بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار « المدخل »

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار « المدخل »

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٦٤
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

وله قصائد منضودة منها قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام تبلغ ١٩٠ بيت ، وله اُرجوزة طويلة تنوف على ١٣٠ بيت يفصل فيها الأيّام الشريفة التي استحبّ صيامها وعظمت بركاتها في الشريعة . (١)

* ( مشايخه ومن يروى عنهم ) *

يروي عن جماعة من المشائخ ، منهم :

١ ـ والده زين الدين عليّ بن الحسن ، وكان من أعاظم الفقهاء الورعين ، وقد ينقل عنه كثيراً في كتابه معبّراً عنه بالفقيه الأعظم الأورع قدّس سرّه .

٢ ـ أخوه الصالح الفاضل الجليل أحمد بن عليّ صاحب كتاب زبدة البيان في عمل شهر رمضان ، ينقل عنه في الحواشي نادراً .

٣ ـ السيّد الفاضل الشريف الجليل حسين بن مساعد الحسيني الحائريّ صاحب كتاب تحفة الإبرار في مناقب الأئمّة الأطهار .

٤ ـ السيّد الحسيب النسيب عليّ بن عبد الحسين بن سلطان الموسويّ الحسيني صاحب كتاب دفع الملامة عن عليّ عليه‌السلام في ترك الإمامة ، وكان بينهما مكاتبات و مراسلات بالنظم والنثر .

* ( مولده ووفاته ) *

كانت ولادة شيخنا المترجم قريباً من سنة ٨٢٨ ، ووفاته ٩٠٥ ، كما أرّخه في كشف الظنون في عنوان نور حدقة ، وقبره في قرية جب شيث مزار معروف (٢) .

وكأنّه يوصي أهله بدفنه في الحائر المقدّس بأرض تسمّى عقيراً بقوله :

سألتكم بالله أن تدفنونني

*

إذا متّ في قبر بأرض عقير

فإنّي به جار الشهيد بكربلا

*

سليل رسول الله خير مجير

فإنّي به في حفرتي غير خائف

*

بلامرية من منكر ونكير

أمنت به في موقفي وقيامتي

*

إذ الناس خافوا من لظى وسعير

________________________

(١) راجع الروضات ص ٧ .

(٢) الذريعة ج ٣ ص ١٤٣ .

٢٢١
 &

فإنّي رأيت العرب يحمي نزيلها

*

ويمنعه من أن ينال بضير

فكيف بسبط المصطفى أن يذود من

*

بحائره ثاوٍ بغير نصير

وعار على حامي الحمى وهو في الحمى

*

إذا ضلّ في البيدا عقال بعير

( بهاء الدين النيلي )

السيّد الأجلّ العلّامة النحرير عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميد بهاء الدين النيليّ الحسينيّ النجفيّ النسابة المحدّث الرجاليّ أورد العلّامة النوريّ في المستدرك ج ٣ ص ٤٣٥ ترجمته ونسبه فقال : السيّد الأجل الأكمل الأرشد المؤيد العلّامة النحرير بهاء الدين عليّ بن السيّد غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ غياث الدين ـ الذي خرج عليه جماعته من العرب بشطّ سوراء بالعراق وحملوا عليه وسلبوه فمانعهم عن سلب سراويله فضربه أحدهم فقتله ، وكان عالماً تقيّا ـ ابن السيّد جلال الدين عبد الحميد ـ الذي يروي عنه محمّد بن جعفر المشهدي في المزار الكبير ، وقال فيه : أخبرني السيد الأجل العالم عبد الحميد بن التقيّ عبد الله بن اُسامة العلويّ الحسيني رضي الله عنه في ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة قراءةً عليه بحلّة الجامعين ـ ابن عبد الله بن اُسامة ـ المتولّي النقابة بالعراق ـ ابن أحمد بن عليّ بن محمّد بن عمر ـ الرئيس الجليل الّذي ردّ الله على يده الحجر الأسود لمّا نهبت القرامطة مكّة في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة ، وأخذوا الحجر وأتوا به إلى الكوفة ، وعلّقوه في السارية السابعة من المسجد التي ذكرها أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فإنّه قال ذات يوم بالكوفة : لا بد أن يسلب في هذه الساريه ، وأومأ إلى السارية السابعة ، والقصّة طويلة وبنى قبر جدّه أمير المؤمنين عليه‌السلام من خالص ماله ـ ابن يحيى القائم بالكوفة ابن الحسين النقيب الطاهر ابن أبي عانقة أحمد الشاعر المحدّث ابن أبي عليّ عمر بن أبي الحسين من أصحاب الكاظم عليه‌السلام المقتول سنة خمسين ومائتين الذي حمل رأسه في قوصرة إلى المستعين ـ ابن أبي عانقة الزاهد العابد الحسين ـ الملقب بذي الدمعة الذي ربّاه الصادق عليه‌السلام وورثه علماً جمّاً ـ ابن زيد الشهيد ابن السجّاد عليه‌السلام ، النيلي النجفي النّسابة ، وهو كما

٢٢٢
 &

في الرياض الفقيه الشاعر الماهر العالم الفاضل الكامل صاحب المقامات والكرمات العظيمة قدس الله روحه الشريف كان من أفاضل عصره وأعالم دهره ، وكذا جدّه السيّد عبد الحميد .

له مؤلّفات شريفه قد أكثر النقل عنها نقلة الأخبار وسدنة الآثار أحسنها كتاب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة في مجلدات عديدة ، قيل : إنها خمسة ، وقد عثرنا بحمد الله تعالى على المجلّد الأوّل وهو في الاُصول الخمسة ، وفي ظهره فهرست جميع المجلّدات ، وتاريخ الفهرست يوم الأحد ١٧ جمادي الاُولى سنة ٧٧٧ ، ويظهر من قرائن كثيرة أنّها نسخة الأصل ا هـ .

وذكره تلميذه الحسن بن سليمان الحلّي في كتابه مختصر البصائر فقال : وممّا رواه لي ورويته عند السيّد الجليل السعيد الموفّق الموثّق بهاء الدين عليّ بن السيد عبد الكريم . ا هـ .

