نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢٠

السيّد علي الحسيني الميلاني

نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار - ج ٢٠

المؤلف:

السيّد علي الحسيني الميلاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

١
٢

٣

٤

إهداء :

إلى حامل لواء الإمامة الكبرى والخلافة العظمى

ولي العصر المهدي المنتظر الحجة ابن الحسن العسكري أرواحناه فداه

يا أيّها العزيز مسنا وأهلنا الضر

وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل

وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين

علي

٥
٦

كلمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين. وبعد

فإنّ هذا ( قسم الآيات ) من كتابنا ( نفحات الأزهار ) ، وقد اشتمل على البحث حول دلالة سبعةٍ من آيات القرآن الكريم على إمامة سيّدنا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام ، وهي :

١ ـ آية الولاية.

٢ ـ آية التطهير.

٣ ـ آية المودّة.

٤ ـ آية المباهلة.

٥ ـ الآية : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ).

٦ ـ الآية : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ).

٧ ـ الآية : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (١).

إنّ الآيات الدالّة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام استناداً إلى روايات أهل السنّة تبلغ العشرات ، كما لا يخفى على المطّلع على كتب

__________________

(١) وما ذكرناه في ( دراسات في العبقات ) المطبوع في مقدمة الجزء الأوّل من كتابنا من أنّ الآيات ستّة فسهو.

٧

أصحابنا في هذا الباب ، لكن لمّا كان كتاب ( عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار ) في الردّ على ( التحفة الاثني عشرية ) وقد اقتصر صاحب ( التحفة ) على الآيات المذكورة فقط ، بل زعم الانحصار فيها ، كان ( قسم الآيات ) من كتاب ( العبقات ) أيضاً مقصوراً على تلك الآيات.

لقد أثبت صاحب ( العبقات ) أنّ كلّ آيةٍ من هذه الآيات هي بوحدها تكفي لإثبات الإمامة ، كما أثبت في ( قسم الأحاديث ) ـ وهي اثنا عشر حديثاً ـ دلالة كلّ واحدٍ منها بالإستقلال على الإمامة ، على ضوء كتب أهل السنّة المعتمدة المشهورة.

وقد حوى كتابنا ( نفحات الأزهار ) في أجزاءه التسعة عشر ( قسم الأحاديث ) المتوفّرة بأيدينا من كتاب ( عبقات الأنوار ).

أمّا ( قسم الآيات ) منه فلم نحصل عليه حتّى الآن ، إلاّ أنّا قد بحثنا عن تلك الآيات في كتابنا ( تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات ) مع التعرّض لكلام صاحب ( التحفة ) وبنفس اسلوب صاحب ( العبقات ) ، فأخرجناها في هذا الجزء من الكتاب ، نزولاً عند رغبة بعض الأصحاب.

والله هو الموفّق.

علي الحسيني الميلاني

٨

آية الولاية

٩
١٠

قوله تعالى

( إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتولّ الله ورسوله والّذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون ) (١).

وتسمى بـ « آية الولاية ».

ويتمّ إثبات الإمامة منها والبحث حولها في فصول :

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٥٥ و ٥٦.

١١

الفصل الأول

في رواة خبر نزولها في علي وأسانيده

إنّ هذه الآية المباركة نزلت في قضية تصدّق أمير المؤمنين عليه‌السلام بخاتمه على السائل وهو في حال الركوع ، وقد اتّفق الفريقان على رواية هذا الخبر بالأسانيد الكثيرة ، عن جمعٍ كبيرٍ من الصحابة ومشاهير التابعين.

من رواة الخبر من الصحابة والتابعين

لقد رووا هذا الخبر بأسانيدهم عن جمعٍ من الصّحابة والتابعين :

١ ـ أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٢ ـ المقداد بن الأسود الكندي.

٣ ـ عمّار بن ياسر.

٤ ـ عبدالله بن العبّاس.

٥ ـ أبو ذر الغفاري.

٦ ـ جابر بن عبدالله الأنصاري.

٧ ـ أبو رافع.

٨ ـ أنس بن مالك.

٩ ـ عبدالله بن سلام.

١٠ ـ حسّان بن ثابت ، في شعر له.

١١ ـ محمّد بن الحنفيّة.

١٢

١٢ ـ ابن جريج المكّي.

١٣ ـ سعيد بن جبير.

١٤ ـ عطاء.

١٥ ـ مجاهد.

