فتح الأبواب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فتح الأبواب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: حامد الخفّاف
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٨

أقول : ولما رأيت أخبارا كثيرة تضمنت تخيير الإنسان فيما يقرؤه بعد الحمد في ركعتي الاستخارات هداني الله جل جلاله إلى أن تكون قراءتي في الركعتين كصلاة ركعتي الغفيلة بين العشاءين فإني وجدت المستشير لله جل جلاله كأنه في ظلمات في رأيه وتدبيره فيما يشاور الله جل جلاله فيه بالاستخارات فقرأت بعد الحمد في الركعة الأولى ـ ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) (١) أقول عند قوله جل جلاله ( وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) ما معناه يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أنا في ظلمات فيما أستشيرك فيه فنجني كما وعدت إنك تنجي المؤمنين واكشف لي ذلك برحمتك على اليقين.

ثم أقرأ في الثانية بعد الحمد ( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) (٢).

ثم أقنت بعد هذه الآية وأقول اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا أنت ثم أدعو أن يفتح الله لي عن هذا الغيب الذي أستشير (٣) فيه بما يكشف لي عن أسراره ودفع مضاره وحقيقة الخير فيه بألفاظ ما أؤثر ذكرها الآن فيدعو كل إنسان بما يفتح عليه صاحب الرحمة والإحسان جل جلاله وتقدس كماله.

__________________

(١) الأنبياء ٢١ : ٨٧ ، ٨٨.

(٢) الأنعام ٦ : ٥٩.

(٣) في « د » : أستخير.

٢٢١

ومما وجدت من فوائد الاستخارات أنني كنت إذا حصل ميقات زيارات أجد قلبي ونفسي تنازع إلى الزيارة لأجل ورود الأخبار بثواب ذلك الميقات وإلا فلأي حال ما توجهت إلى الزيارة قبل تلك الأوقات فأخاف أن يكون عملي لمجرد الثواب والزيارة ولا يكون خالصا لوجه الله جل جلاله ولا لأنني أعبده لأنه جل جلاله أهل للعبادة على التحقيق والذي وصل إليه معرفتي أنه لا تصح العبادة على التحقيق واليقين إلا إذا كانت العبادة لله جل جلاله خالصة لأنه أهل للعبادة من غير التفات إلى ثواب عاجل ولا آجل (١) فهو جل جلاله أهل لذلك وما يحتاج العبد معه إلى رشوة في العبادة إن كان من العارفين وقد كشفت ذلك كشفا واضحا في كتاب تتمات مصباح المتهجد ومهمات في صلاح المتعبد فكنت أعالج نفسي وقلبي على أنها (٢) عند التوجه إلى الزيارات أو عند غيرها من المندوبات التي تصح فيها الاستخارات أن لا يكون الباعث لها فوائد الثواب في الزيارات فلا تسارع إلى (٣) القبول مني وأجد مشقة في إخلاص ذلك ووقوعه على وجه يرضى به الله جل جلاله عني فوجدت بالاستخارات في الزيارات وغيرها مما استخرت فيه سلامة عظيمة من هذه الآفات وذلك أنني عند وقت الميقات لا أعلم مصلحتي أنني أقيم عند عيالي ومن يكون مقيما في البلد من إخواني لمصلحتهم وأنني أكون أكثر تفرغا وأمكن من الخلوة بالزيارة من داري أو تكون المصلحة في الزيارة ومفارقة عيالي ولقاء من يكون هناك من إخواني وأن تكون الزيارة مع الجماعات أرجح من الزيارة في الدار مع الخلوات ولأنني لا أدري ما يتجدد علي في السفر من الحادثات والعوائق والشواغل عن العبادات وكذلك ما أدري ما يتجدد علي

__________________

(١) في « د » : أو آجل.

(٢) في « د » : أنهما.

(٣) في « د » : في.

٢٢٢

إن أقمت من العوائق والحوائل التي ليست محسوبات (١) فهذا ما لا أعلمه إلا من جانب العالم بالعواقب والخفيات فإذا شرعت في الاستخارة في الزيارة ما يبقى ذلك الوقت عندي التفات إلى ثواب ما ورد في الروايات وإنما يبقى خاطري متعلقا بما يتقدم به الله جل جلاله الآن في الاستخارات فإذا جاءت الاستخارة افعل امتثلت ذلك الأمر المقدس وعبدته بالامتثال لأنه جل جلاله أهل لهذه الحال.

