بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

وقد تعلو على الرأس الذنابى

كما يعلو على النار الدخان.

ولو أن خطابنا مع غير الجاحظ من ذوي الشرف المتوجين بالمناقب لقلنا (١) عند مجاراتنا في ميادين الفخر وسيرنا (٢) في جدد الفخار.

علونا فلو مدت إلينا بنانها

يمين المناوي (٣) زايلتها المعاصم

وغلت بمجد من سنانا محلق

إذا ما يمين قيدتها الأداهم (٤)

مفاخر ميراث ومجد مؤثل

رفيع الذرى يشقى بهن المخاصم

ألا فلتقر عين النفاسة بعد ما

طما بحرنا المثعنجر (٥) المتلاطم (٦)

وتجف مغاني (٧) الجد في نيل بغية

تقاصر عنها السعي والسعي راغم.

وأما موافقة أصحاب معاوية له فلأنه داناهم في الأغراض وناسبهم في المقاصد ورضع هو وإياهم ثدي المحاب الفانية متفقين فصاروا يدا واحدة على الموافقات وعضدا في المكاثرات وارتفع مولانا صلوات الله عليه بمجده والتمح جلال الله تعالى في آفاق بصيرته وسعادة الدار الباقية بعين فكره ومهانة الدار الفانية بلطيف نقده فحمى منها نفسه وأتباعه والأغلب (٨) على الغرام بما صدهم عنه والأغزر (٩) على الشعف بما صانهم منه فأعرضوا عن مراسمه واعترضوه فيما دبرته فنون حكمه وقبيل (١٠)

__________________

(١) ن : لغلبنا.

(٢) ن : سبرنا.

(٣) ن : المبادي.

(٤) الاداهم : القيود.

(٥) المثعنجر : اكثر موضع ماء في البحر ، من عثجر المطر اذا لم يكن له امساك.

(٦) ج : الملاطم.

(٧) ن : معاني. والمغاني : المنازل ( المنجد ).

(٨) ن : فالاغلب.

(٩) ن : ولا غرز ـ والغزر والغزارة : الكثرة ( المنجد ).

(١٠) ن : فقبيل.

٣٨١

جهلوا شرفه والمجد الرفيع تقصر عن تكييفه الحداق (١) وتخذل عن الوصول إلى سرائره الفطن فترى لذلك سهاها أبهى من ثواقبه وغياباتها أجلى من كواكبه.

وبعض يرى أن مناقبه خصم لمناصبه (٢) فيغار منه غيرة المرأة الشوهاء المسنة من الخرائد (٣) والمخشلب (٤) من الفرائد والكمال إذ ذاك لصاحبه والنقص على من لا يدانيه في مناقبه وشرف مذاهبه.

لا يوحش الربع المحلق شأوه (٥)

هجر البغاث (٦) محله وحماه

سقطت ونافاها فخارا شامخا (٧)

وأبى ارتفاعا أن تحل ذراه.

ثم أجرى الجاحظ حديث قول عمر رضوان الله عليه كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها (٨) وأطال الخطاب في ذلك بلفظ حليته الهذر وطبيعته الخداع ومزاجه النقص حاصله أن البيعة سميت فلتة إذ سلمت من انتقاض الأمور قال وهذه مكرمة لا يجوز أن يحبو بها خالق العباد إلا نبيا أو خليفة نبي (٩).

فنن ذلك ولو شئنا لفننا مقابلة تفنينه (١٠) ألفاظ ومعاني لا تدانيها ألفاظه ولا تقرب منها معانيه لكن ذلك تضييع للوقت وشغل للنفوس

__________________

(١) ن : الحذاق.

(٢) ج : لمناجيه.

(٣) الخرائد : مفردها خريده ، البكر التي لم تمس ( المنجد ).

(٤) ق ون : المخثلب. والمخشلب : الخرز ( لسان العرب ).

(٥) الشأو : الامد والغاية. ( المنجد ).

(٦) البغاث : طائر اصغر من الرخم ، بطيء الطيران ( المنجد ).

(٧) ق : شاهقا.

(٨) العثمانية : ١٩٦.

(٩) العثمانية : ١٩٩.

(١٠) ن : تفننه.

٣٨٢

والجوارح عما هو أنفع منه.

