إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ٢

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي

إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ٢

المؤلف:

الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-011-0
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢

وقال : اعجن هذا بيديك جميعا ، ففعلت.

ثمّ قام وتركني ، فدخل على الرضا عليه‌السلام فقال له : ما خبرك؟

قال : « أرجو أن أكون صالحا ».

فقال له : وأنا اليوم بحمد الله أيضا صالح ، فهل جاءك أحد من المترفّقين في هذا اليوم؟ قال : « لا ».

فغضب المأمون وصاح على غلمانه ، ثمّ قال : فخذ ماء الرمّان الساعة ، فإنّه مما لا يستغنى عنه ، ثمّ دعاني فقال : ائتنا برمّان ، فأتيته به فقال لي : أعصره بيديك ، ففعلت وسقاه المأمون بيده ، وكان ذلك سبب وفاته ، ولم يلبث إلاّ يومين حتّى مات (١).

وروي عن محمد بن الجهم أنّه قال : كان الرضا عليه‌السلام يعجبه العنب ، فاخذ له شيء منه فجعل في موضع أقماعه الإبر أيّاما ثمّ نزعت منه وجيء به إليه ، فأكل منه وهو في علّته التي ذكرناها فقتله ، وذكر أنّ ذلك من لطيف السموم (٢).

وروى جماعة كثيرة من أصحابنا ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهرويّ قال : بينا أنا واقف بين يدي الرضا عليه‌السلام إذ قال لي : « يا أبا الصلت ، ادخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون فائتني بترابه من أربعة جوانب ».

قال : فأتيته به فقال : « ناولني هذا التراب » ـ وهو من عند الباب ـ فناولته فأخذه وشمّه ثمّ رمى به فقال : « سيحفر لي هاهنا ، فتظهر صخرة لو

__________________

(١) ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٠ ، اثبات الوصية : ١٨١ ، روضة الواعظين : ٢٣٢ ، كشف الغمة : ٢ : ٢٨١.

(٢) ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٠ ، روضة الواعظين : ٢٣٢ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٧٤ ، كشف الغمة ٢ : ٢٨٢ ، مقاتل الطالبيين : ٥٦٧.

٨١

جمع عليها كلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها » ثمّ قال : « في الذي عند الرجل مثل ذلك ، وفي الذي عند الرأس مثل ذلك ».

ثم قال : « ناولني هذا التراب فهو من تربتي » ثمّ قال : « سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل ، وأن يشقّ لي ضريحا ، فإن أبوا إلاّ أن يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا ، فإنّ الله عزّ وجلّ سيوسّعه لي بما شاء ، فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة ، فتكلّم بالكلام الذي اعلّمك ، فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتانا صغارا ففتّت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه ، فإذا لم يبق منه شيء خرجت حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء ، ثمّ تغيب فإذا غابت فضع يدك على الماء وتكلّم بالكلام الذي اعلّمك فإنّه ينضب الماء ولا يبقى منه شيء ، ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون ».

ثمّ قال عليه‌السلام : يا أبا الصلت ، غدا أدخل إلى هذا الفاجر فإن أنا خرجت وأنا مكشوف الرأس فتكلّم اكلّمك ، وإن خرجت وأنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني ».

فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه ينتظر ، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له : أجب أمير المؤمنين ، فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتّى دخل على المأمون وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه ، فلمّا بصر بالرضا عليه‌السلام وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه وناوله العنقود وقال : يا ابن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا ، فقال له الرضا عليه‌السلام : « ربّما كان عنبا حسنا يكون من الجنّة » فقال : كل منه ، فقال له الرضا عليه‌السلام : « تعفيني منه » فقال : لا بدّ من ذلك ، وما يمنعك منه ،

٨٢

لعلّك تتّهمنا بشيء ، فتناول العنقود وأكل منه ثمّ ناوله فأكل منه الرضا عليه‌السلام ثلاث حبّات ثمّ رمى به وقام ، فقال له المأمون : إلى أين؟ قال : « إلى حيث وجّهتني ».