وقال ابن فهد في كتاب المهذَّب في مبحث عمل نيروز : ويعضد ما قلناه ما حدثنى به المولى السيّد المرتضى العلّامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد (١) النسابة دامت فضائله ا هـ (٢)

وذكره المصنّف في المقدمة الثانية من الكتاب وقال : والسيّد المذكور من أفاضل النقباء والنجباء وبالجملة فالرجل من أعيان الشيعة وأجلّة مروجي الشريعة ، وفطاحل المصنّفين من الإماميّة ، يوجد ذكره مع الجلالة والحفاوة في رياض العلماء و روضات الجنّات : ٣٨٧ وخاتمة المستدرك ج ٣ ص ٤٣٥ وسفينة البحار ج ١ ص ١١٤ وفي الذريعة ج ٢ ص ٣٩٧ و ٤١٥ و ٤٤٢ و ٥٠٠ وج ٣ ص ١٧٨ و ٣٣٢ وج ٨ ص ٨١ وج ١٠ ص ١٥٧ .

* ( مؤلفاته ) *

١ ـ الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة الإلهيّة ، وقد يعبّر عنه بالأنوار الالهيّة وهو كتاب كبير في خمس مجلّدات : ، الأوَّل في علم الكلام وفيه إثبات ما عليه الطائفة

________________________

(١) نسبة الى الجد كما هو المتداول ، ولاجل ذلك اشتبه المترجم له مع سميه علي بن عبد الحميد صاحب أنوار المضيئة في أحوال الحجة عليه السلام .

(٢) راجع الروضات : ص ٣٨٧ .

٢٢٣
 &

الإثنى عشريّة وبطلان غيره بالأدلّة النقليّة والبراهين العقليّة ، الثاني في بيان الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والعامِّ والخاصّ والمطلق والمقيّد وغير ذلك من مباحث اُصول الفقه ، الثالث والرابع في فقه آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والخامس في بيان أسرار القرآن وقصصه مع فوائد اُخرى . قد عرف سابقاً أنَّ المجلّد الأوَّل كان عند العلّامة النوريّ ، وكان المجلّد الخامس عند الشيخ عليِّ بن الشيخ محمّد ابن صاحب المعالم (١) .

٢ ـ السلطان المفرّج عن أهل الإيمان .

٣ ـ الدرُّ النضيد في مغازي الإمام الشهيد .

٤ ـ سرور أهل الإيمان (٢) .

٥ ـ تبيان انحراف الكشّاف ، أو بيان الجزاف في انحراف صاحب الكشّاف .

٦ ـ النكت اللّطاف الواردة على صاحب الكشّاف . أورد فيهما ثمانمائة إيراد على صاحب الكشاف .

٧ ـ الإنصاف في الردّ على الكشّاف ، ويحتمل اتّحاده مع سابقهما .

٨ ـ الغيبة ، منتخب من كتاب الأنوار المضيئة في أحوال الحجّة الغائب المنتظر عليه‌السلام للسيّد علم الدين المرتضى عليّ بن جلال الدين عبد الحميد النسّابة ابن شمس الدين أبي عليّ شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسويّ ، من علماء أوائل القرن الثامن . واحتمل صاحب الرَّوضات اتّحاده مع كتابه السلطان المفرّج عن أهل الإيمان

٩ ـ كتاب الرجال ، ذيّله السيّد جمال الدين بن الأعرج العميديّ بأمره وذكر في الذيل أحوال العلماء الّذين كانوا في عصر العلامة وبعده وبلغوا ستّا وعشرين ، كما استخرج صاحب المعالم منهم ستّاً وعشرين ، ومنهم المصنّف وذكر من تصانيفه الأنوار

________________________

(١) راجع الذريعة ج ٢ ص ٤١٧ .

(٢) في علامات ظهور صاحب الزمان عليه السلام كما في الروضات ، نص على الكتب الاربعة المصنف في المقدمة الاولى ، ثم قال في المقدمة الثانية : وكتب السيد البهاء الدين بن عبد الحميد والكتابان الاولان مشتملان على أخبار غريبة في الرجعة واحوال القائم عليه السلام ا هـ . قلت : يحتمل قويّاً أن كتاب الانور المضيئة في كلام المصنف غير ما ذكرناه بل هو الانوار المضيئة في أحوال الحجة عليه السلام لسميّه السيد علي بن عبد الحميد الذي يأتي بعد ذلك أن المترجم له انتخب منه وسماه الغيبة .

٢٢٤
 &

الإلهيّة في خمس مجلّدات ، رأى أوَّلها في الخزانة الغرويّة ، كما أنّه رأى كتاب الرجال فيها أيضا . (١)

وذكر صاحب الروضات من مصنّفاته كتاب إيضاح المصباح لأهل الصلاح ، وهو شرح على كتاب المصباح الصغير للشيخ الطوسيّ ، ولكنّ الظاهر أنّ الإيضاح ليس لسيدنا المترجم ، بل لسميّه السيّد بهاء الدين عليّ ابن مجد الدين محمّدابن أبي الحسين محمّدابن أبي الفتح عليّ ابن جلال الدِّين النسابة السيّد عبد الحميد بن التقيّ عبد الله بن اُسامة الحسينيّ . (٢)

* ( مشائخه والراون عنه ) *

يروي عن جماعة من المشايخ منهم :

١ ـ فخر المحقّقين محمّد بن آية الله العلّامة الحلّيّ .

٢ ـ السيّد الأجلّ المرتضى عميد الدين عبد المطلب ابن أبي الفوارس .

٣ ـ العالم الجليل السيّد ضياء الدين عبد الله ابن أبي الفوارس .

٤ ـ تاج الشريعة شمس الملّة والدين أبو عبد الله محمّد ابن الشيخ جمال الدين مكّيّ العامليّ الشهيد الأوَّل .

٥ ـ جدُّه الأدنى السيّد عبد الحميد النيليّ .

ويروى عنه جماعة منهم :

١ ـ جمال الدين أبو العبّاس أحمد ابن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ ، أجازه سنة ٧٩١ .

٢ ـ الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد الحلّيّ صاحب منتخب البصائر المتقدم ترجمته .

٣ ـ الشيخ العالم الفقيه عزّ الدين الحسن بن عليّ بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة العامليّ (٣) .