ويقول لسان الجارودية وأنا أستغفر الله إذا حكيت قول خصمه لكن كما ذكرنا كلامه نذكر قواعد خصمه ليقوم العدل وتلوح وجوه المباحث قوله بعد ما أجبت عنه إن الذي جرى من حسم مواد الفساد يشكل بما أن الجارودية تقول إنه فتح باب اختلاف القلوب وتباين الآراء وتهييج العداوة والمنافرات واشتغال المسلمين بعض منهم ببعض عن أشد أعدائهم وأغلظ شانئيهم ولو أعطوا القوس راميها والسيف ربه وصدور المجالس أهاليها أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان الخطر الذي أشار إليه زائلا وما بعد ذلك من فنون الفساد مفقودا إذ لو ملك زمام الرئاسة أولا ما اختلفت عليه الكلمة ولا شغبت (١) عليه الخصوم ولا نهضت إليه الكتائب لا نهدت إليه العصب ولا تعرض بما جرى من المخالفة لمراسمه عند ولايته أحد.

وكان ذلك فرع تبعيده عن المنصب وتأخيره عن الرتبة فطمع فيه من طمع وقوي عليه من قوي وكان أصل ذلك دفعه عن المقام وصرفه عن الرئاسة منزلا بعد منزل ومقاما بعد مقام.

وقد أسلفت شيئا يلحق بهذا ولو لم يكن إلا منع رسول الله عن كتب الصحيفة وأنها مانعة من الاختلاف بعده على ما رواه الخصوم لكفى وأن فتح باب الاختلاف كان عن المنع من كتب الصحيفة التي فرع كتابتها زوال الاختلاف.

وأما قوله إن الذي وقع من الفلتة لا يجوز أن يحبو به الله تعالى إلا نبيا أو خليفة نبي فإنه قول أبعد فيه ورد على عمر رضوان الله عليه بيانه قوله

__________________

(١) ق و ن : شغب.

٣٨٣

فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه بعد قوله وقى الله شرها ومراده بذلك من بايع بيعة مثلها عن غير مشاورة واتفاق فاقتلوه.

لا وجه للكلام غير هذا عند من اعتبر فإن قال إن غير هذا لا يشابهها في وجه المصلحة فلذلك قال فاقتلوه قلت هذا ممنوع لأنه قال إلى مثلها والمثلية تمنع المخالفة في الصفات.

وأما أنه لا يجوز أن يهب الله تعالى مثل الذي جرى إلا لنبي أو خليفة نبي فإنه افتراء محض وحكم على الله تعالى بالباطل وما البرهان على أن الله تعالى لا يحبو بنعمة مع فرض كون ما وقع من جليل النعم غير أنبيائه وخلفاء أنبيائه وكم رحمات لله تعالى جليلة تعم العصاة والطائعين والجناة والصالحين والمتعففين والمتمردين (١).

وذكر بعد هذا تقريرا يدفع به محذور قول عمر رضوان الله عليه وقى الله شرها بكونه لو ارتأى ما بعد وقوع شر (٢).

وقد أجبنا عن هذا بأنه لا يدل على صواب ما وقع فإن قيل إن عليا كان مشغولا و (٣) هذا يرد عليكم فيما أسلفتم من كون الصواب كان في التعويل على علي عليه‌السلام.

فالجواب (٤) بما أنه لم يكن ضرورة إلى حضوره بل نقول أولى الناس برسول الله قرابته الأدنون بشرفهم (٥) وفضلهم وزهادتهم وروحهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام وفي ذلك قطع لطمع كل طامع إذ هو مناسب

__________________

(١) ق : المتردّدين.

(٢) العثمانية : ١٩٦ ـ ٢٠٠.

(٣) لا توجد الواو في : ق.

(٤) ج : والجواب.

(٥) ق : شرفهم.

٣٨٤

للعوائد ومن أنصف عرف أنه لا يرد على ذلك وارد (١) ممن سمعه وفي هذا مانع لقوله إن هذه منزلة لا يجوز أن يهبها الله تعالى إلا لنبي أو خليفة نبي إذ بالذي (٢) أشرنا إليه كانت تنحسم (٣) مواد الانتشار ويرد الأمر إلى من هو أولى به في فنون خصائصه وقد ذكرنا التنبيه عليها ولكن الشر الذي خافه عمر رضوان الله عليه نشأ من دفع بني هاشم وغيرهم من بني عبد مناف وقريش والأنصار وجعل من جعل الأمر بخاصة نفسه من غير مشاورة.

ثم إن عمر رضوان الله عليه أثبت الشر وكلام الجاحظ يفيد أنه كان في الذي جرى دفع الشر وهذا غريب.

اعترض الجاحظ قول من قال إن أبا بكر احتج على الأنصار بالنسب وأنه لو كان للنسب حكم لكان بنو هاشم أولى بأنه إنما فعل ذلك قطعا للشغب (٤) وبما أنه بدأ أولا بترجيح جانب المهاجرين قال وقد دل أبو بكر في أول خطبة خطبها بني آدم وذكر منها بأن خيرهم من اتقى (٥).

