نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢٠

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢٠

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

من رواته من الأئمّة والحفّاظ

وقد رواه من أعلام أئمّة الحديث ومشاهير الحفّاظ :

١ ـ أبو عبدالله الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ، المتوفّى سنة ٢٨٦.

٢ ـ عبدالله بن أحمد بن حنبل ، المتوفّى سنة ٢٩٠.

٣ ـ أبو سعيد أحمد بن محمّد ، ابن الأعرابي البصري المكّي ، المتوفّى سنة ٣٠٤.

٤ ـ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير ، المتوفّى سنة ٣١٠.

٥ ـ عبدالرحمن بن محمّد بن إدريس ، الشهير بابن أبي حاتم ، المتوفّى سنة ٣٢٧.

٦ ـ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، ابن عقدة الكوفي ، المتوفّى سنة ٣٣٢.

٧ ـ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، المتوفّى سنة ٣٦٠.

٨ ـ أبو بكر جعفر بن حمدان البغدادي القطيعي الحنبلي ، المتوفّى سنة ٣٦٨.

٩ ـ أبو الحسين محمّد بن المظفّر البغدادي ، المتوفّى سنة ٣٧٩.

١٠ ـ أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، المتوفّى سنة ٣٨٤.

١١ ـ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الواعظ ، المتوفّى سنة ٣٨٥.

١٢ ـ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك ، المتوفّى سنة ٤٠٥.

٣٠١

١٣ ـ أبو بكر ابن مردويه الأصفهاني ، المتوفّى سنة ٤١٠.

١٤ ـ أبو إسحاق الثعلبي ، صاحب التفسير المشهور ، المتوفّى سنة ٤٢٧.

١٥ ـ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني ، المتوفّى سنة ٤٣٠.

١٦ ـ أبو علي الحسن بن علي ، ابن المُذْهِب التميمي البغدادي ، المتوفّى سنة ٤٤٤.

١٧ ـ أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري البغدادي ، المتوفّى سنة ٤٥٤.

١٨ ـ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، المتوفّى سنة ٤٦٣.

١٩ ـ عبيد الله بن عبدالله ، الحافظ ، الحاكم الحسكاني ، المتوفّى سنة ٤٧٠.

٢٠ ـ أبو الحسن علي بن محمّد الجلاّبي الواسطي ، المعروف بابن المغازلي ، المتوفّى سنة ٤٨٣.

٢١ ـ أبو الحسن علي بن الحسن المصري الشافعي ، الشهير بالخلعي ، المتوفّى سنة ٤٩٢.

٢٢ ـ أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي ، صاحب كتاب الفردوس ، المتوفّى سنة ٥٠٩.

٢٣ ـ أبو نصر عبدالرحيم بن أبي القاسم القشيري النيسابوري ، المفسر ، المتوفّى سنة ٥١٤.

٢٤ ـ أبو القاسم هبة الله بن محمّد ، ابن الحصين الهمداني البغدادي ، المتوفّى سنة ٥٢٥.

٢٥ ـ أبو القاسم علي بن الحسن ، المعروف بابن عساكر الدمشقي ، المتوفّى سنة ٥٧١.

٣٠٢

٢٦ ـ أبو علي عمر بن علي بن عمر الحربي ، المتوفّى سنة ٥٩٨.

٢٧ ـ فخر الدين محمّد بن عمر الرازي ، صاحب التفسير الكبير ، المتوفّى سنة ٦٠٦.

٢٨ ـ أبو عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن ، المعروف بابن النجّار البغدادي ، المتوفّى سنة ٦٤٢.

٢٩ ـ ضياء الدين محمّد بن عبدالواحد ، المعروف بالضياء المقدسي ، المتوفّى سنة ٦٤٣.

٣٠ ـ أبو عبدالله محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ، المقتول سنة ٦٥٨.

٣١ ـ صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمّد الحموئي ، المتوفّى سنة ٧٢٢.

