بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار - ج ١

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٣٢
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

٩ ـ ما : المفيد ، عن الشريف الصالح أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر الموسويّ رحمه الله ، عن ابن عقدة ، عن يحيى بن الحسن بن الحسين العلويّ ، عن إسحاق بن موسى ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن الحسين ، عن الحسين بن عليّ ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المتّقون سادةٌ ، و الفقهاء قادةٌ ، والجلوس إليهم عبادةٌ .

١٠ ـ ما : جماعة منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمّد بن عبدون ، والحسن ابن إسماعيل بن اشناس ، وأبو طالب بن خرور ، وأبو الحسن الصفّار جميعاً عن أبي المفضّل الشيبانيّ ، عن أحمد بن عبيد الله : عن أيّوب بن محمّد الرقّيّ ، عن سلام بن رزين ، عن إسرائيل بن يونس الكوفيّ ، عن جدّه أبي إسحاق ، عن الحارث الهمدانيّ ، عن عليّ عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الأنبياء قادةٌ ، والفقهاء سادةٌ ، ومجالستهم زيادةٌ ، وأنتم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة ، والموت يأتيكم بغتةً ، فمن يزرع خيراً يحصد غبطةً ، ومن يزرع شرّاً يحصد ندامةً .

توضيح : بغتةً أي فجأةً والغبطة بالكسر : السرور وحسن الحال .

١١ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرّار (١) ، عن يونس رفعه قال : قال لقمان لابنه : يا بنيّ اختر المجالس على عينك ، فإن رأيت قوماً يذكرون الله عزّ وجلّ فاجلس معهم فإنّك إن تك عالماً ينفعك علمك ويزيدوك علماً ، وإن كنت جاهلاً علّموك ، ولعلّ الله أن يظلّهم برحمة فتعمّك معهم ، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإنّك إن تك عالماً لا ينفعك علمك ، وإن تك جاهلاً يزيدوك جهلاً ، ولعلّ الله أن يظلّهم بعقوبة فتعمّك معهم .

بيان : اختر المجالس على عينك : أي على بصيرة منك ، أو بعينك ، فإنّ « على » قد تجيىءُ بمعنى الباء ، أو رجّحها على عينك ، وعلى الأخير التفصيل لبيان المجلس الّذي ينبغي أن يختار على العين .

________________________

(١) وزان شداد ، هو اسماعيل بن مرار ، عده الشيخ في باب من لم يرو عن الائمة عليهم السلام وقال روى عن يونس بن عبد الرحمن وروى عنه ابراهيم بن هاشم .

٢٠١
 &

١٢ ـ مع : النقّاش ، عن أحمد الكوفيّ ، عن المنذر بن محمّد ، عن أبيه ، قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بادروا إلى رياض الجنّة ، فقالوا : وما رياض الجنّة ؟ قال : حلق الذكر .

ايضاح : حلق الذكر : المجالس الّتي يذكر الله فيها على قانون الشرع ويذكر فيها علوم أهل البيت عليهم‌السلام وفضائلهم ، ومجالس الوعظ الّتي يذكر فيها وعده ووعيده لا المجالس المبتدعة المخترعة الّتي يعصى الله فيها ، فإنّها مجالس الغفلة لا حلق الذكر .

١٣ ـ مع ، لى : في كلمات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله برواية الصادق عليه‌السلام أحكم الناس من فرّ من جهّال الناس ، وأسعد الناس من خالط كرام الناس . وسيأتي تمامه .

١٤ ـ غو : روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : تلاقوا وتحادثوا العلم فإنّ بالحديث تجلى القلوب الرائنة ، وبالحديث إحياءُ أمرنا فرحم الله من أحيا أمرنا .

بيان : قال الجوهريّ : الرين : الطبع والدنس ، يقال : ران على قلبه ذنبه يرين ريناً وريوناً أي غلب .

١٥ ـ غو : روى عدَّةٌ من المشائخ بطريق صحيح عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : إنّ الله عزَّ وجلّ يقول لملائكته عند انصراف أهل مجالس الذكر والعلم إلى منازلهم : اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من أعمالهم فيكتبون لكلّ واحد ثواب عمله ، ويتركون بعض من حضر معهم فلا يكتبونه ، فيقول الله عزّ وجلّ : ما لكم لم تكتبوا فلاناً أليس كان معهم ؟ وقد شهدهم فيقولون : يا ربّ إنّه لم يشرك معهم بحرف ولا تكلّم معهم بكلمة فيقول الجليل جلّ جلاله : أليس كان جليسهم ؟ فيقولون : بلى يا ربّ فيقول : اكتبوه ، معهم إنّهم قوم لا يشقى بهم جليسهم فيكتبونه معهم . فيقول تعالى : اكتبوا له ثواباً مثل ثواب أحدهم .

بيان : قوله عليه السلام : لا يشقى بهم جليسهم أي ببركتهم لا يخيب جليسهم عن كرامتهم فيشقى ، أو أنّ صحبتهم مؤثّرةٌ في الجليس فاستحقّ بسبب ذلك الثواب و السعادة .

١٦ ـ غو : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : تذاكروا وتلاقوا وتحدّثوا ، فإنّ الحديث جلاءٌ ،

٢٠٢
 &

إنّ القلوب لترين كما يرين السيف وجلاؤها الحديث .

١٧ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عزّ وجلّ يقول : تذاكر العلم بين عبادي ممّا تحيى عليه القلوب الميتة إذا انتهوا فيه إلى أمري .

منية المريد : عن أبي عبد الله عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله .

١٨ ـ غو : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الحواريّون لعيسى عليه‌السلام : يا روح الله من نجالس ؟ قال : من يذكّركم الله رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقه ، ويرغّبكم في الآخرة عمله .

