منتهى المقال في أحوال الرّجال - ج ٥

الشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني

منتهى المقال في أحوال الرّجال - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
ISBN: 964-5503-98-1
ISBN الدورة:
964-5503-88-4

الصفحات: ٤٢٤

باب الفاء‌

٢٢٦٩ ـ فارس بن حاتم بن ماهويه :

نزيل العسكر ، القزويني ، من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، قلّما روى الحديث إلاّ شاذا ، وهو غال ملعون ، فسد مذهبه وبرئ منه ، وقتله بعض أصحاب أبي محمّد العسكري عليه‌السلام ، صه (١) ، جش إلى قوله : شاذّا (٢).

ثمّ زاد صه : قال كش : قال نصر بن الصباح : الحسن بن محمّد المعروف بابن بابا والفهري ومحمّد بن نصير (٣) النميري وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمّد (٤).

وفي دي : غال ملعون (٥).

وفي كش أحاديث كثيرة في لعنه وكفره والأمر بقتله وضمان الجنّة لقاتله.

منها : قال أبو النضر : سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت قال : كنت بسرّ من رأى أتنفّل وقت الزوال ، وجاء إليّ علي بن عبد الغفّار فقال لي : أتاني العمري رحمه‌الله فقال لي : يأمرك مولاك أن توجّه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له : علي بن عمرو العطّار قدم من قزوين وهو ينزل في جنبات دار‌

__________________

(١) الخلاصة : ٢٤٧ / ٢ ، وفيها : وقتله بعض أصحاب أبي محمّد بالعسكر ، لا يلتفت إلى حديثه ، وله كتب كلّها تخليط ، قال الكشّي. إلى آخره.

(٢) رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٤٨.

(٣) في نسخة « ش » : ابن نصر. وفي نسخة « م » : والفهري محمّد بن نصير.

(٤) لم يرد الفهري في رواية رجال الكشّي : ٥٢٠ / ٩٩٩ وهو المقتضى لكونهم ثلاثة.

(٥) رجال الشيخ : ٤٢٠ / ٣.

١٨١

أحمد بن الخصيب (١) ، فقلت : سمّاني؟ قال : لا ، ولكن لم أجد أوثق منك ، فدفعت إلى الدرب الذي فيه علي (٢) ، فوقفت على منزله فإذا هو عند فارس ، فأتيت عليّا (٣) فأخبرته ، فركب وركبت ودخل على فارس ، فقام إليه وعانقه وقال : كيف أشكر هذا البرّ؟! فقال : لا تشكرني فإنّي لم آتك ، إنّما بلغني أنّ علي بن عمرو قدم يشكو ولد سنان وأنا أضمن له مصيره إلى ما يحبّ ، فدلّه عليه ، فأخذ بيده فأعلمه أنّي رسول أبي الحسن عليه‌السلام ، وأمره أن لا يحدث في المال الذي معه حدثا ، وأعلمه أنّ لعن فارس قد خرج ، ووعده أن يصير إليه من غد ، ففعل ، فأوصله العمري وسأله عمّا أراد ، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه (٤).

محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد الرازي قال : ورد علينا رسول من قبل الرجل عليه‌السلام : أمّا القزويني فارس فإنّه فاسق منحرف وتكلّم بكلام خبيث ، فعليه لعنة الله.

وكتب إبراهيم بن محمّد الهمداني مع جعفر ابنه في سنة ثمان وأربعين [ ومائتين ] (٥) يسأل عن العليل وعن القزويني أيّهما يقصد بحوائجه. إلى أن قال : فكتب عليه‌السلام : ليس عن مثل هذا يسأل ولا في مثله يشك ، وقد (٦) عظّم الله من حرمة العليل أن يقاس إليه القزويني ، سمّى باسمهما‌

__________________

(١) في المصدر : الخضيب.

(٢) أي : علي بن عمرو العطّار.

(٣) أي : علي بن عبد الغفّار.

(٤) رجال الكشّي : ٥٢٦ / ١٠٠٨.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في نسخة « ش » : فقد.

١٨٢

جميعا ... الحديث (١).

وفيه أيضا : وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد : حدّثني موسى بن جعفر ، عن (٢) إبراهيم بن محمّد أنّه قال : كتبت إليه عليه‌السلام : جعلت فداك قبلنا أشياء تحكي عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر. إلى أن قال : فكتب : ليس عن مثل هذا يسأل. الحديث (٣). وهو كالسابق عليه.

محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد ، عن محمّد بن موسى ، عن سهل بن خلف ، عن سهل بن محمّد : وقد اشتبه يا سيّدي على جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمّد بن بابا ، فما الذي تأمر يا سيّدي في أمره نتولاّه أم نتبرّأ منه أم نمسك عنه ، فقد كثر القول فيه؟ وكتب (٤) بخطّه وقرأته : ملعون هو وفارس ، تبرّأوا منهما لعنهما الله وضاعف ذلك على فارس (٥).

