بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس

بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاووس


المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٥

وهل تزكية أعظم من هذه؟

إذ لو كانوا (١) بمقام من يدخل (٢) في مهابط الزيغ ويلج في أبواب النقائص لم يكن (٣) هذا الوصف التام حليتهم والثناء العام صفتهم.

وذكر أن عثمان اشتبهت عليه كلمة النجاة وأن أبا بكر نبهه على أنها الكلمة التي قال النبي إني عرضتها على عمي فأباها (٤).

وأول ما نقول على هذا كونه لم يسند ذلك إلى كتاب أو سند يبنى عليه أو لا يبنى عليه وكونه جهل عثمان فبإزاء ما مدح صحابيا ذم صحابيا.

وقد بينا في كتابنا المتعلق بإيمان أبي طالب ما يدفع ضعف هذه الحكاية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

وذكر حال جيش أسامة وتجهيزه (٥) :

والشيعة تقول إن المحذور قام في تأخره عنه ولهم في ذلك كلام طويل.

__________________

(١) ج وق : كان.

(٢) ج وق : حل.

(٣) ج وق بزيادة : بعد.

(٤) قال الجاحظ :

وذلك ان عثمان حزن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حزنا لم يحزنه احد فاقبل أبو بكر يعزيه للذي يرى به من عظيم ما فدحه وغمره فقال عثمان : ما آسي على شيء انما آسي على انني لم اسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عما فيه نجاة هذه الامة ، قال ابو بكر : قد سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ذلك ، فقال : من قبل الكلمة التي عرضتها على عمي فأباها أنظر العثمانية : ٨٢ ، ٨٣.

(٥) العثمانية : ٨٣.

١٨١

وبعد فهل يستغرب من ملك تجهيز الجيوش والاهتمام بما يقرر قواعد الملك.

وذكر أنه كان المفزع في موضع دفن رسول الله (١).

والذي يقال على هذا إن الشيعة تروي الرأي في ذلك عن أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢) وللجاحظ عادة بالتوسط عند الاختلاف فليكن الوساطة في أن أهل الرجل ابنته وابن عمه ووصيه أعرف بمقاصده من البعداء

__________________

(١) قال الجاحظ :

ومما يدل على سعة علمه ( يعني أبا بكر ) وانه كان المفزع دون غيره أن المهاجرين عامة وبني هاشم خاصة اختلفوا في موضع دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال قائل : خير المدافن البقيع لأنه كان كثيرا ما يستغفر لأهله وقال آخرون : خير المواضع موضع مصلاه وقال آخرون عند المنبر ، قال لهم أبو بكر : ان عندي فيما تختلفون فيه علما قالوا : فقل يا أبا بكر ، قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ما مات نبي قط الا دفن حيث يقبض فخطوا حول فراشه ثم حولوا رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالفراش في ناحية البيت ... الى آخره.

انظر العثمانية : ٨٣.

(٢) ذكر المفيد في الارشاد : ١٠٠.

لما أراد أمير المؤمنين عليه‌السلام غسل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استدعى الفضل بن العباس ، فأمره أن يناوله الماء لغسله ، بعد أن عصب عينه ، ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به الى سرته ، وتولى غسله وتحنيطه وتكفينه ، والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه ، فلما فرغ من غسله وتجهيزه ، تقدم فصلى عليه وحده ولم يشركه معه أحد في الصلاة عليه ، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه ، وأين يدفن فخرج اليهم أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال لهم : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امامنا حيا وميتا ، فليدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلّون عليه بغير امام ، وينصرفون وان الله تعالى لم يقبض نبيا في مكان الا وقد ارتضاه لرمسه فيه ، واني لدافنه في حجرته التي قبض فيها ، فسلم القوم لذلك ورضوا به.

وقد ذكر ذلك أيضا جماعة من الخاصة انظر : فقه الرضا : ٢٠ و ٢١ مناقب آل ابي طالب : ١ / ٢٠٣ ـ ٢٠٦ اعلام الورى : ٨٣ و ٨٤ ، كشف الغمة : ٦ ـ ٨ كفاية الاثر : ٣٠٤ اصول الكافي : ١ / ٤٥١.

١٨٢

المشتغلين عنه بعد وفاته بالاستيلاء على مقاماته.

وقد روى العلماء من غيرنا (١) أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على موضع دفنه (٢) وهو أثبت من رواية يتهم راويها ويستغش حاكيها وقد أشرت إلى ذلك في كتاب الروح.

وذكر من فضائل منصوره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر (٣) ولا أدري ما برهان كون ذلك من المناقب.

وذكر من مناقبه تولية (٤) خالد (٥) وكأن المشار إليه كان جاهلا بالسيرة أو متجاهلا إذ (٦) كان لخالد في ولايته من المخاطر ما أنكره عمر (٧).