وخرج عليه‌السلام مغطّى الرأس فلم اكلّمه حتّى دخل الدار وأمر أن يغلق الباب فاغلق ثمّ نام عليه‌السلام على فراشه ، ومكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه قطط الشعر أشبه الناس بالرضا عليه‌السلام فبادرت إليه وقلت : من أين دخلت والباب مغلق؟ فقال لي : « الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق ».

فقلت له : ومن أنت؟

فقال لي : « أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت ، أنا محمّد بن عليّ ».

ثمّ مضى نحو أبيه عليه‌السلام فدخل وأمرني بالدخول معه ، فلمّا نظر إليه الرضا عليه‌السلام وثب إليه فعانقه وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ، ثمّ سحبه سحبا في فراشه وأكبّ عليه محمد بن علي يقبله ، وسارّه بشيء لم أفهمه ، ورأيت على شفتي الرضا زبدا أشد بياضا من الثلج ، ورأيت أبو جعفر يلحسه بلسانه ، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر ، ومضى الرضا عليه‌السلام.

فقال أبو جعفر : « قم يا أبا الصلت وائتني بالمغتسل والماء من الخزانة ».

فقلت : ما في الخزانة مغتسل ولا ماء.

فقال لي : « انته إلى ما أمرك به ».

فدخلت الخزانة ، فإذا فيها مغتسل وماء ، فأخرجته وشمّرت ثيابي لاغسّله معه ، فقال لي : « [ تنح ] يا أبا الصلت ، فإنّ معي من يعينني غيرك ».

٨٣

فغسّله ثمّ قال لي : « ادخل الخزانة فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه وحنوطه ».

فدخلت ، فإذا أنا بالسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ ، فحملته إليه وكفّنه وصلّى عليه ، ثم قال : « ائتني بالتابوت ».

فقلت : أمضي إلى النجار حتّى يصلح تابوتا.

قال : « قم ، فإنّ في الخزانة تابوتا ».

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ ، فأتيته به فأخذه عليه‌السلام فوضعه في التابوت بعد ما صلّى عليه وصفّ قدميه وصلّى ركعتين ، لم يفرغ منها حتّى علا التابوت وانشقّ السقف فخرج منه التابوت ومضى ، فقلت : يا ابن رسول الله الساعة يجيئنا المأمون يطالبنا بالرضا فما نصنع؟

فقال لي : « أسكت فإنه سيعود يا أبا الصلت ، ما من نبيّ يموت في المشرق ويموت وصيّه في المغرب إلاّ جمع الله بين أرواحهما وأجسادهما ».

فما أتم الحديث حتّى انشقّ السقف ونزل التابوت ، فقام عليه‌السلام واستخرج الرضا عليه‌السلام من التابوت ووضعه على فراشه كأنّه لم يغسّل ولم يكفّن ، ثمّ قال : « يا أبا الصلت ، قم فافتح الباب للمأمون ».

ففتحت الباب فإذا المأمون والغلمان بالباب ، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه ولطم رأسه وهو يقول : يا سيّداه ، فجعت بك يا سيّدي ، ثمّ دخل وجلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه.

فأمر بحفر القبر ، فحفرت الموضع فظهر كل شيء على ما وصفه الرضا عليه‌السلام ، فقام بعض جلسائه وقال : ألست تزعم أنّه إمام؟ قلت : بلى ، لا يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس ، فأمر أن يحفر له في القبلة ، فقلت : أمرني أن أحفر له سبع مراقي وأن أشقّ له ضريحه ، فقال : انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت ـ سوى الضريح ـ ولكن يحفر له ويلحد.

٨٤

فلمّا رأى ما ظهر له من النداوة والحيتان وغير ذلك قال المأمون : لم يزل الرضا عليه‌السلام يرينا العجائب في حياته حتّى أراناها بعد وفاته أيضا.

فقال له وزير كان معه : أتدري ما أخبرك به الرضا.

قال : لا.