وفي تعق : يظهر ممّا في أمثال هذه الترجمة فساد نسبة الغلوّ إلى مثل المفضّل بن عمر ومحمّد بن سنان والمعلّى بن خنيس وغيرهم من الجماعة الّذين كانوا يتردّدون إليهم عليهم‌السلام ومكّنوهم من الدخول عليهم ومجالستهم وألقوا إليهم الحلال والحرام وعلّموهم الأحكام وانبسطوا لهم وتلطّفوا بهم ولم يزجروهم ولا نهوهم عن سوء عقيدة ولا أمروا بقتلهم ، بل وما حذّروا الناس عن معاشرتهم ومصاحبتهم ولم يعاملوا معهم مراتب النهي عن المنكر ، حتّى أنّ بعض أصحاب الإمام عليه‌السلام بل وخواصّه (٦) قال لعبده‌

__________________

(١) رجال الكشي : ٥٢٦ / ١٠٠٩.

(٢) في المصدر بدل عن : ابن.

(٣) رجال الكشّي : ٥٢٣ / ١٠٠٥.

(٤) في المصدر : فكتب.

(٥) رجال الكشّي : ٥٢٨ / ١٠١١.

(٦) في نسخة « ش » : وخواصهم.

١٨٣

يوما بمحضر منه عليه‌السلام : يا بن الفاعلة ، هجره عليه‌السلام حتّى الممات ، مع أنّه قال ذلك باعتقاد أنّ أمّه كافرة ونكاحها باطل ، فكيف يكون حالهم عليهم‌السلام بالنسبة إلى الكافر سيّما مثل هذا الكافر ، وقد ورد عنهم عليهم‌السلام أنّ عيسى عليه‌السلام لو سكت عمّا قالته النصارى لكان حقّا على الله أن يصمّ سمعه ويعمي بصره (١).

وربما كان يخطر بخاطر شخص حكاية الغلوّ بمحضر منهم عليهم‌السلام ، فكانوا عليهم‌السلام يضطربون ويبادرون إلى منعه وزجره ، وما رأينا شيئا من ذلك بالنسبة إلى تلك الجماعة ، بل جعلوا كثيرا منهم امناءهم في أمورهم ووكلاءهم المستبدّين المختارين المستقلّين ، واحتمال اطّلاع الجارح على ما لم يطّلعوا عليهم‌السلام عليه كما ترى.

وورد عنهم عليهم‌السلام : إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق (٢) ، ونعرف حبّ المحبّ وإن أظهر خلافه وبغض المبغض وإن أظهر خلافه (٣) ، وأنّهم عليهم‌السلام يعرفون خيار الشيعة من أشرارهم ، وعندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنّة والنار لا يزداد واحد منهم ولا ينقص ، وعندهم ديوان شيعتهم فيه أسماؤهم وأسماء آبائهم (٤).

وممّا يدلّ على فساد نسبة الغلو إلى هؤلاء روايتهم الأخبار الصريحة في فساده ، بل وتأليفهم الكتب في ذلك ، ورواية مشايخنا ـ رضي الله عنهم ـ عنهم تلك الأخبار معتقدين صحّتها محتجّين بها.

__________________

(١) رجال الكشي : ٢٩٨ / ٥٣١.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٢٧ / ١.

(٣) بصائر الدرجات : ١١٠ / ٣ باب ١٦.

(٤) بصائر الدرجات : ١٩٠ باب ما عند الأئمة عليهم‌السلام من ديوان شيعتهم الذي [ فيه ] أسماؤهم وأسماء آبائهم.

١٨٤

وممّا يؤيّد أنّ جمعا منهم يظهر أنّه وقع لهم (١) اضطراب ورجعوا ، مثل المفضّل بن عمر ومحمّد بن سنان وسالم بن مكرم وغيرهم ، وكثير من الأجلّة الّذين لا تأمّل للمتأخّرين في صحّة حديثهم كانوا فاسدي العقيدة ورجعوا أيضا ، فتأمّل جدّا (٢).

٢٢٧٠ ـ فارس بن سليمان :

أبو شجاع الأرجاني ـ بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الجيم والنون بعد الألف ـ شيخ من أصحابنا ، كثير الأدب ، صه (٣).

جش إلاّ الترجمة ، وزاد : والحديث ، صحب يحيى بن زكريا النرماشيري ومحمّد بن بحر الرهني وأخذ عنهما ، صنّف كتاب مسند أبي نؤاس وجحا (٤) وأشعب (٥) وبهلول وجعيفران وما رووا من الحديث ، قرأته على القاضي أبي الحسين محمّد بن عثمان بن الحسن النصيبي وكتبته من أصله ، قال : حدّثنا أبو شجاع فارس وقرأته (٦) عليه (٧).

٢٢٧١ ـ الفاكه بن سعد :

قتل بصفّين ، ي (٨).

وفي قب : صحابي (٩).

__________________

(١) في نسخة « ش » : له.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٧.

(٣) الخلاصة : ١٣٣ / ٣.

(٤) في نسخة « م » وبعض نسخ المصدر : وحجى.

(٥) في نسخة « ش » : وأشعث.

(٦) في نسخة « م » : قرأته. وفي المصدر : قراءة.

