فتح الأبواب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فتح الأبواب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: حامد الخفّاف
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٨

ابْنُ أَبِي جِيدٍ الْقُمِّيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ (١) قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ.

فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ عَنْ صَفْوَانَ وَفَضَالَةَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ (٢) عَنْ أَحَدِهِمَا عليه‌السلام قَالَ الِاسْتِخَارَةُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنَ الزَّوَالِ (٣).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس رأيت حديث الحسن بن محبوب المذكور في نسخة عتقية تاريخ كتابتها شهر بيع الأول سنة أربع عشرة وثلاثمائة ورأيت حديث الحسين بن سعيد في نسخة لعلها في زمن الحسين بن سعيد عليها خط جدي أبي جعفر الطوسي بأنه قد قرأها والحسن بن محبوب والحسين بن سعيد من أعيان أصحابنا الثقات ومعتمد عليهما في الروايات.

قال جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب الفهرست الحسن بن محبوب السراد ويقال الزراد ويكنى أبا علي مولى بجيلة كوفي ثقة روى عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام وروى عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام وكان جليل القدر يعد في الأركان الأربعة في عصره (٤).

وقال جدي أبو جعفر الطوسي أيضا في كتاب الفهرست الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران من موالي علي بن الحسين عليهما

__________________

(١) فهرست الشيخ : ٥٨ / ٢٢٠.

(٢) هو محمّد بن مسلم ، انظر « هداية المحدثين : ٢٥٣ ».

(٣) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٥٧ ، والحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢٢٠ / ٢.

(٤) فهرست الشيخ : ٤٦ / ١٥١.

٢٦١

السلام ، الأهوازي ثقة روى عن الرضا عليه‌السلام وعن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث عليه‌السلام (١).

وأما العلاء بن رزين ومحمد بن مسلم فهما أيضا من ثقات الأصحاب وقد ذكرنا ذلك الآن كي لا ينفر من الاستخارة في ركعات الزوال من لم يعرف تفصيل هذه الأسباب العدد الذي يريد الله جل جلاله وصوله إليه.

__________________

(١) فهرست الشيخ : ٥٨ / ٢٢٠.

٢٦٢

الباب التاسع عشر

في بعض ما رأيته من مشاورة الله جل جلاله برقعتين

في الطين والماء

وجدت في كتاب عتيق فيه دعوات وروايات من طريق أصحابنا تغمدهم الله جل جلاله بالرحمات ما هذا لفظه :

تكتب في رقعتين في كل واحدة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خيرة من الله العزيز الحكيم لعبده فلان بن فلان وتذكر حاجتك وتقول في آخرها افعل يا مولاي وفي الأخرى أتوقف يا مولاي واجعل كل واحدة من الرقاع في بندقة من طين وتقرأ عليها الحمد سبع مرات وقل أعوذ برب الفلق سبع مرات وسورة والضحى سبع مرات وتطرح البندقتين في إناء فيه ماء بين يديك فأيهما انشقت (١) ووقفت قبل الأخرى فخذها واعمل بما فيها إن شاء الله تعالى (٢).

__________________

(١) في البحار : انبعث [ انبثقت ] ، وفي المستدرك : انبثقت ، وفي نسخة : انبعث.

(٢) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٣٨ / ٣ ، والنوريّ في مستدرك الوسائل ١ : ٤٥٠ / ٢.

٢٦٣

فصل :

وَوَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْحَافِظِ (١) وَلَنَا مِنْهُ إِجَازَةٌ بِكُلِّ مَا يَرْوِيهِ مَا هَذَا لَفْظُهُ :

اسْتِخَارَةُ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه اللصلاة والسلام.

وَهِيَ أَنْ تُضْمِرَ مَا شِئْتَ وَتَكْتُبَ هَذِهِ الِاسْتِخَارَةَ وَتَجْعَلَهَا فِي رُقْعَتَيْنِ وَتَجْعَلَهُمَا فِي مِثْلِ الْبُنْدُقِ وَيَكُونَ بِالْمِيزَانِ (٢) وَتَضَعَهُمَا فِي إِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَيَكُونَ عَلَى ظَهْرِ أَحَدِهِمَا افْعَلْ وَالْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ وَهَذِهِ كِتَابَتُهَا مَا شَاءَ اللهُ كَانَ اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ خِيَارَ مَنْ فَوَّضَ إِلَيْكَ أَمْرَهُ وَأَسْلَمَ إِلَيْكَ نَفْسَهُ وَاسْتَسْلَمَ إِلَيْكَ فِي أَمْرِهِ وَخَلَا لَكَ وَجْهُهُ (٣) وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِيمَا نَزَلَ بِهِ اللهُمَّ خِرْ لِي وَلَا تَخِرْ عَلَيَّ وَكُنْ لِي وَلَا تَكُنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَأَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَأَمْكِنِّي وَلَا تُمَكِّنْ مِنِّي وَاهْدِنِي إِلَى الْخَيْرِ وَلَا تُضِلَّنِي وَأَرْضِنِي بِقَضَائِكَ وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