قال : أخبركم إنّ ملككم بني العبّاس ـ مع كثرتكم وطول مدّتكم ـ مثل هذه الحيتان ، حتّى إذا فنيت آجالكم وانقطعت آثاركم وذهبت دولتكم سلّط الله تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم.

قال له : صدقت ، ثمّ قال : يا أبا الصلت ، علّمني الكلام الذي تكلمت به.

قلت : والله لقد نسيت الكلام من ساعتي ، وقد كنت صدقت ، فأمر بحبسي ، فحبست سنة ، فضاق عليّ الحبس وسألت الله أن يفرّج عنّي بحقّ محمد وآله ، فلم أستتمّ الدعاء حتّى دخل محمد بن عليّ الرضا عليهما‌السلام فقال لي : « ضاق صدرك يا أبا الصلت؟ »

فقلت : إي والله.

قال : « قم فاخرج » ثم ضرب بيده إلى القيود التي كانت عليّ ففكّها ، وأخذ بيدي وأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمة يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، وخرجت من باب الدار ثمّ قال لي : « امض في ودائع الله ، فإنّك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبدا ».

قال أبو الصلت : فلم ألتق مع المأمون إلى هذا الوقت (١).

وروي عن إبراهيم بن العبّاس قال : كانت البيعة للرضا عليه‌السلام

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٢٦ / ١٧ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٤٢ / ١ ، روضة الواعظين : ٢٢٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٧٤ ، الثاقب في المناقب : ٤٨٩ / ٤١٧.

٨٥

لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ، وزوّجه ابنته أمّ حبيب في أوّل سنة اثنين ومائتين ، وتوفّي سنة ثلاث ومائتين والمأمون متوجّه إلى العراق (١).

وفي رواية هرثمة بن أعين عن الرضا عليه‌السلام ـ في حديث طويل ـ : أنّه قال : « يا هرثمة ، هذا أوان رحيلي إلى الله عزّ وجل ولحوقي بجدّي وآبائي عليهم‌السلام ، وقد بلغ الكتاب أجله ، فقد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب ورمّان مفروك ، فأمّا العنب فإنّه يغمس السلك في السمّ ويجذبه بالخيط في العنب ، وأمّا الرمّان فإنّه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه ويفرك الرمّان بيده ليلطّخ حبّه في ذلك السمّ ، وإنّه سيدعوني في اليوم المقبل ويقرّب إليّ الرمّان والعنب ويسألني أكلهما فآكلهما ثمّ ينفذ الحكم ويحضر القضاء » (٢).

ثمّ ساق الحديث بطوله قريبا من حديث أبي الصلت الهرويّ في معناه ، ويزيد عليه بأشياء.

وكان للرضا عليه‌السلام من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن عليّ الجواد عليه‌السلام لا غير (٣).

ولمّا توفّي الرضا عليه‌السلام أنفذ المأمون إلى محمّد بن جعفر الصادق عليه‌السلام وجماعة آل أبي طالب الذين كانوا عنده ، فلمّا حضروه نعاه إليهم وأظهر حزنا شديدا وتوجّعا ، وأراهم إيّاه صحيح الجسد ، وقال : يعزّ عليّ يا أخي أن أراك بهذه الحال وقد كنت آمل أن أقدم قبلك ، ولكنّ أبى الله

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٤٥ / ٢.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٤٦ ، دلائل الامامة : ١٧٨.

(٣) انظر : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٥٠ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٧١ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٦٧ ، كشف الغمة ٢ : ٢٨٢.

٨٦

إلاّ ما أراد (١).

__________________

(١) انظر : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧١ ، روضة الواعظين : ٢٣٣ ، كشف الغمة ٢ : ٢٨٢ ، مقاتل الطالبيين : ٥٦٧.

٨٧
٨٨

( الباب الثامن )

في ذكر الإمام التقي أبي جعفر

محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام

٨٩
٩٠

( الفصل الأول )

في ذكر تاريخ مولده ، ومدة إمامته ووقت وفاته عليه‌السلام

ولد عليه‌السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة لسبع عشرة ليلة مضت من الشهر (١). وقيل : للنصف منه ليلة الجمعة (٢).