(٧) رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٤٩ ، وفيه زيادة : بأرجان قال : وأجازنا حديثه ، وقال لي أبو العبّاس بن نوح : كاتبني أبو شجاع.

(٨) رجال الشيخ : ٥٤ / ٢.

(٩) تقريب التهذيب ٢ : ١٠٧ / ٢.

١٨٥

٢٢٧٢ ـ فتح بن يزيد :

أبو عبد الله الجرجاني صاحب المسائل ، أخبرنا أبو الحسن الجندي قال : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه بها ، جش (١).

وفي صه : صاحب المسائل لأبي الحسن عليه‌السلام ، واختلفوا أيّهم هو الرضا عليه‌السلام أم هو الثالث عليه‌السلام ، والرجل مجهول ، والإسناد إليه مدخول (٢).

وفي دي : الفتح بن يزيد الجرجاني (٣). وكذا في لم (٤).

وفي ست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد (٥) ، عن المختار بن بلال بن المختار بن أبي عبيد ، عنه (٦).

وفي تعق : يظهر من بعض الروايات غاية إخلاصه بالنسبة إلى أبي الحسن عليه‌السلام ، وهو الهادي عليه‌السلام على ما في كشف الغمّة ، وفي موضعين من الرواية قال له : رحمك الله ، وفيها أنّه توهّم ربوبيّة الأئمّة عليهم‌السلام فنهاه عليه‌السلام ، وقال بالإمامة وحمد الله على الهداية (٧).

وفي محمّد بن سعيد بن كلثوم اعتداد كش بقوله على ما هو الظاهر (٨).

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣١١ / ٨٥٣.

(٢) الخلاصة : ٢٤٧ / ٣.

(٣) رجال الشيخ : ٤٢٠ / ٢.

(٤) رجال الشيخ : ٤٨٩ / ٥.

(٥) في المصدر زيادة : عن الصفّار.

(٦) الفهرست : ١٢٦ / ٥٧٢.

(٧) كشف الغمّة : ٢ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨.

(٨) رجال الكشّي : ٥٤٥ / ١٠٣٠.

١٨٦

وقال جدّي : يظهر من مسائله في الكافي والتوحيد (١) أنّه كان فاضلا (٢) (٣).

أقول : هذا هو الظاهر من مسائله وكيفية أسئلته وأجوبة الإمام عليه‌السلام ، ويظهر منها غاية رأفته وشفقته عليه‌السلام عليه ، كدعائه عليه‌السلام له بقوله : ثبّتك الله ، وقوله : لله أبوك ، وغيرهما. وفي آخرها : فقمت لأقبّل يده ورجليه ، فأدنى رأسه فقبّلت وجهه ورأسه ، وخرجت وبي من السرور والفرح ما أعجز عن وصفه لما تبيّنت من الخير والحظ (٤).

وظاهر جش وست كونه إماميّا كما هو ظاهر ، وما مرّ عن صه من القدح فهو بعينه كلام غض كما نقله في النقد والمجمع (٥) ، ولا اعتداد به أصلا كما مرّ مرارا.

وأمّا ما ذكره سلّمه الله من أنّ أبا الحسن عليه‌السلام هو الهادي عليه‌السلام وفاقا للكشف فهو خلاف الظاهر ، بل هو الرضا عليه‌السلام كما صرّح به المقدّس الصالح في شرح أصول الكافي (٦) والطبرسي في مجمع البيان (٧) ، بل وقع التصريح بذلك في رواياته أيضا كما ذكره الصدوق عطّر الله مرقده في أوائل التوحيد (٨) ، والشيخ رحمه‌الله في التهذيبين في باب‌

__________________

(١) الكافي ١ : ١٩٢ / ١ ، التوحيد : ٦٠ / ١٨.

(٢) روضة المتقين : ١٤ / ٤١٠.

(٣) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٨.

(٤) التوحيد : ٦٠ / ١٨.

(٥) نقد الرجال : ٢٦٤ / ١ ، مجمع الرجال : ٥ / ١٢.

(٦) شرح أصول الكافي : ٤ / ٢١٠.

(٧) مجمع البيان.

(٨) التوحيد : ٥٦ / ١٤.

١٨٧

المتعة (١) ، فلاحظ ، مع أنّه ذكر (٢) في جملة مسائله أنّه ضمّني وأبا الحسن عليه‌السلام الطريق في منصرفي من مكّة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق (٣) ، فتأمّل.

وعن العلاّمة في المختلف وفاقا للمحقّق في المعتبر تفسير أبي الحسن عليه‌السلام بالكاظم (٤) ، وهو خلاف ما صرّح به.

هذا ، ويظهر من ذكر الشيخ إيّاه في دي دركه إيّاه عليه‌السلام أيضا ، ولعلّه كذلك ، إلاّ أنّه كان اللازم ذكره في ضا أيضا ، فتدبّر. وفي ذكره في لم شي‌ء لا يخفى عليك.

٢٢٧٣ ـ فرات بن الأحنف.

قر (٥). وزاد ين : العبدي ، يرمى بالغلو والتفريط في القول (٦).

