بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

وأنت الكمي الأريحي فتى الورى

فروّ سحابا ينعش الجدب هامله

وإلا فمن تجلو الحوادث شمسه

وتكفى به من كل خطب نوازله

مصنفاته :

١ ـ « بشرى المحققين » في الفقه ٦ مجلدات.

٢ ـ « ملاذ علماء الإمامية » في الفقه ٤ مجلدات.

٣ ـ كتاب « الكر ».

٤ ـ السهم السريع في تحليل المداينة أو المبايعة مع القرض.

٥ ـ « الفوائد العدة » في اصول الفقه.

٦ ـ « الثاقب المسخر على نقض المشجر » في اصول الدين.

٧ ـ كتاب « الروح » وهو نقض على ابن أبي الحديد.

٨ ـ شواهد القرآن.

٩ ـ بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية.

١٠ ـ « المسائل » في اصول الدين.

١١ ـ « عين العبرة في غبن العترة ».

١٢ ـ « زهرة الرياض ونزهة المرتاض » في المواعظ.

١٣ ـ « الاختيار في أدعية الليل والنهار ».

١٤ ـ « الأزهار في شرح لامية مهيار » مجلدان.

١٥ ـ عمل اليوم والليلة.

هذه قد ذكرها الحسن بن داود في رجاله وزاد عليها العلامة السيد

٤١

محسن الأمين في أعيان الشيعة :

١٦ ـ حل الإشكال في معرفة الرجال.

١٧ ـ ديوان شعره وقد ذكره ولده السيد عبد الكريم في بعض إجازاته.

١٨ ـ كتاب إيمان أبي طالب. ذكره في بناء المقالة الفاطمية.

١٩ ـ « الآداب الحكمية » ذكره أيضا في بناء المقالة الفاطمية.

فهذه أسماء الكتب التي حفظها لنا من ترجم له ولا ننسى كلام تلميذه الشيخ تقي الدين الحسن بن داود من أن تصانيف السيد المترجم له تبلغ تمام اثنين وثمانين مجلدا.

٤٢

هذا الكتاب

إسم الكتاب :

ذكر جماعة ومنهم تلميذ المصنف الحسن بن داود الكتاب باسم بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية.

وذكر آخرون ومنهم اغابزرك الطهراني في الذريعة والسيد الأمين في أعيان الشيعة أنه بناء المقالة العلوية. فإن الأخير قال في ضمن تعداد كتب المصنف :

بناء المقالة العلوية وهو نقض لرسالة أبي عثمان ... ورأينا منه نسخة في كرمانشاه منقولة عن نسخة بخط الحسن بن داود صاحب الرجال تلميذ المصنف وعليها إجازة من المصنف له تقدم نقلها إلا أن إسمها بناء المقالة الفاطمية بإبدال العلوية بالفاطمية ولا يخفى أن العلوية أنسب بالمقابلة. إنتهى (١)

أقول : لا مجال لتغيير اسمها بالعلوية بعد تصريح تلميذ المصنف وكاتب النسخة المقروءة على المصنف وعليها اجازة المصنف. اذ قال ابن داود في اخر النسخة : كتبت هذا الكتاب المعروف ب « كتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية » لابي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.

واذا فتح باب « الأنسب » و « الأولى » في أسماء الكتب وتغييرها حسب الذوق وتبديلها بغير ما وضع لها مؤلفها من اسم لجهلت كتب معروفة واخترعت كتب جديدة غير موجودة بهذا الاسم.

__________________

(١) أعيان الشيعة : ٣ / ١٨٩.

٤٣

الردود على « العثمانية »

إن كتاب « العثمانية » المطبوع سنة ١٣٧٤ في مصر الذي ألّفه الجاحظ عمرو بن بحر ( المتوفى سنة ٢٥٥ ه‍ ) موضوع للرد على الشيعة ( الروافض على حد تعبيره ) وإبطال معتقدهم وتفنيد آرائهم والتشويش على وضوح رؤيتهم ودفعهم الى التشكيك بطريقتهم المثلى ومذهبهم الحق.

فأول ما فعل الجاحظ هو أنه أنكر قضايا ضرورية وامورا مسلّمة لدى الطرفين العامة والخاصة قد أثبتها التاريخ بشكل قاطع لم يدع مجالا لتشكيك مشكك فضلا عن إنكار منكر.

