بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار « المدخل »

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار « المدخل »

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٦٤
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

١٢ ـ كشف الحقِّ ونهج الصدق .

١٣ ـ كشف اليقين في الإمامة ، وقد يعبّر عنه باليقين .

١٤ ـ الألفين .

١٥ ـ منهاج الكرامة .

١٦ ـ شرح التجريد .

١٧ ـ أنوار الملكوت في شرح الياقوت .

١٨ ـ نهاية الكلام .

١٩ ـ نهاية الاُصول .

٢٠ ـ نهاية الفقهاء .

٢١ ـ قواعد الأحكام .

٢٢ ـ إيضاح مخالفة أهل السنّة للكتاب والسنّة .

٢٣ ـ تذكرة الفقهاء .

٢٤ ـ الرسالة السعديّة .

٢٥ ـ خلاصة الرجال .

٢٦ ـ إيضاح الاشتباه .

٢٧ ـ تبصرة الأحكام .

٢٨ ـ التناسب بين الفرق الأشعريّة والفرق السوفسطائيّة .

٢٩ ـ نظم البراهين في اُصول الدِّين .

٣٠ ـ معارج الفهم في شرح النظم في الكلام .

٣١ ـ الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة .

٣٢ ـ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد في الكلام .

٣٣ ـ القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعيّ والإلهيّ .

٣٤ ـ الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة .

٣٥ ـ الدرُّ المكنون في علم القانون في المنطق .

٢٤١
 &

٣٦ ـ المباحث السنيّة والمعارضات النصيريّة .

٣٧ ـ المقاومات ، قال : باحثنا فيها الحكماء السابقين وهو يتمّ مع تمام عمرنا .

٣٨ ـ حلّ المشكلات من كتاب التلويحات .

٣٩ ـ إيضاح التلبيس من كلام الرئيس ، قال : باحثنا فيه الشيخ ابن سينا .

٤٠ ـ الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد في المنطق .

٤١ ـ الشفاء في الحكمة .

٤٢ ـ مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطق والطبيعيّ والإلهيّ .

٤٣ ـ المحاكمات بين شرّاح الإشارات .

٤٤ ـ منهاج الهداية ومعراج الدراية في علم الكلام ،

٤٥ ـ استقصاء النظر في القضاء والقدر .

٤٦ ـ نهج الوصول إلى علم الاُصول .

٤٧ ـ مختصر شرح نهج البلاغة .

٤٨ ـ الأدعية الفاخرة .

٤٩ ـ المنهاج في مناسك الحاجّ .

٥٠ ـ نهج العرفان في علم الميزان .

وغير ذلك ممّا يطول ذكره .

* ( نصرته للمذهب في يومه المشهور ) *

له ـ قدِّس سرُّه ـ في تشييد المذهب والذبّ عنه يوم مشهور وهو الذي ناظر فيه علماء السنّة فأفحمهم وأثبت حقيّة المذهب فرغب فيه السلطان واُمراؤه .

وكان ذلك في سلطنة السلطان محمّد الجايتوخان الملقّب بشاه خدابنده في سنة ٧٠٨ وكان السلطان مائلاً إلى الحنفيّة ثمَّ رجع إلى الشافعيّة بعد ما وقع بحضرته مناظرة بين قاضي نظام الدين عبد الملك الشافعيّ وعلماء الحنفيّة فأفحمهم القاضي ، ثمّ تحيّر هو واُمراؤه فبقوا متذبذبين في مدّة ثلاثة أشهر في تركهم دين الإسلام ، و ندموا على تركهم دين الآباء بعد ما ورد عليه ابن صدر جهان الحنفيّ من بخارا فوقعت

٢٤٢
 &

بينه وبين القاضي مناظرة في جواز نكاح البنت المخلوقة من ماء الزنا ، حتّى قدم على السلطان السيّد تاج الدين الآويّ الإماميّ مع جماعة من الشيعة وناظروا مع القاضي نظام الدين بمحضر السلطان في مباحث كثيرة فعزم السلطان الرواح إلى بغداد وزيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام فلمّا ورد رأى بعض ما قوّى به دين الشيعة فعرض السلطان الواقعة على الأمراء فحرصه عليه من كان منهم في مذهب الشيعة فصدر الأمر بإحضار أئمّة الشيعة فطلبوا جمال الدين العلّامة وولده فخر المحقّقين وكان مع العلّامة من تأليفاته كتاب نهج الحقّ وكشف الصدق ، وكتاب منهاج الكرامة فأهداهما إلى السلطان وصار مورداً للألطاف فأمر السلطان قاضي القضاة نظام الدين وهو أفضل علماء زمانهم أن يناظر مع آية الله العلامة وهيّأ مجلساً عظيماً مشحوناً بالعلماء والفضلاء فأثبت العلّامة بالبراهين القاطعة والدلائل الساطعة خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بلا فصل ، وأبطل خلافة الثلاثة بحيث لم يبق للقاضي مجال للمدافعة والإنكار ، بل شرع في مدح العلّامة واستحسن أدلّته ، قال : غير أنّه لمّا سلك السلف سبلاً ، فاللازم على الخلف أن يسلكوا سبيلهم لإلجام العوام ، ودفع تفرُّق كلمة الإسلام ، يستر زلّاتهم ويسكت في الظاهر من الطعن عليهم ، فدخل السلطان وأكثر امراؤه في ذلك المجلس في مذهب الإماميّة ، وأمر السلطان في تمام ممالكه بتغيير الخطبة وإسقاط أسامي الثلاثة عنها ، وبذكر أسامي أمير المؤمنين وسائر الأئمّة عليهم‌السلام على المنابر ، وبذكر حيّ على خير العمل في الأذان ، وبتغيير السكّة ونقش الأسامي المباركة عليها ، ولمّا انقضى مجلس المناظرة خطب العلّامة خطبة بليغة شافية ، وحمد الله تعالى وأثنى عليه ، وصلّى على النبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين ، فقال السيّد ركن الدين الموصليّ ـ وكان ينتظر عثرة منه ولم يعثر عليها ـ : ما الدليل على جواز الصلاة على غير الأنبياء ؟ فقرأ العلّامة : « الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ » فقال الموصليّ : ما الذي أصاب عليّاً و أولاده من المصيبة حتّى استوجبوا الصلاة عليهم ؟ فعدّ الشيخ بعض مصائبهم ، ثمَّ قال : أيّ مصيبة أعظم عليهم من أن يكون مثلك تدّعي أنّك من أولادهم ثمَّ تسلك سبيل مخالفيهم