وفي ق : ابن أحنف الهلالي أبو محمّد ، أسند عنه (٧).

وفي صه : قال الشيخ الطوسي : إنّه يرمى بالغلوّ والتفويض في القول.

وقال غض : فرات بن أحنف كوفي ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهم‌السلام كما زعموا (٨) ، غال كذّاب لا يرتفع ولا يذكر.

__________________

(١) التهذيب ٧ : ٢٦٩ / ١١٥٦ ، الإستبصار ٣ : ١٥٣ / ٥٥٩.

(٢) في نسخة « ش » : ذكره.

(٣) كما في الكافي ١ : ١٠٧ / ٣ ، كشف الغمّة : ٢ / ٣٨٦ ، التوحيد : ٦٠ / ١٨ ، ولكن الظاهر أنّ الذي زاملة هو الإمام أبي الحسن الهادي عليه‌السلام حيث إنّه هو الذي استدعي إلى العراق ، أمّا الإمام الرضا عليه‌السلام فإنّه استدعي إلى خراسان ، فلاحظ.

(٤) مختلف الشيعة : ١ / ٥٠١ ، المعتبر : ١ / ٤٦٤ ، التهذيب ٩ : ٧٦ / ٣٢٣.

(٥) رجال الشيخ : ١٣٣ / ٦.

(٦) رجال الشيخ : ٩٩ / ١.

(٧) رجال الشيخ : ٢٧٣ / ٣٩.

(٨) في المصدر زيادة : أنّه.

١٨٨

وقال علي بن أحمد العقيقي : إنّه كان زاهدا رافضا للدنيا. ثمّ قال عن بعض مشايخه من أهل الكوفة : إنّه كان يقول : إنّ في محمّد شيئا من القديم (١).

أقول : تبع د صه في النقل عن ين بدل التفريط : التفويض (٢) ، وإنّما هو التفريط ، فلا تغفل.

ثمّ إنّ الذمّ في دينه على فرض تسليمه ، وقوله : أسند عنه ، عندهم (٣) مدح كما سبق في الفوائد ، فما في الوجيزة من أنّه ضعيف (٤) لعلّه (٥) ضعيف.

٢٢٧٤ ـ الفرزدق الشاعر :

يكنّى أبا فراس ، ين (٦).

وقصيدته في مدحه عليه‌السلام وحكايته مع هشام مشهورة ، وفي كش وغيره مذكورة (٧).

وفي تعق : قال جدّي : ذكر عبد الرحمن الجامي في سلسلة الذهب هذه القصيدة منظومة بالفارسية ، وذكر أنّ كوفيّة رأت في النوم الفرزدق وقالت له : ما فعل الله بك؟ قال : غفر الله لي بقصيدة علي بن الحسين عليه‌السلام. قال الجامي : وبالحري (٨) أن يغفر الله للعالمين بهذه القصيدة مع اشتهاره بالنصب والعداوة (٩) ، انتهى (١٠).

__________________

(١) الخلاصة : ٢٤٧ / ١.

(٢) رجال ابن داود : ٢٦٦ / ٣٩٠.

(٣) عندهم ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) الوجيزة : ٢٧٧ / ١٤٠٦.

(٥) لعلّه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٦) رجال الشيخ : ١٠٠ / ٣.

(٧) رجال الكشّي : ١٢٩ / ٢٠٧ ، الاختصاص : ١٩١.

(٨) في نسخة « ش » : بالحري.

(٩) روضة المتّقين : ١٤ / ٤١٣.

(١٠) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٩.

١٨٩

أقول : لم يذكره في طس ولا نبّه عليه في حاشية التحرير ، وفي الوجيزة أنّه مجهول (١). وكلّ ذلك عجيب.

٢٢٧٥ ـ فضّال بن الحسن بن فضّال :

يظهر من معارضته مع أبي حنيفة المذكورة في البحار كونه من فضلاء الشيعة (٢) ، تعق (٣).

أقول : لعلّه أخو علي بن الحسن بن فضّال سمّي باسم جدّه.

ومعارضته المذكورة مرويّة في الاحتجاج ، صورتها أنّه مرّ بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه ، فدنا منه وسلّم عليه ، فردّ وردّ القوم بأجمعهم عليه‌السلام ، ثمّ قال : يا أبا حنيفة ، إنّ أخا لي يقول : خير الناس بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّ عليه‌السلام ، وأنا أقول : أبو بكر ثمّ عمر ، فما تقول أنت رحمك الله؟ فقال : أما علمت أنّهما ضجيعاه في قبره فأيّ حجّة أوضح من هذا؟! فقال (٤) فضّال : قلت ذلك لأخي فقال : إن كان الموضع للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حقّ ، وإن كان لهما ووهباه له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقد أساءا في رجوعهما في هبتهما ، فقال أبو حنيفة : لم يكن له ولا لهما ولكنّهما استحقّا الدفن بحقوق ابنتيهما (٥) ، فقال فضّال : قلت له ذلك فقال : أنت‌

__________________

(١) الوجيزة : ٢٧٧ / ١٤٠٩.

(٢) البحار ٤٧ : ٤٠٠ / ٢.

