الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٦

فهذا ما يحتاج إليه من العمل بعلاج الاذن ، من العلل التي لا يؤمن أن تحدث في الأسفار.

* * *

١٨١

الباب السادس

في الزكام والنوازل والسعال وما شابه ذلك من الأشياء التي تعرض من اختلاف الهواء ، وعلاج ذلك.

هذه العلل ـ أعني الزكام والبحوحة والنوازل والسعال وما أشبه ذلك ـ تتولد في أكثر الأمر (١) من رطوبة فضلية تنصب من الدماغ ، فإن كان انصبابها إلى الأنف في المجاري المشاشية التي بين طرف الأنف وبين الدماغ ، سمي ذلك زكاماً. وإن كان انصبابها إلى مجاري الحلق والنغانغ (٢) سمي ذلك نزلة. وإن كان انصبابها يتجاوز ذلك حتى يصير إلى قصبة الرئة وما يلي الصدر ، سمي ذلك أيضا نزلة إلى الصدر.

فإن كان الفضل غليظا لزجا كان منه سعال شديد يقذف معه رطوبات فضلية ، وإن كان الفضل رقيقاً مائياً أحدث السعال الذي يسمى يابساً.

وهذه العلل قد تتولد من سوء مزاج حار وبارد جميعاً. فأما ما يتحرز به منها في وقت هبوب الرياح الحارة والباردة ، فقد وصفناه فيما تقدم.

وأما ما يتعالج به منها إذا حدثت واستحكمت ، فإنا نصفه الآن على أن كل ما وصفناه في التحرز من الزكام والنوازل من الروائح التي تستنشق ، قد ينتفع بها إذا استعملت بعد حدوث العلة منفعة بينة.

صفة البخورات التي تذهب بالزكام.

القراطيس إذا اشعلت بالنار ، وقربت من الأنف واستنشق دخانها دائماً ، أذهبت الزكام.

وكذلك السكر الطبرزد إذا احرق بالنار حتى يخرج منه دخان ، واستنشق دخانه نفع.

__________________

(١) في «ش» : الأحوال.

(٢) النغانغ : لحمات تكون في الحلق عند اللهاة وهي اللوزتان باستعمال العصر الحاضر. انظر «الصحاح ـ نغغ ـ ٤ : ١٣٢٨».

١٨٢

وكذلك يفعل الأصطرك والكارباه (١) والبخورات المتصلة بالأفاوية العطرية الحادة الرائحة.

فإذا اتصل الزكام ولم تنجع فيه هذه الروائح ، الزق على الجبهة الضماد الذي يقال له : بربارا ، والضماد الذي يقال له : اثينا ، والضماد الذي يقال له : انكاسوس ، وهي ضمادات مشهورة لا اختلاف في صفاتها ، فلذلك لم يكن بنا حاجة إلى نسخها.

صفة بخور نافع من النوازل ، منضج يجمع الفضول الغليظة المنحدرة من الرأس.

يؤخذ من الأصطرك ـ وهو ميعة الرمان ـ ومن المصطكي ، ومن بزر الكرفس الجبلي ، من كل واحد اوقية ، ومن الزرنيخ الأحمر وزن نصف درهم ، ومن حب الغار حبتين ، يدق ذلك ويجمع ويعجن بعسل ، ويتبخر به من الزكام الذي لم ينضج ، ومن السعال الشديد. وذلك بأن يوضع منه شيء يسير على جمر فحم ، ويوضع عليه قمع يجتمع البخار فيؤديه إلى الموضع الذي يقصد لعلاجه.

صفة دواء يشرب نافع من النوازل التي قد صارت إلى الصدور وولدت سعالا.

يؤخذ بزر البنج وزن اثني عشر درهماً ، حب الصنوبر وزن ستة دراهم ، المر وزن درهم ، يسحق ذلك ويعجن بعقيد العنب ، ويؤخذ منه في كل غداة وعشاء مقدار وزن درهم بماء حار.

صفة دواء اخريقوم مقام الحسا يذهب بأوجاع السعال كلها ، ويفعل فعلا قريب المنفعة.

يؤخذ من العسل وزن عشرة دراهم ، ومن السمن وزن خمسة دراهم ، ومن الزوفا (٢) وزن درهمين ، ومن التين أربع تينات ، ومن الصنوبر المرضوض المنقى وزن عشرة دراهم ، ومن أصل السوس وزن عشرة دراهم ، يطبخ الزوفا والتين والصنوبر وأصل السوس بماء قدر رطلين ، حتى يبقى نصف رطل ، ثم يصفى ويلقى عليه السمن والعسل ، ويطبخ حتى يصير في ثخن اللعوق.

____________

(١) الكارباه : هو الكهرباء ، وهو صمغ شجر الدوم. «الجامع ٤ : ٤٥ و ٨٨».

(٢) الزوفا : حشيشة جبليه لها رائحة طيبة وطعم مر. «الجامع ٢ : ١٧٢».