ومما وجدت من طرائف الاستخارات أنني طلبني بعض أبناء الدنيا وأنا بالجانب الغربي من بغداد فبقيت اثنين وعشرين يوما أستخير الله جل جلاله كل يوم في أن ألقاه في ذلك اليوم فتأتي الاستخارة لا تفعل في أربع رقاع أو في ثلاث متواليات وما اختلفت في المنع مدة اثنين وعشرين يوما وظهر لي حقيقة سعادتي بتلك الاستخارات فهل هذا من غير عالم الخفيات؟

ومما وجدت من عجائب الاستخارات أنني أذكر أنني وصلت الحلة في بعض الأوقات التي كنت مقيما بدار السلام فأشار بعض الأقوام بلقاء بعض أبناء الدنيا (٢) من ولاة البلاد الحلية فأقمت بالحلة لشغل كان لي شهرا فكنت كل يوم أستصلحه للقائه أستخير الله جل جلاله أول النهار وآخره في لقائه في ذلك الوقت فتأتي الاستخارة لا تفعل فتكملت نحو خمسين استخارة في مدة إقامتي (٣) لا تفعل فهل يبقى مع هذا عندي ريب (٤) لو كنت لا أعلم حال الاستخارة أن هذا صادر عن الله جل جلاله العالم بمصلحتي هذا مع ما ظهر بذلك من سعادتي وهل يقبل

__________________

(١) في « د » و « ش » : محسوسات.

(٢) في « م » : الزمان.

(٣) في البحار زيادة : كلها.

(٤) ما بين المعقوفين من البحار.

٢٢٣

العقل أن الإنسان يستخير خمسين استخارة تطلع (١) كلها اتفاقا لا تفعل؟

ومما وجدت من عجائب الاستخارات أنني قد بلغت من العمر نحو ثلاث وخمسين سنة ولم أزل أستخير مذ عرفت حقيقة الاستخارات وما وقع أبدا فيها خلل ولا ما أكره ولا ما يخالف السعادات والعنايات فأنا فيها كما قال بعضهم :

قلت للعاذل لما جاءني

من طريق النصح يبدي ويعيد

أيها الناصح لي في زعمه

لا تزد نصحا لمن ليس يريد

فالذي أنت له مستقبح

ما على استحسانه عندي مزيد

وإذا نحن تباينا كذا

فاستماع العذل (٢) شيء لا يفيد (٣)

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاوس وأنا أضرب لك مثلا تعرف به فضل مشاورة الله جل جلاله زيادة على ما قدمناه أولا أما تعلم من نفسك أنك لو بنى لك البناء دارا وفرغ منها فرأيت فيها خللا وشعثا في بعض بنائها أما كنت تطلب البناء العارف بها وتسأله عن ذلك وكذلك لو أردت أن تحفر في بعض جهاتها بئرا وتعمل على (٤) بعض سطوحها (٥) غرفة أما كنت تستعلم من البناء العارف بها في أي المواضع أقوى لعمل الغرفة ونحو هذا من مصالح الدار وأنت تعرف أن الله جل جلاله بنى لك دار الدنيا العظيمة وهو العالم بأسرارها المستقيمة

__________________

(١) في « د » : تظهر.

(٢) العذل : الملامة ، وقد عذلته. والاسم العذل بالتحريك ، يقال عذلت فلانا فاعتذل ، أي لام نفسه وأعتب. « الصحاح ـ عذل ـ ٥ : ١٧٦٢ ».

(٣) أورده المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٣٢ / ٧.

(٤) في « م » : في.

(٥) في « م » : غرفها.

٢٢٤

والسقيمة فكما تستعلم مصالح دارك اليسيرة من (١) البناء فاستعلم مصالح دارك الكبيرة من الله عز وجل العالم بجميع الأشياء.