وفي رواية ابن عيّاش : ولد يوم الجمعة لعشر خلون من رجب (٣).

وقبض عليه‌السلام ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين ، وله يومئذ خمس وعشرون سنة.

وكانت مدّة خلافته لأبيه سبع عشرة سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك المأمون ، وقبض عليه‌السلام في أوّل ملك المعتصم.

وامّه أمّ ولد يقال لها : سبيكة. ويقال : درّة ، ثمّ سمّاها الرضا عليه‌السلام خيزران ، وكانت نوبيّة (٤).

ولقبه : التقيّ ، والمنتجب ، والجواد ، والمرتضى. ويقال له : أبو جعفر الثاني.

ودفن عليه‌السلام في مقابر قريش في ظهر جدّه موسى عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) انظر : الكافي ١ : ٤١١ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٣. كفاية الطالب : ٤٥٨.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٧٩ ، دلائل الامامة : ٢٠١.

(٣) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٧٩.

(٤) النوب والنوبة ، والواحد نوبي : جيل من السودان. « لسان العرب ١ : ٧٧٦ ».

(٥) انظر : الكافي ١ : ٤١١ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٣ ، دلائل الامامة : ٢٠٨ ، تذكرة الخواص : ٣٢١.

٩١

( الفصل الثاني )

في ذكر النصوص الدالة على إمامته عليه‌السلام

يدل على إمامته عليه‌السلام ـ بعد طريقة الاعتبار وطريقة التواتر اللتين تقدّم ذكرهما في إمامة آبائه عليهم‌السلام ـ ما ثبت من إشارة أبيه إليه بالإمامة.

ورواه الثقات من أصحابه وأهل بيته عنه ، مثل عمّه عليّ بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، وصفوان بن يحيى ، ومعمر بن خلاّد ، وابن أبي نصر البزنطي ، والحسين بن بشار ، وغيرهم.

فروى محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن محمد القاسانيّ جميعا ، عن زكريّا بن يحيى قال : سمعت عليّ بن جعفر يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه‌السلام لمّا بغى عليه إخوته وعمومته. وذكر حديثا طويلا حتّى انتهى إلى قوله : فقمت ( وقبضت على يد ) (١) أبي جعفر محمد بن عليّ الرضا عليهما‌السلام وقلت : أشهد أنّك إمامي عند الله ، فبكى الرضا عليه‌السلام ثمّ قال : « يا عمّ ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجدّه صاحب الغيبة يقال : مات أو هلك أيّ واد سلك؟ »

فقلت : صدقت جعلت فداك (٢).

__________________

(١) في الكافي : فمصصت ريق.

(٢) الكافي ١ : ٢٥٩ / ١٤ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٥ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢١ / ٧.

٩٢

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليه‌السلام : قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول : « يهب الله لي غلاما » فقد وهبه الله لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا الله يومك ، فإن كان كون فإلى من؟

فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه‌السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت له : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟! قال : « وما يضرّه من ذلك ، قد قام عيسى بالحجّة وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين » (١).

وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت الرضا عليه‌السلام ـ وذكر شيئا ـ فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي ، وصيّرته مكاني ».

وقال : « إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذّة بالقذّة (٢) » (٣).

وعنه ، عن بعض أصحابنا ، عن محمد بن عليّ ، عن معاوية بن حكيم ، عن ابن أبي نصر البزنطي قال : قال لي ابن النجاشيّ : من الإمام من بعد صاحبك؟ ـ ولم يكن رزق أبا جعفر ـ فدخلت على الرضا عليه

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٥٨ / ١٠ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٦ ، اثبات الوصية : ١٨٥ ، كفاية الأثر : ٢٧٩ ، روضة الواعظين : ٢٣٧ ، الفصول المهمة : ٢٦٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢١ / ٨.

(٢) القذذ : ريش السهم ، واحدتها قذة.

