الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٦

(في العياء والتعب).

قد يكون الرجل يمشي عشرة فراسخ أو أكثر فيناله من ذلك تعب وجمود في المفاصل ولا يمكنه النهوض ، علاجه أن يبل أظفاره بأي دهن كان ، فإنه يسكن في الوقت إن شاء الله تعالى ، ويمكنه أن يمشي مثلها بإذن الله تعالى.

وينفع منه ـ أيضاً ـ أن يقوم الرجل في الماء البارد إن كان صيفاً ، وإن كان شتاء ففي الماء الحار (١) ، وليكن إلى ركبتيه ، ولا يصب على(٢) بدنه ، فإنه يذهب العياء في الوقت ، إن شاء الله تعالى.

(في الأطراف إذا عرض لها الحكة).

وذلك في الشتاء ، إذا هو غسل بدنه بالماء البارد ، علاجه أن يأخذ ماء حاراً شديد الحرارة ، فيطرح فيه كف ملح ، ويضع أطرافه فيه ساعة ، فإنه يسكن في الوقت.

وإذ قد أتينا على ما قصدناه إليه ، فنقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نجزت والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله وسلامه.

* * *

__________________

(١) في «ط» زيادة : شديد الحرارة.

(٢) في «ط» زيادة : رأسه ولا على.

١٦١

الباب الثاني عشر

فيما جربناه واقترن بالقبول ، وفيه عدة فصول :

الفصل الأول : فيما جربناه لزوال الحمى ، فوجدناه كما رويناه.

يكتب في كاغد يوم الأحد ويوم الأربعاء ، كل طلسم منها منفرد في رقعة ، ويغسل في شراب أو ماء : الأول يوم الأحد ، والثاني يوم الاثنين ، والثالث يوم الثلاثاء ، ويشرب كل يوم منها واحد ، وإذا غسل لا يبقى في الورقة من مداده شيء ، فإن زالت الحمى في أحد هذه الثلاثة الأيام ، وإلا يكتب كذلك في ثلاث ورقات يوم الأربعاء ، ويغسل الأول يوم الأربعاء ويشرب ماؤه ، والثاني يوم الخميس ، والثالث يوم الجمعة ويشرب ماؤه ، وقد زالت الحمى بالله ـ جل جلاله ـ إن شاء جل جلاله.

وهذه صورة الثلاث طلسمات :

الفصل الثاني : في عوذة جربناها لسائر الامراض ، فتزول بقدرة الله ـ جل جلاله ـ الذي لا يخيب لديه المأمول.

إذا عرض مرض فاجعل يدك اليمنى عليه وقل : اسكن أيها الوجع ، وارتحل

____________

(١) البحار٩٥ : ٣٤ / ١٨. وقد وردت زيادة في «ش» : لحمى الربع : يكتب على جنبه الأيمن بسم رب ميكائيل ، وعلى جنبه الأيسر بسم رب جبرئيل ، وعلى الجبين بسم رب اسرافيل ، ثم يؤذن رجل طاهر متوض مستقبل القبلة ، ويقيم كإقامة الصلاة ، ويأخذ قليل ماء طاهر في إناء طاهر يتمضض منه ويرده في الاناء ، ويسقى منه قبل أن يحم يبرأ إن شاء الله تعالى.

لحمى الربع أيضاً : تكتب وأنت تكرر هذه الكلمات ، قد علمنا ماتنقص الأرض منهم سبع مرات ، وبعدها اهيا شراهيا ادونا الصباوث ال شداى ثلاث مرات.

١٦٢

الساعة من هذا العبد الضعيف ، سكنتك ورحلتك بالذي سكن له ما في (الليل والنهار) (١) وهو السميع العليم ، فإن لم يسكن في أول مرة ، فقل ذلك ثلاث مرات ، أو (٢) حتى يسكن إن شاء الله تعالى (٣).

الفصل الثالث : فيما نذكره لزوال الأسقام ، وجربناه فبلغنا به نهايات المرام.

يكتب في رقعة : يا من اسمه دواء وذكره شفاء ، يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء ، صل على محمد وآل محمد ، واجعل شفائي من هذا الداء في اسمك هذا ، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله ، يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب ، (يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين) (٤) (٥).

الفصل الرابع : فيما نذكره من الاستشفاء بالعسل والماء.

إعلم أن الله ـ جل جلاله ـ يقول : ( وجعلنا من الماء كلّ شيء حي ) (٦) وقال في العسل : ( يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للنّاس ) (٧) فإذا مزج للمريض العسل بالماء ، وكان على يقين من تصديق القرآن ، حصل بذلك الظفر بالشفاء أن شاء الله تعالى.

الفصل الخامس : فيما جربناه أيضاً ، وبلغنا به ما تمنيناه.