مثال آخر : أما تعلم أنك لو اشتريت عبدا من سيد قد كان العبد عند ذلك السيد عشر سنين أو نحو هذا المقدار ثم مرض العبد عندك تلك الليلة فإنك تنفذ (٢) إلى سيده الأول وتسأله عن ذلك المرض وتقول هو أعرف لأن العبد أقام عنده أكثر مني أفما تعرف أن الله جل جلاله قد خلقك قبل النطفة ترابا ثم أودعك بطونا بعد أن أودعك أصلابا ثم نطفة وثم علقة (٣) ثم مضغة (٤) ثم عظاما ثم كسا العظام لحما ثم جنينا ثم رضيعا ثم طفلا ثم ناشئا فما لك لا تستشيره وتستعلم منه جوابا لا يكون أبدا إلا صوابا ولأي حال إذا تجدد عندك ما يحتاج أن تستعلمه منه جل جلاله لا يكون عندك سبحانه مثل سيد ذلك العبد الذي استعلمت منه مصلحته فاجعل الله جل جلاله إن كنت لا تعرف جلاله كسيد ذلك العبد المذكور واستعلم منه ما تحتاج إلى معرفته من مصالح الأمور.

مثال آخر : أما تعرف أنك لو أردت سفرا في الشتاء وسفرا في الصيف أو في الربيع وطيب الهواء وما تعلم في تلك الحال ما غلب على باطن مزاجك من الحرارة والبرودة أو (٥) الرطوبة أو (٦) اليبوسة فهل تجد أحدا من الخلائق يعلم في تلك الحال ما غلب على باطن مزاجك ويعرفه

__________________

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه ليستقيم السياق.

(٢) في « د » : تجيء.

(٣) العلقة : هي القطعة الجامدة من الدم بعد أن كانت منيا ، وبعد أربعين يوما تصير مضغة ، وجمعها علق « مجمع البحرين ـ علق ـ ٥ : ٢١٦ ».

(٤) المضغة بالضم : قطعة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة ، سميت بذلك لأنّها بقدر ما يمضغ « مجمع البحرين ـ مضغ ـ ٥ : ١٦ ».

(٥ ـ ٦) في « د » : و.

٢٢٥

على التفاصيل والحقائق قبل أن يظهر إلى ظاهر جسدك فإن الطبيب وأنت أوائل الأمراض إنما تعرفها أنت والطبيب إذا قويت وأثرت حتى بلغت تغير (١) الأعراض إلى ظاهر الجسد فإذا قلت لنفسك أو لغيرك من العباد أنا أريد السفر في الشتاء فهل ترى لي في ذلك صلاحا فأنت تعلم أنه ما يدري هل الحرارة قد ابتدأت وغلبت عليك فيضرك الهواء أو أردت سفرا في الصيف فما تدري أنت ولا المشير عليك من العباد ما الذي غلب على مزاجك وما يتجدد من مصالحك إذا سافرت أو أقمت ولو بلغ المشير من الناس غاية الاجتهاد فعلام لا تستعلم هذا كله ممن يعلمه على التفصيل وهو أشفق وأرفق من كل شفيق في كثير وقليل.

مثال آخر : أما تعلم أن كل من برز في صنعته رجح أهل تلك الصنعة إلى معرفته إذا اختلفوا أو اشتبه شيء مما اطلع هو على حقيقته فلأي حال ما ترجع إلى الله في جميع (٢) ما تحتاج فيه إلى مشاورته فالدنيا والآخرة وأنت من صنعته وقد برز فيها على كل صانع ( وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى ) وعلم أسرارها ومسارها وأخطارها معرفة لا تطلع أنت لا وغيرك عليها إلا من جانب تعريفه وإشارته.

__________________

(١) في « م » تعبير ، وفي « د » : تغيير.

(٢) في « د » : كل.

٢٢٦

الباب العاشر

فيما رويته أو رأيته من مشاورة الله جل جلاله بصلاة

ركعتين والاستخارة برقعتين

قد ذكرنا فيما تقدم ما أردنا ذكره من ترجيح الاستخارات بالست الرقاع على ما وصفناه على سائر الاستخارات وكشفنا ذلك وأوضحناه وإنما نؤثر ذكر مشاورة الله جل جلاله بالاستخارات بمهما كان من ذلك المعنى لأجل تقوية الروايات لتكون شاهدة بالاتفاق على معنى المشاورة لله جل جلاله وإن اختلفت في صفات المشاورات (١) ليكون الاتفاق والإطباق على أن الله يستشار ويستخار ففي ذلك تأكيد وتمهيد وتوطيد وبلاغ لمن عنده تأييد وتسديد ومزيد.