١٨٣

الباب السابع

في علل العين التي تحدث عن اختلاف الهواء والغبار والرياح وغير ذلك.

أما غبار تراب الأرض النقية ، التي لا يشوبها شيء من الرماد والرمل ودقاق التبن وما شابه ذلك ، فإنه ليس بضار للعين الصحيحة ، وذلك أن جوهر العين بالجملة رطب ، وكل أرض طبيعتها يابسة ، وما انسحق منها حتى يصير غباراً ـ إذا كان من أرض محض لا يشوبها غيرها ـ فهو لا محالة يابس ، فمن هذه الجهة يقاوم رطوبة العين ويصلحها. فأما العين التي فيها علة من رمد أو من عرض آخر فإن الغبار لها رديء ، لأنه لا يؤمن وحده أن يحدث فيها حادث من حرارة أو حدة أو غير ذلك من الآفات. وكذلك ينبغي أن يتوقى منه في الأعين التي فيها علة غاية التوقي.

ومما يحفظ العين ويقويها ، ويمنع من افات الغبار والحر والعرق هذا البرود.

صفته : يؤخذ نشاستج (١) الحنطة وزن أربعة دراهم ، ومن الصمغ وزن در همين ، ومن أسفيداج (٢) الرصاص وأقليمياً (٣) وأثمد (٤) ، من كل واحد وزن درهم ، تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة بحريرة ، وترفع في إناء وتستعمل وقت الحاجة إن شاء الله تعالى.

صفة برود آخر أبيض يقوي الناظر ويذهب بالدمعة :

يؤخذ صدف محرق ولؤلؤ ، من كل واحد درهمين ، ونشاستج الحنطة وزن درهم ، وأثمد وزن درهمين ، وتوتياء هندي وزن أربعة دراهم ، وكافور وزن دانق ، تدق هذه الأدوية وتسحق وتنخل بحريرة وترفع في إناء ، وتستعمل عند الحاجة إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) النشاستج : دواء كانوا يستخرجونه من الحنطة ينفع من سيلان المواد إلى العين ومن القروح العارضة فيها. «الجامع ٤ : ١٨٠».

(٢) الأسفيداج : هو عقار كانوا يصنعونه قديماً. «الجامع ١ : ٣١».

(٣) قليميا : عقار من مخلفات النحاس ، ويوجد على الطبيعة في قبرص في أنهارها. «الجامع ٤ : ٣٠».

(٤) ألأثمد : حجر أسود صلب ملمع براق كحلي اللون يكتحل به. «الجامع ١ : ١٢».

١٨٤

صفة برود آخر يطفئ الحرارة من العين :

يؤخذ أسفيداج الرصاص وزن خمسة دراهم ، وشاذنج (١) هندي ، ومرقشيشا (٢) ولؤلؤ ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، وصمغ وزن درهم ، ونحاس محرق وزن أربعة دراهم ، ومسك وزن حبتين ، تجمع هذه الادوية مسحوقة منخولة بحريرة ، وترفع في إناء ، وتستعمل عند الحاجة ، إن شاء الله تعالى.

صفة طلاء للأورام الحارة الملتهبة في العين :

يؤخذ مر ، وصبر ، وعصارة الماميثا (٣) ، وحضض ، وزعفران ، وافتيمون ، واقاقيا ، وطين أرمني ، أجزاء سواء ، يسحق وينخل ويداف بماء عنب الثعلب ، ويستعمل عند الحاجة إن شاء الله تعالى.

صفة طلاء آخر يوضع على الصدغين ، فيصلح آفات العين وأوجاعها الشديدة :

يؤخذ مر وزعفران وأفيون وبزر البنج وكندر ، أجزاء سواء ، ويطلى على القرطاس ويصير على الصدغين ، إن شاء الله تعالى.

* * *

__________________

(١) الشاذنج : حجر يفيد في مداواة العين. «الجامع ٣ : ٤٩».

(٢) مرقشيشا : صنف من الحجارة يخالطها كبريت ، وهي تقدح النار مع الحديد النقي. محلل يجلو غشاوة البصر. «الجامع ٤ : ١٥٢».

(٣) الماميثا : عشب يستعمل في علاج العين. «الجامع ٤ : ١٢٤».

١٨٥

الباب الثامن

في امتحان المياه المختلفة ليعلم أيها أصلح.

أجود المياه وأحمدها ما كان لا طعم له ولا رائحة ولا لون ، وهذا الجنس من المياه يكون صافياً سليماً من مخالطة سائرالأجسام إياه ، وذلك أن كل ماء يحس له طعم أو رائحة ، فإنما يحس ذلك فيه من جوهر آخر قد خالطه ، فيظهر طعم ذلك الجوهر فيه ولونه ورائحته ، ولذلك ينسب ذلك الماء إلى ذلك الجوهر الذي خالطه ، فيسمى بالكبريتي أو بورقي أو قفري أو نطروني أوغير ذلك من الأسماء ، فما كان سليماً من هذه الخواص ، فإنه لا محالة يكون صافياً في لونه ، لذيذاً في ذوقه ، طيباً في رائحته ، ينفذ عن المعدة إلى الأعضاء نفوذاً سهلا. فأما ما غلبت عليه رائحة كريهة أوطعم رديء أو لون كدر ، فينبغي أن يجتنب.

