بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

محقا (١) دون طلحة والزبير أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) ذكر زيد (٣) بن صوحان (٤) زيد وما زيد يسبق (٥) عضو منه إلى الجنة فقتل يوم الجمل فجعلوا الدليل على صواب علي في قتاله (٦) أن زيدا قتل في طاعته (٧) قيل لهم وفي (٨) قول النبي عليه‌السلام يسبقه عضو منه إلى الجنة دليل على (٩) أن (١٠) العضو لم يسبق إلى الجنة إلا وقد قطع في طاعة الله وقد أجمعوا على (١١) أن يده قطعت يوم نهاوند (١٢).

والذي يقال في (١٣) هذا على قواعد الجارودية إن غرض الجارودية لا ينتقض في تصويب علي أما أنه يلزم منه تصويب عمر رضوان الله عليه فلا بل يلزم عنه أن أهل نهاوند كانوا ضلالا والمسلمون على الحق كما أن أصحاب أمير المؤمنين على الحق وعمر على الحق (١٤) ومحاربهم على الباطل.

فإن قيل إذا لزم أن يكون أصحاب أمير المؤمنين على الحق لزم أن

__________________

(١) المصدر : المحق.

(٢) المصدر بزيادة : قال و ...

(٣) ج وق : يزيد بن صوحان.

(٤) ن بزيادة : فقال.

(٥) ن والمصدر : يسبقه.

(٦) ن : بقتاله.

(٧) ن بزيادة : و.

(٨) المصدر : ففي.

( ٩ ، ١١ ) لا توجد في : المصدر.

(١٠) في الصمدر بزيادة : ذلك.

(١٢) العثمانية : ٢٤٩.

(١٣) ق : على.

(١٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

٤٢١

يكون علي على (١) الحق وإذا تقرر هذا فالتزموا في كون أصحاب عمر على الحق وعمر على الحق وإلا فما الفارق.

والجواب بما أن الجارودية تقول إن عمر على الحق في إنفاذ الجيوش وأصحابه على الحق في المحاربة لكن لا يلزم من ذلك إقرار برئاسة إذ مجاهدة الكفار حسن.

فإن قيل هل لغير الرئيس تجهيز الجيوش أم لا فإن قلتم لا أشكل عليكم وإن قلتم نعم أشكل عليكم.

وتقول (٢) الجارودية عند هذا ليس لغير الرئيس الحق أن يبعث الجيوش لكن الجيش المحارب عند اصطفاف الكتائب واصطفاف المقانب (٣) متعين عليه القتال فقاتلهم في النار ومقتولهم في الجنة مع أن أمير المؤمنين كان غاية الموافق على إنفاذ الجيوش ونصرة الإسلام فأي جيش خرج فعن رضاه خرج وبرضاه (٤) انبعث وبيانه المشورة على عمر بأنه لا يلقى الجيوش بنفسه ويستعين على الجهاد بالمسلمين فانبعاث الجيوش إذن برضا الرئيس ولو لم يكن أمير المؤمنين مثلا يعرف منه الرضا والسخط فإن المسلمين إذا لاقوا المشركين كيف كان لم يكونوا مأجورين (٥) في الدفاع عن أنفسهم وحوزة (٦) الإسلام بل مأجورين مشكورين مثابين.

وذكر كلاما بسيطا في الاختيار عبارة طويلة ومعنى قصير (٧) جثمان

__________________

(١) الزيادة من عندنا ليستقيم المعنى.

(٢) ن : فتقول.

(٣) المقانب : مفرده المقنب ، جماعة من الخيل تجتمع للغارة. ( المنجد ).

(٤) ج : مرضاه.

(٥) في كل النسخ : مأزورين ( كذا ).

(٦) ق : جوّزه.

(٧) العثمانية : ٢٥٠.

٤٢٢

بغير روح وعساكر من دون رئيس وساق الكلام في كونه ألزم إشكالا في معرفة الفاضل المؤهل للرئاسة (١) وكأنه يذهب إلى أن المقدم الأفضل والغي بإدخال (٢) العامة في الاختيار وأجاب بأن الفاضل لا يخفى (٣) وضرب المثل بعمرو بن عبيد ونحوه من الأعيان وانساق كلامه إلى اختيار عثمان غير مكرهين ولا محمولين (٤).

وذكر أن الصحابة كان يعرف بعضهم بعضا وعولوا على أبي بكر (٥) وادعى أن النبي عليه‌السلام لم يختر للأمة رئيسا ولو اختار لكان خيرا لهم لكن ذلك لا يلزم وضرب مثلا (٦).

والذي يقال على هذا إن الدنيا مع سعة الأقاليم وتقاذف الجهات إذا بني الأمر على الاختيار أشكل الحال فيما بينهم عند العزم على إقامة رئيس عام أفضل لأنه إما أن يرتقب كل أهل إقليم تعرف من (٧) باقي الأقاليم حتى ينصبوا رئيسا أو ينصب كل إقليم رئيسا من غير أن يرتقبوا (٨) جميع الأفاضل فيما عدا الإقليم الذي هم فيه فإن كان الأول أشكل جدا ونضرب المثل في ذلك عيانا فنقول إنا لا نعرف من في أقاصي المغرب من العلماء والأفاضل وأهل العقد والنقد والتجربة والشجاعة وميمون التدبير الرئاسي في فنون كثيرة جمة يعتبر في جانب الرئيس وكذا هم قد لا يعرفون وكذا غير البلاد المغربية من الأصقاع.

