آية الله مجد الدّين النّجفي الإصفهاني
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الذخائر
الطبعة: ١
الصفحات: ١٣٥
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله الطيبين.
أما بعد :
فيقول العبد المسكين مجد الدين ابن الشيخ محمد رضا النجفي الاصبهانى :
هذه جملة فرائد من الأشعار اخترتها من قصائد الأكابر والأحرار ، وسميته ( المختار من القصائد والأشعار ) ليطابق الأسم والمسمى ويوافق اللفظ والمعنى ، ولم أذكر من ديوان شيخي الصناعة ومقدمي الفن ابى تمام وابى الطيب المتنبى الا نادراً ، لأن ديوانهما مأثور مشهور.
وعلى الله التوكل وهو حسبى ونعم الوكيل.
قال الوالد أدام الله تعالى ظلاله :
أبت لي همومي أن أذوق مناما |
|
فلا تعذلينى ان سهرت (أماما) |
على م أشيم البرق للدهر خلب |
|
وأرقب سحباً للزمان جهاما |
الى أن قال :
وان انتضي من غمد سيفي شعلة |
|
فأملأ آفاق البلاد ضراما |
وأترك أزواج الملوك أراملا |
|
وأترك أولاد الملوك يتاما |
فان منعونا أن نعيش أعزة |
|
فما منعونا أن نموت كراما |
ولي في أباء الضيم يا ( سعد ) مذهب |
|
أخذت ( ابا السجاد ) فيه اماما |
قلت : القصيدة طويلة جداً وكلها في غاية الجودة.
وقال مالك الأشتر النخعي رضوان الله عليه :
بقيت وفري وانحرفت عن العلى |
|
ولقيت أضيافي بوجه عبوس |
ان لم أشن على ابن حرب غارة |
|
لم تخل يوماً من نهاب نفوس |
خيلا كأمثال السعالى شزباً |
|
تعدو ببيض في الكريهة شوس |
حمى الحديد عليهم فكأنهم |
|
ومضان برق أو شعاع شموس |
وقال الطرماح :
حواس أرى نفسي تتوق الى أمور |
|
ويقصر دون مبلغهن مالي |
فنفسي لا تتطاوعني للبخل |
|
ومالى لا يبلغني معالي |
وقالت عابدة المهلبية :
ألست ترى استراق الدهر حظي |
|
وكيف بقيت في أدب الخمول |
ءأبغي العون منه وهو خصمي |
|
كما استبكت ضرائرها الثكول |
وقال جار الله الزمخشري :
كثر الشك والخلاف وكل |
|
يدعي الفوز بالصراط السوي |
فاعتصامي بلا اله سواه |
|
ثم حبى لأحمد وعلي |
فاز كلب بحب أصحاب كهف |
|
كيف أشقى بحب آل النبى |
قلت : الباء في المصراع الأول من الشعر الأخير للسببية ، أي فاز كلب بسبب حب أصحاب الكهف. كما أن الباء في المصراع الأصير بمعنى مع ، أي كيف أشقى مع حب آل النبى. ويحتمل أن تكون للسببية أيضاً.