٢٤٣
 &

وتفضل بعض المنافقين عليهم وتزعم الكمال في شرذمة من الجهّال . فاستحسنه الحاضرون وضحكوا على السيّد المطعون فأنشد بعض من حضر :

إذ العلويّ تابع ناصبيّاً

*

لمذهبه فما هو من أبيه

وكان الكلب خيراً منه طبعاً

*

لأنَّ الكلب طبع أبيه فيه

وجعل السلطان بعد ذلك السيّد تاج الدين محمّد الآويّ المتقدّم ذكره وهو من أقارب السيّد الجليل رضي الدين محمّد بن محمّد الآويّ نقيب الممالك . (١)

* ( مشايخه ) *

يروي عن جماعة من حفّاظ الشريعة منهم :

١ ـ الشيخ الجليل مفيد الدين محمّد بن عليّ بن محمّد بن جهم الأسديّ .

٢ ـ الحكيم المتألّه كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة .

٣ ـ العالم الفاضل الحسن ابن الشيخ كمال الدين عليّ بن سليمان البحرانيّ .

٤ ـ الشيخ نجيب الدين أبو أحمد أو أبو ذكريّا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلّي الهذليّ . ابن عمّ المحقّق الحلّيّ ، صاحب كتاب جامع الشرائع ونزهة الناظر المتولّد سنة ٦٠١ والمتوفّى سنة ٦٩٠ (٢) .

٥ ـ والده الأجلّ الأكمل سديد الدين يوسف بن زين الدين عليّ بن المطهّر الحلّيّ الفقيه المتكلّم الاُصوليّ . (٣)

٦ ـ سلطان المحقّقين الخواجه نصير الدين محمّد بن محمد بن الحسن الطوسي المتولّد سنة ٥٩٧ المتوفّى سنة ٦٧٢ ، قرأ عليه الكلام والهيئة والعقليّات ، وقرأ عليه الطوسي الفقه (٤) .

________________________

(١) راجع المستدرك ج ٣ ص ٤٦٠ وروضات الجنات ص ١٧٥ ، ونقله القاضي نور الله في مجالس المؤمنين عن تاريخ الحافظ الابرو .

(١) راجع المستدرك ج ٣ ص ٤٦١ .

(٢) المصدر ص ٤٦٢ .

(٣) المصدر ص ٤٦٣ .

(٤) المصدر ص ٤٦٤ .

٢٤٤
 &

٧ ـ جمال الدين أبو الفضائل والمناقب السيّد أحمد بن موسى بن جعفر بن طاووس المتقدّم ذكره . (١)

٨ ـ السيد الأجل الأسعد رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس المتقدّم ذكره . (٢)

٩ ـ خاله الأكرم وأستاذه الأعظم رئيس العلماء ، المحقّق على الإطلاق ، الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذليّ الحلّيّ صاحب الشرائع والنافع والنكت ، المتوفّى سنة ٦٧٦ . وفيه نظر . (٣)

١٠ ـ نجم الملّة والدين جعفر بن نجيب الدين محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله ابن نما الحلّيّ الربعيّ صاحب مثير الأحزان وكتاب أخذ الثار المتوفّي في سنة ٦٤٥ .

١١ ـ بهاء الدين علي بن عيسى الاربلي صاحب كشف الغمّة .

١٢ ـ السيّد عبد الكريم بن طاووس صاحب فرحة الغريّ . (٤)

كان ـ قدّس سرّه ـ قرأ على جماعة من علماء السنة منهم : نجم الدين الكاتبيّ القزوينيّ والشيخ برهان الدين النسفيّ والشيخ جمال الدين حسين بن أبان (٥) النحوى ، وعزّ الدين الفاروقي الواسطيّ ، وتقيّ الدين عبد الله بن جعفر بن عليّ الصبّاغ الحنفيّ ، وشمس الدين محمّد بن محمّد بن أحمد الكيشيّ (٦) ويرويّ عن رضيّ الدين الحسن بن عليّ الصنعاني الحنفيّ . (٧)

________________________

(١) المصدر ص ٤٦٦ .

(٢) ، (٣) المصدر ص ٤٧٣ .

(٤) الروضات ص ١٤٦ و ١٧٥ ، أخذ الاخير صاحب الروضات عن الرياض حيث قال : وقد نسب الامير منشي في رسالة تاريخ قم بالفارسية إلى العلامة كتاب رسالة الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية ، وحكى عنه فيها أنه يروى بعض الاخبار عن السيد عبد الكريم بن طاووس وأظن أن تلك الرسالة لغيره .

(٥) في بعض النسخ [ أياز ] .

(٦) الروضات ص ١٧٥

(٧) الاجازات ص ١١٤ .