اللهم إن كان هذا المرض عرض من باب العدل ، وعبدك قد قصد إليه من بابك باب الفضل ، وسلطان الفضل أرجح للكامل بذاته من ديوان العدل ، فاسكن أيها

__________________

(١) في «ش» زيادة : قد.

(٢) في «ش» : السماوات والأرض.

(٣) في «ش» زيادة : أكثر.

(٤) البحار ٩٥ : ٦٧ / ٤٧.

(٥) في «ش» : يا أرحم الراحمين عشراً.

(٦) الأنبياء ٢١ : ٣٠.

(٧) النحل ١٦ : ٦٩.

١٦٣

المرض وارتحل الساعة بحكم الفضل ، (وبما الله (١)جل جلاله (٢)له أهل.

فصل : وإن أراد من يشرب عسلاً يسيراً بالماء للشفاء ، يقول : اللهم إنك شرفتني بالدلالة على معرفتك ، والهداية إلى معرفة رسولك وخاصتك ، وجعلتني من المصدقين لقرآنك ، والمشمولين بإحسانك ، وقد وجدت في القران المجيد ( وجعلنّا من الماء كلّ شيء حي ) (٣) فكان الماء من أسباب الحياة والبقاء ، وقلت ـ جل جلالك ـ في العسل والظفر منه بالشفاء : ( يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للنّاس ) (٤) وقد جمعت بين الماء الذي هو سبب الحياة ، وبين العسل الذي جعلته للعافية والنجاة ، اللهم فعجل رحمتي وإجابتي في عافيتي ، وتصديق ما وجدته في كتابك الصادق ، على لسان رسولك الصادق ، واجعلني ممن يطلب البقاء والشفاء لسعادتي بعبادتي في دنياي وآخرتي ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، واجعل ـ اللهم ـ ذلك داعياً للشاكين في ربوبيتك ، والمخالفين لرسالتك ، إلى هدايتهم وسلامتهم من ضلالتهم ، يا أكرم الأكرمين (٥).

* * *

__________________

(١) في «ش» : وبالله.

(٢) في «ش» زيادة : فهو.

(٣) الأنبياء ٢١ : ٣٠.

(٤) النحل ١٦ : ٦٩.

(٥) في «ش» زيادة : يا رب العالمين.

١٦٤

الباب الثالث عشر

فيما نذكره من كتاب صنفه قسطا بن (١) لوقا ، لأبي محمد الحسن بن مخلد في (تدبير الأبدان في السفر ، للسلامة من المرض والخطر) ننقله بلفظ مصنفه وإضافته إليه أداء للأمانة ، وتوفير الشكر عليه ، وهو ما هذا لفظه.

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب قسطا بن (٢) لوقا اليوناني ، إلى أبي محمد الحسن بن مخلد ، فيما عمله في تدبير بدنه في سفره إلى الحج.

قال : التأهب ـ أعزك الله ـ لما لايؤمن حلوله والاستعداد لكل ما يحتاج إليه ، من قبل وقت الحاجة إليه ، من الحزم وقوة التفكر وصحة التشمير ، وقد اعتزمت ـ أعزك الله ـ من هذا السفر على ما أسأل الله ـ تعالى ذكره ـ أن يعظم عليك بركته ، وأن يرزقك فيه السلامة ومحمود العاقبة ، ويجزل لك الثواب عليه ، ويحسن فيه صحابتك.

فتحتاج إلى الاستظهار بكل ما يحتاج إليه في مثله من آلة العلاج ، إذ كان مسيرك في بلد لا يحضره طبيب ، ولا يوجد فيه كل ما يحتاج إليه من الأدوية ، وبالله يمينا يعلم ـ عز وجل ـ صدقي فيها ، لولا صبية لي بعضهم أعلاء لا يمكن التعزب عنهم ، وأعلم أنك ستخرج معك من الأطباء من يفي بجميع مايحتاج إليه من مثله ، لآثرت الخروج معك على أي الأحوال كان ذلك ، والقيام بخدمتك والسعي في حوائجك ، بما يظهر به سري في طاعتك ، ولم أجد إلى ذلك سبيلاً ، رأيت أن أثبت جميع ما تحتاج إليه في كتاب ينوب عن حضوري بعض النيابة ، وإلى الله أرغب في إيناس الخاص والعام من أوليائك وأصحابك ، بأوبتك سالماً معافى ، انه جواد (٣) حكيم قادر.

في وصف التدابير التي يحتاج إلى استعمالها في الأسفار من «تدبير الأبدان» وهي أربعة معان :

المعنى الأول منها : العلم بالتدبير في وقت السير ، ووقت الراحة ، والطعام

__________________

(١) (٢) في «ش» زيادة : متي بن.

(٣) في «ش» زيادة : كريم.

١٦٥

والشراب ، والنوم والباه.

والثاني في العلم بأصناف الإعياء والأشياء التي تذهب بكل صنف منه.