__________________

(١) العثمانية : ٢٦٥.

(٢) ق ون : ادخال.

(٣) العثمانية : ٢٦٥.

(٤) العثمانية : ٢٦٨.

(٥) العثمانية : ٢٦٨ ـ ٢٧٠ منقول بالمعنى.

(٦) العثمانية : ٢٧٨.

(٧) ن بزيادة : في.

(٨) ن بزيادة : تعرّف.

٤٢٣

وذلك يقف الحكم ويتعطل به (١) أمر الدنيا إذ حاجة الدنيا إلى الرئيس حاجة الجوارح إلى القلب والجسد إلى الروح وأين الناقد لمقادير الرجال والحال هذه وأنه مع اجتماع الجميع والتطلع على أحوالهم يشكل فكيف مع الذي ذكرت من تباعد الجهات ونبأ (٢) كذا المحال.

وإن كان الفرض أن كل أهل إقليم يعينون على رئيس حسب ما يقع عندهم من التدبير أشكل إذ فيه اجتماع خلفاء متعددين وهو ممنوع عند هذا الخصم وعند خصمه هذا مع إشكال فيه جدا إذ عقول أصحاب الاختيار متباينة جدا ونقدهم (٣) متغاير (٤) جدا ولو اتفقوا مثلا في العقول والتجارب والدين والعلوم فإن بين هذه المزايا شائبة الهوى ومفاسد الأغراض وهذه العوارض مانعة من اتفاق من له أهلية الاختيار على شخص واحد.

ثم إن الفرق الإسلامية فنون هذا شيعي وهم فرق وهذا سني وهم فرق بين معتزلي وأشعري وشافعي وحنفي وحنبلي ومالكي في غير ذلك من اختلافات (٥) بين المسائل في العقائد والفروع فكل قبيل لا يرضى إلا برئيس على مذهبه وخليفة على طريقته (٦) وهذا يؤدي إلى انتشار عظيم وفساد جم و (٧) ربما كان ترك الرئيس أنفع للرعية من مداناته وأجدى لهم من مقاربته (٨).

__________________

(١) ق : بدء.

(٢) ن : تنائي المجال.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٤) ن : متغايرة.

(٥) ن : الاختلافات.

(٦) ن : طريقة.

(٧) لا توجد في : ج.

(٨) ق : مطاربته.

٤٢٤

أضربنا عن هذا ونقول هل المؤثر إجماع كل عاقل وعالم ومجرب أو يكفي بعض منهم فإن كان الأول أعضل جدا وإن قيل بالثاني فلا يخلو إما أن يكون عددا محصورا أو لا فإن كان الأول أشكل إقامة البرهان عليه وإن كان الثاني أشكل أيضا (١) إقامة البرهان عليه والمثل الذي ضربه بعمرو بن عبيد وشبهه يخص (٢) إقليما لا الأقاليم وقد أوردنا على اعتبار الأقاليم أولا اعتبارها ما فيه مقنع.

وأما ادعاؤه أنهم اتفقوا على عثمان غير مكرهين ولا مجبرين (٣) فإن الجاحظ يطالب بإقامة البرهان عليه والعيان يخالف ما قال وكذا ادعاؤه أنهم اجتمعوا على أبي بكر رضوان الله عليه (٤) ولو لم يكن إلا مخالفة سعد بن عبادة إلى أن مات أو قتل.

فإن قال لا نراعي اعتبار قول الجميع قلنا قد سبق الكلام عليه. وأما أن النبي عليه‌السلام ما عين عليا رئيسا فإن الخصم ينازع في ذلك ويتعلق بالوارد من طريق الخصم عن النبي عليه‌السلام في إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ولذلك مظان معروفة (٥) يعرفها من شاء الوقوف عليها.

وأما أن الله تعالى لم يبن الأمر مع الرعية على الأخف والأقرب بيانه ما تضمنه مثله من مسائل لو كشفت كشفا جيدا كان أخف وأرفه فإن الجواب عنه بما أنا والجاحظ جميعا متفقون على أنه لا بد من رئيس فالإمامية تقول يجب على الله والجاحظ وحزبه يقولون يجب على الأمة.

__________________

(١) لا يوجد في : ج.

(٢) ن : يختص.

(٣) العثمانية : ٢٦٨.

(٤) العثمانية : ٢٧٠.

(٥) ن بزيادة : لهم.

٤٢٥

إما من دليل العقل أو النقل وإذا (١) كان الأمر كذا فنقول الاختيار كما ذكرته ممتنع قطعا فتعين النص وإذا كان الأمر كذا تعين في علي إذ الجاحظ لا تعلق له به في إمامة أبي بكر رضوان الله عليه وهذا آت على سياق كلامه.

وأورد على ادعاء النص أن أحدا ما ادعاه يوم السقيفة لأحد (٢).

