسف مويال في التلمود (٢) : بعد سبي بابل اختلفت اللغة العامة من اللغة الأصلية ، حتى صار يعسر فهم بعض ألفاظ التوراة نفسها على بعض الخاصة.
وأسماء أولاد هارون فيما هو موجود في أيدينا من نسخ التوراة وكتب تاريخ القوم هي : ناداب ، وأبيهو ، والعازار ، وايثاما (٣) ، وفي التوراة في أخبار الايام الأولى في الإصحاح الثاني العدد ٤٨ ما نصه : وأما معكة سرية طالب فولدت شبر وترحنة.
وقفة عابرة مع أصحاب المصادر :
لا بد لنا من وقفة تحقيق مع تلك المجموعة الكبيرة والكثيرة من حفاظ السنة ، وأعلام المؤرخين والكتاب المحدثين ، الذين مرّ ذكرهم وما قالوه في المحسن عليهالسلام.
وهم على ما قرأنا ما عندهم يمكن أن نجعلهم قسمين ، فقسم منهم ذكر المحسن مولوداً مع خصوصيات لم ترد عنه ، والقسم الثاني فقد ذكروه موجوداً ، دون التعرض لذكر زمان ومكان ولادته.
فأما الذين ذكروه مولوداً ، فهم الذين مرّ ذكرهم وما عندهم في الباب الأول في حديث الاكتناء بأبي حرب ، فقد ذكروا المحسن وشاركوه مع أخويه الحسنين في تمني الإمام عليهالسلام الاكتناء بأبي حرب عند ولادتهم ، إلّا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
_____________________
١ ـ مقتل الحسين وما يتعلق به ١ : ٢٣ ـ ٢٤.
٢ ـ التلمود : ٤٨.
٣ ـ التوراة عدد ١ من الإصحاح ٢٤ من أخبار الأيام الأولى ، والتاريخ المقدّس تأليف ميشل ماير الحاخام المساعد لحاخام باريس الأكبر : ٩٥.