بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

بيت المال والإشكال إنما يلزم إذا جرى هذا وما جرى.

قال ولو أن قائلا قال أنا أزعم أن الناس كلهم بعد بني عبد المطلب لصلبه سواء كما قلتم إن الناس كلهم بعد بني هاشم سواء (١) ورتب على هذا حديثا أطال فيه وإذا (٢) كان الأصل مهدوما فما ظنك بفرعه إذ لا يقول أحد إن الناس كلهم بعد بني هاشم سواء في شرف الأنساب وذكر غير هذا مما لا صيور له.

قال وأما ما ذكروا من (٣) أن الزبير خرج شادا بسيفه يوم السقيفة (٤) وبعد ذلك في كلام فيه بسط وقال بعده وكيف علمتم أن الزبير إنما شد بسيفه (٥) ليؤكد لعلي إمامة (٦) في فنون من هذا ساقطة.

والذي يقال على هذا إن أبا بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب كتاب السقيفة ولا أعرفه في عدادنا بوجه من الوجوه قال (٧) أخبرنا أبو زيد عمر بن شبه ـ قال حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا النضر بن شميل (٨) ـ قال حدثنا محمد بن عمرو ـ عن سلمان (٩) بن عبد الرحمن قال رجع أبو بكر فجلس على المنبر وبايعه الناس ودخل علي والزبير وناس من بني هاشم بيت (١٠) فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء

__________________

(١) العثمانية : ٢١٩ ، ٢٢٠.

(٢) ق : فاذا.

(٣) لا توجد في : ق.

(٤) العثمانية : ٢٢١.

(٥) في المصدر : سل سيفه.

(٦) ن والمصدر امامته. انظر العثمانية : ٢٢٢.

(٧) لا يوجد في : ق.

(٨) ق : شبيل.

(٩) في المصدر : مسلمة.

(١٠) في المصدر : لما جلس ابو بكر على المنبر ، كان علي والزبير وناس من بني هاشم في بيت فاطمة ...

٤٠١

عمر (١) فقال والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لنحرقن عليكم (٢) فخرج الزبير مصلتا بالسيف (٣) فاعتنقه رجل من الأنصار وزياد بن لبيد فدق به فبدر السيف فقال (٤) أبو بكر وهو على المنبر اضرب به الحجر قال أبو عمر (٥) بن حماس (٦) فقد (٧) رأيت الحجر فيه أثر (٨) تلك (٩) الضربة الغرض من الحديث (١٠).

وروى غير ذلك مرفوعا من كون عمر حضر عند فاطمة وتهددها بأن يحرق على علي والزبير إذا دخلا منزلها.

وضعف الخائن ما يروى في هذا بما ثبت من محاربة الزبير لعلي وبأنه كان بين الزبير وأبي بكر أسباب واشجة فمن ذلك إسلامه على يده واحتماله مئونته في مصاهرته حيث رغب إليه في تزويجه ابنته أسماء (١١) ـ.

والذي يقال على هذا إن الزبير ظهرت عداوته لعلي عليه‌السلام بعد أن شم روائح الملك واستنشق نسيم الخلافة بإدخاله في الشورى.

والذي أورده الخائن لا يرد على هذا.

وأما ما ذكر من الأسباب الواشجة بينه وبين أبي بكر فقد كان ينبغي أن

__________________

(١) المصدر بزيادة : اليهم.

(٢) في المصدر : لاحرقن البيت عليكم.

(٣) لا يوجد في : ن. وفي المصدر : سيفه.

(٤) في المصدر : فصاح به.

(٥) في المصدر : ابو عمرو.

(٦) ن : خماس.

(٧) المصدر : فلقد.

(٨) لا توجد في المصدر.

(٩) لا توجد في : ق.

(١٠) السقيفة : ٥٠.

(١١) العثمانية : ٢٢٢ ـ ٢٢٦.

٤٠٢

يستدل على أن ذلك كان وقت الخلافة موجودا وما ادعى ذلك ولو ثبت ذلك وهو ثابت ما قدح في الرواية إذ الأمر الفظيع تأباه الغرائز العربية وتغار منه النفوس الأبية والأديان القوية ولا نقول إن الزبير ما كان في وقت من الأوقات متدينا ولكنه بعد (١) ما خرج على الإمام العادل للعلة التي ذكرت.