١٩ ـ غو : روي عن بعض الصادقين عليهم‌السلام أنّه قال : الجلساءُ ثلاثةٌ : جليسٌ تستفيد منه فألزمه ، وجليس تفيده فأكرمه ، وجليس لا تفيد ولا تستفيد منه فاهرب عنه .

٢٠ ـ جا : المراغيّ ، عن ثوابة بن يزيد ، عن أحمد بن عليّ بن المثنّى ، عن محمّد بن المثنّى ، عن سبابة بن سوار ، عن المبارك بن سعيد ، عن خليل الفرّاء ، عن أبي المحبّر (١) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء ، والاستماع منهنّ ، والأخذ برأيهنّ ، ومجالسة الموتى ، فقيل له : يا رسول الله وما مجالسة الموتى ؟ قال : مجالسة كلِّ ضالّ عن الإيمان وحائر في الأحكام .

٢١ ـ جع : عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أباذرّ الجلوس ساعةً عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من قيام ألف ليلة يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة ، والجلوس ساعةً عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من ألف غزوة وقراءة القرآن كلّه . قال : يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كلّه ؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أباذرّ الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبُّ إلى الله من قراءة القرآن كلّه إثنا عشر ألف مرّة ! عليكم بمذاكرة العلم ، فإنَّ بالعلم تعرفون الحلال من الحرام . يا أباذرّ الجلوس ساعةً

________________________

(١) أبو المجبر ـ بالجيم او المهملة ـ ذكره في الاصابة ج ٤ ص ١٧٢ ، وروى عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله : « من عال ابنتين أو ابنين أو عمتين أو جدتين فهو معي في الجنة كهاتين ـ وضم رسول الله صلى الله عليه وآله أصبعيه السبابة والتي جنبها ـ فان كن ثلاثا فهو مفرح وان كن أربعا أو خمسا فيا عباد الله أدركوه ، أقرضوه ، ضاربوه » قال : وأخرجه مطين في الصحابة عن الحماني .

٢٠٣
 &

عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ! والنظر إلى وجه العالم خير لك من عتق ألف رقبة .

٢٢ ـ ضه : قال لقمان لابنه يا بنيّ جالس العلماء ، وزاحمهم بركبتيك فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يحيى القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء .

بيان : زاحمهم أي ضايقهم ، وادخل في زحامهم بركبتيك . أي أدخل ركبتيك في زحامهم . والوابل : المطر العظيم القطر الشديد .

٢٣ ـ ضه : روي عن بعض الصحابة ، قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إذا حضرت جنازة ومجلس عالم أيّهما أحبُّ إليك أن أشهد ؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن كان للجنازة من يتبعها ويدفنها فإنَّ حضور مجلس عالم أفضل من حضور ألف جنازة ، ومن عيادة ألف مريض ، ومن قيام ألف ليلة ، ومن صيام ألف يوم ، ومن ألف درهم يتصدّق بها على المساكين ، ومن ألف حجّة سوى الفريضة ، ومن ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل الله بمالك ونفسك وأين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم ؟ أما علمت انَّ الله يطاع بالعلم ويعبد بالعلم ؟ وخير الدنيا والآخرة مع العلم ، وشرّ الدنيا والآخرة مع الجهل ؟ .

٢٤ ـ كشف : عن الحافظ عبد العزيز ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مجالسة العلماء عبادة والنظر إلى عليّ عليه‌السلام عبادة ، والنظر إلى البيت عبادة ، والنظر إلى المصحف عبادة ، والنظر إلى الوالدين عبادة .

٢٥ ـ ختص : المفيد ، عن أبي غالب الزراريّ وابن قولويه ، عن الكلينيّ ، عن الحسين بن الحسن ، عن محمّد بن زكريّا الغلابيّ ، عن ابن عائشة النصري رفعه أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال في بعض خطبه : أيّها الناس اعلموا أنّه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه ، الناس أبناء ما يحسنون ، وقدر كلّ امرىء ما يحسن ، فتكلّموا في العلم تبيّن أقداركم .

٢٦ ـ ختص : قال الباقر عليه‌السلام : تذكّر العلم ساعةً خيرٌ من قيام ليلة .

٢٠٤
 &

٢٧ ـ ختص : قال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : محادثة العالم على المزبلة خيرٌ من محادثة الجاهل على الزرابيّ

٢٨ ـ وقال عليه‌السلام : لا تجلسوا عند كلّ عالم إلّا عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس : من الشكّ إلى اليقين ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن العداوة إلى النصيحة ، ومن الرغبة إلى الزهد .

٢٩ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : النظر في وجه العالم حبّاً له عبادةٌ .

٣٠ ـ كنز الكراجكىّ : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من جالس العلماء وقر ، ومن خالط الأنذال حقر .

٣١ ـ ومنه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب غيره وأنفق ما اكتسب في غير معصية ، ورحم أهل الضعف والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ،

٣٢ ـ ومنه : قال لقمان لابنه : أي بنيّ صاحب العلماء وجالسهم ، وزرهم في بيوتهم ، لعلّك أن تشبههم فتكون منهم .

٣٣ ـ عدة : عن عليّ عليه‌السلام قال : جلوس ساعة عند العلماء أحبّ إلى الله من عبادة ألف سنة ، والنظر إلى العالم أحبّ إلى الله من اعتكاف سنة في البيت الحرام ، وزيارة العلماء أحبّ إلى الله تعالى من سبعين طوافاً حول البيت وأفضل من سبعين حجَّة وعمرة مبرورة مقبولة ، ورفع الله له سبعين درجةً ، وأنزل الله عليه الرحمة ، وشهدت له الملائكة أنَّ الجنّة وجبت له .