٢٤٥
 &

* ( تلامذته والراوون عنه ) *

يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار منهم :

١ ـ ولده الصالح ، أجلّ المشائخ وأعظم الأساتيد ، المحقّق النقّاد ، الفقيه فخر المحقّقين أبو طالب محمّد ، المتولّد في ليلة الاثنين ولعشرين من جمادي الاُولى سنة ٦٢٨ والمتوفّى ليلة الجمعة الخامس والعشرين من جمادي الآخرة سنة٧٧١ . (١)

٢ ـ مجد الدين أبوالفوارس محمّد الحسينيّ . (٢)

٣ ـ ابنا اُخته السيّد الجليل المرتضى عميد الدين عبد المطلب والسيّد ضياء الدين عبد الله ابنا مجد الدين أبي الفوارس محمّد المتقدّم ذكره . (٣)

٤ ـ رضي الدين أبو الحسن عليّ بن جمال الدين أحمد بن يحيى المزيديّ المتوفّى سنة ٧٥٧ . (٤)

٥ ـ الشيخ الفقيه زين الملّة والدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن طراد المطارآباديّ المتوفّى سنة ٧٦٢ . (٥)

٦ ـ السيد علاء الدين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنيّ الحلّيّ ، وهو الذي كتب العلّامة له ولولده ولأخيه الآتيين الإجازة المعروفة بالإجازة الكبيرة لابناء زهرة . (٦)

٧ ـ السيّد بدر الدين محمّد أخو علاء الدين المذكور .

٨ ـ السيّد شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن علاء الدين المذكور . (٧)

٩ ـ السيّد الجليل أحمد بن أبي إبراهيم محمّد بن الحسن بن زهرة الحسنيّ الحلبيّ . (٨)

١٠ ـ السيّد العالم الكبير مهنّا بن سنان بن عبد الوهّاب الحسينيّ . (٩)

________________________

(١) المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ .

(٢) المصدر ص ٤٤١ و ٤٥٩ .

(٣) المصدر ص ٤٥٩ .

(٤) المصدر ص ٤٤٢ .

(٥) المصدر ص ٤٤٣ .

(٦) المصدر ص ٤٤٣ والروضات ص ٢٠١ .

(٧) المستدرك ج ٣ ص ٤٤٣ ، الروضات ص ٢٠١ .

(٨) المستدرك ج ٣ ص ٤٤٥ ، تنقيح المقال ج ٣ ص ٤٣ في باب الكنى ، راجعه ففيه اشتباه .

(٩) المستدرك ج ٣ ص ٤٤٥ .

٢٤٦
 &

١١ ـ الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمّد بن محمّد الرازيّ البويهيّ الحكيم المتألّه صاحب شرح الشمسيّة والمطالع . (١)

١٢ ـ السيّد النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن الحسين بن معيّة الحلّيّ الحسنيّ . (٢)

١٣ ـ المولى تاج الدين الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنويّ نزيل قاسان . (٣)

١٤ ـ الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن بن معانق ، ذكره صاحب الرياض و قال : رأيت نسخة من الخلاصة للعلّامة بخطّ هذا الشيخ وكان تاريخ كتابتها ٧٠٧ في حياة اُستاده العلّامة .

١٥ ـ السيّد أحمد العريضيّ ، ذكره صاحب الرياض .

* ( فائدة اصولية ) *

حكى البحاثة الكبير الميرزا عبد الله الإصبهانيّ في كتاب رياض العلماء عن كتاب لسان الخواص للآغا رضيّ القزوينيّ أنّ القاضي البيضاويّ لمّا وقف على ما أفاده العلّامة الحلّي في بحث الطهارة من القواعد بقوله : ولو تيقّنهما ـ أي الطهارة والحدث ـ وشكّ في المتأخّر فإن لم يعلم حاله قبل زمانهما تطهّر وإلّا استصحبه ، كتب القاضي بخطّه إلى العلّامة : يا مولانا جمال الدين أدام الله فواضلك ، أنت إمام المجتهدين في علم الاُصول وقد تقرِّر في الأصول مسألة إجماعيّة هي أنّ الاستصحاب حجّة ما لم يظهر دليلٌ على رفعه ومعه لا يبقى حجّة بل يصير خلافه هو الحجّة ، لأنّ خلاف الظاهر إذا عضده دليل صار هو الحجّة وهو ظاهر والحالة السابقة على حالة الشكّ قد انتقض بضدِّه ، فإن كان متطهّراً فقد ظهر أنّه أحدث حدثاً ينقض تلك الطهارة ، ثمَّ حصل الشك في رفع هذا الحدث فيعمل على بقاء الحدث بأصالة الاستصحاب وبطل الاستصحاب الأوَّل ، وإن كان محدثاً فقد ظهر

________________________

(١) المستدرك ص ٤٤٧ .

(٢) الروضات ص ٥٨٥ .

(٣) ذكره صاحب الرياض في المجلد الثاني ، وضبطه بضم السين والراء ثم الالف وبعدها الباء المفتوحة والشين المعجمة الساكنة ثم النون ، وقال : رايت إجازة العلامة له بخطه .

٢٤٧
 &

ارتفاع حدثه بالطهارة المتأخّرة عنه ، ثمَّ حصل الشكّ في ناقض هذه الطهارة والأصل فيها البقاء ، وكان الواجب على القانون الكلّي الاُصوليّ أن يبقى على ضدّ ما تقدم .

فأجاب العلّامة ـ قدّس سرّه ـ : وقفت على ما أفاده المولى الإمام العالم أدام الله فضائله وأسبغ عليه فواضله ، وتعجّبت من صدور هذا الاعتراض عنه ، فإنّ العبد ما استدلّ بالاستصحاب ، بل استدلّ بقياس مركّب من منفصلة مانعة الخلوّ بالمعنى الأعمّ عناديّة وحمليتين ، وتقريره أنّه إن كان في الحالة السابقة متطهّراً فالواقع بعدها إمّا أن يكون الطهارة وهي سابقة على الحدث أو الحدث الرافع للطهارة الاُولى فيكون الطهارة الثانية بعده ولايخلو الأمر منهما ، لأنّه صدر منه طهارة واحدة رافعة للحدث في الحالة الثانية وحدث واحد رافع للطهارة ، وامتناع الخلوّ بين أن يكون السابقة الطهارة الثانية أو الحدث ظاهر إذ يمتنع أن يكون الطهارة السابقة وإلاّ كانت طهارة عقيب طهارة رافعة للحدث ، والتقدير خلافه ، فتعيّن أن يكون السابق الحدث ، وكلّما كان السابق الحدث فالطهارة الثانية متأخّرة عنه ، لأنّ التقدير أنّه لم يصدر عنه إلّا طهارة واحدة رافعة للحدث ، فاذا امتنع تقدّمها على الحدث وجب تأخّرها عنه ، وإن كان في الحالة السابقة محدثاً فعلى هذا التقدير إمّا أن يكون السابق الحدث أو الطهارة ، والأوّل محال وإلّا كان حدث عقيب حدث فلم يكن رافعاً للطهارة ، والتقدير أنّ الصادر حدث واحد رافع للطهارة فتعيّن أن يكون السابق هو الطهارة والمتأخّر هو الحدث فيكون محدثاً ، فقد ثبت بهذا البرهان أنّ حكمه في هذه الحالة موافق للحكم في الحالة الاُولى بهذا الدليل لا بالاستصحاب ، والعبد إنّما قال : استصحبه ، أي أعمل بمثل حكمه . انتهى كلامه . ثمَّ أنفذه إليه إلى شيراز ولمّا وقف القاضي البيضاويّ على هذا الجواب استحسنه جدّاً وأثنى على العلّامة .