(٣) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(٤) في نسخة « ش » : قال.

(٥) فقال : قد قلت لأخي ذلك فقال لي : أما علمت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطى حقوق نسائه في حياته بأمر الله سبحانه حيث يقول ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ) ( الأحزاب : ٥٠ ) فقال : نعم لكنّهما استحقّتا ذلك بميراثهما من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ( منه قدس‌سره ).

١٩٠

تعلم أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات عن تسع نساء ولكلّ واحدة تسع الثمن وهو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟! وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاطمة بنته تمنع الميراث؟! فقال أبو حنيفة : نحّوه عنّي فإنّه رافضي خبيث (١).

٢٢٧٦ ـ فضالة بن أيّوب الأزدي :

من أصحاب أبي إبراهيم موسى الكاظم عليه‌السلام ، سكن الأهواز ، روى عن الكاظم عليه‌السلام ، وكان ثقة في حديثه مستقيما في دينه ، صه (٢).

ونحوه جش ، وزاد : له كتاب الصلاة ، قال لي أبو الحسن البغدادي السورائي البزّاز : قال لنا الحسين بن محمّد (٣) بن يزيد السورائي كلّ شي‌ء تراه الحسين بن سعيد عن فضالة فهو غلط إنّما هو الحسين عن أخيه الحسن عن فضالة ، وكان يقول : إنّ الحسين لم يلق فضالة وإنّ أخاه الحسن تفرّد بفضالة. ورأيت الجماعة تروي بأسانيد مختلفة الطرق : الحسين (٤) بن سعيد عن فضالة ، والله أعلم ، وكذلك زرعة بن محمّد الحضرمي.

ثمّ قال : وله كتاب النوادر ، محمّد بن الحسن بن مهزيار ، عن أبيه ، عن أبيه ، عنه به (٥).

وفي ست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن‌

__________________

(١) الاحتجاج : ٣٨٢.

(٢) الخلاصة : ١٣٣ / ١.

(٣) ابن محمّد ، لم ترد في المصدر.

(٤) في نسخة « ش » : والحسن.

(٥) رجال النجاشي : ٣١٠ / ٨٥٠.

١٩١

بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه به (١).

وفي ظم : ثقة (٢).

وفي لم : روى عنه الحسين بن سعيد (٣).

وفي كش أنّه قال بعض أصحابنا : إنّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم وتصديقهم (٤).

أقول : في مشكا : ابن أيّوب الثقة ، عنه الحسين بن سعيد ، وأحمد ابن أبي عبد الله ، وعلي بن مهزيار.

وحيث لا تمييز فالظاهر عدم الإشكال ، لأنّ من عداه لا أصل له ولا كتاب.

وفي المنتقى : قد يوجد في كتابي الشيخ رواية ابن أبي عمير عن فضالة (٥) ، وهو سهو وصوابه : وفضالة ـ بالواو ـ بدل عن (٦).

ووقع فيهما أيضا رواية حمّاد (٧) بن عيسى عن فضالة (٨) ، وصوابه : وفضالة. قال في المنتقى : كما تقتضيه الممارسة (٩) (١٠).

__________________

(١) الفهرست : ١٢٦ / ٥٧٠.

(٢) رجال الشيخ : ٣٥٧ / ١.

(٣) لم يرد ذكره في نسختنا من رجال الشيخ ، وورد في مجمع الرجال : ٥ / ١٧ نقلا عنه.

(٤) رجال الكشّي : ٥٥٦ / ١٠٥٠.

(٥) التهذيب ١ : ٣٧٩ / ١١٧٣ والاستبصار ٢ : ٨٢ / ٢٥١.

(٦) انظر منتقى الجمان : ١ / ٥٤.

(٧) في نسخة « ش » : أحمد.

(٨) التهذيب ٥ : ٢٨٠ / ٩٥٧.

(٩) منتقى الجمان : ٣ / ٤٥٤ ، وجاء فيه ما هذا نصّه : وفي طريق الشيخ سهو ظاهر كثير الوقوع وهو رواية حمّاد بن عيسى عن فضالة والصواب فيه العطف.

(١٠) هداية المحدّثين : ١٢٨.

١٩٢

٢٢٧٧ ـ الفضل بن أبي قرّة :

بالقاف ، التميمي السمندي ، بلد من آذربيجان ، انتقل إلى أرمينية ، روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، ضعيف ، لم يكن بذاك ، صه (١).

جش إلاّ الترجمة وقوله : ضعيف ، وزاد : له كتاب يرويه جماعة ، شريف بن سابق عنه (٢).

وفي ست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن إبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزاز ، عنه (٣).

وفي تعق : تضعيف صه من غض كما في النقد (٤) ، وهو ضعيف.

ويظهر من الأخبار تشيّعه ، وفي شريف بن سابق ما يشير إلى معروفيّته (٥) ، وقول : يرويه جماعة ، إلى ثقته (٦).

أقول : في مشكا : ابن أبي قرّة ، عنه شريف بن سابق ، وإبراهيم بن سليمان بن حيّان (٧).