________________________

(١) راجع الذريعة ١٠ ص ١٥٧ ، وغيره مما ذكرناه قبلا والروضات ص ٣٨٧ .

(٢) راجع الذريعة ج ٢ ص ٤١٦ و ٥٠٠ .

(٣) راجع روضات الجنات والمستدرك والذريعة .

٢٢٥
 &

( ابن همام )

أبو عليّ محمّد بن أبي بكر همّام (١) بن سهيل الكاتب الإسكافيّ شيخ أصحابنا المتقدّمين ، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة من أثبات المحدّثين ومصنفيهم ، ولد بدعاء الإمام العسكريّ عليه‌السلام ويظهر من فهرست النجاشيّ ص ١٥ و ١٧٧ أنّ اسم أبيه عليّ وأنّ همّام جدّه ترجمه الشيخ في رجاله بقوله : محمّد بن همّام البغداديّ يكنّى أبا علي وهمّام يكنّى أبا بكر ، جليل القدر . ثقة ، روى عنه التلعكبريّ وسمع منه أوَّلاً سنة ٣٢٣ ، وله منه إجازة ، ومات سنة ٣٣٢ . انتهى .

وقال في الفهرست ص ١٤١ : محمّد بن همّام الإسكافيّ يكنّى أبا علي ، جليل القدر ثقة ، له روايات كثيرة ، أخبرنا بها عدَّة من أصحابنا عن أبي المفضّل عنه .

وقال النجاشيّ في فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ص ٢٦٨ : محمّد بن أبي بكر همّام ابن سهيل الكاتب الإسكافيّ شيخ أصحابنا ومتقدّمهم ، له منزلة عظيمة كثير الحديث ، قال أبو محمّد هارون بن موسى رحمه الله : حدّثنا محمّد بن همّام قال : حدّثنا أحمد بن مابنداذ قال : أسلم أبي أوّل من أسلم من أهله ، وخرج عن دين المجوسيّة ، وهداه الله إلى الحقِّ وكان يدعو أخاه سهيلاً إلى مذهبه ، فيقول له : يا أخي اعلم أنّك لا تألوني نصحاً ، ولكنّ الناس مختلفون وكلّ يدَّعي أنّ الحقّ فيه ، ولست أختار أن أدخل في شيء إلّا علي يقين ، فمضت لذلك مدَّة وحجّ سهيل ، فلمّا صدر من الحجّ قال لأخيه : الّذي كنت تدعوني إليه هو الحقّ ، قال : وكيف علمت ذلك ؟ قال : لقيت في حجّي عبد الرزّاق بن همّام الصنعانيّ (٢) ، وما رأيت أحداً مثله ، فقلت له على خلوة : نحن قوم من أولاد

________________________

(١) وزان شداد .

(٢) أحد الاعلام الحافظ الشهير المترجم في رجال الطوسي وفي تقريب ابن حجر قال ابن حجر : أبو بكر الصنعاني الحافظ مصنف عمى في آخر عمره فتغير وكان يتشيع من التاسعة . وحكى عن الذهبي وفاته في سنة ٢١١ عن ٨٥ سنة .

٢٢٦
 &

الأعاجم وعهدنا بالدخول في الإسلام قريب ، وأرى أهله مختلفين في مذاهبهم ، وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك ، واُريد أن أجعلك حجّة فيما بيني وبين الله عزَّ وجلَّ ، فإن رأيت أن يبيّن لي ما يرضاه لنفسك من الدين لاتبعك واُقلّدك فأظهر لي محبّة آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتعظيمهم والبراءة من عدوّهم والقول بإمامتهم ، قال أبو علي : أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه عن عمّه وأخذته عن أبي ، قال أبو محمّد هارون ابن موسى : قال أبو علي محمّد بن همّام (١) : قال : كتب أبي إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليه‌السلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حمل بولد ويعرِّفه أنّ له حملاً ، ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته وأن يجعله ذكراً نجيّاً من مواليهم ، فوقّع على رأس الرقعة بخطّ يده : قد فعل الله ذلك ، فصحّ الحمل ذكراً ، قال هارون بن موسى : أراني أبو علي ابن همّام الرقعة والخطّ وكان محقّقاً . ا هـ .

ووثّقه في ص ٨٨ في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك قال : لا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همّام . ا هـ .

له ترجمة ضافية تعرب عن شيخوخته وعن وثاقته في كلّ من التراجم المتأخّرة عن الفهرستين والرجال .

* ( مولفاته ) *

له كتاب الأنوار في تاريخ الأئمّة عليهم‌السلام ، نصّ عليه النجاشي في الفهرست وابن شهر آشوب في معالم العلماء ص ٩٠ ، وينقل عنه الشيخ حسين بن عبد الوهّاب المعاصر للسيّد المرتضى في عيون المعجزات (٢) ، والسيّد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس المتوفّى سنة ٦٩٢ في فرحة الغريّ (٣) ، وكان منتخبه عند العلّامة المصنّف .

ونسب إليه المصنّف كتاب التمحيص في بيان موجبات تمحيص ذنوب المؤمنين (٤)

________________________

(١) في الفهرست المطبوع وبعض التراجم : أبو محمد علي بن محمد بن همام ، والظاهر أنه غلط .

(٢) راجع عيون المعجزات المطبوع بالنجف سنة ١٣٦٩ ص ٦ و ١٠ و ١٣ و ٣٦ .

(٣) راجع فرحة الغري المطبوع بالنجف سنة ١٣٦ ص ٨٦ و ٨٨ و ٩١ و ٩٤ .

(٤) يوجد منه نسخة في النجف عند الفاضل الاردوبادي وغيره وفي تبريز في المكتبة الموقوفة للايرواني وفي فيض آباد الهند في مكتبة السيد راجه محمد مهدي . راجع الذريعة .

٢٢٧
 &

قال في المقدمة الاُولى : كتاب التمحيص لبعض قدمائنا ويظهر من القرائن الجليّة أنّه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي عليّ محمّد بن همّام ، وعندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدّس سرّه . ا هـ .

وقال في المقدّمة الثانية : وكتاب التمحيص ومتانته تدلّ على فضل مؤلّفه ، وإن كان مؤلّفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران . انتهى .

