بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله أقضاكم (١) علي.

وقال عمر بن الخطاب أقضانا علي (٢).

وروى (٣) بإسناده عن إسماعيل بن خالد (٤) وقال قلت للشعبي إن مغيرة (٥) حلف بالله ما أخطأ علي في قضاء (٦) قط فقال الشعبي (٧) لقد أفرط.

أقول لقد أفرط الشعبي سارق الدراهم في خفه خليط عبد الملك في

__________________

(١) ن : اقضاهم.

وقد مرت الاشارة الى بعض مصادر الحديث بالطرق المختلفة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هامش ص : ٩٥.

(٢) اما الاحاديث الواردة بالسند المتصل عن عمر بن الخطاب فنذكر منها : الاستيعاب : ٣ / ١١٠٢ الا انه ذكره على نحو : علي اقضانا.

وصحيح البخاري في كتاب التفسير في باب قوله تعالى : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) روى بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حديثا قال فيه : قال عمر : واقضانا علي.

ورواه الحاكم ايضا في مستدركه : ٣ / ٣٠٥ واحمد بن حنبل في مسنده : ٥ / ١١٣ بطرق ثلاثة وابو نعيم في حلية الاولياء : ١ / ٦٥ وروى ابن سعد في طبقاته : ج ٢ القسم ٢ ص ١٠٢ بسنده عن ابي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : علي اقضانا. والمحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٩٨ قال : وعن عمر بن الخطاب قال : اقضانا علي بن ابي طالب.

(٣) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٢.

(٤) المصدر : ابن ابي خالد.

(٥) المصدر : المغيرة.

(٦) المصدر بزيادة : قضى به.

(٧) عامر بن شرحييل بن عبد ، ابو عمرو الشعبي الكوفي ولد لست سنين خلت من امرة عمر بن الخطاب وقيل ولد سنة ٢١ وقيل غير ذلك.

ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق : قيل لابي اسحاق السبيعي : ان الشعبي يقول : ان الحارث من الكذابين ، قال : وهو مثله! الشعبي دخل بيت المال فاخذ في حفنة ثلاثمائة درهم والحارث اعطى من السبي فلم ياخذ حتى خمّس. مات الشعبي سنة ١٠٤ وقيل ١٠٥ وقيل غير ذلك.

انظر : تاريخ دمشق حرف العين : ٢٣٥. والجرح والتعديل : ٦ / ٣٢٢ ووفيات الاعيان : ٣ / ١٢ وسير اعلام النبلاء : ٤ / ٢٩٤ وتاريخ بغداد : ١٢ / ٢٢٧.

٢٠١

الرد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وروى قول عمر علي أقضانا مرفوعا عنه (١).

وروى مرفوعا (٢) عن سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن (٣).

ورفع حديثا إلى عبد الله قال كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب (٤).

وروى حديثا رفعه إلى سعيد بن المسيب قال ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب (٥).

__________________

(١) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٢ قال : حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن اصبغ ، حدثنا ابو بكر احمد بن زهير ، قال : حدثنا ابو خيثمة ، حدثنا ابو سلمة التبوذكي ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا ابو قروة قال : سمعت عبد الرحمن بن ابي ليلى قال ، قال عمر : علي اقضانا.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٣) الاستيعاب : ٢ / ١١٠٢ قال : قال احمد بن زهير ، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدثنا مؤمل بن اسماعيل ، حدثنا سفيان الثوري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها ابو حسن.

اقول : وقد مرت الاشارة الى بعض مصادره هامش ص ٨٥.

(٤) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٣ قال : حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم ، حدثنا احمد بن زهير ، حدثنا مسلم بن ابراهيم ، حدثنا شعبة ، عن ابي اسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : كنا نتحدث ... الحديث.

اقول : وذكره ايضا الحاكم في مستدركه : ٣ / ١٣٥ والجزري في اسد الغابة : ٤ / ٣٢ ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٩٨ والذهبي في تاريخ الإسلام : ١ / ١٩٩ والسيوطي في تاريخ الخلفاء : ٦٦ والهيثمي في الصواعق المحرقه : ٧٦ والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١١٦ والقندوزي في ينابيع المودة : ٢٨٦ والشبلنجي في نور الابصار : ٧٤.

(٥) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٣. قال : قال احمد بن زهير ، واخبرنا ابراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : ما كان احد من الناس يقول سلوني غير علي بن ابي طالب.

اقول : ولقد تقدمت الاشارة منا الى مصادره الاخرى في هامش ص ٤٩ فلاحظ

٢٠٢

أقول ومثل أمير المؤمنين عليه‌السلام لا يقول ذلك مع كثرة الأعداء ووفور الشانئين إلا وهو بمقام المستظهر على الجواب.

ورفع حديثا إلى عائشة قال قالت عائشة من أفتاكم بصوم يوم عاشوراء قالوا علي قالت أما إنه أعلم (١) الناس بالسنة (٢).