__________________

(١) ابن سعد بسنده عن ابن مسعود ضمن حديث له :

قلنا يا رسول الله من يغسلك؟ فقال : رجال من أهلي ، الادنى فالادنى ، قلنا : يا رسول الله ففيم نكفنك؟ فقال : في ثيابي هذه ان شئتم أو ثياب مصر أو في حلة يمانية ، قال : قلنا يا رسول الله من يصلي عليك؟ وبكينا وبكى ، فقال : مهلا رحمكم الله وجزاكم عن نبيكم خيرا ، اذا انتم غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري هذا ، على شفة قبري في بيتي هذا ، ثم أخرجوا عني ساعة فان اول من يصلي عليّ حبيبي وخليلي جبرئيل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت معه جنوده من الملائكة بأجمعهم ... الحديث.

انظر طبقات ابن سعد : ٢ / ق ٢ / ٤٦ وتاريخ الطبري ٢ / ٤٣٥.

(٢) ج : مدفنه.

(٣) العثمانية : ٨٥.

(٤) ن : توليه.

(٥) العثمانية : ٨٦.

(٦) ق : بدل ( اذ ) ( و).

(٧) ذكر ابن حجر في اصابته ج ٢ القسم ١ ص ٩٩ قال :

وكان سبب عزل عمر خالدا ( يعني من الشام ) واستعماله أبا عبيدة عليه ، ما ذكره الزبير بن بكار قال : كان خالد اذا صار اليه المال قسمه في أهل الغنائم ، ولم يرفع الى ابي بكر حسابا. وكان فيه تقدم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر ، أقدم على قتل مالك بن نويرة ونكح

١٨٣

وذكر من مناقبه تولية عمر رضوان الله عليه (١).

وهذا رجل فاسد الذهن وإن تكثرت كلماته وتوافرت ألفاظه بيانه :

مخاطبة الخصم بما يعلم أنه لا يوافق على استحسانه ولا يجامعه على جميل اعتماده.

قال عدو الله فأي فقه أشرف (٢) وأي علم أصح وأي مذهب أحمد

__________________

امرأته فكره ذلك أبو بكر وعرض الدية على متمم بن نويرة وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير ان يعزله وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد.

وذكر ابن سعد في طبقاته ج ٧ القسم ٢ ص ١٢٠ قال :

اخبرنا أبو معاوية الضرير ، قال حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال كانت في بني سليم ردة ، فبعث ابو بكر خالد بن الوليد ، فجمع منهم رجالا في حضائر ثم أحرقهم بالنار ، فجاء عمر الى أبي بكر فقال : انزع رجلا عذب بعذاب الله فقال أبو بكر لا والله.

وذكر ابن جرير الطبري في تاريخه ٢ / ٥٠٢ بسنده عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي بكر.

ان أبا بكر كان من عهده الى جيوشه ان اذا غشيتم دارا من دور الناس ، فسمعتم فيه أذانا للصلاة فامسكوا عنه اهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا ، وان لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فاقتلوا واحرقوا ، وكان ممن شهد لمالك بالاسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة ، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها ، وكان يحدث انهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال : فقلنا انا المسلمون فقالوا : ونحن المسلمون قلنا : فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا : فما بال السلاح معكم؟ قلنا فان كنتم كما تقولون فضعوا السلاح ، قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا ( الى أن قال ) ثم اقدمه ( يعني خالد ) مالكا فضرب عنقه ، وأعناق أصحابه ، قال : فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند ابي بكر فاكثر ، وقال : عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته. وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد ، معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته اسهما ، فلما ان دخل المسجد قام اليه عمر فانتزع الاسهم من رأسه فحطمها ، ثم قال ارياءا قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك. ( الحديث ).

(١) العثمانية : ٦٨.

(٢) فقط في : ن.

١٨٤

مما عددنا وكثرنا ثم أنتم هؤلاء (١) تستطيعون (٢) أن تخبروا عن علي بن أبي طالب بموقف واحد من هذه الآراء وكلمة واحدة من هذا الكلام ومن الصواب الذي حكيناه (٣) عن أبي بكر في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعند وفاته وفي أيام خلافته حتى كان علي (٤) ورجل (٥) من (٦) المسلمين في ذلك الدهر سواء (٧) وما يخيل إلينا إلا أن الذي قطعه عن كثير من ذلك حداثة سنه وتقديم (٨) المشيخة (٩) على نفسه.

والذي يقال على هذا :

ومن البلية أن يخط يراعنا

في ذي المهازل كي يدال جوابا (١٠)

أي شيء ذكر حتى يستكثره ويستوفره فإنه بما ذكر بمقام قادح في أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ كان يرى أن منصوره أفضلهم.

وإذا كان ما أشار إليه نهاية الإكبار (١١) وغاية المدح فما يكون حال غيره ممن لا يجري مجراه عنده ولا يناسب مجده مجده وقد ذكرنا على ما ذكر ما اتفق مع نزارته وقلته.

ومما ينبه من كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على كذب أبي عثمان

__________________

(١) لا توجد في المصدر.

(٢) المصدر : لا تستطيعون.

(٣) المصدر : حكينا.

(٤) المصدر : عليا.

(٥) في جميع النسخ : رجلا.

(٦) في المصدر بزيادة : عرض.

(٧) العثمانية : ٨٦ و ٨٧.

(٨) المصدر : تقديمه.

(٩) المصدر : للمشيخة.

(١٠) في الهامش : له دام انتفاعه.

(١١) ن : الاكثار.