٣٤ ـ منية المريد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا مررتم في رياض الجنّة فارتعوا قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنّة ؟ قال : حلق الذكر فإنّ لله سيّارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفّوا بهم .

قال بعض العلماء : حلق الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف يشتري و يبيع ويصلّي ويصوم وينكح ويطلّق ويحجّ وأشباه ذلك .

٢٠٥
 &

٣٥ ـ وخرج صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذاً في المسجد مجلسان : مجلس يتفقّهون ، ومجلس يدعون الله ويسألونه ، فقال : كلا المجلسين إلى خير ، أمّا هؤلاء فيدعون الله ، وأمّا هؤلاء فيتعلّمون ويفقّهون الجاهل ، هؤلاء أفضل ، بالتعليم أرسلت ، ثمّ قعد معهم .

٣٦ ـ وعن الباقر عليه‌السلام رحم الله عبداً أحيا العلم ، فقيل : وما إحياؤه ؟ قال أن يذاكره به أهل الدين والورع .

٣٧ ـ وعنه عليه‌السلام قال : تذاكر العلم دراسةٌ ، والدراسة صلاةٌ حسنةٌ .

٣٨ ـ في الزبور : قل لأحبار بني إسرائيل ورهبانهم (١) : حادثوا من الناس الأتقياء ، فإن لم تجدوا فيهم تقيّاً فحادثوا العلماء ، وإن لم تجدوا عالماً فحادثوا العقلاء فإنَّ التقى والعلم والعقل ثلاث مراتب ، ما جعلت واحدةً منهنّ في خلقي وأنا اُريد هلاكه .

باب

* ( العمل بغير علم ) *

١ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن طلحة بن زيد قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق ، ولا يزيده سرعة السير من الطريق إلّا بعداً .

سن : أبي ، عن محمّد بن سنان وعبد الله بن المغيرة معاً ، عن طلحة مثله .

ضا : مثله .

٢ ـ لى : العطّار ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسن بن زياد الصيقل قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام يقول : لا يقبل الله عزّ وجلّ

________________________

(١) الاحبار جمع الحبر بفتح الحاء وكسرها وسكون الباء : رئيس الكهنة عند اليهود : والكهنة جمع الكاهن ، وهو من يدّعى معرفة الاسرار وأحوال الغيب عند اليهود وعبدة الاوثان ، والذي يقدم الذبائح والقرابين عند النصارى . والرهبان جمع الراهب وهو من اعتزب عن الناس الى دير طلباً للعبادة وكانت الرهبانية عند اليهود والنصارى ممدوحة ومتداولة بينهم ، ولكن الاسلام نهى عن ذلك بقوله : « لا رهبانية في الاسلام . » وحث الناس على دخول الجماعات ومعاضدة النوع فيما يتعلق بالحضارة ويشيد به بنيان المجتمع .

٢٠٦
 &

عملاً إلّا بمعرفة ، ولا معرفة إلّا بعمل ، فمن عرف دلّته المعرفة على العمل ، ومن لم يعمل فلا معرفة له ، إنَّ الإيمان بعضه من بعض .

سن : أبي ، عن محمّد بن سنان مثله .

بيان : الظاهر أنّ المراد بالمعرفة اُصول العقائد ، ويحتمل الأعمّ . قوله : إنَّ الإيمان بعضه من بعض أي أجزاء الإيمان من العقائد والأعمال بعضها مشروطةٌ ببعض كأنَّ العقائد أجزاءُ الأعمال وبالعكس ، أو المراد أنَّ أجزاء الإيمان ينشأُ بعضها من بعض .

٣ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليه‌السلام قال : إيّاكم والجهّال من المتعبّدين والفجّار من العلماء فإنّهم فتنة كلّ مفتون .

أقول : أثبتنا هذا الخبر مع غيره ممّا يناسب هذا الباب في باب ذمّ علماء السوء .

٤ ـ ل : ابن المتوكّل ، عن الحميريّ ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن مالك ابن عطيّة ، عن الثمالي (١) عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : لا حسب لقرشيّ ولا عربيّ إلّا بتواضع ، ولا كرم إلّا بتقوى ، ولا عمل إلّا بنيّة ، ولا عبادة إلّا بتفقّه . ألا وإنَّ أبغض الناس إلى الله عزّ وجلّ من يقتدي بسنّة إمام ولا يقتدي بأعماله .

٥ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن المنذر بن محمّد ، عن أحمد بن يحيى الضبّيّ عن موسى بن القاسم ، عن أبي الصلت ، عن عليّ بن موسى ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول إلّا بعمل ، ولا قول وعمل إلّا بنيّة ، ولا قول وعمل ونيّة إلّا بإصابة السنّة .

تنوير : لا قول أي لا ينفع قول واعتقاد نفعاً كاملاً إلّا بانضمام العمل إليه ، و لا ينفعان أيضاً إلّا إذا كانا لله من غير شوب رياء وغرض فاسد ، ولا تنفع هذه الثلاثة أيضاً إلّا إذا كانت موافقةً للسنّة ، ولا يكون العمل مبتدعاً .

٦ ـ ير : ابن عيسى ، عن محمّد البرقيّ ، عن إبراهيم بن إسحاق الأزديّ ، عن أبي

________________________

(١) نسبة الى ثمالة ، والثمالي لقب ثابت بن دينار ابي صفية الازدي أبو حمزة الكوفي ، صاحب الدعاء المعروف الوارد في اسحار شهر رمضان كان من زهاد أهل الكوفة ومشائخها ، واجمعت الشيعة على جلالته ورفعة شأنه وقبول روايته من غير ترديد ، وقد لقى اربعة من الائمة : علي بن الحسين ، و محمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر عليهم السلام .