وجزم بذلك صاحب الروضات ، ولكنّ الشيخ إبراهيم القطيفيّ المعاصر للمحقّق الكركيّ نصّ على أنّه للحسن بن عليّ بن شعبة صاحب تحف العقول ، قال في آخر كتابه الوافية في تعيين الفرقة الناجيّة بعد إخراجه ثلاثة أحاديث عن كتاب التمحيص : الحديث الأوَّل ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه أبو محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّانيّ في الكتاب المسمّى بالتمحيص عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ويظهر ذلك أيضاً من القاضي نور الله التستريّ في كتاب المجالس حيث أورد الأحاديث الثلاثة عن كتاب الوافية في مجالسه في ترجمة أبي بكر الحضرميّ ولم يعترض على صاحب الوافية (١) ، و جزم بذلك الشيخ الحرّ العامليّ في أمل الآمل ص ٣٩ حيث عدّه من مؤلّفات ابن شعبة وقال : ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين . انتهى .

ورجّح ذلك صاحب الرياض حيث قال : وأمّا قول الاُستاد الاستناد : إنّ كتاب التمحيص من مؤلّفات غيره ـ أي غير الحسن المذكور ـ فهو عندي محلّ تأمّل ، لأنَّ الشيخ إبراهيم أقرب وأعرف ، مع أنّ عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلّفاته الّتي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم إليه تدلُّ على أنّه ليس منه فتأمّل ، ويستفاد ذلك من العلّامة الرازيّ أيضاً (٢) .

ووقف العلّامة النوريّ في ذلك ، وقال : إنّي إلى الآن ما تحقّقت طبقة صاحب تحف العقول حتّى أستظهر منها ملائمتها للرواية عن أبي علي محمّد بن همّام وعدمها ، والقطيفيّ من العلماء المتبحّرين إلّا أنّه لم يعلم أعرفيّته في هذه الاُمور من العلّامة المجلسيّ

________________________

(١) راجع الذريعة ج ٤ ص ٤٣٢ والمستدرك ج ٣ ص ٣٢٧ .

(٢) راجع الذريعة ج ٣ ص ٤٠٠ وج ٤ ص ٤٣٢ .

٢٢٨
 &

رحمة الله عليه ، وهو في طبقة المحقّق الكركيّ ، وهذا المقدار من التقدُّم غير نافع في المقام نعم ما ذكره صاحب الرياض أخيراً يورث الشكّ في النسبة إلّا أنّه يرتفع بملاحظة ما ذكرنا (١) ، ومع الغضّ عنه فالكتاب مردّد بين العالمين الجليلين الثقتين ، فلا يضرّ الترديد في اعتباره والاعتماد عليه (٢) .

يروي عن جماعة كثيرة من مشايخ الفقه والحديث منهم :

١ ـ عبد الله بن جعفر الحميريّ . (٣)

٢ ـ أبو القاسم حميد بن زياد الدهقان الكوفيّ المتوفّى سنة ٣١٠ . (٤)

٣ ـ عبد الله بن العلا المذاديّ . (٥)

٤ ـ أحمد بن مابنداذ . (٦)

٥ ـ أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري . (٧)

٦ ـ عبّاس بن محمّد بن الحسين . (٨)

٧ ـ الحسين بن أحمد المالكيّ . (٩)

٨ ـ أبو القاسم عليُّ بن محمّد بن رباح النحويّ . (١٠)

٩ ـ أحمد بن محمّد بن موسى النوفليّ . (١١)

________________________

(١) أي وجود جملة حدثنا أبو علي محمد بن همام في اول الكّتاب .

(٢) راجع المستدرك ج ٣ ص ٣٢٧ .

(٣) فهرست النجاشي ص ٦ بشارة المصطفى ص ١٨ .

(٤) فهرست الطوسي ص ٤٣ و ١٦٩ ، امالي ابن الشيخ ص ٧٥ .

(٥) فهرست النجاشي ص ٥٨ و ٦١ امالي ابن الشيخ ص ٤٢ .

(٦) فهرست النجاشي ص ١٩٩ و ٢٦٨ و ٢٩٤ .

(٧) "         "           " ٨٨ ، التهذيب ج ١ ص ٤٢٨ .

(٨) "         "           " ١٠٨ .

(٩) "         "           " ١١٢ ، امالي ابن الشيخ ص ١٩٢ .

(١٠) فهرست الطوسي ص ٩٦ ، التهذيب . ج ٢ ص ١٥ ، وفي فهرست النجاشي ص ١٤٨ أحمد ابن محمد بن رياح وفي التهذيب ج ٢ ص ٧ محمد بن محمد بن رباح .

(١١) فهرست النجاشي ص ٢١١ . فهرست الطوسي ص ١١٦ وفي النجاشي ص ١٧٧ : أحمد بن محمد بن موسى ولعله متحد معه .

٢٢٩
 &

١٠ ـ عليّ بن الحسين الهمدانيّ . (١)

١١ ـ أحمد بن إدريس . (٢)

١٢ ـ أبو جعفر محمّد بن أحمد بن خاقان النهديّ . (٣)

١٣ ـ المنذر بن زياد . (٤)

١٤ ـ عبيد بن كثير . (٥)

١٥ ـ محمّد بن جعفر الرزّاز (٦) المتولّد سنة ٢٣٦ والمتوفّى سنة ٣١٠ .

١٦ ـ محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيّ . (٧)

١٧ ـ الحسين بن محمّد بن مصعب . (٨)

١٨ ـ القاسم بن إسماعيل . (٩)

١٩ ـ محمّد بن أحمد بن ثابت . (١٠)

٢٠ ـ العاصمي . (١١)

٢١ ـ أبو غسان الذهليّ . (١٢)

٢٢ ـ الحسن بن محمّد بن جمهور . (١٣)

٢٣ ـ عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن أحمد المصعبيّ . (١٤)

٢٤ ـ أبو سعيد الحسن بن زكريّا البصريّ . (١٥)

________________________

(١) فهرست النجاشي ص ١٩٤ ، امالي ابن الشيخ ص ١٩٢ .