والثالث العلم بالعلل التي تعرض من هبوب الرياح المختلفة وعلاجها.

والرابع العلم بالتحرز من الهوام وعلاج آفاتها إذا وقعت.

فهذه الأشياء التي يحتاج إليها إن تعلم ويعمل بها في الأسفار.

فأما سفر الحج ، فمع الحاجة فيه إلى هذه المعاني ، قد تخصه أربعة معان أخر :

الأول منها : العلم باختلاف المياه وإصلاح الفاسد منها.

والثاني : الاحتيال في عوز الماء وقلته بما يقطع العطش.

والثالث : العلم بالتحرز من الأشياء التي يتولد منها العرق المديني وهيجان البواسير.

والرابع : التحرز من الحيات والعلاج من افاتها.

وأنا واصف كل ما يحتاج إليه من العلم بهذه المعاني ، على ما قالت الأوائل في ذلك ، ومصنفه بابا بابا على ما قالت الأوائل ، لتظهر معانيه ، وليسهل (١) استخراج أي معنى التمس منها ، وعلى الله ـ تعالى ذكره ـ توكلنا في ذلك ، وبه نستعين :

الباب الأول : كيف ينبغي أن يكون التدبير في نفس السير ، وأوقات الطعام والشراب ، والنوم والباه.

الباب الثاني : ما الأعياء؟ وعما يحدث؟ وكم أنواعه؟ وبأي شي يتعالج من كل نوع منه؟

الباب الثالث : في أصناف الغمز ، ودلك أسفل القدم ، وفي أي الأحوال يحتاج إلى كل صنف من الأصناف منه؟ وفي أيها يحتاج إلى دلك القدم؟

الباب الرابع : في العلل التي تتولد من هبوب الرياح المختلفة ولغيرالهواء.

الباب الخامس : في وجع الاذن الذي يعرض كثيراً من هبوب الرياح المختلفة الشديدة الحر والبرد وعلاج ذلك.

الباب السادس : في الزكام والنوازل والسعال ، وما شابه ذلك من الأشياء التي

__________________

(١) في «ش» : ويظهر.

١٦٦

تعرض من أصناف الهواء ، وعلاج ذلك.

الباب السابع : في علل العين التي تعرض من اختلاف الهواء والغبار والرياح وغير ذلك.

الباب الثامن : في امتحان المياه المختلفة ليعلم أصلحها.

الباب التاسع : في إصلاح المياه الفاسدة.

الباب العاشر : في الاحتيال في عوز الماء وقلته بما يقطع العطش.

الباب الحادي عشر : في التحرز من كل الهوام.

الباب الثاني عشر : في علاج عام في لسع الهوام جميعاً.

الباب الثالث عشر : عما ذا يتولد العرق المديني؟ وبماذا يتحرز من تولده؟

الباب الرابع عشر : في صفة علاج العرق المديني إذا تولد في البدن.

* * *

١٦٧

الباب الأول

كيف ينبغي أن يكون التدبير في السيرنفسه ، وأوقات الطعام والشراب ، والنوم والباه.

ينبغي أن يكون السير في الأوقات التي يكون الهواء على أحمد أحواله ، أعني أن يكون قريباً من الاعتدال ، وأن يكون بريئاً من الحر المفرط والبرد المفرط.

وأن يشد الحقوين والصدر والصلب بعمائم لينة شدا معتدلا ، يمنع البدن من الاهتزاز في أوقات الحركة الدائمة.

وأن يتوقى تناول الغذاء في أوائل المسير أو في وسطه ، بل يكون التدبير في المسير والغذاء والراحة والباه على ما أصف.

ينبغي أن يكون السير إذا كان البدن مستريحاً ، والمعدة نقية من الطعام وخروج فضل الغذاء من البطن والأمعاء ، ثم يسار إلى المنزل ، ويتوخى لا يكون أكله في المسير ، فإن اتصل فطال صير ما يغتذى به في السيرسويق السلت ، وشراب الخوخ ، وشراب الاجاص ، أو شراب ورد أو جلاب وسكنجبين مجموعين ، بعد أن يكون السكر النقل في أوقات المسير والحركة ، ولوز مقشر من قشرته يؤخذ مع السكر.

فإذا نزل المنزل بودر بالراحة والنوم مدة يسيرة.

فإن احتجت إلى استعمال الباه ، كان استعمال ذلك بعد الراحة اليسيرة من تعب حركة المسير ، ثم يستعمل صب الماء الفاتر على البدن ، ومرخه بالأدهان المعتدلة القوية المقوية للأعضاء المصلبة لها ، كدهن الورد ودهن الاس والأدهان المعمولة بالأفاوية العطرية. ثم يدلك البدن بعد ذلك المروخ بنخالة قد رش عليها نضوح مبرد أو ماء ورد ، ويصب على البدن بعقب ذلك ماء فاتر إلى البرد ما هو ، ليصلب البدن ويسدد ما قد تخلخل منه بحركة السير ، ثم يغتذى بعد ذلك بالغذاء المولد أخلاطا معتدلة سليمة من الاستحالة ، مثل لحوم الحملان الحولية إذا كانت صبغتها (١) سليمة من الفلفل

__________________

(١) في «ش» : صنعتها.