والجواب عنه بما أن صاحب الحق لم يحضره ومن حضر السقيفة كان بموضع الكراهية (٣) لذكره أعني الرؤساء والعامة لا عبرة لهم مع الرؤساء وقد رأينا المسلمين تفرقوا عن النبي وهو قائم يخطب ولم يحفلوا بملازمته وذلك بمشهد منه ومرأى فكيف غير ذلك وهم على السلم رغبة في شراء حنطة وفروا عنه مع الحرب في وقعة هوازن إلا أمير المؤمنين عليه‌السلام ونفرا يسيرا وفر في يوم أحد من فر وجاء بعد مدة وفيه نزل قوله تعالى ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ) (٤) رواه الثعلبي وهو ممن لا يتهم ولم تدع الإمامية أن النص كان ينادي به على المنابر ويسمعه البادي والحاضر وإنما كان بالمقام الذي تنهض به الحجة على الأعيان والمخالطين من الرؤساء أسوة بمهمات كثيرة من الشرائع وهذا شيء يندفع مع المواطاة والممالاة وهذا بحث يحتمل بسطا.

وذكر مقامات زعم كان يليق أن يذكر فيها النص وما ذكر فلو كان موجودا لذكر (٥).

والجواب على قواعد الجارودية بما أن عليا عليه‌السلام لو صرح

__________________

(١) ق : فاذا.

(٢) العثمانية : ٢٧٣.

(٣) ق : الكراهة.

(٤) النجم : ٣٣.

(٥) انظر العثمانية : ٢٧٤ ـ ٢٧٥.

٤٢٦

بالنص لكان في ذلك تعرض بخلافة أبي بكر وغيره ممن تلاه فأسر ثم إن الناس كانوا فيه بين متقبل له وجاحد فذكر ما ينهض به الإنصاف لو كان ويقوم (١) به الحجة عند من اعتبر مما لا خلاف فيه ولا منازعة لمتحر عنده.

ثم إن من اعتبر عرف أن من الصحابة من أعرض عن صحيح النصوص وصريحها برأيه ولم يعتمد عليها وإذا عرف الإنسان أن ذكر دواء لمريض (٢) لا يستعمل ويضر الطبيب ذكره كانت الحكمة موجودة في الإضراب عن ذكره وشغل الوقت بالخوض فيه.

وزعم الجاحظ أن عمر بن علي قال ما أعرف وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي (٣) قال وأيضا وقد تعلمون أن الأمة كلها مع اختلاف أهوائها (٤) لا تعرف مما تدعون من أمر النص والوصية قليلا ولا كثيرا وإنما هي دعوى مقصورة فيكم لا يعرفها سواكم (٥).

وقد رأيت أن أذكر ما هو قامع لدعواه وأن الجاحظ ما (٦) بين مباهت وجاهل والمتفنن المتطلع إذا دافع عن شيء ظاهر الأخلق به أن يكون مباهتا جاحدا معاندا.

روى الشيخ الحافظ يحيى بن البطريق من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا هيثم بن خلف قال حدثنا محمد بن أبي عمر الدوري قال حدثنا شاذان قال حدثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس يعني ابن

__________________

(١) ن : تقوم.

(٢) ن : لمرض.

(٣) العثمانية : ٢٧٥.

(٤) المصدر بزيادة : ونحلها.

(٥) العثمانيّة : ٢٧٥.

(٦) لا توجد في : ن.

٤٢٧

مالك قال قلنا لسلمان سل النبي عن (١) وصيه فقال له سلمان يا رسول الله من كان (٢) وصيك فقال يا سلمان من كان وصي موسى فقال يوشع بن نون قال (٣) وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٤).

ومن تفسير الثعلبي حديث رفعه إلى النبي عليه‌السلام يتضمن الشهادة لعلي بالإخوة والمؤازرة والولاية والوصية بعده والخلافة في أهله بمعنى (٥) الإمارة عليهم (٦).

__________________

(١) المصدر : من.

(٢) لا توجد في المصدر.

(٣) المصدر بزيادة فان.

(٤) عمدة عيون صحاح الاخبار : ٧٦. عن فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ٢ / ٦١٥ حديث ١٠٥٢. وروى هذا الحديث ايضا المحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٧٨ باختلاف في اللفظ يسير. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١١٣.

قال : وعن سلمان قال : قلت يا رسول الله ان لكل نبي وصيا فمن وصيّك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فاسرعت اليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصي موسى عليه‌السلام؟ قلت : نعم يوشع بن نون قال : لم؟ قلت : لانه كان اعلمهم يومئذ ( قال ) فان وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي وينجز عدتي ، ويقضي ديني علي بن ابي طالب. قال :

رواه الطبراني. وذكره ايضا ابن حجر في تهذيب التهذيب : ٣ / ١٠٦ والمتقي الهندي في كنز العمال : ٦ / ١٥٤ والمناوي في فيض القدير : ٤ / ٣٥٩.

(٥) ج : معنى.