١٦ ـ السدي.

١٧ ـ مقاتل.

١٨ ـ الضحاك.

أشهر مشاهير رواة الخبر من العلماء

وقد روى هذه المنقبة الجليلة كبار الأئمّة الحفّاظ وأعلام العلماء في مختلف القرون ، وهذه أسماء أشهر مشاهيرهم :

١ ـ سليمان بن مهران الأعمش ، المتوفى سنة ١٤٨ ، وقع في طريق رواية الحسكاني.

٢ ـ معمر بن راشد الأزدي المتوفّى سنة ١٥٣ ، وقع في طريق رواية الحسكاني.

٣ ـ سفيان بن سعيد الثوري ، المتوفّى سنة ١٦١ ، وقع في طريق رواية الحسكاني.

٤ ـ أبو عبدالله محمّد بن عمر الواقدي ، المتوفّى سنة ٢٠٧ ، كما في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى.

٥ ـ أبو بكر عبدالرزاق الصنعاني ، المتوفّى سنة ٢١١ ، كما في تفسير ابن كثير الدمشقي.

٦ ـ أبو نعيم الفضل بن دكين ، المتوفّى سنة ٢١٩ ، وقع في طريق رواية ابن أبي حاتم الرازي.

١٣

٧ ـ أبو محمّد عبد بن حميد الكشي ، المتوفّى سنة ٢٤٩ ، كما في الدر المنثور في التفسير بالمأثور.

٨ ـ أحمد بن يحيى البلاذري ، المتوفّى بعد سنة ٩٧٩ ، في أنساب الأشراف.

٩ ـ محمّد بن عبدالله الحضرمي ، المطين ، المتوفّى سنة ٢٧٩ ، وقع في طريق رواية أبي نعيم.

١٠ ـ أبو عبدالرحمن النسائي ، المتوفّى سنة ٣٠٣ ، في صحيحه.

١١ ـ محمّد بن جرير الطبري ، المتوفّى سنة ٣١٠ ، في تفسيره.

١٢ ـ ابن أبي حاتم الرازي ، المتوفّى سنة ٣٢٧ ، كما في تفسيره وغير واحدٍ من الكتب.

١٣ ـ أبو القاسم الطبراني ، المتوفّى سنة ٣٦٠ ، في المعجم الأوسط.

١٤ ـ عبدالله بن محمّد بن جعفر الأصبهاني ، أبو الشيخ ، المتوفّى سنة ٣٦٩ ، كما في الدرّ المنثور للسيوطي.

١٥ ـ أبو بكر الجصّاص الرازي ، المتوفّى سنة ٣٧٠ ، في أحكام القرآن.

١٦ ـ عمر بن أحمد بن شاهين البغدادي الواعظ ، المتوفّى سنة ٣٨٥ ، وقع في طريق رواية الحسكاني.

١٧ ـ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري ، المتوفّى سنة ٤٠٥ ، في كتاب علوم الحديث.

١٨ ـ أبو بكر ابن مردويه الأصبهاني ، المتوفّى سنة ٤١٠ ، كما في كنز العمّال.

١٩ ـ أبو إسحاق الثعلبي ، المتوفّى سنة ٤٢٧ ، في تفسيره.

٢٠ ـ أبو نعيم الإصفهاني ، المتوفّى سنة ٤٣٠ ، كما في الدر المنثور وغيره.

١٤

٢١ ـ أبو الحسن الماوردي الشافعي ، المتوفّى سنة ٤٥٠ ، كما في تفسيره.

٢٢ ـ أبو بكر الخطيب البغدادي ، المتوفّى سنة ٤٦٣ ، في كتابه المتفق والمفترق ، كما في كنز العمّال.

٢٣ ـ أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، المتوفّى سنة ٤٦٨ ، في أسباب النزول.

٢٤ ـ الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، المتوفّى سنة ٤٨٣ ، في مناقب علي بن أبي طالب.

٢٥ ـ أبو المظفر منصور بن محمّد بن عبدالجبّار السمعاني ، المتوفّى سنة ٤٨٩ ، في تفسيره.

٢٦ ـ أبو القاسم الحاكم الحسكاني النيسابوري ، في كتابه : شواهد التنزيل. ٢٧ ـ أبو الحسن علي بن محمّد الكيا الطبري ، المتوفّى سنة ٥٠٤ في تفسيره.

٢٨ ـ أبو محمّد الفراء البغوي ، المتوفّى سنة ٥١٦ ، في تفسيره.