ثم أخذ بعد ذلك « يناور » بمناورات مكشوفة لكل ذي عينين بتنميقه ألفاظا فارغة لاعبا بها أو زخرفته لها كقوالب وقد بدت أوسع من المعاني فتاهت فيها.

ثم أخذ يعلن المبارزة فأظهر الطراد والصيال وقد اعتلى صهوة ولكنها ظهر ذي غبب وسلّ سيفا ولكنه من خشب فعل المشعوذ الماهر يموّه على الناظر حتى يريه درا ولكنه في الواقع مخشلب.

وأنىّ للمنافق غير الملتزم بمبدأ ومعتقد من دليل قوي نفيا أو إثباتا على دينه المزعوم.

وأنّى للأجير ـ وشر الناس المتاجر بدينه ـ من موقف مبدأي غير التهاوش ومنابذة الطرف المقابل ورميه بكل شناءة ولو كان أطهر من ماء السماء ، وإلصاق التهم والأباطيل بغية تلويثه ولو كان أنصع من البياض.

هذا الجاحظ وذاك كتابه ، يضرب فيه يمنة ويسرة ، يريد إثبات مراده بشتى السبل ولو بذبح الحقيقة على أعتاب الباطل.

ما اكتفى الجاحظ بما لفق من شبهات وطعون على الشيعة حتى تعداهم الى إمامهم إمام المتقين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه

٤٤

السلام فأراد النيل من مقامه الشامخ المرموق وكسر أشعة أنواره القدسية التي ملأت الدنيا ضياءا.

وأنىّ للجاحظ وأمثاله هذه القدرة لإطفاء هذا النور وهو نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.

أقول : ما ألفّ الجاحظ كتابه هذا إلا وانهالت الردود عليه من الشيعة ومن غير الشيعة وقد وصل إلينا بعضها وحفظ لنا التاريخ أسماء قسم آخر قد فقد ناهيك عما لم نعرف عنه شيئا وبقي في طوامير البيوت خوفا من طواغيت أعداء آل محمد عليهم‌السلام فتلف ولم يبق منه عين ولا أثر. وأما الردود فهي :

١ ـ أول من نقض كتاب العثمانية هو الجاحظ نفسه وهو ما يؤكد نفاقه وتلاعبه بالمذاهب والمعتقدات وعلى كل حال فقد ذكر النديم في فهرسته ص ٢١٠ من جملة كتب الجاحظ كتاب « الرد على العثمانية ».

٢ ـ « نقض العثمانية » لأبي جعفر الإسكافي المعتزلي المتوفى سنة ٢٤٠ ذكر بعضا منه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة ثم جمع ذلك وطبع مستقلا مع « العثمانية » في مصر سنة ١٣٧٤.

٣ ـ « نقض العثمانية » لأبي محمد ثبيت بن محمد العسكري المتكلم صاحب أبي عيسى محمد بن هارون الوراق صاحب كتاب « دلائل الأئمة » « وتوليدات بني امية في الحديث » ذكره النجاشي : ت ٣٠٠ والطهراني في الذريعة : ٢٤ / ٢٨٨.

٤ ـ « نقض العثمانية » لمظفر بن محمد بن أحمد أبي الجيش البلخي المتكلم المتوفى سنة ٣٦٧ ذكره النجاشي : ت ١١٣ والطهراني في الذريعة : ٢٤ / ٢٨٩.

٥ ـ « الرد على العثمانية » لأبي الأحوص المصري المتكلم ذكره أغا

٤٥

بزرك في الذريعة : ١٠ / ٢١١ وابن شهراشوب في معالم العلماء : ١٢٧.

٦ ـ « نقض العثمانية » للحسن بن موسى النخعي ذكره المسعودي في مروج الذهب : ٣ / ٢٣٨.

٧ ـ « نقض العثمانية » لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي صاحب كتاب « مروج الذهب » كما ذكر هو بنفسه ذلك : ٣ / ٢٣٨.

٨ ـ « نقض العثمانية » لأبي الفضل أسد بن علي بن عبد الله الغساني الحلبي المتوفى سنة ٥٣٤ ذكره في لسان الميزان : ١ / ٣٨٣.

٩ ـ بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية. وهو هذا الكتاب.