(٦) وفي عمدة عيون صحاح الاخبار : ٧٦ ومن تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) الشعراء : ٢١٤ وبالاسناد المقدم قال : اخبرني الحسين بن محمد بن الحسين ، حدثني موسى بن محمد ، حدثنا الحسين بن علي بن شعيب المغربي ، حدثنا عباد ابن يعقوب ، حدثنا علي بن هاشم ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن زكريا بن ميسرة ، عن ابي اسحاق ، عن البراء قال :

لما انزلت ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بني عبد المطلب

٤٢٨

وفي كتاب المناقب لابن المغازلي (١) ما يقتضي إقسام الله تعالى بأنه وصي رسول الله بعده وهو سبب نزول قوله تعالى ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) إلى قوله ( بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ) (٢) بعد أن ذكر (٣) شيئا عن الحميدي ما اتفق عليه مسلم والبخاري في معنى الوصية صورته

__________________

وهم يومئذ اربعون رجلا ، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس ( العس : القدح الضخم ( لسان العرب ). ) فامر عليا ان يدخل شاة فادمها ، ثم قال : ادنوا بسم الله ، فدنى القوم عشرة عشرة ، فاكلوا حتى صدروا ، ثم دعا بقعب من لبن ، فجرع منه جرعة ، ثم قال لهم : اشربوا بسم الله ، فشربوا حتى رووا ، فبدرهم ابو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل ، فسكت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ ، فلم يتكلم. ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب ، ثم انذرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا بني عبد المطلب ، اني انا النذير اليكم من الله عزّ وجلّ ، والبشير بما لم يجيء به احد ، جئتكم بالدنيا والآخرة ، فاسلموا واطيعوني تهتدوا. ومن يواخيني ويوازرني ، يكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في اهلي ويقضي ديني ، فاسكت القوم ، واعاد ذلك ثلاثا ، كل ذلك يسكت القوم ، ويقول علي عليه‌السلام : انا فقال : انت. فقام القوم وهم يقولون لابي طالب : اطع ابنك فقد امرّ عليك.

(١) الذي وجدته في النسخة المطبوعة التي عندي لمناقب ابن المغازلي هو ما يلي : قال في ص ٢٦٦.

وبسنده عن مالك بن غسان النهشلي [ قال ] حدثنا ثابت عن انس قال : انقضّ كوكب على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انظروا الى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي ، فنظروا فاذا هو قد انقض في منزل علي ، فانزل الله تعالى ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى. ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى. وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ). وقال في ص ٣١٠.

وبسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا انقض كوكب فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي! فقام فتية من بني هاشم فنظروا فاذا الكوكب قد انقضّ في منزل علي عليه‌السلام قالوا : يا رسول الله قد غويت في حب علي فانزل الله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) الى قوله ( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ).

(٢) النجم : ١ ـ ٧.

(٣) يعني ابن البطريق في كتابه العمدة والا فان ابن المغازلي لم يذكر هذه الزيادة.

٤٢٩

وفي حديث ابن مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود و (١) أبو بكر البرقاني (٢) ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي قال (٣) قال هذيل بن شرحبيل (٤) أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥).

ومن كتاب أخطب خطباء خوارزم يرفع الحديث إلى سلمان الفارسي

__________________

( ١ ـ ٣ ) من المصدر.

(٢) ج وق : البرواي ( كذا ).

(٤) المصدر : هزيل بن شرحبيل.

(٥) عمدة عيون صحاح الاخبار : ٧٨ نقلا عن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع من المتفق عليه من مسلم ، والبخاري ، من مسند عبد الله بن ابي عوفى ، بالاسناد المقدم عن طلحة بن مصرّف قال :

سألت عبد الله بن ابي عوفى ، هل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اوصى؟ فقال : لا فقلت : فكيف كتب على الناس الوصية؟ أو أمر بالوصية فقال : أوصى بكتاب الله قال الحميدي : وفي حديث ابن مهدي زيادة ذكرها ابو مسعود وأبو بكر البرقاني ولم يخرجها البخاري ولا مسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي قال : قال هزيل بن شرحبيل : ابو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي حديث وكيع ، قلت : فكيف امر الناس بالوصية؟ وفي حديث ابن نمير : كيف كتب على المسلمين الوصية؟ وليس لطلحة بن مصرّف عن ابن ابي عوفى في الصحيحين غير هذا الحديث الواحد. قال يحيى بن الحسن ومما يدل على وجوب الوصية ، ما هو مذكور في صحيح مسلم في الجزء الثالث من اجزاء ستة في ثلثه الاخير منه في كتاب الفرائض ( ـ ذكر مسلم في صحيحه : ٥ / ٧٠.

وبسنده عن ابن شهاب ، عن سالم عن ابيه ، انه سمع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصى فيه يبيت ثلاث ليال الا ووصيته عنده مكتوبة. قال عبد الله بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذلك الا وعندي وصيتي. اقول هناك احاديث اخرى في هذا الباب ذكرها مسلم والبخاري في صحيحه : ٤ / ٢ و ٣ فراجع. ).

٤٣٠

عن النبي (١) صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لعلي يا علي تختم باليمين تكن (٢) من المقربين قال يا رسول الله وما المقربون قال جبرئيل وميكائيل قال فبم أتختم (٣) يا رسول الله قال بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعتك (٤) بالفردوس ومن حديث رفعه المذكور إلى أم سلمة يقول النبي عليه‌السلام (٥)

__________________

(١) قال الخوارزمي في مناقبه ٢٣٣. واخبرني شهردار هذا اجازة اخبرني ابي شيرويه اخبرني ابو طالب احمد بن محمد بن خال الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من اجل سماعه في مسجد الشونيزية رحمه‌الله اخبرني ابو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة الصعداني اخبرني ابو القاسم اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الحلبي بمصر اخبرني ابو احمد العباس بن الفضل بن جعفر الملي حدثني علي بن العباس المقانعي حدثني سعد بن مزيد الكندي عن عبد الله بن حازم الخزاعي عن ابراهيم بن موسى الجهني عن سلمان الفارسي ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعلي عليه‌السلام : يا علي تختم باليمين تكن من المقربين. قال : يا رسول الله ومن المقربون؟ قال : جبرئيل وميكائيل. قال : فبم اتختم يا رسول الله؟ قال : بالعقيق الاحمر فانه اقر لله بالعبودية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالامامة ولمحبيك بالجنة ولشيعة ولدك بالفردوس والحديث ايضا ذكر في نزهة المجالس : ٢ / ٢٠٨. ومناقب ابن المغازلي : ٢٨١.