* ( اشعاره ) *

قد سمعت من صاحب الرياض أنّه وصفه بالشّاعر الماهر ، ولم نجد له في كتب التراجم شعراً غير ما ذكره صاحب الروضات ، قال : اتّفق لي العثور في هذه الأواخر

٢٤٨
 &

على مجموعة من ذخائر أهل الاعتبار ولطائف آثار فضلاء الأدوار فيها نسبة هذه الأشعار الأبكار إليه :

ليس في كلّ ساعة أنا محتاج

*

ولا أنت قادر أن تنيلا

فاغتنم حاجتي ويسرك فاحرز

*

فرصة تسترقّ فيها الخليلا

وقال : وله أيضاً ما كتبه إلى العلّامة الطوسيّ مسترخصاً للسفر إلى العراق من السلطانيّة :

محبّتي تقتضي مقامي

*

وحالتي تقتضي الرحيلا

هذان خصمان لست أقضي

*

بينهما خوف أن أميلا

ولا يزالان في اختصام

*

حتّى نرى رأيك الجميلا

وكتب إلى الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّه بعد ما بلغه أنّه ردّ على كتابه في الإمامة ووصل إليه كتابه أبياتاً أوّلها :

لو كنت تعلم كلّ ما علم الورى

*

طرًّا لصرت صديق كلِّ العالم

لكن جهلت فقلت إنّ جميع من

*

يهوي خلاف هواك ليس بعالم (١)

* ( مولده ومدفنه ) *

ولد رضوان الله تعالى عليه في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ٦٤٨ ، وتوفّي في يوم السبت الحادي والعشرين من محرّم الحرام سنة ٧٢٦ ، ونقل إلى النجف الأشرف ، ودفن في الحجرة التي إلى جنب المنارة الشماليّة من حرم أمير المؤمنين عليه السلام . (٢)

________________________

(١) ذكرها أيضاً العسقلاني في الدرر الكامنة ج ٢ ص ٧١ .

(٢) المستدرك ج ٣ ص ٤٦ ؛ روضات الجنات ص ١٨٦ .

٢٤٩
 &

* ( أبوه ) *

( سديد الدين )

هو الشيخ الأجلّ الأكمل سديد الدين أبو المظفر ، ويقال : أبو يعقوب ، يوسف ابن زين الدين عليّ بن المطهّر الحلّي الفقيه المتكلّم الاُصوليّ ، كان من أعلم العلماء في عصره في الاُصولين ، قال ولده العلّامة في إجازته لبني زهرة : إنَّ المحقّق خواجه نصير الدين لمّا ورد الحلّة وحضر عنده فقهاؤها سأل المحقّق عن أعلمهم بالاُصولين فأشار إلى سديد الدين والدي وإلى الفقيه محمّد بن الجهم رحمهما الله . ا هـ .

وقال ابن داود : وكان والده ـ يعني العلّامة ـ قدَّس الله روحه ـ فقيهاً محقّقاً مدرِّساً عظيم الشأن .

ووصفه الشهيد في إجازته لابن الخازن بقوله : الإمام الأعظم الحجّة ، أفضل المجتهدين السعيد الفقيه سديد الدين أبي المظفّر ابن الإمام المرحوم زين الدين عليّ بن المطهّر ، أفاض الله على ضرائههم المراحم الربّانيّة وحباهم بالنعم الهنيئة . (١) وابن أبي جمهور : بالشيخ الفاضل الكامل سديد الدين . (٢)

وأطراه المحقّق الكركيّ في إجازته للمولى عبد العلي الأستراباديّ بقوله : الشيخ الإمام الفقيه سديد الدين . ا هـ . (٣)

وقال في إجازته للقاضي صفيِّ الدين عيسى : وجميع مصنّفات ومرويّات الشيخ الأجلّ الفقيه السعيد سديد الدين . ا هـ . (٤)

وفي إجازته لسميّه الميسيّ : بالشيخ الأجلّ الفقيه ، شيخ الإسلام سديد الدين أبي يعقوب . ا هـ . (٥)

وفي إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمّد الأستراباديّ : بالشيخ السعيد العلّامة سديد الدين ، أبي مظفّر . ا هـ (٦)

________________________

(١) راجع إجازات البحار ص ٣٩ ويستفاد من ذلك أن أبو علي كان من العلماء أيضا ولقّبه صاحب الروضات بشرف الدين .

(٢) المصدر ص ٤٨ .

(٣) المصدر ص ٦٣ .

(٤) المصدر ص ٦٥ .

(٥) إجازات البحار ص ٥٧ .

(٦) المصدر ص ٥٩ .

٢٥٠
 &

وفي إجازة الشهيد الثاني للسيّد عليّ الصائغ : الشيخ السعيد السديد يوسف . ا هـ . (١)

وفي إجازة المولى حسن عليّ بن المولى عبد الله التستريّ للمجلسيّ الأوّل : الإمام العلّامة الهمام سديد الدين يوسف . ا هـ . (٢)

وقال الشيخ الحرُّ في أمل الآمل ص ٧٤ : يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّيّ والد العلّامة فاضل عالم فقيه متبحّر نقل ولده أقواله في كتبه . ا هـ .