وأما الرواية بصلاة ركعتين والاستخارة برقعتين فَأَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ إِلَى الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ فِيمَا ذَكَرَهُ مِنْ كِتَابِ الْكُلَيْنِيِّ فِي آخِرِ بَابِ صَلَاةِ

__________________

(١) لَيْسَ فِي « مَ » ، وَفِي « د » : فَيَكُونُ مساحة بالاتفاق عَلَى مَعْنَى وَالْمُشَاوَرَةِ إِلَى اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ فِي صِفَاتِ المشاورات.

٢٢٧

الِاسْتِخَارَةِ.

عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ عَنْهُمْ عليهم‌السلام قَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ وَقَدْ سَأَلَهُ عَنِ الْأَمْرِ يَمْضِي فِيهِ وَلَا يَجِدُ أَحَداً يُشَاوِرُهُ فَكَيْفَ يَصْنَعُ قَالَ شَاوِرِ اللهَ (١) قَالَ فَقَالَ لَهُ كَيْفَ قَالَ انْوِ الْحَاجَةَ فِي نَفْسِكَ وَاكْتُبْ رُقْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ لَا وَفِي وَاحِدَةٍ نَعَمْ وَاجْعَلْهُمَا فِي بُنْدُقَتَيْنِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَاجْعَلْهُمَا تَحْتَ ذَيْلِكَ وَقُلْ يَا اللهُ إِنِّي أُشَاوِرُكَ فِي أَمْرِي هَذَا وَأَنْتَ خَيْرُ مُسْتَشَارٍ وَمُشِيرٍ فَأَشِرْ عَلَيَّ بِمَا فِيهِ صَلَاحٌ وَحُسْنُ عَاقِبَةٍ ثُمَّ أَدْخِلْ يَدَكَ فَإِنْ كَانَ فِيهَا نَعَمْ فَافْعَلْ وَإِنْ كَانَ فِيهَا لَا لَا تَفْعَلْ هَكَذَا تُشَاوِرُ (٢) رَبَّكَ (٣).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس ما وجدت إلى حين تأليف هذا الكتاب في الاستخارة برقعتين غير هذه الرواية وهي مرسلة كما رويناها وكذا رواها جدي أبو جعفر الطوسي رضي‌الله‌عنه في تهذيب الأحكام (٤) وفي المصباح الكبير (٥) وما وجدت لها إسنادا متصلا إلا إلى علي بن محمد الذي رفعها.

أقول : وما وجدت رواية مسندة أيضا بصلاة ركعتين ورقعتين من غير أن تكون الرقعتان في بندقتين بل وجدت عن الكراجكي رحمة الله عليه قال وقد جاءت رواية أن تجعل رقاع الاستخارة اثنتين في إحداهما افعل وفي

__________________

(١) في « د » و « ش » : شاور ربك الله ، وفي الكافي : شاور ربك.

(٢) في الكافي : شاور.

(٣) رواه الكليني في الكافي ٣ : ٤٧٣ / ٨ ، والطبرسيّ في مكارم الأخلاق : ٣٢٣ ، والشهيد الأول في ذكرى الشيعة : ٢٥٢ ، وأورده باختلاف في ألفاظه الكفعمي في المصباح : ٣٩١ ، والبلد الأمين : ١٥٩ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٣٧ / ٢.

(٤) تهذيب الأحكام ٣ : ١٨٢ / ٧.

(٥) مصباح المتهجد : ٤٨١.

٢٢٨

الأخرى لا تفعل وتسترهما عن عينك وتصلي صلواتك وتسأل الله الخيرة في أمرك ثم تأخذ منهما واحدة فتعمل بما فيها (١).

هذا آخر ما ذكره ولم أجد الرواية بذلك بإسنادها.

أقول : ويحتمل أن يكون المراد بالاستخارة برقعتين على سبيل التخيير بينهما وبين غيرها من روايات الاستخارات أو لمن (٢) لا يتمكن من الاستخارة بالست الرقاع لبعض الأعذار ويكون هذا تأويلا في الجمع بينها (٣) وبين بعض الأخبار.

__________________

(١) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٤٠ / ٦.

(٢) في « د » : لم.

(٣) في « ش » : بينهما.