وأقوى دلائل المياه المحمودة ، الدليل الذي ذكره بقراط ، وهو أن يبرد سريعاً. ومن الناس من يمتحن المياه بالوزن ، فيحكم لأخفها بأنه أجودها ، وهذه المحنة ليست بصحيحة إلا أن يجتمع معها الدلائل الاخر المحمودة ، أعني طيب الرائحة ، وعذوبة الطعم ، وصفاء اللون ، والنفوذ من المعدة سريعاً ، وأن يسخن سريعاً ويبرد سريعاً ، وأن يكون في ينبوعه في الصيف بارداً ، وفي الشتاء فاتراً.

والمياه المجتمعة من الأمطار في نقائع نظيفة هي مياه محمودة نافعة ، لأن الشمس قد طيبتها وأذهبت عنها كل افة كانت فيها وحللت أجزاءها.

فأما المياه التي تكون من ذوبان الثلج والجليد وما شابه ذلك ، فهي كلها رديئة ضارة ، وذلك أن وقت جمودها يتحلل كل ما كان فيها من جوهر رقيق لطيف ، ويبقى أغلظ جوهرها وأكثفه ، فلذلك ينبغي أن يجتنب.

وكذلك ما كان من المياه مجتمعاً في مواضع مستترة عن الشمس ، كثيرة التبن (١) والطين فإنها كلها رديئة.

__________________

(١) في «ش» : النتن.

١٨٦

الباب التاسع

في إصلاح المياه الفاسدة.

فإن اضطر مضطر إلى أن يشرب شيئاً من هذه المياه الفاسدة ، التي قد غلب عليها بعض الجواهر الرديئة ، فينبغي أن يحتال لإصلاحها بما أصف ، ينبغي أولاً أن يطبخ طبخاً صالحاً أعني يغلى على النار ، وأن يمزج بعد الطبخ ببعض الأنبذة أو الأفشرجات (١) ، وأن يكون ما يمزج به من الأنبذة في ضد طعم الماء ، فإن كان الطعم مائلاً إلى القبض والبشاعة مزج بنبيذ حلو ، وإن كان مائلاً إلى الملوحة مزج بنبيذ قابض الطعم.

وما كان من المياه غليظاً من كدورة فيه ، فينبغي أن يصفى مراراً حتى يصفو ويذهب عنه كدره ، فإن جعلت الأسوقة أحد ما يصفى به ، كان ذلك صالحاً لأن الأسوقة من شأنها تصفية الماء وتعذيبه.

وما كان من المياه شديد البرد مفرطه فينبغي أن لا يشرب إلا بعد الطعام ، وأن يكون مصاً ليواقع المعدة والأعضاء الداخلة شيئا بعد شيء ، ولا يواقعها دفعة فيؤلمها.

وما كان من المياه ظاهر الرداءة ، فينبغي أن يطبخ فيه حمص ويؤكل الحمص ويشرب ماؤه ، أو يطبخ فيه رازيانج (٢) أو القرغ ، فيوكل الرازيانج والقرع ويشرب الماء.

ومن أحمد ما يؤكل من الأطعمة مما يذهب برداءة المياه الردية وضررها ، السلق والبقلة اليمانية والبقول التي معها تفتح ، مثل الرازيانج والكرفس والشبت والهندباء وما شابه ذلك.

فأما ما يذهب برداءة طعم الماء ، فالبلوط والشاهبلوط (٣) والحبة الخضراء (٤)

__________________

(١) الأفشرجات : واحدها الأفشرج وهو بالفارسية بمعنى الرُب اي المربى الذي يعمل من الفواكه وقت كثرتها ويدخر ، أنظر «الجامع ١ : ٤٦».

(٢) الرازيانج : نبات يستعمل في الطب أصله وورقه وبزره. «الجامع ٢ : ١٣٤».

(٣) الشاهبلوط : نوع من البلوط أقوى من البلوط أثرآً. «الجامع ١ : ١١٠».

(٤) الحبة ألخضراء : شجرة جبلية حبها أخضر ، وهو مدر للبول. «الجامع ١ : ٩٨».

١٨٧

والسمسم وأصناف البقول كلها.

* * *

١٨٨

الباب العاشر

في احتيال ما يذهب بالعطش عند عدم الماء أو قلته.

منافع شرب الماء في بدن الإنسان منفعتان. إحداهما ترطيب الغذاء الجاف اليابس لتهضمه المعدة ، والاخرى تبريد الحرارة المفرطة التي تحدث عن الحركات الشديدة والهواء الحار.