(٢) "         "           ص ٢٥ ، الامالي ص ٢٦٤ .

(٣) "         "           ص ٢٠٨ ، فهرست الطوسي ص ١٢٠

(٤) فهرست النجاشي ص ٢١٨ .

(٥) النجاشي ص ٢٦٠

(٦) فهرست الطوسي ص ١٧٠ ، هو خال والد أبي غالب أحمد بن محمد الزراري .

(٧) فهرست الطوسي ص ١٤٠ .

(٨) فهرست الطوسي ص ١٦٦ .

(٩) "         "           ص ٦٧ .

(١٠) "       "           ص ٧٨ .

(١١) "       "           ص ٧٨ .

(١٢) "       "           ص ١٩٢ .

(١٣) التهذيب ج ٢ ص ٣٢ .

(١٤) امالي ابن الشيخ ص ٢٨٦ ، وهو أخوطاهر بن عبد الله بن طاهر .

(١٥) امالي ابن الشيخ ص ٥٨ بشارة المصطفى ص ٢٧ .

٢٣٠
 &

٢٥ ـ أبو جعفر أحمد بن مابدازان منصور بن العباس العصبانيّ . (١)

٢٦ ـ عليّ بن محمّد بن مسعدة بن صدقة . (٢)

* ( الراوون عنه ) *

يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار ، منهم :

١ ـ أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ المتوفّى سنة ٣٨٥ سمع منه أولاً سنة ٣٢٣ ، وله منه إجازة . (٣)

٢ ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن البهلول بن المطلب أبو المفضّل الشيبانّي (٤) .

٣ ـ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن الجرّاح المعروف بابن الجنديّ . (٥)

٤ ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه المتوفّى سنة ٣٦٨ أو ٣٦٩ . (٦)

٥ ـ محمّد بن أحمد بن داود القميّ ، شيخ القميين في وقته وفقيههم المتوفّى سنة ٣٧٨ . (٧)

٦ ـ أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفيّ المعروف بابن الزيّات . (٨)

٧ ـ مظفّر بن محمّد البلخيّ الورّاق . (٩)

٨ ـ إبراهيم بن محمّد بن معروف أبو إسحاق المذاري . (١٠)

٩ ـ أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمريّ . (١١)

________________________

(١) هكذا في الامالي المطبوع ص ٧٨ ، ويحتمل أنه تصحيف أحمد بن مابنداذ منصور بن العباس راجع النجاشي ص ٢٩٤ .

(٢) امالي ابن الشيخ ص ١٠٢ .

(٣) فهرست النجاشي ص ٢٨٦ فهرست الطوسي ص ٩٦ .

(٤) فهرست الطوسي ص ١٤١

(٥) فهرست النجاشي ص ٦٠ و ١٥٧ و ١٧٣ .

(٦) التهذيب ج ١ ص ٤٢٨ ، الامالي ص ٢٦٤ ، بشارة المصطفى ص ١٨ .

(٧) التهذيب ج ٢ ص ٧ .

(٨) الامالي ص ٤ .

(٩) الامالي ص ٤٨ و ٧٥ . بشارة المصطفى ص ٢٧ ، والظاهر أنه أبو الجيش المتوفى سنة ٣٦٧ المترجم في فهرستي النجاشي والطوسي وابن النديم .

(١٠) فهرست النجاشي ص ١٤ .

(١١) فهرست النجاشي ص ٨٨ .

٢٣١
 &

١٠ ـ أحمد بن محمّد المستنشق . (١)

* ( ولادته ووفاته ) *

ولد ـ قدِّس سرُّه ـ في يوم الاثنين لستّ خلون من ذي الحجّة سنة ٢٥٨ .

وتوفّي يوم الخميس لإحدى عشر ليلة بقيت من جمادي الاخرى سنة ٣٣٦ ، هذا على ما في فهرست النجاشيّ . ولكن الشيخ قال في رجاله : مات سنة ٣٣٢ .

( ابن فهد الحلي )

جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ ، صاحب المقامات العالية في العلم والعمل والخصال النفسانيّة ، ترجمه السيّد جمال الدين ابن الأعرج في تذييله على كتاب الرجال للنيليّ المتقدّم ذكره بقوله : أحمد بن محمّد بن فهد ـ بالفاء المعجمة والدال المهملة بعد الهاء ـ من الرجال المتأخّرين في زماننا هذا ، أحد المدرِّسين في المدرسة الرعيّة في الحلّة السيفيّة من أهل العلم والخير والصلاح والبذل والسماح ، استجازني فأجزت له مصنّفاتي ورواياتي عن مشايخي ورجالي . ا هـ . (٢)

وأطراه المحقّق الكركيّ في إجازته للقاضي صفيّ الدين عيسى في جملة مشايخ عليّ بن هلال بقوله : وأفقههم وأزهدهم وأعبدهم وأتقاهم الشيخ الأجلّ ، الزاهد العابد الورع ، العلّامة الأوحد جمال الدين ا هـ . (٣)

ووصفه الشيخ الحرُّ في أمل الآمل ص ٣٣ بقوله : عالم فاضل ثقة صالح زاهد عابد ورع ، جليل القدر ا هـ .

وقال البحرانيُّ في اللّؤلؤة : فاضل عالم فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقيّ نقيّ ، إلّا أنّ له ميلاً إلى الصوفيّة ، بل تفوّه به في بعض مصنّفاته .

وقال الشيخ أسد الله التستريّ في المقابس ص ١٨ : الشيخ الأفخر الأجلّ الأوحد

________________________

(١) فهرست النجاشي ص ١٤٩ .

(٢) راجع الروضات ص ٢١ .

(٣) راجع المستدرك ج ٣ ص ٤٣٥ .

٢٣٢
 &

الأكمل الأسعد ضياء المسلمين ، برهان المؤمنين ، قدوة الموحّدين ، فارس مضمار المناظرة مع المخالفين والمعاندين ، اُسوة العابدين نادرة العارفين والزاهدين أبو المحامد جمال الدين . ا هـ .