٢٢٧٨ ـ الفضل بن إسماعيل الكندي :

رجل من أصحابنا ، ثقة ، قليل الحديث ، صه (٨).

__________________

(١) الخلاصة : ٢٤٦ / ٣.

(٢) رجال النجاشي : ٣٠٨ / ٨٤٢ ، وفيه بدل السمندي : السهندي.

(٣) الفهرست : ١٢٥ / ٥٦٦. وعدّه في رجاله تارة في أصحاب الصادق عليه‌السلام : ٢٧١ / ١٢ قائلا : الفضل بن أبي قرّة التفليسي ، وأخرى فيمن لم يرو عنهم عليهم‌السلام : ٤٨٩ / ٣ قائلا : الفضل بن أبي قرّة روى حميد عن إبراهيم بن سليمان عن الفضل ، روى عنه الحسين بن سعيد.

(٤) حيث نسب التضعيف إليه ، نقد الرجال : ٢٦٥ / ١.

(٥) عن النجاشي : ١٩٥ / ٥٢٢ حيث ذكر أنّه صاحب الفضل بن أبي قرّة.

(٦) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٩.

(٧) هداية المحدّثين : ١٢٩.

(٨) الخلاصة : ١٣٣ / ٤.

١٩٣

وزاد جش : له كتاب نوادر ، محمّد بن علي بن أيّوب عنه به (١).

وفي ست : له كتاب ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه (٢).

وفي تعق : قيل : قول جش : محمّد بن علي بن أيّوب ، غلط ، إذ لم يرو عنه إلاّ محمّد بن علي بن محبوب كما صرّح به في ست ودلّ عليه التتبّع في الأسانيد ، ولذا تنظّر فيه الميرزا (٣) ، انتهى.

ولا يظهر من ست الحصر المدّعى ، سلّمنا لكن لا وجه لتغليط جش مع كونه أضبط ، وجعل تتبّعه دليلا للحصر ، فيه ما فيه ، سيّما مع قلّة وجدان الحديث منه (٤) ، ويمكن كون أيّوب سهوا من الناسخ بدل محبوب (٥).

أقول : في مشكا : ابن إسماعيل الثقة ، عنه محمّد بن علي بن أيّوب جش ، ومحمّد بن علي بن محبوب ست (٦).

٢٢٧٩ ـ الفضل بن الحسن بن الفضل :

أمين الدين أبو علي الطبرسي ، ثقة فاضل ديّن ، عين ، من أجلاّء هذه الطائفة ، له تصانيف حسنة ، منها كتاب مجمع البيان عشر مجلّدات ، والوسيط في التفسير أربع مجلّدات ، والوجيز مجلّد. انتقل رحمه‌الله من‌

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٠٦ / ٨٣٨.

(٢) الفهرست : ١٢٥ / ٥٦٤.

(٣) تنظّر الميرزا في كلام النجاشي في كتابه الوسيط : ١٨٦.

(٤) قال السيّد الخويي في المعجم : ١٣ / ٢٨٣ : لم نجد في الكتب الأربعة رواية عن الفضل ابن إسماعيل الكندي ، نعم ورد في الفقيه الجزء ٢ باب علّة وجوب الزكاة الحديث ٦ رواية عبد الله بن أحمد عن الفضل بن إسماعيل عن معتب مولى الصادق عليه‌السلام ، ولا يبعد أنّه هو الفضل بن إسماعيل الهاشمي.

(٥) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٩.

(٦) هداية المحدّثين : ١٢٩.

١٩٤

المشهد المقدّس الرضوي إلى سبزوار في شهور سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وانتقل بها إلى دار الخلود ليلة النحر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، رضي‌الله‌عنه وأرضاه ، كذا في النقد (١) ، تعق (٢).

أقول : في عه : الشيخ الإمام أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن ابن الفضل الطبرسي ، ثقة فاضل (٣) ديّن عين ، له تصانيف. ثمّ ذكرها وزاد : إعلام الورى بأعلام الهدى مجلّدتان ، تاج المواليد ، الآداب الدينيّة للخزانة المعينية ، غنية العابد ومنية الزاهد. ثمّ قال : شاهدته وقرأت بعضها عليه (٤) ، انتهى.

( وفي ب : شيخي أبو علي الطبرسي ، له مجمع البيان في معاني القرآن حسن ، الكافي الشاف (٥) من كتاب الكشّاف ، النور المبين ، الفائق حسن ، إعلام الورى بأعلام الهدى ، الآداب الدينية للخزانة المعينية ) (٦).

٢٢٨٠ ـ الفضل بن دكين :

مرّ عن المصنّف في ترجمة أحمد بن ميثم أنّه رجل مشهور من علماء الحديث (٧) ، ويظهر ذلك أيضا من ترجمة محمّد بن أبي يونس (٨) ، وفيها أنّ‌

__________________

(١) نقد الرجال : ٢٦٦ / ٤.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٥٩.

(٣) فاضل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(٤) فهرست منتجب الدين : ١٤٤ / ٣٣٦.

(٥) في نسخة « ش » : الشافي.