ومنه الحديث : « لتركبن سنن من كان من قبلكم حذو القذة بالقذة » أي كما تقدّر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. « النهاية ٤ : ٢٨ ».

(٣) الكافي ١ : ٢٥٦ / ٢ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٦ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥١ ، الفصول المهمة : ٢٦٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢١ / ٩.

٩٣

السلام فأخبرته بما سألني عنه ابن النجاشيّ فقال : « الإمام بعدي ابني » ثم قال : « وهل يجترئ أحد أن يقول ابني وليس له ولد؟! » (١).

وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن يحيى ، عن مالك بن أشيم ، عن الحسين بن يسار قال : كتب ابن قياما إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام كتابا يقول فيه : كيف تكون إماما وليس لك ولد؟

فأجابه أبو الحسن عليه‌السلام : « وما علمك أنّه لا يكون لي ولد ، والله لا تمضي الأيّام والليالي حتّى يرزقني الله ذكرا يفرّق بين الحقّ والباطل » (٢).

وعنه ، عن الحسين بن محمد ، عن الخيراني ، عن أبيه قال : كنت واقفا بين يدي أبي الحسن عليه‌السلام بخراسان فقال له قائل : يا سيّدي إن كان كون فإلى من؟

قال : « إلى أبي جعفر ابني ».

فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : « إنّ الله بعث عيسى بن مريم رسولا نبيّا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السنّ الذي هو فيه » (٣).

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٥٧ / ٥ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٧ ، الغيبة للطوسي : ٧٢ / ٧٨ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥٢.

(٢) الكافي ١ : ٢٥٧ / ٤ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٧ ، اثبات الوصية : ٦٨٣ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥٢ ، ونحوه في : رجال الكشي : ٥٥٣ / ١٠٤٤ ، دلائل الامامة : ١٨٣ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢٢ / ١٠.

(٣) الكافي ١ : ٢٥٨ / ١٣ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٩ ، كفاية الأثر : ٢٧٧ ، روضة الواعظين : ٢٣٧ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥٣ ، وباختلاف يسير في : اثبات الوصية : ١٨٦ ، دلائل الامامة : ٢٠٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢٣ / ١٥.

٩٤

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيّات قال : أخبرني من كان عند الرضا عليه‌السلام جالسا ، فلمّا نهضوا قال لهم : « ألقوا أبا جعفر فسلّموا عليه وأحدثوا به عهدا ».

فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال : « رحم الله المفضّل ، إنّه كان ليقنع بدون هذا » (١).

وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عليّ ، عن الحسن بن الجهم قال : كنت مع أبي الحسن الرضا عليه‌السلام جالسا فدعا بابنه وهو صغير ، فأجلسه في حجري وقال لي : « جرّده » أي انزع قميصه.

فنزعته ، فقال : « انظر بين كتفيه » فنظرت فإذا في إحدى كتفيه شبيه بالخاتم داخل في اللحم ، فقال لي : « أترى هذا؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي عليه‌السلام » (٢).

وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي يحيى الصنعانيّ قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فجيء بابنه أبي جعفر وهو صغير فقال : « هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه » (٣).

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٥٦ / ١ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٨٠ ، رجال الكشي : ٢ : ٦٢٠ / ٥٩٣ ، روضة الواعظين : ٢٣٧ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥٣ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢٤ / ١٦.

(٢) الكافي ١ : ٢٥٧ / ٨ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٨ ، كشف الغمة ٢ : ٣٥٢ ، ونحوه في : اثبات الوصية : ١٨٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢٣ / ١٣.

(٣) الكافي ١ : ٢٥٨ / ٩ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٩ ، روضة الواعظين : ٢٣٧ ، وباختلاف يسير في : اثبات الوصية : ١٨٤ ، ودلائل الامامة : ١٨٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٢٣ / ١٤.