٣٢ ـ إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، صاحب التاريخ والتفسير ، المتوفّى سنة ٧٧٤.

٣٣ ـ جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي المدني ، المتوفّى سنة بضع و ٧٥٠.

٣٤ ـ أبو بكر نور الدين الهيثمي ، صاحب مجمع الزوائد ، المتوفّى سنة ٨٠٧.

٣٥ ـ نور الدين علي بن محمّد ابن الصباغ المالكي ، المتوفّى سنة ٨٥٥.

٣٦ ـ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي ، المتوفّى سنة ٩١١.

٣٧ ـ علي بن حسام الدين المتّقي الهندي ، صاحب كنز العمّال ، المتوفّى سنة ٩٧٥.

٣٨ ـ عبدالرؤف بن تاج العارفين المناوي المصري ، المتوفّى سنة ١٠٣١.

٣٠٣

٣٩ ـ قاضي القضاة الشوكاني اليمني ، المتوفّى سنة ١٢٥٠.

٤٠ ـ محمّد مؤمن الشبلنجي المصري ، المتوفّى بعد سنة ١٣٠٨.

فهؤلاء طائفة من أئمة أهل السنّة في شتّى العلوم ، في القرون المختلفة ، يروون حديث نزول قوله تعالى : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) في سيّدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، بأسانيدهم الكثيرة المتّصلة ، عن التابعين ، عن الصحابة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

من ألفاظ الحديث في أشهر الكتب

وهذه نبذة من ألفاظ الحديث بالأسانيد :

* مسند أحمد ـ من زيادات ابنه عبدالله ـ : « حدّثنا عبدالله ، حدّثني عثمان بن أبي شيبة ، ثنا مطلّب بن زياد ، عن السدّي ، عن عبدخير ، عن عليّ في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، والهادي رجل من بني هاشم (١).

* تفسير الطبري : « وقال آخرون : هو عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه. ذكر من قال ذلك : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ، قال : ثنا معاذ بن مسلم ، ثنا الهروي ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : لما نزلت ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) وضع صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره فقال : أنا المنذر ، ولكلّ قومٍ هاد ، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي » (٢).

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٢٦.

(٢) تفسير الطبري ١٢ / ٧٢ ، وسيأتي تحقيق الحال في سنده.

٣٠٤

* تفسير الحبري : « حدّثنا علي بن محمّد ، قال : حدّثني الحبري ، قال : حدّثنا [ حسن بن حسين ، حدّثني ] حبان عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) علي » (١).

* المعجم الصغير للطبراني : « حدّثنا الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثور ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا المطّلب بن زياد ، عن السدّي ، عن عبد خير ، عن عليّ كرم الله وجهه في الجنّة ، في قوله عزّوجلّ : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، والهاد [ ي ] رجل من بني هاشم.

لم يروه عن السدّي إلاّ المطّلب ، تفرّد به ابن أبي شيبة » (٢).

* تاريخ الخطيب ـ بترجمة الفضل بن هارون ـ : « أخبرنا محمّد بن عبدالله بن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثور ... » إلى آخر ما تقدّم (٣).

* مستدرك الحاكم : « أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السمّاك ، ثنا عبد الرحمن بن محمّد بن منصور الحارثي ، ثنا حسين بن حسن الأشقر ، ثنا منصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبدالأسدي ، عن علي ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال علي : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنذر ، وأنا الهادي.

هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه » (٤).

__________________

(١) تفسير الحبري : ٢٨١.

(٢) المعجم الصغير ١ / ٢٦١.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٢.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢٩.

٣٠٥

* تاريخ ابن عساكر : « أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

حيلولة : وأخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، أنبأنا أبو علي ابن المُذْهِب ، قالا : أنبأنا أبو بكر القطيعي ، أنبأنا عبدالله بن أحمد ، حدّثني عثمان بن أبي شيبة ، أنبأنا مطّلب بن زياد [ عن السدّي ] ، عن عبد خير ، عن عليّ في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، والهادي رجل من بني هاشم.

أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنبأنا أبو الطيّب طاهر بن عبدالله ، أنبأنا علي ابن عمر بن محمّد الحربي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبّار ، أنبأنا عثمان ابن أبي شيبة ، أنبأنا المطّلب بن زياد ، عن السدّي ، عن عبدخير ، عن علي ، قول عز وجل : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، والهادي عليّ.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبدالرحمن ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنبأنا أبو سعيد ابن الأعرابي ، أنبأنا أبو سعيد عبدالرحمن بن محمّد بن منصور ، أنبأنا حسين بن حسن الأشقر ، أنبأنا منصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عبّاد بن عبدالله ، عن عليّ ، قال في قوله تعالى : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، قال عليٌّ : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، وأنا الهاد.

وأخبرنا أبو طالب ، أنبأنا أبو الحسن ، أنبأنا أبو محمّد ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، أنبأنا أبو العباس الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي ، أنبأنا الحسن بن الحسين الأنصاري في هذا المسجد ـ وهو مسجد حبّة العرني ـ ، أنبأنا معاذ بن مسلم ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن

٣٠٦

عبّاس ، قال : لمّا نزلت ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أنا المنذر ، وعلي الهادي ، بك يا عليّ يهتدي المهتدون » (١).

* مجمع الزوائد : « قوله تعالى : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) عن عليّ رضي‌الله‌عنه في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، والهادي رجل من بني هاشم.

رواه عبدالله بن أحمد ، والطبراني في الصغير والأوسط ، ورجال المسند ثقات » (٢).

* الدرّ المنثور : « وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، وأبو نعيم في المعرفة ، والديلمي ، وابن عساكر ، وابن النجّار ، قال : لما نزلت ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) وضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره فقال : أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ رضي‌الله‌عنه فقال : أنت الهادي ، يا عليّ! بك يهتدي المهتدون من بعدي.

وأخرج ابن مردويه ، عن أبي برزة الأسلمي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ووضع يده على صدر نفسه ، ثمّ وضعها على صدر عليّ ويقول : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ).

وأخرج ابن مردويه ، والضياء في المختارة ، عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ في الآية ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، والهادي عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم ـ وصحّحه ـ وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن عليّ بن

__________________

(١) تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ ٢ / ٤١٥ ـ ٤١٧.

(٢) مجمع الزاوند ومنبع الفوائد ٧ / ٤١.

٣٠٧

أبي طالب رضي‌الله‌عنه في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر ، وأنا الهادي. وفي لفظٍ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه » (١).

* شواهد التنزيل : « حدّثني الوالد رحمه‌الله ، عن أبي حفص ابن شاهين ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي وإبراهيم بن خيرويه ، قالا : حدّثنا حسن بن حسين.

وأخبرنا أبو بكر محمّد بن عبدالعزيز الجوري ، قال : أخبرنا الحسن بن رشيق المصري ، قال : حدّثنا عمر بن علي بن سليمان الدينوري ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن ازداد الدينوري ، قال : حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري ، قال : حدّثنا معاذ بن مسلم ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : لما نزلت ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا المنذر وعليٌّ الهادي من بعدي ، وضرب بيده إلى صدر علي فقال : أنت الهادي من بعدي ، يا علي! بك يهتدي المهتدي.

أخبرنا أبو يحيى الحيكاني ، قال : أخبرنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بالكوفة قال : حدّثنا علي بن العباس بن الوليد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين ، قال : حدّثنا حسن بن حسين ، قال : حدّثنا معاذ بن مسلم الفرّاء ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : لما نزلت ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) أشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده إلى صدره فقال : أنا المنذر ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ثمّ أشار بيده إلى عليّ فقال : يا عليّ! بك يهتدي المهتدون بعدي.

أخبرنا أبو بكر ابن أبي الحسن الهاروني ، قال : أخبرنا أبو العباس بن

__________________

(١) الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ٤ / ٤٥.