٢٩ ـ أبو الحسن رزين العبدري الأندلسي ، المتوفّى سنة ٥٣٥ في الجمع بين الصحاح الستّة.

٣٠ ـ أبو القاسم جار الله الزمخشري ، المتوفّى سنة ٥٣٨ ، في الكشّاف.

٣١ ـ الموفّق بن أحمد الخطيب الخوارزمي المكّي ، المتوفّى سنة ٥٦٨ ، في مناقب علي بن أبي طالب.

٣٢ ـ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي ، المتوفّى سنة ٥٧١ ، في تاريخ دمشق.

١٥

٣٣ ـ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي ، المتوفّى سنة ٥٩٧ ، في تفسيره : زاد المسير.

٣٤ ـ أبو عبدالله الفخر الرازي ، المتوفّى سنة ٦٠٦ ، في تفسيره.

٣٥ ـ أبو السعادات ابن الأثير ، المتوفّى سنة ٦٠٦ ، في جامع الاصول.

٣٦ ـ محمّد بن محمود بن حسن ، ابن النجّار ، المتوفّى سنة ٦٤٣ ، وقع في طريق رواية الحموئي.

٣٧ ـ أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي ، المتوفّى سنة ٦٥٤ ، في تذكرة خواص الأُمة.

٣٨ ـ أبو عبدالله الكنجي الشافعي ، المتوفّى سنة ٦٥٨ ، في كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب.

٣٩ ـ عزالدين عبدالعزيز بن عبدالسلام السلمي الدمشقي ، المتوفّى سنة ٦٦٠ ، في تفسيره.

٤٠ ـ أبو سالم محمّد بن طلحة الشافعي ، المتوفّى سنة ٦٥٢ ، في مطالب السئول.

٤١ ـ ناصر الدين البيضاوي الشافعي ، المتوفّى سنة ٦٨٥ ، في تفسيره.

٤٢ ـ أبو العباس محب الدين الطبري الشافعي ، المتوفّى سنة ٦٩٤ في كتابيه : الرياض النضرة في مناقب العشرة ، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى.

٤٣ ـ حافظ الدين النسفي ، المتوفّى سنة ٧٠١ ـ أو ـ ٧١٠ ، في تفسيره.

٤٤ ـ شيخ الإسلام الحمّوئي الجويني ، المتوفّى سنة ٧٢٢ في كتابه فرائد السمطين.

٤٥ ـ علاء الدين الخازن البغدادي ، المتوفّى سنة ٧٤١ ، في تفسيره.

١٦

٤٦ ـ شمس الدين الإصبهاني ، المتوفّى سنة ٧٤٦ ، في شرح التجريد.

٤٧ ـ جمال الدين الزرندي ، المتوفّى سنة ٧٥٠ ، في نظم درر السمطين.

٤٨ ـ أبو حيان الأندلسي ، المتوفّى سنة ٧٥٤ ، في تفسيره البحر المحيط.

٤٩ ـ عضد الدين الإيجي ، المتوفّى سنة ٧٦٥ ، في كتاب المواقف في علم الكلام.

٥٠ ـ محمّد بن أحمد بن جزّي الكلبي ، المتوفّى سنة ٧٥٨ ، في تفسيره.

٥١ ـ نظام الدين القمي النيسابوري ، في تفسيره.

٥٢ ـ سعد الدين التفتازاني ، المتوفّى سنة ٧٩١ في شرح المقاصد.

٥٣ ـ السيّد الشريف الجرجاني ، المتوفّى سنة ٨١٦ ، في شرح المواقف.

٥٤ ـ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ، المتوفّى سنة ٨٥٢ ، كما في الكاف الشاف في تخريج الكشّاف.

٥٥ ـ نور الدين ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفّى سنة ٨٥٥ ، في الفصول المهمة في معرفة الأئمّة.

٥٦ ـ علاء الدين القوشجي السمرقندي ، المتوفّى سنة ٨٧٩ ، في شرح التجريد.

٥٧ ـ جلال الدين السيوطي ، المتوفّى سنة ٩١١ ، في الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، وغيره.

٥٨ ـ أبو السعود محمّد بن محمّد العمادي ، المتوفّى سنة ٩٥١ ، كما في تفسيره.

٥٩ ـ شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المكّي ، المتوفّى سنة ٩٧٤ ، في الصواعق المحرقة.