وقد يحدث العطش ـ أيضاً ـ من جفاف الفم واللهوات ، وفناء الرطوبة ـ التي ترطب أغشية الحنك وما يتصل به ـ من علة حادثة ، فيكون من ذلك عطش ، ولذلك يقال أن من قطعت لهاته لا يصبرعلى العطش البتة ، لأنه قد عدم العضو المولد للرطوبات ، التي يترطب بها الحنك وأغشية المعدة ترطيباً دائماً.

وقد يعرض العطش ـ أيضاً ـ من شرب نبيذ كثير ، فيحمي الجوف ويحرقه ، فيتولد عن ذلك عطش ، وتكون الحاجة عند ذلك من الماء إلى التبريد أكثر منها إلى الترطيب.

فأما العطش الذي يكون من أكل الأشياء المالحة ، فإنه يجتمع فيه المعنيان جميعاً ، أعني اليبس والحرارة ، إذ كانت الملوحة من شأنها أن تفعل ذلك.

فمن عدم الماء واحتاج أن يداوي نفسه لئلا يعطش ، فينبغي أولاً أن يقلل من الغذاء ، أو بأن يكون ما يغتذي به من الأغذية التي هي من جوهرها باردة رطبة ، كالبقول والفاكهة الباردة الرطبة. وأن يدهن بدهن الورد مبرداً ، وبغيره من الأدهان الباردة الرطبة.

وأقوى ما يستعمل في ذهاب العطش ، أن يلاك بزر الخس الأسود وأصل السوس وبزر القثاء ، كل ذلك إذا أمسك في الفم وقتاً طويلاً أذهب العطش.

وقد يتخذ أقراص تمسك في الفم فتمنع من العطش.

وصفتها : دواء يمنع من العطش.

يؤخذ بزر القثاء المقشر وزن ثمانية دراهم ، وكثيراء (١) وزن أربعة دراهم ،

__________________

(١) الكثيراء : رطوبة تخرج من أصل شجرة بجبل لبنان واسم شجرته طراعاقينا. «الجامع ٤ : ٥٢».

١٨٩

يداف الكثيراء ببياض البيض الطري ، فإذا ذاب سحق بزر القثاء المقشر والقي عليه ، وتتخذ منه أقراص وتجفف في الظل ، فإذا احتيج إليه اخذ منه قرص وامسك تحت اللسان ، فكلما ذاب منه شيء ابتلع ، فإنه يذهب بالعطش إن شاء الله تعالى.

وعصارات الفواكه الرطبة والبقول الباردة إذا عصرت واستعمطت سكنت العطش ، والبزر قطونا (١) إذا بل بماء الخيار أو ببعض مياه الفواكه حتى يستخرج لعابه وامسك في الفم لعاباً كثيراً ، ويبلع شيئاً بعد شيء يذهب العطش. وكذلك يفعل حب السفرجل.

* * *

__________________

(١) بزرقطونا : شجرته صغيرة نحو من شبر ، ورقه عليه زغب ، والمستعمل منه حبه ، وهو شبيه بالبراغيث أسود صلب. «الجامع ١ : ٩٠».

١٩٠

الباب الحادي عشر

في التحرز من جملة الهوام.

أول ما ينبغي أن يتحرز به من الهوام أن يرش أرض الموضع الذي لا يؤمن فيه الهوام بماء قد طبخ فيه بابونج وحنظل وحرمل أو ثوم أو بنجنكشت (١) ، وأن تسد مواضع جميع الأجحرة التي فيها ، والمواضع التي لا يؤمن أن يخرج منها الهوام ، بهذه البخورات.

صفة ما يتبخر به فيذهب بالهوام :

يبخر الموضع بقرن الأيل (٢) أو بأظلاف المعزى أو بشعورها ، أو بالحجر الذي يسمى عاعاطس (٣) ، أو مقل اليهود ، أو بجوز السرو (٤) ، أو بورق الشونيز ، أو شونيز أو بورق العنجنكشت أو بالسكبينج أو بالجند بادستر ، أو بالكارباه ، كل هذه الأشياء إذا تبخربها أو ببعضها أو بواحد منها أذهبت رائحتها الهوام المؤذية بإذن الله.

صفة بخور يذهب بالبعوض والبق والجرجس (٥) :

يؤخذ من القلقديس وبزر الشونيز البري والكمون ، متساوية الأجزاء ، فيبخر به الموضع مراراً كثيرة. وينبغي أن توقد نار قوية في الموضع الذي يتخوف فيه من الهوام ، فإن الهوام تهرب من ضوء النار. وينبغي أن يفرش في المواضع التي يتخوف فيها من هوام الأرض من حشيش الأشراس والفنجكشت ، وبالصعتر البري وبالفوتنج (٦) النهري

__________________

(١) بنجنكشت : تفسيره بالعربية ذو الخمسة أصابع ، وهو شجر ينبت بالقرب من المياه ، وفي مواضع وعرة ، له بزر شبه الفلفل. «الجامع ١ : ١١٥».