وقال الفاضل الخونساريّ في الروضات ص ٢٠ : الشيخ العالم العامل العارف الملّيّ وكاشف أسرار الفضائل بالفهم الجبلّيّ جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ الساكن بالحلّة السيفيّة والحائر الشريف حيّاً وميّتاً ، له من الاشتهار بالفضل والاتقان والذوق والعرفان والزهد والأخلاق والخوف والاشفاق وغير اُولئك من جميل السياق ما يكفينا مؤونة التعريف ويغنينا عن مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول والفروع والاُصول والقشر واللّب واللّفظ والمعنى والظاهر والباطن والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع ويكمل . ا هـ .

ووصفه بنحو هذه الكلمة الفاضل المامقاني في تنقيح المقال ج ١ ص ٩٢ .

وأثنى عليه شيخنا النوريّ في المستدرك ج ٣ ص ٤٣٤ بقوله : صاحب المقامات العالية في العلم والعمل والخصال النفسانيّة التي لا توجد إلا في الأقلّ ، ثمَّ نقل عن الرجاليّ الخبير الشيخ عبد النبيّ الكاظميّ أنّه قال في تكملة الرجال : كان زاهداً مرتاضاً عابداً يميل إلى التصوّف (١) ، وقد ناظر في زمان ميرزا اسيند التركمان والى العراق من علماء المخالفين فأعجزهم فصار ذلك سبباً لتشيّع الوالي ، وزيّن الخطبة والسكّة بأسماء الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، ومن تصانيفه المشهورة كتاب المهذّب والموجز والتحرير و عدّة الداعي والتحصين ورسالة اللّمعة الحلّيّة في معرفة النيّة ، ويروى أنّه رأى في الطيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه آخذاً بيد السيّد المرتضى رضي الله عنه يتماشيان في الروضة المطهّرة الغرويّة وثيابهما من الحرير الأخضر ، وتقدّم الشيخ أحمد بن محمّد وسلّم عليهما فأجاباه فقال السيّد له : أهلاً بناصرنا أهل البيت ، ثمَّ سأله السيّد عن أسماء تصانيفه

________________________

(١) وقد سمعت قبلا أن البحراني رماه أيضاً بذلك ، لكن أبو علي الرجالي نزه ساحته عن ذلك في كتاب منتهى المقال ص ٤٥ ، في ترجمة أحمد بن محمد بن نوح السيرافي حيث قال : غير خفي أن ضرر التصوف إنما هو فساد الاعتقاد من القول بالحلول أو الوحدة في الوجود أو الاتحاد أو فساد الاعمال كالاعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير من المتصوفة في مقام الرياضة أو العبادة ، وغير خفي على المطلعين على أحوال هؤلاء الاجلة أنهم منزهون عن كلا الفسادين قطعاً .

٢٣٣
 &

فلمّا ذكرها له قال السيّد : صنّف كتاباً مشتملاً على تحرير المسائل وتسهيل الطرق والدلائل ، واجعل مفتتح ذلك الكتاب : بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله المقدّس بكماله عن مشابهة المخلوقات ، فلمّا انتبه الشيخ الأجلّ شرع في تصنيف كتاب التحرير وافتتحه بما ذكره السيّد . ا هـ .

وله ذكر جميل أيضاً في منتهى المقال ص ٣٩ وسفينة البحار ج ٢ ص ٣٨٧ وغيرهما .

* ( مؤلفاته ) *

١ ـ كتاب المهذّب شرح المختصر النافع .

٢ ـ عدَّة الداعيّ . (١)

٣ ـ المقتصر .

٤ ـ الموجز الحاوي .

٥ ـ شرح الألفيّة للشهيد .

٦ ـ المحرّر . (٢)

٧ ـ التحصين . (٣)

٨ ـ الدّر الفريد في التوحيد .

٩ ـ رسالة اللّمعة الحلّيّة في معرفة النيّة . (٤)

١٠ ـ رسالة في معاني أفعال الصلاة وترجمة أذكارها .

١١ ـ نبذة الباغي فيما بدّ من آداب الداعي ، وهو ملخّص عدّة الداعيّ .

١٢ ـ مصباح المبتدي وهداية المقتدي في فقه الصلاة ، على ما نسبه إليه بعض الفضلاء .

١٣ ـ كفاية المحتاج في مناسك الحاجّ .

١٤ ـ رسالة موجزة في منافيات الحجّ .

________________________

(١) طبع في تبريز سنة ١٢٨٤ وطبع أيضا بهند .

(٢) في بعض المصادر : التحرير ، قال صاحب الذريعة : الصحيح المحرر .

(٣) طبع في هامش مكارم الاخلاق المطبوع بايران سنة ١٣١٤ وطبع بعده كتاب الفصول ونسبه إليه ولعله هو رسالة تعقيبات الصلاة .

(٤) في بعض المصادر « اللمعة الجلية » .

٢٣٤
 &

١٥ ـ رسالة مختصرة في واجبات الصلاة .

١٦ ـ رسالة في تعقيبات الصلاة .

١٧ ـ المسائل الشاميّات .

١٨ ـ المسائل البحريّات ، وغير ذلك من كتبه ورسائله .

* ( أساتذته ومن روى عنهم ) *

يروي عن جملة من تلامذة الشهيد الأوَّل وفخر المحقّقين :

١ ـ الشيخ المتكلّم الفقيه جمال الدين أبي عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين ابن محمّد السيوريّ الأسديّ الحلّيّ صاحب التنقيح وكنز العرفان .

٢ ـ الشيخ زين الدين أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسن الخازن الحائريّ الفقيه الفاضل أجازه الشهيد قدّس سرّه في ١٢ رمضان سنة ٧٨٤ .

٣ ـ الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوّج تلميذ الشيخ الأجلّ فخر المحقّقين .

٤ ـ السيّد الأجلّ المتقدّم ذكره بها الدين عليّ بن عبد الكريم النيليّ النسّابة .

* ( تلامذته ومن روى عنه ) *

يروي عنه جماعة من العلماء الثقات منهم :

١ ـ الشيخ عليّ بن هلال الجزائريّ شيخ المحقّق الكركيّ .

٢ ـ الشيخ العالم الفقيه عزّ الدين حسن بن عليّ بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة العامليّ .