وقال المحقق الطوسي رحمهالله :
ما للقياس الذي مازال مستهراً |
|
للمستقيسين في الشرطي تسديد |
أما رأوا وجه من أهوى وطرته |
|
فالشمس طالعة والليل موجود |
وقال الشافعي :
لا يدرك الحكمة من عمره |
|
يكدح في مصلحة الأهل |
ولا ينال العلم الا فتى |
|
خال من الأفكار والشغل |
لو ان لقمان الحكيم الذي |
|
سارت به الركبان بالفضل |
بلى نففة وعيال لما |
|
فرق بين التبن والبقل |
وقال الزمخشري :
العلم
للرحمن جل جلاله |
|
وسواه في جهلاته يتغمغم |
ما للتراب وللعلوم وانما |
|
يسعى ليعلم أنه لايعلم |
وقال مهيار الديلمي يرثي السيد الرضي رضي الله عنهما :
أفريش لا لفم أراك ولا يد |
|
فتو اكلي غاض الندى وخلا الندي |
الى أن قال :
يا ناشد الحسنات طوف فاليا |
|
عنها وعاد كأنه لم ينشد |
اهبط الى مضر فسل حمراءها |
|
من صاح بالبطحاء يا نار اخمدي |
بكر النعي فقال أردى خيرها |
|
ان كان يصدق فالرضي هو الردي |
عادت أراكة هاشم من بعده |
|
خوراً لفأس الحاطب المتوقد |
فجعت بمعجز آية مشهودة |
|
ولرب آيات لها لم تشهد |
كانت اذا هي في الامامة نوزعت |
|
ثم ادعت بك حقها لم تجحد |
رضي الموافق والمخالف رغبة |
|
بك واقتدى الغاوي بري المرشد |
الى أن قال :
ورآك طفال شيبها وكهولها |
|
فتزحزحوا لك عن مكان السيد |
أنفقت عمرك ضائعاً في حفظها |
|
وعققت عيشك في صلاح المفسد |
كالنار للساري الهداية والقرى |
|
من ضوئها ودخانها للموقد |
من راكب يسع الهموم فؤاده |
|
وتناط منه بقارح متعود |
الى أن قال :
قرب قربت من التلاع فانها |
|
(أم المناسك ) مثلها لم يقصد |
دأباً به حتى تريح ( بيثرب ) |
|
فتنيخه نقضاً بباب المسجد |
واحث التراب على شحوبك حاسراً |
|
وانزل فعز محمداً بمحمد |
الى أن قال :
بكت السماء له وودت أنها |
|
فقدت غزاليها ولما يفقد |
قلت : القصيدة جيدة كلها وهذا ما بقي في ذهننا منها.
وقال الامام الرازي :
نهاية اقدام العقول عقال |
|
وغاية سعي العالمين ضلال |
ولم نستفد من سعينا طول عمرنا |
|
سوف أن جمعنا فيه قيل وقال |
وأرواحنا محبوسة في جسومنا |
|
وحاصل دنيانا أذى ووبال |
ومن قصيدة لمهيار يمدح أهل البيت عليهمالسلام :
ألا سل ( قريشاً ) ولم منهم |
|
من استوجب اللوم أو فند |
وقل ما لكم بعد طول الضلا |
|
لم تشكروا نعمة المرشد |
الى أن قال :
وقد جعل الأمر من بعده |
|
لحيدر بالخبر المسند |
وسماه مولى بافرار من |
|
لو اتبع الحق لم يجحد |
فملتم بها حسد الفضل عنه |
|
ومن يك خير الورى يحسد |
وقلتم بذاك قضى الاجتماع |
|
ألا انما الحق للمفرد |
يعز على هاشم والنبى |
|
تلاعب تيم بها أو عدي |
وارث علي لأولاده |
|
اذا آية الارث لم تفسد |
أقول : هذه القصيجة طويلة تقارب خمسين بيتاً وكلها في غاية المتانة والجودة وأبهى مراتب الحسن ، ومن العجب أن أشعاره عريقة في العربية مع أنه فارسي ، وكان مجوسياً وأسلم على يد السيد الرضي رضي الله تعالى عنه.
قال الوالد أدام الله تعالى معاليه :
كم من صديق قد رجوت وداده |
|
واخترته من بين هذا الناس |
فزرعت في قلبي أزاهير المنى |
|
لكنني لم أجن غير الياس(١) |
قلت : أنشأ دام ظله هذين الشعرين حين أهدى بعض الأعلام من الأصدقاء الورد المعروف بـ ( الياس ) ، وهو هنا مستعمل في معنييه اللغوي والعرفي بناء على جواز استعمال المشترك في اكثر من معنى واحد كما هو التحقيق.