وفي إسناد متصل عن ابن عباس والله لقد أعطي علي (٣) تسعة أعشار العلم وايم الله لقد شاركهم (٤) في العشر العاشر (٥).

وروى حديثا عن الحسن الحلواني رفعه إلى ابن مسعود إن أقضى

__________________

(١) المصدر : لا علم.

(٢) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٤.

قال ابن عبد البر : قال احمد بن زهير ، وحدثنا محمد بن سعيد الاصفهاني قال : حدثنا معاوية ابن هشام عن سفيان عن قليب عن جبير قال : قالت عائشة ... الحديث.

وروى الحديث ايضا الخوارزمي في مناقبه : ٤٦ ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٧٨ والرياض النضرة : ٢ / ١٩٣ والسيوطي في تاريخ الخلفاء : ٦٦ والامر تسرى في ارجح المطالب : ٢١ والحمويني في فرائد السمطين : ١ / ٣٦٨ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين : ٣ / ٤٨ والمتقي الهندي في كنز العمال : ٤ / ٣٤٣

(٣) المصدر : علي بن ابي طالب.

(٤) المصدر : شارككم.

(٥) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٤

قال حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري ، قال : حدثنا احمد بن محمد بن الحجاج ، قال حدثنا محمد بن ابي السري ، املاءا بمصر سنة اربع وعشرين ومائتين ، قال : حدثنا عمر بن هاشم الجنبي ، قال : حدثنا جويبر ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن عباس ، قال : والله لقد اعطي علي بن ابي طالب تسعة اعشار العلم وايم الله لقد شارككم في العشر العاشر.

اقول ذكره ايضا : ابن الاثير في اسد الغابة : ٤ / ٢٢ ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٧٨ والرياض النضرة : ٢ / ١٩٤ والقندوزي في ينابيع الموده : ٧٠ و ٢١٠ و ٤٠٧ والامر تسرى في ارجح المطالب : ١٠٥.

٢٠٣

أهل المدينة علي بن أبي طالب (١).

هذا بعض من كل أثبته في هذا المقام إذا عرفت هذا فإن كان أبو عثمان عرف ما أثبته وقال ما قال فهو عين المكذب رسول الله الراد على أصحابه عمر وغيره وإن يكن غير عارف بما أثبتناه فأراه رجلا جاهلا بالسنة جدا متقحما في أخطار يسئل عنها إذ العلم ومعرفة السنة مقدم على الخوض في المسائل الشرعية وفنون السنة المحمدية.

أضربنا عن هذا فإن الراد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما ذكر ما يؤخذ على آحاد الفقهاء فكيف على سيد الفقهاء إذ قد ثبت من غير خلاف أن عليا من الفقهاء المعظمين ومن اجتهد فلا لوم عليه ولا نقص يلحقه وإن خالفه غيره وتعدى قوله سواه.

ولا يقال إن غيره بمقام الصواب فيما قال وهو بمقام الخطإ فيما قال (٢) وقد ثبتت الرواية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندهم أن كل مجتهد مصيب (٣) وليس فيما ذكر ما يأباه العقل أو ترد عليه السنة وهو صلى‌الله‌عليه‌وآله كيف اختلفت (٤) الحال صاحب الحكمة نصا ذكرته فيما سلف (٥) واعتبارا بالعيان في خطاباته وفنون تسليكاته وتدقيقاته وبليغ مناطقه وتنبيهاته فالظن به إذن أحسن ممن لم يرم في مثل هذه المزايا المعظمة بسهم أو يحظ منها بنصيب

__________________

(١) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٥. قال : قال الحسن الحلواني وحدثنا يحيى بن ادم قال حدثنا ابن ابي زائدة عن ابيه عن ابي اسحاق عن ابي ميسرة قال قال ابن مسعود : ان اقضى اهل المدينة علي ابن ابي طالب.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٣) راجع المستصفى : ٢ / ٣٥٩ وفواتح الرحموت المطبوع في هامش المستصفى : ٢ / ٣٨٢ عند نقله لحديث « اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ».

(٤) ن : اختلف.

(٥) ص (٩١).

٢٠٤

ولكن عدو الدين لا يهاب عارا ولا يقف بإزاء سنة ولنذكر من التفصيل ما يليق.

قوله إن عليا سكت لما راجعه عثمان في الحجر على عبد الله بكون الزبير شريكه غير دال على صواب فعل عثمان وزلل قول أمير المؤمنين عليه‌السلام إذ قد أغضى مقهورا على ما هو أعظم من هذا ولم يكن عثمان سوقة بحكم أمير المؤمنين عليه‌السلام بل صاحب المنصب الذي يومأ إليه ولو جد في المخالفة لكان الحاصل عن ذلك مصادمة عثمان وبني أمية وأتباع (١) عثمان فرأى البلية في الإغضاء أقل من البلية في المنابذة والحكمة تقتضي العمل بالراجح وإلغاء (٢) المرجوح.