٣ ـ الشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسديّ الحلّيّ صاحب كتاب الفوائد الباهرة . (١)

٤ ـ السيّد محمّد بن فلاح بن محمّد الموسويّ الواسطيّ ، أوّل سلاطين خوزستان و الحويزة .

________________________

(١) سماه بذلك العلامة الرازي في الذريعة ، وفي الروضات الفرائد الباهرة .

٢٣٥
 &

٥ ـ الشيخ زين الدين عليّ بن محمّد الطائيّ . (١)

* ( تولده ووفاته ) *

ولد ـ قدِّس سرُّه ـ سنة ٧٥٧ ، وتوفّي سنة ٨٤١ ، ودفن في البستان المتّصل بالمكان المعروف « بخيمه گاه » في الحائر الحسينيّ . (٢)

( العلامة الحليّ )

الشيخ الأجلّ الأعظم ، فريد عصره ووحيد دهره بحر العلوم والفضائل ومنبع الأسرار والدقائق ، مجدّد المذهب ومحييه وماحي أعلام الغواية ومفنيه ، الإمام العلّامة الأوحد ، آية الله المطلق ، جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف ابن زين الدين عليّ بن مطهّر الحلّيّ نوّر الله مضجعه .

كان ـ قدِّس سرُّه ـ من فطاحل علماء الشريعة ، وأعاظم فقهاء الجعفريّة ، جامعاً لشتّى العلوم ، حاوياً مختلفات الفنون ، مكثّراً للتصانيف ومجوّداً فيها ، استفادت الاُمّة جمعاء من تصانيفه القيّمة منذ تأليفها ، وتمتّعوا من أنظاره الثاقبة طيلة حياته وبعد مماته ، له ترجمة ضافية في كتب التراجم وغيرها تعرب عن تقدُّمه في العلوم وتضلّعه فيها ، وتنمُّ عن مراتبه السامية في العلم والعمل وقوّة عارضته في الظهور على الخصم ، وذبّه عن حوزة الشريعة ونصرته للمذهب وإنّا وإن لم يسعنا في هذا المختصر سرد جميعها لكنّا نذكر شكراً لحقّه بعضاً منها .

قال معاصره ابن داود في رجاله : شيخ الطائفة وعلّامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإماميّة إليه في المعقول والمنقول . ا هـ . (٣)

وقال الشهيد الأوَّل في إجازته لابن الخازن : الإمام الأعظم الحجّة ، أفضل المجتهدين جمال الدين ا هـ . (٤)

________________________

(١) راجع المستدرك والروضات والمقابس .

(٢) وفي الروضات توفى سنة ٨٤١ وهو ابن ٨٥ سنة .

(٣) نقد الرجال ص ٩٩ .

(٤) إجازات البحار ص ٣٩ .

٢٣٦
 &

ووصفه ابن أبي جمهور الأحسائيّ في إجازته للشيخ محمّد بن صالح الحلّيّ بقوله : شيخنا وإمامنا ، ورئيس جميع علمائنا ، العلّامة الفهّامة ، شيخ مشايخ الإسلام ، و الفارق بفتاويه بين الحلال والحرام ، والمسلّم له الرئاسة في جميع فرق الإسلام . ا هـ . (١)

وأطراه عليُّ بن هلال في إجازته للمحقّق الكركيّ بقوله : الشيخ الإمام الأعظم المولى الأكمل الأفضل الأعلم جمال الملّة والحقّ والدين . ا هـ (٢)

وفي إجازة المحقّق الكركيّ لسميّه الميسيّ : شيخنا الإمام ، شيخ الإسلام ، مفتي الفرق ، بحر العلوم ، أوحد الدهر ، شيخ الشيعة بلامدافع جمال الملّة والحقّ والدين . ا هـ (٣)

وفي إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمّد الأستراباديّ : الإمام السعيد ، اُستاد الكلّ في الكلّ ، شيخ العلماء والراسخين ، سلطان الفضلاء المحقّقين ، جمال الملّة والحقّ والدين . (٤)

ومدحه الشهيد الثاني في إجازته للسيّد عليّ بن الصائغ : بشيخ الإسلام ومفتي فرق الأنام ، الفاروق بالحقّ للحقّ ، جمال الإسلام والمسلمين ، ولسان الحكماء والفقهاء والمتكلّمين ، جمال الدين . ا هـ . (٥)

ووصفه شرف الدين الشولستانيّ في إجازته للمجلسيّ الأوّل : بالشيخ الأكمل العلّامة آية الله في العالمين جمال الملّة والحقِّ والدين . ا هـ . (٦)

وقال شيخنا البهائيّ في إجازته لصفيّ الدين محمّد القميّ : العلّامة آية الله في العالمين جمال الحقّ والملّة والدين . ا هـ . (٧)

وقال بحر العلوم في فوائده الرجاليّة : علّامة العالم وفخر نوع بني آدم أعظم العلماء شأناً ، وأعلاهم برهاناً ، سحاب الفضل الهاطل ، وبحرالعلم الذي ليس له ساحل جمع من العلوم ما تفرّق في جميع الناس وأحاط من الفنون بمالايحيط به القياس ، مروِّج

________________________

(١) إجازات البحار ص ٥١ .

(٢) المصدر ص ٥٥ .

(٣) المصدر ص ٥٧ .

(٤) المصدر ص ٥٩ .

(٥) المصدر ص ٨٣ .

(٦) المصدر ص ١٤٣ .

(٧) المصدر ص ١٣٠ .

٢٣٧
 &

المذهب والشريعة في المائة السابعة ، ورئيس علماء الشيعة من غير مدافعة ، صنّف في كلّ علم كتباً ، وآتاه الله من كلّ شيء سبباً . (١)

وقال السماهيجيّ في إجازته : إنّ هذا الشيخ رحمه الله بلغ في الاشتهار بين الطائفة بل العامّة شهرة الشمس في رايعة النهار ، وكان فقيهاً متكلّماً حكيماً منطقيّاً هندسيّاً رياضيّاً ، جامعاً لجميع الفنون ، متبحّراً في كلّ العلوم من المعقول والمنقول ، ثقةً إماماً في الفقه والاُصول ، وقد ملاء الآفاق بتصنيفه ، وعطّر الأكوان بتأليفه ومصنّفاته ، و كان اُصوليّاً بحتاً ومجتهداً صرفاً . ا هـ . (٢)

وقال الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص ٤٠ : فاضل عالم علّامة العلماء ، محقّق مدقّق ثقة نقة فقيه محدّث متكلّم ماهر جليل القدر ، عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليّات والنقليّات ، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى . ا هـ .