(٢) في كل النسخ : تكون وظاهرا هو من سهو قلم الناسخ.

(٣) ه‍ ق : الختم.

(٤) ن : لشيعتك وولدك.

(٥) واول الحديث كما جاء في هذا المصدر :

عن ابي بكر احمد بن موسى بن مردويه هذا اخبرني ابو بكر احمد بن محمد السري بن يحيى التميمي حدثني المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني ابي ، حدثني عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن ابي الجهم ، حدثني ابي ، عن ابان بن تغلب عن علي بن محمد بن المنكدر ، عن ام سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكانت الطف نساءه ، واشدهن له حبا ، قال : وكان لها مولى خصها ورباها ، وكان لا يصلي صلاة الا سب عليا وشتمه ، فقالت له : يا ابة ما حملك على سب علي؟ قال : لانه قتل عثمان وشرك في دمه ، فقالت له : اما انه لو لا انك مولاي وربيتني وانك عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكن اجلس حتى احدثك عن علي وما رايته. قد اقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان يومي ، وانما

٤٣١

يا أم سلمة لا تلوموني (١) فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر (٢) أن أوصي به (٣) عليا من بعدي وكنت بين جبرئيل وعلي (٤) ـ جبرئيل عن يميني وعلي عن شمالي فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة فاعذريني ولا تلوموني (٥) إن الله اختار من كل أمة نبيا واختار لكل نبي وصيا وأنا نبي (٦) هذه الأمة وعلي وصيي في عشيرتي (٧) وأهل بيتي وأمتي من بعدي (٨)

__________________

كان نصيبي في تسعة ايام ، يوم واحد فدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مخلل اصابعه في اصابع علي عليه‌السلام واضعا يده عليه ، فقال : يا ام سلمة ، اخرجي من البيت واخليه لنا ، فخرجت واقبلا يتناجيان ، واسمع الكلام ولا ادري ما يقولان ، حتى اذا انا قلت قد انتصف النهار واقبلت فقلت : السلام عليكم ، ألج؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تلجي وارجعي الى مكانك. ثم تناجيا طويلا ، حتى قام عمود الظهر ، فقلت : ذهب يومي وشغله علي ، فأقبلت أمشي ، حتى وقفت على الباب ، فقلت : السلام عليكم ، ألج؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تلجي ، فرجعت وجلست مكاني حتى اذا انا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج الى الصلاة ، فيذهب يومي ولم ار قط اطول منه ، اقبلت امشي حتى وقفت على باب الدار ، فقلت : السلام عليكم ، ألج؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم ، فلجي ، فدخلت وعلي عليه‌السلام واضع يده على ركبتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قد أدنى فاه من اذن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اذن علي عليه‌السلام يتساران ، وعلي يقول افأمضي؟ وافعل؟ والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : نعم. فدخلت وعلي معرض وجهه حتى دخلت وخرج ، فاخذني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واقعدني في حجره فالتزمني فاصاب مني ما يصيب الرجل من اهله من اللطف والاعتذار ، ثم قال لي : يا ام سلمة لا تلوميني ... الى آخره.

( ١ ـ ٥ ) ن والمصدر : لا تلوميني.

(٢) ن : يأمرني.

(٣) لا توجد في : ن.

(٤) المصدر بزيادة : و.

(٦) ن : والمصدر : فانا نبي.

(٧) المصدر : عترتي.

(٨) تتمة الحديث كما جاء في هذا المصدر : فهذا ما شهدت من علي عليه‌السلام ، الان يا ابتاه فسبه او دعه. فاقبل ابوها يناجي الليل والنهار ، ويقول : اللهم اغفر لي ما جهلت من امر علي

٤٣٢

ومنه بحذف الإسناد (١) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا أنس اسكب لي وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فكتمته (٢) إذ جاء علي فقال من هذا يا أنس فقلت (٣) علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم قام (٤) يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي عن (٥) وجهه فقال (٦) يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت (٧) بي قبل فقال ما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (٨).

وروى أخطب خطباء خوارزم مرفوعا (٩) إلى علي عليه‌السلام قال :

__________________

ابن ابي طالب عليه‌السلام فان وليي وليي علي ، وعدوي عدو علي ، فتاب المولى توبة نصوحا ، واقبل فيما بقى من دهره يدعو الله ان يغفر له. انظر مناقب الخوارزمي : ٨٩ و ٩٠.