ووصفه الفاضل التستريّ في المقابس : ص ١٦ بالمحقّق المدقق الكامل صدر الأوائل وفخر الأفاضل الشيخ سديد الدين . ا هـ .

يوجد ذكره الجميل في غير ما سمعت من التراجم كالمستدرك ج ٣ ص ٤٦٣ ، والروضات ص ٧٤٠ وتنقيح المقال ج ٣ ص ٣٣٦ ونقد الرجال ص ٣٨٠ وغيرها .

* ( سديد الدين وهلاكوخان ) *

وممّا يناسب المقام ذكره ما ذكره ولده العلّامة في كشف اليقين ص ٢٨ في باب اخبار مغيبات أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : ومن ذلك إخباره عليه‌السلام بعمارة بغداد وملك بني العبّاس وأحوالهم وأخذ المغول الملك منهم ، رواه والدي رحمه الله وكان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة والحلّة والمشهدين الشريفين من القتل لمّا وصل السلطان هلاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح إلّا القليل فكان من جملة القليل والدي رحمه الله والسيّد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيليّة ، وأنفذوا به شخصاً أعجميّاً ، فأنفذ السلطان إليهم فرماناً مع شخصين أحدهما يقال له : نكله والآخر يقال له : علاء الدين ، وقال لهما : قولا لهم : إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا . فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه ، فقال والدي رحمه الله : إن جئت وحدي كفى ؟ فقالا : نعم ، فأصعد معهما ، فلمّا حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة قال له : كيف قدمتهم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم ؟ وكيف تأمنون إن يصالحني ورحلت عنه ؟ فقال والدي رحمه الله :

________________________

(١) إجازات البحار ص ٨٣ .

(٢) المصدر ص ١٤٤ .

٢٥١
 &

إنّما أقدمنا على ذلك لأنّا روّينا عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه قال في خطبة الزوراء (١) : وما أدراك ما الزوراء ؟! أرض ذات أثل (٢) يشيّد فيها البنيان ، و تكثر فيها السكّان ، ويكون فيها مهادم (٣) وخزّان يتّخذها ولد العبّاس موطناً و لزخرفهم مسكناً تكون لهم دار لهو ولعب ، يكون بها الجور الجائر والخوف المخيف والأئمّة الفجرة والاُمراء الفسقة والوزراء الخونة تخدمهم أبناء فارس والروم ، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه ، ولا يتناهون عن منكر إذا نكروه ، تكفي الرجال منهم بالرجال والنساء بالنساء ، فعند ذلك الغمّ العميم والبكاء الطويل والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك وهم قوم صغار الحدق ، وجوههم كالمجان المطوّقة ، لباسهم الحديد ، جردمرد (٤) يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ملكهم جهوريّ الصوت قويّ الصولة عالي الهمّة ، لا يمرُّ بمدينة إلّا فتحها ، ولاترفع عليه راية إلّا نكسها ، الويل الويل لمن ناواه (٤) ، فلايزال كذلك حتّى يظفر . فلمّا وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك ، فطيّب قلوبهم وكتب لهم فرماناً باسم والدي رحمه الله يطيب فيه قلوب أهل الحلّة وأعمالها .

* ( أساتذته وتلامذته ) *

يروي شيخنا سديد الدين عن جماعة منهم :

١ ـ المحقّق الخواجه نصير الدين الطوسيّ .

٢ ـ السيّد العلّامة النسّابة فخار بن معد الموسويّ .

٣ ـ الشيخ نجيب الدين أبو إبراهيم محمّد بن نما .

٤ ـ الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج ابن ردة النيليّ .

________________________

(١) قال الفيروزآبادى : الزوراء : بغداد .

(٢) أثل يأثل أثولا : تأصل في الأرض أو في الشرف . الاثلة والاثلة : متاع البيت . الاصل . الاهبة .

(٣) في المستدرك : مخادم .

(٤) جرد ـ جمع أجرد ـ : الذي لا شعر في جسده ، ومرد جمع أمرد : الذلا لا لحية له .

(٥) أي عاداه .

٢٥٢
 &

٥ ـ الفاضل الفقيه الصالح السيّد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضيّ العلويّ الحسينيّ .

٦ ـ الشيخ يحيى بن محمّد بن يحيى بن الفرج السوراويّ الفاضل الصالح .

٧ ـ الشيخ عزّ الدين بن أبي الحارث محمّد الحسينيّ .

٨ ـ السيّد صفيّ الدين أبو جعفر محمّد بن معد بن عليّ بن رافع بن أبي الفضائل معد بن عليّ بن حمزة بن أحمد بن حمزة بن عليّ بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام .

٩ ـ الشيخ الجيل شمس الدين عليّ بن ثابت بن عصيدة السوراويّ .

١٠ ـ السيد رضيّ الدين عليّ بن طاووس .

١١ ـ الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشّاح السوراوي الحلّيّ الفاضل المتكلّم صاحب المنهاج في الكلام .

١٢ ـ الشيخ نصير الدين راشدبن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم البحرانيّ . (١)

١٣ ـ القاضي أبو الفتح محمّد بن أحمد الميدانيّ الواسطيّ .

١٤ ـ السيّد فاخر بن فضائل العلويّ .

١٥ ـ ابن بنت الحريري صاحب المقامات . (٢)

١٦ ـ الشيخ عمر بن هبة الله بن نافع الورّاق المجاز من أبي جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب (٣) .

١٧ ـ عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحديد شارح نهج البلاغة . (٤)

١٨ ـ كمال الدين عليّ بن سليمان البحرانيّ .