ويكفي أرباب الإمامة في مصادمة الزبير كون الإجماع ما حصل وهذا وارد على أوائل كلامه.

وذكر مناظرة الزبير لعلي يوم الشورى قال أخبرني بهذا الكلام أبو زفر عن ضراب (٢) قال وخبرني (٣) جماعة من العثمانية عن محمد بن عائشة (٤).

والذي يقال على هذا إن الخائن متهم وقد بينا وجوه تهمته ولا حاجة إلى أن نذكر الفوائت بل الكتاب ليست منقطعة عنه موارد التهمات.

والعجب أن يستدل على الإمامية بروايته عن أبي زفر ومن أبو زفر وعن ضراب ومن ضراب ثم عمن روى ضراب (٥) إذ كان ليس من الصحابة ولا أراه من التابعين.

وأما الرواية عن جماعة من العثمانية فمن الطرائف إيرادها في مساقط النزاع ومآزم (٦) المصاع على الإمامية ولئن ثبتت فهي قادحة في الزبير لأنها تكذيب لما ثبت عند القوم من تفضيل أمير المؤمنين عليه‌السلام بلسان الرسالة.

__________________

(١) ن بزيادة : ما.

(٢) ق : ضرار.

(٣) ق : اخبرني.

(٤) العثمانية : ٢٢٥.

(٥) ق وج : ابو ضراب.

(٦) مآزم : مفرده مأزم ، المضيق. والمصاع : مصدر ماصع ، المجالدة والمقاتلة ، ( المنجد ).

٤٠٣

وقد أوردت في كتاب الروح على هذه المناظرة المدعاة ما يدحضها وينقضها وفيها تصغير لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ فيها تعيير (١) علي بكونه كان في الشعب مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وادعى أن الروافض تقول بأن حذيفة وعمارا كانا كافرين ثم تابا (٢) ولا أعرف هذا قولا لإمامي.

وزعم أنهما قالا لا يلي هذا الأمر بعد عمر إلا أصغر (٣) أبتر (٤) ولا نعرف هذا أيضا بل مخالصتهما لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وأن عمارا قتل بين يديه وكان أحد الدلائل على أن معاوية وأصحابه الفئة الباغية بما ثبت عن القوم وقد أسلفته في مطاوي هذا الكتاب (٥) قال فإن قالوا فما تقول (٦) في خطبة أبي بكر التي خطب بها أول خلافته وليتكم ولست بخيركم (٧) وذكر وجه الطعن وذكر وجوها تنافي كون هذا محمولا على الظاهر (٨) وليس ذلك مما يوافق عليه الخصوم.

وتعلق أيضا بكون عمر رضوان الله عليه قال كل أحد أفقه من عمر عند النهي عن المغالاة في المهور (٩) (١٠).

وهذا التعلق مما تتعلق به الجارودية أيضا فهو محتاج إلى حمل (١١)

__________________

(١) ن. تصغير.

(٢) العثمانية : ٢٢٦.

(٣) المصدر : اصفر.

(٤) العثمانية : ٢٢٦.

(٥) تقدمت الاشارة اليه ص : ١٧٢.

(٦) ن : فيما يقول. والمصدر : فما قول.

( ٧ ، ٨ ) العثمانية : ٢٢٧.

(٩) ق : المهر.

(١٠) العثمانية : ٢٣٠.

(١١) ن : حل.

٤٠٤

كالأول قال لسان الجارودية والعجب من الخائن كيف يداوي الداء بالداء والعلة بالعلة.

وقرر أيضا تأويله بتواضع أبي بكر لعمر رضوان الله عليهما وهو خير منه (١).

والذي يقول لسان الجارودية إن كل إنسان أعلم بباطنه وما يدرينا أن أبا بكر رضوان الله عليه ما كان يعرف فضل عمر في الباطن عليه أو أنه كان يتألفه لأنه عضده ويده في غير ذلك من وجوه التأويلات الدافعة لتأويله.

وادعى آثارا في فضيلة عمر وأبي عبيدة رواها من جهته غير مرفوعة ولا مسندة إلى رجل أصلا والغرض من مدح أبي عبيدة كونه موافقا على بيعة أبي بكر رضوان الله عليه.

قال ولو كان ذلك عن مواطأة منه لأبي بكر ما استعمل عليه خالد بن الوليد أميرا أيام حياته (٢).

والجارودية تقول لعله وجد من خالد الكفاءة التي (٣) لا يجدها من أبي عبيدة فتعداه وأمر خالدا عليه.

