بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

في أحدها وهو (١) تفسير الإمامية وبراهينهم (٢) الدالة على ذلك (٣) هي مذكورة في مباحثهم.

قال ولو كان هذا الحديث مجتمعا على أصله ولكنه غامض التأويل (٤) كان العذر في جهل إمامته (٥) واسعا (٦) لأكثر المسلمين وجل الناقلين ولكبراء المتكلمين (٧).

واعلم أن الخصم يقول إنه ليس بغامض بل هو مقترن بقرائن عدة دالة على مراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه (٨) ذكرت في مواضعها وإنما عاند من عاند ومن أعندهم صاحب الكلام لما تضمنت مطاوي هذه الأوراق من التنبيه عليه.

قال ما حاصله إنه إذا كان الغرض بالنص تخفيف المئونة على المكلفين وكون ذلك لا يحصل في الاختيار فليكن بينا (٩).

قلنا للنص أسوة بغير ذلك من التكاليف التي لم تنقل إلينا ضرورية كالعلم بمكة ونحوها مع أن الإمامية يدعون العلم يقينا وأن من خالف ذلك حائد عن الطريق الحق.

__________________

(١) لا توجد في : ن.

(٢) ن : ببراهينهم.

(٣) ن بزيادة : و.

(٤) في المصدر بزيادة : وعويص المعنى لا يكاد يدركه الا الراسخ في العلم ، البارع في حسن الاستخراج.

(٥) في المصدر بزيادة : وفضيلته على غيره.

(٦) في المصدر بزيادة : مبسوطا.

(٧) العثمانية : ١٤٩.

(٨) ن بزيادة : قد.

(٩) العثمانية : ١٤٩.

٣٢١

وأيضا فإنا لا نقول العلة في النص التخفيف بخلاف (١) الاختيار إذ فيه نوع كلفة بل نقول الاختيار محال بما قررناه ونقرره وتقرر بيننا وبين الخصم أنه لا بد من إمام فتعين النص حسب ما تقوم به الحجة وقد روي ذلك من طرقنا وطرق القوم.

وذكر لأرباب الإمامة بعد هذا تعلقهم بحديث الطائر قال المشار إليه قيل لهم أما واحدة فإن هذا الحديث ساقط عند أهل الحديث وبعد فإنه لم يأت (٢) إلا من قبل أنس (٣) وأنس وحده ليس بحجة وبعد فأنتم تكفرون أنسا فلا يكون قوله مبنيا عليه (٤).

والذي يقال على هذا أن المشار إليه كذب في تضعيف الرواية بما نقلناه قبل من صواب طرقها ووضوح أسانيدها من طريق أرباب الحديث من غيرنا فالمشار إليه دائر بين الجهل المفرط والإقدام على القول بالهوى في الآثار النبوية أو معاند لأمير المؤمنين فهو إذن منافق بالحديث الصحيح أو (٥) الأحاديث الصحاح من طرق القوم.

وأما قوله إنه جاء من قبل أنس وحده فليس بحجة (٦) فإنه يرد عليه أن خبر الواحد حجة عند المسلمين إلا من شذ منهم وقوله واه متروك ويعارض هذا الشيخ بما يرويه معتمدا عليه من طريق لا يذكرها أصلا بل يروي مرسلا وهو يريد بذلك الحجة (٧) والحديث الواحد عن

__________________

(١) ق : خلاف.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر وبدله : ولو كان صحيحا عندهم فلم يجيء.

(٣) المصدر بزيادة : فقط.

(٤) العثمانية : ١٥٠.

(٥) ن : و.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ق.

(٧) ق : حجة.

٣٢٢

الثقة خير من المرسل خاصة في موضع مصادمة الخصم وأما قوله أنس عندكم كافر (١) فإنها دعوى سلمنا ذلك جدلا (٢) لكن قد أسلفنا القاعدة في أن إيراد هذا وأمثاله حسن في باب الإلزام قال وأخرى إنه إن كان هذا الحديث كما تقولون وقد صدقتم على أنس فقد زعم أنس (٣) بزعمكم أنه كذب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في موقف (٤) ثلاث مرات وقد أمسك النبي عن الطعام وهو يشتهيه وكل ذلك رواه أنس ويكذب (٥) له وقال إن الحديث أضعف حديث عند أصحاب الأثر (٦).

أقول إنا قد بينا الكذب في ضعف الخبر فضلا عن كونه أضعف حديث.

وإذا اعتبرت قول ملقح الفتن عدو أمير المؤمنين وبغضه (٧) رأيت الخوارج بالنسبة إليه على سبيل المبالغة غلاة في حب أمير المؤمنين إذ كانوا إنما نقموا عليه التحكيم وهو شيء جنوه.

وهذا الناصب ملقح الفتن ذو فنون في القول ساقطة بليغة وإنما قلت ذلك وهذا أمر يعقله من له أدنى فطنة إذ كيف ضبط جميع الأحاديث النبوية وعرف أن هذا أضعفها ونحن عيانا نعرف أن فيها الضعيف الساقط جدا يأتي في الجبر والتشبيه وغير ذلك من سقطات يثبتها ضعفاء الحديث لا يشتبه حالها على ناقد فكيف وقد روى هذا الحديث المحدثون المعتبرون في الصحيح عندهم.