١٦٨

والكرويا والخولنجان (١) والدار صيني وسائر الأبازير الحارة ، وإن وجد البيض النيمبرشت كان من أحمد ما يتغذى به.

وبعد الاغتذاء يستعمل النوم والراحة إلى وقت الحركة للمسير الثاني. وإذا تدبر بهذا التدبير ، سلم من أن يجد في بدنه الأخلاط أو يعرض له إعياء أو غيره من الافات التي يجلبها المسير ، إن شاء الله تعالى.

* * *

__________________

(١) الخولنجان : عروق نبات متشعبة ذات عقد لونها بين السواد والحمرة شبيهة بالسعد. «الجامع ٧٩ : ٢».

١٦٩

الباب الثاني

ما (١) الاعياء؟ وعما ذا يحدث؟ وكم أنواعه؟ وبأي شيء يعالج كل نوع منه؟

ومن أجل أنه لا يؤمن أن يتولد عن الحركة المفرطة إعياء ما ، يجب أن نصف الاعياء وأنواعه ، وبأي شيء ينبغي أن يحتال في إصلاحه والسلامة منه.

فنقول : إن الاعياء هو حال يحدث للبدن حس الم يتولد عن حركة مفرطة ، وذلك أن حركات البدن جميعاً إنما تكن بالعضل والعصب ، الذي منشؤه وأصله النخاع ، فإذا تحرك البدن حركة مفرطة ، نال العضل المحرك له أذى بالاحتكاك والتصادم فيه ، الذي يكون بالحركة السريعة ، فالحال الحادثة عن ذلك تسمى إعياء ، وأنواع الإعياء التي ذكرها جالينوس أربعة :

فالأول منها يسمى : المثقل.

والثاني : المدد.

والثالث : المسخن.

والرابع : المؤلم.

فالأبدان الممتلئة أخلاطاً لزجة غليظة مائلة إلى البرد والرطوبة ، إذا تعبت بالحركة اذابت الحركة تلك الأخلاط وأنضجتها ، فصارت دماً رقيقاً لطيفاً تمتلى به أوعية البدن ويزيد في دم البدن زيادة بينة ، فإن كانت قوة البدن ضعيفة ، كانت تلك الزيادة كلا عليه ، فأحس من ذلك بثقل أكثر ما يمكنه أن يحتمله ، فكان من ذلك الإعياء المثقل.

وإن كانت قوة البدن قوية وتفي بحمل الأخلاط التي حللتها الحركة ، كان من ذلك الإعياء الممدد ، فيحس الإنسان كأن عروقه وأعضاءه تمدد للتمدد الذي تناله بالزيادة التي زادت فيها بالأخلاط التي أذابتها الحركة وحللتها.

فأما الذي يكون مع إسخان وحرارة فالإعياء الذي يكون مع ألم يحس في

__________________

(١) في «ش» : في.

١٧٠

الأعضاء ، فإنهما يكونان في الأبدان التي أخلاطها لطيفة رقيقة ، فإذا تحركت هذه الأبدان حركة كثيرة ، حميت الأخلاط التي فيها وسخنت بالحركة ، إذ كانت في طبيعتها مائلة إلى الحركة ، فكان منها الإعياء الذي يكون من حرارة مع إسخان.

فإن كانت الأخلاط في طبيعتها حارة ، ازدادت سخونة من قبل الحركة ، فكان من ذلك الاعياء المؤلم ، وذلك أن الأخلاط تصير في هذه الحال بمنزلة الشيء الذي قد غلا واحتد يلذع ويؤلم.

فهذه أسباب الاعياء الأربعة التي ذكرها جالينوس.

فأما علاجها : فإن النوع الأول والثاني منها ، يصلحان بالتغميز الرقيق ، والمروخات بالأدهان المعتدلة الحارة كدهن الخيري (١) ودهن السوس ودهن الآس ، والأدهان المتخذة بالزيت الذي قد طبخت فيه أفاويه طيبة الرائحة ملطفة محللة ، مثل الزيت الذي قد طبخ فيه القسط (٢) والأسطرك (٣) والميعة (٤) أو أظفار الطيب (٥) أو ذريرة القصب (٦) ، وما شابه ذلك من الأشياء العطرية التي ليست حرارتها مفرطة ، ويكون استعمال الغمز بأن يملأ الغامز كفه من لحم البدن ، ويشد عليه كفه شدا متساوياً ، لا يكون شده على مايقع منه تحت إبهامه وأطراف أصابعه أكثر من شده على سائر ما في كفه من اللحم ، بل يكون كأنه يضغط شيئا قد ملأ كفه.