٩٥

( الفصل الثالث )

في ذكر طرف من دلائله ومعجزاته عليه‌السلام

محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن حسّان ، عن عليّ بن خالد قال : كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجلا محبوسا اتي به من ناحية الشام مكبولا وقالوا : إنّه تنبّأ ، قال : فأتيت الباب وداريت البوّابين حتّى وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم وعقل ، فقلت له : ما قصّتك؟

فقال : إنّي كنت بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنّه نصب فيه رأس الحسين عليه‌السلام ، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصا بين يديّ فنظرت إليه فقال لي : « قم » فقمت ، فمشى بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي : « أتعرف هذا المسجد؟ » فقلت : نعم هذا مسجد الكوفة.

قال : فصلّى وصلّيت معه ، ثم انصرف وانصرفت معه ، فمشى بي قليلا فإذا نحن بمسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسلّم على الرسول وصلّى وصلّيت معه.

ثمّ خرج وخرجت معه ، فمشى قليلا فإذا أنا بمكّة ، فطاف بالبيت وطفت معه.

ثمّ خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله بالشام ، وغاب الشخص عن عيني ، فبقيت متعجبا حولا ممّا رأيت ، فلمّا كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فأجبته. ففعل كما فعل في العام الماضي ، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له : سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت منك إلاّ أخبرتني من أنت؟

٩٦

قال : « أنا محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ».

فحدّثت من كان يصير إليّ بخبره ، فرقي ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيّات فبعث إليّ من أخذني وكبّلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى ، وادّعى عليّ المحال.

فقلت له : أرفع عنك القصّة إلى محمد بن عبد الملك الزيّات؟

قال : افعل.

فكتبت عنه قصة ، شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك ، فوقّع في ظهرها : قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى المدينة ، ومن المدينة إلى مكّة ، وردّك من مكّة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.

قال عليّ بن خالد : فغمّني ذلك من أمره وانصرفت محزونا عليه ، فلمّا كان من الغد باكرت إلى الحبس لاعلمه الحال وآمره بالصبر والعزاء ، فوجدت الجند وأصحاب الحرس وخلقا عظيما من الناس يهرعون ، فسألت عن حالهم فقيل لي : المتنبئ المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس ، فلا يدرى خسفت به الأرض أو اختطفه الطير.

وكان عليّ بن خالد هذا زيديّا فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك وحسن اعتقاده (١).

وفي كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري رضي‌الله‌عنه للشيخ أبي

__________________

(١) الكافي ١ : ٤١١ / ١ ، وكذا في : بصائر الدرجات : ٤٢٢ / ١ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٨٩ ، الاختصاص : ٣٢٠ ، ونحوه في : دلائل الامامة : ٢١٤ ، روضة الواعظين : ٢٤٢ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٨٠ / ١٠ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٩٣ ، الفصول المهمة : ٢٧١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٤٠.

٩٧

عبد الله أحمد بن محمد بن عيّاش الذي أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسينيّ القصبي الجرجاني رحمه‌الله قال : أخبرني والدي السيّد أبو عبد الله الحسين بن الحسن القصبيّ ، عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفريّ عنه قال. حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمد ابن يحيى العطّار القمّي ، عن عبد الله بن جعفر الحميري قال : قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليّ فاغتممت لذلك ، فتناول إحداهنّ وقال : « هذه رقعة ريّان بن شبيب » ثمّ تناول الثانية فقال : « هذه رقعة محمد ابن حمزة » وتناول الثالثة وقال : « هذه رقعة فلان » فبهت فنظر إليّ وتبسّم عليه‌السلام.

قال الحميريّ : وقال لي أبو هاشم : وأعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرة وأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمّه وقال : « أما إنّه سيقول لك دلّني على حريف يشتري لي بها متاعا فدلّه عليه ».

قال : فأتيته بالدنانير فقال لي : يا أبا هاشم دلّني على حريف يشتري لي بها متاعا. ففعلت.

قال أبو هاشم : وكلّمني جمّال أن اكلّمه ليدخله في بعض اموره ، فدخلت عليه لاكلّمه فوجدته يأكل مع جماعة فلم يمكنني كلامه ، فقال : « يا أبا هاشم كل » ووضع بين يديّ ثمّ قال ـ ابتداء منه من غير مسألة ـ : « يا غلام انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم فضمّه إليك ».