١٩ ـ تاج الدين الاُرمويّ صاحب حاصل المحصول . (٥)

________________________

(١) راجع المستدرك ج ٣ ص ٤٦٣ .

(٢) راجع إجازات البحار ص ٣٥ إجازة السيد محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي للسيد شمس الدين محمد بن السيد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي الموسوي .

(٣) إجازات البحار ص ٤٦ . إجازة الشيخ علي بن محمد بن يونس البيضاوي للشيخ ناصر بن ابراهيم البويهي الحساوي .

(٤) الاجازات ص ٦٦

(٥) المصدر ص ٧٣ .

٢٥٣
 &

٢٠ ـ محمّد بن يحيى بن كرم قرأ عليه الجزء الأوَّل من غريبى الهروي إلى حرف صاد مع الواو في جمادي الاُولى سنة ٦١٩ ، قاله الشيخ الحسن بن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة . (١)

ويروي عنه ولده العلّامة حسن بن يوسف وولده الآخر رضي الدين عليّ الآتي ترجمته . (٢)

والسيد الحسن بن محمّد ابن أبي الرضا العلويّ . (٣)

والشيخ إبراهيم بن سعد الدين محمّد بن المؤيّد أبي بكر ابن الشيخ جمال السنّة أبي عبد الله محمّد بن حمّويه بن محمّد الجوينيّ المعروف بالحمويّ وابن حمّويه من مشايخ العامة صاحب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين . (٤)

* ( اخوه ) *

( رضي الدين )

الشيخ رضي الدين عليّ بن سديد الدين يوسف بن عليّ بن مطهّر الحلّيّ كان عالماً فاضلاً محدّثاً فقيهاً ، له كتاب العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة ، قال المصنّف في الفصل الأوَّل بعد ذكر الكتاب : تأليف الشيخ الفقيه رضي الدين عليِّ بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ ، وقال في الفصل الثاني : كتاب العدد كتاب لطيف في أعمال أيّام الشهور وسعدها ونحسها ، وقد اتّفق لنا نصفه ، ومؤلّفه بالفضل معروف ، وفي الإجازات مذكور ، وهو أخو العلّامة الحلّيّ قدّس الله لطيفهما . انتهى .

قلت : يروي هو عن أبيه سديد الدين وعن المحقّق الحلّيّ (٥) وعن بهاء الدين عليّ بن عيسى الإربليّ (٦) ويروي عنه ابنه الشيخ الفقيه قوام الدين محمّد الّذي يروي عنه السيّد محمّد بن القاسم بن الحسين بن معيّة الحسينيّ (٧) ، وابن أخيه فخر المحقّقين محمّد ، وابن اُخته عميد الدين عبد المطلب ابن أبي الفوارس (٨) وحكي عن صاحب المعالم

________________________

(١) إجازات البحار ص ١١٣ .

(٢) راجع المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ و ٤٦٣ .

(٣) إجازات البحار ص ٣٥ .

(٤) الروضات ص ٤٩ .

(٥) المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ .

(٦) الاجازات ص ٦٣٥ ، إجازة ابن معية .

(٧) الاجازات ص ٣٥ والروضات ص ٥٨٥ .

(٨) المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ .

٢٥٤
 &

أنّ شيخنا رضيّ الدين توفّي في حياة والده . (١)

يوجد ذكره الجميل في أمل الآمل ص ٥٦ والروضات ص ٣٨٦ والمستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ وسفينة البحار ج ٢ ص ٢٥٢ وغيرها .

* ( ابنه ) *

( فخر المحققين )

فخر الملّة والدين أبو طالب محمّد ابن آية الله العلّامة الملقّب في الكتب الفقهيّة بفخر الدين ، وفخر الإسلام ، وفخر المحقّقين ، والفخر ، كان عالماً محقّقاً نقّاداً مجتهداً فقيهاً من وجوه هذه الطائفة وثقاتها صاحب التصانيف الرائقة والتحقيقات الشافية ، أثنى عليه علماؤنا في تراجمهم وإجازاتهم وبالغوا في المدح عليه ، وأطرووه بكلّ جميل وتبجيل ، وفي مقدَّمهم أبوه العلّامة قال في أوَّل كتاب الألفين : أمّا بعد فإنّ أضعف عباد الله تعالى الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ يقول : أجبت سؤال ولدي العزيز عليّ محمّد أصلح الله أمر داريه كما هو برٌّ بوالديه ، ورزقه أسباب السعادات الدنيويّة والاُخرويّة كما أطاعني في استعمال قواه العقليّة والحسيّة ، وأسعفه ببلوغ آماله كما أرضاني بأقواله وأفعاله ، وجمع له بين الرئاستين كما لم يعصني طرفة عين من إملاء هذا الكتاب الموسوم بكتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين ـ إلى أن قال : ـ وجعلت ثوابه لولدي محمّد وقاه الله تعالى عليه كلّ محذور وصرف عنه جميع الشرور وبلغه جميع أمانيه وكفاه الله أمر معاديه وشانيه . ا هـ . (٢)

وله وصية له في آخر القواعد أمره فيها بإتمام ما بقي ناقصاً من كتبه بعد وفاته وإصلاح ما وجد فيها من الخلل . راجعها فإنّها تدلّ على سموِّ رتبة وكثرة علومه . وأثنى عليه تلميذه الأعظم الشهيد الأوَّل في إجازته للشيخ شمس الدين ابن نجدة بقوله الشيخ الإمام سلطان العلماء منتهى الفضلاء والنبلاء خاتم المجتهدين فخر الملّة والدين

________________________

(١) الروضات ص ٣٨٧ .

(٢) إجازات البحار ص ٤١ .