والذي يقول لسان الجارودية على هذا إن أحسم المواد للشغب لو ذكر بني هاشم فلو (٦) لم يكن غرضه إلا حسم مادة الشغب وقطع الأنصار عن الرتبة لذكر بني هاشم ولكنه عدل عنهم لغرضه رضوان الله عليه في الخلافة (٧).

__________________

(١) ن : راد.

(٢) ق : الّذي.

(٣) ن : تحسم.

(٤) العثمانيّة : ٢٠٠.

(٥) العثمانية : ٢٠٢.

(٦) ق : ولو.

(٧) ق : اخلافه.

٣٨٥

وأما أنه رجح أولا الهجرة (١) فإن الجواب عنه بمثل ما أجبنا عن كونه ترك ذكر بني هاشم لأنهم جمعوا بين النسب والهجرة والفضل والجهاد وفنون أسباب التقدم.

ثم إنه بكلامه هذا يوهم أن الرواية بأن الأئمة من قريش لم يكن لها أصل وإلا فقد كان الجواب غير (٢) ما أجاب به وذلك طعن منه على أبي بكر رضوان الله عليه أو على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ الحاصل من الرواية الترجيح بالنسب القرشي.

وأما أنه رجح في أول خطبة خطبها التقوى فإنه شيء وقع بعد استقرار الأمور له وهو ترجيح للخيرية بالتقوى لا ترجيح للخلافة بالتقوى.

قال والعذر له في كونه ترك ذكر نفسه لأن تبريزه (٣) كان بينا على المهاجرين وفضله كان ظاهرا على السابقين (٤).

قال والدليل على ذلك أنه لما روى للأنصار ما روى [ ما قالوا ] (٥) فليكن غير أبي بكر (٦) ـ.

والذي يقول لسان الجارودية على هذا إنا قد أسلفنا ما يدل على خلافه وإن البهت مهين والمغالبة بالقحة (٧) سفالة وأما دليله على ما قال فغريب إذ الأنصار لما ديس سعد بن عبادة مقدمهم وحاق به الخطر اشتغلوا به عن كل مناظرة وعوجلوا عن رفع أو وضع كيف يكون الأتباع

__________________

(١) ن : بالهجرة.

(٢) ج : عين.

(٣) ن : تبريره.

(٤) العثمانية : ٢٠٣.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ق.

(٦) العثمانية : ٢٠٣ منقول بالمعنى.

(٧) القحة : الجافية.

٣٨٦

والرئيس بحال القهر والمخاطرة وتكون الرعية المنتشرة وحدها بمقام المناظرة والمقاهرة هذا كلام ساقط جدا لا يصدر عن مدبر (١) ولا يرد عن مراقب.

قال وزعمت العثمانية أن أحدا لا ينال الرئاسة في الدين بغير الدين وتعلق في ذلك بكلام بسيط عريض (٢) من يملأ كتابه ويكثر خطابه بألفاظ منضدة وحروف مسددة كانت أو غير مسددة (٣) بيان ذلك :

إن الإمامية لا تذهب إلى أن استحقاق الرئاسة بالنسب فسقط (٤) جميع ما أسهب فيه الساقط ولكن الإمامية تقول إن كان النسب وجه الاستحقاق فبنو هاشم أولى به ثم علي أولاهم به وإن يكن بالسبب فعلي أولى به إذ كان صهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن يكن بالتربية فعلي أولى به (٥) وإن يكن بالولادة من سيدة النساء فعلي أولى به وإن يكن بالهجرة فعلي مسببها بمبيته على الفراش فكل مهاجري بعد مبيته في ضيافته عدا رسول الله إذ الجميع في مقام عبيده وخوله وإن يكن بالجهاد فعلي أولى به وإن يكن بحفظ الكتاب فعلي أولى به وإن يكن بتفسيره فعلي أولى به على ما أسلفت وإن يكن بالعلم فعلي أولى به وإن يكن بالخطابة فعلي أولى به وإن يكن بالشعر فعلي أولى به.

قال الصولي فيما رواه كان أبو بكر شاعرا وعمر شاعرا وعلي أشعرهم (٦).

__________________

(١) ن : متدبر.

(٢) ن : غرض.

(٣) العثمانية : ٢٠٤.