٢٢٩
٢٣٠

الباب الحادي عشر

في بعض ما رويته من الاستخارة بمائة مرة ومرة

١ ـ أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ الْفَاضِلُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ السَّعِيدِ أَبِي الْحُسَيْنِ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ وَالِدِهِ الْمَذْكُورِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُحْسِنِ الْحَلَبِيِّ عَنِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ عَنِ الْمُفِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَعاً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيِّ عَنْ وَالِدِهِ الْمَذْكُورِ فِيمَا رَوَاهُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى وُلْدِهِ مَا هَذَا لَفْظُهُ :

صَلَاةُ الِاسْتِخَارَةِ : وَإِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَخِرِ اللهَ تَعَالَى مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً فَمَا عَزَمَ لَكَ فَافْعَلْ وَقُلْ فِي دُعَائِكَ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَخِرْ لِي فِي كَذَا وَكَذَا لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ خِيَرَةً مِنْكَ فِي عَافِيَةٍ (١).

__________________

(١) نقله الصدوق عن رسالة أبيه في : من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٥٦ ، والمقنع : ٤٦.

٢٣١

أقول : وقد تقدمت روايتي عن مولانا الرضا عليه‌السلام لما استشاره علي بن أسباط فأشار عليه بالاستخارة بمائة مرة ومرة (١)

أَقُولُ : أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي كِتَابِنَا هَذَا إِلَى الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ فِيمَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ الْكَافِي قَالَ :

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ رُبَّمَا أَرَدْتُ الْأَمْرَ يَفْرُقُ مِنِّي فَرِيقَانِ (٢) أَحَدُهُمَا يَأْمُرُنِي وَالْآخَرُ يَنْهَانِي قَالَ فَقَالَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَخِرِ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً ثُمَّ انْظُرْ أَحْزَمَ (٣) الْأَمْرَيْنِ لَكَ فَافْعَلْهُ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ وَلْتَكُنِ اسْتِخَارَتُكَ فِي عَافِيَةٍ فَإِنَّهُ رُبَّمَا خِيرَ لِلرَّجُلِ فِي قَطْعِ يَدِهِ وَمَوْتِ وَلَدِهِ وَذَهَابِ مَالِهِ (٤).

وَرَوَى جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ الْأَحْكَامِ (٥) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِ.

__________________

(١) تقدم في ص ١٤٢.

(٢) أي يحصل بسبب ما أوردت فريقان ممن أستشيره ، أو المراد بالفريقين الرأيان أي يختلف رأيي فمرة أرجح الفعل والأخرى الترك. « مرآة العقول ١٥ : ٤٥٤ ».

(٣) أحزم : بالحاء المهملة ، والحزم ضبط الأمور والأخذ فيها بالثقة ، وفي بعض النسخ بالجيم. « مرآة العقول ١٥ : ٤٥٤ ».

(٤) الكافي ٣ : ٤٧٢ / ٧ ، ومصباح المتهجد : ٤٨٠ ، وأورده الشهيد الأول في ذكرى الشيعة : ٢٥١ ، والكفعمي في المصباح : ٣٩٠ ، والبلد الأمين : ١٥٩ ، ورواه البرقي باختلاف يسير في المحاسن : ٥٩٩ / ٧ الى قوله : أحزم الأمرين ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٧٦ / ٢٦.

(٥) تهذيب الأحكام ٣ : ١٨١ / ٥.

٢٣٢

فصل :

يتضمن الاستخارة بمائة مرة ومرة في آخر ركعة من صلاة الليل

أقول : ورويت مما رأيت في كتاب أصل الشيخ الصالح محمد بن أبي عمير المجمع على علمه وصلاحه رضوان الله عليه الاستخارة بمائة مرة ومرة في آخر ركعة من صلاة الليل ما هذا لفظه حقيقة :

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (١) عَنِ الِاسْتِخَارَةِ قَالَ فَقَالَ اسْتَخِرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ قَالَ تَقُولُ أَسْتَخِيرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِرَحْمَتِهِ أَسْتَخِيرُ اللهَ بِرَحْمَتِهِ (٢) (٣).

فصل :

يتضمن الاستخارة بمائة مرة ومرة عقيب ركعتي الفجر

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ الْفَاضِلُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ مَعاً بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيِّ فِيمَا وَجَدْتُهُ مَرْوِيّاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ النَّابِ وَذَكَرَ جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ أَنَّهُ ثِقَةٌ جَلِيلُ الْقَدْرِ وَأَنَّهُ يَرْوِي كِتَابَهُ عَنِ ابْنِ (٤) أَبِي جِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ وَالْحَسَنِ بْنِ

__________________

(١) فِي « د » وَ « ش » : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَالشَّيْخُ.