__________________

(١) فِي « د » الْخَيَّاطِ ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنِ يَحْيَى الْحَافِظِ ، قَالَ عَنْهُ الأفندي : « فَقِيهُ عَالِمٌ جَلِيلٌ الْقَدْرِ ، يَرْوِي عَنْهُ عَرَبِيٍّ بْنِ مُسَافِرٌ العبادي وَعَنْهُ يَرْوِي السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ إِجَازَةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ بِعَيْنِهِ الشَّيْخُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الْخَيَّاطِ الْآتِي » الَّذِي عنونه أَيْضاً ، وَاسْتَظْهَرَ اتحادهما قَائِلاً : « لَا يَبْعُدُ عِنْدِي اتحاده مَعَ الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنِ يَحْيَى الْحَافِظِ الْمَذْكُورِ آنِفاً ، بَلْ لَعَلَّ الْحَافِظِ تَصْحِيفٌ الْخَيَّاطِ ، فَلَاحِظْ ».

انْظُرْ « رِيَاضِ الْعُلَمَاءِ ٤ : ٢٨٦ ، الْأَنْوَارِ الساطعة : ١١٨ ».

(٢) أَيُّ اجْعَلْهُمَا متساويتين بِأَنْ تزنهما بِالْمِيزَانِ. « مِنْ بَيَانِ الْبِحَارُ ».

(٣) أَيُّ لَمْ يَتَوَجَّهُ بِوَجْهٍ إِلَى غَيْرُكَ فِي حَاجَةٍ ، قَالَ الْكَفْعَمِيُّ [ فِي الْمِصْبَاحِ : ٣٩٦ ] : أَيُّ أَقْبَلَ عَلَيْكَ بِقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ سِوَاكَ فِي خلوته ، وَفِي الْحَدِيثَ : أَسْلَمَتْ وَجْهِي لِلَّهِ وَتخليت أَيُّ تَبَرَّأْتِ مِنْ الشِّرْكِ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ ، وَالْعَرَبِ تَذْكُرُ الْوَجْهُ وَتُرِيدُ صَاحِبِهِ ، فَيَقُولُونَ : أَكْرَمَ اللهِ وَجْهَكَ أَيُّ أَكْرَمَكَ اللهِ ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ : « كُلِّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ » أَيُّ إِلاَّ إِيَّاهُ. « مِنْ بَيَانِ الْبِحَارُ ».

٢٦٤

اللهُمَّ إِنْ كَانَتْ لِيَ الْخِيَرَةُ فِي أَمْرِي هَذَا فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَسَهِّلْهُ لِي وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ـ ( إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فَأَيُّهُمَا طَلَعَ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ فَافْعَلْ بِهِ وَلَا تُخَالِفْهُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَ ( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (١).

فصل :

وَرَأَيْتُ بِخَطِّي عَلَى الْمِصْبَاحِ وَمَا أَذْكُرُ الْآنَ مَنْ رَوَاهُ لِي وَلَا مِنْ أَيْنَ نَقَلْتُهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ :

الِاسْتِخَارَةُ الْمِصْرِيَّةُ عَنْ مَوْلَانَا الْحُجَّةِ صَاحِبِ الزَّمَانِ عليه‌السلام :

تَكْتُبُ فِي رُقْعَتَيْنِ خِيَرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ (٢) وَتَكْتُبُ فِي إِحْدَاهُمَا افْعَلْ وَفِي الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ وَتَتْرُكُ فِي بُنْدُقَتَيْنِ مِنْ طِينٍ وَتَرْمِي فِي قَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ ثُمَّ تَتَطَهَّرُ وَتُصَلِّي وَتَدْعُو عَقِيبَهُمَا :

اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ خِيَارَ مَنْ فَوَّضَ إِلَيْكَ أَمْرَهُ وَأَسْلَمَ إِلَيْكَ نَفْسَهُ وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِي أَمْرِهِ وَاسْتَسْلَمَ بِكَ (٣) فِيمَا نَزَلَ بِهِ مِنْ أَمْرِهِ اللهُمَّ خِرْ لِي وَلَا تَخِرْ عَلَيَّ وَأَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَمَكِّنِّي وَلَا تُمَكِّنْ مِنِّي وَاهْدِنِي لِلْخَيْرِ وَلَا تُضِلَّنِي وَأَرْضِنِي بِقَضَائِكَ وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتُعْطِي مَا تُرِيدُ اللهُمَّ إِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِي فِي أَمْرِي هَذَا وَهُوَ كَذَا وَكَذَا فَمَكِّنِّي مِنْهُ وَأَقْدِرْنِي عَلَيْهِ وَأْمُرْنِي بِفِعْلِهِ وَأَوْضِحْ لِي طَرِيقَ الْهِدَايَةِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَ اللهُمَّ غَيْرَ ذَلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي إِلَى الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ

__________________

(١) نَقَلَهُ الْمَجْلِسِيُّ فِي بِحَارُ الْأَنْوَارِ ٩١ : ٢٣٨ / ٤ ، وَالْحُرِّ الْعَامِلِيِّ فِي وَسَائِلِ الشِّيعَةِ ٥ : ٢١١ / ٤ ، وَنَقْلِ الْكَفْعَمِيُّ فِي الْمِصْبَاحِ : ٣٩٥ الدُّعَاءِ فَقَطْ عَنْ السَّيِّدِ ابْنِ بَاقِي فِي اخْتِيَارِهِ.

(٢) فِي « مَ » وَالْوَسَائِلِ : لِفُلَانٍ بْنِ فُلَانٍ.

(٣) كَذَا فِي النُّسَخِ ، وَالظَّاهِرُ أَنْ الصَّوَابِ : لَكَ.

٢٦٥

وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَ ( أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ تَسْجُدُ وَتَقُولُ فِيهَا أَسْتَخِيرُ اللهَ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَتَتَوَقَّعُ الْبَنَادِقَ فَإِذَا خَرَجَتِ الرُّقْعَةُ مِنَ الْمَاءِ فَاعْمَلْ (١) بِمُقْتَضَاهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى (٢).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس وقد تقدم ترجيحنا للاستخارة بالست الرقاع على سائر الاستخارات ولعل استخارة البنادق والماء (٣) لمن يكون له عذر عن الاستخارة بالرقاع الست جمعا بين الروايات أو يكون على سبيل التخيير لمن لا يريد الكشف بالست الرقاع وزيادة الانتفاع.

__________________

(١) في « د » : فافعل.

(٢) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٣٩ / ٥ ، والحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢١١ / ٥.

(٣) في « م » زيادة : يكون.

٢٦٦

الباب العشرون

في بعض ما رويته أو رأيته من مشاورة الله جل

جلاله بالمساهمة

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ وَمَعِي مَتَاعٌ كَثِيرٌ فَكَسَدَ عَلَيْنَا فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ابْعَثْ بِهِ إِلَى الْيَمَنِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فَقَالَ لِي سَاهِمْ بَيْنَ مِصْرَ وَالْيَمَنِ ثُمَّ فَوِّضْ أَمْرَكَ إِلَى اللهِ فَأَيُّ الْبَلَدَيْنِ خَرَجَ اسْمُهُ فِي السَّهْمِ فَابْعَثْ إِلَيْهِ مَتَاعَكَ فَقُلْتُ كَيْفَ أُسَاهِمُ فَقَالَ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) اللهُمَّ إِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ الْعَالِمُ وَأَنَا الْمُتَعَلِّمُ فَانْظُرْ فِي أَيِّ الْأَمْرَيْنِ خَيْراً لِي حَتَّى أَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِيهِ وَأَعْمَلَ بِهِ.

ثُمَّ اكْتُبْ مِصْرَ اإِنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ اكْتُبِ الْيَمَنَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ثُمَّ اكْتُبْ فِي رُقْعَةٍ أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ اكْتُبْ يُحْبَسُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَلَا يُبْعَثُ بِهِ إِلَى بَلْدَةٍ مِنْهُمَا ثُمَّ اجْمَعِ الرِّقَاعَ فَادْفَعْهَا إِلَى مَنْ يَسْتُرُهَا عَنْكَ ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ فَخُذْ رُقْعَةً مِنَ الثَّلَاثِ

٢٦٧

رِقَاعٍ فَأَيُّهُمَا وَقَعَتْ فِي يَدِكَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَاعْمَلْ بِمَا فِيهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى (١).

فصل :

وَوَجَدْتُ رِوَايَةً فِي الْمُسَاهَمَةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ وَقَدْ ذَكَرَ جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ فِي كِتَابِ الْفِهْرِسْتِ أَنَّهُ يَرْوِي كِتَابَ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ فِي الشُّورَى وَالْمَسَائِلِ الَّتِي أَخْبَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام الْيَهُودِيَّ فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ فِيمَا رَوَاهُ جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ عَنْهُ فَمِنْ طُرُقِي إِلَيْهَا مَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الطُّرُقِ إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ تَضَمَّنَ الْفِهْرِسْتُ اسْمَ الرُّوَاةِ إِلَى عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ (٢).