(٤) ق : فيسقط.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٦) ذكر ذلك ايضا ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق : ٣ / ٢٩٦ ،

٣٨٧

وإن يكن بفتح أبواب المباحث الكلامية فعلي أولى به وإن يكن بحسن الخلق فعلي أولى به إذ عمر رضوان الله عليه شاهد به وإن يكن بالصدقات فعلي على ما سلف أولى به وإن يكن بالقوة البدنية فعلي أولى به بيانه باب خيبر وإن يكن بالزهد فعلي أولى به في تقشفه وبكائه وخشوعه وفنون أسبابه وتقدم إيمانه وإن يكن بما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في فضله فعلي أولى به بيانه ما رواه ابن حنبل وغيره على ما سلف وإن يكن بالقوة الواعية فعلي أولى به بيانه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي (١) وإن يكن بالرأي والحكم فعلي أولى به بيانه شهادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) له على ما مضى بالحكمة وغير ذلك مما نبهنا عليه فيما مضى.

وإذا تقرر هذا بان معنى التعلق لمن يذكر النسب إذا ذكره ولهذا تعجب أمير المؤمنين عليه‌السلام حيث يستولى على الخلافة بالصحابة ولا يستولى عليها بالقرابة والصحابة.

ثم إني أقول إن أبا عثمان أخطأ في قوله إن أحدا لا ينال الرئاسة في الدين بغير الدين بيانه :

أنه لو تخلى صاحب الدين من السداد ما كان أهلا للرئاسة وهو منع أن ينالها أحد إلا بالدين والاستثناء من النفي إثبات حاضر في غير ذلك من صفات ذكرتها في كتابي المسمى بالآداب الحكمية متكثرة جدا ومنها ما هو

__________________

٢٩٧ بسنده عن الشعبي : كان ابو بكر يقول الشعر ، وكان عمر يقول الشعر ، وكان علي اشعر الثلاثة. وكذلك ذكره بهذا اللفظ البلاذري في انساب الاشراف : ٢ / ١٥٢.

(١) مرت الاشارة الى هذا الحديث : ص (٨٢).

(٢) لا توجد في : ق.

٣٨٨

ضروري ومنها ما هو دون ذلك.

ومن بغي عدو الإسلام أن يأتي متلفظا بما تلفظ به وأمير المؤمنين عليه‌السلام الخصم وتيجان شرفه المصادمة ومجد سؤدده المدفوع إذ هو صاحب الدين وبه قام عموده ورست قواعده وبه نهض قاعده وأفرغت على جيد الإسلام قلائده.

وأقول بعد هذا إن للنسب أثرا في الرئاسة قويا بيانه :

أنه إذا تقدم على أرباب الشرف النسبي من لا يدانيهم وقادهم من لا يقاربهم ولا يضاهيهم كانوا بالأخلق عنه نافرين آنفين بل إذا تقدم على أهل الرئيس الفائت غير عصبته وقادهم غير القريب الأدنى من لحمته كانوا بالأخلق عنه حائدين متباعدين وله قالين وذلك مظنة الفساد في الدين والدنيا وقد ينخرم هذا اتفاقا لكن المناط الظاهر هو ما إليه أشرت وعليه عولت.

وأقول إن القرآن المجيد لما تضمن العناية بالأقربين (١) من ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومواددتهم كان ذلك مادة تقديمهم مع الأهلية التي لا يرجح غيرهم عليهم فيها فكيف إذا كان المتقدم (٢) عليهم لا يناسبهم فيها ولا يدانيها.

قال الثعلبي بعد قوله تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) بعد أن حكى شيئا ثم قال فأخبرني (٤) الحسين بن محمد قال

__________________

(١) ق : باقربين.

(٢) ق : المقدّم.

(٣) الشورى : ٢٣.

والآية كاملة : ( ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ).

(٤) ن : اخبرني.

٣٨٩

حدثنا برهان بن علي الصوفي قال حدثنا محمد بن عبد الله (١) بن سليمان الحضرمي قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان قال حدثنا حسين (٢) الأشقر (٣) عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما (٤).

وروى فنونا جمة غير هذا من البواعث على محبة أهل البيت فقال أخبرنا أبو حسان المزكي قال أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق قال حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني (٥) قال حدثنا حسين الأشقر قال حدثنا قيس قال حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا

__________________

(١) ق : بدله فيها ( محمد بن علي ).

(٢) ق : حسن.

(٣) ج : الاسفر.

(٤) وذكر الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال : وروى انها لما نزلت ، قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما.

وذكر ذلك ايضا الفخر الرازي في تفسيره : في تفسير الآية. واورد ايضا السيوطي في الدر المنثور : في تفسير الآية المذكورة قال : واخرج ابن المنذر وابن ابي حاتم والطبراني وابن مردويه عن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال : علي وفاطمة وولداهما.

وذكره ايضا المحب الطبري في ذخائر العقبى : ص ٢٥ وقال : اخرجه احمد في المناقب.