وأطراه المولى نظام الدين في نظام الأقوال بقوله : شيخ الطائفة وعلّامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، وكلُّ من تأخّر عنه استفاد منه ، وفضله أشهر من أن يوصف . ا هـ . (٣)

ووصفه البحّاثة الرجاليّ الميرزا عبد الله الإصفهانيّ في المجلّد الثاني من رياض العلماء : بالإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر ، علّامة العلماء و فهّامة الفضلاء ، اُستاد الدنيا ، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلّامة عند الإطلاق ، و الموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق ، كان ابن اُخت المحقّق ، وكان رحمه الله آية الله لأهل الأرض ، وله حقوق عظيمة على زمرة الإماميّة والطائفة الحقّة الإثنى عشريّة لساناً وبياناً وتدريساً وتأليفاً ، وقد كان رضي الله عنه جامعاً لأنواع العلوم ، مصنّفاً في أقسامها ، حكيماً متكلّماً فقيهاً محدّثاً اُصوليّاً أديباً شاعراً ماهراً ، وقد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي تدلُّ على جودة طبعه في أنواع النظم

________________________

(١) ، (٢) تنقيح المقال ج ١ ص ٣١٤ .

(٣) الرياض المجلد الثاني .

٢٣٨
 &

أيضاً ، وكان وافر التصانيف متكاثر التآليف ، أخذ واستفاد عن جمّ غفير من علماء عصره من العامّة والخاصّة ، وأفاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصّة بل من العامّة ـ إلى أن قال ـ : وكان من أزهد الناس وأتقاهم ، ومن زهده ما حكاه السيّد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسيّة أنه قدّس سرّه أوصى بجميع صلواته وصيامه مدَّة عمره وبالحجّ عنه مع أنّه كان قد حجّ . ا هـ .

وله ذكر جميل في غير واحد من التراجم ، كمنتهى المقال ص ١٠٥ وكتب رجال الاسترآباديّ ، وجامع الرواة ج ١ ص ٢٣٠ ورياض العلماء والمقابس ص ١٧ وروضات الجنّات ص ١٧٢ والمستدرك ج ٣ ص ٤٥٩ وسفينة البحار ج ٢ ص ٢٢٨ ولسان الميزان ج ٦ ص ٣١٩ (١) والدرر الكامنة . (٢) ومحبوب القلوب للإشكوريّ (٣) وغيرها من التراجم ، وهم وإن بالغوا في ثناه لكن اعترفوا بأنّهم عاجزون عن درك مداه ، وعن الإعراب بمايقتضي شأنه وشخصيّته المثلى ، قال الفاضل التفرشيّ في كتاب نقد الرجال ص ١٠٠ : ويخطر ببالي أن لا أصفه إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده ، وانّ كلّ مايوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه ، له أزيد من سبعين كتاباً في الاُصول والفروع والطبيعيّ والإلهيّ وغيرها . ا هـ .

وقال العلّامة النوريّ بعد أن بالغ في ثنائه : ولآية الله العلّامة بعد ذلك من المناقب والفضائل ما لا يحصى ، أمّا درجاته في العلوم ومؤلّفاته فيها فقد ملأت الصحف وضاق عنه الدفتر ، وكلّما اُتعب نفسي فحالي كناقل التمر إلى هجر ، فالأولى تبعاً لجمع من الأعلام الإعراض عن هذا المقام .

________________________

(١) وقد اشتبه عليه اسمه واسم والده قال : يوسف بن الحسن بن المطهر الحلي المشهور ، كان رأس الشيعة الامامية في زمانه ، وله معرفة بالعلوم العقلية . ا هـ .

(٢) أورده تارة مكبراً وتارة مصغراً .

(٣) راجع الروضات ص ١٧٦ .

٢٣٩
 &

* ( تآليفاته الثمينة الممتعة ) *

له تأليفات كثيرة قيّمة ربما تزيد على مائة مصنّف ، بل قال صاحب مجمع البحرين في مادّة العلّامة : إنّه وجد بخطّه رحمه الله خمسمائة مجلد من مصنّفاته غير ما وجد بخط غيره .

وقد عدَّ جملة منها هو نفسه في كتاب الخلاصة عند ترجمة نفسه ، منها :

١ ـ منتهى المطلب في تحقيق المذهب ، ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه ، لم يتمَّ ، وقد طبع في المجلّدين الضخمين في سنة ١٣١٦ قال رحمه الله : هو في سبع مجلّدات .

٢ ـ تلخيص المرام في معرفة الأحكام .

٣ ـ تحرير الأحكام الشرعيّة ، استخرج فيها فروعاً كثيرة ، طبع بايران في مجلّد كبير .

٤ ـ مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، مطبوع .

٥ ـ استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار ، قال : ذكرنا فيه كلَّ حديث وصل إلينا ، وبحثنا في كلِّ حديث منه على صحّة السند أو إبطاله ، وكون متنه محكماً أو متشابهاً ، وما اشتمل عليه المتن من المباحث الاُصوليّة والأدبيّة ومايستنبط من المتن من الأحكام الشرعية وغيرها .

٦ ـ مصابيح الأنوار ، قال : ذكرنا فيه كلَّ أحاديث علمائنا ، وجعلنا كلّ حديث يتعلّق بفنّ في بابه ، ورتّبنا كلّ فنّ على أبواب ، ابتدأنا فيها بما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمَّ بما روي عن عليّ عليه‌السلام وهكذا إلى آخر الأئمّة عليهم‌السلام .

٧ ـ الدرّ والمرجان في الاحاديث الصحاح والحسان .

٨ ـ نهج الوضاح في الأحاديث الصحاح .

٩ ـ نهج الإيمان في تفسير القرآن ، ذكر فيه ملخّص الكشّاف والتبيان و غيرهما .

١٠ ـ القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .

١١ ـ منهاج الصلاح في الدعوات وأعمال السنة .

٢٤٠