__________________

(١) أَوْرَدَهُ السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ فِي الْأَمَانِ مِنْ الْأَخْطَارِ : ٨٤ ، وَرَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ : ٢٥٥ ، بِاخْتِلَافٍ فِي أَلْفَاظُهُ ، وَنَقَلَهُ الْحُرِّ الْعَامِلِيِّ فِي وَسَائِلِ الشِّيعَةِ ٥ : ٢٢٠ / ١ ، وَالْمَجْلِسِيُّ فِي بِحَارُ الْأَنْوَارِ ٩١ : ٢٢٣ ، وَقَالَ فِي بَيَانُهُ : هَذَا عَمِلَ مُعْتَبَرٌ وَسَنَدُهُ لَا يُقَصِّرُ عَنْ الْعَمَلِ الْمَشْهُورُ فِي الرِّقَاعِ ، فَإِنْ ابْنِ سَيَابَةَ عِنْدِي مِنْ الممدوحين الَّذِينَ اعْتَمَدَ الْأَصْحَابِ عَلَى أَخْبَارِهِمْ ، وَيُمْكِنُ تَأْيِيدِهِ بِأَخْبَارِ الْقُرْعَةُ ، فَإِنَّهُ وَرَدَ أَنَّهَا لِكُلِّ أَمَرَ مُشْكِلٌ ، وَرَدَّ أَنَّهُ مَا مِنْ قَوْمٍ فَوَّضُوا أَمْرَهُمْ إِلَى اللهِ إِلاَّ خَرَجَ لَهُمْ الْحَقِّ ، لَا سِيَّمَا إِذَا اخْتَلَفَتْ الْآرَاءِ فِي الْأَمْرِ الَّذِي يقرعون فِيهِ.

(٢) قَالَ الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ فِي الْفِهْرِسْتِ : ١١١ / ٤٨١ : عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، وَكُنْيَةُ مَأْمُونٍ أَبُو الْمِقْدَامِ ، لَهُ كِتَابِ حَدِيثٍ الشُّورَى ، يَرْوِيهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنِ الْبَاقِرِ عليه‌السلام ، أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ وَإِسْحَاقَ ابْنِي مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُونَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ الْبَاقِرِ عليه‌السلام.

وَلَهُ كِتَابِ الْمَسَائِلِ الَّتِي أَخْبَرَ بِهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام الْيَهُودِيِّ ، أَخْبَرَنَا بِهَا أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الدُّورِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ الْحَسَنِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنِ عَبْدُكَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا طَرِيفٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُوسَى وَعُبَيْدُ اللهِ ابْنِي يَسَارٍ ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وَذَكَرَ الْكِتَابِ.

٢٦٨

٢ ـ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَحَدِهِمَا فِي الْمُسَاهَمَةِ يُكْتَبُ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ـ ( اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ) الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ـ ( أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُخْرِجَ لِي خَيْرَ السَّهْمَيْنِ (١) فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَعَاقِبَةِ أَمْرِي وَعَاجِلِهِ ( إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) مَا شَاءَ اللهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.

ثُمَّ تَكْتُبُ مَا تُرِيدُ فِي رُقْعَتَيْنِ وَتَكُونُ الثَّالِثَةُ غُفْلاً (٢) ثُمَّ تُجِيلُ السِّهَامَ فَأَيُّهَا خَرَجَ عَمِلْتَ عَلَيْهِ (٣) وَلَا تُخَالِفْ فَمَنْ خَالَفَ لَمْ يُصْنَعْ (٤) لَهُ وَإِنْ خَرَجَ الْغُفْلُ رَمَيْتَ بِهِ (٥).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس لعل قائلا يقول فأي حاجة إلى الرقعة الثالثة الغفل وربما يكون المراد بها تكثير الرقاع لئلا تكون رقعتين فتعرفهما إذ تعرف أحدهما أو لعل المراد أن تكون الرقاع أفرادا فقد يكون لذلك معنى ويكون ذلك مرادا أو لغير ذلك مما لا نعلمه نحن فحسب العبد بالتفويض إلى ما يراه له مولاه سعادة دنيا ومعادا.

__________________

(١) في البحار : وأن تخرج لي خيرة.

(٢) الغفل الضم : ما لا علامة فيه « القاموس المحيط ـ غفل ـ ٤ : ٢٥ ».

(٣) في « د » : به.

(٤) أي لم يقدّر له ما هو خير له.

(٥) ذكره المصنّف في الأمان من الأخطار : ٨٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٣٤ / ٨ ، وقال في بيانه : ثم اعلم أن الكتابة على رقعتين لعلّها فيما إذا كان الأمر مردّدا بين شقّين أو بين الفعل والترك ، وإذا كان بين أكثر من شقّين فيزيد الرقاع بعدد الزيادة ، ومع خروج غفل يرميها ويخرج اخرى.