١٨٥

في كون المشار إليه كان صاحب الرأي المؤيد دون علي صلوات الله عليه ما رواه أخطب خطباء خوارزم مرفوعا إلى عبد الله بن مسعود قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قسمت الحكمة (١) عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء وأعطي الناس جزء واحدا (٢).

ومن كتاب ابن المغازلي مرفوعا (٣) عن ابن عباس قال قال رسول الله أنا دار الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب (٤).

__________________

(١) في المصدر : على عشرة اجزاء.

(٢) مناقب الخوارزمي : ٤٠

قال : واخبرنا شهردار هذا اجازة ، اخبرني ابي ، اخبرني الميداني الحافظ ، اخبرني ابو محمد الخلال ، اخبرني محمد بن العباس بن حيويه ، اخبرني ابو عبد الله الحسين بن علي الدهان ، اخبرني محمد بن عبيد الله بن عتبة الكندي ، حدثني ابو هاشم محمد بن علي الوهبي ، اخبرني احمد بن عمران بن سلمة ، عن سفيان بن سعيد ، عن منصور ، عن ابراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... الحديث واورده ايضا في مقتل الحسين : ٤٣ وذكره ايضا ابن المغازلي في مناقبه : ٢٨٦ وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين ٢ / ٤٨١ والحمويني في فرائد السمطين : ١ / ٩٤ وابو نعيم في حلية الاولياء : ١ / ٦٤ والمتقي في كنز العمال : ٦ / ١٥٤ و ٤٠١ وفي آخره : وعلي اعلم بالواحد منهم. ومحمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : ٢١ والذهبي في ميزان الاعتدال ١ / ٥٨ والقندوزي في ينابيع المودة : ٧٠.

(٣) ما ذكره ابن المغازلي مرفوعا عن ابن عباس هو بلفظ انا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن اراد الحكمة فليأت الباب ، وسنده اليه هو انه قال :

اخبرنا ابو طالب محمد بن احمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطا اخبرنا ابو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ اذنا حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد ابن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل عن ابي معونة عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : انا مدينة الحكمة ... الحديث واما الحديث بلفظ : انا دار الحكمة ... الى اخره فقد رواه عن علي عليه‌السلام بسنده اليه. انظر مناقب ابن المغازلي : ٨٦ و ٨٧.

(٤) وقد ورد هذا الحديث باللفظين اعني : « انا دار الحكمة » و « انا مدينة الحكمة » الى آخره في عدة

١٨٦

وأما قوله كان علي ورجل (١) من المسلمين سواء (٢) فلقد كذب مبالغا متى كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو ورجل من المسلمين سواء سابق المسلمين وواقي الرسول بالمهجة وابن عمه وزوج سيدة النساء وأبو ابنيه سيدي شباب أهل الجنة و (٣) ريحانتيه ووزيره وصاحب لوائه وقابس علمه وأخوه ومن صفات الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله له في حديث عن أخطب خطباء خوارزم مرفوع إلى أم سلمة تقول فيه (٤) :

وصرت إلى خدري استأذن ودخل (٥) إشارة إلى علي فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تعرفينه (٦) قلت نعم هذا علي بن أبي

__________________

مصادر بالاضافة الى ابن المغازلي نذكر منها : سنن الترمذي في الباب ٢٠ من كتاب المناقب.

حلية الاولياء : ١ : ٦٤ وفرائد السمطين : ١ / ٩٩ وتاريخ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين : ٢ / ٤٥٩ وينابيع المودة : ٧١ ، وتذكرة الخواص : ٥٣ والرياض النضرة : ٢ / ١٩٣ ، وذخائر العقبى : ٧٧ / والبداية والنهاية : ٧ / ٣٥٨ والصواعق المحرقة : ٣٧ ، وتاريخ بغداد : ١١ / ٢٠٤ ، وكنز العمال : ٦ / ٤٠١ وارجح المطالب : ١٠٥.

(١) ن : رجلا.

(٢) العثمانية : ٨٧.

(٣) فقط : ن.

(٤) واول الحديث كما جاء في المصدر :

خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عند زينب بنت جحش فاتى بيت ام سلمة وكان يومها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يلبث ان جاء علي عليه‌السلام فدق الباب دقا خفيا فاستبشر رسول الله الدق وانكرته ام سلمة فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قومي فافتحي له الباب ، فقالت : يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ان افتح له الباب فاتلقاه بمعاصمي وقد نزلت فيّ آية من كتاب الله بالامس ، فقال لها كالمغضب : ان طاعته طاعة الرسول ومن عصى الرسول فقد عصى الله ، ان بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ففتحت له الباب فاخذ بعضادتي الباب ، حتى اذا لم يسمع حسا ولا حركة وصرت الى خدري ... الى اخره.

(٥) في المصدر : فدخل.

(٦) في المصدر : اتعرفينه.

١٨٧

طالب قال صدقت سحنته من سحنتي (١) ولحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة علمي اسمعي واشهدي (٢) هو والله محيي سنتي اسمعي واشهدي لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف (٣) بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله (٤) على منخريه في نار جهنم (٥).