وقال أي (٤) بيعة أثبت من بيعة عقدها عبد الله بن مسعود والنبي عليه‌السلام يقول رضيت لأمتي ما رضيه (٥) لها ابن أم عبد وكرهت لها ما كره لها (٦) ابن أم عبد (٧).

__________________

(١) انظر العثمانية : ٢٣٠.

(٢) العثمانية : ٢٣٣.

(٣) لا توجد في : ن.

(٤) المصدر : ايّة.

(٥) المصدر : رضى.

(٦) لا توجد في المصدر.

(٧) العثمانية : ٢٣٤.

٤٠٥

وهذه الرواية تحتاج إلى برهان الثبوت وهي مشكل (١) عند الجارودية في شأن عثمان رضوان الله عليه.

وذكر أن عبد الله بن مسعود أثنى على عثمان (٢).

والجارودية تقول لا تقوم (٣) رواية الخصم بإزاء المعلوم من واقعة عثمان وابن مسعود.

وتعلق في ثبوت بيعة أبي بكر رضوان الله عليه أن أبا بكر لما استقال قال علي والله لا نقيلك (٤).

والجارودية في هذا المقام تستغرب هذا القول جدا ويقول لسان حالها إن الشقشقية (٥) سمرنا واعتبار معانيها دأبنا فكيف تقابل (٦) بهذا مع هذا.

وجاء بحديث (٧) سيدا كهول (٨) أهل الجنة (٩) وقد سلف الجواب عنه.

وذكر أن عليا قال ما أحد أحب إلي (١٠) أن ألقى الله بمثل صحيفته من هذا (١١) المسجى (١٢).

__________________

(١) ن : تشكل.

(٢) العثمانية : ٢٣٤.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٤) العثمانية : ٢٣٥.

(٥) الخطبة الثالثة من نهج البلاغة.

(٦) ن : نقابل.

(٧) ق : الحديث.

(٨) ق : سيد كهول.

(٩) العثمانية : ٢٣٥.

(١٠) في المصدر باضافة : من.

(١١) ن : صحيفة هذا.

(١٢) العثمانية : ٢٣٥.

٤٠٦

وهذا يرجع حاصله إلى أن عليا كان يرى أن أبا بكر رضوان الله عليه خير من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والجارودية تورد على هذا شيئا ما أرى ذكره.

وادعى نحو هذا من جنسه (١) والجارودية على مباحثها لا تنزع عنها. وذكر تزويج عمر رضوان الله عليه وتعلق بتسمية علي أولاده فلانا وفلانا بأسماء أئمته وقادته (٢) والجارودية لا تنزع عن مراتبها في مناظراتها عند هذه ولا أقدم على ذكر ما تقتضيه مذاهبهم (٣) في ذلك إذ الكف عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأخيار متعين واجب رضي الله تعالى عنهم وقدسهم.

وتعجب من إلزام الروافض تسليمهم (٤) خبر المنزلة وغيره وكونهم لا يلتزمون بصواب ما يرويه (٥).

أقول إنه قد سبق الجواب عن هذا في جملة سلفت (٦).

وتقرر الجارودية هاهنا شيئا من ذلك فتقول فرق بين من أقر بما عليه وبين من (٧) ادعى على خصمه ما ينكره ولا شاهد له منه ولئن قبل قول كل

__________________

(١) قال الجاحظ : وبلغه ان رجلا تناول ابا بكر وعمر فقال للرجل لو سمعت منك الذي بلغني لا لقيت اكثرك شعرا. وايضا ذكر ان عليا عليه‌السلام قال : لو اتيت برجل يشتمهما لجلدته حد المفتري. انظر العثمانية : ٢٣٦.

(٢) العثمانية : ٢٣٧.

(٣) ق : يقتضيه مذهبهم.

(٤) ق : بتسليمهم.

(٥) قال : والعجب انهم يوجبون على الناس تصديقهم ... ( الى ان قال ) : وان النبي قال انت مني بمنزلة هارون من موسى ... العثمانية : ٢٣٧ ـ ٢٣٨.

(٦) ص (١٦٠).

(٧) ج : ما.

٤٠٧

مدع ذهب نور الإسلام وغير الإسلام إذ كل يروي ما يرد على خصمه ويدعي ما يدحض مراسم مغالبه.