٢٦٩
٢٧٠

الباب الحادي والعشرون

في بعض ما رويته من مشاورة الله جل جلاله

بالقرعة

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ مِنْ كِتَابِ الْمَشِيخَةِ مِنْ مُسْنَدِ جَمِيلٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ وَقَدْ سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ هَذِهِ تُخْرَجُ فِي الْقُرْعَةِ ثُمَّ قَالَ وَأَيُّ قَضِيَّةٍ أَعْدَلُ مِنَ الْقُرْعَةِ إِذَا فُوِّضَ الْأَمْرُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَلَيْسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ ( فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) (١) (٢).

وَمِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ النِّهَايَةِ أَخْبَرَنِي بِهِ وَالِدِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّاوُسِ قَدَّسَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ رُوحَهُ وَنَوَّرَ ضَرِيحَهُ ، فِيمَا

__________________

(١) الصَّافَّاتِ ٣٧ : ١٤١.

(٢) أَوْرَدَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي الْأَمَانِ مِنْ الْأَخْطَارِ : ٨٣ ، وَنَقَلَهُ الْمَجْلِسِيُّ فِي بِحَارُ الْأَنْوَارِ ١٠٤ : ٣٢٥ / ٥.

٢٧١

قَرَأَهُ عَلَى شَيْخِهِ الْفَقِيهِ حُسَيْنِ بْنِ رَطْبَةَ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ عَنْ وَالِدِهِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ بِجَمِيعِ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُهُ كِتَابُ النِّهَايَةِ فِي الْفِقْهِ.

وَأَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ النِّهَايَةِ قَالَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى عليه‌السلام وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ آبَائِهِ وَأَبْنَائِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ كُلُّ مَجْهُولٍ فَفِيهِ الْقُرْعَةُ قُلْتُ لَهُ إِنَّ الْقُرْعَةَ تُخْطِئُ وَتُصِيبُ فَقَالَ كُلُّ مَا حَكَمَ اللهُ فَلَيْسَ بِمُخْطِئٍ (١).

فصل :

وأما كيفية الاستخارة بالقرعة فَوَجَدْتُ بِخَطِّ أَخِيَ الصَّالِحِ الرَّضِيِّ الْقَاضِي الْآوِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنِيِ (٢) ضَاعَفَ اللهُ سَعَادَتَهُ وَشَرَّفَ خَاتِمَتَهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ :

عَنِ الصَّادِقِ عليه‌السلام : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَخِيرَ اللهَ تَعَالَى فَلْيَقْرَأِ الْحَمْدَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ (٣) الْأُمُورِ وَأَسْتَشِيرُكَ لِحُسْنِ ظَنِّي بِكَ فِي الْمَأْمُولِ وَالْمَحْذُورِ ، اللهُمَ

__________________

(١) النِّهَايَةِ : ٣٤٦ ، وَأَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفِ فِي الْأَمَانِ مِنْ الْأَخْطَارِ : ٨٣ ، وَنَقَلَهُ الْمَجْلِسِيُّ فِي بِحَارُ الْأَنْوَارِ ١٠٤ : ٣٢٥ / ٦.

(٢) قَالَ الشَّيْخُ الطهراني فِي الْأَنْوَارِ الساطعة : ١٧٢ : مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الدَّاعِي بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ. هُوَ رَضِيَ الدِّينِ بْنِ فَخَرَّ الدِّينِ بْنِ رَضِيِّ الدِّينِ الْآوِيِّ الْعَلَوِيِّ الأفطسي. ذَكَرَ نَسَبُهُ الى الْحَسَنِ الْأَفْطَسُ ثُمَّ الى الْإِمَامِ السَّجَّادِ فِي خَاتِمَةَ المستدرك ص ٤٤٤ ، يَرْوِي عَنْ أَرْبَعَةُ آبَاءٍ رَابِعُهُمْ الدَّاعِي بْنِ زَيْدٍ [ النابس : ٧٥ ] عَنْ شَيْخِ الطَّائِفَةِ الطُّوسِيُّ. كَانَ الْمُتَرْجَمِ لَهُ مصاحبا لِابْنِ طَاوُسٍ ( مَ ٦٦٤ ) وَيَرْوِي ابْنِ طَاوُسٍ عَنْهُ فِي كَتَبَهُ بَعْضِ الحكايات. وَنَقْلِ الْمَجْلِسِيُّ فِي الْبِحَارِ عَنْ المجموعة للجبعي أَنَّهُ تُوُفِّيَ لَيْلَةٍ الْجُمُعَةِ ٤ صُفْرٍ ٦٥٤ ه‍.

(٣) فِي « مَ » وَ « ش » : بِعَوَاقِبِ.

٢٧٢

إِنْ كَانَ أَمْرِي هَذَا مِمَّا قَدْ نِيطَتْ (١) بِالْبَرَكَةِ أَعْجَازُهُ وَبَوَادِيهِ (٢) وَحُفَّتْ بِالْكَرَامَةِ أَيَّامُهُ وَلَيَالِيهِ فَخِرْ لِي (٣) بِخِيَرَةٍ تَرُدُّ شَمُوسَهُ (٤) ذَلُولاً وَتَقْعَصُ (٥) أَيَّامَهُ سُرُوراً يَا اللهُ إِمَّا أَمْرٌ فَآتَمِرَ وَإِمَّا نَهْيٌ فَأَنْتَهِيَ.