(٢) رَوَاهُ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فِي الْفَقِيهِ ١ : ٣٥٥ / ٣ ، وَنَقَلَهُ الْحُرِّ الْعَامِلِيِّ فِي وَسَائِلِ الشِّيعَةِ ٥ : ٢١٣ / ٢ ، وَالْمَجْلِسِيُّ فِي بِحَارُ الْأَنْوَارِ ٩١ : ٢٧٧ / ٢٧.

(٣) هَذَا الْفَصْلِ بكامله سَقَطَ مِنْ نُسْخَةٍ « مَ ».

(٤) مَا بَيْنَ المعقوفين مِنْ فِهْرِسْتُ الشَّيْخُ.

٢٣٣

عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ (١).

قَالَ حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الِاسْتِخَارَةِ فَقَالَ اسْتَخِرِ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَمَرَّةً فِي آخِرِ سَجْدَةٍ مِنْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ تَحْمَدُ اللهَ وَتُمَجِّدُهُ وَتُثْنِي عَلَيْهِ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ ثُمَّ تَسْتَخِيرُ اللهَ تَمَامَ الْمِائَةِ مَرَّةٍ وَمَرَّةً (٢).

__________________

(١) الفهرست : ٦٠ / ٢٣٠ ، وللشيخ الطوسيّ طريق آخر لكتاب حماد هو : عدة من أصحابنا ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمّد بن الوليد الخزاز عن حماد بن عثمان.

(٢) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٥٧ / ١٤ ، وقال معقّبا : « لعله سقط منه شيء كما يظهر من المكارم » ، ومراده ما ورد في مكارم الأخلاق ص ٣٢٠ : روى حماد بن عثمان عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال في الاستخارة : أن يستخير الله الرجل في آخر سجدة من ركعتي الفجر مائة مرة ومرة يحمد الله ويصلي على النبيّ وآله صلّى الله عليه وعليهم ثمّ يستخير الله خمسين مرة ، ثمّ يحمد الله تعالى ، ويصلي على النبيّ وآله صلّى الله عليه وعليهم ، ويتمم المائة والواحدة أيضا.

٢٣٤

الباب الثاني عشر

في بعض ما رويته في الاستخارة بمائة مرة ،

والإشارة في بعض الروايات إلى تعيين موضع

الاستخارات وإلى الاستخارة عقيب المفروضات

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ الْفَاضِلُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ مَعاً بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ وَقَدَّمْنَا إِسْنَادَهُ إِلَيْهِ وَفِيمَا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَهَذَا إِسْنَادُهُ :

قَالَ جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَالْحِمْيَرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ.

قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي جِيدٍ عَنِ ابْنِ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ (١).

__________________

(١) فِهْرِسْتُ الشَّيْخُ : ١٤٢ / ٦٠٧.

٢٣٥

قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ وَالْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه الصلاة والسلام قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ مَا اسْتَخَارَ اللهَ عَبْدٌ قَطُّ مِائَةَ مَرَّةٍ إِلاَّ رُمِيَ بِخَيْرِ الْأَمْرَيْنِ يَقُولُ اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ إِنْ كَانَ أَمْرُ كَذَا وَكَذَا خَيْراً لِأَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي وَعَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَيَسِّرْهُ لِي وَافْتَحْ لِي بَابَهُ وَرَضِّنِي فِيهِ بِقَضَائِكَ (١).

فصل :

يتضمن استخارة بمائة مرة بعد صوم ثلاثة أيام

وَأَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ مَعاً بِإِسْنَادِهِمَا الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي كِتَابِنَا هَذَا إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام إِذَا أَرَدْتُ الْأَمْرَ وَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَخِيرَ رَبِّي كَيْفَ أَقُولُ قَالَ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَصُمِ الثَّلَاثَاءَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ ثُمَّ صَلِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَكَانٍ (٢) نَظِيفٍ فَتَشَهَّدْ ثُمَّ قُلْ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ أَنْتَ عَالِمُ الْغَيْبِ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِيمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ فِيهِ وَافْتَحْ لِي بِهِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ شَرّاً لِي (٣) فِيمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي بِمَا تَعْلَمُ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَقْضِي وَلَا أَقْضِي وَ ( أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) تَقُولُهَا مِائَةَ مَرَّةٍ (٤)

__________________

(١) نقله الحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢١٥ / ٩ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٧٨ / ٢٨.