لا أدري قائله :
قلبي معكم وليس عنكم ببعيد |
|
من فرقتكم ان عذابى لشديد |
ام مت من الشوق فمالي أسف |
|
من مات من الشوق فقد مات شهيد |
لعبد الملك الحارثي وقيل للسموأل اليهودي :
اذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه |
|
فكل رداء يرتديه جميل |
وان هو لم يحمل على النفس ضيمها |
|
فليس الى حسن الثناء سبيل |
تعيرنا أنا قليل عديدنا |
|
فقلت لها ان الكرام قليل |
قال الاسكافي الزنجاني :
واني لأستحيى العمائم أن ترى |
|
على أرؤس أولى بهن المقانع |
ولقائل :
ماذا يضر الشمس وهي منيرة |
|
أن لايرى الخفاش ساطع نورها |
وقال الشاعر :
وليس من الانصاف أن يدفع الفتى |
|
يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل |
لا أحفظ قائله :
__________________
١) منه ولم أظفر بغير الياس ـ خ ل.
حلف الزمان ليأتين بمثله |
|
حنثت يمينك يازمان فكفري |
وقال الزمخشري :
ومن
عجب أن الصوارم والقنا |
|
تحيض بأيدي المرء وهي ذكور |
وأعجب من ذا أنها في اكفهم |
|
تأجج ناراً والأكف بحور |
وقال مهيار مفتخراً :
أعجبت بى بين نادي قومها |
|
أخت سعد (١) فمضت تسأل بي |
سرها ما علمت من أدبي (٢) |
|
فأرادت علمها ما حسبى |
لا تخالي نسباً يخفضني |
|
أنا من أرضك (٣) عند النسب |
قومي استولوا على الدهر فتى |
|
ومشوا فوق رؤس الحقب |
عمموا بالشمس هاماتهم |
|
وبنوا أبياتهم بالشهب |
وأبى كسرى على ايوانه |
|
أين في الناس اب مثل أبى |
سورة الملك القدامى وعلى |
|
شرف الاسلام لي والأدب |
قد قبست المجد من خير أب |
|
وقبست الدين من خير نبى |
وضممت الفخر من أطرافه |
|
سؤدد الفرس ودين العرب |
لا أعلم قائله :
وتنهدت جزعاً فأثر كفها |
|
في صدرها فنظرت مالم أنظر |
أقلام ياقوت كتبن بعنبر |
|
بصحيفة البلور خمسة أسطر |
أهجى شعر قالته العرب :
__________________
١) اخت سعد.
٢) من خلقى.
٣) من يرضيك.
قوم اذا استنبح الأضياف كلبهم |
|
قالوا لأمهم بولي على النار |
فضيقت فرجها بخلا ببولتها |
|
فلا تبول لهم الا بمقدار |
لبعضهم يذم المبرد محمد بن يزيد النحوي :
سألنا عن ثمالة كل حي |
|
فقال الناس طراً ما ثماله |
فقلت محمد بن يزيد منهم |
|
فقالوا الان قد زدنا جهاله |
وقال ابو نؤاس :
انما الدنيا طعام |
|
وغلام ومدام |
فاذا فاتك هذا |
|
فعلى الدنيا السلام |
لبعض المتأخرين في وصف كتاب المغني :
ألا انما ( مغنى اللبيب ) مصنف |
|
لطيف به النحوي يحوي أمانيه |
وما هو الا جنة قد تزخرفت |
|
ألم تنظر الأبواب منه ثمانيه |
لا أعلم قائله :
ملأت يدي من الدنيا مراراً |
|
وما طمع العواذل في اقتصادي |
ولا وجبت علي زكاة مال |
|
وهل تجب الزكاة على الجواد |
حاتم الطائي :
أضاحك ضيفي قبل انزال رحله |
|
ويخصب عندي والمحل جديب |
وما الخصب للاضياف أن يكثر القرى |
|
ولكنما وجه الكريم خصيب |
أفخر شعر قالته العرب :
ما من مصيبة نكبة أرمى بها |
|