(٦) معالم العلماء : ١٣٥ / ٩٢٠. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « م » وجاء بدله : وفي ب : شيخي أبو علي الطبرسي. وذكر من جملة كتبه الكافي الشاف من كتاب الكشّاف ، النور المبين ، الفائق.

(٧) منهج المقال : ٤٨ ، حيث قال : والفضل بن دكين رجل مشهور من علماء الحديث.

(٨) الظاهر أنّه أشار بذلك لما عن النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٢ من قوله : إن محمّد بن أبي يونس كان ورّاق أبي نعيم الفضل بن دكين.

١٩٥

كنيته أبو نعيم (١) ، تعق (٢).

أقول : هو جدّ أحمد بن ميثم المذكور

وفي مخهب : أبو نعيم الفضل بن دكين ، واسم دكين عمرو بن حمّاد ، الحافظ الثبت الكوفي ، سمع الأعمش وزكريا بن أبي زائدة (٣) ، قال أبو نعيم : كتبت عن أزيد من مائة شيخ ممّن كتب عنهم الثوري. وقال يحيى القطّان : إذا وافقني هذا الأحوال ما أبالي من خالفني. وقال أحمد : هو أقلّ (٤) خطأ من وكيع ، وقال : هو أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال ووكيع أفقه منه.

وقال ابن معين : ما رأيت أثبت من رجلين ـ يعني من الأحياء ـ أبي نعيم وعفّاف. وقال أحمد بن صالح : ما رأيت محدّثا قط أصدق من أبي نعيم. وقال يعقوب النسري (٥) : أجمع أصحابنا أنّ أبا نعيم كان غاية في الإتقان. وقال أبو حاتم : حافظ متقن (٦) ، انتهى ملخّصا.

ويلوح ممّا ذكروه كونه من علمائهم ، وكلام الميرزا لا تصريح فيه في خلافه ، وكذا ما يأتي في محمّد بن أبي يونس ، لكن عن ابن الأثير في كامل التاريخ أنّه كان شيعيّا ومن مشايخ مسلم والبخاري (٧) ، فتدبّر.

__________________

(١) نقلا عن الخلاصة : ١٥ / ١٢ ترجمة أحمد بن ميثم ، والنجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٢ ترجمة محمّد ابن أبي يونس.

(٢) تعليقة الوحيد البهبهاني ـ النسخة الخطيّة ـ : ٢٥٤.

(٣) كذا في المصدر ، وفي نسخة « م » : وزكريّا بن زائدة ، وفي نسخة « ش » : وزكريّا من أبي زائدة.

(٤) في النسخ : أوّل ، وما أثبتناه من المصدر.

(٥) في المصدر : الفسوي.

(٦) تذكرة الحفّاظ ١ : ٣٧٢ / ٣٦٩.

(٧) الكامل في التاريخ : ٦ / ٤٤٥.

١٩٦

٢٢٨١ ـ الفضل بن سنان :

نيسابوري ، من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وكيل ، صه (١).

ضا إلاّ : من أصحاب الرضا عليه‌السلام (٢).

٢٢٨٢ ـ الفضل بن شاذان بن الخليل :

أبو محمّد الأزدي النيشابوري ، كان أبوه من أصحاب يونس ، وروى عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، وقيل : الرضا عليه‌السلام أيضا ، وكان ثقة أجلّ (٣) أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه ، وذكر كش (٤) أنّه صنّف مائة وثمانين كتابا ، عليّ ابن أحمد بن قتيبة النيسابوري عنه بها ، جش (٥).

صه إلى قوله : وقيل عن الرضا عليه‌السلام ، وزاد : وكان ثقة جليلا فقيها متكلّما ، له عظم شأن في هذه الطائفة ، قيل : إنّه صنّف مائة وثمانين كتابا ، وترحّم عليه أبو محمّد عليه‌السلام مرّتين ، وروي ثلاثا ولاء.

ونقل كش عن الأئمّة عليهم‌السلام مدحه ثمّ ذكر ما ينافيه ، وقد أجبنا عنه في كتابنا الكبير.

وهذا الشيخ أجلّ من أن يغمز عليه ، فإنّه رئيس طائفتنا ، رضي‌الله‌عنه (٦).

وفي ست : متكلّم فقيه جليل القدر ، له كتب ومصنّفات ، أخبرنا برواياته وكتبه المفيد أبو عبد الله ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد‌

__________________

(١) الخلاصة : ١٣٢ / ١.

(٢) رجال الشيخ : ٣٨٥ / ٣.

(٣) في المصدر : أحد.

(٤) في المصدر : الكنجكي.

(٥) رجال النجاشي : ٣٠٦ / ٨٤٠.

(٦) الخلاصة : ١٣٢ / ٢.

١٩٧

ابن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمّد بن قتيبة ، عنه.

ورواها محمّد بن عليّ بن الحسين ، عن حمزة بن محمّد العلوي ، عن أبي نصر قنبر بن علي بن شاذان ، عن أبيه ، عنه (١).