٢٠٧
 &

عثمان العبديّ ، عن جعفر عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول إلّا بعمل ، ولا عمل إلّا بنيّة ، ولا عمل ولا نيّة إلّا بإصابة السنّة .

٧ ـ سن : ابن فضّال ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عمل على غير علم كان ما يفسده أكثر ممّا يصلح .

الدرة الباهرة ـ عن الجواد عليه‌السلام مثله .

٨ ـ غو : روي عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال قطع ظهري إثنان : عالم متهتّك ، وجاهل متنسّك ، هذا يصدّ الناس عن علمه بتهتّكه ، وهذا يصدّ الناس عن نسكه بجهله .

ايضاح : قال الفيروزآباديّ : هتك الستر وغيره يهتكه فانهتك وتهتّك : جذبه فقطعه من موضعه إلى شقّ منه جزءاً فبدا ما وراءه ، ورجل منهتك ومتهتّك ومستهتك : لا يبالي أن يهتك ستره انتهى . والمتنسّك : المتعبّد المجتهد في العبادة . وصدّ الجاهل عن نسكه إمّا لأنّ الناس لمّا يرون من جهله لا يتبعونه على نسكه ، أو لأنّه بجهله يبتدع في نسكه فيتبعه الناس في تلك البدعة فيصدّ الناس عمّا هو حقيقة تلك النسك .

٩ ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن ابن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن موسى بن بكر ، عمّن سمع أبا عبد الله عليه‌السلام قال : العامل على غير بصيرة كالسائر على السراب بقيعة لا يزيد سرعة سيره إلّا بعداً .

تبيين : السراب : هو ما يرى في الفلاة من لمعان الشمس عليها وقت الظهيرة فيظنّ أنّه ماءٌ . يسرب أي يجري . والقيعة بمعنى القاع وهو الأرض المستوية ، وقيل : جمعه كجار وجيرة . وهو إشارة إلى ما ذكره الله تعالى في أعمال الكفّار وعدم انتفاعهم بها حيث قال : وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١) .

١٠ ـ ختص : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : المتعبّد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح ، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لأنّ العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه ، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفاً ، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشكّ والشبهة .

________________________

(١) النور : ٣٩ .

٢٠٨
 &

١١ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله ، وليكن من أبناء الآخرة ، فإنّه منها قدم وإليها ينقلب ، فالناظر بالقلب العامل بالبصر يكون مبتدأُ عمله أن يعلم أعمله عليه أم له ؟ فإن كان له مضى فيه ، وإن كان عليه وقف عنه فإنّ العامل بغير علم كالسائر على غير طريق ، فلايزيده بعده عن الطريق إلّا بعداً من حاجت والعامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع ؟ . إلى آخر ما سيأتي مشروحاً في كتاب الفتن .

١٢ ـ كنز الكراجكى : قال الصادق عليه‌السلام : أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله ، وأنصحوا لأنفسكم ، وجاهدوها (١) في طلب معرفة مالاعذر لكم في جهله ، فإنّ لدين الله أركاناً لا ينفع من جهلها شدّة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته ، ولا يضرّ من عرفها ، فدان بها حسن اقتصاده ، ولا سبيل لأحد إلى ذلك إلّا بعون من الله عزّ وجلّ .

باب ٦

* ( العلوم التي امر الناس بتحصيلها وينفعهم ، وفيه تفسير الحكمة ) *

الايات ، البقرة : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ٢٦٩

الاسرى : ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ٣٩

لقمان : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ١٢

الزخرف : قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ ٦٣

الجمعة : وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ٢

١ ـ ل : ماجيلويه ، عن محمّد العطار ، عن الأشعريّ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن حكم بن بهلول ، عن ابن همام ، عن ابن اُذينة ، عن أبان ابن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلاليّ قال : سمعت عليّاً عليه‌السلام يقول لأبي الطفيل

________________________

(١) وفي الكنز المطبوع : وجاهدوا في طلب .

٢٠٩
 &

عامر بن واثلة الكنانيّ (١) : يا أبا الطفيل العلم علمان : علم لا يسع الناس إلّا النظر فيه وهو صبغة الإسلام (٢) ، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عزّ وجلّ .

بيان : قال الفيروزآباديّ : الصبغة بالكسر : الدين والملّة ، وصبغة الله : فطرة الله ، أو الّتي أمر الله بها محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي الختانة انتهى .

أقول : المراد بالصبغة هنا الملّة أو كلّ مايصبغ الإنسان بلون الإسلام من العقائد الحقّة ، والأعمال الحسنة ، والأحكام الشرعيّة . وقدرة الله تعالى لعلّ المراد بها هنا تقدير الأعمال ، وتعلّق قدرة الله بخلقها ، أي علم القضاء والقدر والجبر والاختيار ، فإنّه قد نهي عن التفكّر فيها .

وفي نهج البلاغة : أنّه قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ وقد سئل عن القدر ـ فقال : طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجّوه ، وسرُّ الله فلا تتكلّفوه .

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن القاسم بن محمّد ، عن المنقريّ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه : للعالم ثلاث علامات : العلم بالله وبما يحبّ و ما يكره . الخبر .

بيان : العلم بالله يشمل العلم بوجوده تعالى وصفاته والمعاد ، بل جميع العقائد الضروريّة ، ويمكن إدخال بعضها فيما يحبّ .

٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقيّ ، عن المعلّى ، عن محمّد بن جمهور العمّيّ ، عن جعفر بن بشير البجليّ ، عن أبي بحر ، عن شريح الهمدانيّ ، عن أبي إسحاق السبيعيّ ، عن الحارث الأعور ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ثلاث بهنّ يكمل المسلم : التفقّه في الدين ، والتقدير في المعيشة ، والصبر على النوائب .