وايضا ذكر ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد : ٧ / ١٠٣ و ٩ / ١٦٨ وابن حجر في صواعقه : ص ١٠١ والشبلنجي في نور الابصار ص ١٠١ نقلا عن البغوي في تفسيره.

(٥) ن : الجماني.

٣٩٠

الله بمودتهم قال علي وفاطمة وولدهما (١).

وقال أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال حدثنا أبو السبح (٢) قال حدثنا عبد الله (٣) محمد بن زكريا قال أخبرنا إسماعيل بن يزيد قال حدثنا قتيبة بن مهران قال حدثنا عبد الغفور أبو الصباح عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن علي رضي‌الله‌عنه قال فينا في آل حم إنه لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ (٤) ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ).

وقال الكلبي قل (٥) لا أسألكم على الإيمان جعلا إلا أن توادوا قرابتي (٦) وقد رأيت أن أذكر شيئا من الآي الذي يحسن أن تتحدث (٧) عنده.

[ و ] (٨) تعلق (٩) بقوله تعالى ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ) (١٠) وليس هذا دافعا كون القرابة إذا كان ذا دين وأهلية (١١) أن يكون أولى من غيره وأحق ممن سواه بالرئاسة.

وتعلق بقول رسول الله لجماعة من بني عبد المطلب إني لا أغني عنكم من الله شيئا (١٢) وهي رواية لم يسندها عن (١٣) رجال ولم يضفها إلى كتاب.

__________________

(١) ن : وولدها.

(٢) ق : ابو الشبح.

(٣) ن : عبد الله بن محمد بن زكريا.

(٤) ن : اقرأ.

(٥) ج : قال.

(٦) الكشف والبيان : مخطوط.

(٧) ق ون : يتحدث.

(٨) لا توجد في : ج ون.

(٩) العثمانية : ٢٠٦.

(١٠) النجم : ٣٩.

(١١) ن : اهل.

(١٢) العثمانية : ٢٠٧.

(١٣) ق : الى.

٣٩١

ومما يرد عليها ما رواه الثعلبي قال وأخبرنا يعقوب بن السري قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحفيد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر قال حدثني أبي حديث (١) علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال حدثني (٢) أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثنا أبي محمد بن علي قال حدثنا أبي علي بن الحسين قال حدثنا أبي الحسين بن علي قال حدثنا أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا جازيه (٣) به (٤) غدا إذا لقيني في القيامة (٥)

ومن كتاب الشيخ العالم ـ أبي عبد الله محمد (٦) بن عمران بن موسى المرزباني (٧) ـ فيما

__________________

(١) ن : حدثني.

(٢) لا توجد في : ق.

(٣) ن : اجازيه.

(٤) لا توجد في : ق.

(٥) الكشف والبيان : مخطوط.

وذكره ايضا الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) الا انه فيه : فانا اجازيه عليها. وكذلك ذكره الشبلنجي في نور الابصار : ١٠٠ ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى : ٢٠ باختلاف في اللفظ. وايضا في ذخائر العقبى : ١٩ من صنع الى احد من اهل بيتي معروفا فعجز عن مكافأته في الدنيا فانا المكافيء له يوم القيامة.

(٦) محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله المرزباني الخراساني الاصل البغدادي.

كاتب ، راوية للاداب ، كثير السماع ولد ببغداد في جمادى الآخرة سنة ٢٩٦ وقيل ٢٩٧ وحدث عن البغوي وابن دريد ونفطويه وغيرهم وروى عنه الصيمري وابو القاسم التنوخي وابو محمد الجوهري. توفي في ٢ شوال سنة ٣٨٤ ببغداد وتصانيفه كثيرة منها : « اخبار الشعراء » و « الاوائل في اخبار الفرس القدماء » و « الشباب والشيب » و « الزهد واخبار الزهاد » و « اشعار النساء » و « اخبار البرامكة ». انظر : سير اعلام النبلاء : ١٠ / ٢٥٩ وتاريخ بغداد : ٣ / ١٣٥ وفيات الاعيان : ٥ / ٩٥ معجم الادباء : ١٨ / ٢٦٨.

(٧) ن بزيادة : الذي صنفه.

٣٩٢

نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ما يشهد بتكذيب قصد الجاحظ ما حكايته :

ومن سورة النساء ، حدثنا علي بن محمد قال حدثني الحسن (١) بن الحكم الجبري قال حدثنا حسن بن حسين قال حدثنا حيان (٢) بن (٣) الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ) الآية (٤) نزلت (٥) في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته وذوي أرحامه وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة (٦) إلا ما كان من سببه ونسبه ( إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (٧).