١٧

٦٠ ـ قاضي القضاة الشوكاني ، المتوفّى سنة ١٢٥٠ في تفسيره.

٦١ ـ شهاب الدين الآلوسي ، المتوفّى سنة ١٢٧٠ ، في تفسيره.

٦٢ ـ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي ، المتوفّى سنة ١٢٩٣ ، في ينابيع المودّة.

٦٣ ـ السيّد محمّد مؤمن الشبلنجي ، المتوفّى بعد ١٣٠٨ ، في نور الأبصار.

من نصوص الخبر في الكتب المعتبرة

وإليك عدّةً من نصوص الخبر ، في الكتب المعتبرة المشهورة :

* أخرج ابن الأثير ، عن رزين الحافظ ، عن النسائي ، ما نصّه :

« عبد الله بن سلام ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورهط من قومي ، فقلنا : إن قومنا حادّونا لما صدّقنا الله ورسوله ، وأقسموا لا يكلّمونا ، فأنزل الله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، ثمّ أذّن بلال لصلاة الظهر ، فقام الناس يصلّون ، فمن بين ساجدٍ وراكع ، إذا سائل يسأل ، فأعطاه عليّ خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقرأ علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ). أخرجه رزين » (١).

و « رزين » هو : رزين بن معاوية العبدري ، المتوفّى سنة ٥٣٥ كما في سير أعلام النبلاء ، وقد وصفه بـ : « الإمام المحدّث الشهير » (٢).

__________________

(١) جامع الأصول ٩ / ٤٧٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٠٤.

١٨

وقال ابن الأثير : « وتلاهم آخراً أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي ، فجمع بين كتب البخاري ومسلم والموطّأ لمالك وجامع أبي عيسى الترمذي وسنن أبي داود السجستاني وسنن أبي عبدالرحمن النسائي ، رحمة الله عليهم ، ورتّب كتابه على الأبواب دون المسانيد ».

قال : « وأمّا الأحاديث التي وجدتها في كتاب رزين ـ رحمه‌الله ـ ولم أجدها في الأُصول ، فإنّني كتبتها نقلاً من كتابه على حالها في مواضعها المختصّة بها ، وتركتها بغير علامة ، وأخليت لذكر اسم من أخرجها موضعاً ، لعلّي أتتبّع نسخاً أُخرىُ لهذه الأُصول وأعثر عليها ، فأثبت اسم من أخرجها » (١).

* أخرج ابن أبي حاتم بتفسير الآية ، قال :

« حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي ، ثنا أيوب بن سويد ، عن عتبة بن أبي حكيم في قوله : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال : علي بن أبي طالب.

حدّثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ، ثنا موسى ابن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فنزلت ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢).

* وأخرج أبو جعفر الطبري قال : « وأمّا قوله ( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) فإنّ أهل التأويل اختلفوا في

__________________

(١) جامع الأصول ١ / ١٩ وص ٢٣.

(٢) تفسير ابن أبي حاتم الرازي ٤ / ١١٦٢.

١٩

المعنّي به ، فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب ، وقال بعضهم عني به جميع المؤمنين » ثمّ ذكر :

« حدّثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال : ثنا أيوب بن سويد قال : ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال : علي بن أبي طالب.

حدّثني الحرث قال : ثنا عبدالعزيز قال : ثنا غالب بن عبيد الله قال : سمعت مجاهداً يقول في قوله : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية. قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدّق وهو راكع » (١).

* وأخرج الحاكم في النوع الثالث من الأفراد ، أحاديث لأهل المدينة تفرّد بها عنهم أهل مدينة أُخرى :

« حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن عبدالله الصفّار قال : ثنا أبو يحيى عبدالرحمن بن محمّد بن سلم الرازي بإصبهان ، قال : ثنا يحيى بن الضريس قال : ثنا عيسى بن عبدالله بن عبيدالله (٢) بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي قال : نزلت هذه الآية على رسول الله ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) فخرج رسول الله ودخل المسجد ، والناس يصلّون بين راكع وقائم ، فصلى ، فإذا سائل قال : يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال : لا إلاّهذا الراكع ـ لعلي ـ أعطاني خاتماً.

قال الحاكم : هذا حديث تفرّد به الرازيّون عن الكوفيين ، فإنّ يحيى بن

__________________

(١) تفسير الطبري ٦ / ١٨٦.

(٢) كذا ، وسيأتي صحيحه.

٢٠