وكذلك أوقات الدهن ، يجب أن يكون مسحه للبدن بالراحة كلها والأصابع مسحاً واحداً ، ولا ينال البدن وأطراف الأصابع أشد من المسح الذي يناله من الكف

__________________

(١) الخيري : نبات له ورد أبيض وبعضه أصفر ، والأصفر نافع في الطب. «الجامع ٢ : ٧٩».

(٢) القسط : عود هندي وعربي مدر نافع للكبد ... والزكام والنزلات بخوراً ... «القاموس المحيط ـ قسط ـ ٢ : ٣٧٩».

(٣) أسطرك : نوع من الميعة ، وهو صمغ شجرة ، أجوده ما كان أشقر. «الجامع ٤ : ١٧١».

(٤) الميعة : شجرة كبيرة خشبها يشبه خشب التفاح ، القشرهو الميعة اليابسة ومنه تستخرج الميعة السائلة ... «الجامع ٤ : ١٧١».

(٥) أظفار الطيب : شيء من الطيب أسود شبيه بالظفر ، وهو أنواع تختلف بحسب البلاد : الهندي واليمني والبحراني ... «الجامع ١ : ٣٩».

(٦) ذريرة القصب : سماه ابن البيطار قصب الذريرة ، وذكر أنه نبات هندي ، أجوده ما كان لونه ياقوتياً متقارب العقد ، إذا هشم ينهشم إلى شظايا كثيرة فى أنبوبية ، ثم ذكر منافعه. «الجامع ٤ : ٢٢».

١٧١

وسط الراحة.

وأيضاً فإن دخول الحمام والاستنقاع في الماء المتعدل الحرارة الذي حرارته إلى الفتور ما هي ، تذهب بهذا الجنس من الاعياء.

فأما الإعياء الذي يسخن فيه البدن ، والإعياء الذي يكون منه في البدن شيء من جنس الألم ، فإن حاجته إلى الغمز يسيرة ، بل إن لم يستعمل فيه الغمز البتة كان ذلك أصلح. والذي ينبغي أن يقصد في تدبيره تمريخه بدهن ورد مع ماء فاتر ، قد خلط جميعاً وضرب ضرباً شديداً حتى يصير في صورة الزبد ، وذلك يكون إذا أخذ من الماء الفاتر جزء ومن الدهن جزءان ـ أو ثلاثة ـ ثم ضرباً في قارورة ضيقة الفم حتى يختلط ويمتزج بهما ، وكذلك يفعل بدهن الخيري ودهن البنفسج ودهن النيلوفر ، ويمسح البدن بهذه الأدهان مسحاً رقيقاً ، ويستعمل القعود في الماء الفاتر الذي فتوره بمقدار فتور اللبن الحليب في وقت حلبه.

والذي ينبغي أن يستعمل في أنواع الإعياء كلها من الأغذية ، الغذاء المعتدل في جوهره وكميته وكيفيته ، وأن يحتمى من جميع الأشياء الظاهرة الحرارة التي تولد أخلاطا رديئة حارة ، ويبادر بعقب الإعياء. وأن يتوقى الحركة بعد الطعام ، وفي الأوقات التي يظن فيها أن في المعدة طعاماً ، وأن يتوقى شرب الماء البارد بعقب التعب الكثير.

* * *

١٧٢

الباب الثالث

في أصناف الغمز ودلك القدم ، وفي أي الأحوال يحتاج إلى كل صنف من أصناف الغمز؟ وفي أيها يحتاج إلى دلك القدم؟

الغمز ثلاثة أصناف : فمنه صنف يكون بدلك شديد مفرط الحرارة والشدة ، يصير به البدن إلى حال حمرة وسخونة وانتفاخ ، ولا يثبت فيه أصابع الغامز على موضع واحد من البدن ، بل يجعل على البدن صعداً وسفلاً ، وهذا الصنف من الغمز اسم الدلك به اليق من اسم التغميز.

ومنه صنف يكون بضغط شديد وكبس على الأعضاء ، يلزم فيه الكف والأصابع موضعاً واحداً من البدن ، على خلاف الصنف الأول.

ومنه ما يكون ذلك فيه برفق ولين ، لا شدة معه ، ولا إتعاب للغامز.

فالغمز الذي يكون بالدلك الشديد ، يحتاج إليه إذا كانت قد اجتمعت في البدن بخارات كثيرة متكاثفة ، قد تخثرت في البدن وبقيت فيه ، وحدوث هذه البخارات يكون إما عن راحة كثيرة وبطالة وغذاء كثير ، وإما عن تعفن وحرارة غريبة خارجة عن الطبيعة ، وذلك إنما يتهيأ عند تكاثف الجلد وتلبده.