الا تشرفنى وترفع شاني |
واذا سألت عن الكرام وجدتني |
|
كالشمس لا تخفى بكل مكان |
قال الخليل في وصف كتابي أستاذه :
بطل النحو جميعاً كله |
|
غير ما صنف عيسى بن عمر |
ذاك ( اكمال ) وهذا ( نافع ) |
|
وهما للناس شمس وقمر |
قال ابو دلامة في ابنة ولدت له :
فما ولدتك مريم أم عيسى |
|
ولم يكفلك لقمان الحكيم |
ولكن قد تضمك أم سوء |
|
الى لباتها وأب لئيم |
لبعض فضلاء العجم في مرثية حضرة عمنا آية الله على الاطلاق الحاج الشيخ نور الله طاب ثراه :
يا وقعة حدثت للشرع هائلة |
|
وأهله بين مخذول ومكسور |
صال المصاب علينا في كتائبه |
|
والخلق ما بين مغلول ومأسور |
لقد مضى العالم النحير في رجب |
|
وراح نحو رياض الخلد والحور |
لما مضى أفجع الاسلام فاجعة |
|
والناس يرثيه في الأسواق والدور |
والخلق من فقد هذا الغوث كلهم |
|
صاروا حيارى كمجنون ومخمور |
فالدمع ان لم يصر في ذا العزاء دماً |
|
يكون عندي ملوماً غير معذور |
لاح المصاب لنا ما فوق طاقتنا |
|
والصبر منا عليه غير مقدور |
قد صار في الطور ( نور الله ) مرموساً |
|
ما الطور ظل لذا نوراً على نور |
سألت ( عبد الكريم ) حول رحلته |
|
أجاب منه بدر النظم منثور |
ألقى ثماناً من المصراع زائدة |
|
فقال قد يتوارى النور في الطور |
أقول : وفي هذه السنة توفي الى رحمة الله تعالى يوم الاثنين غرة رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة المقدسة على مهاجرها ألف ثناء وسلام وتحية ، وقد اشتد به المرض قبل وفاته بأيام قلائل
في محروسة قم ، وكنت حاضراً مواظباً من أول مرضه الى حين وفاته ، ولقد عاش سعيداً ومات شهيداً :
حلف الزمان ليأتين بمثله |
|
حنثت يمينك يا زمان فكفري |
هو واحد الدنيا فلم يوجد له |
|
ند ولا حتى القيامة يوجد |
وترجمة ـ أعلى الله مقامه ـ تحتاج الى مجلدات ضخمة ، ونريد أن نكتب شيئاً انشاء الله تعالى ، والتكلم في هذا الموضوع خارج عن موضوع كتابنا هذا ولانتعرض لسائر ما قيل فيه من المراثي والأشعار الرنانة لأنه أجنبى عن الكتاب.
وقال الأندلسي :
كريم على العلات جزل عطاؤه |
|
ينيل وان لم يعتمد لنوال |
وما الجود من يعطي اذا ما سألته |
|
ولكن من يعطي بغير سؤال |
وقال ابوالأسود الدئلي :
كساني ولم أستكسه فحمدته |
|
أخ لك يعطيك الجزيل وناصر |
وان أحق الناس ان كنت شاكراً |
|
بشكرك من أعطاك والعرض وافر |
وقال حبيب بن أوس الطائي :
ماماء كفك ان جادت وان بخلت |
|
من ماء وجهي اذا أفنيته عوض |
اني بأيسر ما أدنيت منبسط |
|
كما بأيسر ما أقصيت منقبض |
لا أعلم قائله :
اني رأيت وفي الأيام تجربة |
|
للصبر عاقبة محمودة الأثر |
وقل من جد في أمر يحاوله |
|
فاستصحب الصبر الا فاز بالظفر |
أجود شعر قالته العرب في كبر الهمة :
له همم لا منتهى لكبارها |
|
وهمته الصغرى أجل من الدهر |
له راحة لو أن معشار جودها |
|
على البركان البر أندى من البحر |