وأما قوله في المكاتب فهو عين الاعتبار الموزون إذ من قرر له شيء في مقابلة شيء فعمل جزءه كان له بحساب الجزء الذي عمل من عمله جزء ما قرر له.

أقول وهذا عندنا في المكاتبة المطلقة وأما امتناع رجمه فليس يلازم (٣) كونه لم يتحرر منه شيء بل لأن الرجم إنما يكون في جانب الحر المحض.

وأما قوله في النصرانية فإن الذي يروى عن بعض بنيه (٤) وهم أعرف بمذهبه أنه لا يمكن النصراني من المبيت عندها ولكنه يأتيها بالنهار وأما الاختيار فهو كلام أراه مختلا.

__________________

(١) ن : اشياع.

(٢) ق : القاء.

(٣) ن : بلازم.

(٤) عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : ان اهل الكتاب وجميع من له ذمة اذا اسلم احد الزوجين فهما على نكاحهما وليس له ان يخرجها من دار الإسلام الى غيرها ولا يبيت معها لكنه ياتيها بالنهار.

الاستبصار : ٣ / ١٨٣. تهذيب الاحكام : ٧ / ٣٠٢ وانظر ايضا فروع الكافي : ٥ / ٤٣٧.

٢٠٥

وأما الأعور فإن التدبير فيه موزون جدا إذ كان في عين الأعور كمال نظره وفي عين الصحيح شطر نظره فإذا أفسد الأعور على الصحيح نصف بصره لم يكن للصحيح أن يفسد على الأعور جميع نظره من غير ما رد.

وأما قوله في الجد فإنا لا نعرفه مذهبا له ولو كان فأي محذور يلزم في (١) ذلك.

وأما الجارية وإلزام المرأة التي افتضتها بالمهر فإنه مناسب إذ الرجل لو افتض المرأة (٢) في نكاح استحقت كمال المهر فكذا هذا.

وأما أن أصحاب عبد الله تعجبوا من ذلك فإن الناقص لا بد يستغرب تدبيرات الكامل لبعده منها ونزوحه عنها.

وأما أنه كان يحك أصابع الصبيان فهو مذهبنا وهو عين الحكمة إذ المساواة له بالمكلفين غير داخلة في الحكمة لضعف روابطه من قيود العقل التام خلقة والتجارب أخرى والإهمال له بالكلية فتح لأبواب الفساد جدا إذ كان الصبي إذا عدم المؤاخذة تابع ذلك وأسرعت متابعته في أموال المسلمين وبتقدير أن يتقرر ذلك عند المفسدين يسلطونه على أموال البرية لا منهم عليه ويبلغ المفسدون أغراضهم بعدم الإنكار عليه وذلك خلل عظيم.

وأما ما يتعلق بالقطع فليس في القرآن دليل على قطع رجل السارق.

وأما ما يتعلق باليد فإن الله تعالى قال ( فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) (٣) وقال

__________________

(١) ن : من.

(٢) لا توجد في : ج.

(٣) المائدة : ٣٨.

والآية كاملة هي ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).

٢٠٦

تعالى ( لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ) (١) ومعلوم أن الكتابة بالأصابع لا (٢) بالكف وأما ما يتعلق بالطلاق فإن في الطريق جهالة والمتن واه لا يليق بشرف أمير المؤمنين وهذا عند أهل بيته وبنيه خلط من الحكم.

وأما ما سبق الحديث فيه من طعنه على الأنبياء فسأومئ إلى شيء منه لا أحسن الله تعالى جزاه.

وإن السنة قضت بالستر على من وقعت منه الزلة وصدرت عنه الخطيئة قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٣) فكيف بسادات (٤) المؤمنين لو وقع مثلا زلة أو صدرت عنهم (٥) خطيئة.

ومن المستغرب كونه يجادل بالهوى عن بعض الصحابة ويقوى خلاف ذلك بضعف الدين في الطعن على الأنبياء ليقدح في عين الصحابة وسيدهم وقد قال الله تعالى ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) (٦) وهذا خذلان بين (٧).

شرع (٨) أولا في التعرض بآدم وقد قال الله تعالى ( وَبِالْوالِدَيْنِ

__________________

(١) البقرة : ٧٩.

والآية : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ).

(٢) ق : دون الكف.

(٣) النور : ١٩ وتمام الآية : ( فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).

(٤) ج وق : سادات.

(٥) ن : منهم.

(٦) الحجرات : ١٢.

والآية كاملة : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ).

(٧) ق : من.

(٨) العثمانية : ٩١.

٢٠٧

إِحْساناً ) (١) وقال تعالى ( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) (٢).

وهذا عكس ما اعتمد أبو عثمان (٣).

وقال تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) (٤) ومن الآثار والسنة شاهد بتوقير الوالد وليس من توقيره ذكر نقائصه.

وطعن (٥) على موسى بقتل النفس بعد مغفرة الله تعالى له ذلك وقال الله تعالى ( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ) (٦) وطعن على ذي النون وذلك بعد الرضا عنه.

__________________

(١) النساء : ٣٦.