(١) قال : وانبأني ابو العلاء هذا ، اخبرني الحسن بن احمد المقري اخبرنا احمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا ابو عبد الله محمد بن علي بن مخلد ، حدثني محمد بن عثمان بن ابي شيبة ، حدثني ابراهيم بن محمد بن ميمون حدثني علي بن عباس عن الحرث بن حصين عن القاسم بن جندب عن انس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... الحديث.

(٢) المصدر : وكتمته.

(٣) المصدر : فقلت جاء علي.

(٤) المصدر : جعل.

(٥) المصدر : على.

(٦) المصدر بزيادة : علي.

(٧) المصدر : صنعته بي من قبل.

(٨) مناقب الخوارزمي : ٤٢.

وذكره ايضا ابو نعيم في حلية الاولياء : ١ / ٦٣.

(٩) قال الخوارزمي : واخبرني شهردار هذا اجازة ، اخبرني ابي شيرويه بن شهردار الديلمي ، اخبرني ابو الفضل احمد بن الحسين بن خيرون الباقلاني الامين فيما اجازني ، اخبرني ابو علي الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد اخبرني احمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الدراع بالنهروان ،

٤٣٣

خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم نمشي في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بأخرى هذا النبي المصطفى و (١) علي المرتضى ثم جزنا (٢) فصاحت ثانية بثالثة هذا موسى وأخوه هارون ثم جزناها (٣) فصاحت رابعة بخامسة (٤) هذا نوح وإبراهيم ثم جزناها (٥) فصاحت سادسة بسابعة (٦) هذا محمد سيد النبيين (٧) وعلي سيد الوصيين فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي وفضلك (٨).

ومن كتاب ابن المغازلي الشافعي يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لفاطمة ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك (٩).

__________________

حدثني صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة ابو العباس ، حدثني ابي ، حدثني الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين بن علي عن ابيه علي عليه‌السلام قال : خرجت ... الحديث.

(١) المصدر بزيادة : اخوه.

( ٢ ، ٣ ، ٥ ) المصدر : جزناهما.

(٤) المصدر : ثالثة برابعة.

(٦) المصدر : رابعة بخامسة.

(٧) المصدر بزيادة : هذا.

(٨) مناقب الخوارزمي : ٢٢١ وفرائد السمطين : ١ / ١٣٧ باختلاف في لفظه ، ميزان الاعتدال : ١ / ٧٩ لسان الميزان : ١ / ٣١٧ أرجح المطالب : ٣٦.

(٩) قال : ص ١٠١.

اخبرنا ابو غالب محمد بن احمد بن سهل النحوي رحمه‌الله إذنا انّ ابا الفتح محمد بن الحسن البغدادي حدثهم ، قال : قرئ على ابي محمد جعفر بن نصير الخلدي وانا اسمع : حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ، حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا حسين الاشقر ، عن قيس ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن ابي ايوب الانصاري ، انّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرض مرضة ، فدخلت عليه فاطمة صلّى الله عليها تعوده ، وهو ناقه من مرضه ، فلما رأت ما برسول الله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى خرجت دمعتها فقال لها : يا فاطمة ان الله عزّ وجلّ اطلع الى الارض اطلاعة ، فاختار منها اباك ، فبعثه نبيا ، ثم اطلع اليها ثانية فاختار منها بعلك ، فاوحى اليّ فانكحته واتخذته وصيا ، اما علمت يا فاطمة ، انّ لكرامة الله اياك زوّجك

٤٣٤

__________________

اعظمهم حلما ، واقدمهم سلما ، واعلمهم علما؟ فسرّت بذلك فاطمة عليها‌السلام واستبشرت. ثم قال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا فاطمة لعلي ثمانية اضراس ثواقب ، ايمان بالله وبرسوله وحكمته وتزويجه فاطمة ، وسبطاه الحسن والحسين وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر وقضاه بكتاب الله عزّ وجلّ يا فاطمة ، انا اهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها احد من الاولين ، ولا الاخرين قبلنا ـ او قال : ولا يدركها احد من الاخرين غيرنا ـ نبينا افضل الانبياء وهو ابوك ، ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم ابيك ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر ابن عمك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الامة. والحديث كما جاء في مجمع الزوائد للهيثمي : ٩ / ١٦٥ قال :

وعن علي بن علي الهلالي عن ابيه قال : دخلت على رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة سلام الله عليها عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟

فقالت : اخشى الضيعة بعدك فقال : يا حبيبتي اما علمت ان الله عزّ وجلّ اطلع على الارض اطلاعة فاختار منها اباك فبعثه برسالته ثم اطلع الى الارض اطلاعة فاختار منها بعلك واوحى اليّ ان انكحك اياه؟ يا فاطمة ونحن اهل بيت قد اعطانا الله سبع خصال لم يعط احدا قبلنا ولا يعطي احدا بعدنا ، انا خاتم النبيين واكرم النبيين على الله ، واحب المخلوقين الى الله عزّ وجلّ ، وانا ابوك ووصيي خير الاوصياء واحبهم الى الله وهو بعلك ، الحديث وروى المتقي في كنز العمال : ٦ / ١٥٣ ، قال :

اما علمت ان الله عزّ وجلّ اطلع على اهل الارض فاختار منهم اباك فبعثه نبيا؟ ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فاوحى اليّ فانكحتكه واتخذته وصيا قاله لفاطمة عليها‌السلام.