__________________

(١) العثمانية : ١٥٠.

(٢) لا توجد في : ق.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٤) المصدر بزيادة : واحد.

(٥) ق : مكذب.

(٦) العثمانية : ١٥١.

(٧) ق ون : مبغضه.

٣٢٣

وأما إن أنسا كذب ثلاث مرات فلا أدري ما وجهه أما إنه كتم فلا نزاع فيه ويكفي في براءته من الحوب عدم إنكار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإقامة العذر له بأنه يحب قومه.

قال وأما قولكم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال أنت مني بمنزلة هارون (١) من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد بهذا أن يعلم الناس أن عليا وصيه وخليفته (٢).

فإنا نقول (٣) في ذلك وبالله وحده نستعين.

قال كلاما حاصله إن عليا ما استخلفه النبي عليه‌السلام في حياته ومنعها (٤) بعد الموت (٥).

قال لأن هارون مات قبل موسى وعلى هذا فإما أن يكون الحديث باطلا أو له تأويل غير ما تأولتم (٦).

والذي يقال على هذا أن الجاحظ جزم وأبرم بأنه عليه‌السلام لم يستخلف (٧) عليا في حال حياته وإذا عرفت هذا فنقول :

تعين أن يكون ذلك بعد موته إذ الرواية صحيحة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وننازع (٨) مضطرين في أن هارون مات قبل موسى إذ لم يقرر برهان ذلك يقينا.

__________________

(١) في المصدر : كهارون.

(٢) العثمانية : ١٥٣.

(٣) في المصدر : سنقول.

(٤) ن : منعه.

(٥) العثمانية : ١٥٣.

(٦) المصدر السابق.

(٧) ن : استخلف.

(٨) ق : ينازع ون : تنازع.

٣٢٤

سلمنا ثبوت ذلك لكن يكون ذلك مشروطا أعني قول موسى اخلفني في أهلي (١) أي إن بقيت (٢) بعدي وما بقي لكن (٣) أمير المؤمنين بقي فيكون الخليفة بعده.

قال ولو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد أن يجعله خليفة بعده (٤) لكان يقول أنت مني بمنزلة يوشع بن نون لأن يوشع كان خليفة موسى في بني إسرائيل (٥).

قال وإن ادعوا أن المراد بذلك الوزارة قلنا ما المراد من الوزارة هل هي ما تشاكل الوزارة للملوك أو المعاونة بحيث إن غاب أحدهما كان الآخر مؤازره (٦).

وساق الكلام إلى أن النبي عليه‌السلام لا يجوز أن يستثني ما لا يملكه وهو النبوة مما يملكه وهو الخلافة (٧).

والجواب بما أن هارون كان شريك موسى في النبوة وخليفته فهذا ينقض كلاما بسيطا ذكره ومثله في هذا الإسهاب معجبا به كمثل رجل أطال (٨) فأعجبته الإطالة فقال لعربي عنده (٩) ما العي (١٠) عندكم قال ما كنت فيه منذ اليوم.

__________________

(١) الآية : ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) الاعراف : ١٤٢.

(٢) ن : بقي.

(٣) ن : ( و) بدل ( لكن ).

(٤) في المصدر : يجعل عليا خليفة من بعده.

(٥) العثمانية : ١٥٥.

(٦) العثمانية : ١٥٦.

(٧) المصدر السابق : ١٥٧.

(٨) ن : تكلم فاطال.

(٩) لا يوجد في : ن.

(١٠) ن : بدلها ( ما تعدون العي ).

٣٢٥

فإن قال هذا عين الإشكال لا غيره فإن الجواب عنه بما أنه إذا كان المعنى من قوله عليه‌السلام أن جميع منازل هارون من موسى حاصلة لعلي مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جاز أن يستثني النبوة وإن لم يكن ملكا له لئلا يتوهم متوهم أن الله تعالى قد جعل لعلي الشركة في النبوة كما كانت لهارون مع موسى عليهما‌السلام.

وقوله إن الخلافة يملكها رسول الله دون النبوة باطل إذ الإمامة عند الإمامية موقوفة على تنصيص الله تعالى كما أن النبوة موقوفة على تنصيص الله تعالى (١) ولو لم يكن هذا فإن إشكال الجاحظ زائل إذ قد بينا ما يظهر منه أنه جائز أن يستثني ما لا يملكه وهو النبوة من الخلافة ولو كانت مما يملكه.

قال وقد زعم قوم من العثمانية أن هذا الحديث باطل لتعذر (٢) تأويله (٣) (٤).

أقول قد بينا صواب وجه تأويله.

قال ووجه آخر إن هذا الحديث لم يرو إلا عن عامر بن سعد فواحدة أن عامر بن سعد رواه عن أبيه ولو سمعنا من سعد نفسه لم يكن حجة على غيره كالحجة (٥) على علي في شهادته لأبي بكر وعمر بأنهما سيدا كهول أهل الجنة (٦).