والآية : ( وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً ).

(٢) الاسراء : ٢٣.

والآية : ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ).

(٣) فانه قال رادا على الشيعة : ويقال لهم هل تعلمون ان الله ذكر ادم وهو اول النبيين فقال : ( فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ). انظر العثمانية : ٩١.

(٤) العنكبوت : ٨.

وتتمة الآية : ( وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ).

(٥) العثمانية : ٩١.

(٦) الحجرات : ١١.

والآية : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).

٢٠٨

وذكر (١) قصة داود وسليمان وليس ذلك من الأخذ في شيء لأنه غاية (٢) ما حكى أن قضية ذهبت عن داود وأصابها سليمان.

وطعن على داود بحديث الخصمين وليس في ذلك طعن لأنهما جاءا (٣) معرفين له أن منازعة أوريا مرجوحة لكثرة نساء داود دون أوريا ـ ولم يقل أحد أن الأنبياء لا يعاتبون ويسلكون (٤) وينتهون (٥) من قبل الله تعالى.

وأورد (٦) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله تعالى ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) (٧).

وقد ذكر بعض الأفاضل أن ذلك العتاب لم يكن له بل لغيره.

وأورد عليه ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) (٨).

وقد أجاب العلماء عن ذلك من وجوه.

أحدها ليغفر لغيرك ذنبه إليك.

وأورد عليه المعاتبة في الأسرى (٩) والجواب عنه بما أن عليا عليه‌السلام سلك الطريق وأوضحت له المحجة وتبينت له الأحكام بما ثبت من

__________________

(١) العثمانية : ٩١.

(٢) ن : عاب.

(٣) ن : جاء.

(٤) ن : كلمة غير واضحة كذا رسمها : سايكون.

(٥) ن : ينهون.

(٦) العثمانية : ٩٢.

(٧) عبس : ١.

(٨) الفتح : ٢.

وتتمتها ( وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ).

(٩) اشارة الى قوله تعالى : ( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) الانفال : ٦٧ و ٦٨.

٢٠٩

كونه عيبة علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تقع (١) منه مخالفة وأما غيره من الأنبياء فلا نقول إنه نهي فخالف وأمر فجانب فإن قيل هذا منقوض بقصة آدم في قوله تعالى ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ ) (٢) الآية وثبت نهيه عن الشجرة وإقدامه عليها (٣).

قلت قد ذكر المفسرون أن إبليس قد حلف على النصيحة وكان آدم من تعظيم الله بالمقام الأمجد وما توهم أن أحدا يحلف بالله كذبا فبنى على ما بنى.

فإن قيل الإشكال موجود إذ بنى على قول إبليس دون قول الله تعالى.

قلت لعله توهم النسخ فإن قيل لو كان الأمر كذا ما عوتب قلت عوتب على بنائه على الوهم فإن قيل الإشكال بحاله إذ لو كان البناء على الوهم حسنا ما عوتب على ذلك قلت قد تقع المعاتبة على ترك الأولى ويسمى فاعل المرجوح عاصيا.

وأورد (٤) على جميع الأنبياء بل على جميع البشر من المأمورين والمنهيين قوله تعالى ( وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ) (٥) الآية فإذا كان الله

__________________

(١) ج وق : ولا تقع.

(٢) طه : ١١٥.

تمام الآية : ( مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ).

(٣) اشارة الى قوله تعالى : ( وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ. فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ. فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ). الأعراف : ١٩ ـ ٢٢.

(٤) العثمانية : ٩٢.

(٥) فاطر : ٤٥.

٢١٠

قد أخبر بما ترى عن المعصومين فلم يتبع (١) قوم على عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان خطاياهم وهفواتهم وللعمرية والعثمانية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه.

قال ومن أجهل ممن زعم (٢) أن عليا لم يخط قط ولم يعص قط ولم يضع (٣) شيئا قط مع هذا (٤) (٥).

والذي يقال على معنى الآية إنه تعالى أراد بها غير الأنبياء بيانه السياق من قوله تعالى ( وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) الآية وذلك أمارة عتاب يوم القيامة وبقاء الذنوب وذنوب الأنبياء لو ثبت كما يزعم قوم فإنها تقع مكفرة لا يؤخذون بها في القيامة والذي يقال على عدو الدين أيضا إنه بمقام البالغ في بغضه أمير المؤمنين الانحراف عنه ومع هذا فإنه اجتهد ولم يذكر إلا أحكاما أفتى بها وقد بينا ما عندنا في ذلك جملة وتفصيلا.

وأما أنا نجيء إلى علي أو آحاد المسلمين نلزمه الخطأ وإن لم نعرفه والقبيح وإن لم نعلمه فهذا شيء لا يرتضيه ذو دين ولا يعتمده ذو بصيرة بل نحن بانون على عدالة من جربنا صيانته وعرفنا في الدين طريقته وقاعدته إلى أن نعرف منه جريمة ونتحقق منه خطيئة خاصة من ورد الأثر النبوي في شأنه بأنه لا يفارق الحق ولا يزايل الصواب فإنا بانون على أنه كذلك ظاهرا وباطنا.