رؤبة ، وقد ناداه ابو مسلم صاحب الدعوة :
لبيك اذ دعوتني لبيكا |
|
أحمد رباً ساقني اليكا |
الحمد والنعمة في يديكا
لأعرابى يمدح الحكم بن حنطب :
وكان آدم حين حان وفاته |
|
أوصاك وهو يجود بالحوباء |
ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم |
|
فكفيت آدم علية الأبناء |
لا أعلم قائله :
ما يفعل الله باليهود |
|
ولا بعاد ولا ثمود |
ولا بفرعون اذ عصاه |
|
ما يفعل الشعر بالخدود |
ومن قصيدة طويلة للسيد جعفر الحلي قدسسره يمدح بها الوالد دام ظله وقد أجاد :
اني اختبرت بنى الورى فرأيتهم |
|
ان الوفاء بهم أقل قليل |
وأرى بأجيال الزمان تنازلا |
|
وأشد منها في التنازل جيلي |
لا عولت نفسي عليهم انني |
|
بعد الاله على ( الرضا ) تعويلى |
مولى يلوذ الخائفون بظله |
|
والاملون تفوز بالمأمول |
خلق الاله يمينه مبسوطة |
|
للبطش والتنويل والتقبيل |
يا من حمى دين النبى بفكرة |
|
تمضى مضاء الصارم المصقول |
مازلت تنطق بالصواب كأنما |
|
يوحي اليك لسان جبرائيل |
شابهت أهليك الكرام بمجدهم |
|
والشبل أشبه في أسود الغيل |
شيدت مجدهم وفزت بعزهم |
|
ضعفاً وهم كانوا أعز قبيل |
وكان السيد رحمهالله قد تزوج زوجته الثانية فلم بزره الوالد دام ظله مباركاً له فكتب اليه معاتباً له ، والعجب من جامع ديوانه حيث عكس الأمر :
شروط الحب نحن لها وفينا |
|
وأنتم ما وفيتم بالشروط |
صددت فام تبارك لي بعرس |
|
لخوفك سوء عاقبة النقوط |
فكتب الوالد دام ظله في الجواب :
ألا قل للذي قد قال فينا |
|
بأنا ما وفينا بالشروط |
ولم نعهد لنا ذنب اليه |
|
سوى تأخير ارسال النقوط |
نقوط الطفل ارسال الهدايا |
|
له والشيخ ارسال الحنوط |
ألا فاقنط فمالك يابن ودي |
|
نقوط عندنا غير القنوط |
لأبى العتاهية (١) في زوال الدنيا :
انما أنت مستعير لما سو |
|
ف تردن والمعار ترد |
كيف يهوى امرؤ لذاذة أيا |
|
م عليه الأنفاس فيها تعد |
ومن قطعة له في معناه :
ألا انما الدنيا متاع غرور |
|
ودار صعود مرة وحدور |
كأني بيوم ما أخذت تأهباً |
|
له في رواحي عاجلا وبكوري |
كفى عبرة أن الحوادث لم تزل |
|
تصير أهل الملك أهل قبور |
خليلي كم من ميت قد حضرته |
|
ولكنني لم أنتفع بحضوري |
ومن لم يزده السن ما عاش عبرة |
|
فذاك الذي لا يستنير بنور |
__________________
١ ) كان نقش خاتم أبي العتاهية :
سيكون الذي قضى |
|
سخط العبد أم رضى |
وأهدى الوالد دام ظله الى أعز أصدقائه السيد جعفر الحلي قدسسره ساعة فقال :
وافرنجية قد آنستني |
|
برقص فيه شائبة الغناء |
تعلمني وليس لها لسان |
|
وتخبرني بأخبار السماء |
فكم لا مستها من غير عشق |
|
فتستر وجهها لا عن حياء |
تسير الدهر أجمعه حثيثاً |
|
ولم تتعد حاشية الرداء |
لها فنر وليس له ضياء |
|
وهل فنر يفيد بلا ضياء |
عقاربها تدب بكل وقت |
|
وليس تكن حتى في الشتاء |
وقال الوالد أدام الله ظله في معناه :
وذات قلب فلق خافق |
|