قال أبو هاشم : ودخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له : جعلت فداك ، إنّي مولع بأكل الطين ، فادع الله لي ، فسكت ثم قال لي بعد أيّام ـ ابتداء منه ـ : « يا أبا هاشم ، قد أذهب الله عنك أكل الطين ».

٩٨

قال أبو هاشم : فما شيء أبغض إليّ منه (١).

ومما رواه محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد [ عن علي بن أسباط ] (٢) قال : خرج عليّ أبو جعفر حدثان موت أبيه فنظرت إلى قدّه لأصف قامته لأصحابنا فقعد ، ثمّ قال : « يا عليّ ، إنّ الله تعالى احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة فقال : ( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (٣) » (٤).

وروى أيضا : عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجّال [ وعمرو بن عثمان ] (٥) ، عن رجل من أهل المدينة ، عن المطرفيّ قال : مضى أبو الحسن الرضا عليه‌السلام ولي عليه أربعة آلاف درهم ، لم يكن يعرفها غيري وغيره ، فأرسل إليّ أبو جعفر : « إذا كان في غد فائتني ».

فأتيته من الغد ، فقال لي : « مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم؟ »

فقلت : نعم.

فرفع المصلّى الذي كان تحته ، فإذا تحته دنانير فدفعها إليّ ، وكان

__________________

(١) الكافي ١ : ٤١٤ / ٥ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٩٣ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٤٤ ـ ٦٦٥ / ١ و ٢ و ٣ و ٤ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٩٠ ، كشف الغمة ٢ : ٣٦١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٤١ / ٦ و ٧.

(٢) أثبتناه من الكافي.

(٣) مريم ١٩ : ١٢.

(٤) الكافي ١ : ٤١٣ / ٣ ، وكذا في : بصائر الدرجات : ٢٥٨ / ١٠ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٩٢ ، اثبات الوصية : ١٨٤ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٨٤ / ١٤ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٨٩ ، كشف الغمة ٢ : ٣٦٠.

(٥) اثبتناه من الكافي.

٩٩

قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم (١).

وروى محمد بن أحمد بن يحيى في كتاب ( نوادر الحكمة ) : عن موسى بن جعفر ، عن أميّة بن علي قال : كنت بالمدينة ، وكنت أختلف إلى أبي جعفر عليه‌السلام وأبو الحسن عليه‌السلام بخراسان ، وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلّمون عليه ، فدعا يوما الجارية فقال : « قولي لهم : يتهيّئون للمأتم ».

فلما تفرّقوا قالوا : ألا سألناه مأتم من؟

فلمّا كان من الغد فعل مثل ذلك ، فقالوا : مأتم من؟

قال : « مأتم خير من على ظهرها ».

فأتانا خبر أبي الحسن عليه‌السلام بعد ذلك بأيّام ، فإذا هو قد مات في ذلك اليوم (٢).

وفيه : عن حمدان بن سليمان ، عن أبي سعيد الأرمنيّ ، عن محمد ابن عبد الله بن مهران قال : قال : محمد بن الفرج : كتب إليّ أبو جعفر : « احملوا إليّ الخمس ، فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا ».

فقبض عليه‌السلام في تلك السنة (٣).

__________________

(١) الكافي ١ : ٤١٥ / ١١ ، وكذا في : ارشاد المفيد ٢ : ٢٩٢ ، روضة الواعظين : ١ : ٢٤٣ ، الخرائج والجرائح ١ : ٣٧٨ / ٧ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٩١ ، كشف الغمة ٢ : ٣٦٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٥٤ / ٢٩.

(٢) اثبات الوصية : ١٨٨ ، دلائل الامامة : ٢١٢ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٨٩ ، الثاقب في المناقب : ٥١٥ / ٤٤٣ ، كشف الغمة ٢ : ٣٦٩ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٦٣ / ٣٩.

(٣) المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٣٨٩ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٥٠ : ٦٣ / ذيل حديث ٣٩.

١٠٠