__________________

تتمها : ( ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً ).

(١) المصدر : يتتبع.

(٢) المصدر من رجل زعم.

(٣) المصدر : يضيع.

(٤) لا توجد في المصدر.

(٥) العثمانية : ٩٢.

٢١١

وأما غيره ممن لم يرد فيه ما ورد فيه ولا نعرف منه حوبا (١) فإنا بانون على عدالته ظاهرا ما لم نعلم منه مواقعة حوب وانتهاك حرمة.

وأما أن قوما يتبعون عمر وعثمان فإن ذلك ليس قولا لجميع الشيعة ولا يخلو الفرق من جاهل أو مجتهد أو عاص فالدرك لازم لمن فعل العصيان ولا يتعداه ذلك.

وأما قوله إن للعثمانية والعمرية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه (٢) فقد كذب في ذلك وسب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسب الله تعالى بما رواه ابن السمعاني مرفوعا إلى أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله عليه‌السلام وروى ابن مردويه عن النبي عليه‌السلام من سب عليا فقد سبني وفي رواية فقد شتمني (٣).

وروى من طريق زيد بن علي عن آبائه أن رجلا ساب عليا يوما وكان رجلا أجوف فسمع نبي الله صوته فخرج فأخذ بيده وقال يا فلان لا تسبن عليا فإن من سب عليا فقد سبني ومن سبني سبه الله في الدنيا والآخرة

وروى ابن مردويه عن أم سلمة أيضا في إسناده عن أم سلمة عن رسول الله من سب عليا فقد سبني ومن سبني سبه (٤) الله عز وجل من عدة طرق ومن طريق الحسن بن علي في إسناد (٥) ذكره يقول سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لا تسبوا عليا فمن سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عز وجل ومن سب الله عز وجل عذبه الله عز وجل.

__________________

(١) الحوب : الذنب.

(٢) العثمانية : ٩٢.

(٣) تقدمت الاشارة الى بعض مصادر هذا الحديث عن أم سلمة وابن عباس هامش ص ٤٥ فلاحظ.

(٤) ن : سب.

(٥) ق : اسناده.

٢١٢

[ و ] (١) رواه عن ابن عباس عن رسول الله ولم يذكر عذبه الله عز وجل (٢) وقد سلف أن أذاه أذى رسول الله وثمرات الجميع قلادة الجاحظ.

وأما الكذب فظاهر نعرفه عيانا ومن اعتبر السيرة عرف معنى ما قلت وذلك يقرر الوعيد الذي أسلفناه ولا أرى التعرض بصلحاء الصحابة رضي الله عنهم.

قال ساب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بل ساب الله بما ثبت من الأثر وكيف يقولون علي فوق (٣) الناس كلهم في صواب الرأي والفقه في الدين (٤) ونحن إذا سألنا الفقهاء وأصحاب الآثار والعلماء عن أصحاب القرآن (٥) الذين كانوا مخصوصين بحفظه على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا زيد بن ثابت وأبو زيد وفلان (٦) ولم يذكروه في باب المخصوصين بحفظ القرآن أيام حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن سألناهم عن أصحاب الحروف والقراءات والوجوه الذين بقراءتهم يقرأ الناس وبقدر اختلافهم اختلف الناس قالوا زيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ولم يذكر معهم (٧) ولم يقولوا هذا في قراءة علي وهكذا (٨) في (٩)

__________________

(١) لا توجد في : ق.

(٢) انظر : مستدرك الحاكم : ١ / ١٢١ وذخائر العقبى : ٦٦ وقد تقدمت الاشارة الى ذلك ص ٣٤.

(٣) ق : فرق.

(٤) في المصدر بزيادة : ولا يكون كالرجل من عظماء السلف لضرب يخصه فيهما.

(٥) ج : القراءات.

(٦) في المصدر بزيادة : وفلان.

(٧) في المصدر بزيادة : لانا شاهدنا الناس يقولون : هذا في قراءة عبد الله بن مسعود وهكذا هو في مصحف عبد الله ، وهذا في قراءة ابي وهكذا هو في مصحف ابي ، وهذا من قراءة زيد وهكذا هو في مصحف زيد ، ولم نرهم يقولون : هذا في قراءة علي ... الى اخره.

(٨) ن : وهذا.

(٩) في المصدر : وهكذا هو في مصحف علي.

٢١٣

مصحف علي وإن سألناهم عن أصحاب التأويل والتفسير قالوا عبد الله بن العباس والحسن وفلان وفلان ولم يذكروه (١).

والذي يقال على ساب الله تعالى ولا ينبغي لنا مع هذا أن نستفضح سبه عليا إذ لنا بما ثبت من الرواية أنه ساب الله ورسوله عزية (٢).