اللهُمَّ خِرْ لِي بِرَحْمَتِكَ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَأْخُذُ كَفّاً مِنَ الْحَصَى أَوْ سُبْحَةً.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن

__________________

(١) أي تعلّقت وناط الشيء تعلق ، وهذا منوط بك أي متعلّق ، والأنواط المعاليق ، ونيط فلان بكذا أي علق ، وقال الشاعر :

وأنت زنيم نيط في آل هاشم

كما نيط خلف الراكب القدح الفرد

« مصباح الكفعمي : ٣٩٣ ».

(٢) أعجاز الشيء آخره ، وبواديه أوله. ومفتتح الأمر ومبتدؤه ومقتبله وعنفوانه وأوائله وموارده وبدائهه وبواديه نظائر. وشوافعه وتواليه وأعقابه ومصادره ورواجعه ومصائره وعواقبه وأعجازه نظائر. « مصباح الكفعمي : ٣٩٣ ».

(٣) في « د » زيادة : اللهمّ.

(٤) أي صعوبته ، يقال : رجل شموس ، أي صعب الخلق. انظر « الصحاح ـ شمس ـ ٣ : ٩٤٠ ».

(٥) كذا في جميع النسخ ، وأوردها الكفعمي بالضاد المعجمة ، وقال : وتقعض أي تردّ وتعطف وقعضت العود عطفته ، وتقعص بالصاد تصحيف ، والعين مفتوحة لأنّه إذا كانت عين الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها في المضارع. وعلّق العلاّمة المجلسي قائلا : وأمّا القعض بالمعنى الذي ذكره [ الكفعمي ] فقد ذكره الجوهريّ ، ولم يورد الفيروزآبادي هذا البناء أصلا ، وهو غريب ، وفي كثير من النسخ بالصاد المهملة ، ولعلّه مبالغة في السرور ، وهذا شائع في عرف العرب والعجم ، يقال لمن أصابه سرور عظيم : مات سرورا ، أو يكون المراد به الانقضاء أي تنقضي بالسرور والتعبير به لأنّ أيّام السرور سريعة الانقضاء ، فإنّ القعص الموت سريعا ، فعلى هذا يمكن أن يقرأ على بناء المعلوم والمجهول ، وقال الفيروزآبادي : القعص الموت الوحي ، ومات قعصا أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه ، وقعصه كمنعه قتله مكانه كقعّصه ، وانقعص مات ، والشيء انثنى انتهى ، فعلى ما ذكرناه يمكن أن يكون بالمهملة بالمعنى الذي ذكره في المعجمة ، ولا يبعد أن يكون في الأصل تقيّض فصحّف ولعلّ الأولى العمل بالرواية التي ليست فيها هذه الكلمة « بحار الأنوار ٩١ : ٢٤٩ ».

٢٧٣

الطاووس : هذا لفظ الحديث (١) ، ولعل المراد بأخذ الحصى والسبحة أن يكون قد قصد بقلبه أنه إن خرج عدد الحصى والسبحة فردا كان افعل وإن خرج منه زوجا (٢) كان لا تفعل أو لعله يجعل نفسه والحصى أو السبحة بمنزلة (٣) اثنين يقترعان فيجعل الصدر في القرعة منه أو من الحصى أو السبحة فيخرج عن نفسه عددا معلوما ثم يأخذ من (٤) الحصى شيئا أو من السبحة شيئا ويكون قد قصد بقلبه أنه إن وقعت القرعة عليه مثلا فيفعل وإذا وقعت على الحصى أو السبحة فلا يفعل فيعمل بذلك (٥).

فصل :

وحدثني بعض أصحابنا مرسلا في صفة القرعة أنه يقرأ الحمد مرة واحدة وإنا أنزلناه إحدى عشرة مرة ثم يدعو بالدعاء الذي ذكرناه عن الصادق عليه‌السلام في الرواية التي قبل هذه ثم يقرع هو وآخر يقصد بقلبه أنه متى وقع عليه أو على رفيقه يفعل بحسب ما يقصد في نيته يعمل بذلك مع توكله وإخلاص طويته (٦).

أقول : وقد رجحنا الاستخارة بالست الرقاع على سائر الاستخارات وكشفنا ذلك كشفا لا يخفى على من عرفه من أهل العنايات.

__________________

(١) في البحار زيادة : كما ذكرناه.

(٢) في البحار : مزدوجا.

(٣) في النسخ : إلاّ ، وما أثبتناه من البحار.

(٤) أثبتناه من البحار.