(٢) الأيل : التيس الجبلي : «مجمع البحرين ـ ايل ـ ٥ : ٣١٥».

(٣) في «ش» : عانماطس.

(٤) السرو : شجر كبار والمستعمل منه في الطب جوزه وورقه. «الجامع ٣ : ٨».

(٥) الجرجس : البعوض الصغار. «القاموس المحيط ـ جرجس ـ ٢ : ٢٠٣».

(٦) الفوتنج : سماه ابن البيطار الفودنج وعدله ثلاثة أجناس ، بري وجبلي ونهري ، وهو نبت ، وهو نافع من نهش الهوام. «الجامع ٣ : ١٧٠».

١٩١

والشيح والقيصوم والجعدة (١) والمشكمطرامشير (٢) ، فإن لم يتهيأ من هذه الحشائش ما يفرش به المكان كله ، جعل منها حول المرقد والمجلس ، فإنها تمنع الهوام منه ، إن شاء الله تعالى.

وإن اتفق أن يكون المنزل في هذا السفر في الصحاري ، فينبغي أن يتوقى النزول تحت الأشجار والوقود تحتها ، فإن كثيراً من الأشجار البرية تكون فيها الهوام ، فإذا جعل الوقود تحتها نزلت من حرارة بخار النار ، وقد قويت بحرارتها فأفسدت وأذت.

فأما الأواني فينبغي أن يستقصى سد رؤوسها ، ولا سيما في المواضع التي يتخوف فيها من الحيات ، ولتكن أغطية الأواني الصغار ـ من القوارير والدساتيج (٣) وما فيه الأشربة وما شابه ذلك ـ متخذة من شمع قد خلط فيه برادة العاج وبارزد (٤) وكمون كرماني ، فإن هذه الأشياء كلها لا يكاد يقربها شيء من الهوام.

فأما الزنابير والنحل فإنه يتحرز منها بالتسمح بورق الخبازى وبمائه ، وباستعمال الأدهان في المواضع التي يخاف مضرتها فيها.

* * *

__________________

(١) الجعدة : حشيشة طولها نحوشبر ، وهو نبات ثقيل الرائحة ... إذا افترش أو دخن به طرد الهوام. «الجامع ١ : ١٦٣».

(٢) المشكمطرامشير : هو الفودنج البستاني ، وقد مر الفودنج. «الجامع ٤ : ١٥٨».

(٣) الدساتيج : آنية صغيرة تحمل باليد ، معرب عن الفارسية. «القاموس المحيط ـ دستج ـ ١ : ١٨٨».

(٤) ذكر ابن البيطار الباذاورد وعرفه بأنه نبت ينبت في الجبال والغياض له شوك ، وإذا علق طرد الهوام من المواضع التي يعلق بها. «الجامع ١ : ٧٥». وفي «ش» : والنار ودركمون.

١٩٢

الباب الثاني عشر

في علاج عام من لسع الهوام جميعاً.

فإن عرض لأحد أن يناله آفة من بعض الهوام ـ أيها كان ـ فأول ما ينبغي أن يبدأ به من العلاج أن يمص الموضع مصاً شديداً ، وأن يكون الذي يمصه ليس بصائم ، بل يكون قد تناول طعاماً ، وأن يتمضمض قبل المص بنبيذ مطبوخ ، وأن يمسك في فيه زيتاً في وقت مصه ، فإذا مصه فينبغي أن يأخذ قدح زجاج ويشعل فتيلة بالنار فإذا استوقدت يلقيها داخل القدح ، ويكب القدح على الموضع ، فإن القدح عند ذلك يقوم مقام المحجمة ، ويجلب السم من داخل الأعضاء إلى خارجها. ثم يشرط الموضع المنتفخ ويمص حتى يخرج منه دم صالح ، فإن خروج ذلك الدم يخرج السم أيضاً إن شاء الله تعالى.

وينبغي بعد ذلك أن يضمد الموضع بالأدوية الحارة التي لها جذب قوي ، مثل رماد الكبريت ، ورماد ورق التين ، أو لباب الخبز(١) ، أو بصل مدقوق ، أو كراث البقل ، أوزبل الغنم ، كل ذلك يخلط معه ملح مدقوق ويعجن بمري أو بخل أوبهما جميعاً ويضمد به الموضع.

والزفت الرطب ـ أيضاً ـ إذا ضمد به موضع اللسع نفع منفعة بينة. وينبغي أن يبل الموضع ـ أيضاً ـ بخل قد طبخ به فوتنج جبلي وصعتر ، او بماء البحر ، او بماء مالح ، فإن هذه الأشياء تجذب السم ـ أي سم كان ـ وتخرجه إن شاء الله تعالى.

وينبغي أن يضمد الموضع بفراخ الحمام وفراريج ـ ذبحت ساعتها ـ حارة ، وتشد على العضو فإنها تجذب السم وتسكن الوجع.