ولم تكن قط بمرتاعه |
تحمل في الوجه على رغمها |
|
( عقارباً ) ليست بلساعه |
وان تكن حاملها ساعة |
|
( يسأنك الناس عن الساعه ) |
وكتب ملك الروم هذين البيتين من شعر ابى العتاهية على أبواب مجالسه وباب مدينته بعد اباء ابى العتاهية أن يذهب اليه :
ما اختلف الليل والنهار ولا |
|
دارت نجوم السماء في الفلك |
الا نقل السلطان من ملك |
|
قد انقضى ملكه الى ملك |
قال السيد جعفر الحلي وقد اهدى الشيخ مهدي الكاتب حبة أرز عليها سورة الاخلاص فكتب معها في مدح السلطان عبد الحميد خان العثماني وقد أجاد :
يا من له ذلت جبابرة العدى |
|
وأطاعه داني الورى والقاصي |
لك بيعة في عنق كل موحد |
|
هي لا تزال ولات حين مناص |
وجميع حبات القلوب كحبة |
|
وفدت عليك بسورة الاخلاص |
قال ابوالعتاهية في تقرب الاجال والموت :
أيا اخوتي آجالنا تتقرب |
|
ونحن مع الأهلين نلهو ونلعب |
أعدد أيامي وأحصي حسابها |
|
ويا غفلتى عما أعد وأحسب |
غداً أنا من ذا اليوم أدنى من الفنا |
|
وبعد غد أدنى اليه وأقرب |
قال السيد جعفر الحلي «ره» مخاطباً للفاضل الشربياني والشيخ على المنبر بعد فراغه من التدريس :
أشيخ الكل قد اكثرت بحثاً |
|
بأصل براءة وباحتياط |
وهذا فصل زوار و ( نوط ) |
|
فباحثنا بتنقيح المناط |
ابو العتاهية وقد سأله الربيع كيف أصبحت فقال :
أصبحت والله في مضيق |
|
فهل سبيل الى طريق |
أف لدنياً تلاعبت بى |
|
فخذي منه أو دعي |
ولما حضرت ابا العتاهية الوفاة أوصى بأن يكتب على قبره :
اذن حي سمعي |
|
اسمعي ثم عي وعي |
أنا رهن مضجعي |
|
فاحذري مثل مصرعي |
عشت تسعين حجة |
|
في ديار التزعزع |
ليس زاد سوى التقى |
|
فخذي منه أو دعي |
لا أعلم قائله :
كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا |
|
أنيس ولم يسمر بمكة سامر |
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا |
|
صروف الليالي والجدود العواثر |
وقال ابوالعتاهية في صديق الصدق :
صديقي من يقاسمني همومي |
|
ويرمي بالعداوة من رماني |
ويحفظني اذا ماغبت عنه |
|
وأرجوه لنائبة الزمان |
وقال في من يدعي الصداقة كاذباً :
لله در أبيك أي زمان |
|
أصبحت فيه وأي أهل زمان |
كل يوازيك المودة دائباً |
|
يعطي ويأخذ منك بالميزان |
فاذا رأى رجحان حبة خردل |
|
مالت مودته مع الرجحان |
وله أيضاً :
أنا بالله وحده واليه |
|
انما الخير كله في يديه |
أحمد الله وهو الهمني |
|
الحمد على المن والمريد لديه |
كم زمان بكيت منه قديماً |
|
ثم لما مضى بكيت عليه |
ومن قصيدة للسيد جعفر الحلي «ره» يرثي بها العلامة ميرزا حسين الأردكاني ويعزي جناب السيد محمد الطباطبائي أعلى الله مقامهما :
ولا عجب اذا أضحى ( محمد ) في |
|
أفق العلى و ( حسين ) بات مستترا |
( محمد ) للورى شمس وذا قمر |
|
( والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا ) |
وله رحمه الله تعالى في الدخان :