٤ ـ ب : ابن ظريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال : لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه ثلاث خصال : الفقه في الدين ، والصبر على المصائب ، وحسن التقدير في المعاش .

________________________

(١) اورده العامة والخاصة في تراجمهم ، وذكروا انه ممن ادرك النبي ثم اختص بصحابة على عليه السلام وعمّر بعد ذلك طويلا ولم يختلفوا في وثاقته وقبول حديثه .

(٢) في الخصال المطبوع : وهو صفة الاسلام .

٢١٠
 &

بيان : التقدير في المعيشة : ترك الإسراف والتقتير ولزوم الوسط أي جعلها بقدر معلوم يوافق الشرع والعقل . والنوائب : المصائب .

٥ ـ لى : ابن إدريس ، عن البرقيّ ، عن محمّد بن عيسى ، عن الدهقان ، عن درست ، عن ابن عبد الحميد ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل ، فقال : ماهذا ؟ فقيل : علّامة ، قال : و ما العلّامة ؟ قالوا : أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها ، وأيّام الجاهليّة ، وبالأشعار والعربيّة ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذاك علم لا يضرّ من جهله ، ولا ينفع من علمه .

مع : أبي ، عن سعد ، عن اليقطينيّ ، عن الدهقان مثله .

سر : من كتاب جعفر بن محمّد بن سنان الدهقان ، عن عبيد الله ، عن درست ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، عنه عليه‌السلام مثله .

غو : عن الكاظم عليه‌السلام مثله . وزاد في آخره : ثمّ قال عليه‌السلام : إنّما العلم ثلاثة آيةٌ محكمةٌ (١) ، أو فريضةٌ عادلةٌ ، أو سنّةٌ قائمةٌ ، وما خلاهنّ هو فضل .

بيان : العلّامة صيغة مبالغة أي كثير العلم ، والتاء للمبالغة . قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما العلّامة ؟ أي ما حقيقة علمه الّذي به اتّصف بكونه علّامةً ؟ وهو أي نوع من أنواع العلّامة ؟ والتنوّع باعتبار انواع صفة العلم ، والحاصل ما معنى العلّامة الّذي قلتم و أطلقتم عليه ؟ . إنّما العلم أي العلم النافع ثلاثةٌ : آيةٌ محكمةٌ أي واضحة الدلالة ، أو غير منسوخة فإنّ المتشابه والمنسوخ لا ينتفع بهما كثيراً من حيث المعنى . وفريضةٌ عادلةٌ قال في النهاية : فريضةٌ عادلةٌ : أراد العدل في القسمة أي معدّلة على السهام المذكورة في الكتاب والسنّة من غير جور ، ويحتمل أن يريد أنّها مستنبطةٌ من الكتاب والسنّة فتكون هذه الفريضة تعدل بما اُخذ عنهما انتهى . والأظهر أنَّ المراد مطلق الفرائض أي الواجبات أو ما علم وجوبه من القرآن والأوّل أظهر لمقابلة الآية المحكمة ، و وصفها بالعادلة لأنّها متوسّطة بين الإفراط والتفريط وقيل المراد بها : ما اتّفق عليه

________________________

(١) وفي نسخة : علم آية محكمة .

٢١١
 &

المسلمون ولا يخفى بعده . والمراد بالسنّة المستحبّات أو ما علم بالسنّة وإن كان واجباً وعلى هذا فيمكن أن نخصَّ الآية المحكمة بما يتعلّق بالاُصول أو غيرهما من الأحكام والمراد بالقائمة الباقية غير المنسوخة . وما خلاهنّ فهو فضل أي زائد باطل لا ينبغي أن يضيع العمر في تحصيله .

٦ ـ مع ، ل : أبي ، عن سعد ، عن الإصبهانيّ ، عن المنقريّ ، عن سفيان بن عيينة (١) قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : وجدت علم الناس (٢) كلّهم في أربع : أوَّلها : أن تعرف ربّك ، والثانية : أن تعرف ما صنع بك ، والثالثة : أن تعرف ما أراد منك ، والرابعة : أن تعرف ما يخرجك من دينك .

سن : الإصفهانيّ مثله .

ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن الحسن بن عليّ بن عاصم ، عن المنقريّ مثله .

ما : الغضائريّ ، عن عليّ بن محمّد العلويّ ، عن أحمد بن محمّد بن الفضل الجوهريّ ، عن أبيه ، عن الصفّار ، عن القاشانيّ ، عن الإصبهانيّ ، عن المنقريّ مثله .

٧ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطيّ ، عن رجل من خزاعة ، عن الأسلميّ ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تعلّموا العربيّة فإنّها كلام الله الّذي يكلّم به خلقه ، ونظّفوا الماضغين ، وبلّغوا بالخواتيم .

تنوير : الماضغان : أُصول اللّحيين عند منبت الأضراس ، وتنظيفهما بالسواك و الخلال ، وقال الصدوق بعد ذكر هذا الخبر : قد روى أبو سعيد الآدميّ (٣) هذا الحديث وقال في آخره : بلّغوا بالخواتيم . أي اجعلوا الخواتيم في آخر الأصابع ، ولا تجعلوها في أطرافها ، فإنّه يروى أنّه من عمل قوم لوط . أقول : يمكن أن يكون بالعين المهملة أي بلّعوا أصابعكم في الخواتيم من البلع ، وفي أكثر النسخ بالغين المعجمة أي أبلغوها

________________________

(١) وفي نسخة : وجدت علوم الناس كلها في اربع .