والرواية عن عمر رضوان الله عليه شاهدة (٨) بمعنى هذه الرواية حيث ألح بالتزويج عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه (٩).

__________________

(١) ن : الحسين.

(٢) ن : حبان.

(٣) ن : عن.

(٤) النساء : ١ ـ ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ، وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها ، وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ).

(٥) لا توجد في : ن وفيها : يعني حفيظا.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٧) ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين : مخطوط.

(٨) لا توجد في : ن.

(٩) حلية الأولياء : ٧ / ٣١٤.

روى بسنده عن جابر : قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب الاّ سببي ونسبي. وفي مجمع الزوائد : ٩ / ١٧٣.

عن ابن عباس ، انّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال : كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة الاّ سببي ونسبي. ورواه ايضا الهيثمي بطريق آخر ، والمناوي في فيض القدير : ٥ / ٢٠ وفي ص ٣٥ باختلاف يسير. وروى الحاكم في مستدركه : ٣ / ١٥٨.

بسنده عن المسور بن مخرمة ، انه بعث اليه حسن بن حسن عليه‌السلام يخطب ابنته فقال له :

٣٩٣

وتعلق (١) بقوله تعالى ( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) (٢).

أقول إن الجاحظ جهل أو تجاهل إذ هي في شأن الكافرين لا في

__________________

قل فليأتني في العتمة. قال : فلقيه فحمد الله المسور ، واثنى عليه ، ثمّ قال : اما بعد ايم الله ما من نسب ولا سبب ولا صهر احبّ اليّ من نسبكم وسببكم وصهركم ، ولكن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال : فاطمة بضعة منّي ، يقبضني ما يقبضها ، ويبسطني ما يبسطها ، وانّ الانساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري ، وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك ، فانطلق عاذرا له. والهيثمي في مجمعه : ٨ / ٢١٦.

عن ابن عباس قال : وتوفى ابن لصفيّة عمة رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فبكت عليه ، وصاحت ، فاتاها النّبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فقال لها : يا عمّة ما يبكيك؟

قالت : توفي ابني ، قال : يا عمّة من توفي له ولد في الإسلام فصبر ، بنى الله له بيتا في الجنّة فسكتت ثم خرجت من عند رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك ان قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لن تغني عنك من الله شيئا فبكت ، فسمعها النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وكان يكرمها ويحبها ، فقال : يا عمّة اتبكين وقد قلت لك ما قلت؟ قالت : ليس ذاك يا رسول الله استقبلني عمر بن الخطاب فقال : ان قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لن تغني عنك من الله شيئا ، قال : فغضب النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وقال : يا بلال هجر بالصلاة فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم فحمد الله واثنى عليه ثم قال : ما بال اقوام يزعمون ان قرابتي لا تنفع. كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي فانها موصولة في الدنيا والآخرة. وذكره ايضا ابن حجر في صواعقه : ص ١٣٨ ، والمحب الطبري في ذخائر العقبي : ص ٦ بدون تصريح باسم عمر بن الخطاب. وذكر المتقي في كنز العمال : ١ / ٩٨.

قال : عن ابي سعيد قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وهو يقول على المنبر : ما بال رجال يقولون : رحم رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لا تنفع يوم القيامة والله ان رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة. وذكره ايضا في : ٨ / ٤٢ وقال : اخرجه ابو داود الطيالسي واحمد بن حنبل وعبد بن حميد وابو يعلى والحاكم وابن ابي شيبة عن ابي سعيد.

وذكره ايضا ابن حجر في صواعقه : ص ١٣٨.

(١) العثمانية : ٢٠٨.

(٢) البقرة : ٤٨.

٣٩٤

سادات المسلمين أو أقرباء رسول رب العالمين.

بيانه قوله تعالى ( وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ )

وتعلق (١) بقوله تعالى ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) (٢) ولم يتمم الآية تدليسا وانحرافا أو جهلا أو غير ذلك والأقرب بالأمارات الأول لأن (٣) الله تعالى تمم ذلك بقوله ( وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ).

وخلصاء الذرية والقرابة مرحومون بالآي والأثر فسقط تعلقه مع أن هذا جميعه ليس داخلا في كون ذي الدين والأهلية لا يكون له ترجيح في الرئاسة وتعلق له بالرئاسة.

وتعلق (٤) بقوله تعالى ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٥) وليس هذا مما يدخل في تقريره الذي شرع فيه وإن كان حديثا خارجا عن ذلك فالجواب عنه بما أن المفسرين أو بعضهم قالوا في معنى قوله تعالى ( سَلِيمٍ ) أي لا يشرك (٦) وهذا صحيح.