والذي يقال على هذا أنه كذب صريح ينبهك عليه ويدلك ما ذكرناه

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٢) ن : لتعذرنا.

(٣) لا توجد في : ن.

(٤) العثمانية : ١٥٨.

(٥) ق : فالحجة.

(٦) العثمانية : ١٥٨.

٣٢٦

عن قرب في ذكر طرقه.

وأما قوله كالحجة على علي في مدحه أبا بكر فإنا قد بينا كذب الجاحظ جدا وجهله للقرآن وجهله بالحديث وتهمته وبغضته أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن كان بهذه الصفة لا يعتمد على قوله.

ثم من الفظيع أن يأتي مخاصما شرف أمير المؤمنين برواية يرويها غير مسند لها إلى أشياخ ولا محيل بها (١) على كتاب فهو في هذا كالبقة في مصادمة العقاب والنملة في مصادمة أسود غاب ثم كيف يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام هذا مع قوله المعروف المشتهر جدا فيا لله وللشورى (٢) وقوله عبدت الله قبلهما وبعدهما (٣).

ولو لم يقل فمزاياه دالة عليه مانعة له من قوله ما سبقت الإشارة إليه. ثم كيف يقول علي ذلك رادا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بتفضيله (٤) على البشر حسب (٥) ما نطق به الأثر.

ثم من عرف حال المحدثين المعتبرين وقدحهم في الأخبار كالدارقطني وشبهه والأعمش مطلقا اتهم صحيحها المنزه عن التهمات فكيف (٦) مرجوحها الملتحف بالتهمات الظاهرات.

__________________

(١) ق : فيها.

(٢) فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الاول منهم حتى صرت اقرن الى هذه النظائر.

الخطبة الشقشقية ، الخطبة الثالثة من نهج البلاغة : ١ / ٢٥ ( مطبعة الاستقامة ) شرح محمد عبده.

(٣) قال ذلك لعثمان وقد جرى بينه وبينه كلام فقال : ابو بكر وعمر خير منك فقال عليه‌السلام : انا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وعبدته بعدهما. انظر : المعارف لابن قتيبه : ٧٣ وذخائر العقبى : ٥٨ الرياض النضرة : ٢ / ١٥٥ وشرح ابن ابي الحديد : ٣ / ٢٥١.

(٤) ن : تفضيله.

(٥) ق : حيث.

(٦) ج : وكيف.

٣٢٧

ثم روى الرواية عن عامر أن النبي عليه‌السلام قال إلا أنه ليس معي نبي هكذا رووه عن عامر بن سعد (١).

وأقول إنه لو روي على هذا الوجه ما قدح في الغرض إذ كان الله تعالى حكى عن موسى ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) وقد قرر الجاحظ أن هذه الخلافة ما كانت والنبي عليه‌السلام حي فتعينت بعد وفاته تصديقا للرواية.

ثم إن قوله هكذا رووه من الذي رواه كذا بحوث سمريه (٢) في مقام البراهين اليقينية وهذا نقص (٣) محض وزلل بين ولغط (٤) ظاهر.

ثم بيان فساد الرواية كون الجنة ليس في سكانها كهول وما يبعد من خاطري أن الكهل في الجنة إبراهيم الخليل وحده فإذن يكون منصوره سيد إبراهيم الخليل والجميع يأبونه.

وإن كان المراد به سيدا من مات كهلا في الدنيا فإذن منصوره سيد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وغيره من الأنبياء الذين ماتوا كهولا وهو يأباه وإن لم يأب ذلك فهو كافر.

وقال إن النبي عليه‌السلام قال هذا خالي أباهي به فليأت كل امرئ بخاله تفضيلا (٥) له (٦) على كل خال في الأرض وقد كان علي خال جعدة بن هبيرة ولم يستثن أحدا (٧).

__________________

(١) العثمانية : ١٦٠.

(٢) ن : شعرية.

(٣) ن : نقض.

(٤) ن : غلط.

(٥) ن : مفضلا.

(٦) ن : عليه.

(٧) العثمانية : ١٦٠.

٣٢٨

أقول إنه إذا كان القول لا يسند إلى برهان أمكن أن يقول قائل إن أخس الخلق الجاحظ فعلى هذا هو أخس من كذا وكذا من فنون الحيوانات وكما أن هذا لا يقوم منه عرض فكذا هذا.

ومع الإضراب عن هذا فما البرهان على أن جعدة كان موجودا حتى يتوجه الإيراد.

أضربت (١) عن هذا فإن هذا مخصوص بكمال شرف أمير المؤمنين عليه‌السلام في الفنون من العلوم وغيرها من صنوف الخصائص المورقة الغصون.

أضربنا عن هذا فإن في الآثار النبوية من طريق الخصم ما يشهد بأن أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته خير البرية (٢) وأنه سيد البشر (٣) وأنه سيد العرب (٤) وأنه وجماعة من أهله سادات أهل الجنة من طريق من لا يتهم.