وأعاد حديث إسلام علي في صغره (١) وقد أجبنا عنه (٢) وكرر (٣) حديث الغار والصديق (٤) والصلاة بالناس وقد سبق الجواب عنه (٥).

وتعلق بأن أبا بكر عرفهم أن النبي عليه‌السلام مات وعلي ما تكلم بذلك (٦).

واعترض ذلك بأن عليا كان مشغولا بحزنه (٧) وفضل أبا بكر بكونه عرف الأنصار فضل المهاجرين خوف الفتنة وعلي بمعزل حتى كأنه كان غائبا واعترض ذلك (٨).

وتعترض الجارودية هذا بما أن الجاحظ غلط في قوله حتى كأنه كان غائبا إذ الذي كان ينبغي حيث كان علي غائبا إذ السيرة شهدت بأن البيعة وقعت وعلي مشغول بجهاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وتتعجب الجارودية من ادعاء الفضيلة بتفضيل من فضل قريشا على الأنصار وهو مريد للتآمر عليهم وعلى غيرهم بذلك.

__________________

(١) العثمانية : ٢٣٨.

(٢) ص : (٣٠).

(٣) العثمانية : ٢٣٩.

(٤) ن : التصديق.

(٥) ص (٦٥).

(٦) العثمانية : ٢٣٩.

(٧) المصدر : السابق.

(٨) المصدر : السابق.

٤٠٨

قال (١) فإن (٢) قلنا إن عليا رضي بالشورى قالوا هذا للتقية (٣). وهذا ناهض بالجواب وتقريره فيا لله وللشورى (٤) وغير ذلك.

قال (٥) فإن قيل فلم رضي بعبد الرحمن مختارا وعبد الرحمن عنده من عدوه وأدنى منازله أن يكون مخوفا عنده وأدنى من ذلك أن لا يكون الغلط مأمونا عليه (٦). هذا آخر ما رأيت من الكلام وهو غلط إذ يليق أن يكون تمامه قالوا للتقية وإذا (٧) كان الأمر كذا فقد حصل الجواب.

قال قلنا وهلا أظهر من الخلاف شيئا يسيرا (٨) إلينا وهلا نطق بحرف واحد بقدر ما يتخذه الناس بعده (٩) حجة ولم يكن بلغ أقصى خلافهم يرى (١٠) وعيدا أو إيقاعا (١١).

والجواب بما أن هذا حديث متلاعب فيه جدا بما ظهر من إنكار مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما جرى ومن التفصيل ما رويناه بالسند عن أخطب خطباء خوارزم في كتابه المناقب فإنه قال وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن

__________________

(١) العثمانيّة : ٢٤٠ منقول بالمعنى.

(٢) ن : وان.

(٣) ن : بالتقية.

(٤) الخطبة الشقشقية الخطبة الثالثة في نهج البلاغة وقد تقدمت الاشارة الى ذلك.

(٥) العثمانية : ٢٤٠.

(٦) المصدر : ان يكون الغلط غير مأمون عليه.

(٧) ن : فاذا.

(٨) ن : يسيرا.

(٩) المصدر : بعد.

(١٠) ن والمصدر : فيرى.

(١١) العثمانية : ٢٤٠.

٤٠٩

الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان أخبرنا (١) الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصفهان (٢) فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمرو (٣) بن إبراهيم الطهراني (٤) سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة أخبرنا (٥) الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني حدثني (٦) قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرني (٧) بهذا الحديث عاليا (٨) الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه حدثني سليمان بن أحمد (٩) حدثني علي بن سعيد (١٠) الرازي حدثني محمد بن حميد حدثني زافر بن أحمد حدثني الحارث بن محمد (١١) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله أولى (١٢) بالأمر منه

__________________

(١) المصدر : اخبرني.

(٢) لا توجد في المصدر.

(٣) المصدر : عمر.

(٤) ن : الظهراني.

(٥) المصدر : اخبرني.

(٦) لا توجد في المصدر.

(٧) المصدر : اخبرنا.

(٨) المصدر بزيادة : الامام.

(٩) المصدر : سليمان بن محمد بن احمد.

(١٠) المصدر : يعلي بن سعد.

(١١) المصدر : زاهر بن سليمان بن الحرث بن محمد.

(١٢) المصدر : احق.