وأما قول عدو الدين إن عليا سكت ترجيحا للشيوخ عليه (٦) ففي الشقشقية (٧) جواب هذا الكلام وغيرها مما حوته عرصات الصحائف وعرفه أهل النقل من الموافق والمخالف.

روى (٨) أخطب خطباء خوارزم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله دفع إليه الراية يوم بدر وعمره عشرون سنة (٩) وهي الوقعة الحاطمة قرون الشرك المؤيدة قواعد الإسلام فنهض بها نهضات الأنجاد الكرام.

رفيع العماد طويل النجاد

ساد عشيرته أمردا (١٠)

__________________

(١) في المصدر : سجيته من سجيتي وفي ن : شحمه من شحمي.

(٢) في المصدر باضافة : هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي.

(٣) في المصدر بزيادة : عام.

(٤) في المصدر : يوم القيامة.

(٥) مناقب الخوارزمي : ٤٣ ، ٤٤ واورده ايضا الحمويني في فرائد السمطين : ١ / ٣٣١ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ٣ / ٢٠٧ والكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ٣١٢ باختلاف في بعض الالفاظ يسير.

(٦) العثمانية : ٨٩.

(٧) الخطبة الثالثة من نهج البلاغة.

(٨) مناقب الخوارزمي : ١٠٢ ونص الحديث : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دفع الراية الى علي عليه‌السلام يوم بدر وهو ابن عشرين سنة.

(٩) لا يوجد لفظ سنة في : ن.

(١٠) الابيات للخنساء ، تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد المتوفاة ( ٢٤ ه‍ ) من قصيدة ترثي بها اخاها صخرا اولها :

اعينيّ جودا ولا تجمدا

الا تبكيان لصخر الندى

١٨٨

إذا القوم مدوا بأعناقهم (١)

إلى المجد مد إليه يدا

فنال الذي فوق أعناقهم (٢)

من المجد ثم ثنى (٣) مصعدا

يكلفه القوم (٤) ما عالهم

و إن كان أصغرهم مولدا.

وإذا تقرر هذا فكيف يرى أمير المؤمنين عليه‌السلام (٥) نفسه مرءوسا للأشياخ مع أن الله تعالى ورسوله ومناقبه أهلنه (٦) رئيسا للأشياخ وهو ابن عشرين فكيف وقد بلغ عند موت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله نيفا على الثلاثين هذا خلف من القول ساقط.

ثم إن أبا عثمان هذى جدا في نظم كلامه لأنه ينقص أمير المؤمنين عليه‌السلام في علمه وفقهه ومناقبه.

ثم قال بعد إن (٧) الذي نراه (٨) أن الذي منع أمير المؤمنين من المقامات تقديمه الشيوخ (٩) عليه وقد كان ينبغي أن يكون نظم الكلام أنه كان تام الفضائل وإنما رأى تقديم الأشياخ للشيخوخة عليه.

وذكر من مناقبه صدق ظنه (١٠).

أقول إن هذا كلام رجل دقيق الفطنة في إلقاح الفتن لا في لطائف المباحث لأنه يأتي إلى شخص يبالغ في سب أبيه أو سب إمامه على غير وجه فإن لم يحجز ذلك المسافه دين أو عقل توغل في الممدوح المشرف

__________________

( ١ ، ٢ ) في الديوان : ايديهم.

(٣) في الديوان : انتمى.

(٤) في الديوان : ويحمل للقوم.

(٥) في ن : بزيادة : هضم.

(٦) ن : اهلته.

(٧) لا توجد في : ن.

(٨) ن : تراه.

(٩) ن : الاشياخ.

(١٠) العثمانية : ٨٧ والضمير في ( ظنه ) يعود على ابي بكر.

١٨٩

على أبيه أو على إمامه ويكون هو بمعزل يهزأ بالفريقين ولا يحن (١) بالطبيعة والدين إلى إحدى الطائفتين.

بيان هذه الجملة أن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان صاحب العلوم الغيبية والمواهب الكشفية حتى أنه حفر الآبار وألقى فيها النار وحفر غير ذلك وألقى فيها من يدعي ربوبيته وفتق ما بين ذلك لينزلوه (٢) عن درجات الإلهية فما وافقوا عليه حيث بهرتهم غرائبه وعجائبه وإلى الآن أمم لا ترجع عن هذه الدعوى.

وفي ذلك تنبيه على مكاشفاته لا فراساته التي تخطئ وتصيب وتظفر وتخيب ولو لا أنا نخاف من السأم وكون هذه الأوراق تخرج عن الحد الذي وضعت له لذكرنا من ذلك تفاصيل لا يدفعها إلا مبغض شانئ غير خاف (٣) على فهم السيرة النبوية والقواعد الإسلامية أو معاند.

ومما ينبه حمله (٤) على هذه الحال قوله غير مكتتم فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت موتا (٥)

__________________

(١) ن : يحنو.

(٢) ن : ليزلوا به.

(٣) ن : جان.

(٤) ن : جملة.