٢٥٥
 &

أبو طالب محمّد بن الشيخ الإمام السعيد جمال الدين ابن المطهّر ، مدَّ الله في عمره مدًّا وجعل بينه وبين الحادثات سدّاً . (١)

وقال في إجازته لزين الدين ابن الخازن : وأمّا مصنّفات الأصحاب فإنّي أرويها عن مشايخي العدول والثقات الأثبات رضي الله عنهم فمن ذلك مصنّفات شيخي الإمامين الأفضلين الأكملين المجتهدين منتهى أفاضل المذهب في زمانهما السيّد المرتضى عميد الدين والشيخ الأعظم فخر الدين . ا هـ (٢)

وقال تلميذه الآخر السيّد الجليل تاج الدين بن معيّة الحلّيّ في إجازته : مولانا الشيخ الإمام العلّامة بقيّة الفضلاء اُنموذج العلماء فخر الملّة والحقّ والدين محمّد بن المطهّر حرّس الله نفسه وأنمى غرسه . (٣)

وقال تلميذه الأجلّ السيّد حيدر الآمليّ صاحب المسائل الحيدريّة الّتي سألها عن فخر المحقّقين في أوَّل المسائل : هذه مسائل سألتها عن جناب الشيخ الأعظم سلطان العلماء في العالم مفخر العرب والعجم قدوة المحقّقين مقتدى الخلائق أجمعين أفضل المتأخّرين والمتقدّمين المخصوص بعناية ربِّ العالمين الامام العلّامة في الملّة والحقِّ و الدين ابن المطهّر مدَّ الله ظلال إفضاله وشيّد أركان الدين ببقائه ، مشافهةً في مجالس متفرّقة على سبيل الفتوى ، وكان ابتداء ذلك في سلخ رجب المرجّب سنة ٧٥٩ هجريّة نبويّة هلاليّة ببلدة حلّة السيفيّة حماها الله عن الحدثان وأنا العبد الفقير حيدر بن عليِّ ابن حيدر العلويّ الحسينيّ الآمليّ أصلح الله حاله وجعل الجنّة مآله ، ما يقول شيخنا . ا هـ . (٤)

________________________

(١) روضات الجنات ص ٥٨٧ .

(٢) اجازات البحار ص ٣٩ .

(٣) الاجازة الكبيرة لصاحب المعالم راجع إجازات البحار ، ٩٩ .

(٤) المستدرك ج ٤ ص ٤٥٩ ، قال العلامة النوري : هذا المسائل موجودة عندي بخط السيد و الاجوبة بخط الفخر بين السطور وبعضها في الحاشية ، كتب بخطه الشريف في الحاشية متصلا بقوله : هذا مسائل . هذا صحيح قرأ على أطال الله عمره إلى ان قال : وكتب محمد بن المطهر .

٢٥٦
 &

وأطراه ابن أبي جمهور الأحسائي في كتابه الغوالي بقوله : اُستاد الكلّ الشيخ العلّامة والبحر القمقام فخر المحقّقين . (١)

ووصفه العلّامة الكركيّ في إجازته لسميّه الميسيّ : بالشيخ الإمام الأجلّ العلّامة على التحقيق والتدقيق مهذّب الدلائل ، منقّح المسائل ، فخر الملّة والحقِّ والدين أبي طالب محمّد بن المطهّر . (٢)

وفي إجازته للشيخ أحمد بن أبي جامع العامليّ : بالشيخ الأجلّ الفقيه الأوحد قدوة أهل الإسلام فخر الملّة والحقِّ والدين . ا هـ . (٣)

وفي إجازته لصفيّ الدين عيسى : بالشيخ الأجلّ الإمام الأوحد المحقّق فخر الملّة والدين . ا هـ . (٤)

وبجّله الشهيد الثانيّ في إجازته للشيخ الحسين بن عبد الصمد بقوله : الشيخ الإمام العالم المحقّق فخر الدين . ا هـ . (٥)

ووصفه صاحب المعالم في إجازته الكبيرة بقوله : الشيخ الإمام المحقّق فخر الملّة ا هـ . (٦)

وقال القاضي في مجالس المؤمنين ما ترجمته : هو افتخار آل المطهّر وشامة البدر الأنور ، وهو في العلوم العقليّة والنقليّة محقّق نحرير ، وفي علوّ الفهم والذكاء مدقّق ليس له نظير ، نقل الحافظ من الشافعيّة في مدحه أنّه رآه مع أبيه في مجلس السلطان محمّد : الشهير بخدابنده ، فوجده شابّا عالماً فطناً مستعدّاً للعلوم ذا أخلاق رضيّة ، ربّي في حجر تربية أبيه العلّامة ، وفي السنة العاشرة من عمره الشريف فاز بدرجة الاجتهاد كما يشعر به كلامه قدِّس سرُّه أيضاً في شرح خطبة كتاب القواعد ، فإنّه كتب ما ملخصه : إنّي اشتغلت عند أبي بتحصيل العلوم من المعقول والمنقول وقرأت عليه كتباً كثيرة من كتب أصحابنا ، والتمست منه تصنيف كتاب القواعد ، إذ بعد ملاحظة تولّده قدّس سرُّه وتاريخ تصنيف كتاب القواعد يعلم أنّ عمره في ذلك الوقت أقلّ من عشر سنين . ا هـ .

________________________

(١) اجازات البحار ص ٤٨ .

(٢) المصدر ص ٥٧ .

(٣) المصدر ص ٦٣ .

(٤) المصدر ص ٦٥ .

(٥) المصدر ص ٨٦ .

(٦) المصدر ص ٩٨ .

٢٥٧
 &

وترجمه صاحب نقد الرجال وقال : وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها وفقهائها جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن ، حاله في علوّ قدره وسموّ مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر . ا هـ . (١)

يوجد ذكره الجميل مع التوثيق والتبجيل في غير واحد من الإجازات ، وفي كتب التراجم كمنتهى المقال ص ٢٨٠ وأمل الآمل ، وتنقيح المقال ج ٣ ص ١٠٦ وفي كتاب المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ ، والمقابس ص ١٧ ، وسفينة البحار ج ٢ ص ٣٤٩ وغيرها من المعاجم والتراجم .