وينبغي أن يضمد الموضع ـ أيضا ـ بالأضمدة المركبة المعمولة بقاقلة الطيب ، وبالأشياء العطرية القوية الرائحة ، وينبغي أن يسقى الملسوع ـ أي حيوان كان لسعه من ذوات السم ـ من جوز السرو أو حمر ـ وهوقفر اليهود ـ (٢) من كل واحد وزن درهم

__________________

(١) في «ش» : الجوزبو.

(٢) قفراليهود : هو الحمر ، هو معدن يستخرج من البحر الميت في فلسطين. «الجامع ٤ : ٢٦».

١٩٣

بشراب ، أو من ماء الحشيشة التي تسمى بالبورس ـ وهي غبيراء ذكر ـ يعصر ويسقى من مائها قدر اوقيتين ، ودم السلحفاة البحرية من الأدوية القوية في دفع السموم وتسكين الوجع ، وكذلك الجدبادستر ، وأصل القثاء ، وماء الكراث ، والحشيشة المعروفة بخصى الثعلب ، والفنجنكشت ، والزراوند (١) ، وحب الغار ، والسراطين النهرية مشوية أو مطبوخة. هذه الأدوية كلها تعمل في دفع السم وتسكين الوجع عملاً صالحاً.

ومن الأدوية المركبة الترياق الأعظم ، إذا شرب نفع من لسع جميع الهوام ، ولكن يحتاج أن يبادر به قبل وصول السم إلى الأعضاء ، على أن لا تقتل آفة السم وتدفعها.

وقد ينفع من لسع الهوام استعمال الأشياء التي تولد العرق وتخرج الفضول من البدن ، ويستعمل أيضاً هذا الدواء فإنه كثير المنفعة في لسع الحيات والعقارب وجميع الهوام.

أخلاطه : يؤخذ من السكبينج وأصل السوس الأسما نجوني الأزرق والزنجبيل ، من كل واحد وزن أربعة دراهم ، ومن الزراوند وزن خمسة دراهم ، ومن السذاب والغاريقون (٢) من كل واحد ثلاثة دراهم ، ومن دقيق الكرسنة (٣) وزن درهمين ، يدق ذلك أجمع وينخل ويتخذ منه أقراص ، وزن كل قرص أربعة دوانيق ، ويشرب في وقت الحاجة بشراب ، أو ببعض الأشربة المتخذة من الفواكه ، أو بماء حار نافع إن شاء الله تعالى.

وفي نسخة اخرى : وقد ينفع من لسع الهوام فصد العرق ، لا سيما إذا كان الملسوع شاباً ممتلىء البدن.

__________________

(١) الزراوند : نبات له عدة انواع ذكرها ابن البيطار ووصفها ثم قال : إذا شرب منه مقدار درهمين بالشراب وتضمد به كان صالحاً لسموم الهوام. «الجامع ٢ : ١٥٩».

(٢) الغاريقوني : جذر نبات ... ينفع من لسع الهوام إذا شرب منه مقدار مثقال واحد بشراب ممزوج. «الجامع ٣ : ١٤٧».

(٣) الكرسنة : شجيرة صغيرة لها ثمر في غلف هو المستعمل منها. «الجامع ٤ : ٦٣».

١٩٤

الباب الثالث عشر

عماذا يتولد العرق المديني؟ وبماذا يتحرزمن تولده؟

من أجل أن العرق المديني يتولد كثيراً في ذلك الصقع ، حتى صار يعرف باسمه ـ أعني بالمدينة ـ رأيت أن أصف التدبير الذي يتحرز به منه.

فأقول : إن تولد هذا العرق في اللحم كتولد الحيات وحب القرع وأصناف الدود في البطن ، وكتولد سائرالأشياء التي تدب على الأرض منها.

والعلة التي تشمل هذه الأشياء في تولدها العفونة المعتدلة ، وكما أن كل ما يعفن من جميع الأجسام يولد حيواناً ما ، كذلك العفن في اللحم يكون منه تولد هذا العرق وكل تعفن فإنما يكون باجتماع حرارة ورطوبة بأقساط معلومة.

وتلك الأقساط ليس يدركها البشر ، وليس يعلم مقاديرها إلا الباري ـ سبحانه وجل ثناؤه ـ على أنها ليست محصورة حصراً لا يلزم فيها زيادة ولا نقصان ، لكنها مختلفة واختلافها على قدر اختلاف الحيوان المتولد منها ، فإن الأقساط من الحرارة والرطوبة التي تتولد عنها الحيات في البطن ، خلاف الأقساط التي تتولد عنها حبات القرع ، وإن الأقساط التي يتولد عنها القمل والبراغيث والبق والجرجس ، وكذلك الأقساط التي يتولد عنها من الأرض الضب واليربوع والجرذان ، وخلاف الأقساط التي تتولد عنها الحيات والعقارب وبنات وردان.