(٥) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ٢ / ١٧٤ ( ط القاهرة ) وفي ١ / ٢٠٨ من الكتاب المذكور :

روى ابن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن علي قال : لما قال علي سلوني قبل ان تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة الاّ انبأتكم بناعقتها وسائقتها ، قام اليه رجل فقال اخبرني بما في رأسي ولحيتي من طاقة شعر فقال له علي عليه‌السلام والله لقد حدثني خليلي ان على كل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك وان على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يغويك وان في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان ابنه قاتل الحسين عليه‌السلام يومئذ طفلا يحبو وهو سنان بن انس النخعي.

١٩٠

شابهت نوره ذكاء (١)

مع البدر بسر من المزايا عجاب

بهداه تبدو الهداية كالشمس بها

البدر حاسر عن نقاب

فإذا ازور (٢) وجهها عنه أمسى

كاسف اللون مدرجا في حجاب (٣).

ومن الطرائف (٤) أنه شرع يحكي (٥) عن الشعبي قوله إن عليا أحد القضاة وعمر وما حكى مع بغضته عن قائل إن أبا بكر أحدهم وقد حكينا ضرورة عمر إليه ضرورة التلميذ إلى مسدده والمعلم (٦) إلى مؤيده وهو مأثور يكاد يلحق بالمتواترات (٧).

__________________

وذكر القندوزي في ينابيع المودة : ٧٣ ( ط اسلامبول ) قال :

في المناقب عن الاعمش عن عبابة بن ربعي قال : كان علي رضي‌الله‌عنه كثيرا يقول : سلوني قبل ان تفقدوني فو الله ما من ارض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضل مائة او تهدي مائة الاّ وانا اعلم قائدها وسائقها وناعقها الى يوم القيامة.

واما قوله عليه‌السلام سلوني قبل ان تفقدوني فقد رواه خلق كثير منهم الخوارزمي في مناقبه : ٤٦ و ٤٧ وتفسير ابن كثير : ٤ / ٢٣١ والرياض النضرة : ٢ / ١٩٨ وتاريخ الخلفاء : ١٧١ وتهذيب التهذيب : ٧ / ٣٣٨ ومناقب ابن المغازلي : ٤٣٠ وفتح الباري : ٨ / ٤٨٥ وعمدة القاريء : ٩ / ١٦٧ وحلية الاولياء : ١ / ٦٨ وينابيع المودة : ٢٧٤ والصواعق المحرقة : ٧٦ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين : ٣ / ٣٠ والحديث اشهر من ان يحصيه متتبع حتى عد من خصوصيات أمير المؤمنين عليه‌السلام في ايامه.

قال سعيد بن المسيب : لم يكن احد من الصحابة يقول سلوني الاّ علي بن ابي طالب.

رواه احمد بن حنبل في فضائله : ٢ / ٦٤٦.

(١) ذكاء : الشمس.

(٢) ازوّر : عدل وانحرف.

(٣) الابيات الثلاثة لا توجد في : ج وق.

(٤) ن : الطريف.

(٥) العثمانية : ٨٨.

(٦) ن : المتعلم.

(٧) مرت الاشارة الى مصادر قسم من تلك الاحاديث هامش : ص ٨٥.

١٩١

وقال عن علي عليه‌السلام وقد علمنا أن له غير رجعة ولا اثنتين ولا ثلاثا وأقوالا (١) لا يجوزها أصحاب الفتيا (٢).

وقال وما كان إلا كبعض فقهائهم الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم (٣). والذي يقال على هذا مع كونه مما لا يرضى به ذو أنفة من المخالفين أو دين من المتباعدين حتى من الفرقة الخارجة الغوية :

إنه ادعى ما لا نعرفه (٤) وقد كان ينبغي أن يبين وجهه الواضح بيانا ثابتا وما فعل.

ولكن العاجز الساقط يرمي سهاما طائشة يشغل بها أندية الخطاب وإن (٥) كانت بعيدة عن الصواب.

وأما أنه كان كأحد الفقهاء الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم فهو فيما قال راد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنه (٦) قال الحق مع علي رواه رجال القوم (٧).

__________________

(١) المصدر : واقاويل.

(٢) العثمانية : ٨٨.

(٣) نفس المصدر السابق والصفحة.

(٤) ن : يعرفه.

(٥) ج وق : فان.

(٦) ق وج : انه.

(٧) الخطيب في تاريخ بغداد : ١٤ / ٣٢١.

روى بسنده عن ابي ثابت مولى ابي ذر قال : دخلت على ام سلمة فرايتها تبكي وتذكر عليا عليه‌السلام ، وقال سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول : علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة.

الهيثمي في مجمعه : ٩ / ١٣٤ قال :

وعن ام سلمة انها كانت تقول : كان علي عليه‌السلام على الحق ، من اتبعه اتبع الحق ، ومن تركه ترك الحق ، عهد معهود قبل يومه هذا.

١٩٢

فإذن المشار إليه قد كذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيحيق به الكفر لا محالة ومن يكون الحق معه مطلقا كيف يكون هو وغيره سواء (١)؟

والمدحة التي مدحه بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلحق في الاعتماد على قوله الاعتماد على قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

وأما أن أصحاب الفتيا لا يجوزون ما كان يبني (٣) مولانا عليه :

فليس بعار والنقائص حلية

لمن حاد عن نهج الطريق المقوم (٤)

أضاءت دجى الخطب البهيم نجومه

إذا اسود نجم بالقتام (٥) المفدم

بدا فتراءته العيون فمبصر

وطرف عم في حيرة أيما عم.