ففي هذه الأحوال جميعاً ، ينبغي أن يستعمل هذا النوع من الغمز ، أعني الذي يكون بدلك شديد ، ومسح بقوة صالحة ، بعد أن يكون ذلك في الأعضاء التي تغمز متساوياً ، ولا تكون أطراف الأصابع والإبهام تعمل في ذلك أكثر مما تعمله الراحة وسائر الكف ، فإن استعمال هذا الصنف من التغميز ، يخرج تلك البخارات المحتقنة ويحللها عن البدن ، فيحدث من ذلك للبدن راحة بينة.

وهذه الحال من الغمز ، ينبغي أن تتوقى وتجتنب فيمن قد تعب تعباً شديداً ، أو أستعمل رياضة مفرطة ، وذلك أن من كانت هذه حاله ، يكون قد انحل عن بدنه بالتعب والحركة وسخف (١) وتحلل منه ما لا يحتاج معه إلى زيادة تحليل أو تخلخل ، بل هو

__________________

(١) سخف : رق. «مجمع البحرين ـ سخف ـ ٥ : ٦٩» ، وفي «ش» : وتسخن.

١٧٣

إلى تشديد بدنه وتصليبه أحوج.

وأما الغمز الذي يشد به الغامز يده على الأعضاء من غير ذلك ، فذلك يكون بشد اليد على الأعضاء شداً شديداً ممتداً ، لا بالدلك الشديد ، فذلك يحتاج إليه في وقت الإعياء المتولد عن التعب. وذلك أن هذا الغمز يشد البدن ، ويجمع بعضه إلى بعض حتى يذهب عنه التخلخل والتسخف (١) الذي اكتسبه من التعب.

فأما الغمز الذي يكون برفق ولين ، فيحتاج إليه في التدبير الذي يسمى الإنعاش ، أعني به تدبير الناقه (٢) من مرض حاد ، وفي أبدان المشايخ والصبيان ، وفي أبدان المحمرين ، لأن أبدان هؤلاء جميعاً ، قد يحتاج فيها إلى جذب الغذاء من داخل الأعضاء إلى ظاهر البدن.

وأما دلك القدم ، فإن منفعته في جذب شيء إن كان تخثر في المعدة أو في الأمعاء ، ولذلك ينبغي أن يستعمل عند امتلاء المعدة من الطعام ، وعند أخذ الدواء الذي لا يؤمن أن يتقيأه شاربه ، وأن يجتنب في الأوقات التي يحتاج فيها إلى أن يثبت الدواء في المعدة والأمعاء ، لئلا ينحدر (٣) عنها فيبطل فعله.

وأما الشد على القدم ، واستعمال أحوال التغميز فيها لا الدلك الشديد ، فينتفع به منفعة بينة ، فيمن قد مشى مشياً كثيراً ، أو وقف وقوفاً كثيراً. وذلك أنه يفعل في القدم كفعل الغمز في سائر البدن ، لأنه يجمع ويشد ويصلب (٤) العضل ، ويفشي الفضل البخاري الحار ، الذي قد انصب إليها مع الدم في المشي أو بالوقوف الذي هو أكثر مما يمكنها أن تحتمله.

ولذلك ينبغي أن يجتنب الدلك الشديد في جميع الأعضاء بعقب التعب ، وأن يستعمل فيه الغمز بالشد عليه وجمع الكف على الموضع الذي يحتوي عليه منه ، وكذلك في القدم.

__________________

(١) في «ش» : والتسخين.

(٢) نقه فهو ناقه : إذا شفي من مرضه. «الصحاح ـ نقه ـ ٦ : ٢٢٥٣».

(٣) في «ش» : ينجذب.

(٤) في «ش» زيادة البدن و.

١٧٤

فهذا مايحتاج إليه من العلم بأمرالغمز ، وما ينبغي أن يستعمل منه في الأسفار.

* * *

١٧٥

الباب الرابع

في العلل التي تتولد من هبوب الرياح المختلفة ، المفرطة البرد أو الحر أو الغبار الكثير ، وكيف ينبغي أن يحتال لإصلاحها.

الرياح المفرطة في الحر والبرد ، قد تكون في أوقات تجني على البدن جنايات عظيمة :

فمنها ما هو يولد وجع الاذن ، وذلك يقع كثيراً.

ومنها ما يولد زكاماً ونوازل وسعالا.

ومنها ما يولد أوجاعاً في العين ، ولا سيما إذا كان مع الريح الشديد غبار وكان في العين علة ما متقدمة.

والذي يتحرز به من هذه الآفات جميعاً ، أن يشد الرأس بعمامة شداً يشتمل على الاذنين والأنف والفم ، ولا يترك في شده خلل يدخل بينه وبين الدثار ريح البتة.