العمل في الكتاب

اعتمدت في تحقيقي للكتاب هذا على ثلاث نسخ :

١ ـ مصورة من نسخة هي بخط تلميذ المصنف الشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي ، صاحب كتاب الرجال المعروف برجال ابن داود وتاريخ كتابتها سنة ٦٦٥ في شهر شوال المكرم وهذه المصورة توجد في المكتبة المركزية بجامعة طهران رقم الفلم ٩٧٦ كما في فهرست مصوراتها : ١ / ٢٩١ وقد رمزت إليها بحرف : ج وهذه النسخة ناقصة الأول بمقدار قليل من مقدمة الكتاب.

٢ ـ نسخة ثانية بخط حسين الخادم الكتابدار قد استنسخها من على النسخة الأصلية وتاريخ كتابتها سنة ١٠٩١ وهي نسخة كاملة وقد رمزت إليها بحرف : ق وتوجد هذه النسخة في كلية الحقوق بجامعة طهران برقم ٧٠ ـ د

٤٦

وعليها تملك جماعة منهم مقبل بن حسين في ٨ شعبان ١١٨٩ ومحمد علي ابن محمد باقر الأصبهاني البهبهاني في ١٢١١ ومحمد جعفر بن محمد علي ١٢١٨

٣ ـ نسخة متأخرة بقلم السيد مرتضى النجومي وقد استنسخها عن نسخة للشيخ جواد بن عبد الحميد الذي هو بدوره كتبها عن نسخة يعود تاريخ استنساخها الى سنة ١٣٣٦ وهي كاملة وتوجد لدي صورتها ورمزت إليها بحرف : ن.

وقد قابلت النسخ الثلاثة وطريقتي كانت التلفيق بين النسخ لإبراز متن صحيح وكامل من غير أغلاط وقد أشرت الى اختلاف النسخ. بالإضافة الى تخريج مصادر الكتاب وترقيم الآيات والإشارة الى الزيادة أو النقيصة الواقعة في المصدر أو الأصل وإضافة مصادر اخرى للأحاديث المذكورة في الكتاب تتميما للفائدة وكذلك ذكر سند الحديث إذا لم يذكر في الأصل مع ترجمة مختصرة للرجال الواردة أسماؤهم. وكذلك شرح بعض الكلمات المذكورة في المتن التي تبدو غير واضحة المعنى. هذا عملي ولا أدعي الكمال فيه فالكمال لله سبحانه وحده وفي الختام لا يفوتني أن اقدم شكري وتقديري للمحقق الخبير الاستاذ السيد عبد العزيز الطباطبائي على توفيره النسختين ج وق وتمكيني من بعض المصادر الموجودة في مكتبته العامرة وكذلك أشكر الأخ الكريم حيدر الواعظي المسؤول عن قسم المخطوطات في مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي على تهيئته لبعض مصادر الكتاب الاخرى ووضعها في متناول يدي.

وأدعو الله سبحانه أن يتقبل هذا العمل الذي هو سعي لإظهار أحقية أهل البيت وإعلاء كلمتهم بقبوله الحسن انه من وراء القصد.

علي العدناني الغريفي

١٦ / محرم الحرام / ١٤٠٨

٤٧
٤٨

٤٩
٥٠

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

النازل على الخواطف بأكف الشوارق وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة يفتح بنانها أبواب المغالق ويشرح بيانها نجاة المصدق الموافق وأشهد أن محمد بن عبد الله رسوله أنبل الخلائق وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تلوه في السوابق وشرف الخلائق وأن حبه برهان الأنساب اللواحق (١)

__________________

(١) اشارة الى الأحاديث الكثيرة الواردة في انّ حب علي بن ابي طالب عليه‌السلام علامة لطيب الولادة ، وان بغضه علامة لخبث الولادة ، ونحن نشير الى قسم منها :

ذكر محب الدين الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٨٩.

عن أبي بكر قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيّم خيمة وهو متكئ على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : معشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، وليّ لمن والاهم ، ولا يحبهم الا سعيد الجد طيب المولد ، ولا يبغضهم الا شقي الجد رديء المولد.

والمسعودي في مروج الذهب : ٢ / ٥١.

عن كتاب الأخبار لابي الحسن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، باسناده عن العباس بن عبد المطلب قال : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ اقبل علي بن ابي طالب ، فلما رآه أسفر في وجهه ، فقلت : يا رسول الله انك لتسفر في وجه هذا الغلام؟ فقال : يا عم رسول الله والله الله أشد حبا له مني ، ولم يكن نبي الا وذريته الباقية بعده من صلبه وانّ ذريتي بعدي من صلب هذا ، انه اذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم وأسماء أمهاتهم الا هذا وشيعته فانهم يدعون بأسمائهم واسماء آبائهم لصحة ولادتهم.