٣٠٨

أبي بكر الأنماطي المروزي ، أنّ عبدالله بن محمّد بن علي بن طرخان حدّثهم ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبدالأعلى بن واصل ، قال : حدّثنا الحسن الأنصاري ـ وكان ثقة معروفاً يُعرف بالعرني ـ ، قال : حدّثنا معاذ بن مسلم بيّاع الهروي ـ قال عبدالأعلى : وهذا شيخ روى عنه المحاربي ـ ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) [ قال : ] قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا المنذر وعليٌّ الهادي [ ثمّ قال : يا علي! ] بك يهتدي المهتدون بعدي.

حدّثني أبو القاسم بن أبي الحسن الفارسي ، قال : أخبرنا أبي ، قال : أخبرنا محمّد بن القاسم المحاربي ، قال : حدّثنا القاسم بن هشام بن يونس ، قال : حدّثني حسن بن حسين ، قال : حدّثنا معاذ بن مسلم ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ووضع يده على صدره ، ثمّ قال : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ ، ثمّ قال : يا عليّ! بك يهتدي المهتدون.

حدّثني أبو سعد السعدي ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ ببغداد ، قال : أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن القاسم ، قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد المزني ، قال : حدّثنا حسن بن حسين به سواء ، قال : لما نزلت ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا يا عليّ المنذر ، وأنت الهادي ، بك يهتدي المهتدون بعدي.

وأخبرنا أبو سعد ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر الحافظ ببغداد ، قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن الفتح الخياط ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يزيد المؤدّب ، قال : حدّثني أحمد بن داود ـ ابن أُخت عبدالرزّاق ـ ، قال : حدّثني أبو صالح ، قال : حدّثني بعض رواة ليث ، عن ليث ، عن سعيد بن

٣٠٩

جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ليلة أُسري بي ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطانيه [ و ] سمعت منادياً من خلفي يقول : يا محمّد! إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد. قلت : أنا المنذر ، فمن الهادي؟ قال : عليٌّ الهادي المهتدي ، القائد أُمّتك إلى جنّتي غرّاً محجّلين برحمتي.

[ حدّثنا ] الجوهري ، [ قال : ] حدّثنا المرزباني ، [ قال : ] أخبرنا علي بن محمّد الحافظ ، قال : حدّثني الحبري ، قال : حدّثنا حسن بن حسين ، قال : حدّثنا حبان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس [ في قوله تعالى ] : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) [ قال : هو ] عليٌّ عليه‌السلام.

و [ قال : ] حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : أنبأني أبو الجارود ، عن أبي داود ، عن أبي برزة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ثمّ يردّ يده إلى صدره ، ثمّ يقول : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ويشير إلى عليّ بيده.

أخبرنا عقيل بن الحسين ، قال : أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الطيب السامري بها ، قال : حدّثنا إبراهيم بن فهد ، قال : حدّثنا الحكم بن أسلم ، قال : حدّثنا شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة [ في قوله تعالى : ] : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) يعني : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، [ وفي قوله : ] : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال : سألت عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنّ هادي هذه الأُمّة عليّ ابن أبي طالب.

حدّثنا الحاكم أبو عبدالله الحافظ إملاءٌ وقراءة ، قال : أخبرني أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ بالكوفة ، قال : أخبرنا المنذر بن محمّد بن المنذر بن سعيد اللخمي من أصل كتابه ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثني عمي الحسين بن

٣١٠

سعيد ، قال : حدّثني أبي سعيد بن أبي الجهم ، عن أبان بن تغلب ، عن نفيع بن الحارث ، قال : حدّثني أبو برزة الأسلمي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ووضع يده على صدر نفسه ، ثمّ وضعها على يد عليٍّ وقال : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ).

قال الحاكم : تفرّد به المنذر بن محمّد القابوسي بإسناده ، وهو من حديث أبان عجب جدّاً.