للهم نيران بأحشائي فقد |
|
تخبو وقد تزداد بالاسعار |
فاذا ارتشفت من السبيل دخانة |
|
دل الدخان على وجود النار |
ومن قصيدة له رحمهالله يمدح بها آية الله الحاج ميرزا حسن الشيرازي «ره» حين فسخ التزام الدخان في ايران :
مروانه واحكم فأنت اليوم ممتثل |
|
والأمر أمرك لا ما تأمر الدول |
عنك الملوك انثنوا عجزاً وما علموا |
|
ءانت زدت علواً أم هم سفلوا |
الى أن قال :
ما الروس والفرس يوماً كابن فاطمة |
|
ولا كملته الأديان والملل |
فكم له من يد في الدين يشكرها |
|
بها تحدثت الركبان والابل |
الدولة اليوم في أبناء فاطمة |
|
بشرى فقد رجعت أيامنا الأول |
أحيى مأثر آل المصطفى ( حسن ) |
|
كأنهم قط ما ماتوا وما قتلوا |
قال الحاجري :
من لي بموت يريح قلبى |
|
من حادث الدهر والدوائر |
واخجلتا من وداد خل |
|
لست على نفعه بقادر |
وله ايضاً :
يقولون لما تم أس عذاره |
|
سلا كل قلب كان منه سقيما |
لقد كنت أهوى ورد خديه زائراً |
|
فكيف اذا ما الامر جاء مقيما |
وقال أيضاً :
احبانا الدنيا علي بأسرها |
|
من ساعة الهجران ربع موحش |
عودتم سمعي بطيب حديثكم |
|
بحياتكم لا تمنعوه فيطرش |
وله ايضاً :
بدر البها في فلك خديك قد أنجم |
|
وهو الذي للعواذل والوشاة ألجم |
والحسن قد خط في خدك وقد ترجم |
|
سطرين بالمسك ذا معرب وذا معجم |
ولحسام الدين الحاجري المذكور :
لما وردت فديتها أسطركم |
|
أرسلت جوابها لكي أشكركم |
لو امكنني بعثت مع خط يدى |
|
عيني فلعل ساعة نظركم |
وقال ابن الرومي :
اذا غمر الماء النخيل وجدته |
|
يزيد به يبساً وان ظن يرطب |
وليس عجيباً ذاك منه فانه |
|
اذا غمر الماء الحجارة تصلب |
ولقائل :
لو عبر البحر بأمواجه |
|
في ليلة مظلمة بارده |
وكفه مملوءة خردلا |
|
ما سقطت من كفه واحده |
ولقائل أيضاً :
ولي صديق وله لحية |
|
كبيرة ليس لها فائده |
كأنها بعض ليالي الشتا |
|
طويلة مظلمة بارده |
ولبعضهم :
ولو أنني أعطيت من دهري أنني |
|
وما كل من يعطى المنى بمسدد |
لعلت لأيام مضين ألا ارجعي |
|
وقلت لأيام بقين ألا ابعدي |
وكتب الصاحب «ره» الى ابى العلاء الحسين بن محمد لما تزوج بابنة ابى الحسن بن اسحاق :
قلبي على الجمرة يا ابا العلا |
|
فهل فتحت الموضع المقفلا |
وهل فضضت الكيس عن ختمه |
|
وهل كحلت الناظر الأحولا |
ان كان قد قلت نعم صادقاً |
|
فابعث نثاراً يملأ المنزلا |
وان تجيئ من حياء بلا |
|
أنفذ اليك القطن والمغزلا |
ولقائل في معناه :
أبا حسن قل لي وأنت المصدق |
|
هل انجاب ذاك العارض المتفالق |
وهل غاب ذاك الحوت في قعر لجة |
|
رأيتك منها تستعين وتغرق |
فقد قيل ان الباب دونك مغلق |
|
وان عليك الرحب منه مضيق |
وللصابى :
أيا رب كل الناس أولاد علة |
|
أما تغلط الدنيا لنا بصديق |
وجوه بها من مضمر الغل شاهد |
|
ذوات أديم في النفاق صفيق |
ولأبى فراس الحمداني :
نعم دعت الدنيا الى الغدردعوة |
|