وأما قوله إنه ليس من المعدودين في حفظ القرآن (٣) على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن الشيخ الفاضل أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الأهوازي (٤) قال وأما قراءة عاصم بن أبي النجود (٥) ورواها عنه من طريق أبي بكر بن عياش ومن طريق حفص بن سليمان عنه بالسند قال وقرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ السلمي على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال الشيخ وأما قراءة حمزة (٦) وأسند قراءته إلى علي بن أبي طالب قال وقرأ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) في المصدر بزيادة : في هذا الباب ، انظر العثمانية : ٩٢.

(٢) عزي عزاءا : صبر على ما اصابه فهو عز وهي عزية ( المنجد ).

(٣) ج : القراءات.

(٤) لم اعثر على ترجمة له في المصادر التي بين يدي و ( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ).

(٥) عاصم بن ابي النجود ( اسم ابي النجود بهدلة ) الاسدي مولاهم الكوفي المقري احد القراء السبعة وهو الذي انتهت اليه رئاسة القراء في الكوفة بعد ابي عبد الرحمن السلمي وقد اخذ منه القراءة وكذلك عن زر بن حبيش توفي سنة ١٢٧ أو ١٢٨.

انظر تهذيب التهذيب ٥ / ٣٨ تاريخ الثقات للعجلي : ٢٣٩ طبقات القراء : ١ / ٣٤٦.

(٦) حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القاري ابو عمارة الكوفي التيمي مولى بني تيم الله من ربيعة احد القراء السبعة وعنه اخذ الكسائي القراءة واخذ هو عن الاعمش وانما قيل له الزيات لانه كان يجلب الزيت من الكوفة الى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز الى الكوفة فعرف به ولد سنة ٨٠ وتوفي بحلوان سنة ١٥٨ أو ١٥٦ انظر : الجرح والتعديل : ٣ / ٢٠٩ ترجمة ٩١٦ تهذيب التهذيب : ٣ / ٢٧ ـ ٢٨ وفيات الاعيان : ٢ / ٢١٦ ميزان الاعتدال : ١ / ترجمة ٢٢٩٧.

٢١٤

قال وأما قراءة الكسائي (١) وذكر أنه من باكسايا (٢) قرية من سواد العراق ولد بالكوفة ونشأ بها وقرأ على جماعة من أهلها منهم حمزة بن حبيب الزيات وقرأ حمزة على جماعة منهم ابن أبي ليلى وقرأ ابن أبي ليلى على أخيه وقرأ أخوه على أبيه وقرأ أبوه على علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه وقرأ علي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال وأما رواية يعقوب (٣) ورفع السند إلى سلام قال وقرأ سلام على عاصم بن أبي النجود ـ وقرأ على أبي عمرو بن العلاء وعلى عاصم بن أبي الصباح (٤) الجحدري وقرأ عاصم بن أبي النجود على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي بن أبي طالب على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال بعد كلام وقال روح (٥) قال لي يعقوب قرأت على شهاب بن

__________________

(١) علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي مولاهم ، ابو الحسن الكسائي.

انتهت اليه رئاسة القراء بالكوفة بعد حمزة الزيات واعلم الناس في زمانه بالنحو توفي سنة ١٨٩ وقيل : ١٨١ وقيل غير ذلك. واختلف في تسميته بالكسائي فقد قيل انه روى عنه انه سئل عن ذلك فقال : لاني احرمت في كساء وقيل لانه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة فيقول اعرضوا على صاحب الكسائي وقيل من قرية بالكسايا.

انظر : طبقات القراء : ١ / ٥٣٥ تهذيب التهذيب : ٧ / ٣١٣ سير اعلام النبلاء : ٩ / ١٣١ الجرح والتعديل : ٦ / ١٨٢.

(٢) ن : كساء.

(٣) يعقوب بن اسحاق بن زيد بن عبد الله بن ابي اسحاق : ابو محمد الحضرمي مولاهم البصري ، احد القراء العشرة ، وامام أهل البصرة ومقريها ، اخذ القراءة عن سلام الطويل ، ومهدي بن ميمون وغيرهما. توفي في ذي الحجة سنة ٢٠٥ وله ثمان وثمانون سنة انظر :

طبقات القراء : ٢ / ٣٨٦ وسير اعلام النبلاء : ١٠ / ١٦٩ ووفيات الأعيان : ٦ / ٣٩٠ وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٨٢.

(٤) ن : الصلاح.

(٥) روح بن عبد المومن ، ابو الحسن الهذلي مولاهم البصري النحوي المقرئ.

٢١٥

شريفة المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلم بن محارب المحاربي (١) في سبعة أيام وقرأ مسلمة على أبي الأسود ظالم بن عمر (٢) الدؤلي وقرأ أبو الأسود على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

إذا عرفت هذا ظهر لك أن أبا عثمان باغض أمير المؤمنين عليه‌السلام إذ مثل هذا لا يخفى عن مثله ومن أبغض عليا فهو منافق لا محالة بالنص الصحيح النبوي (٣) جازاه (٤) الله تعالى سوء فعله.