وأن تشد الاذن إن كان فيها علة وكانت في جوهرها ضعيفة بقطنة قد بلت ببعض الأدهان ، فإن كانت الريح حارة كان الدهن دهن ورد أو دهن بنفسج وما أشبههما ، وإن كانت باردة كان الدهن دهن سوسن أو ياسمين أو ناردين (١) أو ما أشبه ذلك.

وأما الزكام والنزل ، فينبغي في أوقات هذه الرياح ـ أن كانت باردة ـ أن يستنشق رائحة الشونيز(٢) المقلو والمكون والأفاوية اليابسة الحارة مثل القرنفل والبسباسة (٣) والزعفران والورس والعود (٤) وما أشبه ذلك. وإن كانت الرياح حارة ، استعمل الأشياء الباردة مثل الكافور والصندل والورد وما أشبه ذلك.

__________________

(١) الناردين : هو السنبل الهندي ، وهو عقار طبي. «الجامع ٤ : ١٧٥».

(٢) الشونيز : نبات دقيق العيدان طوله نحو شبرين أو أكثر ، بزره أسود طيب الرائحة يخلط بالعجين والخبز ... له قوة لطيفة ولهذا صار يشفي الزكام. «الجامع ٣ : ٧٢».

(٣) البسباسة : قشر شجرة لونه يميل إلى الشقرة ، وهو غليظ قابض جداً. «الجامع ١ : ٩٣».

(٤) العود : خشب هندي طيب الرائحة يتبخر به. «الجامع ٣ : ١٤٣».

١٧٦

فهذا مما يستظهر به في دفع آفات هذه العوارض الا تقع. فأما ما يتعالج به منها إذا وقعت ، فسنخبر به فيما بعد إن شاء الله تعالى.

* * *

١٧٧

الباب الخامس

في وجع الاذن الذي يعرض كثيراً من هبوب الرياح المختلفة ، وكيف ينبغي أن يحتال لاصلاحها؟

قد يعرض كثيراً من هبوب الرياح الحارة أو الباردة وجع الاذن ، وقد يكون ذلك ـ أيضاً ـ في الأسفار من غير هبوب رياح ، عند الحركة المفرطة ، وحدة الأخلاط وحرارتها وحماها.

فإن عرض وجع الاذن من برودة ، كان دليله أن الوجع يكون في داخل الاذن في عمقها ، ولا يكون معه ثفل (١) ولا تمدد ولا حمرة في ظاهر الاذن ، ويكون سائر البدن سليماً من الحرارة ، ولا يكون ما تقدم من تدبيره يوجب حرارة ، بل يكون كل تدبير تقدم له من المطعم والمشرب والهواء المحيط يوجب برودة ، وأن يكون الهواء بارداً والرياح الهابة شمالية.

فأما إن كان التدبير المقدم في المطعم والمشرب تدبيراً حاراً ، وكان الهواء حاراً وهبت الرياح جنوبية ، وكان الوجع نفسه مع تمدد ومع حمرة في اللون وثقل في الرأس ، فإن ذلك دليل على أن الوجع من حرارة.

فإن كان الوجع مع تمدد ، وكان معه طنين ، ولم يكن معه ثفل ، فإنه دليل على أن الوجع من ريح مستكنة في الاذن ليس لها مسلك تخرج منه.

علاج وجع الاذن من برد.

أذا صح عندنا ـ بالدلائل التي وصفنا ـ أن وجع الاذن من برد ، فينبغي أن نعالجه بأن نقطر في الاذن زيتا قد طبخ فيه سذاب (٢) ، أو دهن الناردين ، أو دهن الغار (٣) مفتراً ، أو دهن قد طبخ فيه أقحوان ، أو زيت قد أذيب فيه فربيون (٤) يسير ، أو

__________________

(١) الثفل : صمغ الأذن ووسخها.

(٢) السذاب : نبات طبي بري وبستاني ، له حب حاد لاذع الطعم يحلل الأخلاط الغليظة اللزجة. «الجامع ٣ : ٥».

(٣) الغار : شجر ضخم ورقه طيب الريح يستعمل في الطيب. «الجامع ٣ : ١٤٥».

(٤) فربيون : شجرة تشبه القثاء ، مملوءة صمغاً مفرط الحدة ، من العقاقير. «الجامع ٣ : ١٥٨».

١٧٨

زيت قد اغلي فيه شيء يسير من جند بادستر (١) ودهن البلسان (٢) ، ويطبخ أيضاً بابونج (٣) وإكليل الملك (٤) وبنفسج يابس وحرمل وورق الغار في ماء حتى يغلي الماء غلياناً جيداً ، وتكمد الاذن به.

علاج وجع الاذن الذي يكون من حرارة.