وبعد فإن الناصب بذلك قاذف لتارك الاعتماد على فتاويه والبناء على ما يرتضيه.

__________________

والهيثمي ايضا في مجمعه : ٧ / ٢٤٣ قال :

وعن ابي سعيد ـ يعني الخدري ـ قال : كنا عند بيت النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في نفر من المهاجرين والانصار ( الى ان قال ) ومرّ علي بن ابي طالب عليه‌السلام فقال : الحق مع ذا ، الحق مع ذا.

وذكر هذا ايضا المناوي في كنوز الحقائق : ص ٦٥.

والمتقي في كنز العمال : ٦ / ١٥٧ قال.

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا واصحابه على الحق ـ يعني عليا عليه‌السلام ـ.

وايضا ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين : ٣ / ١٥٣.

(١) ج وق : اسوة.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(٣) ن : يفتى.

(٤) في الهامش : للمصنف.

(٥) القتام : الغبار الاسود ، المفدّم : الحالك المشبع ( لسان العرب ).

١٩٣

ثم القول بأنه كان كأحد الفقهاء فيه تكذيب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قد روى المخالف الذي لا يتهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال علي أقضاكم (١).

ومن كان أقضى الناس كان عيبة علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) على ما رواه الواحدي عند قوله تعالى ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) (٣) إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي (٤).

ولا شبهة عنده أن عمر أحد الفقهاء العظماء العلماء وقد كان يضطر إليه اضطرار الفقير إلى الغني والضعيف إلى القوي.

فإذن هو على هذا قادح في عمر ـ رضوان الله عليه إذ كان أمير المؤمنين عليه‌السلام عيانا على ما ترويه (٥) السنة وقد نبهنا عن قرب على تفوقه (٦) في العلوم فما ظنك بمن يأخذ عنه ويستثمر الأحكام منه ويقول لو لا علي لهلك عمر (٧).

__________________

(١) روى الحديث بهذا اللفظ وبلفظ ، ( اقضى امتي علي ) ، أو بلفظ متقارب الى ذلك جماعة من الرواة والمحدثين نذكر منهم : الخوارزمي في مناقبه : ٤١ والحمويني في فرائد السمطين : ١ / ١٦٦ وابن ماجة في صحيحه في باب فضائل اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ١٤ وابن عبد البر في الاستيعاب : ١ / ٨ وابو نعيم في حلية الاولياء : ١ / ٦٦ والهيثمي في مجمعه : ٩ / ١٦٥ والمحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ١٩٨ وفي ذخائر العقبى : ٨٣ والكنجي في كفاية الطالب : ١٩٠.

(٢) ن بزيادة : قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٣) الحاقة : ١٢.

(٤) اسباب النزول : ٣٢٩ وقد مرت الاشارة الى بعض المصادر بشأن نزول هذه الآية في هامش ص : ٨٢.

(٥) ن : رواه.

(٦) في جميع النسخ : فوقه.

(٧) قد روى حديث : ( لو لا علي لهلك عمر ) و ( لا عشت لمعضلة لا يكون لها ابو حسن ) و ( اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن ابي طالب ) او بمعنى قريب من ذلك جمع كثير من رواة العامة

١٩٤

شرع في تنقص علي عليه‌السلام فبالغ في تنقص أحبته وطعن بما قال في أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقرابته وقد بينا ما يلزمه من المحذور وسنذكر بعد إن شاء الله تعالى ما يتفق عند سقطات ترد منه بما يكشف الحق ويسفر عنه.

قال ومما يقررهم (١) به ما (٢) رواه حمال الآثار من رجوعه وما لا يجوز من فتياه من (٣) قوله أجمع رأيي (٤) ورأي عمر على عتق أمهات الأولاد ثم رأيت أن أرثهن (٥) (٦) وقال إنه رجع إلى رأي عمر في الجد (٧).

وذكر (٨) أن زيدا حاج عليا في المكاتب فقال له أرأيت إن زنى أكنت راجمه قال لا قال أرأيت إن شهد أتقبل شهادته قال لا قال زيد فهو إذن عبد ما بقي عليه درهم فسكت علي (٩).

__________________

ومحدثيهم وسطروها في كتبهم منها :

السنن الكبرى : ٨ / ٤٤٢ الرياض النضرة : ٢ / ١٩٤ ذخائر العقبى : ٨٢ تفسير الرازي : ٧ / ٤٨٤ كفاية الطالب : ١٠٥ مناقب الخوارزمي : ٣٩ كنز العمال : ٣ / ٩٦ المستدرك : ١ / ٤٥٧ ارشاد الساري : ٣ / ١٩٥ شرح ابن ابي الحديد : ٣ / ١٢٢ صحيح البخاري في كتاب المحاربين في باب لا يرجم المجنون والمجنونة ضمن حديث له مسند احمد بن حنبل : ١ / ١٤٠ فيض القدير : ٤ / ٣٥٦ فتح الباري : ١٥ / ١٣١.

(١) المصدر : نفررهم.

(٢) المصدر : مما.