* ( مؤلفاته ) *

له كتب منها : شرح القواعد سمّاه إيضاح الفوائد في حلِّ مشكلات القواعد ، وشرح خطبة القواعد ، والفخريّة في النيّة ، وحاشية الإرشاد ، والكافية الوافية في الكلام ، وشرح نهج المسترشدين لوالده ، وشرح مبادي الاُصول له ، وشرح تهذيب الاُصول له أيضاً سمّاه غاية السؤول في شرح تهذيب الاُصول وأجوبة مسائل السيد مهنّا وأجوبة مسائل السيّد حيدر الآمليّ وغيرها . (٢)

* ( اساتذته وتلامذته ) *

كان معظم قرائته على شيخه الأعظم ووالده المعظّم آية الله العلّامة ، ويروي أيضاً عن عمّه الشيخ رضي الدين عليّ بن يوسف المتقدّم ذكره (٣) .

ويروي عنه جماعة من المشايخ منهم :

١ ـ تاج الشريعة وفخر الشيعة محمّد بن جمال الدين مكيّ الشهيد الأوَّل المتقدّم ذكره . (٤)

٢ ـ الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوّج المعروف بابن المتوّج البحرانيّ . (٥)

٣ ـ السيّد الأجل بهاء الدين عليّ ابن غياث الدين عبد الكريم النيليّ النجفيّ المتقدّم ذكره .

________________________

(١) نقد الرجال ص ٣٠٢ .

(٢) راجع الروضات ص ٥٨٩ وأمل الامل ص ٦٨ والمستدرك ج ٣ ص ٤٥٩

(٣) المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ .

(٤) المصدر ص ٤٣٧ .

(٥) المصدر ص ٤٣٥ .

٢٥٨
 &

٤ ـ السيّد العالم الكبير مهنّا بن سنان الحسينيّ ، وهو صاحب المسائل عن العلّامة ، وله ثناء جميل عنه ، ذكره العلّامة النوريّ في المستدرك ج ٣ ص ٤٤٦ .

٥ ـ السيّد النقيب محمّد بن القاسم بن الحسين بن معيّة الحلّيّ الحسنيّ الديباجيّ (١)

٦ ـ السيّد عزّ الدين الحسن بن أيّوب بن نجم الدين الأعرج الحسينيّ الاطراويّ العامليّ . (٢)

٧ ـ الشيخ العالم المتكلّم ظهير الملّة والدين عليّ بن يوسف بن عبد الجليل ، ذكره ابن أبي جمهور في طرقه في العوالي . (٣)

٨ ـ السيّد الإمام المعظم الحسن بن عبد الله بن محمّد بن عليّ الأعرج الحسينيّ ، ذكره ابن أبي جمهور في العوالي وأثنى عليه ، ولعلّه متّحد مع السادس .

٩ ـ ابنه ظهير الدين محمّد الّذي يروي عنه ابن معيّة ، قال في إجازته : وممّن رويت عنه من المشايخ أيضا الفقيه السعيد المرحوم ظهير الدين محمّد بن محمّد بن المطهّر انتهى . (٤)

وقال : صاحب الروضات : والمراد بهذا الرجل هو ظهير الدين ابن فخر المحقّقين ابن العلّامة المسمّى باسم أبيه والمتوفّى في حياته ، نصَّ عليه صاحب المعالم في حاشية إجازته المذكورة . (٥)

وقال الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص ٦٨ : الشيخ ظهير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن ابن يوسف المطهّر الحلّيّ كان فاضلاً فقيهاً وجيهاً ، يروي عنه ابن معيّة ، ويروي عن أبيه عن جدّه .

________________________

(١) الروضات ص ٤٨٥ ، الاجازات ص ٣٦ .

(٢) المستدرك ج ٣ ص ٤٣١ .

(٣) الاجازات ص ٤٨ .

(٤) راجع الاجازات ص ٩٩ .

(٥) راجع الروضات ص ٥٨٦ .

٢٥٩
 &

* ( مولده ووفاته ) *

ولد رضي الله عنه في ليلة الاثنين العشرين من جمادي الاُولى سنة ٦٨٢ ، وتوفّي ليلة الجمعة الخامس والعشرين من شهر جمادي الاُخرى سنة ٧٧١ . (١)

وفي النخبة :

فخر المحقّقين نجل الفاضل

*

داع ٧٧١ للارتحال بعد ناحل ٨٩

نجُزُّ الكلام ونرجیء بقية التراجم إلى كتاب الاجازات وغيرها ، وسنذكرها إن شاءالله مشروحة في تعاليقنا الآتية على كتاب الاجازات وغيرها بعون الله وتوفيقه و تسديده ، ونختم الكلام بذكر تنبيه :

* ( تنبيه ) *

نسب العلامة المصنّف في المقدّمة الاُولى من البحار وغيره كتاب الاستغاثة في البدع الثلاثة إلى الحكم المدقّق المتألّه العلّامة كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة وشارح مائة كلمة من كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام المتوفّى سنة ٦٧٩ اُستاذ العلّامة الحلّيّ والسيّد عبد الكريم بن طاووس و نصير الدين الطوسيّ ، والصحيح أنّه من تأليفات السيّد الشريف أبي القاسم عليّ بن أحمد بن موسى بن محمّد التقي بن عليّ بن موسى الرضا عليهم‌السلام (٢) المتوفّى بموضع يقال له : گرمي من ناحية فسا ، بينه وبين فسا خمسة فراسخ ، وبينه وبين شيراز نيّف وعشرون فرسخا ، في جمادي الاُولى سنة ٣٥٢ ، له ترجمة في كتب التراجم كفهرست الطوسيّ و النجاشيّ وابن النديم ومنتهى المقال وتنقيح المقال والروضات وغيرها من التراجم .

والحمدلله أوّلاً وآخراً والصلاة على محمّد وآله المعصومين .

قم المشرفة ـ خادم الشريعة عبد الرحيم الرباني الشيرازي

________________________

(١) المستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ .

(٢) نسبه هكذا صاحب الروضات راجع ص ٣٧٤ .

٢٦٠