وأيضا فإن الناس اختلفوا في أفضل الصحابة ولم يذكروا الخال المشار إليه فأراه على هذا لا رافضيا ولا سنيا ولا خارجيا ولا متعلقا بمذهب من مذاهب المسلمين فيكون منافقا.

ثم إن عدو السنة أراد أن يضع من علي عليه‌السلام فوضع من منصوره مبالغا بيانه.

إن أولاد الأشعث بن قيس حضروا عند معاوية بن أبي سفيان ففخر أولاد ابنة أبي قحافة على إخوتهم من النخعية وكثروا فقال أولاد النخعية والله لقد تزوج أبونا أمكم وهو مأسور على حكمه وتزوج أمنا وهو مطلق على حكمها.

__________________

(١) ق : اضربنا.

(٢) مرت الاشارة الى مصادره هامش ص : ٧٢.

(٣) مرت الاشارة الى مصادره هامش ص : ٧٢.

(٤) مرت الاشارة الى مصادره هامش ص : ١١٢.

٣٢٩

وإذا تقرر هذا فليكن خال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشرف قدرا من منصوره وهو يأباه ولو لم يأبه فلا يرضى بذلك أحد من أهل السنة ويرون الجاحظ بذلك سابا لأبي بكر رضوان الله عليه وسب خلصاء الصحابة محذور فاعلم ذلك.

ويمكن الرد على هذا بأن أبا بكر لم يكن خالا في زمن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والإشكال إنما هو متوجه بهذا ثم إن الجاحظ مرمي بمذاهب المعتزلة فالمذاهب الأشعرية تتبرأ منه والمذاهب الحنبلية تتبرأ منه والمذاهب المالكية تتبرأ منه وكذا الشافعية والمذاهب الشيعية تتبرأ منه والمذاهب الكرامية تتبرأ منه (١) وإن كان على قواعد المثبتين الجواهر وما يبعد فقواعد القائلين بالصانع تتبرأ منه إذ مذهبهم آئل إلى ذلك وهو نفي الصانع ومن كان هذا أشرف حليته فغير بدع الانحراف منه على أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته وأبو بكر وعمر يبرءان (٢) منه إذ لم ينقل عنهما إيغال (٣) في الطعن مع أن عمر مع الذي عنده من حزونة المزاج والخشونة كان المثني (٤) عليه على ما رواه القوم يعتمد على رأيه ويقول لو لا علي لهلك (٥) عمر ونحو هذا وقد أثبتناه فيما سلف (٦) ولا المعتزلة راضية عنه إذ لا أعرف أحدا منهم يقول الذي يقول بل فيهم من بلغنا أنه رد عليه وسخف رأيه وهذاه أحسن الله تعالى جزاء ذاك وهو أبو جعفر الإسكافي (٧) حسب ما

__________________

(١) ما بين القوسين لا يوجد في : ن.

(٢) ن : مبرءان.

(٣) ق ون : افعال.

(٤) ج وق : المبني.

(٥) ج ون : هلك.

(٦) تقدم ص (٨٥).

(٧) هو أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد الاسكافي ، المتوفى سنة ٢٤٠ ه‍ ، شيخ من شيوخ المعتزلة كان صاحب نظر ورأي فيهم. وقد نقض المشار اليه كتاب العثمانيّة وردّ عليه ولكن هذا

٣٣٠

رأيت في كلام ابن عباد وله مقامات ساميات في تفضيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأحسن جزاء ابن عباد فيما قصد إليه.

وعند الخصوم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال كونوا مع السواد الأعظم وهذا ملقح الفتن عدل عن فنون الطرق (١) وسلك في سبيل وعر جدا فحاق به غضب الله وغضب رسوله وغيرهما.

أقول إن المشار إليه ذكر حديث المؤاخاة وادعى أن المؤاخاة كانت بين (٢) علي وسهل بن حنيف (٣) وادعى أن هذا لا دافع له وأورد على نفسه أن تكون المؤاخاة بين علي وسهل وبين النبي وعلي وذلك لا يتنافى (٤) وأورد على ذلك أنه لم يجد (٥) بذلك إسنادا يثق به أصحاب الحديث وأنه كان ينبغي أن يؤاخي بينه وبين أفضل الأنصار حيث رضيه لنفسه (٦).

والذي يقال على الجاهل بالكتاب والسنة عدو أمير المؤمنين عليه‌السلام إنا قد روينا فيما سلف الحديث من طريق ربع المنتسبين إلى

__________________

الرّد قد ضاع في جملة الكتب الّتي ضاعت وفقدت ولعلّ الأيدي الاثيمة هي الّتي اتلفته عمدا.

ولكن ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على نهج البلاغة أورد قسما منه ضمن كتابه. وقد جمع هذه النصوص المتفرّقة الاستاذ حسن السندوبي في كتابه ( رسائل الجاحظ ) وجاء بها حسب ترتيب ذكرها في شرح نهج البلاغة. ثمّ انّه لما طبع كتاب العثمانيّة في القاهرة سنة ١٣٧٤ بتحقيق عبد السلام هارون قام المحقّق بطبع تلك النصوص على شكل كتّيب والحقه مع العثمانيّة وطبعه معه في آخره.