٤١٠

فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان إذن لا أسمع ولا أطيع إن عمر جعلني في خمسة (١) أنا سادسهم (٢) لا يعرف لي فضل في الصلاح ولا يعرفونه لي مما (٣) نحن فيه شرع سواء وايم الله لو أشاء أن أتكلم بما (٤) لا يستطيع عربهم ولا عجمهم ولا المعاهد منهم (٥) ولا المشرك رد (٦) خصلة منها ثم قال :

أنشدكم بالله (٧) أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري قالوا لا قال أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله غيري قالوا لا قال أفيكم من له (٨) ابن عم مثل ابن عمي رسول الله قالوا لا قال أفيكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة قالوا لا قال أمنكم أحد له زوج مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء هذه الأمة قالوا لا قال أمنكم أحد له سبطان مثل (٩) الحسن والحسين سبطي (١٠) هذه الأمة ابني رسول الله غيري قالوا لا قال أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري قالوا لا (١١) قال أمنكم أحد وحد الله قبلي قالوا لا قال أمنكم أحد صلى إلى القبلتين غيري قالوا لا قال أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري قالوا لا قال

__________________

(١) المصدر : في خمس نفر.

(٢) المصدر بزيادة : لايم الله.

(٣) ن والمصدر : كما.

(٤) ثم.

(٥) لا توجد في : ن.

(٦) المصدر : ان يرد.

(٧) ن والمصدر : الله.

(٨) المصدر : امنكم احد له.

(٩) المصدر بزيادة : ولدي.

(١٠) كل النسخ : سبطا.

(١١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

٤١١

أمنكم أحد غسل رسول الله قبلي (١) قالوا لا قال أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا (٢) قالوا لا قال أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري قالوا لا قال أمنكم أحد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قرب إليه الطائر فأعجبه اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجئت وأنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت قال وإلي يا رب (٣) غيري قالوا لا (٤) قال أمنكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مني حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري قالوا لا قال أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير (٥) فاطمة (٦) قالوا لا قال أفيكم (٧) أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري قالوا لا (٨) قال أفيكم (٩) أحد يطهره (١٠) كتاب الله غيري (١١) حين (١٢) سد رسول الله أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي (١٣) حين (١٤) قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا يا

__________________

(١) المصدر : غيري.

(٢) ن والمصدر بزيادة : غيري.

(٣) المصدر بتكرار : والي يا رب.

(٤) المصدر بزيادة : قال : امنكم احد كان اقتل للمشركين عند كل شديدة. تنزل برسول الله غيري؟ قالوا : لا.

(٥) المصدر : وغير زوجتي فاطمة.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ق.

(٧) المصدر : امنكم.

(٨) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ق.

(٩) المصدر : امنكم.

(١٠) المصدر : يظهره.

(١١) ن بزيادة : قالوا : لا. قال : افيكم احد ترك بابه غيري؟

(١٢) المصدر : حتى.

(١٣) المصدر بزيادة : اليه.

(١٤) المصدر : حتى.

٤١٢

رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي فقال النبي عليه‌السلام ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم قالوا لا قال أفيكم (١) أحد تمم الله نوره من السماء حتى (٢) قال ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) (٣) (٤) قالوا اللهم لا قال أفيكم (٥) أحد ناجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ست عشرة مرة غيري (٦) (٧) حين قال ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) (٨) قالوا اللهم لا قال أفيكم (٩) أحد غمض رسول الله (١٠) قالوا لا قال أفيكم (١١) أحد آخر عهد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين وضع في (١٢) حفرته غيري قالوا لا (١٣).

وليس الغرض استقصاء ما نقل في هذا الباب إذ لذلك وغيره مظان في المطولات.

وذكر كلاما حكاه عن أسماء لا نعرف (١٤) أصله ولا يليق فرعه من غث

__________________

(١) المصدر : امنكم.

(٢) المصدر : حين.

(٣) الاسراء : ٢٦ والآية كاملة ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ).

(٤) المصدر بزيادة : غيري؟

(٥) المصدر : امنكم.

(٦) ن بزيادة : وتصدق.

(٧) ج ون بزيادة : قالوا : لا.

(٨) المجادلة : ١٢.

وتتمتها : ( ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).

(٩) المصدر : امنكم.

(١٠) المصدر : ولي غمض رسول الله غيري.

(١١) المصدر : امنكم.

(١٢) المصدر : آخر عهده برسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين وضعه.

(١٣) مناقب الخوارزمي : ٢٢٤ ، ٢٢٥.