٥١

وأن أولياءه من طينة (١) مماجده (٢)

__________________

والحافظ الجزري في أسنى المطالب : ٨.

عن أبي سعيد الخدري قال : كنا معشر الانصار نبور ( باره يبوره : جربه واختبره. ) اولادنا بحبهم عليا رضي‌الله‌عنه ، فاذا ولد فينا مولود فلم يحبّه عرفنا انه ليس منا.

وأيضا في نفس الكتاب المذكور : ٨.

عن عبادة بن الصامت : كنا نبور أولادنا بحب علي بن ابي طالب رضي‌الله‌عنه ، فاذا رأينا احدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا انه ليس منا وانه لغير رشده.

ثم قال الحافظ المذكور بعد ذكر هذا الحديث : وهذا مشهور من قديم والى اليوم انه ما يبغض عليا رضي‌الله‌عنه الا ولد زنا.

وابن أبي الحديد في شرح النهج : ١ / ٣٧٣.

عن ابي مريم الانصاري عن علي عليه‌السلام ، قال : لا يحبني كافر ولا ولد زنا.

والذهبي في ميزان الاعتدال : ١ / ٢٣٦.

قال وقال ابن حيان : روي عن احمد بن عبدة ، عن ابن عيينة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.

وكذلك رواه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان : ٢ / ٢٣١.

والشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي في مجمع بحار الأنوار : ١ / ١٢١ قال :

ومنه كنا نبور اولادنا بحب علي.

والزبيدي في تاج العروس في مادة ( بور ) قال :

ومنه الحديث ، كنا نبور اولادنا بحب علي رضي‌الله‌عنه.

(١) ج ون : طينته.

(٢) اشارة الى الأحاديث الواردة بشأن اولياءه عليه‌السلام وانهم خلقوا من فاضل طينته منها :

ما ذكره القندوزي في ينابيع المودة : ٧٦.

في المناقب عن الأصبغ بن نباته قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام فأتاه رجل فقال : يا امير المؤمنين اني احبك في الله ، قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدثني الف حديث ، وكل حديث ألف باب ، وان أرواح الناس تتلاقى بعضهم بعضا في عالم الأرواح ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، وبحق الله لقد كذبت فما اعرف وجهك في وجوه احبائي ، ولا اسمك في اسماء احبائي ، ثم دخل عليه الآخر فقال : يا امير المؤمنين اني احبك في الله ، فقال : صدقت ، وقال : ان طينتنا وطينة محبينا مخزونة في علم الله ، ومأخوذة ، أخذ

٥٢

السوامق (١) وأن أعداءه حلفاء (٢) مداحض المزالق أخدان (٣) البوائق (٤) بالأثر الصادق عن أشرف ناطق صلى الله عليه وعلى آله صلاة يسفر فجرها عن الدوام المترادف المتتابع المتلاحق.

وبعد فإن أبا عثمان الجاحظ صنف كتابه المسمى بالرسالة العثمانية ابتدأه غير حامد لإله البرية ولا معترف له بالربانية ولا شاهد لنبيه بالرسالة الجلية ولا لأهله وأصحابه بالمرتبة العلية شاردا في بيداء هواه سامدا (٥) في ظلماء عماه.

زعم مخاصما شرف أمير المؤمنين صلوات الله عليها بكلمات سردها ولفظات زعم أنه شيدها رادا على نفسه في تقريرات مناقب مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليها سددها ومجدها هازلا في مقام جاد جاهلا في نظام استعداد مادا في الأول باعه القصير إلى أعناق الكواكب وذراعه الكسير إلى النجوم الثواقب.

__________________

الله ميثاقها من صلب آدم عليه‌السلام فلم يشذ منها شاذ ، ولا يدخل فيها غيرها ( الى آخر الحديث ).

ومن طرقنا ما رواه الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢ / ٢٩٦.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم وبئس المصير ، يا علي انت مني وأنا منك ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فاضل طينتنا ، فمن أحبهم فقد أحبنا ، ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودّنا ... الحديث.

(١) ن : السوابق ، والسامق : الطويل.

(٢) ن : خلفاء.

(٣) الخدن : الصاحب.

(٤) البوائق ـ الغوائل والشرور.

(٥) سمد سمودا : قام متحيرا.