(١) ن : الطريق.

(٢) ق : من.

(٣) العثمانيّة : ١٦٠.

(٤) العثمانيّة : ١٦٠.

(٥) ن : نجد.

(٦) العثمانية : ١٦١.

٣٣١

السنة أحمد بن حنبل ومن الصحيح لرزين العبدري ومن طريق ابن المغازلي ومن طريق الحافظ ابن مردويه (١) وليس أحد من هؤلاء رافضيا خاصة مع تصحيح رزين للطريق فإذن الحديث في الصحيح برزين وبمن روى عنه فظهر زلل الجاحظ عدو الدين.

أما أنه كان على قود ما ادعيناه أن يؤاخي بينه وبين أفضل الصحابة حيث رضيه لنفسه فهذيان (٢) إذ وجه المصالح يعرفها الحاضر ويجهلها الغائب وما يدرينا ما الوجه الذي يراه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك وما يدرينا أن غير سهل خير منه والبواطن إلى الله إلا أن ينص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن فلانا أفضل من فلان كما نص في علي عليه‌السلام.

ثم من وافق الجاحظ أن أمير المؤمنين كان أخا لسهل بن حنيف وأما مؤاخاة النبي لعلي عليه‌السلام فإنها بالقرائن دالة على تخصيصه له بالمنزلة وبقوله تركتك لنفسي.

[ و ] (٣) أقول إن الجاحظ رد التعلق في نفي إمامة أبي بكر رضوان الله عليه بكونه كان في جيش أسامة في حال مرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان يحث على إنفاذ الجيش ويكرره إلى أن قبضه الله تعالى (٤) وأورد على ذلك أن أحدا ما أنكر عليه الرجوع ولو كان خطأ أنكر (٥).

وللجارودية أن يجيبوا عن ذلك بأن الوقت كان أشغل من الإنكار لمرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المخوف وقد يعرف قوم بقدومه وقد (٦)

__________________

(١) تقدم ص : ١٥٢.

(٢) ق : فهو بان ( كذا ).

(٣) لا توجد في : ق.

(٤) العثمانية : ١٦٤.

(٥) العثمانية : ١٦٦ نقله بالمعنى.

(٦) لا توجد في : ن.

٣٣٢

لا يعرف وقد يتوهم (١) قوم أنه ورد لضرورة فلا ينكرون أو أن أسامة أنفذه فلا ينكرون أو أنه ليس بالمهم كونه في الجيش ولا هو المقصود فلا ينكرون أو أن بعضا عرف الخطأ وعياذا بالله وكان له غرض في قدومه فما أنكره.

أضربنا عن هذا فإن غرض الجارودية يحصل بمجرد كون النبي حث على تبعيده عن المدينة عند مرضه المخوف وهو دون (٢) تدبير الرئاسة.

قال وما يقرب من قولنا كون النبي عليه‌السلام قال انفذوا ولا يليق بهذا الخطاب إلا أبو بكر (٣).

وهذه دعوى لا يرضاها أصحاب (٤) النظر يرد عليها موارد كثيرة يفهمها العيي (٥) فضلا عن الناقد والمقصر فضلا عن المبرز.

قال ووجه آخر وهو أنك لو جهدت أن تجد بحديث (٦) من زعم أن أبا بكر كان في جيش أسامة أصلا لم تجد (٧). والذي يقال على هذا أن من لا يتهم في شرفه (٨) وسداده (٩) حكاه عن البلاذري (١٠) وهو بموضع الضبط

__________________

(١) ق : موهم ، ن : توهّم.

(٢) ن : وقت.

(٣) العثمانية : ١٦٩ نقله بالمعنى.

(٤) ق : اهل.

(٥) ن : الغبى.

(٦) في المصدر : لحديث.

(٧) العثمانية : ١٦٩.

(٨) يعني الشريف المرتضى ( كما ياتى التصريح بذلك عند نقله حديث ان ولوها الاجيلح سلك بهم الطريق ) فقد ذكر في كتابه الشافي : ٢٤٦ ذلك عن تاريخ البلاذري.

(٩) ن بزياده : و.

(١٠) هو احمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري البغدادي خاتمة مؤرخي الفتح.

ولد في اواخر القرن الثاني ونشأ في بغداد وكان من ندماء المتوكل وادرك المستعين والمعتز وعهد اليه الاخير بتثقيف ابنه عبد الله الشاعر المشهور.

وكان البلاذري بالاضافة الى كونه مؤرخا وشاعرا وكاتبا ومترجما.

٣٣٣

عندهم ورواه أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة ولا أراه بموضع تهمة أصلا عن أبي زيد قال حدثنا حماد بن سلمة (١) عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله جهز جيشا واستعمل عليهم أسامة بن زيد وفيهم أبو بكر وعمر (٢).