وتعلق (٧) بقوله تعالى ( اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ ) (٨) وليس هذا من الرئاسة الدنيوية في شيء

__________________

(١) العثمانية : ٢٠٨.

(٢) الدخان : ٤١.

(٣) ن : انّ.

(٤) العثمانية : ٢٠٨.

(٥) الشعراء : ٨٨ و ٨٩.

(٦) ن : لا شريك.

(٧) العثمانية : ٢٠٨.

(٨) لقمان : ٣٣.

( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ ، وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ )

٣٩٥

وبعد (١) فهو مخصوص بقرابة النبي عليه‌السلام بالأثر السالف عن الرضا.

وبعد فإن المفسرين قالوا عند قوله تعالى ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (٢) قالوا (٣) الشفاعة وإذا كان الرسول شافعا في عموم الناس فأولى أن يشفع في ذريته ورحمه وكذا قيل في قوله تعالى ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) (٤) إنها الشفاعة.

وتعلق (٥) بقوله تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ ) (٦) وليس هذا مما حاوله من سابق تقريره في شيء.

وتعلق في قصة نوح وكنعان (٧) وليس هذا مما (٨) نحن فيه في شيء أين كنعان من سادات الإسلام.

وتعلق (٩) بقوله تعالى ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١٠) وللإمامية في هذا

__________________

( شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ).

(١) ن بزيادة : هذا.

(٢) الاسراء : ٧٩.

( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ).

(٣) ج وق : قال.

(٤) الضحى : ٥.

(٥) العثمانية : ٢٠٨ و ٢٠٩.

(٦) المائدة : ٢٧.

والآية كاملة : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ : لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ : إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ).

(٧) العثمانية : ٢٠٩ ـ ٢١٠.

(٨) ق : فيما.

(٩) العثمانية : ٢١٠.

(١٠) البقرة : ١٢٤ ( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟ قالَ : لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ).

٣٩٦

مباحث سديدة إذ قالوا من سبق كفره ظالم لا محالة فيما مضى فلا يكون أهلا للرئاسة فهذه واردة على الجاحظ لا له. ورووا (١) في شيء من ذلك الرواية من طرق (٢) القوم وساق ما لا صيور (٣) له فيما نحن بصدده.

وقال في تضاعيف ذلك ثم الدليل الذي ليس فوقه دليل قوله وعنده أصحاب الشورى وكبار المهاجرين ـ وجلة الأنصار وعليه العرب وهو موف على قبره ينتظر (٤) خروج نفسه لو كان سالم حيا لم (٥) يخالجني فيه شك (٦).

وسالم مولى امرأة من الأنصار وكان حليفا لأبي حذيفة بن عتبة بمكة فلذلك كان يقال مولى أبي حذيفة (٧).

والذي أقول على هذا إن الجاحظ أراد أن ينصر (٨) فخذل وأن يعرف فجهل بيانه أن أبا بكر رضوان الله عليه دفع الأنصار عن الرتبة بقوله إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال الأئمة من قريش (٩)

__________________

(١) ن : وروي.

(٢) ن : طريق.

(٣) ج : صبّور ، والصيور : منتهى الامر وعاقبته ( المنجد ).

(٤) ق : منتظر.

(٥) ق ون : ما.

(٦) في المصدر : ما تخالجني فيه الشك.

(٧) العثمانية : ٢١٧.

(٨) ن : ينتصر.

(٩) ذكره الطيالسي في مسنده حديث ٩٢٦ وتكملته : ما عملوا بثلاث. وحديث ٢١٣٣ عن انس بتكملة : اذا حكموا عدلوا ، واذا عاهدوا وفوا ، وان استرحموا رحموا ، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه ( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ، لا يقبل منهم صرف ولا عدل. وذكر الحديث السيوطي في الجامع الصغير : ١ / ١٢٤ وفيض القدير : ٣ / ١٨٩.

٣٩٧

وكان عمر رضوان الله عليه صاحب حله وعقده ومؤازرته ومعاضدته فأين الأئمة من قريش القاطعة للأنصار من قول عمر لو كان سالم حيا إلى آخره فليعتبر العاقل هذا فإنه من غريب الملازم على الجاحظ (١).

وروى الجوهري أن عمر روى أن الأئمة من قريش عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد روى ابن حنبل في المسند حديثا متصلا بأبي رافع (٢) من متنه قال عمر (٣) لو أدركني أحد رجلين جعلت هذا الأمر إليه سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح (٤).

وحكى الجاحظ أن عمر فرض لولده في ألفين ولأسامة في ألفين وخمسمائة وعلل بأن أسامة خير من عبد الله وزيد بن حارثة كان أحب إلى رسول الله من عمر (٥).