ذكره ايضا الهيثمي في مجمعه : ٨ / ٢٥٣.

وفي كنز العمال : ٦ / ٣٩٢ ، قال :

عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم : يا بني عبد المطلب اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد امرني الله ان ادعوكم اليه فايكم يوازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال : فاحجم القوم عنها جميعا ، قلت : يا نبي الله اكون وزيرك عليه ، فاخذ برقبتي ثم قال : هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا. وايضا في مجمع الزوائد : ٦ / ٣٩٧.

عن علي عليه‌السلام لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ( الى ان قال ) ان هذا اخي

٤٣٥

إذا عرفت هذا ظهر لك غلط أبي عثمان فيما ادعاه من نفي الوصية وأن الأمة لا تعرف من ذلك قليلا ولا كثيرا ومنها ما يتضمن الخلافة في أهله وأنه أمير المؤمنين وأن العقيق مقر له بالولاية ولولده (١) بالإمامة ومنع الجاحظ الجميع.

وإذا تقرر هذا فاعلم أنه مقو لما ذكرناه من الوجه في المدافعة (٢) عن

__________________

ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد امرك ان تسمع وتطيع لعلي. وفي كنوز الحقائق للمناوي : ص ٤٢ :

انا خاتم الانبياء ، وانت يا علي خاتم الاوصياء.

وفي تاريخ بغداد : ١٠ / ٣٥٦.

بسنده عن انس بن مالك قال : لما حضرت وفاة ابي بكر ( وساق الحديث الى ان قال ) : قال : اي ابو بكر ـ سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول : ان على الصراط لعقبة لا يجوزها احد الاّ بجواز من علي بن ابي طالب عليه‌السلام ( الى ان قال ) قال انس : فلما افضت الخلافة الى عمر قال لي علي عليه‌السلام ( وساق الحديث الى ان قال ) : وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول : انا خاتم الانبياء وانت يا علي خاتم الاولياء.

وفي كنوز الحقائق : ص ١٢١.

لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثي. وكذلك رواه المحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٧٨.

وروى الخطيب في تاريخ بغداد : ١١ / ١١٢.

بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم : ما في القيامة راكب غيرنا نحن اربعة ( وساق الحديث الى ان قال ) واخي علي على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت احمر ، قضبانها من الدر الابيض على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركنا ما من ركن الا وفيه ياقوتة حمراء تضيء للراكب المحث عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد وهو ينادي : اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ، فيقول الخلائق : ما هذا الا نبي مرسل أو ملك مقرب ، فينادي مناد من بطنان العرش :

ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، هذا علي بن ابي طالب وصي رسول الله رب العالمين ، وامام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٢) ن بزيادة : وذكر كلاما.

٤٣٦

النص إذ هذا الشيخ ليس له سبب (١) على ما أعرف في المتقدمين على علي عليه‌السلام ولا محل قابل للرئاسة والتقدم بطريقهم بحيث يكون خليفة متبوعا فهو (٢) متطلع (٣) على السيرة فبالأخلق أن يكون دافع فما ظنك بغيره ممن يؤثر الرئاسة وأتباعهم ممن نفعهم نفعهم ورفعهم رفعهم ووضعهم وضعهم.

وهذه الآثار من طرق القوم من جهات معروفة ليست من كتب الروافض كما يزعم وتدليس للشيعة (٤) كما يتوهم.

قال وزعم ناس من العثمانية أن الله قد اختار للناس إماما (٥) لأن الله تعالى (٦) قال ( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) (٧) وقد عرفنا صفة العدالة فمتى رأيناها في إنسان علمنا أنه الذي (٨) عنا الله بالآية وإن لم يسمه فيها وكذلك قول الرسول ليؤمكم خياركم (٩).

والذي يقال عند هذا إن هذا أحد متعلقات الشيعة إذ قد قرروا أن

__________________

(١) ن : نسب.

(٢) ن : وهو.

(٣) ن بزيادة : به.

(٤) ن : الشيعة.

(٥) المصدر بزيادة : ونصب لهم قيّما على معنى الدلالة والايضاح عنه بالعلامة لا على النص والتسمية.

(٦) المصدر بزيادة : اذا.

(٧) الطلاق : ٢

والآية كاملة : ( فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ، وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ).

(٨) المصدر بزيادة : كان.

(٩) العثمانية : ٢٧٧.

٤٣٧

خير المسلمين (١) علي بن أبي طالب وأوضحوا برهان ذلك عيانا وأثرا.

فتى ما تخطي خطوة لدنية

ولا مد في يوم إلى سوءة يدا.

وذكر التقدم في الصلاة (٢) وقد ذكرنا الجواب عنه وأن أحدا من الإمامية لا يوافق علما ولا ظنا على أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بذلك ولو كان فلا يقدر أحد أن يقول إني أعلم كون علي كان مأموما لأبي بكر في الصلاة مقدما عليه وهو موضع غرض الخصم وادعى الجاحظ أن الذي ذكره جمل جوابات العثمانية لجمل مسائل الرافضة والزيدية ولو لا (٣) أن فيما قدمه غنى عما أخره لقد فسره كما أجمله في كلمات منمقات ولفظات ملفقات (٤).