أخبرنا أبو عبدالله الشيرازي ، [ قال ] أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، قال : أخبرنا أبو أحمد البصري ، قال : حدّثنا أحمد بن عباد ، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى ، قال : حدّثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي داود ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ثمّ ضرب يده إلى صدره ، ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ويشير إلى علي عليه‌السلام.

أخبرنا الحاكم الوالد ، قال : أخبرنا أبو حفص ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، وعمر بن الحسن ، قالا : أخبرنا أحمد بن الحسن.

وأخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الحافظ ، أن عمر بن الحسن بن علي بن مالك أخبرهم ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الخراز ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا حصين بن مخارق ، عن حمزة الزيات ، عن عمر بن عبدالله بن يعلى بن مرة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) فقال : أنا المنذر ، وعليّ الهاد [ ي ]. لفظاً واحداً.

أخبرنا أبو الحسن النجّار ، قال : أخبرنا الطبراني ، قال : حدّثنا الفضل بن هارون ، قال : حدّثنا عثمان.

وأخبرنا أبو الحسن الأهوازي ، قال : أخبرنا أبو الحسن الشيرازي ، قال :

٣١١

حدّثنا عبدالله بن محمّد بن ناجية ، قال : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدّثنا مطلب بن زياد الأسدي ، عن السدي ، عن عبدخير ، عن علي في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) قال : رسول الله صلّى الله عليه المنذر ، والهادي رجل من بني هاشم.

[ ساقاه ] لفظاً سواءً [ وقالا : ] قال : تفرّد به عثمان.

وأخبرنا أبو عبدالله ، قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال : حدّثنا عبدابن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة به كلفظه.

أخبرنا أبو عبدالله الثقفي ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق المسوحي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبدالله بن صالح ، قال : حدّثنا المطّلب ، قال : حدّثنا السدي ، عن عبدخير ، عن عليّ في قوله : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ، قال : المنذر النبيّ ، والهادي رجل من بني هاشم. يعني نفسه.

أخبرنا محمّد بن عبدالله بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى ، قال : حدّثني المغيرة بن محمّد ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبدالرحمن الأزدي ـ سنة ست عشرة ومائتين ـ ، قال : حدّثنا قيس بن الربيع ، ومنصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبّاد بن عبدالله ، قال : قال عليٌّ : ما نزلت من القرآن آية إلاّوقد علمت في مَن نزلت ، قيل : فما نزل فيك؟ فقال : لولا أنّكم سألتموني ما أخبرتكم ، نزلت في [ هذه ] الآية : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) فرسول الله المنذر ، وأنا الهادي إلى ما جاء به.

حدّثني أبو الحسن الفارسي ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن أحمد الشيباني ، قال : حدّثنا أحمد بن علي بن رزين الباشاني ، قال : حدّثنا عبدالله

٣١٢

ابن الحرث ، قال : حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، قال : حدّثني أبي ، عن حكيم بن جبير ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالطهور وعنده علي بن أبي طالب ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي ـ بعد ما تطهّر ـ فألزقها بصدره ، فقال : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) ثمّ ردها إلى صدر علي ثمّ قال : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، ثمّ قال : إنّك منار الأنام ، وراية الهدى ، وأمين القرآن ، أشهد على ذلك أنّك كذلك.

أخبرنا أبو محمّد عبدالله بن عبدالرحمن الحرضي ، قال : حدّثنا يحيى ابن منصور القاضي ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم العبدي ، قال : حدّثنا هشام ابن عمّار ، قال : حدّثنا عراك بن خالد ، قال : حدّثنا يحيى بن الحارث ، قال : حدّثنا عبدالله بن عامر ، قال : أُزعجت الزرقاء الكوفية إلى معاوية ، فلمّا أُدخلت عليه قال لها معاوية : ما تقولين في مولى المؤمنين علي ، فأنشأت تقول :

صلّى الإله على قبرٍ تضمّنه

نورٌ فأصبح فيه العدلُ مدفونا

مَن حالفَ العدل والإيمان مقترناً

فصار بالعدلِ والإيمان مَقرونا

فقال لها معاوية : كيف غرّزت فيه الغريزة؟ فقالت : سمعت الله يقول في كتابه لنبيّه : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) المنذر رسول الله ، والهادي عليٌّ ولي الله.