٥٣

ولا غلاب وقد بذت (١) مفاخرنا

سوابق الجرد (٢) للعلياء تستبق

أواصر (٣) حلقت في الجو أخمصها (٤)

وبعدها شيم للشهب تعتنق

أبت مفاخرة الأمثال لا مثل

لنا مدان له روح العلى خلق

فكيف يهضمنا فرع لغير على

ولا فروع لها مجد سما ورق

يرى زخارفه خطفا لممتنع

كظامئ غاله في ظمئه غرق

فشام (٥) منها بروقا لا يحالفها

نصر ويكشف عن ديجورها (٦) الفلق (٧)

كيما يعد بليغا جد ما لسن

والشمس في الجو لا يغتالها الغسق (٨)

فتنا بسؤددنا الغايات وائتلقت (٩)

بدورنا في سماء الفخر تتسق

فلا بليغ له في هضمنا طمع

ولا فصيح يحلي جيده الملق.

وقد كانت هذه الرسالة وصلت إلي قبل هذه الأوقات وصدفتني (١٠) عن الإيراد عليها حواجز المعارضات وأنشدت بلسان المعتذر عن دحضها ونقضها صورة هذه الأبيات بعد كلمات

وبعد فلو نصت (١١) كتائب محرب (١٢)

وبي رمق نصت إليه الكتائب

__________________

(١) بذه : غلبه ، وفاقه.

(٢) الجرد : الخيل.

(٣) الآصرة : ما عطفك على رجل من قرابة أو معروف.

(٤) الأخمص : ما لا يصيب الأرض من باطن القدم.

(٥) شام البرق : نظر اليه اين يتجه.

(٦) الديجور : الظلام.

(٧) الفلق : الصبح.

(٨) الغسق : ظلمة أول الليل.

(٩) ج : ائتلفت.

(١٠) صدفتني : منعتني.

(١١) النص والتنصيص : السير الشديد والحث ، وفي الحديث ، انّ ام سلمة قالت لعائشة : ما كنت قائلة لو انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصك من منهل الى آخر؟ (لسان العرب. ن ص ص).

(١٢) المحرب بكسر الأول : الشجاع ، المحارب لعدوه ( لسان العرب : ح ر ب ).

٥٤

ولكن (١) رمى عن قوسه مترفها

وقد قيدتني بالفتور النوائب

على أنه عار على البدر كاملا

ببهجته تخفى النجوم الثواقب

إذا احتج يبغي رفعة عن مدى الدجى

وقد سترت وجه النجوم الغياهب

وعار على مجد اليراع إذا انبرى

يدافع عن تفخيمه ويحارب

تبين سيجلو الدهر نجمي مشرقا

إذا صافحت كف التراب الترائب

وقال لسان حار في القول من لها

وتطرى إذا جن الظلام الكواكب.

وبعد ذلك أحضر الولد عبد الكريم (٢) أبقاه الله النسخة بعينها

__________________

(١) ن : آخر.

(٢) هو السيد عبد الكريم بن احمد بن موسى ابن طاووس الحسني الحلي خرّيت الفنون ، ونابغة من نوابغ الدهر ، وعبقري فذ ، فقد كان قدس‌سره فقيها ، عالما ، نحويا ، عروضيا ، شاعرا ، اديبا ، منشئا ، نسابة ، زاهدا ، عابدا ، اتقى أهل زمانه ، وأورعهم ، وهو صاحب كتاب ( فرحة الغري ).

بلغ مراحل من الكمال وهو لم يتجاوز سن الحلم ، وقد أشاد بنبوغه ودهائه وفطنته كل من ترجم له.

فقد ذكره تلميذه وتلميذ أبيه ابن داود ، في رجاله : ١٣٠ فقال :

انتهت رئاسة السادات ، وذوي النواميس اليه ، وكان أوحد زمانه ، حائري المولد ، حلي المنشأ ، بغدادي التحصيل ، كاظمي الخاتمة. ولد في شعبان سنة ٦٤٨ ه‍ وتوفي في شوال سنة ٦٩٣ ه‍ وكان عمره خمسا وأربعين سنة وشهرين وأياما. كنت قرينه طفلين الى ان توفي قدس الله روحه ، ما رأيت قبله ولا بعده كخلقه وجميل قاعدته وحلو معاشرته ثانيا ، ولا لذكائه وقوة حافظته مماثلا. ما دخل في ذهنه شيء فكاد ينساه ، حفظ القرآن في مدة يسيرة وله احدى عشرة سنة ، استقل بالكتابة واستغنى عن المعلّم في اربعين يوما ، وعمره اذ ذاك اربع سنين ولا تحصى مناقبه وفضائله.