وأقول على هذا إنه بهت في إيهامه (٥) قصد الإيجاز بل الذي ظهر منه أنه أطال من غير حاجة وكرر من غير ضرورة وأساء الأدب من غير مناسبة وفي المثل أول الغي الاختلاط وأسوء القول الإفراط لكنا نحن نقول إنا لو أجرينا في ميادين البلاغة خيولها وبلغنا اليراعة أفانين سؤلها ومأمولها لصدعت غياهب الإيهام (٦) بفجر غايات إبانتها وصرعت كتائب المغالط بسهام نهايات بسالتها وفجرت ينابيع الحكم من صفاة صلادتها وسجرت (٧) وطيس القول الألزم بشفاه أوارها وحرارتها ولكنها حالفت الإغضاء عن تشقيق المقال وخالفت انتضاء سيوف اللقاء بدقيق الجدال ورأت أن الحق إذا

__________________

(١) ن : المرسلين.

(٢) العثمانية : ٢٧٧.

(٣) ن : ولو انّ ....

(٤) العثمانية : ٢٧٩.

(٥) ق : ابهامه.

(٦) ن : الابهام.

(٧) ق : وشجرت.

٤٣٨

قامت بالقول اليسير دعائمه وحامت بالصول الحقير عزائمه وخامت (١) به من الخصم غلواؤه وشكائمه (٢) فلا ضرورة لها إذن إلى صفها صف المنازلات وخطفها عصف المبارزات وقنعت بأنفاس كتائبها عن خوض بحار المآزم ورفضت مراس مقانبها رفض الوادع الآمن نزال الجانح الخائم (٣) ورأت أن العار قلادة منازلته (٤) والفخار معقود بجبهات متاركته وكيف لا يكون الأمر كذا وأمير المؤمنين عليه‌السلام منصور مباحثنا وشرفه الفنون منثور منافثنا ومناقبه ترفرف على أندية محافلنا وثواقبه تشرف على أفنية لطائفنا تنطق لسان البليد وتطلق بنان الوليد وتخرس بيان الخطيب المجيد العنيد ولئن تفوه بلفظ فإن لفظه تخالفه سرائره ولبه يعاصفه ويقاهره فالحمد لله الذي جعل لنا نصيبا من نزال الكتائب في خدمة مولانا بشفرات اليراع وقلبا مجيبا إلى الصيال بنيات تنافر مدافعات الخداع وتحثنا على اللقاء حث الركاب إلى لقاء الأحباب وتحدنا عن التضجيع (٥) حد الوالد الرءوف عن الولد الموافق فنون الأتعاب.

وها نحن نرجو من دفاع ابن فاطم

معاقل من يحلل بها لم يروع

يحث عليها منه عزم وسؤدد

تذري سنان الفخر غير مدفع

أغث من رماه الدهر عن قوس فتكه (٦)

بسهم متى يقرع (٧) صفا القلب يصدع

ورو بصوب منك جدبا تباعدت

سحائبه يروي الربا غير مقلع

وإلا فمن للحادثات إذا عرت

يحايدها عزم الكمي المقنع.

__________________

(١) خام : جبن.

(٢) الشكائم : مفرده شكيمة : الانفة.

(٣) ن : الحائم.

(٤) ن : منازلة.

(٥) تضجع في الامر : قصّر فيه.

(٦) ن : فتكة.

(٧) ق : يصرع.

٤٣٩

أقول إنه ينبغي للعاقل أن يتدبر حال أبي عثمان الجاحظ ليعرف وجوه وجوب الرد عليه ولزوم السعي في الإيراد إليه.

صنف هذا الكتاب ناصرا لفرقة سماها العثمانية وهو تدليس وتلبيس إذ ليس حاصل الكتاب متعلقا بالمسمين بهذه القضية.

وصنف كتابا ينصر فيه فرقة سماها بالعباسية ولا أعرف فرقة تسمى بهذا الاسم كما تسمى الفرقة الشافعية بالشافعية والحنفية بالحنفية أصحاب مباحث عقلية أو نقلية بل ابتدأ تقريرات ومباحثات ينصر من أراده ويحرر إصداره وإيراده.

وصنف كتابا للفرقة العلوية بناه على قواعدهم المشهورة الجلية يضرب القرابة عند ذلك بالقرابة والصحابة بالصحابة فأغرى كل فريق بفريقه بما زبره من ترويقه وتنميقه وما خلت مطاوي هذا الكتاب الذي نحن بصدده من ضرب الأنساب بالأنساب والأصحاب بالأصحاب شيمة متفرج على أرباب المذاهب غير حان على دين ثابت الأساس باسق الذوائب أكد الفتنة وولد المحنة ومضى هازلا في مقام جاد (١) مازحا في نظام استعداد وخاصة هذا كتاب العثمانية فإنه بالغ في تصغير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قلب الإسلام ويديه (٢).

ولن يضر علا (٣) الأفلاك عائبه

والنقص إذ ذاك طوق المبغض الشاني

سيان إن جهل المهذار منقبها

أو عاند المجد قصد الخائف (٤) الجاني

مفاخر لأبي السبطين يعرفها

قلب البسيطة جهرا أي عرفان

__________________

(١) ق بزيادة : و.

(٢) لا توجد في : ن وفيها زيادة : ونشدته.

(٣) ق : على.

(٤) ن : الخائف.

٤٤٠