(٢) ما بين المعقوفين من البحار والوسائل.

(٣) ما بين المعقوفين من البحار.

(٤) نقله الحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢٠٧ / ١١ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٧٨.

٢٣٦

فصل :

يتضمن الاستخارة بمائة مرة يتصدق قبلها على ستين مسكينا

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ مِمَّا صَنَّفَهُ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ مِنْ نُسْخَةٍ وَجَدْتُهَا وَقَدْ قَرَأَهَا جَدِّي أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ وَذَكَرَ أَنَّهَا انْتَقَلَتْ إِلَيْهِ مَا هَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ :

فَضَالَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي الْأَمْرِ يَطْلُبُهُ الطَّالِبُ مِنْ رَبِّهِ قَالَ يَتَصَدَّقُ فِي يَوْمِهِ عَلَى سِتِّينَ مِسْكِيناً عَلَى كُلِّ مِسْكِينٍ صَاعاً بِصَاعِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ اغْتَسَلَ (١) فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي وَيَلْبَسُ أَدْنَى مَا يَلْبَسُ مَنْ يَعُولُ مِنَ الثِّيَابِ إِلاَّ أَنَّ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الثِّيَابِ إِزَاراً ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا وَضَعَ جَبْهَتَهُ فِي الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ لِلسُّجُودِ هَلَّلَ اللهَ وَعَظَّمَهُ وَمَجَّدَهُ وَذَكَرَ ذُنُوبَهُ فَأَقَرَّ بِمَا يَعْرِفُ مِنْهَا مُسَمًّى (٢) ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَإِذَا وَضَعَ (٣) فِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ وَاسْتَخَارَ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ يَقُولُ اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ ثُمَّ يَدْعُو اللهَ بِمَا يَشَاءُ وَيَسْأَلُهُ إِيَّاهُ وَكُلَّمَا سَجَدَ فَلْيُفْضِ بِرُكْبَتَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ يَرْفَعُ الْإِزَارَ حَتَّى يَكْشِفَهُمَا وَيَجْعَلُ الْإِزَارَ مِنْ خَلْفِهِ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ وَبَاطِنِ سَاقَيْهِ (٤).

__________________

(١) في البحار : فليغتسل.

(٢) في البحار : ويسمّي.

(٣) في البحار زيادة : رأسه.

(٤) نقله الحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢٠٧ / ١٢ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٥٨ / ٦ ، وقال في بيانه على الحديث : الظاهر أنّه يلبس الازار عوضا عن السراويل ليمكنه الافضاء بركبتيه الى الأرض. قوله : « ويجعل الازار » أي ما تأخر منه فقط أو ما تقدم منه أيضا.

٢٣٧

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاوس كلما أوردناه ونورده من الاستخارات المتضمنة للدعوات وبغير الست من الرقاع المرويات فالقصد منها التعريف لمن يقف عليها أن مشاورة الله جل جلاله بسائر الوجوه والأسباب من مهمات ذوي الألباب لأنني وجدت كثيرا من الناس مهملين لمقدس هذا الباب وغافلين عما فيه من الصواب.

فصل :

يتضمن الاستخارة بمائة مرة عقيب الفريضة

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ مَعاً عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ (١) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الدُّورْيَسْتِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا صَنَّفَهُ فِي كِتَابِ عُيُونِ أَخْبَارِ مَوْلَانَا الرِّضَا عليه‌السلام بِإِسْنَادِهِ فِي الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ مَوْلَانَا الصَّادِقِ عليه‌السلام أَنَّهُ يَسْجُدُ عَقِيبَ الْمَكْتُوبَةِ وَيَقُولُ اللهُمَّ خِرْ لِي مِائَةَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَتَوَصَّلُ بِالنَّبِيِّ وَالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام وَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَسْتَشْفِعُ بِهِمْ وَيَنْظُرُ مَا يُلْهِمُهُ اللهُ فَيَفْعَلُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى (٢).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس ولعل هذا لمن يكون (٣) له عذر عن صلاة المندوب للاستخارات أو على

__________________

(١) الظاهر حصول سقط في السند ، لأن الشيخ أبا الفرج عليّ بن أبي الحسين الراونديّ ينقل عن الدوريستي بواسطتين ، هما : أبوه ، عن عليّ بن عبد الصمد النيسابوريّ ، في الأغلب ، فتأمل.