(٥) أورده المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٤٧ / ١ ، والحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢١٩ / ٢.

(٦) أورده المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٤٧ ، والنوريّ في مستدرك الوسائل ٣ : ٢٠٠ / ١١.

٢٧٤

فصل :

يتضمن المشاورة لله جل جلاله بالمصحف المقدس ووجدناه

قد سماه الذي رواه بالقرعة

رأيت ذلك في بعض كتب أصحابنا رضوان الله عليهم قال ويصلي صلاة جعفر بن أبي طالب ولم ترد (١) صفتها ولا أي الروايات في تعقيبها بالدعوات وأنا أذكر من الروايات بذلك رواية مختصرة جليلة بعد ذكر صلاة جعفر عليه‌السلام وهذا صفة صلاة جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام جملة وتفصيلا إنك (٢) تبدأ بالنية فتقصد بقلبك أنك تصلي مثل صلاة جعفر بن أبي طالب تعبد الله جل جلاله بذلك لأنه أهل للعبادة ثم تكبر تكبيرة الإحرام وتقرأ الحمد وسورة إذا زلزلت الأرض زلزالها ثم تقول وأنت قائم :

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع وتقول هذا التسبيح في ركوعك عشر مرات ثم ترفع رأسك من الركوع وتقوله عشرا ثم تسجد وتقوله في سجودك عشرا ثم ترفع رأسك من السجود وتجلس وتقوله في حال جلوسك عشرا ثم تسجد السجدة الثانية وتقوله فيها عشرا ثم ترفع رأسك وتجلس وتقوله في حال جلوسك عشرا ثم تقوم فتقرأ الحمد وسورة والعاديات ثم تقول هذا التسبيح في هذه الركعة الثانية كما قلته في الأولى وفي مواضعه التي ذكرناها.

فإذا فرغت منه بعد رفع رأسك من السجدة الثانية في الركعة الثانية فتشهد الشهادتين وصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تسبح تسبيح

__________________

(١) في « د » : يرو.

(٢) في « ش » و « د » : وإنّك.

٢٧٥

الزهراء عليهما‌السلام ، ثم تقوم إلى الركعتين الأخيرتين من صلاة جعفر فتنوي بقلبك كما ذكرناه ثم تكبر تكبيرة الإحرام وتقرأ الحمد وسورة إذا جاء نصر الله والفتح وتقول التسبيح في هذه الركعة الثالثة في عدده ومواضعه كما ذكرناه في الركعة الأولى.

فإذا فرغت من هذه الركعة الثالثة فقم إلى الركعة الرابعة واقرأ الحمد وسورة قل هو الله أحد وقل التسبيح المذكور في هذه الركعة الرابعة في عدده ومواضعه كما ذكرناه في الركعة الأولى.

فإذا فرغت من التسبيح بعد رفع رأسك من السجدة الثانية في الركعة الرابعة فتشهد وصل على النبي وآله صلوات الله عليه وسبح تسبيح الزهراء عليهما‌السلام.

وأما تعقيبها فنذكر ما وعدنا به من الرواية الجليلة ووعودها الجميلة :

رَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يُصَلِّي صَلَاةَ جَعْفَرٍ عليه‌السلام فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ يَا رَبَّاهْ يَا رَبَّاهْ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ رَبِّ رَبِّ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ يَا اللهُ يَا اللهُ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ يَا حَيُّ يَا حَيُّ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ حَتَّى انْقَطَعَ النَّفَسُ سَبْعَ مَرَّاتٍ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ.

ثُمَّ قَالَ : اللهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الْقَوْلَ بِحَمْدِكَ وَأَنْطِقُ بِالثَّنَاءِ عَلَيْكَ وَأُحَمِّدُكَ (١) وَلَا غَايَةَ لِمَدْحِكَ وَأُثْنِي عَلَيْكَ وَمَنْ بَلَغَ غَايَةَ ثَنَائِكَ وَأُمَجِّدُكَ وَأَنَّى لِخَلْقِكَ كُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِكَ وَأَيُّ زَمَنٍ لَمْ تَكُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِكَ مَوْصُوفاً بِمَجْدِكَ عَوَّاداً عَلَى الْمُذْنِبِينَ بِحِلْمِكَ تَخَلَّفَ سُكَّانُ أَرْضِكَ عَنْ طَاعَتِكَ

__________________

(١) فِي مِصْبَاحِ الْمُتَهَجِّدِ : وَأُمَجِّدُكَ.

٢٧٦

فَكُنْتَ عَلَيْهِمْ عَطُوفاً بِجُودِكَ جَوَاداً بِفَضْلِكَ عَوَّاداً بِكَرَمِكَ يَا لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ ( ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ).