أخبرنا السيّد أبو منصور [ ظفر بن محمّد ] الحسيني ، قال : حدّثنا ابن ماني ، قال : حدّثنا الحبري ، قال : حدّثنا حسن بن [ الحسين العُرني ] ، قال : حدّثنا علي بن القاسم ، عن عبدالوهّاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن قول الله عزّ وجلّ : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، قال : محمّد المنذر ، وعليٌّ الهاد [ ي ] » (١).

__________________

(١) شواهد التنزيل إلى قواعد التفضيل ١ / ٣٨١ ـ ٣٩٥.

٣١٣

الفصل الثاني

في بيان صحّة الحديث

قد تبيّن ممّا تقدّم كثرة أسانيد هذا الحديث الشريف ، ثمّ إنّ غير واحدٍ من الأئمّة الحفاظ قالوا بصحته ، منهم :

* الحاكم النيسابوري ، الذي نص على صحّة ما أخرجه ، وحكى تصحيحه غير واحدٍ من الأعلام كالحافظ السيوطي.

* والضياء المقدسي ، إذ أخرجه في كتابه المختارة كما في الدرّ المنثور وغيره ، وكتابه المذكور يعتبر من الكتب الصحاح ، لالتزامه فيه بالصحّة كما نصّ عليه العلماء ، كالحافظ السيوطي حيث قال في ذِكر مَن صحح الأحاديث :

« ومنهم : الحافظ ضياء الدين محمّد بن عبدالواحد المقدسي ، جمع كتاباً سمّاه المختارة التزم فيه الصحّة ، وذكر فيه أحاديث لم يُسبق إلى تصحيحها » (١).

وفي كشف الظنون : « المختارة في الحديث ، للحافظ ضياء الدين محمّد ابن عبدالواحد المقدسي الحنبلي ، المتوفّى سنة ٦٤٣ ، التزم فيه الصحّة ، فصحّح فيه أحاديث لم يُسبق إلى تصحيحها.

قال ابن كثير : وهذا الكتاب لم يتمّ ، وكان بعض الحفّاظ من مشايخنا يرجّحه على مستدرك الحاكم. كذا في الشذا الفيّاح » (٢).

__________________

(١) تدريب الراوي ١ / ١٥٥.

(٢) كشف الظنون ٢ / ١٦٢٤.

٣١٤

قلت :

وهذه عبارة ابن كثير في حوادث سنة ٦٤٣ ، حيث ذكر وفاة الضياء وترجم له ، فقال :

« وألّف كتباً مفيدة حسنة كثيرة الفوائد ، من ذلك : كتاب الأحكام ، ولم يتمه ، وكتاب المختارة وفيه علوم حسنة حديثية ، وهي أجود من مستدرك الحاكم لو كمل ... » (١).

* وأبو بكر الهيثمي ، إذ روى الحديث عن بعض الأئمّة ، ثمّ نص على أن « رجال المسند ثقات » (٢).

من أسانيده الصحيحة

وهذا بيان وثاقة رجال سنده في ( مسند أحمد ) :

فأمّا عبدالله بن أحمد :

فغني عن التوثيق.

وأمّا عثمان بن أبي شيبة :

فهو : عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن عثمان العبسي ، أبو الحسن ، ابن أبي شيبة ، الكوفي ، قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكره كذلك : « ثقة حافظ شهير ، وله أوهام ، وقيل : كان لا يحفظ القرآن ، من العاشرة ، مات سنة تسع وثلاثين وله ثلاث وثمانون سنة » وقد وضع عليه علامة : « البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة » (٣).