(٣) لا توجد ( من ) في المصدر.

(٤) ن : رأى.

(٥) المصدر : اربهن.

(٦) العثمانية : ٨٩.

(٧) المصدر السابق.

(٨) لا توجد في : ن.

(٩) العثمانية : ٨٩.

١٩٥

وحكى عن الشعبي أنه رجع عن قوله في الحرام ثلث (١) (٢) وكلم عثمان في الحجر على عبد الله بن جعفر فاحتج عثمان بأن شريكه الزبير وأن عليا سكت (٣) وقال في المكاتب إنه إن (٤) أدى من ثمنه شيئا أنه يسترق بحساب ويعتق بحساب (٥).

وقال في النصرانية تسلم وهي تحت النصراني قال فهو (٦) أحق بها ما لم يخرجها من دار الهجرة (٧).

وقال في رجل قال لامرأته اختاري فاختارته ثم قال لها اختاري فاختارته ثم قال لها (٨) الثالثة اختاري فاختارته (٩) قال أفرق بينهما فإذا (١٠) زنى فعلت كذا وكذا (١١).

وقال في أعور فقأ عين صحيح فأراد الصحيح أن يفقأ عين الأعور الذي فقأ فقال (١٢) لا تفقأها إلا أن تؤدي (١٣) نصف الدية (١٤)

__________________

(١) المصدر : ثلاث.

(٢) العثمانية : ٨٩.

(٣) المصدر السابق : ٩٠.

(٤) المصدر : اذا.

(٥) العثمانية : ٩٠.

(٦) المصدر : هو.

(٧) العثمانية : ٩٠.

(٨) لا توجد في المصدر.

(٩) ما بين المعقوفتين لا يوجد في : ن.

(١٠) المصدر : فان.

(١١) العثمانية : ٩٠.

(١٢) المصدر : قال.

(١٣) ن : يودى.

(١٤) العثمانية : ٩٠.

١٩٦

وقال في الجد إنه سادس ستة وسابع سبعة وكتب إلى عبد الله (١) وقال قطع الكتاب واجعله سابعا (٢) (٣).

وقال في جارية وثبت عليها امرأة رجل غائب فافتضت عذرتها (٤) ثم قذفتها لتسقطها من عين بعلها وكانت خافت أن يتزوجها فرفع ذلك إليه فقال لبعض بنيه قل في هذه المسألة قال عليها صداق مثلها قال لو كلفت الإبل الطحين (٥) طحنت فاشتد تعجب أصحاب عبد الله من هذه المقالة (٦).

وكان يرى حك أصابع الصبيان إذا سرقوا (٧).

وكان إذا قطع الرجل قطع القدم وترك العقب ليمشي عليه المقطوع (٨) (٩) وكان يقطع اليد من أصول الأصابع ويدع الكف (١٠).

قال وزعم عبد الله بن سلمة وغيره ـ عن الأعمش عن الشعبي أو عن غيره أنه سئل عن رجل قال لامرأته أنت طالق ألف تطليقة وله أربع نسوة فقال تبين بثلاث وتقسم الباقية على نسائه (١١).

وذكر بعد هذا تعرضا بالأنبياء وغرضه من ذلك فإذا كان الأنبياء كذا

__________________

(١) المصدر بزيادة : بذلك.

(٢) ن : سابقا.

(٣) العثمانية : ٩٠.

(٤) المصدر بزيادة : باصبعها.

(٥) المصدر : الطحن.

(٦) العثمانية : ٩٠.

(٧) المصدر السابق.

(٨) المصدر بزيادة : وليعتمد به.

(٩) العثمانية : ٩٠.

(١٠) المصدر السابق.

(١١) العثمانية : ٩١.

١٩٧

فكيف يكون علي منزها عن الغلط والخطإ (١).

وسأذكر الجواب عن ذلك إن شاء الله تعالى بعد الجواب عن هذه الخرافات الساقط من قصدها الهابط من اعتمدها.

أقول أما ما ادعاه المشار إليه من كون علي رجع فلا نعرف لذلك أصلا أصلا ومتى قبلت دعاوي كل قبيل على قبيل كان ذلك قدحا في جميع البرية إذ كل يقدح في صاحبه ويقذعه ويرفعه ويضعه.

وأما باقي الأسئلة فإني أقول على ساب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما رواه البخاري عنه قال الراوي سمعت (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول اللهم أدر الحق مع علي حيث دار (٣)

وروى أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق منها بإسناده إلى محمد بن أبي بكر قال حدثتني عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال الحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (٤)

__________________

(١) العثمانية : ٩١.

(٢) ما بين المعكوفتين لا يوجد في ن وبدله : ان رسول الله (ص) يقول : اللهم ادر الحق ... الخ.

(٣) لا يوجد في صحيح البخاري بالطبعة الموجودة عندي ، ولعل يد التحريف امتدت اليه لان يحيى ابن الحسن في كتابه ( العمدة ) ينقل ذلك عن البخاري وكذلك السيد هاشم البحراني في غاية المرام. انظر عمدة عيون صحاح الاخبار : ٣٠٠ وغاية المرام : ٥٣٩

اقول : ذكر هذا الحديث ايضا الترمذي في صحيحه : ٥ / ٦٣٣ بسنده عن علي عليه‌السلام وفيه قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم ـ : رحم الله عليا ، اللهم ادر الحق معه حيث دار

ورواه ايضا الحاكم في مستدركه : ٣ / ١٢٤.