أجاب اليها عالم وجهول |
فيا حسرتي من لي بخل موافق |
|
أقول بشجوي مرة ويقول |
وللعباس بن الأحنف :
أستغفر الله الا من محبتكم |
|
فانها حسناتي يوم ألقاه |
فان زعمت بأن الحب معصية |
|
فالحب أحسن ما يعصى به الله |
كان للرشيد ثلاث جوار يعشقهن فقال :
ملك الثلاث الانسات عناني |
|
وحللن من قلبى بكل مكان |
مالي تطاوعني البرية كلها |
|
وأطيعهن وهن في عصياني |
ما ذاك الا أن سلطان الهوى |
|
ونه قوين أعز من سلطاني |
عاش المستوغر بن زبيد ثلاثمائة سنة ، ولما بلغ الثلاثمائة قال :
ولقد سئمت من الحياة وطولها |
|
وعمرت من بعد السنين مئينا |
مائة جزتها بعدها مثتان لي |
|
ازددت من عدد الشهور سنينا |
هل ما بقي الا كما قد فاتنا |
|
يوماً يمر وليلة تحدونا |
وقال منصور :
من شاب قد مات وهو حي |
|
يمشي على الأرض وهو هالك |
لو كان عمر الفتى حساباً |
|
لكان في شبيه فذلك |
ولابن طباطبا في الموفي بوعيده دون وعده :
وفى بما أوعدني |
|
وما وفى بما وعد |
ولقائل في عكسه :
فاني اذا أوعدته أو وعدته |
|
لمخلف ايعادي ومنجز موعدي |
اعترضت امرأة المأمون وكان قد غصبها ضيعة فقالت :
ألا أيها الملك المرتجى |
|
لريب المنون وصرف الزمن |
بحق النبي وحق الوصي |
|
وحق الحسين وحق الحسن |
وحق التي غصبت حقها |
|
ووالدها بعد ذا ما اندفن |
شفعت اليك بأهل الكسا |
|
فان لم تشفع شفيعي فمن |
ولابن طباطبا في مجدور :
لنا صديق نفسه |
|
في ( ... ) منهمكه |
ذو جدري وصفه |
|
يحكيه جلد السمكه |
ولابن الرومي :
ليس بالراجح من |
|
رجحانه لحم وشحم |
من رأيتم بعد طالو |
|
ت له جسم وعلم |
ولقائل :
يا أميراً على جريب من الأر |
|
ض له تسعة من الحجاب |
قاعد في الخراب يحجب عنه |
|
ما رأينا بحاجب في خراب |
لا أعلم ناظمه :
مالك للدهر غير شك |
|
ان لم تبادر به استكائه |
أو لنسيب قريب رحم |
|
ان مت أضحى له وراثه |
أنفقه من قبل ذين تغنم |
|
ولا تكن أعجز الثلاثه |
ولعلي بن الجهم :
ولو قرنت بالبحر سبعة أبحر |
|
لما بلغت جدوى أنامله العشر |
ولأبى نؤاس في المدام :
لا تسقني الدهر ما كنت لي سكناً |
|
الا التى نص بالتحريم جبريل |
ان كان حرمها الفرقان بعد فقد |
|
أحلها قبل توراة وانجيل |
وله فيه :
فخذها ان أردت لذيذ عيش |
|
ولا تعدل خليلي بالمدام |
فان قالوا حرام قل حرام |
|
ولكن اللذاذة في حرام |
ولابن الرومي :
أباح العراقي النبيذ وشربه |
|
وقال حرامان المدامة والسكر |
وقال الحجازي الشرابان واحد |
|
فحل لنا من بين قوليهما الخمر |
ومن قصيدة طويلة للسيد جعفر الحلي «ره» يرثي بها الجد العلامة الشيخ محمد حسين أعلى الله مقامه صاحب التفسير الشهير ويعزي الوالد دام ظله ، وقد أجاد :
اكفف سهامك يا زمان عن الورى |
|
فلقد صرعت كما اشتهيت الدنيا |
لوتتركن لنا الامام ( ابا الرضا ) |
|
لتركت للشرع الشريف أمينا |
وأمضّ في أحشائنا من فقده |
|
انا وقد عزم الرحيل بقينا |