__________________

(١) تاريخ ابن كثير ١٣ / ١٧٠.

(٢) مجمع الزوائد ٧ / ٤١.

(٣) تقريب التهذيب ٢ / ١٣.

٣١٥

وأمّا مطلب بن زياد :

فذكره الحافظ ابن حجر بقوله : « المطّلب بن زياد بن أبي زهير ، الثقفي ، مولاهم ، الكوفي ، صدوق ، ربما وهم ، من الثامنة ، مات سنة خمس وثمانين » ثمّ وضع عليه من العلائم : بخ ص ق (١).

وأما السدي :

فهو : إسماعيل بن عبدالرحمن ، أخرج له مسلم والأربعة ، كذا علّم الحافظ ، وقد وصفه بالصدق (٢).

وأمّا عبدخير :

فهو : عبدخير بن يزيد ، وهو من رجال الصحاح الستّة كما علّم الحافظ ، وقال : « مخضرمٌ ، ثقة ، من الثانية ، لم تصحّ له صحبة » (٣).

وقال أيضاً : « قال أبو جعفر محمّد بن الحسين البغدادي : سألت أحمد ابن حنبل عن الثبت في عليّ ، فذكر عبدخير فيهم » (٤).

وقال ابن عبدالبر : « أدرك زمن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يسمع منه ، وهو من كبار أصحاب عليّ ، ثقة مأمون » (٥).

هذا ، ولا يخفى أنّ الهيثمي الذي حكم بأنّ « رجال أحمد ثقات » من أشهر وأعظم أئمة الحديث وعلماء الجرح والتعديل عندهم ، ولا بأس بنقل الكلمات التالية في حقه :

ابن حجر : « صار كثير الاستحضار للمتون جدّاً لكثرة الممارسة ، وكان

__________________

(١) تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٤.

(٢) تقريب التهذيب ١ / ٧١.

(٣) تقريب التهذيب ١ / ٤٧٠.

(٤) تهذيب التهذيب ٦ / ١٢٤.

(٥) الاستيعاب ٣ / ١٠٠٥.

٣١٦

هيّناً ليناً خيراً ... ».

البرهان الحلبي : « إنّه كان من محاسن القاهرة ».

التقي الفاسي : « كان كثير الحفظ للمتون والآثار ، صالحاً خيّراً ... ».

الأفقهسي : « كان إماماً عالماً ، حافظاً ، زاهداً ، متواضعاً ، متودداً إلى الناس ، ذا عبادة وتقشّف وورع ».

السخاوي : « الثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جدّاً ، بل هو في ذلك كلمة اّتفاق » (١).

السيوطي : « الهيثمي الحافظ ... قال الحافظ ابن حجر : كان خيّراً ساكناً ، صيّناً ، سليم الفطرة ، شديد الإنكار للمنكر ... » (٢).

قلت :

وللحديث أسانيد صحيحة غير ما ذكر ، ومن ذلك :

* رواية الحبري ، فإنّ سندها صحيح ، كما ذكرنا في بحثنا في سورة الدهر في بعض كتبنا.

* وقد رواه الحاكم الحسكاني ، عن الجوهري ، عن المرزباني ، عن علي بن محمّد الحافظ ، عن الحبري ... وقد ترجمنا لهم في مبحث سورة الدهر في بعض كتبنا (٣).

* رواية الطبري ، وهي عن الفضل بن هارون البغدادي ـ صاحب أبي ثور ـ عن عثمان بن أبي شيبة .. بالإسناد المتقدّم عن مسند أحمد.

__________________

(١) تجد هذا الكلمات في الضوء اللامع ٥ / ٢٠٠.

(٢) طبقات الحفاظ : ٥٤١ ، حسن المحاضرة في محاسن مصر والقاهرة ١ / ٣٦١.

(٣) راجع الجزء الثاني من كتابنا : تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات.