وعلى هذا القياس تختلف هذه الحيوانات في البلدان على قدر اختلاف ترب البلدان ، فإن كل بلد قد تخصه تربة يتولد فيها من هذه الحيوانات خلاف الحيوانات التي تتولد في التربة الأخرى ، فالأرض الجصية يتولد فيها من الحيوانات خلاف ما يتولد في الأرض الرماية ، والأرض الحمراء التربة يتولد فيها حيوان غير الحيوانات التي تتولد في الأرض السوداء ، إذ كان التعفن في كل واحد من الترب يكون في مقادير مختلفة ، مخالفة للمقادير التي تكون في التربة التي يكون منها الحيوان من غير تلك التربة.

فلهذه العلة صار يتولد في كل بلد جنس من الحيوان مخالف للجنس الذي يتولد في البلد الآخر ، حتى صار بعض البلدان لا يتولد فيها العقرب البتة ، وبعضها لا يتولد فيها

١٩٥

البراغيث وبعضها لا تتولد فيه الذباب وبعضها لا تتولد فيه البق.

ومن هذه الجهة صار العرق المديني يتولد بالمدينة وما يليها في أكثر الأمر (١) دون سائر المواضع. والسبب في ذلك أن هواء ذلك الصقع ، مع الأغذية التي توجد فيه كثيراً فيغتذى بها الناس ، كالتمور تولد ذلك العرق في اللحم ، فيصير حيواناً كسائر الحيوان الذي يتولد في البطن والأمعاء.

والتحرز من تولده يكون بترك أكل التمور البتة ، والتوقي من استعمال الأغذية التي يسرع إليها الفساد والاستحالة ، كالألبان وما يعمل منها مثل الجبن والمصل (٢) وما شابه ذلك ، وبإدمان دخول الحمام ، واستعمال صب الماء الحار على البدن إذا كان ذلك البلد لا حمامات فيه ، وشرب السكنجبين كثيراً قبل الطعام ، وأخذ الاطريفل الأصفر في أيام معلومة ، والهليلج المربى ، والأملج المربى ، والشقاقل (٣) المربى ، والحبوب التي تنقي المعدة والأمعاء مثل الحب المعروف بالميشيار (٤) ، وحب الذهب ، وحب المقل ، وسفوف الإهليلج ، والرازيانج ، والسكر ، وما شابه ذلك. واستعمال الكبر (٥) في الطبيخ ، واتخاذ البوارد ـ أعني من قضبانه ـ من أنفع الأشياء في التحرز من هذه العلة ، وكذلك الشبت ، والرازيانج ، والطرشقوق ـ وهو الهندباء البري ـ والفوتنج النهري ، والفوتنج الجبلي ، والسذاب ، والنعنع ، وجميع البقول التي معها تفتيح لمنافذ البدن ، وإنضاج الأخلاط وتنفيذها ، وتعديلها ، لئلا تلجج في عضو من أعضاء البدن فيتعفن فيه.

فبهذا التدبير ـ وما شابهه ـ يكون التحرز من العرق المديني.

__________________

(١) في «ش» : الأمراض.

(٢) المصل : ما سال من الأقط إذا طبخ ثم عصر ، والأقط اللبن المجفف. انظر«القاموس المحيط ـ مصل ـ ٤ : ٥٠».

(٣) الشقاقل : نبت منسحب على الأرض مثل الثيل يحمل بزراً أسود بقدر الحمص مملوء من رطوبة سوداء حلوة الطعم. «الجامع ٣ : ٦٥».

(٤) الميشيار : هو طيلاقيون ، وهو نبات يشبه البربين. «الجامع ٤ : ١٧٢ و ٣ : ١٠٥».

(٥) الكبر : شجيرة شوكية ماء ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ماحولها ، ويعرف في العراق بالشفلح. انظر «الجامع ٤ : ٤٧».

١٩٦

الباب الرابع

في وصف العلاج من العرق المديني إذا تولّد في البدن.

ولأنّ العلم بما ينتفع به ـ وإن لم تدع إليه حاجة شديدة ـ حسن محمود ، رأيت أن أصف العلاج من العرق المدينّي ، وإن كان بقراط وجالينوس لم يذكراه.

وأنا أقول فيه ما قاله سورانورس ولاوبندس وهما إمامان من ائمة الاطباء ، فأمّا سورانوس فإنّه لم ير هذا العرق حيوانً وأنّه يتحرك ، بل رأى أنّه يتوهّم أنّه يتحرك وهو بالحقيقة غير متحرّك. فأمّا لاوبندس وغيره ممّن أتى بعده ، فإنّهم رأوا أنّه حيوان يتولّد في لحم العضل ، فأكثر تولّده يكون في السواعد والأعضاد والسوق والأفخاذ ، فأمّا في الصبيان فأّنه يتولّد مع ذلك أيضاً منهم في الظهر والصدر تحت الجلد.