وقال ابن الفوطي المعاصر له في تلخيص مجمع الآداب : ٤ / ١١٩٤ كان جليل القدر ، نبيل الذكر ، حافظا لكتاب الله المجيد. ولم أر في مشايخي احفظ منه للسير والآثار ، والأحاديث والأخبار ، والحكايات والأشعار ، جمع وصنّف ، وشجّر وألّف ، وكان يشارك الناس في علومهم ، وكانت داره مجمع الأئمة والأشراف ، وكان الأكابر والولاة والكتّاب يستضيئون بأنواره ورأيه ، الى أن يقول : وسألته عن مولده فذكر انه ولد في شعبان سنة ٦٤٨ ، وتوفي في يوم

٥٥

وشرع يقرأ علي شيئا منها فأجج مني نارا أخمدتها الحوائل و (١) عيون قول أجمدتها القواطع النوازل ...

عزائم منا لا يبوخ (٢) اضطرامها

إذا البغي سلت للقاء مضاربه

نجلي (٣) بها من كل خطب ظلامه

ويشقى بها نجد نجيب نحاربه (٤)

فكيف إذا لم نلق خصما تهزه

عزائم في أقصى الحضيض كواكبه.

هذا وإن كانت جدود المزاج (٥) منوطة بالكلال وفجاج الفراغ مربوطة بحرج المجال لكن الصانع إذا اهتم كاد يجعل آثاره في أعضاء مهجته

__________________

السبت سادس عشر شوال سنة ٦٩٣ وحمل الى مشهد الامام علي عليه‌السلام ودفن عند أهله.

وذكره الميرزا عبد الله الافندي في رياض العلماء : ٣ / ١٦٤ وقال ضمن ترجمته له :

وأما اساتيذه فهم جماعة عدة منهم : والده وعمه السيد رضي الدين علي صاحب ( الاقبال ) وغيرهما.

واعلم ان له مشايخ من العامة ايضا منهم : الشيخ الحسين بن اياز الأديب النحوي الذي كان من مشايخ العلامة ايضا.

( الى ان قال ) ويروي ايضا عن المحقق خواجه نصير الطوسي ; ، وعن الشيخ أبي القاسم المحقق الحلي صاحب ( الشرائع ) ، وعن السيد عبد الحميد بن فخار الموسوي الحائري ، وعن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي ، الى غير ذلك من شيوخه المذكورة في كتاب اجازته.

( ثم قال ) وأما تلاميذه فمنهم : الشيخ احمد بن داود الحلي صاحب الرجال المعروف ، والشيخ علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي.

ترجم له أيضا في : امل الآمل : ٢ / ١٥٨ لؤلؤة البحرين الترجمة رقم (٩٠) ، روضات الجنات : ٤ / ٢٢١ ، جامع الرواة : ١ / ٤٦٣ ، تنقيح المقال : ٢ / ١٥٩ ، الكنى والألقاب : ١ / ٣٤١ ، منتهى المقال : ١٧٩ ، أعيان الشيعة : ٣٨ / ٤٢.

(١) ن بزيادة : انهج.

(٢) باخت النار أو الغضب : فتر وخمد.

(٣) ن : يجلّي.

(٤) ن : تحاربه.

(٥) ق : المزاح.

٥٦

وزايل الإغضاء (١) عن رحمة نقيبته وبتلك المواد الضعيفة قد عزمت على رمي عمرو بنبال الصواب وإن كان بناؤه ملتحفا لذاته بالخراب فليس للراد عليه فضيلة استنباط عيون الألباب بل العاجز مشكور على النهوض إلى مبارزة ضعيف الذباب (٢). فأقول :

إنه عرض لي مع صاحب الرسالة نوع كلفة قد لا يحصل مثلها لنقض نقض كتاب المشجر مع عظماء المعتزلة كالجبائي (٣) وأعيان من جماعته وأبي الحسين البصري (٤) في الرد على السيد المرتضى (٥) وهو الحاذق المبرز في صناعته إذ هاتيك المباحث يجتمع لها العقل فيصادمها صدام الكتائب ويصارمها صرام فوارس المقانب (٦) وهذه المباحث مهينة

__________________

(١) ن : الاعضاء.

(٢) الذباب ( بفتح الأول ) : الدفاع.