وهذا الذي ذكرناه آت (٥) على ما يتعلق بحفظ القرآن (٦) وما يتبعه من القراءات والحروف.

ومن التعيين الدال على كذبه ما ذكره الثعلبي في تفسير الواقعة عند قوله تعالى ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) (٧) أن عليا عليه‌السلام قرأ وطلع منضود عن مولى الحسن بن علي و (٨) عن قيس بن سعد (٩).

__________________

قرأ على يعقوب الحضرمي وجماعة اخرين ، وروى عنه جماعة منهم البخاري في صحيحه مات سنة ٢٣٣ وقيل ٢٣٥ وقيل غير ذلك انظر :

طبقات القراء : ١ / ٢٨٥ وتهذيب التهذيب : ٣ / ٢٩٦ والجرح والتعديل : ٣ / ٤٩٩ وتقريب التهذيب : ١ / ٢٥٣.

(١) ج : المحازي.

(٢) ن : عمرو.

(٣) مرت الاشارة الى قسم منها في هامش ص : (٢٩).

(٤) ج وق : خازاه.

(٥) ج : اب.

(٦) ج : القراءات.

(٧) الواقعة : ٢٩.

(٨) لا توجد في : ق ون.

(٩) الكشف والبيان : مخطوط.

٢١٦

وأما ما يتعلق بالتأويل والتفسير فإن الشيخ الكبير المعظم العالم الحافظ ابن عبد البر روى عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل (١) نزلت أم بنهار (٢) في سهل أم جبل (٣)

__________________

(١) في المصدر : أبليل وكذلك في باقي المصادر.

(٢) في المصدر بزيادة : أم.

(٣) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٧.

واورده ايضا ابن حجر في تهذيب التهذيب : ٧ / ٣٣٧ وفي الاصابة : ج ٤ القسم ١ ص ٢٧٠ وروى ابن سعد في طبقاته : ج ٢ القسم ٢ ص ١٠١.

بسنده عن ابي الطفيل قال : قال علي عليه‌السلام : سلوني عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار ، في سهل أم في جبل.

وابن جرير الطبري في تفسيره : ٢٦ / ١١٦.

بسنده عن ابي الطفيل قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : لا تسالوني عن كتاب ناطق ولا سنة ماضية الا حدثتكم ، فساله ابن الكوا عن ( الذَّارِياتِ ) فقال : هي الرياح.

وايضا ابن جرير الطبري في تفسيره : ٢٦ / ١١٦.

بسنده عن ابي الصهباء البكري عن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ ، قال ـ وهو على المنبر ـ لا يسالني احد عن آية من كتاب الله الا اخبرته ، فقام ابن الكوا ( الى ان قال ) فقال ما ( الذَّارِياتِ ذَرْواً )؟ قال : الرياح.

كنز العمال : ١ / ٢٢٨.

قال : عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال : شهدت علي بن ابي طالب عليه‌السلام يخطب فقال في خطبته : سلوني فو الله لا تسالوني عن شيء يكون الى يوم القيامة الا حدثتكم ، سلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية الا انا اعلم ابليل نزلت ام بنهار ام في سهل ام في جبل ، فقام اليه ابن الكوا ، فقال : يا أمير المؤمنين ما ( الذَّارِياتِ ذَرْواً )؟ فقال له : ويلك سل تفقها ولا تسال تعنتا ( وَالذَّارِياتِ ذَرْواً ) الرياح ( فَالْحامِلاتِ وِقْراً ) السحاب ( فَالْجارِياتِ يُسْراً ) السفن ( فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ) الملائكة.

فقال : فما السواد الذي في القمر؟ فقال : اعمى يسأل عن عمياء ، قال الله تعالى : ( وَجَعَلْنَا

٢١٧

وذكر أبو عمر الزاهد (١) أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لابن عباس القني إلى الجبان وأنه فسر له حروف ( الْحَمْدُ ) وهي خمسة إلى أن برق عمود الفجر ومن هذا الحديث يقول ابن عباس ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي عليه‌السلام كالقرارة في المثعنجر (٢).

وروى الثعلبي بإسناد عن ابن عباس قال بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسأل عن ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) (٣) فقلت له الخيل حين تغير في سبيل

__________________

اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) فمحو آية الليل السواد الذي في القمر.

قال : فما كان ذو القرنين انبيا ام ملكا؟ فقال : لم يكن واحدا منهما ، كان عبدا لله احب الله واحبه الله وناصح الله فنصحه الله ، بعثه الله الى قوم يدعوهم الى الهدى فضربوه على قرنه الايمن ثم مكث ما شاء الله ثم بعثه الله الى قومه يدعوهم الى الهدى فضربوه على قرنه الايسر ولم يكن له قرنان كقرني الثور.

قال : فما هذه القوس؟ قال : هي علامة كانت بين نوح وبين ربه وهي امان من الغرق.

قال : فما البيت المعمور؟ قال : بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه الى يوم القيامة.