فأما إن كان وجع الاذن من حرارة ، وذلك يعلم بالدلائل التي ذكرنا فيما تقدم ، فينبغي أن يقطر في الاذن بياض البيض مفتراً مع دهن ورد ، أو مع ماء الكاكنج (٥) ، أو مع ماء الكزبرة الرطبة ، أو زيت قد طبخ فيه خراطين (٦) وأصداف البحر مع الحيوان الذي في داخلها. فإن هذا الزيت يعمل في وجع الاذن بالطبع عملاً عجيباً.

وذلك بأن يؤخذ من هذه الأصداف التي لم تنفتح ولم يخرج ما فيها ثلاثة ، فتطبخ بزيت مغسول ، ويقطر من ذلك الزيت في الاذن. ودهن اللوز الحلو إذا قطر في الاذن نفع منفعة بينة ، وكذلك الزيت الذي قد طبخ فيه الخنثى(٧) وهو أصل شجرة الأسريش (٨).

__________________

(١) جند بادستر : حيوان يعيش في الماء وخارجه ، خصاه هو الجند بادستر العقار المعروف عندهم. «الجامع ١ : ١٧١».

(٢) البلسان : شجر ودهن البلسان يتخذ منه بأن تشرط الشجرة فما سال منه ـ وهو يسير ـ يجمع ويستعمل في الطب. «الجامع ١ : ١٠٧».

(٣) البابونج : حشيشة عطره ، وهو الأقحوان ، وردته صفراء تحيط بها وريقات بيض. «الجامع ١ : ٧٣».

(٤) إكليل الملك : حشيشة ذات ورق مدور ، وأغصان دقاق تحمل زهراً أصفر ، هو المستعمل منها في الطب. «الجامع ١ : ٥٠».

(٥) الكاكنج : هو عنب الثعلب ، إذا دق دقاً ناعماً وخلط بالملح ، وتضمد به الأورام العارضة في اصول الاذان نفعها. «الجامع ٣ : ١٣٥».

(٦) الخراطين : ديدان تخرج عند حرث الأرض ، «الجامع ٢ : ٥٧».

(٧) الخنثى : شجر له زهرأبيض. «الجامع ٢ : ٧٨».

(٨) سماه ابن البيطار الأسراش ، ونفى أن يكون هو اصول شجر الخنثى ، وذكر أنه نبات غيره. «الجامع ١ : ٣٨».

١٧٩

علاج وجع الاذن الذي يكون من ريح استكنت في موضع السمع ، أو من خلط آخر لزج قد لحج موضع السمع.

فإن كان وجع الاذن من ريح مستكنة في موضع السمع ، ودلت على ذلك الدلائل التي وصفناها فيما تقدم ، فينبغي أن يعالج بالعلاج الذي وصفناه في وجع الاذن الذي يكون من برد. ويقطر فيها من تلك الأدهان التي وصفناها في ذلك الباب ، واستعمال بخار ذلك الماء.

ويستعمل فيها ـ أيضاً ـ قطور متخذ من خل وعسل وبورق (١) ، أو من عسل ونبيذ مطبوخ ونطرون (٢).

ويقطر في ألاذن ـ أيضاً ـ شيئاً يسيراً من مرارة الجمل مع دهن ورد ، ونبيذ مطبوخ ودهن لوز ، وماء الكراث أو البصل إذا فتر وخلط معه شيء يسير من عسل أو دهن ، أذهب وجع الاذن الذي يكون من ريح وخلط لزج.

والصعتر الجبلي إذا سحق وخلط مع عسل ولبن امرأة وقطر في الاذن أذهب وجع الاذن الذي يتولد من الريح الغليظة والأخلاط اللزجة.

صفة دواء جامع ينفع من جميع أوجاع الاذن وثقل السمع.

يؤخذ من اللوز المقشر من قشرته عشرين لوزة ، ومن البورق وزن أربعة دراهم ، ومن الأفيون وزن أربعة دراهم ، ومن الكندر وزن أربعة دراهم ، ومن الباذا ورد (٣) وزن أربعة دراهم ، ومن المر وزن أربعة دراهم ، يداف ذلك أجمع بخل ، ويتخذ منه أقراص صغار ، يكون كل قرص وزن دانق ونصف ، وعند وقت الحاجة ـ إن كان وجع الاذن شديدا ـ يداف القرص بدهن ورد ، ويقطر في الاذن. وإن كان يسيل من الاذن قيح ، ديف القرص بسكنجبين أو ببعض الأنبذة. وإن كان السمع ثقيلاً ديف القرص بخل خمر.

__________________

(١) البورق : عقار معدني له صنوف كثيرة وألوان عدة. «الجامع ١ : ١٢٥».

(٢) النطرون : من جنس البورق غير أنه يفعل غير فعله. «الجامع ١ : ١٢٥».

(٣) الباذاورد : ينبت في الجبال أو الغياض ، وأصله أقوى نفعاً من ورقه. «الجامع ١ : ٧٥».

١٨٠