وروى محمد بن جرير (٣) وهو إمامي من طريق الواقدي أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة (٤).

__________________

وسوس في اخر ايامه فاخذ الى البيمارستان لانه شرب تمر البلاذر على غير معرفة ومنه اسمه ومات سنة ٢٧٩ في اول خلافة المعتضد.

وكتابه الذي ينقل عنه الشريف المرتضى هو ( تاريخ انساب الاشراف ) وهو كتاب كبير كثير الفائدة على ما ينقل ، كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم ( كما في كشف الظنون ) طبع من هذا الكتاب جزء واحد بباريس وهو الخامس فقط ويبدا بخلافة عثمان وامر الشورى الى ايام عبد الملك بن مروان. انظر : تاريخ ابن الاثير : ٢ / ٣١٧ معجم الادباء : ٥ / ٨٩. تاريخ اداب اللغة العربية : ٢ / ١٩١.

(١) ق : مسلمة.

(٢) المذكور في السقيفة : ٧٤.

وحدثنا احمد بن اسحاق بن صالح عن احمد بن سيار عن سعيد بن كثير الانصاري ، عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن ، ونقله ايضا ابن ابي الحديد في شرحه على النهج : ١ / ١٥٩ وابن الاثير في تاريخه : ٢ / ٣١٧.

(٣) هو محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي أبو جعفر.

وهو امامي صاحب كتاب غريب القرآن والمسترشد في الامامة ، الذي يروي عنه الشريف الحسن بن حمزة الطبري المرعشي المتوفى سنة ٣٥٨. ووصفه بالكبير في قبال أبي جعفر محمد بن جرير الطبري الصغير الذي هو عامي صاحب التاريخ المتوفى سنة ٣١٠. وللطبري الامامي مؤلفات منها « دلائل الامامة » و « غريب القرآن » و « المسترشد في الامامة » و « نوادر المعجزات في مناقب الائمة الهداة ». انظر : فهرست ابن النديم : ٣٧ عند ذكر الكتب المؤلفة في غريب القرآن وفهرست الشيخ الطوسي : ١٥٨ ترجمة ٦٩٧ ورجال النجاشي : ٣٧٦ ترجمة ١٠٢٤ والذريعة : ٨ / ٢٤١.

(٤) المغازي : ٢ / ١١١٧.

٣٣٤

وإن (١) قيل إن ابن جرير موضع تهمة قلت قد أحال على شيخ معروف لا يتهم فلينظر كلامه.

وتعلق بكون منصوره صلى بالناس (٢) والجارودية تمانع عن (٣) ثبوت ذلك.

أقول إني قد رأيت الوفاء بما وعدت به من ذكر الأحاديث المتعلقة بفضل أبي بكر رضوان الله عليه وأقول عندها ما يجيء على مذهب الجارودية وأنا بريء من الزيغ.

ذكر الجاحظ أنهم يروون عن النبي عليه‌السلام ليس أحد أمن علينا بصحبته وذات يده من أبي بكر (٤)!

وأنه قال لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن ود (٥) وإخاء! (٦)

قال وأعجب من هذا ما (٧) يروون أن النبي عليه‌السلام قال في شكاته (٨) وقبل (٩) وفاته إن خليلي منكم أبو بكر! (١٠).

والذي يقال عند هذا إنا قد بينا (١١) أن رواية الخصوم لا تقبل في معارضة

__________________

(١) ن : فان.

(٢) العثمانية : ١٧٠.

(٣) لا توجد في : ق.

(٤) العثمانية : ١٣٥.

(٥) ن والمصدر : ودا.

(٦) العثمانية : ١٣٥.

(٧) لا يوجد في المصدر.

(٨) ق : مكانه.

(٩) المصدر : قبيل.

(١٠) العثمانية : ١٣٥.

(١١) ق : قدمنا.

٣٣٥

الخصم وهو الجاحظ فقد تضمن كتابه هذا أن أمثال هذه الأحاديث لا عبرة بها وعول على الغار ونحو ذلك ولا أستبعد أني حكيته بفصه (١).

ثم إن قوله أمن يمكن أن يقال أنه أراد بمن علينا بذلك والجارودية يقول لسانها لا ينبغي أن يمن (٢) بالصدقة على غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكيف هو وهو صاحب الحقوق الجمة قال الله تعالى ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) (٣).

وأما حديث الخلة والإخوة فيحتاج إلى أن يعرف من الراوي له من الخصوم فإن كان ضعيفا عندهم بطل التعلق به رأسا عندنا وعندهم وإن كان عندهم موثقا وبنوا (٤) على روايته فإن الجارودية لا تتقبل (٥) رواية خصم لتهمته وتهمة من وثقه وكذا يقولون أعني الجارودية عند قوله اقتدوا بالذين من بعدي! (٦) مع أن راويه عبد الملك بن عمير (٧) يقال أنه قتل

__________________

(١) ق : بقصته.

(٢) ج : تمن.

(٣) البقرة : ٢٦٤.

والآية كاملة : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ).

(٤) ن : بنوه.

(٥) ق : تقبل.