(٤) مرت الاشارة الى بعض مصادر هذا الحديث في هامش ص : ٩٤.

١٩٨

وروى أخطب خطباء خوارزم بإسناده إلى ثابت مولى أبي ذر عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول علي مع القرآن والقرآن معه (١) لا يفترقان (٢) حتى يردا علي الحوض (٣).

__________________

(١) ق : مع علي.

(٢) في المصدر : لن يفترقا.

(٣) مناقب الخوارزمي : ١١٠ والحديث كاملا هو :

عن شهر بن حوشب قال : كنت عند ام سلمة ـ رضي الله عنها ـ فسلم رجل فقالت : من انت؟

قال : انا ابو ثابت مولى ابي ذر ، قالت : مرحبا بابي ثابت ، ادخل فدخل فرحبت به ، فقالت : اين طار قلبك حين طارت القلوب مطارها؟ قال : مع علي بن ابي طالب عليه‌السلام قالت : وفّقت للهدى ، والذي نفس ام سلمة بيده لقد سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ولقد بعثت ابني عمر وابن اخي عبد الله ابي امية فامرتهما بان يقاتلا مع علي عليه‌السلام من قاتله ، ولو لا ان رسول الله (ص) امرنا ان نقر في محالنا او في بيوتنا لخرجت حتى اقف في صف علي بن ابي طالب عليه‌السلام.

اقول : قد روى حديث « علي مع القرآن والقرآن مع علي » جماعة منهم : الهيثمي في مجمعه : ٩ / ١٣٤.

عن ام سلمة قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض.

وذكره ايضا ابن حجر في صواعقه : ص ٧٤ والشبلنجي في نور الابصار : ص ٧٢ الصواعق المحرقة : ص ٧٥ قال :

وفي رواية انه صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قال في مرض موته : ايها الناس يوشك ان اقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم : الا اني مخلف فيكم كتاب ربي عزّ وجلّ وعترتي اهل بيتي ، ثم اخذ بيد علي عليه‌السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فاسالوهما ما خلفت فيهما.

مستدرك الصحيحين : ٣ / ١٢٤.

روى بسنده عن ابي ثابت مولى ابي ذر قال : كنت مع علي عليه‌السلام يوم الجمل ( وساق الحديث الى ان قال ) سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

وذكره ايضا المناوي في فيض القدير : ٤ / ٣٥٦ والمتقي في كنز العمال : ٦ / ١٥٣.

١٩٩

وروى المشار إليه عدة أحاديث تقتضي أن النجاة في متابعته ومشايعته (١).

ومن طريق أخطب خطباء خوارزم في إسناده إلى أبي بكر بن مردويه إلى الأصبغ بن نباتة في حديث عن زيد بن صوحان أنه سمعه من حذيفة بن اليمان يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول علي أمير البررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ألا وإن الحق معه يتبعه ألا فميلوا معه (٢).

وقال صاحب كتاب الاستيعاب :

وروى عنه عليه‌السلام أنه قال أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه (٣).

ورواه ابن المغازلي الشافعي مرفوعا من عدة طرق (٤).

__________________

(١) انظر مناقب الخوارزمي : ٥٦ و ٥٧.

(٢) مناقب الخوارزمي : ١١١.

وذكره ايضا الحاكم في المستدرك : ٣ / ١٢٩ والخطيب في تاريخ بغداد : ٤ / ٢١٩ والحمويني في فرائد السمطين : ١ / ١٥٧ وابن عساكر في ترجمة امير المؤمنين من تاريخ دمشق : ٢ / ٤٧٨ وابن حجر في الصواعق المحرقة : ١٢٣ والقندوزي في ينابيع المودة : ٢٨٤.

(٣) الاستيعاب : ٣ / ١١٠٢.

وذكره طائفة من اعلام المحدثين منهم : الحاكم في المستدرك : ٣ / ١٢٦ والخطيب في تاريخ بغداد : ٢ / ٣٧٧ والخوارزمي في مناقبه : ٤٠ ومقتل الحسين : ٤٣ والجزري في اسد الغابة : ٤ / ٢٢ والكنجي في كفاية الطالب : ٩٩ والحمويني في فرائد السمطين : ١ / ٩٨ والذهبي في ميزان الاعتدال : ١ / ١٩٣ وتذكرة الحفاظ : ٤ / ٢٨ وابن كثير في البداية والنهاية : ٧ / ٣٥٨ والهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ١١٤ والعسقلاني في لسان الميزان : ١ / ٤٣٢ وتهذيب التهذيب : ٦ / ٣٢٠ والقندوزي في ينابيع المودة : ١٨٣ والسيوطي في تاريخ الخلفاء : ١٧٠ وابن حجر في الصواعق المحرقة : ٣٧.

(٤) انظر مناقب ابن المغازلي : ٨٠ ـ ٨٥ الاحاديث رقم ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٢ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٦.

٢٠٠