(١٤) ن : يعرف.

٤١٣

الكلام (١) قال من قال ممازحة (٢) مع أمير المؤمنين عليه‌السلام استدل عن الجواب (٣) وتعلق ببيعة أمير المؤمنين ولا سيف على رأسه (٤) وقد أثبت القاعدة الجارودية في السيف ولم يستوف ولهم في هذا مقامات ومقالات وتعلقوا بالصحيح من الحديث من طرق القوم أن عليا وبني هاشم لم يبايعوا إلى أن ماتت فاطمة عليها‌السلام وكان لها وجهة من الناس فضرع علي إلى مصالحة أبي بكر. وتعلق بأنه زكاهم (٥) فالجارودية تدفع ذلك بل تنقل تعتبه (٦). وتعلق بأن أمير المؤمنين تعدى في مديحهم حتى قال لابن طلحة إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله تعالى ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) (٧).!

أقول وهذا شيء (٨) لو ثبت ما ضر الجارودية وما الذي يضر عاقلا من صفح الله تعالى عن مجرم ولكن الدعاوي من غير برهان والحديث الهذر على (٩) غير قاعدة مقلو عند أرباب الحمية مهجور في نادي الحياء

__________________

(١) ق : احلام.

(٢) ن : ممازحا.

(٣) قال الجاحظ : فان قلت : إن عليا قال لاسماء بنت عميس ـ وهي يومئذ امرأته ـ حين تفاخر ولدها من ابي بكر وجعفر وعلي عندها : اقضي بين ولدك. فقالت : ما رايت شابا كان اطهر من جعفر. ولا رأيت شيخا كان افضل من ابي بكر ، وان ثلاثة انت اخسهم لفضلاء. فلم ينكر ولم يحتج ولم يفرق ولم يتعجب. والكلام يؤثر والقضية تظهر. قالوا : ان فضله اظهر في الناس من ان يحتاج الى الاحتجاج ، وانما قالت ذلك ممازحة كما تمزح المرأة مع زوجها وتحرّش به.

انظر العثمانية : ٢٤٠.

(٤) العثمانية : ٢٤٠.

(٥) العثمانية : ٢٤١.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٧) العثمانية : ٢٤١.

(٨) لا توجد في : ق.

(٩) ق : من.

٤١٤

والأنفة.

وذكر شيئا يتعلق بتسمية أمير المؤمنين عليه‌السلام أولاده بأسماء من تقدم (١).

وذكر تزويج من تزوج عند أمير المؤمنين (٢) وقد سلف هذا وأعاد حديث أصحاب الردة متعلقا في ذلك بشجاعة الوالي (٣) وقد سبق الجواب عنه.

وتعلق في شجاعة من ذكر بكون عثمان عندكم أجبن من الأول وقد امتنع من نزع الخلافة حتى قتل (٤).

والجارودية يقول لسانها في ذلك لعله ما درى بما يئول الحال إليه والغرام بالملك يوقع في الخطر ويبعث على المتالف.

وأعاد حديث علي عليه‌السلام في كونه كان يعلم أنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وقد أسر إليه علم ما كان يحدث وهذا لا يشبه اتخاذ (٥) أبي موسى حكما عليه وقد سبق الجواب عن هذا بما (٦) أن المقهور معذور ومن جملة ما أسر النبي إليه ذلك.

وذكر شيئا يتعلق بكون الله تعالى أثنى على من بايع تحت الشجرة (٧) بعد كلام لم أر الخوض فيه إذ السباب البليغ (٨) مذاهب العامة ولسنا ممن يرضاه.

__________________

(١) العثمانية : ٢٤١.

(٢) العثمانية : ٢٤٢.

(٣) العثمانية : ٢٤٢.

(٤) العثمانية : ٢٤٣.

(٥) ن : انجاد.

(٦) العثمانية : ٢٤٣.

(٧) ق : ثم.

(٨) العثمانية : ٢٤٧.

٤١٥

وذكر شيئا حاصله انقياد الرعية وكونه دليل الشرف (١) والذي يقال على هذا إن من ملك وتصدر (٢) أطيع ومن تمكن وظهر اتبع هذا هو الغالب وقد تخالف الرعية راعيها وتعصي (٣) الأمة من تقدم عليها للعلل و (٤) الفنون إما من نقصه أو نقصها أو نقصه ونقصها.