٣١٧

* ورواه الحافظ الخطيب البغدادي ، عن محمّد بن عبدالله بن شهريار ، عن الطبراني ... بالإسناد المتقدّم ، بترجمة الفضل بن هارون ، ولم يتكلّم عليه بشيء أصلاً (١).

* رواية ابن عساكر ، فقد روى الحديث بأسانيد ، بعضها صحيح بلا كلام ، ومن ذلك روايته :

عن « ابن الحُصَين » ، وقد وصفه الذهبي بقوله : « الشيخ الجليل ، المسنِد الصدوق ».

وحكى عن السمعاني قوله : « شيخ ديّن ، صحيح السماع ، واسع الرواية ... وكانوا يصفونه بالسداد والأمانة والخيرية ».

وعن ابن الجوزي : « كان ثقة » (٢).

عن « ابن المُذْهِب » وقد ترجم له الذهبي كذلك ، ووصفه بـ « الإمام العالم ، مسنِد العراق » (٣).

وقال الخطيب : « كتبت عنه ، وكان يروي عن القطيعي مسند أحمد بأسره ، وكان سماعه صحيحاً إلاّ أجزاء منه ، فإنّه ألحق اسمه » (٤) فقال ابن الجوزي وهذا لا يوجب القدح ، لأنّه إذا تيقّن سماعه للكتاب جاز أن يكتب سماعه بخطّه » (٥).

عن « القطيعي » قال الذهبي : « الشيخ العالم المحدّث ، مسنِد الوقت ... راوي مسند الإمام أحمد ... حدّث عنه : « الدارقطني وابن شاهين ، والحاكم ... »

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٢.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٣٦.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٤٠.

(٤) تاريخ بغداد ٧ / ٣٩٠.

(٥) المنتظم ٨ / ١٥٥.

٣١٨

وذكر جماعة ، ثمّ حكى قول الدارقطني : « ثقة زاهد قديم ، سمعت أنّه مجاب الدعوة » والبرقاني : « كان صالحاً ... ثبت عندي أنّه صدوق » والحاكم أنه : « حسّن حاله وقال : كان شيخي » (١).

عن « عبدالله بن أحمد » بالإسناد المتقدّم عن المسند.

وبعد ، فإنّه يكفي أن يكون للحديث سند واحد صحيح ، وقد رأينا أنّ له عدّة أسانيد صحيحة ، وهناك عشرات الأسانيد الأُخرى ، ومن جملتها ما في تفسير الثعلبي ، ولو كانت كلّ هذه ضعافاً فلا ريب في صلاحيّتها لتأييد الصحاح المذكورة.

على أنّ للحديث شواهد لا تحصى ، وستقف على طرفٍ منها.

أقول :

فهلمّ معي لننظر كيف يضطرب المتعصّبون أمام هذا الحديث الصحيح في إسناده ، والصريح في مفاده!! ..

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢١٠ ـ ٢١٣.

٣١٩

الفصل الثالث

في دفع شبهات المخالفين

وأنت إذا لاحظت كلماتهم وتدبرتها ، فسوف لن تجد لواحدٍ منهم كلاماً مقبولاً في قدح سند حديثنا ، أو تأويلاً معقولاً يحمل عليه معناه فيخرج عن الدلالة على مذهبنا وإليك أوّلاً نصوص عبارات هؤلاء :

* ابن الجوزي

قال أبو الفرج ابن الجوزي بتفسير الآية المباركة : « وقد روى المفسّرون من طرقٍ ، ليس فيها ما يثبت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره فقال : أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ فقال : أنت الهادي ، يا علي! بك يُهتدى من بعدي.

قال المصنّف : وهذا من موضوعات الرافضة » (١).

* الذهبي

وقال الذهبي معلّقاً على رواية الحاكم وتصحيحه : « قلت : بل كذبٌ ، قبّح الله واضعه » (٢).

__________________

(١) زاد المسير ٤ / ٣٠٧.

(٢) تلخيص المستدرك ٣ / ١٣٠.

٣٢٠