وفي كش : ذكر أبو الحسن محمّد بن إسماعيل البندقي النيسابوري أنّ الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر (٢) عن نيسابور بعد أن دعي به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها ، قال : فكتب : محبّة الإسلام الشهادتين (٣) وما يتلوهما ، فذكر أنّه يحبّ أن يقف على قوله في السلف ، فقال : أتولّى أبا بكر وأتبرّأ من عمر ، فقال له : ولم تتبرّأ من عمر؟ فقال : لإخراجه العبّاس من الشورى ، فتخلّص منه بذلك (٤).

وفيه أيضا في ترجمة سعد بن جناح الكشي قال : سمعت محمّد بن إبراهيم الورّاق بسمرقند (٥) يقول : خرجت إلى الحج فأردت أن أمرّ على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير يقال له : بورق البوشنجاني ـ قرية من قرى هراة ـ وأزوره وأحدث به عهدي ، فأتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه‌الله ، فقال بورق : كان الفضل بن شاذان به بطن شديد العلّة. إلى أن قال :

فخرجت إلى سرّ من رأى ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمّد عليه‌السلام وأريته ذلك الكتاب ، فقلت : جعلت فداك إن رأيت أن‌

__________________

(١) الفهرست : ١٢٤ / ٥٦٢.

(٢) في نسخة « م » : ظاهر.

(٣) في المصدر : فكتب تحته : الإسلام الشهادتان ، وفي نسخة : فكتب : محبّة للإسلام الشهادتين.

(٤) رجال الكشّي : ٥٣٨ / ١٠٢٤.

(٥) في المصدر : السمرقندي.

١٩٨

تنظر فيه ، قال : فنظر فيه وتصفّحه ورقة ورقة وقال : هذا صحيح ينبغي أن يعمل به ، فقلت له : الفضل بن شاذان شديد العلّة ، ويقولون : إنّه من دعوتك بموجدتك عليه لما ذكروا عنه أنّه قال : وصيّ إبراهيم خير من وصيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يقل جعلت فداك هكذا ، كذبوا عليه ، فقال عليه‌السلام : نعم كذبوا عليه ورحم الله الفضل.

قال بورق : فرجعت فوجدت الفضل قد مات في الأيام التي قال أبو محمّد عليه‌السلام : رحم الله الفضل (١).

وفيه أحاديث أخر في مدحه رحمه‌الله (٢) ، وإن كان فيها بعض الذّم أيضا (٣) ، فهو أجلّ من ذلك.

وفيه : قال أحمد بن محمّد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه‌الله : أمّا ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان أنّ مولانا عليه‌السلام لعنه بسبب قوله بالجسم ، فإنّي أخبرك أنّ ذلك باطل. إلى أن قال : وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين وذلك في سنة ستّين ومائتين.

قال أبو علي : والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج ، فهرب منهم وأصابه النصب (٤) من خشونة السفر ، فاعتلّ ومات منه ، وصلّيت عليه (٥).

وفيه أيضا : جعفر بن معروف ، عن سهل بن بحر الفارسي قال :

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٣٨ / ١٠٢٣.

(٢) رجال الكشّي : ٥٣٩ / ١٠٢٥ و ١٠٢٧.

(٣) رجال الكشّي : ٥٣٩ / ١٠٢٦.

(٤) في نسخة « م » : النقب ، وفي المصدر : التعب.

(٥) رجال الكشّي : ٥٤٢ / ١٠٢٨.

١٩٩

سمعت الفضل بن شاذان يقول آخر عهدي به (١) : أنا خلف لمن مضى (٢) ، ومضى هشام بن الحكم رحمه‌الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه‌الله خليفته (٣) ، كان يردّ على المخالفين ، ثمّ مضى يونس ولم يخلف خلفا غير السكّاك فردّ على المخالفين حتّى مضى رحمه‌الله ، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم‌الله (٤).

والفضل بن شاذان كان يروي عن جماعة ، منهم : محمّد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والحسن بن محبوب ، والحسن بن علي بن فضّال ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، ومحمّد بن الحسن الواسطي ، ومحمّد بن سنان ، وإسماعيل بن سهل (٥) ، وعن أبيه شاذان بن الخليل ، وأبي داود المسترق ، وعمّار بن المبارك ، وعثمان بن عيسى ، وفضالة بن أيّوب ، وعليّ بن الحكم ، وإبراهيم بن عاصم ، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، والقاسم بن عروة ، وابن أبي نجران (٦).

أقول : في مشكا : ابن شاذان الثقة الجليل ، عنه علي بن محمّد (٧) ابن قتيبة ، وقنبر بن عليّ بن شاذان عن أبيه عنه ، وسهل بن بحر الفارسي عنه.

وهو عن صفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، والحسن بن علي بن‌

__________________

(١) في المصدر : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول.

(٢) في المصدر زيادة : أدركت محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما وحملت عنهم منذ خمسين سنة.

(٣) في المصدر : خلفه.

(٤) رجال الكشّي : ٥٣٩ / ١٠٢٥.

(٥) في نسخة « ش » : سهيل.

(٦) رجال الكشّي : ٥٤٣ / ١٠٢٩.

(٧) في المصدر : أحمد.

٢٠٠