(٢) هو سهل بن زياد الرازي ، ضعفه النجاشي في الحديث وقال : غير معتمد فيه وكان أحمد بن محمد ابن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب وأخرجه من قم الى الري . واختلف كلام الشيخ في توثيقه وتضعيفه .

(٣) بضم العين : كان من رجال العامة وربما ذكره بعضهم كابن حجر ورماه بالتدليس والاختلاط مات سنة ١٩٨

٢١٢
 &

آخر الأصابع ، بأن تكون الباءُ زائدةً ، وظاهر الصدوق أنّه قُرأ الأول بالمعجمة والثاني بالمهملة .

٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن عثمان بن نصير الحافظ ، عن يحيى بن عمرو التنوخيّ ، عن أحمد بن سليمان ، عن محمّد بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ عليهم‌السلام عن جابر بن عبد الله قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عبد الله عزّ وجلّ بشىء أفضل من فقه في دين . أو قال : في دينه . قال أحمد : فذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة فعرفه وأثبته لي عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام .

٩ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة و محمّد بن مسلم وبريد قالوا : قال رجل (١) لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ لي إبناً قد أُحبُّ أن يسألك عن حلال وحرام لا يسألك عمّا لا يعنيه ، قال : فقال : وهل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال والحرام ؟ .

سن : محمّد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبيه قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ لي إبناً وذكر مثله .

بيان : عمّا لا يعنيه أي لا يهمّه ولا يحتاج إليه .

١٠ ـ ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عميرة ، عن الثماليّ ، عن عليّ بن الحسين أو أبي جعفر عليهما‌السلام قال : متفقّه في الدين أشدّ على الشيطان من عبادة ألف عابد .

١١ ـ سن : أبي ، عن الحسن بن سيف ، عن أخيه عليّ ، عن سليمان بن عمر ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه خصال ثلاث : التفقّه في الدين وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على الرزايا .

بيان : الرزايا : جمع الرزيئة بالهمز وهي المصيبة .

١٢ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن ابن أسباط ، عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام .

________________________

(١) الظاهر أنه يعقوب بن قيس البجلي الدهني ، أبو خالد ، والد يونس بن يعقوب الاتي في الحديث التالي .

٢١٣
 &

١٣ ـ سن : محمّد بن عبد الحميد ، عن عمّه عبد السلام بن سالم ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضّة .

١٤ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن ابن أسباط ، عن العلاء ، عن محمّد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تفقّهوا في الحلال والحرام وإلّا فأنتم أعراب .

بيان : أي فأنتم في الجهل بالأحكام الشرعيّة كالأعراب الّذين قال الله فيهم : الأعراب أشدّ كفراً ونفاقاً (١) الآية . والأعراب : سكّان البادية لاواحد له ويجمع على أعاريب .

١٥ ـ سن : أبي ، عن عثمان بن عيسى : عن عليّ بن حمّاد ، عن رجل سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : لايشغلك طلب دنياك عن طلب دينك فإنّ طالب الدنيا ربّما أدرك وربّما فاتته فهلك بما فاته منها .

بيان : أي هلك لترك طلب الدين بسبب طلب أمر من الدنيا لم يدركه أيضاً فيكون قد خسر الدارين .

١٦ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن العلاء ، عن محمّد ، قال : قال أبو عبد الله و أبو جعفر عليهما السلام : لو اُتيت بشابّ من شباب الشيعة لا يتفقّه لأدّبته ، قال : وكان أبو جعفر عليه‌السلام يقول : تفقّهوا وإلّا فأنتم أعراب .

١٧ ـ سن : في حديث آخر لابن أبي عمير رفعه قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : لو أتيت بشابّ من شباب الشيعة لا يتفقّه في الدين لأوجعته .

١٨ ـ سن : في وصية المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : تفقّهوا في دين الله ولا تكونوا أعراباً فإنّه من لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزكّ له عملاً .

بيان : عدم النظر كنايةٌ عن السخط والغضب فإنّ من يغضب على أحد أشدّ الغضب لا ينظر إليه . والتزكية : المدح أي لا يقبل أعماله .

________________________

(١) التوبة : ٩٨ .

٢١٤
 &

١٩ ـ سن : عثمان بن عيسى ، عن عليّ بن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : تفقّهوا في الدين فإنّه من لم يتفقّه منكم فهو أعرابيّ ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه : ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون .

شى : عن أبي بصير عنه عليه‌السلام مثله .

٢٠ ـ سن : عليّ بن حسّان ، عمّن ذكره ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثٌ هنّ من علامات المؤمن : علمه بالله ، ومن يحبّ ، ومن يبغض .

٢١ ـ سن : أبي مرسلاً قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أفضل العبادة العلم بالله .

٢٢ ـ شى : عن أبي بصير قال : سألته عن قول الله : ومن يؤت الحكمة فقد اُوتي خيراً كثيراً . قال : هي طاعة الله ومعرفة الإمام (١) .

٢٣ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام : ومن يؤت الحكمة فقد اُوتي خيراً كثيراً . قال : المعرفة .

٢٤ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت ابا جعفر عليه‌السلام يقول : ومن يؤت الحكمة فقد اُوتي خيراً كثيراً . قال : معرفة الإمام ، واجتناب الكبائر الّتي أوجب الله عليها النار .

٢٥ ـ شى : عن سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : و من يؤت الحكمة فقد اُوتي خيراً كثيراً . فقال : إنّ الحكمة المعرفة والتفقّه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم ، وما أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس من فقيه .