وَقَالَ يَا مُفَضَّلُ إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ مُهِمَّةٌ فَصَلِّ هَذِهِ الصَّلَاةَ وَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَسَلْ حَاجَتَكَ يَقْضِ اللهُ حَاجَتَكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَبِهِ الثِّقَةُ (١).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس عدنا الآن إلى ما وقفنا عليه في بعض كتب أصحابنا من صفة الفأل في المصحف الشريف وهذا لفظ ما وقفنا عليه :

صفة القرعة في المصحف : يصلي صلاة جعفر عليه‌السلام فإذا فرغ منها دعا بدعائها ثم يأخذ المصحف ثم ينوي فرج آل محمد بدء وعودا (٢) ثم يقول اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تفرج عن وليك وحجتك في خلقك في عامنا هذا وفي شهرنا هذا فأخرج لنا رأس آية من كتابك نستدل بها على ذلك.

ثم يعد سبع ورقات ويعد عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة وينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطر ثم يعيد الفعل ثانيا لنفسه فإنه يتبين حاجته إن شاء الله تعالى (٣).

أقول أما بعد معنى قوله في كل ما قال في عامنا هذا أن يكون

__________________

(١) رواه الشيخ الطوسيّ في مصباح المتهجد : ٢٧٥ ، وأورده المصنّف في جمال الأسبوع : ٢٩٤ ، والكفعمي في البلد الأمين : ١٥٠ ، والمصباح : ٤٨٠.

(٢) قال المجلسي في بيانه على النصّ في البحار ٩١ : ٢٤١ : لعل المعنى في الحال وفي الرجعة ، أو ينوي ذلك مكرّرا ، وقيل : أي أول مرة وفيما يفعل ثانيا ، وهو بعيد ، وفيه دلالة ما على جواز التفؤل بالمصحف لاستعلام الأحوال.

(٣) أورده الطبرسيّ في مكارم الأخلاق : ٣٢٤ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٤١ / ٢ ، والنوريّ في مستدرك الوسائل ١ : ٣٠١ / ٣.

٢٧٧

العلم بالفرج عن وليه وحجته في خلقه يتوقف على معرفة أمور كثيرة فيكون كل وقت يدعى له بذلك في عامي هذا وفي شهر هذا يفرج الله جل جلاله أمرا من تلك الأمور الكثيرة فيسمى ذلك فرجا.

فصل :

وحدثني بدر بن يعقوب المقرئ الأعجمي (١) رضوان الله عليه بمشهد الكاظم صلوات الله عليه في صفة الفأل في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة فقال تأخذ المصحف (٢) وتدعو فتقول (٣) اللهم إن كان من (٤) قضائك وقدرك أن تمن على أمة نبيك بظهور وليك وابن بنت نبيك فعجل ذلك وسهله ويسره وكمله وأخرج لي آية أستدل بها على أمر فآتمر أو نهي فأنتهي أو ما تريد الفأل فيه في عافية.

ثم تعد سبع أوراق ثم تعد في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر وتتفأل بما يكون في السطر السابع.

وقال في رواية أخرى : إنه يدعو بالدعاء ثم يفتح المصحف الشريف ويعد سبع قوائم ويعد ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة وما في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جل جلاله ثم يعد قوائم بعدد لفظ اسم الله ثم يعد من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي

__________________

(١) ترجم له الشيخ الطهرانيّ في الأنوار الساطعة في المائة السابعة : ٢٤ ، قائلا : بدر الأعجمي ، الشيخ الصالح ، نزيل بغداد أيّام المستنصر ( م ٦٤٠ ) وقد توسط رضيّ الدين عليّ بن طاوس له عند الخليفة فرسم له خمسين دينارا واتفق أنّه وصل الرسم الى خطير الدين محمود بن محمّد ، ثمّ استدركه له ابن طاوس ثانيا. ذكر تفصيله في الباب الخامس من « فرج المهموم ».

(٢) ما بين المعقوفين أثبتّه من بحار الأنوار.

(٣) في البحار : وتدعو بما معناه فتقول.

(٤) في « م » والبحار : في.

٢٧٨

العدد إليها ومن غيرها مما يأتي بعدها سطورا بعدد لفظ اسم الله جل جلاله ويتفأل بآخر سطر من ذلك.

وقال في الرواية الثالثة إنه إذا دعا بالدعاء عد ثماني قوائم ثم يعد في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطرا ويتفأل بما في السطر الحادي عشر وهذا ما سمعناه في الفأل بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه (١).

__________________

(١) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٤٢ / ٤ ، وقال : وجدت في بعض الكتب أنّه نسب إلى السيّد « ره » الرواية الثانية لكنّه قال : يقرأ الحمد وآية الكرسيّ وقوله تعالى : وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ الى آخر الآية ، ثمّ يدعو بالدعاء المذكور ويعمل بما في الرواية. وأورده النوريّ في مستدرك الوسائل ١ : ٣٠١ ذيل حديث ٣.

٢٧٩
٢٨٠