وقال : فمن ( الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً )؟ قال : هم الا فجران من قريش قد كفيتموه يوم بدر.

قال : فمن ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) قال : قد كان اهل حروراء منهم. انتهى. وذكره ايضا العسقلاني في فتح الباري : ١٠ / ٢٢١.

(١) هو محمد بن عبد الواحد بن ابي هاشم ابو عمر الزاهد اللغوي المحدث المعروف بغلام ثعلب البغدادي ولد سنة ٢٦١ وسمع من جمع من المحدثين ، ولازم ثعلبا في العربية فاكثر عنه. كما حدث عنه جماعة اخرون. توفي سنة ٣٤٥ انظر سير اعلام النبلاء : ١٥ / ٥٠٨ وبغية الوعاة : ١ / ١٦٤ وانباه الرواة : ٣ / ١٧١.

(٢) ج وق : المنعجر. والمثعنجر : اكثر موضع ماء في البحر ، من العثجر ، المطر اذا لم يكن له امساك.

اقول : ذكر هذا الحديث وقول ابن عباس المذكور جماعة باختلاف يسير في بعض الفاظه نذكر منهم القندوزي في ينابيع المودة : ٤٠٨ والنبهاني في الشرف المؤبد : ٥٨ والامر تسرى في ارجح المطالب : ١١٣ وابن الاثير في النهاية : ١ / ١٥٢.

(٣) العاديات : ١.

٢١٨

الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون (١) طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب (٢) إلى علي بن أبي طالب وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال الخيل حين تغير في سبيل الله قال اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزاة في الإسلام بدر وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون ( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) إنما ( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى.

قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي (٣).

وهذا وارد على عدو السنة ورودا جيدا إذ ذكر أن التفسير والتأويل كان المسئول عنهما ابن عباس والحسن وغيرهما.

لعن الله من يسب عليا

وحسينا من سوقة وإمام

أيسب المطهرون جدودا

والكريم (٤) الأخوال والأعمام (٥)

__________________

(١) ج وق : فيضعون.

(٢) ق : وذهب.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

اقول : والحديث في الكشف والبيان : مخطوط.

(٤) ن : والكريمو.

(٥) البيتان لكثير بن كثير بن المطلب بن ابي وداعة. ذكره المرزباني في معجم شعراءه ص ٢٣٩ ٢٤٠ فقال : واسمه الحارث بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ابن غالب ( الى ان قال ) وكان يتشيع وهو القائل ـ وسمع عبد الله بن الزبير يتناول اهل البيت عليهم‌السلام ويقال : انه قالها لما كتب هشام بن عبد الملك الى عامله بالمدينة ان ياخذ الناس بسب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي‌الله‌عنه ـ :

لعن الله من يسب عليا

وحسينا من سوقة وامام

اتسب المطيبين جدودا

والكريمي الاخوال والاعمام

٢١٩

وروى الثعلبي في تفسيره في إسناد متصل عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت هذا الذي ( عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) فقال إنما ذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١) ورفعه إلى ابن الحنفية (٢).

ورواه أبو نعيم الحافظ عن محمد بن الحنفية مرفوعا من طريقين إلى عباد

__________________

طبت بيتا وطاب بيتك بيتا

أهل بيت النبي والإسلام

رحمة الله والسلام عليكم

كلما قام قائم بسلام

(١) الكشف والبيان : مخطوط.

وذكره ابن المغازلي في مناقبه : ٣١٣ قال :

اخبرنا احمد بن محمد بن طاوان اذنا : ان ابا احمد عمر بن عبد الله بن شوذب اخبرهم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري : حدثنا محمد بن عثمان : حدثنا ابراهيم بن محمد ابن ميمون : حدثنا : علي بن عابس قال : دخلت انا وابو مريم على عبد الله بن عطاء قال ابو مريم : حدّث عليا بالحديث الذي حدثتني عن ابي جعفر ، قال : كنت عند ابي جعفر جالسا اذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت : جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب؟

قال : لا ولكنه صاحبكم علي بن ابي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزّ وجلّ ( الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) ... ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) و ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية.

واخرجه القرطبي في تفسيره : ٩ / ٣٣٦ بهذا السند والقندوزي في ينابيع المودة : ١٠٢ وبسند ولفظ اخرين الحسكاني في شواهد التنزيل : ١ / ٣٠٨.

(٢) وذكره بهذا الطريق ايضا الحسكاني في شواهد التنزيل : ١ / ٣٠٨ قال :

واخبرونا عن ابي بكر عبد الله بن محمد بن منصور بن الجنيد الرازي اخبرنا محمد بن الحسين ابن اسكاب اخبرنا احمد بن مفضل اخبرنا مندل بن علي عن اسماعيل بن سليمان عن ابي عمر زاذان عن ابن الحنفية في قوله تعالى : ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال : هو علي بن ابي طالب.

وكذلك ذكره عنه القرطبي في تفسيره : ٩ / ٣٣٦.

٢٢٠