بيان : قيل : الحكمة تحقيق العلم وإتقان العمل . وقيل : ما يمنع من الجهل . وقيل : هي الإصابة في القول . وقيل : هي طاعة الله ، وقيل : هي الفقه في الدين . وقال ابن دريد : كلّ ما يؤدّي إلى مكرمة ، أو يمنع من قبيح . وقيل : ما يتضمّن صلاح النشأتين . والتفاسير متقاربة ، والظاهر من الأخبار أنّها العلوم الحقّة النافعة مع العمل بمقتضاها وقد يطلق على العلوم الفائضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما يعلم .

٢٦ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : الحكمة ضياء المعرفة ، وميراث التقوى ، وثمرة

________________________

(١) الظاهر أن المروي عنه هو أبو جعفر عليه السلام بقرينة ما ياتى بعده كما أن الظاهر اتحاد الروايات الثلاثة المروية عن أبي بصير .

٢١٥
 &

الصدق ، وما أنعم الله على عبد من عباده نعمةً أنعم وأعظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة قال الله عزّ وجلّ : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ . أي لا يعلم ما أودعت وهيّأت في الحكمة إلّا من استخلصته لنفسي وخصّصته بها ، والحكمة هي الثبات ، وصفة الحكيم الثبات عند أوائل الاُمور والوقوف عند عواقبها ، وهو هادي خلق الله إلى الله تعالى . قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : لأن يهدي الله على يديك عبداً من عباد الله خير لك ممّا طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها .

بيان : ضياء المعرفة الإضافة إمّا بيانيّةٌ أو لاميّةٌ ، وعلى الأخير فالمراد النور الحاصل في القلب بسبب المعرفة ، أو العلوم الفائضة بعدها . والثبات عند أوائل الاُمور : عدم التزلزل من الفتن الحادثة عند الشروع في عمل من أعمال الخير ، وكذا الوقوف عند عواقبها وأواخرها وما يترتّب عليها من المفاسد الدنيويّة .

٢٧ ـ غو : عن معمّر ، عن الزهريّ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين .

نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن النبي صلّى الله عليه وآله مثله .

٢٨ ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .

٢٩ ـ سر : في جامع البزنطيّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال عليّ عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الرجل الفقيه في الدين إن اُحتيج إليه نفع ، وإن لم يحتج إليه نفع نفسه .

٣٠ ـ غو : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ شيء عماد ، وعماد هذا الدين الفقه .

٣١ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الفقهاءُ اُمناء الرسول .

٣٢ ـ وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لولده محمّد : تفقّه في الدين ، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء .

٢١٦
 &

٣٣ ـ جا : ابن قولويه ، عن الكلينيّ ، عن الحسين بن محمّد ، عن المعلّى (١) عن الوشّاء ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أراد الله بعبد خيراً فقّهه في الدين .

٣٤ ـ م : عن أبي محمّد العسكريّ عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : ما أنعم الله عزّ وجلّ على عبد بعد الإيمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله ومعرفة تأويله ، ومن جعل الله له من ذلك حظّاً ثمّ ظنَّ أنّ أحداً لم يفعل به ما فعل به وقد فضّل عليه فقد حقّر نعم الله عليه .

٣٥ ـ وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (٢) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فضّل الله عزّ وجلّ القرآن ، والعلم بتأويله ، ورحمته ، وتوفيقه لموالاة محمّد وآله الطاهرين ، ومعاداة أعدائهم ، ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وكيف لا يكون ذلك خيراً ممّا يجمعون ، وهو ثمن الجنّة ونعيمها ، فإنّه يكتسب بها رضوان الله الّذي هو أفضل من الجنّة ، ويستحقّ الكون بحضرة محمّد وآله الطيبين الّذي هو أفضل من الجنّة ، إنّ محمّداً وآل محمّد الطيّبين أشرف زينة الجنان ، ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله وبموالاتنا أهل البيت والتبرّي من أعدائنا أقواماً فيجعلهم في الخير قادة أئمّة في الخير ، تقتصّ آثارهم ، وترمق أعمالهم ، ويقتدى بفعالهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم ، وتمسحهم بأجنحتهم في صلاتهم ، ويستغفر لهم كلّ رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامّه ، وسباع البرّ وأنعامه ، والسماء ونجومها ،

٣٦ ـ ضه : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل العبادة الفقه ، وأفضل الدين الورع .

٣٧ ـ سر : من كتاب جعفر بن محمّد بن سنان الدهقانيّ ، عن عبيد الله (٣) ، عن

________________________

(١) الظاهر بقرينة روايته عن الوشاء هو المعلى بن محمد أبو الحسن البصري الذي قال في حقه النجاشي : مضطرب الحديث والمذهب .

(٢) يونس : ٥٨

(٣) الظاهر انه عبيد الله بن عبد الله الدهقان الواسطي ضعفه النجاشي في ص ١٦٠ وقال : له كتاب . وضعفه ايضا العلامة في القسم الثاني من الخلاصة .

٢١٧
 &

درست ، عن عبد الحميد بن أبي العلاء ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع .

بيان : الظاهر أنّ المراد علم النحو ، ولا ينافي تجدّد هذا العلم والإسم لعلمه عليه‌السلام بما سيتجدّد ، ويحتمل أن يكون المراد التوجّه إلى القواعد النحويّة في حال الدعاء ، والنحو في اللّغة : الطريق والجهة والقصد . وشيءٌ منها لا يناسب المقام إلّا بتكلّف تامّ (١) .

٣٨ ـ شى : عن يونس بن عبد الرحمن أنّ داود قال : كنّا عنده فارتعدت السماء فقال هو : سبحان من يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته . فقال له أبو بصير : جعلت فداك إنّ للرعد كلاماً ؟ فقال : يا أبا محمد سل عمّا يعنيك ودع ما لا يعنيك .