وقد اتفق كلّهم في علاجه على أنه ينبغي أن ينطل (١) العضو الذي ظهر فيه بالماء الحار نطلاً دائماً حتى يخرج طرفه ، فإذا خرج سل سّلاً رفيقاً ، فإن لم يجب إلى الخروج شدّ في طرفه رصاصة بخيط ، وترك لتجذبه الرصاصة بثقلها فتحطه إلى أسفل فتسلّه شيئاً فشيئاً.

ويستعمل مع ذلك ـ أيضاً ـ إقعاد العليل في الماء الحار ، ويضمد الموضع بالأضمدة المحللة ، كالضماد ، المتّخذ من دقيق الشعير ، ودقيق الحنطة ، والحلبة ، والتين ، والبابونج ، وما أشبه ذلك. وتلزق عليه لزوقات محللة كاللزوق المنسوب إلى الغار والطرفاء ، وغير ذلك ممّا شابهه ، فإن انقطع العرق وتفتح موضعه ، شق عنه وعولج كما تعالج سائر الجراحات.

فقد أتيت على ما يحتاج إلى وصفه من علاج العرق المديني ، وسلكت في ذلك المسلك الذي سلكته في سائر هذا الكتاب ، فإنّي قد وصفت فيه أشياء كثيرة ، وأنا أرى أن الله ـ جلّ وعزّ ـ بمنّه وطوله وسعة رحمته ، سيغنيك (٢) بالعافيه ، فلا تحتاج إلى استعمال شيء منها ، على أنّي مع ذلك قد رجعت إلى أن مثلك لا يخرج إلى مثل هذا السفر ، بل

__________________

(١) نطل فلان نفسه نطلاً : إذا صبّ عليه منه شيئاً بعد شيء يتعالح به. «لسان العرب ـ نطل ـ ١١ : ٦٦٧».

(٢) في «ش» زيادة : كل شيء.

١٩٧

ولا إلى أقرب منه من المواضع بعد أن يقع عليه اسم سفر ، إلاّ في جمع وعدد كثير من الناس ، وحيث كان الجمع والعدد الكثير ، فإنّهم لا يخلون من بعض الأسباب التي ذكرنا ، فالأولى بمثلك معرفة هذه العلاجات ، والاستظهار بهذه الأدوية والأشربة.

والله أسأل أن يتفضّل عليك وعلينا فيك وعلى جميع من معك بالسعادة الكاملة ، التي هي سلامة النفس وصحة البدن ، إنه على ما يشاء قدير.

يقول مولانا النقيب الطاهر ، الفقيه العالم العلاّمة العامل البارع الفاضل الحبر الكامل الزاهد العابد المرابط المجاهد ، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب ، جمال العترة ، فخر الاُمة ، عماد الملة ، رضي الدين ، ركن الإسلام والمسلمين ، زين المجتهدين ، قبلة العارفين ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي ـ أعزّ الله نصره ، وأشاع في الخلائق شرفه وذكره ـ : هذا ما رأيت بالله ـ جلّ جلاله ـ إثباته في كتاب (الأمان من أخطار الأسفار والأزمان).

فإن عملت بشيء منه ممّا قد ذكرنا أنّه دافع للأكدار ، وتأخر عنك الظفر بالمسار ، فاعلم يقيناً أنّ الذنب لك في تلك الحال ، وعسى يكون فيما تعمله مجرباً وغير واثق ببلوغ الآمال ، أو أنت مصر على ذنوب قد جعلتك كالمحجوب عن علام الغيوب ، فأنت عند استعمال هذا الدواء كبناء واحد يعمر ، ووراءه دور كثيرة تخرب أضعاف ما يعمر من أسباب الشفاء ، ويحول بينه وبين الرجاء فاليقين بربّ العالمين ، وتصديق سيّد المرسلين ، والثقة بجوده ووعوده وحلمه ورحمته ، من أقوى الوسائل إلى إجابته وغايته وعنايته وعافيته ، وصلّى الله على سيّد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.

تم الكتاب بحمد الله ومنّه. علّقه الفقير إلى رحمة الله تعالى حسين بن عمار البصري وفرغ منه يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول من سنة اثنتين وثلاثين وست مائة.

* * *

١٩٨

* الفهارس العامة

١ ـ فهرس الآيات القرآنية

٢ ـ فهرس الأحاديث

٣ ـ فهرس الآثار

٤ ـ فهرس الأدعية المنشأة

٥ ـ فهرس الأعلام

٦ ـ فهرس الكتب الواردة في المتن

٧ ـ فهرس الفرق والقبائل والطوائف

٨ ـ فهرس الأماكن والبقاع

٩ ـ فهرس الأطعمة والأشربة

١٠ ـ فهرس الأمراض والأدوية

١١ ـ فهرس الحيوانات

١٢ ـ فهرس الأيام والوقائع

١٣ ـ فهرس الأبواب والفصول

١٤ ـ مصادر التحقيق

١٩٩

٢٠٠