(٦) قال الجاحظ : ويروون ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : اقتدوا بالذين من بعدي ابي بكر وعمر. انظر العثمانية : ١٣٥.

(٧) عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي ، ابو عمرو الكوفي المعروف بالقبطي.

رأى عليا وابا موسى ، وروى عن جماعة منهم الاشعث بن قيس ، وجابر بن سمرة وجندب بن عبد الله البجلي وغيرهم. وقال عنه العسقلاني في تهذيب التهذيب : ٦ / ٤١١ : وقال علي بن الحسين الهسنجاني عن احمد : عبد الملك مضطرب الحديث جدا ، مع قلة روايته ، ما ارى له خمسمائة حديث ، وقد غلط في كثير منها. وقال اسحاق ابن منصور : ضعفه احمد جدا. الى

٣٣٦

رسول الحسين بن علي عليهما‌السلام ولا نعلم (١) إلى من أشار بالاقتداء وأين المصحح لهذه الرواية.

وكذا يقال شيء من هذا على قوله سيدا كهول أهل الجنة! مسندا الرواية عن علي.

أقول إن الجارودية يقول لسانها لو كان عند الجاحظ حياء ما أورد علينا مثل هذا إذ هو حديث من لا يدري ما يقول كيف يكذب أمير المؤمنين نفسه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكيف يرد على معانيه وسؤدده ما شهدت به من الفضيلة على غيره والفخر له على من (٢) سواه إذ كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شهد له بالفضيلة (٣) العالية والمذاهب السرية والأخلاق العلية مشرفا له بها على غيره ظاهرا بها على من عداه وقد سلف بيان ذلك.

مع أن الجاحظ كفانا المئونة بضعف أمثال هذا وقد سلفت زيادة إيضاح في معنى قوله سيدا كهول أهل الجنة.

وكذا يقول لسان الجارودية على مثله من شهادة علي للجماعة بالجنة وكذا يقولون على ما يروون من خبر الأحجار وقعود الثلاثة عليها وأنهم

__________________

ان قال : ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ولد لثلاث بقين من خلافة عثمان ومات سنة ست وثلاثين ومائة وله يومئذ مائة وثلاث سنين وكان مدلسا.

انظر ايضا : ميزان الاعتدال : ٢ / ٦٦٠ وسير اعلام النبلاء : ٥ / ٤٣٨ والجرح والتعديل : ٥ / ٣٦٠. وذكر الشبلنجي في نور الابصار : ٥٢ في ترجمة عبد الله بن يقطر قال :

وهو قاتل عبد الله بن يقطر رسول الحسين بن علي الى مسلم بن عقيل حيث رمى به ابن زياد من فوق القصر ـ وبه رمق ـ فاجهز عليه ، فلما عوتب على ذلك قال : انما اردت ان اريحه.

(١) ن : يعلم.

(٢) ن : ما.

(٣) ج : بالفضلية.

٣٣٧

الخلفاء من بعدي.

وراوي الحديث يعقوب بن أبي شيبة قال حدثني يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا حشرج (١) بن نباته عن سعيد بن جمهان (٢) عن سفينة مولى رسول الله عن النبي عليه‌السلام قال ابن الوليد المحدث ببغداد إن يحيى بن عبد الحميد (٣) تكلم فيه أحمد بن حنبل واختلف الناس في جرحه وثقته وأما حشرج (٤) بن نباته فإن محمد بن حبان صاحب كتاب المجروحين وهو لنا عدو قال ما صورته :

حشرج بن نباته يروي عن سعيد بن جمهان (٥) روى عنه حماد بن سلمة ومروان بن معاوية كان قليل الحديث منكر الرواية (٦) لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد روى عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن النبي عليه‌السلام وضع حجرا ثم قال ليضع أبو بكر حجرا (٧) إلى جنب حجري ثم (٨) ليضع

__________________

(١) ق وج : حشرح.

(٢) ق : جمهار.

(٣) يحيى بن عبد الحميد بن عبد الله بن ميمون بن عبد الرحمن الحماني. الحافظ ابو زكريا الكوفي ، روى عن جماعة منهم شريك.

قال الذهبي في ميزان الاعتدال : ٤ / ٣٩٢ : واما احمد فقال : كان يكذب جهارا. وقال النسائي : ضعيف. وقال البخاري : كان احمد وعلي يتكلمان فيه.

وقال محمد بن عبد الله بن نمير : ابن الحماني كذاب. وقال مرة : ثقة. توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.

انظر أيضا : تهذيب التهذيب : ١١ / ٢٤٣ وسير أعلام النبلاء : ١٠ / ٥٢٦ والجرح والتعديل : ٩ / ١٦٨.

(٤) ج وق : حشرح.

(٥) ن بزيادة : و.

(٦) المصدر بزيادة : فيما يرويه.

(٧) في المصدر : حجره.

(٨) في المصدر بزيادة : قال.

٣٣٨

عمر حجرا (١) إلى جنب حجر أبي بكر ثم (٢) ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر ثم قال هؤلاء الخلفاء من بعدي!