(٣) هو ابو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن ابان ، مولى عثمان بن عفان ، المعروف بالجبّائي أحد أئمة المعتزلة كان اماما في علم الكلام ، وأخذ هذا العلم عن أبي يوسف يعقوب بن عبد الله الشحام البصري رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره ، وله في مذهب الاعتزال مقالات مشهورة كان ولادته سنة سبع وأربعين ومأتين ، وتوفي سنة احدى وعشرين وثلاثمائة ببغداد ودفن في مقابر البستان.

انظر : وفيات الأعيان : ٤ / ٢٦٧ ، روضات الجنات : ٧ / ٢٨٦ ، طبقات المعتزلة : ٨٥ البداية والنهاية : ١١ / ١٢٥.

(٤) هو ابو الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري المتكلم المعتزلي ، وهو أحد أئمة المعتزلة الأعلام له تصانيف منها « المعتمد » و « تصفح الأدلة » و « غرر الأدلة » و « شرح الاصول الخمسة » و « كتاب في الامامة » وغير ذلك ، سكن بغداد وتوفى بها يوم الثلاثاء خامس شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربعمائة. أنظر : وفيات الأعيان : ٤ / ٢٧١ وروضات الجنات : ٧ / ٣٤٩.

(٥) ابو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن ابراهيم الشريف المرتضى. من أساطين علماء الشيعة وأحد الأئمة في علم الكلام والفقه والأدب والشعر ولد سنة ٣٥٥ ه‍ وتوفي في بغداد سنة ٤٣٦ ه‍ ، وله تأليفات كثيرة منها : الشافي في الامامة والانتصار والغرر والدرر وديوان شعر انظر : روضات الجنات : ٤ / ٢٩٤ ، تاريخ بغداد : ١٢ / ٤٠٢ ، ميزان الاعتدال : ٢ / ٢٢٣.

(٦) المناقب : مفردها مقنب ، جماعة من الخيل تجتمع للغارة ( المنجد ).

٥٧

فإن أهملها الباحث استظهرت عليه وإن صمد لها رآها دون العزم الناهض فيما يقصد إليه تهوين منعت منه الحكمة والاعتبار واستعداد يخالطه التصغير والاحتقار فالقريحة معه إذن بين متجاذبين ضدين ومتداعيين (١) حربين وذلك مادة العناء وجادة الشقاء.

وليس العلى في منهل لذ شربه

ولكن بتتويج الجباه المتاعبا

مزايا لها في الهاشميين منزل

يجاوز معناها النجوم الثواقبا

إذا ما امتطى بطن اليراع أكفهم

كفى غربه (٢) سمر القنا والقواضبا.

وأقول : إنك إذا تأملت تقرير قواعد كتاب الجاحظ رأيته مبنيا على الباطل إذ (٣) سمى فرقة بالعثمانية ثم جعل ينطق بغير الصواب عنها ملقحا (٤) الفتن بينها وبين الفرقة الإمامية متعديا قواعد الحرورية (٥).

شرع يقرر إسلام أبي بكر وتقديمه على إسلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ كان إسلام علي عليه‌السلام لا عبرة به لصغره وإن كان أول هذا ظاهر في كلامه (٦) وسوف أنازله إن شاء الله في ورده وصدره مقدما على ذلك أبياتا تليق بهذه المقامات وتلتحق بها التحاق النجوم بالسماوات

__________________

(١) ق : متداعبين.

(٢) الغرب بالفتح فالسكون : حد كل شيء وأوله. والقنا : الرمح ، والقواضب : السيوف.

(٣) ن : اذا.

(٤) ن : ملقما.

(٥) هم الغلاة في اثبات الوعيد والخوف على المؤمنين ، والتخليد في النار مع وجود الايمان وهم قوم من النواصب الخوارج ومن مفرداتهم ان من ارتكب كبيرة فهو مشرك ومذهب عامة الخوارج انه كافر وليس بمشرك فقال بعضهم هو منافق ( فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ). وقيل لهم الحرورية لأنهم خرجوا الى حروراء لقتال علي بن ابي طالب رضي‌الله‌عنه. الخطط المقريزية : ٢ / ٣٥٠.

(٦) قال الجاحظ : لأنا قد علمنا بالوجه الصحيح ، والشهادة القائمة انه اسلم ، وهو حدث غرير وغلام صغير ، فلم نكذب الناقلين ولم نستطع أن ننزل أن اسلامه كان لاحقا باسلام البالغين. العثمانية : ٥.