٣٩ ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ من البيان لسحراً ، ومن العلم جهلاً ، ومن الشعر حكماً ، و من القول عدلاً .

٤٠ ـ الدرة الباهرة : عن الكاظم عليه‌السلام قال : من تكلّف ما ليس من علمه ضيع عمله وخاب أمله .

٤١ ـ وقال الجواد عليه‌السلام : التفقّه ثمن لكلّ غال وسلّم إلى كلّ عال .

٤٢ ـ الجواهر للكراجكي : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : العلوم أربعة : الفقه للأديان ، والطبّ للأبدان ، والنحو للّسان ، والنجوم لمعرفة الأزمان .

٤٣ ـ دعوات الراوندي : قال الحسن بن عليّ عليهما‌السلام : عجب لمن يتفكّر في مأكوله كيف لا يتفكّر في معقوله ! ؟ فيجنّب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه .

٤٤ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلم علمان : مطبوع ومسموع ، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع .

٤٥ ـ وقال عليه‌السلام ـ وقد سئل عن القدر ـ : طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجّوه ، وسرّ الله فلا تتكلّفوه .

________________________

(١) الظاهر أن المراد بالنحو هو الطريق لو صحّ الخبر والمراد به الاشتغال بالعلم عن العمل . ط

٢١٨
 &

بيان : لعلّ المراد بالمطبوع ما استنبط بفهمه وفكره الصائب في الاصول و الفروع من الأدلّة العقليّة والنقليّة ، وربّما يخصّ المطبوع بالاُصول ، والمسموع بالفروع .

٤٦ ـ نهج : قال عليه‌السلام : الناس أعداء ما جهلوا .

٤٧ ـ وقال عليه‌السلام : لا تكونوا كجفاة الجاهليّة ، لا في الدين تتفقّهون ، ولا عن الله تعقلون كقيض بيض في أداح يكون كسرها وزراً ويخرج حضانها شرّاً .

بيان : القيض : قشر البيض ، والأداحي جمع الأدحية ، وهي مبيض النعام في الرمل ، وحضن الطائر بيضه حضناً وحضاناً : ضمّه إلى نفسه تحت جناحه للتفريخ . وقيل : الغرض التشبيه ببيض أفاعي وجدت في عشّ حيوان لا يمكن كسرها لاحتمال كونها من حيوان محلّل ، وإن تركت تخرج منها أفاعي فكذا هؤلاء إن تركوا صاروا شياطين يضلّون الناس ، ولا يمكن قتلهم لظاهر الإسلام . وسيأتي تمام الكلام وشرحه في كتاب الفتن .

٤٨ ـ نهج : في وصيّته للحسن عليه‌السلام : خض الغمرات إلى الحقّ حيث كان وتفقّه في الدين . إلى قوله عليه‌السلام : وتفهّم وصيّتي ، ولا تذهبنّ صفحاً ، فإنّ خير القول ما نفع ، واعلم أنّه لا خير في علم لا ينفع ، ولا ينتفع بعلم لا يحقّ تعلّمه . إلى قوله عليه‌السلام : وأن أبتدءك بتعليم كتاب الله عزّ وجلّ وتأويله ، وشرائع الإسلام وأحكامه ، وحلاله و حرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره .

٤٩ ـ كنز الكراجكى : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمس لا يجتمعن إلّا في مؤمن حقّاً يوجب الله له بهنّ الجنّة : النور في القلب ، والفقه في الإسلام ، والورع في الدين ، والمودّة في الناس ، وحسن السمت في الوجه .

٥٠ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : العلم أكثر من أن يحصى فخذ من كلّ شيء أحسنه .

٥١ ـ ومنه قال لقمان لابنه : يا بنيّ تعلّم الحكمة تشرّف ، فإنّ الحكمة تدلّ على الدين ، وتشرّف العبد على الحرّ ، وترفع المسكين على الغنيّ ، وتقدّم الصغير على الكبير : وتجلس المسكين مجالس الملوك ، وتزيد الشريف شرفاً ، والسيّد سودداً ، و

٢١٩
 &

الغنيّ مجداً ، وكيف يظنّ ابن آدم أن يتهيّأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة ولن يهيّىء الله عزّ وجلّ أمر الدنيا والآخرة إلّا بالحكمة ؟ ! ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بلا نفس ، أو مثل الصعيد بلا ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس ، ولا للصعيد بغير ماء ، ولا للحكمة بغير طاعة .

٥٢ ـ ومنه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله العلم علمان : علم الأديان وعلم الأبدان .

٥٣ ـ وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين .

٥٤ ـ عدة : قال العالم عليه‌السلام : أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلّا به ، و أوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به ، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده ، وأحمد العلم عاقبةً ما زاد في عملك العاجل .

٥٥ ـ منية المريد : قال الصادق عليه‌السلام : ما من أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس من موت فقيه .

٥٦ ـ وعنه عليه‌السلام إذا مات المؤمن الفقيه ثلم (١) في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء .

٥٧ ـ وفي التوراة : عظّم الحكمة فإنّي لا أجعل الحكمة في قلب أحد إلّا و أردت أن أغفر له ، فتعلّمها ثمّ اعمل بها ، ثمّ ابذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا والآخرة .

٥٨ ـ عن ابن عبّاس مرفوعاً في قوله تعالى : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ . قال : الحكمة : القرآن .

٥٩ ـ وروى بشير الدهّان (٢) قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فاذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم .

٦٠ ـ وروي عنه عليه‌السلام أنّه قال له رجل : جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر

________________________

(١) أي أحدث في الاسلام خللا لا يسدها شيء .

(٢) الكوفي ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم عليه السلام وقال : روى عن أبي عبد الله عليه السلام .

٢٢٠