وذكر أن عمر كان يعاتب أبا بكر في خالد وأن أبا بكر كان يقول لا أشيم سيفا سله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥).

ولا أعرف ما وجه الفضيلة في هذا لمن ينصره بل فيه دخل ينطق به لسان الجارودية إذ كان خالد اعتمد في مالك بن نويرة ما اعتمد فأنكر ذلك عمر عليه وعلى من لم يؤاخذه.

قال والعجب من هذه الأمة كيف اختلفت في رجلين أحدهما خير خلق الله والآخر شر خلق الله (٦).

والذي يقال على هذا إنه كلام محال إذ لا أعرف مسلما يقول إن أمير المؤمنين خير خلق الله بيانه بالاتفاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن عليا مفضوله.

وأما أبو بكر رضوان الله عليه فالأمر في كونه لا يدعى له ذلك ظاهر وأما أن أحدهما شر خلق الله فإلى أي الرجلين أشار فهو قول بعيد من الصواب.

__________________

(١) ق : الشنيع وكذا في : ن بزيادة : من.

(٢) ج وق بزيادة : و.

(٣) ن : تعاصي.

(٤) ج ون : لا توجد ( و).

(٥) العثمانية : ٢٤٨.

(٦) العثمانية : ٢٤٨.

٤١٦

وتعجب أيضا كيف يقول من يقول بتفضيل علي على أبي بكر وإنما الرجحان الفضل (١) بالخصال (٢) التمام (٣).

هذا شيء من معنى كلامه وكأنه يسفه شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ (٤) يفضلونه على أبي بكر مع مخالفة الخصم لهم في ذلك.

والذي يقال على هذا إن الجاحظ استغرب غير مستغرب واستبعد غير مستبعد.

إذ لا يمنع (٥) من القول الحق خلاف من خالف فيه ولو لزم الباطل الخلاف أدى ذلك إلى ألا يصح شيء ولو قال العجب (٦) كيف يفضل علي على غيره مع جمل من مناقبه التي لا تحتمل التأويل مع الذي يدعي لغيره مما يحتمل فنون (٧) التأويل كان لكلامه وجه.

ومن الوارد عليه في تعجبه قوله وإنما الرجحان بالخصال التمام (٨) تصغيرا لشرف أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفضله التمام (٩) مما لا يشتبه على ذي حس ولا يلتبس على ذي عقل.

وتعجب أيضا كيف يقع التباس الحال بين أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) ن : للفضل.

(٢) ن : بالخصام التام.

(٣) العثمانية : ٢٤٩.

(٤) ن : لانهم.

(٥) ج : منع.

(٦) ن : المتعجب.

(٧) لا توجد في : ق.

(٨) ن : بالخصام التام.

(٩) ن : التام.

٤١٧

وأبي بكر مع الذي يقال من التفاوت بينهما (١).

ولقد استطرف غير مستطرف إذ كل متلبس بمذهب لا بد ناصره كيف اختلفت الحال فيه (٢) ساريا في بيداء هواه سائرا في فلوات غرضه.

وفي السيرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لمالك بن الصيف وكان حبرا سمينا إن التوراة تضمنت أن الله لا يحب الحبر السمين فجحد التوراة وهي مذهبه وقال ( ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ) وخاصة إذا كان الفريقان لا يخلوان من ذي ذهن ولا يعدمان ذا بلاغة.

أقول وقد رأينا عيانا أبا عثمان صاحب هذا التعجب صنف كتابا ينصر فيه الأضداد (٣) يمدح الشيء ويضع منه ويطري الفن وينزع قلائد الثناء عنه ومن أعطي بلاغة وجرى مع رياح هواه لا يكاد يقف بإزائه شيء إن كان الرجل بطلا شجاعا مقداما ندبا قيل أهوج وإن كان مترددا متضجعا (٤) متريبا (٥) قيل جبان وإن كان سخيا قيل مبذر وإن كان متوقفا قيل شحيح وإن كان بليغا قيل متكلف وإن كان مقصرا قيل بليد وإن كان مشغولا بالعلوم قيل هو للنوافل مهمل وإن اشتغل بالنوافل قيل هو للعلوم (٦) مهمل وإن كان حليما قيل ذليل وإن كان مؤاخذا قيل حقود.

وقد رأينا في العيان ممدوحا جدا (٧) مذموما جدا والخلاف دائر بين

__________________

(١) العثمانية : ٢٤٩.