٥٨

فأقول :

رميت أبا عثمان نفسك ضلة

بسهم متى يرشق يذقك المتالفا

تريد انتقاصا للنجوم ترفعت

بعزم تخوم (١) تبتغي النجم خاطفا

زللت (٢) وغرتك الدنا غير ناصح

لنفسك للكأس الوبيئة راشفا

بكف لها من هاشم أي معصم

يفل بها يوم الزحام (٣) المزاحفا

إذا قصدت منها البنان مغاورا (٤)

غدا عزمه من مأزم (٥) الحرب صادفا

فلا فئة تحمي الشريد وقد جرى

طريدا يضم الحتف منه المعاطفا (٦)

مواقف لم يدرس على الدهر رسمها

هزمنا بها يوم اللقاء المواقفا.

زعم الناصب أبو عثمان أن الناس اختلفوا في إسلام أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال المكثر إنه أسلم وله تسع سنين وزعم المقلل أنه أسلم وله خمس سنين (٧) وقال الناصب في ذلك غير الحق فإن كان ما عرف فهو جد جاهل بالسيرة ذو إقدام على القول من تلقاء نفسه وإن كان عرف وقال غير ما عرف فهو كذب صريح دال على العصبية على أمير المؤمنين عليه‌السلام وبغضه كفر بالنقل المعتبر.

بيان الأول :

ما رواه الشيخ الفاضل الكبير المعظم العارف الحافظ الخبير الناقد ـ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري

__________________

(١) التخوم : منتهى كل أرض ( لسان العرب ، مادة ت ـ خ ـ م ).

(٢) ق : ذللت.

(٣) ن : الرخام.

(٤) ن : مغادرا ، والمغاور : من الرجال ، الكثير الغارات ( المنجد ).

(٥) المازم : المضيق ومازم القتال : موضعه اذا ضاق ( لسان العرب مادة ـ ازم ).

(٦) المعطف : العنق ( المنجد ).

(٧) العثمانية : ٥.

٥٩

الشاطبي (١) وهو غير متهم ونقلته من كتابي الذي اخترته منه قال :

أخبرنا أبو القاسم خلف بن قاسم بن سهل رحمه‌الله قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ـ قال حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج قال حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا عبد الرزاق قال (٢) حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال أسلم علي وهو أول من أسلم وهو ابن خمس (٣) عشرة سنة أو ست عشرة سنة (٤).

__________________

(١) هو ابو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي امام عصره في الحديث والاثر ، روى بقرطبة عن أبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ وعبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وأبي محمد بن عبد المؤمن وغيرهم. قال القاضي أبو علي ابن سكرة : سمعت شيخنا القاضي أبا الوليد الباجي يقول : لم يكن بالاندلس مثل ابي عمر بن عبد البر في الحديث ، وقال الباجي أيضا : أبو عمر احفظ أهل المغرب ، له مؤلفات منها : التمهيد والاستذكار والاستيعاب والدرر في اختصار المغازي والسير وغير ذلك والشاطبي نسبة الى شاطبة من بلاد الاندلس ، توفي ابو عمر يوم الجمعة آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة بمدينة شاطبة من شرق الأندلس ، انظر : وفيات الاعيان : ٧ / ٦٦ تذكرة الحفاظ : ١١٢٨ والعبر : ٣ / ٢٥٥.

(٢) لا توجد في المصدر.

(٣) في المصدر : وهو ابن خمس أو ست عشرة سنة.

(٤) ورواه عن عبد الرزاق أيضا احمد بن حنبل في فضائله حديث ١٢٠ من باب فضائل أمير المؤمنين قال : حدثني عبد الرزاق ، قال حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن وغيره ، ان عليا أول من اسلم بعد خديجة وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة.

ورواه أيضا الحاكم في مستدركه : ٣ / ١١١ وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الامام علي بن ابي طالب : ١ / ٤٥ و ٤٦ وأورد البيهقي في سننه : ٦ / ٢٠٦ بسنده عن الحسن وغيره ، قال : وكان أول من آمن به علي بن ابي طالب عليه‌السلام وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة.

وذكره الهيثمي في مجمعه : ٩ / ١٠٢ نقلا عن الطبراني.

وذكر المحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٥٦.

ما لفظه : وعن الحسن ، أسلم علي وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة.

٦٠