(٢) نقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٧٨ ، وأورده النوريّ في مستدرك الوسائل ١ : ٤٥١ / ١ عن العيون ، ولم أجده فيه.

(٣) في « د » و « ش » : كان.

٢٣٨

سبيل التخيير بين الاستخارة عقيب المندوبات والمكتوبات أو لعل يحتمل أن يخص عمومه بالاستخارة بالرقاع أيضا عقيب المفروضات ويكون معنى الإلهام له أي في أخذ الرقاع ليحصل له بذلك كمال الشرف وزيادة الانتفاع.

فصل :

يتضمن الاستخارة بمائة مرة في آخر ركعة من صلاة الليل

أَرْوِيهَا بِإِسْنَادِيَ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنْ (١) أَبِي الْمُفَضَّلِ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ خوزياد (٢) قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبَزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ العشيريِ (٣) قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عَنِ الِاسْتِخَارَةِ فَقَالَ اسْتَخِرِ اللهَ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنْتَ سَاجِدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ قَالَ تَقُولُ أَسْتَخِيرُ اللهَ بِرَحْمَتِهِ أَسْتَخِيرُ اللهَ بِرَحْمَتِهِ (٤).

__________________

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من البحار.

(٢) في « ش » : الحسن بن حوزيار ، ولعله : الحسن بن خرزاذ الذي عنونه النجاشيّ قائلا : قمي كثير الحديث ، له كتاب أسماء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتاب المتعة ، وقيل : إنّه غلا في آخر عمره ، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الهادي عليه‌السلام.

انظر « رجال النجاشيّ : ٤٤ / ٨٧ ، رجال الشيخ : ٤١٣ / ٢٠ ، تنقيح المقال ١ : ٢٧٦ ، معجم رجال الحديث ٤ : ٣١٧ / ٢٨٠١ ».

(٣) في البحار : القشيري.

(٤) رواه الطبرسيّ في مكارم الأخلاق : ٣٢٠ ، مرسلا عن القسري ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٧٧.

٢٣٩

فصل :

يتضمن الاستخارة بمائة مرة عند الحسين بن علي عليهما‌السلام

أَخْبَرَنِي شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَالشَّيْخُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ كَمَا ذَكَرْنَاهُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ (١) عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام قَالَ مَا اسْتَخَارَ اللهَ عَبْدٌ قَطُّ فِي أَمْرٍ مِائَةَ مَرَّةٍ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام فَيَحْمَدُ اللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ إِلاَّ رَمَاهُ اللهُ بِخَيْرِ الْأَمْرَيْنِ (٢).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس فهذا ما أردنا ذكره من الأخبار بالاستخارة مائة مرة ويمكن الجمع بينها وبين الأخبار التي قدمناها في الاستخارة بالرقاع الست فتكون الإشارة بالمائة مرة في الروايات إلى الاستخارة بالرقاع فإنها مائة مرة أو التخيير كيلا يسقط شيء من هذه المنقولات.

فصل :

ونذكر الآن بعض ما وقفنا عليه من اختيار (٣) بعض أصحابنا الثقات في الاستخارة بمائة مرة فإنها يستخار بها في الدين والدنيا ولم يقتصروا على ما يسمى مباحات فنقول :

قد تقدم كلام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان فيما حكيناه عنه من كلامه في الرسالة العزية وأنه ذكر أن الاستخارة للطاعات

__________________

(١) في « د » و « ش » زيادة : قال الحسن بن عليّ بن فضّال.

(٢) رواه الحميري في قرب الإسناد : ٢٨ ، باختلاف يسير ، ونقله الحرّ العامليّ في وسائل الشيعة ٥ : ٢٢٠ / ١ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٩١ : ٢٧٩ / ٢٩.

(٣) في « د » : أخبار.

٢٤٠