(٢) لا توجد في : ن.

(٣) زيادة ( و) في : ق.

(٤) ضجّع وتضجع في الامر : قصر فيه وتعقد ولم يقم به ( المنجد ).

(٥) ج وق : رثيبا ( كذا ).

(٦) ن بزيادة : اصل التنفلات.

(٧) ق وج : جاحدا.

٤١٨

عقلاء مجربين ديانين ونرى عيانا ترجيح المرجوح على الراجح وهو دائر بين عقلاء متدبرين معتبرين متدينين وموارد ذلك تارة الاشتباه وتارة البهت وليس المختلف فيهما بمقام ملك أو منزلة قهر وقد لا يرجى منهما المنافع ولا يخاف منهما الانتقام فكيف إذا ارتقبت سماء التفضل (١) وهيبت سطوات الانتقام.

ومما يؤكد ذلك أن في العقلاء من يقول أعلم بالضرورة أني فاعل غير مقهور وآخر ينكر ذلك ويهزأ ممن يدعيه وربما سماه مشركا جاهلا بعيدا عن النقد نازحا عن الاعتبار وكذا كان في الوجود من أنكر البديهيات والمحسنات (٢) وصرائح البراهين المحررات وسلطان الأمزجة غالبا أقوى من سلطان الألباب ولهذا قل سالكو الطريق اللاحب وكثر سالكو الطريق الخائب وكذا في الوقت من يقول وهو على ما أرى مذهب أبي عثمان من كون الباري ما ابتدع ذوات الجواهر وأنها بغير مؤثر ومع ذلك يدعي المعرفة بالصانع ولازم ذلك إنكار الصانع وكيف يستغرب شيء والأشاعرة ترى أن الله ليس في حيز ولا جهة وهو يرى هازءين ممن يخالف في ذلك.

والمعتزلة تهزأ ممن يعتمده وترى هذا لا يصلح أن يكون قولا لعاقل. والأشاعرة ومن ضارعهم يقولون إن الباري تعالى لا ينتج (٣) منه شيء ويجوز أن يصدق الكاذب وأنه لا يفعل لغرض ويندرج تحت (٤) ذلك أنه لا يفعل المعجزات لغرض التصديق ومع ذلك يثبتون نبوة الأنبياء وفعلها لأجل التصديق وهو جمع بين النقيضين وهو محال.

__________________

(١) ن : التفضيل.

(٢) ن : المحسنات.

(٣) ن : يقبح.

(٤) ن : يتدرج بحث.

٤١٩

ومن المسلمين من يقول بأن إعادة المعدوم محال والعقل شاهد بذلك ويتهمون عقل من يذهب إليه وآخرون معتبرون مهذبون يهزءون من قول من لا يقول به ويذهب إليه وكل منهم يرى أن الذي هو عليه جلي جدا لا يشتبه على ذي حس في غير ذلك من فنون يطول شرحها وهل خلا الوقت قط من أمثال هذه الأمور ممن عقل واطلع على السيرة.

ومن التنبيه على هذا ادعاء فرعون الإلهية والجمهور موافقون له على ذلك ومن القصة في هذا أنه كان معه ألف ألف مسور وخمسمائة ألف مسور مع كل مسور ألف وغيرهم ممن لا يذكر من ضعفة الناس والنساء وجماعة موسى بتقدير ستمائة ألف وقبل ذلك نمرود يدعي الربوبية مخاصما لإبراهيم ومعه الجمهور الأكثر مع أن المشار إليهما كانا بمرأى (١) من الناس معدومين ثم موجودين مصنوعين وعيسى صلوات الله عليه قوم يدعون فيه الربوبية وبإزائهم (٢) من يقدح فيه أشد القدح.

وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أيضا (٣) الفرقة الخارجة تسبه والنصيرية تتألهه وقد كان في زمنه من يتألهه وآخرون يفضلون عليه من لا يقارنه (٤).

وآخرون يرجحون عبادة الأصنام على نهي الأنبياء عن ذلك وكل فريق يهزأ من فريق مع تباعد المذهبين جدا.

و (٥) قال ثم تزعم الروافض (٦) من الدليل على أن عليا كان

__________________

(١) ق : مراي.

(٢) ن : بازاءه.

(٣) لا توجد في : ن.

(٤) ن : يقاربه.

(٥) لا يوجد في : ن.

(٦) المصدر بزيادة : انّ.

٤٢٠