وقال بعد هذا (٦) بعد أن أثنى على عمر ـ فهل يقدر (٧) أحد أن يحكي عن علي مثل الذي حكيناه عن عمر في التسوية أو شطره إذ أكثر ما رأينا في أيديكم عنه قوله إني قرأت ما بين دفتي المصحف فلم أجد فيه لبني إسماعيل على بني إسحاق فضلا فهذا قول إن قاله (٨) فليس فيه دليل على أنه أراد به الطعن على عمر وإظهار خلافه لأن عليا قد ملك الأرض أكثر من

__________________

(١) ن بزيادة : بل قد روى الجوهري ...

(٢) ن : بابن ابي رافع.

(٣) ن بزيادة : الواقدي.

(٤) مسند احمد بن حنبل : ١ / ٢٠.

وذكره ابن سعد في طبقاته : ٣ / ٢٤٨ وابو عمر في الاستيعاب : ٢ / ٥٦١.

(٥) العثمانية : ٢١٦.

(٦) ن بزيادة : و.

(٧) ن : يقدم.

(٨) في المصدر بزيادة : على.

٣٩٨

خمس حجج (١) فلو كان رأيه في خلاف عمر على ما يصفون وكان عمر عنده لا يرى التسوية في العطاء (٢) لقد كان غير دواوين عمر (٣).

والذي أقول على هذا إني أراه كلاما مختلا (٤) بني على أنه فضل أسامة على ابنه ثم شرع يذكر أنه كان يسوي.

وأما قوله فهل يقدر أحد أن يحكي عن علي مثل الذي حكيناه عن عمر أو شطره فإن الجواب عنه نعم نقدر أن نحكي من تسوية أمير المؤمنين عليه‌السلام وعدله ما لا مدفع (٥) عنه بشهود ثلاثة :

الأول : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله إن الحق مع علي

الثاني : سيرته نقل ذلك من لا يتهم

الثالث : قول عمر إن ولوها الأجيلح حملهم على المحجة.

وأما حكايته عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه لا يفضل ولد إسماعيل على ولد إسحاق فليس منافيا لتقرير عدل عمر ولا مثبتا له وقد كان ينبغي أن يحكي عن الإمامية (٦) الطعن بهذا على عمر ثم تنازعهم (٧) في مدلوله.

وأما قوله إن عليا كان يغير دواوين عمر عند مخالفته له في التدبير فقول ساقط إذ ما كل مراد مفعولا ولا كل قول مقبولا وقد كان أمير المؤمنين عليه‌السلام نهى عن التراويح ومعه سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في المصدر : اكثر الارض خمس حجج.

(٢) ن : العلماء.

(٣) العثمانية : ٢١٨.

(٤) ق : مخلا.

(٥) ن : يدفع.

(٦) ق : الامام.

(٧) ن : ينازعهم.

٣٩٩

وخالفه من خالفه في ذلك فكيف إذا جاء إلى قوم وقد رضعوا ثديا يريد أن يفطمهم منه ويرفع شفاههم عنه.

وصادم أهل الإمامة بكونهم يوجبون الإمامة بالقرابة ويقولون إن عليا قال إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء (١).

والذي أقول على هذا إنه بهتان إذ الإمامية لا تجعل الإمامة ميراثا كالأموال وأما قوله إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء فأراد أنه لا فضل لأحد على أحد بشيء إلا بالتقوى وهذا حق.

قال وكيف غضبتم على عمر لأنه فضل قريشا على العرب والعرب على العجم ولم تغضبوا على أنفسكم حين فضلتم بني عبد المطلب على بني هاشم (٢) وساق الكلام وهذا كلام ساقط دال على جهل قائله إذ كان ينبغي أن يكون معكوسا وهو تفضيل (٣) بني هاشم على ولد عبد المطلب وهو أيضا غلط لأن هاشما لم يعقب إلا من عبد المطلب ومن أسد في فاطمة بنت أسد أم علي عليه‌السلام إذ يكون الحاصل منه إنا نفضل عبد المطلب على بنيه ويلزم على صورة ما قال أن نكون (٤) مفضلين (٥) عبد المطلب وأسد على بني عبد المطلب على التقديرين معا فإن هذا الإطلاق في الدعوى علينا كذب.

وأما وجه الإشكال على أصحاب الإمامة فإنه غلط لأن أرباب الإمامة إذا فضلوا بني هاشم على غيرهم فإنما يفضلونهم بالنسب لا في قسمة أموال

__________________

(١) العثمانية : ٢١٩.

(٢) العثمانية : ٢١٩.

(٣) ق : يفضّل.

(٤) ج وق : يكون.

(٥) ج وق : مفضلي.

٤٠٠