أخبرناه أبو يعلى قال حدثنا يحيى الحماني (٣) قال حدثنا حشرج بن نباته عن سعيد بن جمهان عن سفينة (٤).

وكذا روى غير هذا مما لا يعتمد عليه هو فكيف الخصم وروى (٥) حديث الميزان الذي وضع فيه أبو بكر وعمر وعثمان في منام يرويه أبو بكرة (٦) لمعاوية وقد ورد وافدا عليه

طريق الرواية :

رواه أبو بكر الجوهري عن أبي يوسف قال حدثنا سودة (٧) بن خليفة وموسى بن إسماعيل والأسود بن عامر بن شاذان ومعنى حديثهم واحد قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد (٨) وهو مقدوح فيه عندهم وكذا علي

__________________

(١) في المصدر : حجره.

(٢) في المصدر بزيادة : قال.

(٣) ن : يحيى بن حمّان.

(٤) المجروحين : ١ / ٢٧٧.

(٥) قال الجاحظ : ويروى ان النبي صلى الله عليه [ وآله ] وضع في كفة الميزان والامة في الكفة الاخرى فرجح بهم ثم اخرج النبي صلى الله عليه [ وآله ] ووضع ابو بكر مكانه فرجح بالامة ثم اخرج ابو بكر ووضع عمر مكانه فرجح بالامة ثم اخرج فرفع الميزان. انتهى ولم يرد فيه ذكر عثمان. انظر العثمانية : ١٣٧.

(٦) ق ون : ابو بكر.

(٧) ن : سؤدد.

(٨) علي بن زيد بن جدعان ابو الحسن القرشي التيمي البصري الاعمى.

حدث عن انس بن مالك وسعيد بن المسيب وغيرهما كما حدث عنه شعبة وسفيان وحماد بن سلمة وسفيان بن عيينة. وعلي بن زيد المذكور ولد اعمى. قال ابو زرعة وابو حاتم : ليس بقوي ، وقال البخاري وغيره : لا يحتج به. وقال ابن خزيمة : لا احتج به لسوء حفظه وقال حماد بن زيد : انبأنا علي بن زيد وكان يقلب الاحاديث. وقال احمد بن حنبل : ضعيف.

٣٣٩

بن زيد (١) وعبد الرحمن (٢) عمه (٣) زياد ساب أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبو بكرة (٤) أخو زياد ابن أبيه ساب أمير المؤمنين عليه‌السلام (٥) والوفادة إلى الشام والجلساء شاميون.

إذا عرفت هذا فإن الجارودية تخرف شيخا (٦) يورد مثل هذا على خصومه قال وقالوا قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧) إن الله بعثني إليكم جميعا فقلتم (٨) كذبت (٩) وقال لي صاحبي صدقت فهل أنتم

__________________

وروى عباس عن يحيى : ليس بشيء. مات علي بن زيد سنة ١٣١ ه‍. انظر : سير اعلام النبلاء : ٥ / ٢٠٦ والتاريخ الكبير : ٦ / ٢٧٥ والجرح والتعديل : ٦ / ١٨٦ وميزان الاعتدال : ٣ / ١٢٧ وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٢٢.

(١) ق : علي بن زياد.

(٢) عبد الرحمن بن ابي بكرة الثقفي ، يكنى ابا بحر وقيل ابا حاتم سمع عليا عليه‌السلام واباه وعبد الله بن عمرو كما حدث عنه ابن سيرين وابو بشر وخالد الحذاء واخرون ولد زمن عمر وقيل انه سنة اربع عشرة. وقيل انه كان يقول : انا انعم الناس ، انا ابو اربعين ، وعم اربعين ، وخال اربعين ، وعمي زياد الأمير وكنت اول مولود بالبصرة. قيل انه توفي سنة ٩٦ وقيل غير ذلك.

انظر : سير اعلام النبلاء : ٤ / ٣١٩ و ٤١١ وتهذيب التهذيب : ٦ / ١٤٨ ، تهذيب الكمال : ٧٧٩.

(٣) ن : ابن عمه.

(٤) ابو بكرة الثقفي الطائفي واسمه نفيع بن الحارث وقيل نفيع بن مسروح ، تدلى في حصار الطائف ببكرة فكني يومئذ بابي بكرة. اسلم على يد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واعلمه انه عبد فاعتقه.

سكن البصرة ووفد على معاوية. وامه سمية فهو اخو زياد بن ابيه لامه وجلده عمر هو ونافع وشبل ابن معبد لشهادتهم على المغيرة بالزنا. انظر : الكامل لابن الاثير : ٣ / ٤٤٣ والجرح والتعديل : ٨ / ٤٨٩ ، أسد الغابة : ٥ / ٣٨ و ١٥١ وسير اعلام النبلاء : ٣ / ٥.

(٥) ن بزيادة : قال.

(٦) ن : شيئا.

(٧) في المصدر : وقالوا : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ايها الناس.

(٨) ن : فقلت.

(٩) ن : كذبتم.

٣٤٠